جلال برجس يكتب بوعي من يؤمن "أن الكلمات طيور محلقة لها نفس طويل على اجتياز المسافات البعيدة". ولعلها من ذلك النوع الذي يخاطب الحالمين لذلك جاء إهداؤه "إليكم يا من كنتم تحلمون". ولكنها كما كنت قد وصفتها لا تبقى في هيئتها الحالمة. فهناك تماس واضح بين المادتين الحلمية والواقعية.
د. رزان إبراهيم
إن قيمة هذا العمل لا تتأتى من فنيته العالية فقط. بل من جرأته في طرح قضايا من الواقع تتوافق مع ما يشغل ذهن المثقف العربي المتعب. وهي قضايا تشكل في ذهن قارئها حالة من الحوار المفتوح الذي لا ينقضي بانتهاء العمل.
د. نضال الشمالي
رواية "أفاعي النّار" حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد. نصّ يحمل في داخله نواة الثّورة ضد ظلمة العقل. واستنكار لاغتيال التفكير. وهجوم بشكل إيحائي على ركون الكثير من الناس للتفسير السّاذج للظواهر والحالات والأشياء.
د. فاطمة نصير/ الجزائر
تقوم الرواية على ثنائيات مختلفة. العلم مقابل الجهل. والاعتدال مقابل التطرف. التنوير والعقلانية مقابل الظلامية والانفعال. وهي ثنائيات ذات أثر مدهش في رواية "أفاعي النار" أقام عليها جلال برجس رؤيته الفكرية ومعماره الفني.
د. عماد الضمور
من المفارقات اللافتة للنظر في هذه الرواية والتي تحملُ شجنًا عميقًا هي أن يكونَ المستنيرُ مشوّهًا وغيرَ قادرٍ على تقديم نفسه للمجتمع والناس بفعل التشويه المادي والمعنوي الذي تمارسه الجماعات المتطرفة وعملها الممنهج لتشويه وشيطنة كلّ القوى الباحثة عن التسامح والعلم والتحضُّر وقبول الآخر والاندماج بالمجتمع والحضارة الإنسانيين من دون استعلاء وجمود وتكفير.
جلال برجس شاعر وكاتب أردني، حائز على جائزة البوكر العربية2021 عن روايته (دفاتر الوراق) وجائزة كتارا للرواية العربية 2015 عن روايته أفاعي النار/ حكاية العاشق علي بن محمود القصاد، وجائزة رفقة دودين للإبداع 2014، عن رواية (مقصلة الحالم، و جائزة روكس بن زائد العزيزي 2012 عن المجموعة القصصية الزلزال. وصلت روايته سيدات الحواس الخمس للقائمة الطويلة في البوكر 2019 تخرج من مدارس محافظة مادبا ثم درس هندسة الطيران الحربي وعمل في سلاح الجو الملكي الأردني حتى عام 2007، انتقل بعدها للعمل في الصحافة الأردنية كمحرر في صحيفة الأنباط، ومن ثم مراسلاً لصحيفة الدستور. وعضو هيئة تحرير عدد من المجلات الثقافية. عمل في أكثر من شركة للطيران المدني إلى أن عُيِّن في المركز الأردني للتصميم والتطوير.
بدأ بنشر نتاجه الأدبي في أواخر التسعينات في الدوريات والملاحق الثقافية الأردنية والعربية. إضافة إلى عضويته في الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين، والهيئة العامة في اتحاد الكتاب العرب، واتحاد كتاب الإنترنت، وحركة شعراء العالم فهو يشغل موقع رئيس مختبر السرديات الأردني، ورئيس تحرير مجلة صوت الجيل، وأميناً سابقاً لسر رابطة الكتاب الأردنيين فرع مادبا، ورئيساً سابقاً لعدد من الملتقيات الأدبية، مثل ملتقى مادبا الثقافي، وملتقى أطفال مادبا الثقافي، اللذين أسسهما بمعية عدد من الأدباء والناشطين في العمل الثقافي، وترأس هيئتيهما لدورتين متتاليتين.
عمل مدير تحرير لعدد من المجلات الثقافية مثل مجلة مادبا، ومجلة الرواد. إضافة إلى ترأسه هيئة تحرير مجلة أمكنة الأردنية التي تهتم بأدبيات المكان، قبل توقف صدورها. يعد ويقدم برنامجًا إذاعيًا بعنوان (بيت الرواية) عبر أثير إذاعة مجمع اللغة العربية الأردني. كتب الشعر، والقصة، والمقالات النقدية والأدبية، ونصوص المكان، والرواية. اهتم بالمكان الذي تطرق له عبر عين ثالثة تجاوزت التاريخ، والجغرافيا لصالح القيمة الجمالية عبر رؤية شعرية لما وراء المكان؛ إذ نشر كتابه (رذاذ على زجاج الذاكرة/حكايات مكانية) قبل أن يصدر، في ملحق الدستور الثقافي في حلقات متتابعة. كما أصدر في هذا المجال بالتعاون مع رواق البلقاء كتابه الذي ترجم لسبع لغات (شبابيك مادبا تحرس القدس) عبر تداخل ما بين عدد من اللوحات الفنية لفنانين أردنيين وعرباً.
الجوائز جائزة كتارا للرواية العربية 2015، عن رواية (أفاعي النار/حكاية العاشق علي بن محمود القصاد) القائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية 2019 (البوكر)، عن رواية سيدات الحواس الخمس جائزة رفقة دودين للإبداع السردي 2014، عن رواية «مقصلة الحالم» جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012، عن مجموعته القصصية «الزلزال» الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2021 عن رواية «دفاتر الوراق» الترجمة الرواية
أفاعي النار: اللغة الفرنسية، اللغة الإنجليزية.
دفاتر الوراق: اللغة الإنجليزية. دار النشر: Interlink. المترجم: paul starkey 2) اللغة: الفارسية. دار النشر/ مرواريد. المترجم: كريم أسدي أصل. اللغة الأردية الهندية. المترجم راشد حسن.
الإصدارات الشعر
كأي غصن على شجر 2008. قمر بلا مَنازل 2011 أدب المكان
رذاذ على زجاج الذاكرة 2011 شبابيك تحرس القدس 2012 القصة
الزلزال 2012 الرواية
مقصلة الحالم أفاعي النار سيدات الحواس الخمس دفاتر الوراق بحوث حول الروايات رسالة ماجستير بعنوان: جماليات المكان في تجربة جلال برجس الروائية. وائل الزغايبة. جامعة فيلادفيا.الأردن 2020م رسالة ماجستير بعنوان (الأنا والآخر في “رواية سيدات الحواس الخمس” للروائي جلال برجس). حسين أبو حجيلة. جامعة فيلادلفيا. الأردن.2020م. (بحث محكم) لميادة الصعيدي بعنوان (ذاكرة المكان في السرد المعاصر مقصلة الحالم لجلال برجس أنموذجا) مجلة التحبير الجزائر (بحث محكم) للدكتورة درية فرحات بعنوان (أشكال السرد في رواية سيدات الحواس الخمس) مجلة المنافذ الثقافية أنماط المكان في رواية «سيدات الحواس الخمس» لجلال برجس دراسة تحليلية/ جامعة آل البيت
رواية مهمّة وترجمتها للغات الأجنبية ، عمل جيّد يساهم في إطلاع الآخر على منتجنا العربي ، يمتلك كاتبها أسلوبا مميزا ، ورؤية خاصة للأشياء والموجودات ، ثم إنها تظهر وعيا كبيرا بالفن الروائي الذي صار سيد الأجناس الأدبية في زمننا الحالي قارئ هذه الرواية يخرج منها ، وقد أثارت في ذهنه عدة أسئلة تحيط بالإنسان المعاصر ، وما تحيطه به التكنولوجيا ، التي غيّرت معالم الحياة ، وصار الإنسان يعيش تحت وطأتها مستفيدا منها في آن، ومجرّده إياه من الكثير مما كان عليه قبل غزوها لحياته .رواية جديرة بالقراءة وجديرة بالترجمة ، سعيدة بأني كنت من قرائها في نسختها الأصلية العربية ، وألف مبروك للرواية العربية المعاصرة وهنيئا لكاتبها الأديب جلال برجس حصوله على جائزة كتارا التي ثمّنت العمل وأشادت به. . **************** تجاذبات السّرد بين الرواية والحكاية قراءة نقدية في رواية "أفاعي النار" "حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد" للأديب :جلال برجس * د.فاطمة نصير/الجزائر fatmanecir@htmail.com أولاً : العتبات النصيّة / ممراّت العبور للمتن. للنصوص الأدبية مداخل متعدّدة تفضي بالقارئ إلى المتون، مداخل سميت نقديّاً بـ (عتبات النص) L'espac textuel أو (النّص الموازي) Le Paratéxt ، وهي كلّ تلك الإشارات والعبارات التي تغلّف النّص من الخارج. وتأتي عادة في الغلاف، وفي محتوى الإهداء، وفي صدارة الفصول، وفي الهوامش والحواشي، لتؤدي دورها في تشكيل شعلة المغامرة لدى القارئ للعبور للمتن والبحث فيه. وهذا لا يتحقق إلا في النصوص الروائية التي اشتُغلت بوعي وإتقان كبيرين، كرواية ( أفاعي النار/ حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد) للأردني جلال برجس، التي أوّل ما يستوقف القارئ فيها هو ازدواجية العنوان لنص واحد، (أفاعي النار) وهو العنوان الذي كتب بالبُند العريض، ثم جاء تحته بخط أقل سمكاً وحجماً عنوانٌ ثان وهو (حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد). إذ يتبادر لذهن القارئ في بادئ الأمر أنّ العنوان الثاني شارح للأول، لكن ما إن يتوغل في الرواية حتى يتّضح له أنه إزاء روايتين تجتمعان في رواية واحدة، يوحي المؤلف في البدء بانفصالهما، ثم عبر لعبة سردية ذكية يحقق الدهشة فيما بعد، ويلغي هذا الانفصال. وما هذه الازدواجية في العنوان إلا إزاحة فنية أبرزت وعياً لدى جلال برجس في الفصل بين الرواية والحكاية، والتي طالما وقع كثير من الكتّاب في الخلط بينهما. فمنهم من كتب حكاية على أنها رواية و مررت للقراء الذين لا يعي بعضهم الفارق بين هذين النمطين السرديين. جاء الفصل بين الرواية والحكاية برؤية تطبيقية في هذا النص الروائي المشيّد بوعي كبير بفنيات السّرد. إذ يتحوّل النّص من رواية إلى "حكاية"، عبر لعبة سرديّة أنقذ بها السّاردُ الأول (خاطر) روايته من فقدان نهائي كان نتيجة لحريق منزلي أتى على حاسوبه الذي يخزّن فيه المخطوط الوحيد لرواية كان قد أنهى تحريرها للتو في تلك الليلة. لاسترجاع الرواية الضائعة جرّاء ذلك الحريق، تحضر شخصية الحكّاءة "بارعة"، التي يستعيد "خاطر" عبر جلساتها الحكائية روايته المفقودة التي لم تقوَ ذاكرته على استردادها بعد حادثة الحريق. "بارعة"، هذا الاسم الذي يشير هو وباقي الأسماء إلى قصدية روائية في انتقاء الأسماء، تقوم على سرد الحكايات لمجموعة من الفتيات والفتيان تحت شجرة توت تقع بالقرب من بيتها، وصادف أن انضمّ لهم "خاطر" في اليوم الذي باشرت فيه سرد " حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد "، إذ تفاجأ بأن روايته ستروى على لسان تلك المرأة. وهنا تبدأ الحكاية دون أن يوصد السّارد باب الرواية، فكما سبق الإشارة ،فالرواية بوصفها صرحاً مشيّدا وعالماً متكاملاً، تمكّنت هنا من ابتلاع الحكاية. يظهر الفصل الواعي بين الحكاية والرواية بجلاء في تقسيم الفصول، وإدراج العناوين، ففي الثلث الأول من النص، يظهر عنوان كبير "أفاعي النار"، ومنه تفرّعت ثلاث عناوين يسبقها مدخل، هذه العناوين كالآتي (ليلة ناقصة ـ كابوس غريب ـ ما حدث تحت شجرة التوت). فبمجرّد أن استلمت "بارعة" زمام السّرد، تجدّد الترقيم ووضِع في مداخل الفصول عناوين تفرّعت عن عنوان كبير "حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد"، العناوين الفرعية هي عناوين الحكاية وهي كالآتي: (مَرَابِح الخاسرـ ليلة ظهور الغول ـ ابن القصّاد ـ أصل الحكاية ـ صاحب الكرامات ـ آخر شهقة الناي ). تحت كلّ عنوان من عناوين فصول الرواية وعناوين فصول الحكاية، تمّ وضع أقوال مقتبسة، فإن كان النّص استحضر مرتين مقولات لمشاهير أمثال" طاغور" و "آنا أخماتوفا" ، فإنّه في بقية العناوين ذهب لتجريب طريقة مبتكرة تفرّد بها جلال برجس، وهي اقتباس بعض خطابات شخصيات الرواية والحكاية، ثمّ جعلها كنصوص افتتاحية تحت عناوين الفصول، وكأنّ هذه الاقتباسات تساهم في إيهام القارئ باكتمال خلق الشخصيات، وقربها من طبيعة الشخصيات الواقعية المشهورة التي يلجأ الكثيرون لاقتباس أقوالهم وتضمينها في أقوالهم وكتاباتهم. أمّا عتبة الإهداء فكانت عبارة قصيرة مكثّفة جاء فيها : "إليكم، إن كنتم تحلمون"، على اعتبار أنّ الحلم هو الوجه الجميل الذي يناقض بشاعة الواقع وما يحمله من مآسي وعذابات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ للحلم فضل في استرجاع رواية "أفاعي النار"، من خلال بارعة التي حكت "حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد " وهي تسرد ما رأته في منامها. و للإهداء بوصفه عتبة هنا ، علاقة وثيقة بالنص، فحكاية العاشق علي بن محمود القصاد أليمة، ولا شيء يخفّف من حدّة الألم فيها سوى الحلم، لذا جاء الإهداء موجها لمن يحلمون وهم على أمل أن ينقذوا ذواتهم من هول " أفاعي النار"، حين تمتدّ إليهم. بالعودة إلى عنوان النص (الرواية/ الحكاية) والتركيز عليه باعتبار العنوان الكبير هو العتبة الأبرز والأعلى في النصوص، فإنّ عبارة "أفاعي النار"(عنوان الرواية) بوصفه جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، مشكّل من مبتدأ مرفوع، وهو مضاف (أفاعي)، أما (النار) فهي مضاف إليه، خبرها محذوف تقديره موجود، موجود داخل (المتن / النص) .وبالانتقال إلى العنوان الثاني،"حكاية العاشق علي بن محمود القصاد" وهو "عنوان الحكاية"، نجده كذلك من الناحية الإعرابية جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .إن الموقع الإعرابي لكلا العنوانين، الرواية والحكاية ابتدائي ولا محل له من الإعراب، يحيل إلى تفاصيل كثيرة، سيكون القارئ بصددها بين دفتي نص حمل الكثير من الإشكالات في قالب سردي فني تخييلي مترابط ومتشابك . أما من حيث توظيف كلمة أفاعي للهيب النار ، بدل ألسنة النار أو غير ذلك من استعارات، فإنّ لاختيار كلمة أفاعي، وقع يتغلغل في المتن، فالأفاعي في الأساطير والميثولوجيات والأديان والحضارات القديمة، هي رمز للخصب والانبعاث تارة، ورمز للقوة والطاقة تارة أخرى، وفي (سفر التكوين / الإصحاح الثالث) في التوراة تتخذ الأفعى دوراً سلبياً ممثلا في إغواء حواء للأكل من شجرة التفاح المحرّمة، ثمّ قامت حواء بإغواء آدم فأكل من ذات الشجرة ، وعلى إثرها طردهما الله من جنّته. إن هذه الخلفية المشبعة بالرموز هي التي أفعمت العنوان بقوّة الإيحاء، وليس بالضرورة أن يعثر القارئ على تأويل مطابق لما ورد في الميثولوجيات والأساطير، ممتثلا في نص الرواية، فالأديب يستفيد من مخزونه المعرفي لإعادة صياغته وتشكيله تخييلياً، وليس لتقديمه كما هو مادّة خام . ثانيا :.بين الواقع والتخييل، والحلم. تشتغل الرواية بشكل كبير على ثنائية (الواقع/الحلم)، فالواقع الذي تسرده جاء مكسواً بخيوط التخييل وهو يروي حكايات الألم والدمار التي استنزفت الشعوب والمجتمعات العربية التي تغرق في الظلمات، باسم الدين، الذي تؤوله كل فئة حسب رغبتها لا وفق التفكير، وهنا تبدو ثورة الرواية ورفضها لتغييب العقل وقيمته، الذي ترغب جماعات شاذّة أن تلغيه، وتفرض سلطتها الأُحادية في مكانه، بحيث يقسم الناس وفق رؤيتهم إلى كافر ومؤمن، مثل ما رآه " محمد القميحي" حين اتهم ابن القصّاد بالتنصّر ، لمجرّد الانتباه لصليب مرسوم في ظهره، دون أن يعلم حكاية ذلك الجرُح الذي اتخذ ذلك الشكل. وفي ذات السياق لم تسلم " لمعة " من " محمد القميحي " طليقها الذي قاتل ضدّ الاتحاد السوفياتي في أفغانستان ،وعاد بعد أن حسمت الحرب، حينما اتهمها بالكفر، لأنها دافعت عن ابن القصاد. لم يكن الحلم في هذه الرواية سوى مهرب من أفاعي النار التي انتشرت في الواقع، ولم يكن سوى نافذة لاستبدال واقع مظلم بالخرافة واستخدامها لتفسير الماورائيات، حينما لا ينجح العقل بهزيمتها. لذا تأتي شخصية الدكتور "علي بن محمود القصّاد" كقوة تنويرية ضد الخرافة ومحمولاتها، وأمثال الخرافات كثيرة كرؤية والدة "القصاد" في صباه حينما دعته إلى "أن يتجنب النظر في الآبار العميقة، والغرف المعتمة، والأماكن المهجورة، وخاصة في الليالي المعتمة، تفادياً لصفعات الجن المفاجئة". إضافة إلى اللجوء للخرافة في فهم الغامض، تبرز الرواية النظرة المسبقة للآخر المتعلم، كرفض المتشدد سليم المشاي للكتاب حينما قال: " بعض الكتب تلوث العقل يا إخوتي، خاصة الكتب التي جاءت من الغرب الكافر." وما دامت زوايا الرؤية بخصوص استقبال العلوم والمعارف محدودة في النظر إلى عقائد الكتّاب، ومحصورة في الكفر والإيمان ، فإنّه لا محالة سيفوت الأفراد والجماعات التي تؤمن بذلك، الكثير ممّا يصل إليه لعلم من اكتشافات يومياً، وما يثيره الفكر والفلسفة والأدب من قضايا تساهم في تفكيك أزمات الواقع. ثالثا : سرد الأفكار وطرح إشكالات العقل. أصبح السّرد هذه الأيام أعلى منصّات فنون القول والتعبير والكتابة، خاصة أنه نجح في امتصاص جزءا كبيرا من حياة الإنسان المعاصر ،ومن ثمّة تمثّله وبلورته في قالب أدبي راهَن على جذب القرّاء ونجح في الرّهان، حتّى باتت قراءة رواية ما لدى الكثيرين هي كناية عن فعل المطالعة ، لكن ذلك لن يتحقّق بشكل مطلق ما لم تكن الرواية تحمل وعياً بالسّرد وطرائقه، وفنياته التي يستسهلها بعض من يخوضوا غمار الكتابة. وفي هذا السياق عبر محورين كبيرين نساءل النّص الملغّم بالأسئلة التي نهضت عليها هذه الرواية. 01ـ طقوس الكتابة / العزلة والاغتراب: ترتبط الكتابة ارتباطا وثيقاً بالانزواء والعزلة، التي قد تؤدي إلى اغتراب حاد، وهو أحد نتائج الوعي الذي يفصل الكاتب عن كلّ ما حوله من الأشياء والموجودات. فأصل الكتابة بلوغ درجة عالية من الوعي سبقتها قراءات ومعاينات للواقع المليء بالتناقضات. من هذا المنطلق يتساءل الصحافيون والقرّاء دوماً عن طقوس الكتابة لدى الروائيين. في رواية "أفاعي النار" يسعى السّارد "خاطر"، لعرض جانب من طقوس الكتابة في مختبره الإبداعي، الذي يحرق فيه الكثير من الوقت، ويشرب فيه فناجين عديدة من القهوة ، وينفث سجائر لا عدّ لها، ويرمي بأعقابها في منفضة رمادُها شاهد عيان ع��ى احتراق الذّات لحظة الكتابة من أجل النور. لعلّ هنا تقاطعا بين طقوس الكتابة لدى جلال برجس روائياً ، وطقوس "خاطر" سارداً، أما اشتعال البيت، وبالتالي الرواية التي عكف خاطر لعامين على كتابتها إلا إشارة مهمة وعميقة للاحتراق المعنوي للكاتب. فـشخصية "خاطر"، صورة للأديب الذي هو كائن اجتماعي قبل أن يكون كاتباً. وحينما فقد روايته وجد نفسه يعبر إلى شكل آخر من أشكال العزلة، فأصبح كما جاء في الرواية : " أسيراً لمزاج حاد، تسيطر عليه الكآبة" وهو يرى " مشاهد من الموت في البلاد العربية وهي تحترق بنار الاقتتال والقمع، وولادة جماعات متطرفة تزداد كل يوم شهوتها للدم، ولجز الرؤوس، دون الإمساك بالخيط الذي يمكن له أن يزيح الستارة عن زمن جديد، كفيل بأن يمنح البشر حق الحياة." لم يتوقّف السارد عن تصوير طقوس الكتابة وحالاتها المصاحبة، بل كان متواصلاً على مدى طول النص تقريباً، فالرواية التي كتبها "خاطر"، استحالت إلى رماد بعد الحريق، وطال جهاز الكمبيوتر الذي استحال أيضاً إلى كومة على شكل رأس محترق في زاوية من زوايا الغرفة التي يجلس فيها "خاطر" أثناء الكتابة، وعاد للجلوس فيها يدوّن ما سمعه من الحكاءة "بارعة"وهي تسرد روايته المفقودة. وعبر مستويات السّرد، وبين ما يرويه "خاطر، وما ترويه الحكاءة "بارعة" في الرواية يلمس القارئ إشارة خفيّة تشدُّ نسيج النص، حيث ظهرت الحكاية ولم تختف الرواية بل كانتا تسيران في خط متوازي، يثبت به النص الفصل بين الرواية والحكاية من حيث المنطلق والمكوّنات والأدوات والجماليات وغير ذلك ممّا تبرز فيه حدود فاصلة بين نمطي السرد (الرواية الحكاية). حينما يأخذ "خاطر" بتحرير روايته التي يستعيدها عن طريق الحكاءة "بارعة"، يعود مرة ثانية لوحدته، ولاغترابه الحاد، وهذه المرّة يشاركه العزلة ما تبقى من الحاسوب بعد الحريق. إذ جسد جلال برجس عبر تلك القطعة البلاستيكية المحترقة حوار السارد "خاطر"، مع رقيبه الذاتي حيث الصراع على قول الحقيقة دون الاكتراث بتابو المحرمات. هذا الرأس المشوّه بتعبير "خاطر"، أو الكتلة البلاستيكية بتعبير "رحاب"، هو ما سيكون شريكاً جريئاً لخاطر في انفراده أثناء إعادة كتابة الرواية. 02 ـ الذاكرة / رهانات السّرد: الذاكرة عمود إنارة مرتفع يضيء مدائن السّرد، هذا ما بدت عليه "أفاعي النّار"، فلا سرد بدون ذاكرة يستند عليها السارد في حبك وسبك روايته التي سيقترب منها القراء بمستويات تأويل مختلفة. ضمور الذّاكرة البشرية وتقلصها، ما هو إلا نتيجة من نتائج تخلي الإنسان عن الإعلاء من قيمتها، حينما استبدلها بالذاكرة التكنولوجية، التي أبهرت العقل البشري بسعتها ونظامها الرقمي الدقيق. بل إنّ الذاكرة البشرية بدأت تتعرّض للتقلّص تدريجيا منذ قرون، تحديدا بعد ظهور التدوين إذ تراجع دورها ولم يعد للمحفوظات دورا في البناء المعرفي والثقافي، فالانتقال من الخطاب الشفاهي إلى الخطاب المكتوب جعل الذاكرة البشرية تتصف بالاتّكال على هذه الآلية الجديدة، آلية التدوين / التوثيق ، على اعتبار أنّها حديثة تتيح النسخ والتداول على أكبر نطاق، لكنّها لم تنج هي الأخرى من النّسف في الحروب التي تلوّنت فيها البحار بلون الحبر والحرائق التي لم يستطع فيها الإنسان إنقاذ ما وثّقه كثير من الأدباء والعلماء. في زمن التكنولوجيا الحالي، وزمن الذاكرة الرقمية صارت الذاكرة البشرية تقبع في هامش الهامش، وما عاد الإنسان يعوّل عليها، بل بات يسلّم ثقته العمياء لذاكرة تكنولوجية قد يلغيها فيروس خطير، أو فقدان الجهاز، أو حريق لا يتركها إلاّ وقد استحالت كومة رماد. في رواية " أفاعي النار"، تمتد ألسنة النار وتلتهم الذاكرة ، قبل التهام أثاث البيت وجهاز الكمبيوتر الذي يحتوي على رواية أخذت من "خاطر" الوقت والجهد والفكر، ويتمّ استرجاعها عن طريق ذاكرة "بارعة" التي رأت الحكاية في الحلم. لم يكن ذلك برأيي إلاّ إعلاء من وظيفة الذاكرة البشرية على الرغم من أنّها صارت مهدّدة من قبل الذاكرة التكنولوجية وسطو العولمة . تفطّنت الحكّاءة "بارعة" لعبث التكنولوجيا بذاكرة الإنسان المعاصر، لذا اشترطت على كل من ينظمّ لجلساتها الحكائية أن يستبعد الأجهزة الالكترونية ويصغي إليها. إن ما قامت به "بارعة" هو تصريح عن رفضها لاغتيال الذّاكرة البشريّة، وهي التي اجتمع حولها مجموعة من الفتيات والفتيان لتروي لهم حكايات، في جلسة تعود بهم لأزمنة كان فيها السّرد يحضر ليلاً ويغيب نهارا، ويأتي مشافهة في قالب تشويقي لا يستند فيه السّارد سوى لذاكرة بشريّة يستمدّ منها طاقته السردية. إن رواية "أفاعي النّار " حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد، نصّ يحمل في داخله نواة الثّورة ضد ظلمة العقل، واستنكار لاغتيال التفكير، وهجوم بشكل إيحائي على ركون الكثير من الناس للتفسير السّاذج للظواهر والحالات والأشياء، كلّ ذلك شمله نسيج سردي زاوج بين الرواية والحكاية، إذ تعدّدت فيه الأصوات السّاردة، ففي مستهلّ الرواية يظهر صوت "خاطر "سارداً ، وبمجرّد بالبدء في الحكاية تُسنَد وظيفة السّرد لـ "بارعة"، وفي آخر الرواية يعلو صوت "علي بن محمود القصّاد"سارداً تفاصيل كثيرة، وبهذا تكون الرواية قد استفادت من البلوفونية السردية التي تتيح إدماج أكثر من صوت سارد داخل النص الواحد، دون أن يحدث خلل على مستوى بنية الرواية. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ *ـ أكاديمية جزائرية
نوعی از درد و تنهایی وجود دارد که در زمان وفاداری از عشق به انسان تحمیل میشود و نویسنده این درد را با کلمات و تشبیهاتی نشان داد که قابل لمس و حس بود.
بخشی از کتاب شعاری بود؛ خب شعار جان یک متن آمیخته با مضامین مذهبیست. متن کتاب کلیشه بود؛ خب کلیشه شالوده سخن در خاورمیانه است. شاید هم برعکس؛ نمیدانم.
و آن لحظه که صدا میزد «بارعهجان»، خودش هم حتا نمیدانست گوشه گوشه این کره خاکی، آدمهایی جانهایی را به اسمهایی اضافه کردهاند که با همان «جان» گفتن، دیدند که جانشان میرود.
#مراجعة " لاحقتك النار يا صديقي طيلة حياتك من دون ذنب ، إلا لأنك أحببت الحياة ، وأحببت امرأة رأيت فيها ما لم يره الآخرون من الحياة ."
اسم الرواية : أفاعي النار . عدد الصفحات : 207 صفحة . اسم الكاتب : جلال برجس .
رواية جميلة جداً ، رأيتُ بها أسلوب جديد وطريقة سرد ممتعة ، أنصح بها بالطبع .أحببتُ شخصية لمعة وسعدون الغاني في هذه الرواية لمعاناتهم الخفية التي لن تلفت النظر كما معاناة علي بن القصاد و بارعة ، دائما ما أتعاطف مع الشخص الخيّر الذي تُجبره الحياة لإظهار وجهه الآخر ليستطيع العيش فيها ، وأغبط الأشخاص الذين مهما كانت ظروفهم قاسية يبقون ثابتون على مبادئهم.
الرواية عبارة عن حكاية عاشق عانى بسبب حبه ، رواية تطرقت لعدة مواضيع أهمها الفهم الخاطئ للدين ، وكيفية دس الأفكار الخاطئة في عقول الشباب من بعض الجماعات المتطرفة ، التي تكون نتيجتها وخيمة على المجتمع والفرد . تطرق الكاتب أيضا كيف أن هناك من يحيا حياة ليس حياته فقط بسبب التقاليد والعادات والعيب وليس الحلال والحرام .
لن تستطيع أن تحلق بالمكنسة إلى عوالم أُخرى بعيدة، خضراء وبهيّة، لن يُقدّر لمكنستك أن تحطّ يومًا في مكانٍ عجيب لم يسبق رؤيته، لن تمرّ بأيٍّ من هذا، لكن بإمكانك أن تقرأ، عندما تستبدل الكِتاب بالمكنسة لن تكاد تلحظ فرقًا.
مراجعة رواية"أفاعي النار" حكاية العاشق علي بن محمود القصاد للكاتب الأردني جلال برجس📝:
يحملنا جلال جربس إلى عالمين مختلفين،يتراوحان ببن عوالم الرواية والحكاية. عمل ذو حبكة مميزة ونص مراوغ يسوده الغموض والتشويق،يشدك منذ الوهلة الأولى. نسجه بكل فن و بكل جمالية،بكل شاعرية وبكل عذوبة. أسلوب سلس وبارع، نص تكسوه تقنيات كتابية عدة وغني بالتفاصيل والرموز والدلالات.
إنما ألسنة النار أو ألسنة اللهب تلتهم ما حولها تجعل منه رمادا ،تأكله وتنهيه ولا تخلف شيئا وراءها تجسمت ألسنتها في كابوس الراوي على شكل أفاعي فلم يكن ذلك إعتباطيا. فالنار على قدر ما تحمله من حرق وحرقة وبقدر ما تخلفه من ألم و وجع فهي تخلف وراءها الحياة والأمل. ألسنتها أو أفاعيها رمزت إلى كل ما أثاره الكاتب في عمله.
تبدأ أحداث الرواية بالأردن ببيت "خاطر"الذي كان صحفيا في جريدة وكاتبا.رجل في مقتبل العمر يعيش وزوجته رحاب وطفليهما في جو يملأه الحب والدفء رغم ضيقهم المادي. بعد عامين من التعب والسهد أكمل خاطر روايته التي إشتغل عليها طويلا على حساب وقته وحياته العائلية والزوجية. كان يعتبر روايته جزءا لا يتجزأ منه ومصدر فخر إلا أنه ليلة إتمامها حدث ما لم يكن في الحسبان، إحتفل وشريكته بالحدث وناما نوما عميقا من فرط سعادته إلى أن أفاقوا على أصوات هلع وقرع على الباب ورائحة دخان خانق وخريق قد عما المنزل. نجوا بصعوبة لكن أكلت النارىبيته بالكامل نتيجة سيجارة سهى عن إطفائها،فتآكل حاسوبه والنسخة الوحيدة لروايته التي لم يحزنها ولم يقم بإرسالها للناشر. صدم وتأزم وأحبط وشعر بالقهروالأسى،الأمر الغريب أنه لم يعد يتذكر أي حرف يتعلق بما كتبه. أصبح هائما ،يعاني من إرهاق دائم،والأغرب أنه يوميا أصبح يرى في منامه كابوسا مرعبا يتمثل في ألسنة نار إستحالت إلى أفاعي مخيفة وتلتهمه إلى أن ترديه رمادا. دهش بذاكرته التي إستفاقت فجأة ونبهته أن عنوان روايته يحمل إسم "أفاعي النار"،راح إثرها يسأل زوجته التي إستغربت وأكدت له أن عنوان روايته إنما هو"حكاية العاشق علي بن محمود القصاد". شعر بالخيبة والفزع لما يعيشه وقرر أن يزور مدينته التي عاش فيها صباه لعله يتحسن. حين وصل وأراد أن ياخذ قسطا من الراحة تحت شجرة تجمع صبية تحتها أيضا،أتت إمرأة مجهولة كانت تقوم لأولائك الفتية بدور الحكاءة وتقص عليهم قصص مختلفة.إستسمحها بطلنا بأن يشاركهم جلستها ويستمع لحكيها.
مرة أخرى يجد القارئ نفسه والبطل أمام الغرابة فحكايتها كانت هي نفسها روايته وبطلها علي القصاد.لكن ماالعنوان الحقيقي لعمله؟ما علاقة الحكاءة بالرواية؟ما علاقة بطل الرواية بالحكاءة ؟
تساؤلات عدة سيطرحها القارئ من أول صفحة إلى آ خرها. أسلوب ساحر في مراوحة الراوي ببن لغز حياة "خاطر"و لغز حياة "القصاد" مراوحة مذهلة تجسمت في سخاء السرد سخاءا هائلا بالثنائيات حتى لا يكاد القارئ يحصيها. بين الماضي والحاضر، ببن الواقع والخيال،بين الوهم والحقيقة،بين الشك واليقين،الحلم والكابوس،السبات واليقظة،الذكرى والنسيان،الوعي والاوعي، الخيانة والوفاء،ال��وت والحياة،القيد والحرية،التقدم والتخلف،العلم والجهل،الظلام والظلامية والنور،الأمل واليأس، الباطن والظاهر،الإيمان والكفر،الخمول والنشاط،الخوف والشجاعة،الصداقة والغدرالشرق والغرب وأخيرا وليس آخرا وأحد أهم الثنائيات الحرام والحلال أو العيب والكرامة،الفضيلة والرذيلة... رواية دسمة وثرية جدا شكلا ومضمونا. فشكلا تفنن برجس في تقسيمها وجعل كل جزء منها يحمل عنوانا وخاطرة تلمح إلى ما سيرد لاحقا. وإستعمل أسلوب الحكاية الضمنية مما أضفى رونقا ومتعة في القراءة. إستعمل تعابير مجازية عدة ومقارنات وأوصاف شاعرية أضفت جمالية بارعة للنص وليس بالغريب لكونه شاعرا إضافة إلى كونه روائيا .
مواضيع عدة طرحها وكلها كانت ذو دلالات عميقة،سأعرج فقط على أبرزها وأهمها. التطرف والإرهاب بأشكاله وهو أبرز ما صور برجس،التطرف الذي يجعل من الإنسان وحشيا،قاتلا،عدائيا،مجرما، وأسبابه العدة من فقر وجهل وبساطة و محدودية الفهم تستغلها ماكينات قوية لتحقيق مآربها السياسية. الجهل والبساطة خاصة بالأرياف وخمول أهاليهم وكسلهم وترويجهم للشائعات والأفكار البالية. رفض تعليم المرأة لإختلاطها بالرجل ولإنفتاحها. غول الخرافات والجان و الأرواح والمعتقدات البالية والشائعات التي رسخت في أذهان الجهلاء. المفاهيم الخاطئة للعيب والحرام وتأويلها والحكم على الظاهر،فأصبح الناس يحللون ويحرمون ويكفرون كما شاءوا دون تقدم أو تطور. أزمة المثقف أو النخبة المثقفة والمتعلمة بالبلدان المتخلفة وإصطدامهم بالواقع والحواجز المؤلمة والصادمة. دور الأم التي كانت حاضرة پامتياز وتجسدت في العديد من المواقف وذكرت بعطفها وحنانها وبحضنها،فمثلت المربية والوطن والحب والملجأ. آثار الغربة والإستغراب وألم المتعلم بالغربة. أزمة التكنولوجيا والتطور التي كانت سببا في البطالة في عديد المجالات. الحب والعشق والوفاء لمن نحب بأحاسينا وبأفكارنا.
أخيرا، كما عرجت في أول المراجعة كما كانت نار الحب والعشق،نار العلم،نار الوفاء،نار الأمومة كما كانت أفاعي نار التطرف والجهل والتخلف وكل ماهو مزيف فإذا بالنار سيفا ذو حدين بين أمل وحياة ويأس وموت.
الكتاب يحمل العديد من الإقتباسات الجميلة ورغم تطرق العديد من الروائيين إلى موضوع التطرف والتخلف إلا أن برجس عالجه بطريقة راقية وذكية.
رواية دسمة،ثرية جدا وممتعة رغم الألم الذي بها.هذه مصافحتي الثانية مع قلم جلال برجس،أعجبتني كثيرا وتستحق عن جدارة جائزة كتارا التي حازتها سنة 2015.
لولا إنها الفائزة بحائزة أدبية مميزة لكانت تستحق ٣ نجوم.
لم الحظ اي شيء جديد في الرواية، افكارها مستهلكة حول مانعانيه من تزايد التطرّف الديني ولو ان الكاتب تطرق الى هذا الموضوع بخفة ، و إنكار الشخصية بعد الغربة . لم استطع الامساك بحبكة احترافية او شخصيات أتعاطف معها او حتى اكرهها. اعجبتني بعض الأفكار الروائية الجديدة فيها والنمط القصصي المتداخل
أكثر رأي يعبر عن رايي في هذه الرواية هو رأي د.نضال الشمالي تلخص رواية «أفاعي النار» للكاتب جلال برجس مرحلة مفصليّة من مراحل أزمة المثقف العربي في وقت حرجٍ جداً تمرّ فيه الأمة، أزمة تتلخص ملامحها في ضبابية تمس تحديد «الآخر»، وتقسم « الأنا « على ذاتها في مشهد يقسو على الذات أيما قسوة. لقد أفلحت هذه الرواية برسم ملامح «الآخر» بعيداً عن الغرب المستعمِر بوصفه «آخر» نمطياً، بل جعلت الآخر الجزء الضال من الذات لا بد من تصحيحه قبل التأمل في الخصم الحقيقي المنمّط. من هنا لا نجد هذا العمل يرصد أي قيمة إيجابية أو سلبية للغرب، بل هو منشغل تماماً بفحص الذات وتجزيء «الأنا».
الرؤية تظهر ملامح الأنا في هذا العمل في صورة تمجيد للعقل والنور والثقافة والإيمان، في وجه الجهل والخرافة والتطرف والبهتان، وصولاً لمجتمع –والقول هنا لبطل الرواية: «يتجاوز كل المفاهيم الخاطئة التي طرأت مؤخراً على الممارسات الاجتماعية والدينية». والوصول إلى مثل هذا المجتمع يتطلب من الكاتب التورّط في نقد الخطاب الديني المعاصر وفرزه إلى خطابين؛ معتدلٍ يدعو للحرية والعدل والمساواة والتراحم، ومتطرف يدعو للقمع والقتل والتشدّد. وقد وظّف الكاتب صنفين من رجال الدين، حقق الصنف الثاني منهم فروقات على الأرض وفرضوا شروطهم وأحكامهم؛ لذا لمسنا الرواية في جنباتها تهجس بويلات المستقبل وتشكو من ضببابيته، وهنا لا بد من التنويه إلى تأثر الكاتب بطروحات الخطاب الإعلامي المعاصر في حسم بعض القضايا الجدلية ورسم ملامح قد تكون غير مكتملة للآخر المتطرف. لقد انشغلت هذه الروايةّ بتصنيف الشخصيات الى قائمتين؛ بيضاء وسوداء، تبعاً للانقسام السابق، فمن كان مع العقل والاعتدال كان في الخانة الأولى، ومن كان ضد الاعتدال والعقل رصد في الثانية، والطريف أن هذا التصنيف مرّ على ثلاثة أجيال متتابعة، تقول إحدى الشخصيات انتصاراً لبطلها: «ها أنتم تصوبون إلى رأسه المليء بالعلم بندقيتكم بينما رؤوسكم تمتلئ بالوهم والخرافات». ومن الطريف أيضاً ذلك التوصيف المتناقض للوطن، فالوطن ليس إيجابياً دائماً، فأحياناً يطرد الوطن أبناءه، وأحياناً يجذبهم ويمكّنهم وأحياناً يستدرجهم ليقتلهم، كما حدث لعلي بن محمود القصّاد الذي لقى حتفه حرقاً في قريته من بعض أبناء قريته. إن حسّ المسؤولية العالي الذي يهجس به هذا العمل صرف الكاتب عن المجاملات والعواطف تجاه الوطن وأبنائه المنقسمين، إذ لم يتوانَ عن تقديم النقد تجاه قضاياه الحسّاسة وقسوته وظلمه، ولكنه الوطن يبقى فوق الجميع. يعيش بطل الرواية هجرتين، الأولى هرباً من ظروف الوطن إلى فرنسا، والثانية هرباً من واقع الاعتداء عليه في فرنسا وحرقه وتشويه ملامحه، والمفارقة أن الـهجرة إلى الشمال (المتحضّر) اختلفت ملامحها، فلم يذهب «ابن القصّاد» إلى فرنسا مفتقراً للفكر والثقافة ككثير من أبطال الروايات الأخرى، بل ذهب مساهماً في محاربة التطرف بالكلمة، ولم يعد إلى وطنه إلا بعد أن تخلى عنه الغرب في حربه ضد التطرف، ويمكننا تمثل حركة البطل على النحو التالي: الولادة (القرية) - عمان - فرنسا – عمان - القرية (الموت). هذا الازدواج في الهجرة ربما يعود سببه إلى رغبة المثقف في مواجهة قضايا مجتمعة مباشرة لا أن يهرب منها. وبطل الحكاية يهجس بقضيتين على مدار الرواية؛ الوطن ممثلا بقريته، والمعشوقة ممثلة بفتاة اسمها بارعة رفض أهلها أن يزوجوه أياها لأنه أحبها. هذه الأخيرة كانت طالبة مميزة من طالباته ساعدها «ابن القصّاد» على التحليق فوق قيود المجتمع الوهمية وأنساقه المتخلفة، فقد تعهدها بالكتب والأعمال الأدبية العالمية فرفع بذلك مستوى وعيها وحلق بها عالياً. إن الكاتب في هذا العمل ليقدم فيما يقدمه إعادةَ تحديد لمسؤوليات المثقف حيال قضايا مجتمعه، فالمثقف لا يكتفي بالقراءة والتنظير فحسب، بل عليه أن يحوّل ثقافته إلى سلوك حتى لو قدم حياته ثمناً لذلك، والمثقف لا بد أن يكون حليماً تجاه ما يعرض له من قضايا وليس مندفعاً مأزوماً، والمثقف يجب أن يكون شجاعاً قيادياً على خطّ المواجهة لا أن يقبع خلف الجموع والمتجمهرين يقيّم أعمالهم، ولو اقتضى الأمر عليه أن يعتلي منبر المسجد ويخطب بالناس كما فعل «ابن القصّاد» مع أبناء قريته. إن فكرة العودة إلى الأصل فكرة فذّة قدمها الروائي في عمله، فالمثقف يعود إلى وطنه وقرينه وبيته، والرواي «خاطر» شغوف بأمه ويبحث عن ملامحها، و«ابن القصّاد» يتوق لمعشوقتة ويبفى وفياً لها.
الترميز اهتم جلال برجس في روايته بالترميز، والترميز أداة للتكيثف، فقد اختصر الواقع العربي في قرية «ابن القصّاد»، كما اختصر عقلية التطرف والخرافة بشخصيتي «القميحي» و«المشاي»، ورمز لانقطاع الصلة بين الرجعي والتنويري بانفصال «لمعة» عن «القميحي»، ورمز لقوة المرأة وتقدمها بشخصية «بارعة المشاي»، ورمز للجهل والخرافة والتطرف بالنار التي تلتهم أيّ شيء ولا تتركه إلا مشوّهاً. لقد حضرت النار بقوة في عمل «أفاعي النار»، فهي في العنوان مرة، وهي من حرقت بطل الرواية مرتين؛ شوهته في الأولى، وقتلته في الثانية، وهي من أحرقت كتب «بارعة» ومقتنيات «ابن القصّاد»، وهي من هدّدت حياة «خاطر» وأحرقت روايته وجهاز حاسوبه، إلا أن الروائي وشخوصه قاوموا النار بجرأة واعتقدوا اعتقاداً جازماً أن «النار لا تطال الغرف السرية» كالأحلام والأفكار، ولكنها قد تحرق الأجساد والكتب والمقتنيات، هذه النار العجبية حاضرة في الأجيال الثلاثة التي تصورها الرواية أكان في جيل الآباء أم الأبناء أم الأحفاد.
الأداة وحتى يحقق الكاتب في هذا العمل رؤيته، كان لا بد له من أداة تشفع له تقديم كل هذا التناقض؛ فقد لجأ الكاتب لأسلوب الميتاقَصّ؛ فالحكاية تحتضن حكاية أخرى، والرواية تسير بنظامين متوازيين لا يلتقيان إلا في المقطع الأخير. فنجد قصة الصحفي «خاطر» وزوجته «رحاب» و«الحكاءة» المتخيلة يشكلون الإطار العام للرواية، أما حكاية «علي بن محمود القصّاد» فترويها الحكاءة في الحلم الطويل الذي غطّ فيه «خاطر» لتشكل جوهر العمل. إنّ هذا النمط من السرد التضميني شاع في حكايات «ألف ليلة وليلة» على لسان شهرزاد، وتكرر في رواية «دون كيشوت» لسيرفانتيس، وها هو يتكرر بصورة الحكاءة «بارعة المشاي» والدة «خاطر» كما يظن هذا الأخير. وهذا النمط من السرد جاء تأكيداً لحالة التوافق الحاصلة بين أبناء الأجيال الثلاثة الذين يسلمون لبعضهم بعضاً رسائل ومبادئ مهمة لتقييم مسار المجتمع، كما ظهر هذا السرد أشبه بالسند في الرواية، فأخبار «ابن القصّاد» رواها جلال برجس في روايته عن «خاطر»، و«خاطر» رواها عن أمه «بارعة»، و«بارعة» روتها عن «لمعة»، و«لمعة» أخذتها من «ابن القصّاد» نفسه، لتكتمل سلسلة السند وتتأكد موثوقية الخبر من الرجال والنساء على حدٍّ سواء. يؤدي الخطاب الميتاسردي أو الميتاقَصّي داخل النص الإبداعي مجموعة من الوظائف والأدوار، ويمكن حصر هذه الوظائف في إغناء السرد وإثرائه نقداً وتخييلاً وتوجيهاً؛ وخلق نص سردي بوليفوني، متعدد الأصوات، والأطروحات، واللغات، والأساليب، والمنظورات الأيديولوجية؛ وتكسير الإيهام بالواقعية لإبعاد الوهم والاستلاب عن المتلقي؛ والتأرجح بين التخييل الإيهامي والحقيقة الواقعية؛ وإشراك المتلقي أو الق��رئ في بناء اللعبة السردية تخييلاً وتوهيماً؛ وممارسة النقد داخل النص السردي تنظيراً ونقداً. ومن التقنيات السردية التي ساهمت أيما مساهمة في إنجاح العمل، تقنيةُ الحلم، فحكاية «ابن القصّاد» كلها أخذت من الحكاءة خلال حلم طويل لـ «خاطر» تحت شجرة توت. واللجوء إلى الحلم بهذا الشكل المركّز جاء هروباً من الواقع القاسي الذي يعيشه راوي الحكاية؛ فـ «خاطر» عاجزٌ أمام تكلسات المجتمع وانحداراته، منهارٌ أمام تقلباته، فكان اللجوء إلى الحلم شكلاً من أشكال تأسيس عالم جديد يمتلك فيه «خاطر» حرية التصرف والتنقل والوصف والتحليل، وهذا الأمر لا يستطيعه على أرضه الواقع. كما أن «الحلم» قدّم للرواية حصانة للأفكار والمبادئ التي يهجس بها «خاطر» ومن ورائه الكاتب، فأمام «أفاعي النار» التي طالت «ابن القصّاد» مرتين وكُتب «بارعة» مرة ومقتنيات «ابن القصّاد» مرة وجزءاّ من منزل «خاطر» وحاسوبه الشخصي الذي أودعه روايته مرة أخرى، لا بد من البحث عن مكان آمن بعيداً عن الخرفات والأوهام والتطرف والغلو، فكان الحلم آمَنَ مكان يحفظ كل ذلك، يقول جلال برجس في روايته: «إلا أن النار لا تطال الغرف السرية»، والأحلام أفضل هذه الغرف وأكثرها حصانة أمام أفاعي النار. لقد برع الروائي في توظيف حبكة مفككة لعمله تحاكي تشظي الواقع وتناقضاته، فمارس لعبة الهروب بين الواقع والحلم، وبين السرد المباشر والسرد من المذكرات، وعدّد بين أصوات الرواة، فمرة يروي «خاطر»، ومرة تروي الحكاءة أمّه، ومرة تروي «لمعة»، وهكذا. إن قيمة هذا العمل لا تتأتى من فنيته فقط، بل من جرأته في طرح قضايا من الواقع تتوافق مع ما يشغل ذهن المثقف العربي المتعب، وهي قضايا تشكل في ذهن قارئها حالة من الحوار المفتوح الذي لا ينقضي بانتهاء العمل. يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بأذن خطي مسبق من المؤسسة الصحفية الاردنية - الرأي .
عاشق این کتاب شدم قلبم رو به درد آورد و در عین حال از عشق لبریزم کرد. داستان در مورد به مرد نویسنده است که خانه اش آتش گرفته و رمانش سوخته. اما همزمان داستان زندگی علی ابن محمود القصار هم پیش میره مردی که استاد دانشگاهه و اون هم توی آتش سوخته
جلال برجس توی این رمان به زیبایی هرچه تمام به افراط گرایی دینی اشاره میکنه فرهنگی که آدم هارو به جرم عاشق بودن درس خوندن و منطقی بودن به بدترین شکل ممکن به قتل میرسونه
از اون کتاب هاست که دوست دارم دوباره و دوباره برم سراغش
تقنية التماثل ورمزية التشاؤم وتعدّد العقد في رواية /أفاعي النار/ للكاتب جلال برجس دراسة طبقًا لاسترتيجية التعضيد للمنهج الذرائعي بقلم الناقدة د. عبير خالد يحيي
• مقدمة إغنائية: إن الميتاسرد meta-narration ما وراء السرد, رواية عن الرواية أو رواية داخل الرواية : هو جزء من انفجار ال ( ما وراء -meta ), وتناسلها الذي شمل جميع العلوم والمعارف الاجتماعية والفكرية. وهي تقنية ما بعد حداثية, تتيح للروائي الوقوف على الزمن الماضي بأحداثه وشخصياته بفهم جديد يتناسب مع الزمن الحاضر, وبوعي ذاتي, حيث يختلط التاريخ مع الذاتية, حينها تصبح الأحداث الماضية بشخصياتها القديمة عناصر حيّة فاعلة في الرواية الحاضرة, تشكّل جزءًا هامًّا ورئيسيًّا في بنائها الفني وعالمها التخييلي, والأحداث الماضية لا تأتي بذات الحال المضطربة التي عرفناها أو قرأناها, وإنما تتحوّل عبر هذه التقنية السردية إلى حال جديد كليًّا, ويكون لها طابع جديد يتمثّل بالسخرية والخدش والتحوير بحسب مقتضى الرؤية التي يريدها الروائي منطلقًا وتأسيسًا لعمله الروائي, فنحن أمام صراع بين ماضٍ بحدود واقعيته, وحاضر بحدود المتخيّل السردي, أو العكس, هذا الصراع سيخلق أداة أيديولوجية ستعمل في مجال الهدم والبناء, تهدم بنية الماضي ( بأحداثه وشخصياته), وتعيد تشكيله وبنائه من جديد, على ضوء الضرورات التي يفرضها النص السردي الحاضر, أي أن مهمة الميتاسرد هي اختراق الماضي, وهدمه, ثمّ محاولة بنائه من جديد, وهذا يتطلب العديد من الإبدالات لكي تظهر الانطباعات الجديدة مختلفة عن سابقاتها في الماضي, برونق خاص يبعث على المتعة, هذه الإبدالات تجري ضمن مجرى سياق التوظيفات المخبوءة الذي يشكّل عصب هذه المهمة, والميتاسرد, بهذا المعنى يعتبر آخذًا وناقلًا ومحوّرًا ومجدّدًا في الوقت نفسه. والرواية وعاء مفتوح على الثوابت والمتغيرات في آن واحد, والتنافر الحاصل بين الثابت والمتحول هو الذي يضفي على الخطاب الروائي بهاء الحضور والتميز, لكن يبقى أسلوب الامتصاص والتوليد والتحويل الأهم في المعادلة. إذن, "الميتاسرد, في الجوهر, وعي ذاتي مقصود بالكتابة القصصية أو الروائية يتمثّل أحيانًا في الاشتغال على إنجاز عمل كتابي أو البحث عن مخطوطة أو مذكّرات مفقودة, وغالبًا ما يكشف فيها الراوي أو البطل عن انشغالات فنية بشروط الكتابة, مثل انهماك الراوي بتلمّس طبيعة الكتابة الروائية" . إن ثقافة ما بعد الحداثة لم تفرز أجناسًا سردية جديدة فقط , بل أفرزت أيضًا أنماطًا سردية جديدة, أغنت أسلوبية الروي, منها "الميتاسرد". وإلى هذا النمط من الكتابة السردية تنتمي رواية ( أفاعي النار ) للأديب الأردني جلال برجس والفائزة بجائزة كتارا 2015, وهي حكاية وراء الرواية أو حكاية داخل الرواية. وسأعرض, من خلال دراستي الذرائعية لهذه الرواية, لهذا النمط السردي الجديد, وتمظهراته البصرية والأسلوبية, وآليات وديناميكية استخداماته في الروي. • على المستوى البصري: الغلاف الأمامي: كعتبة نصيّة بصرية, في الطبعة المصرية الصادرة عن مكتبة تنمية, الغلاف عبارة عن لوحة تشكيلية بورتريه لوجه امرأة, بملامح صامتة, في جيدها قلادة من النوع التراثي, خصلات شعرها عبارة عن أفاعٍ متلوية, يغلب عليها اللون الأخضر الكفني, قتامة اللوحة في الخلفية تشي بمكنونها الحزين والمتشائم والمخيف. وربما الجنائزي. اسم الكاتب بالعربي والغربي في أعلى الغلاف باللون الأصفر, وتحته مربع صغير كتب فيه تجنيس العمل (رواية) , ثم عنوان الرواية. الغلاف الخلفي: امتداد للخلفية القاتمة, وللوحة الغلاف, مع آراء انطباعية مقتضبة لبعض النقّاد عن الرواية. العنوان: عنوانان: الأول (أفاعي النّار), بالبنط العريض وبلون وجه المرأة, يخصّ الرواية, والثاني ( حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد) يخصّ الحكاية, بهما نصب الكاتب أول فخ لجرّ اهتمام المتلقي, شدّه وتشويقه للولوج إلى متن العمل: -عنوان الرواية (أفاعي النار), تخييلي بصري, نكتشف دلالاته الإيحائية والتخييلية داخل العمل الروائي. وهو كابوس مرعب راود بطل الرواية ( خاطر), أتى على ذكره للمرة الأولى في الصفحة 25 , ثم تكرّر ذكره حتى أصبح رمزًا استعاريًّا: أصبحت مستباحًا من قبل كابوس مرعب, أرى فيه ألسنة النار استحالت إلى أفاع مخيفة, بت أخشى النوم جراءها, وهي تأكل جسدي, ولا تترك له سوى الرماد, وأنا أصرخ وأستغيث السماء أن ترسل أمطارها لتطفئ النيران, فتهرب تلك الأفاعي. -عنوان الحكاية (حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد) دلالي سيميائي مباشر, بإسناد إلى شخصية علَم (علي بن محمود القصّاد), والإحالة إلى الحكاية السيرية لبطل الحكاية. وأرى أنه حين اختار الكاتب هذا الغلاف وهذا العنوان كان يؤسس لإشادة البناء الفني لعمله الروائي هذا, منطلقًا من فرضية (سيكولوجية العناوين) التي تعتبر العنوان ليس مجرد العثور على كلمات جيدة, إنما كلمات تثير ما في نفس الناظر إلى الغلاف ومركزه, أي العنوان, فالأسماء أدوات نفسية وهي وسيلة مرجعية أيَضًا لما قد يحتويه الكتاب, لأن العناوين وُجِدَتْ لتختصر, والعنوان أول لقاء نفسي بين الكاتب وقارئه. لكن الكاتب أيضًا تخطّى هذا القصد الاعتباري نحو قصد آخر, أكثر خصوصية, وهو التأسيس للعبة الميتاسردية التي عقد العزم على لعبها مع القارئ, عبر اختيار العنوان الثاني السيميائي الذي يحوي ( الإسناد والإحالة), الذي يؤسس فيه لأن تبدو الرواية قريبة من السيرة الذاتية, والتي تعتبر من أهم التمظهرات البصرية للرواية الميتاسردية.
العتبات النصية الداخلية: الإهداء: إليكم, إن كنتم تحلمون.. إهداء عام مقتضب, بإسناد إلى ( أنتم) وإحالة إلى الحلم بكل دلالاته المنفتحة على آفاقه, أتبعه بتصدير دلالي فلسفي أكثر عمقًا, تجتمع فيه دلالات الإيحائية( الذاكرة – الحب- الغناء- الحريق- الدفء – الروح- البرد) بمدلولاتها العديدة, مقطع من قصيدة ل ( آنا أخماتوفا): تصدير : ثقيلة أنت يا ذاكرةَ الحُب! في دخانك أغنّي وأحترق أمّا الآخرون فلا يرون فيكِ إلا لهبًا يُدفئُ أرواحَهم الباردة. " أنا أخماتوفا"
مدخل: فقرة نصيّة منفصلة عن متن العمل, احتلت بياض صفحة كاملة, تعتبر من الإبدالات الأولية, التي اعتمدها الكاتب بدلًا من الاستهلال التقليدي الذي ينغرز في مقدمة المتن الروائي, بما لا يتجاوز السطرين, قطعة نثرية تكثر فيها الصور الجمالية, والتداعيات الوجدانية دون أن تغفل مهمتها بذكر الزمكانية, وهي النهاية السردية التي انتهت عندها أحداث الرواية في زمنَي الماضي والحاضر, ومنها سيبدأ الكاتب استئناف لعبة الميتاسرد عبر تقنية التدوير, التي يحيل فيها الكاتب النهاية السردية إلى بداية الروي, وعبر تكرار لفظة ( الآن), يعطف الحاضر على الماضي, يشحن الذاكرة, ويبدأ الحكاية : الآن وبعد كل ماجرى ..... الآن في لحظة العصاري هذه.... الآن في لحظة الصمت هذه..... الآن أمان هذه الشاهدة التي تحمل اسمك, وتشير إلى اليوم الذي نطقتِ فيه كلمتك الأخيرة.... هناك أيضًا عتبات نصية بصرية داخلية, ساقها الكاتب كخاطرة سردية تصدّرت بداية كل فصل من فصول الرواية, وكل فصل من فصول الحكاية, حيث قسّم الكاتب العمل إلى فصول روائية, وفصول حكائية, وكانت النصوص النثرية المفتوحة تلملم الدلالات الفلسفية والأيديولوجية والنفسية لقائليها, وتلخّصها, فتغدو نصًّا داخل نصّ, بما لا تختلف عن تقنية الميتا, وبما ينضوي تحت مبدأ التجريب وتداخل الأجناس الأدبية. تن��وب على كتابة هذه النصوص, كل من : بطل الرواية الواقعي الحاضر, الصحفي والروائي ( خاطر), الذي ألقاه الكاتب على مسرح أحداث الواقع الماثل الحاضر, وكان من نصيبه فصول القسم الروائي الثلاث, الذي جسّد ثيمة فقد الأم: "عندما ترحل الأمهات, اتركوا باب القلب مواربًا, إنهن يأتين ليلًا ويرتّبن ما خلّفته يد الخسارة". خاطر (خاطر) تقاسم, بالتوازي, دور البطولة مع (علي بن محمود القصّاد), البطل المتخيّل الغائب الذي غرسه الكاتب في ذاكرة الماضي, والذي استقى مادة سرده من مذكّرات ويوميّات كتبها كرسائل عشق لبارعة, وحكايات بارعة بنت عاهد المشاي, البطلة التي أطلّت من متخيّل الماضي إلى واقع الحاضر مع (لمعة) بنت الماضي التي وازت بارعة في عشقها لابن القصّاد, ثلاثتهم سكبوا خواطرهم على فصول الحكاية الستة, أربعة من نصيب ابن القصّاد, الذي جسّد ثيمة المستنير المحروق والمشوّه: النار لا تأكل إلا ما تراه العين, لذلك تصاب بالجنون, حينما لا تجد سبيلًا إلى ما نداريه في دواخلنا علي بن محمود القصّاد ما قبل الفصل الأخير للمعة: التي جسّدت ثيمة الوفاء لا شيء يجعلنا أحياء أكثر من وفائنا لقلوبنا, التي لولاها, لأصبح العالم في أعيننا محض بيت يحترق. لمعة والأخير لبارعة: التي جسّدت ثيمة الحلم والأمل بحيوات جديدة نحن نحلم, إذن نحن ��شر نفكّر بالتحليق في سماوات جديدة . بارعة بنت عاهد المشاي إذن, نحن أمام متن ميتاسردي, احتل بياض222 صفحة من الحجم المعروف للرواية, قسّمه الكاتب إلى قسمين: قسم روائي, لا يتعدى 40 صفحة, بثلاثة فصول بطلها ( خاطر) وعناوينها منتقاة بحسب الحدث الرئيس فيها: ليلة ناقصة كابوس غريب ما حدث تحت شجرة التوت القسم الثاني : قسم الحكاية, حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد, وهو القسم السيَري الذي يذكّرنا بسيرة المهلهل, ستة فصول معنونة بترتيبها كما يلي: مرابح الخاسر- ليلة ظهور الغول- ابن القصّاد- أصل الحكاية- صاحب الكرامات- آخر شهقة في الناي. تنسيق نصي جيّد جدًّا, والقليل من الأخطاء المطبعية. • بالنسبة للمستوى اللساني والجمالي: علم الجمال: مما لا شك فيه, أن فكرة أدلجة السرد وحمولة الكلمة تكنولوجيًا, وفق التغيرات الأسلوبية التي طرحتها ثقافة ما بعد الحداثة وخصوصًا بعد الثورة التكنولوجية في عالم الاتصالات والتطور الخيالي الذي ناله العلم تكنولوجيًّا, حيث وفّر اليسر والسهولة في البيت والشارع وجعل العالم الأرضي قرية صغيرة يحكمها المحمول, وهذا التغيير شمل اللغة تكنولوجيا, فما عادت اللغة أداة للتواصل بل أصبحت حيّزًا تكنولوجيًّا يتعامل مع العقل, ما عبّد الطريق تكنولوجيًّا لظهور الرواية السردية التي تتوافق زمكانيًّا مع هذا التغيير التكنولوجي الموسوم به هذا العصر, وهذا ما فرض معايير جديدة تُقاس عليها أسلوبية النص وجماليته الأدبية, حين خرج الجمال من مجاله الفلسفي القديم ودخل في مجال العلم, علم الجمال Aestheticsالذي, كما يقول (شارل لاولو), "لا يوجد في الطبيعة قيمة جمالية إلّا عندما ننظر إليها من خلال فن من الفنون, أو عندما تكون قد ترجمت إلى لغة أو إلى أعمال أبدعتها عقلية أو شكّلها فن وتقنية" , فهي "بحث عن قوانين التذوّق الجمالي, موضوعه تلك الأشياء التي نحبها لذاتها, فهو يبحث في أبسط الأشياء التي نحبها كالصوت, أو اللون, أو الخط, أو الإيقاع, أو الكلمة, ثم في مركبات هذه البسائط الأولية في الأعمال الفنية, من عمارة ونحت وتصوير وموسيقى وأدب" , و"إدراك هذه القيم ليست نتيجة معطاة, بل تحتاج إلى بناء وتوجيه" , بهذا المعنى تخرج الاستطيقا عن فلسفة الجمال التي هي مجرد أفكار نظرية عامة حول موضوعية الجمال. لننظر كيف بنى الكاتب للجمال قيَمَه وهو يشكّل من عناصر الطبيعة لَبناتٍ يدسّها بين أحجار بنائه اللغوي, فيغدو الوصف صورة من الفن التشكيلي التجريدي Abstract Art حين جاءت الصور الجمالية الأدبية على هيئة محاكاة أو انعكاسات للعالم الباطني أو الخيالي للقصّاص أو الروائي. أمثلتنا من خلال هذه الفقرة السردية: الآن وبعد كل ما جرى, وفي غمرة هذا العشب والأزهار البرية, التي غمرت المقبرة, تحرس سكينة الموتى. الآن في لحظة العصاري, والشمس تلملم شعرها, وتحشر في العروات أزرار قميصها الذهبي, ترشق الأشياء بماء الشفق, فتبدو الكائنات أسيرة رتم حزن شفيف, يعبث بالقلوب فيجهشها. الآن قبالة نشيج هذا الناي الذي يتهادى من مكان خفي, وكأنه خلفية موسيقية لفيلم بدايته نهاية الحكاية ذاتها, وقبالة هذه السماء الزرقاء الصافية, كذاكرة عاشق أفرغ ما فيها واستراح من سطوة الذكريات.
ثقافة الكاتب الأدبية : ولا شك أن للكاتب ثقافته الأدبية التي مكّنته من إتقان بناء عمله الفني هذا, كما مكّنته من خوض مغامرة التجريب, وتوظيف أجناس أدبية مختلفة, سردية ( النصوص المفتوحة, والمقالات الأدبية) وشعرية ( مقاطع من قصائد لأنا أخماتوفا) صفحة 114, كما مكّنته من إجادة مسك خيوط اللعبة الميتاسردية, مدركًا تمامًا أن هذا النمط الميتا سردي قد يقترب من نوع السيرة, والحكاية, ويقبل المقالة الاجتماعية, بل ويحتاج المذكرات المكتوبة أو المخطوطات أو المدوّنات والرسائل, كما أنه يفرّ إلى الحلم والتهويمات نافضًا عن كاهله مسؤولية المساءلة الفكرية والمحاكمة السلطوية, فالنائم لا يُساءل عن اللامنطقية ولا يُحاكم على الآراء. كما أنه يدرك أن من الأهمية بمكان أن هذا اللون من ال ( ميتا) يفترض القبول بالعقد الافتراضي بين المؤلف والمتلقي, على اعتبار هذا النص لعبة كتابة صرفة, ولذلك كتب مدخلًا للرواية كعتبة نصية سابقة لمتن النص الروائي, مميزًا بين الرواية والحكاية : الآن في هذه اللحظة, وبعد كل ما حدث, بإمكان ذاكرتي أن تستعيد كل التفاصيل, دون عناء, فتكون الحكاية... ولذلك," يُفتَرض بمتلقي النص الميتاسردي أن يمتلك كفاية سردية narrative competence لإدراك الطبيعة البنيوية الافتراضية لهذا النص السردي, وتجنّب اللبس والإبهام " • وعبر ديناميكية المستوى المتحرك, وإجرائية المستوى النفسي: التقنيات السردية: الملفت للنظر عند هذا الكاتب أنه ارتكز على خطأ أو أثر نفسي لحادث الحريق حرك في ذاته تقنية الاندماج بين الواقع الموضوعي الحقيقي والواقع الخيالي: وهذا الاندماج التقني أنتج مخرجات جديدة لتقنية أخرى وهي تقنية التوالد في الأحداث, فبدأ أحداث التقنية الأولى كأحداث جديدة في التقنية الثانية, وهذا ما زاد في درجة التشويق لكونه تفوّق إبداعي في وظيفة المفردات في السرد. استخدم الكاتب محركات نفسية لاستذكار ما نساه من أحداث الرواية, ولم يكن أمامه من خسائر سوى روايته التي كتبها ومسحت من ذهنه, فأراد البحث عن مَرْوَد ينبش فيه ما نساه عقله وما حفظه على كمبيوتره, فلم يجد سوى الوضع النفسي بين مخزَني العقل, الوعي واللاوعي والفارق بينهم, فكان المرود الرابط بينهما هو ميثولوجية الحكاية التي نجدها في عقولنا جميعًا, سردتها لنا جدّاتنا وأمهاتنا على مواقد الشتاء, وبما أن الحياة أوسع من الأحداث فلابدّ لكل حدث منسي أن يمرّ علينا مرة أخرى بالتذكّر الحكائي, وهي طريقة " لإعادة بناء الذاكرة Memory Reconstruction" , لذلك اشتعلت عنده شعلة الحكايات حتى وصلت إلى نهايتها بتذكّر روايته كاملة عبر الحلم, وهذه الحالة أراد الكاتب توصيلها بشكل منطقي للمتلقي لكنها لا تشبه الواقع, لأنها تميل نحو الحلم أو الخيال, وهذه حالة سردية عميقة استطاع كاتبنا أن يوصل بها صوته الغارق في أعماق النسيان نحو وعي المتلقي بتقنية الحلم, وهي شبيهة بتقنية تيار الوعي, ومن خلال هذه التقنية نفذ الكاتب من المساءلة عن منطقية الأحداث, وهذا تخريج نقدي علمي¸يكشف التوازي بين كتابة القصة سرديًّا وكتابتها نقديًّا من خلال عقلانية التناص التوليدية . استخدم الكاتب تقنية الشخصنة السردية: وهي تعني إعطاء عناصر السرد الأساسية (العقل, الذات, النفس, الخاطر, الضمير, اليد, أي الأشياء الثابتة التي تساهم بالكتابة, أي العقل ومكوناته), وما خرج عنها (القلم, الحبر, الورقة, كومبيوتر... أي محتويات أو أدوات الكتابة) مهمة أو وظيفة سردية, بمعنى أن (محتويات العقل+ محتويات الكتابة) حين نحمّلها وظيفة الشخصية في سياقات السرد, نعتبرها تقنية شخصنة سردية, وقد شخصن الكاتب جهاز الكومبيوتر وجعله بمقام الضمير وهو يواجه خاطر. تقنية التماثل: بنى الكاتب فنيًّا التشابك السردي بحبكتين, حبكة روائية وحبكة حكائية, وبالتالي كان هناك عقدتين رئيستين, عقدة الرواية تمثّلت بحدث الحريق الذي نتج عنه احتراق الكومبيوتر وصورة الأم, أعقبها حالة نفسية سيئة لبطل الرواية خاطر, نسي خلالها أحداث روايته التي كتبها على الكومبيوتر دون حفظ, فخلق حالة من التماثل بين الذاكرة البيولوجية والذاكرة الإنتاجية التكنولوجية, حيث مُسِحت الرواية من كلا الذاكرتين, وهي لعبة فنية, ليولّد الكاتب من خلالها أحداثًا جديدة تنقلنا إلى حبكة الحكاية, العقدة الرئيسة الثانية كانت في حادث الحريق الثاني الذي طال بطل الحكاية ( علي بن محمود القصّاد) وأدى إلى تشويهه في المرة الأولى وموته في الثانية, أراد الكاتب في الاحتراق الثاني خلق تماثل بين الكومبيوتر المحترق ورأس علي بن القصّاد بعد الاحتراق, ليتعمّق بخبايا الظلم, وليخلق تمازجًا أخلاقيًّا لرسالة ينقلها إلى المجتمع حول حالات الملاحقة للإنسان العليم, فلم تقتصر على خسارته الأولى التي دفعها كعربون للظلم من تشويه أعضائه الفيزيائية, والتي أحدث فيها مقارنة باحتراق الشخصية في مجتمع ليس فيه مكان للإنسان العالم المستنير, وبين منتجه العلمي الذكي الكومبيوتر, كلاهما, العقل التكنولوجي, ممثلًا بالكومبيوتر, مع العقل البشري وصاحبه الإنسان المستنير, لم يسلما من نيران الظلم وتشويهات الجهل. تعدّد العقد السردية : استطاع الكاتب في هذا العمل السردي أن يقوّي درجة التشويق بتقنية تعدد العقد, فقد استخدم حدث الحريق أربع مرات, وفي كل مرة, يزيد نار التشويق إوارًا بنقل الحدث السردي من حالة إلى أخرى من خلال حادثة احتراق معينة بدأها من احتراق الكومبيوتر التي غيّرت مجرى الأحداث الواقعية باتجاه أحداث خيالية, الحريق الثاني الذي أحدثه عند تنامي الصراع بين بطل الحكاية ( علي بن محمود القصّاد) مع أخوة بارعة الذي انتهى إلى إشعالهم النار في غرفته في عمّان, هروبه إلى فرنسا وتغيّر اتجاه الأحداث لينال الماجستير والدكتوراه, الحريق الثالث الذي طال غرفته في فرنسا من قبل جماعة متطرّفة, وأعطاه أزمة نفسية هي التشوه الخلقي التي حول مجرى حياته هناك تمامًا, وعودته إلى عمّان مشوّهًا فقيرًا يتسوّل معيشته, الاحتراق الرابع , الذي طال منزله في البستان وأعطاه الموت, العقدة الخامسة هي نوم خاطر تحت الشجرة واستغراقه في حلم أعطاه ذاكرة جديدة تذكّر فيها روايته حرفيًّا. فنرى مقدرة الكاتب وتمكّنه من تغيير مجرى الأحداث بتقنية راقية لم نألفها من قبل, هذا التعدد في العقد يزيد العمل الأدبي المحبوك تشويقًا, لكونه حالة فنية معصرنة تجعل المتلقي يتنقل بعقله من عقدة إلى عقدة وكأنه كتب عدّة روايات, تُحسب تلك الحالة للكاتب كعصرنة غير معروفة من قبل. الرمز العام: تكرّر حدث الحريق يدفعنا إلى اعتبار الحريق رمز, فبعد كل حريق هناك حدث سلبي, ينتج عنه تحوّل سلبي, يعطي رمزًا زمكانيًّا بديلًا للعقدة, القصدية من جعل الحريق رمزًا عامًا هو مواجهة لعبة الحظ السيء, في كل مرة يقدم البطل على عمل جيد يُواجه بحريق, وهي حالة سيئة عوّضت عن تعدّد العقد في الرواية ب: تقنية العقدة الزمكانية أو الحدث الزمكاني بديلًا للعقدة يعطي توضيحًا بأن الحريق هو تغيّر حدثي رمزي استخدمه الكاتب كحالة تفاعلية عكسية, تعرض للمتلقي كمية البؤس والإحباط التي تواجهها شخصيات الرواية, ليعكس حالة اليأس والتشاؤم في الصراع مع الحياة. هناك تقنيات سردية أخرى معروفة استخدمها الكاتب: كتقنية التدوير, والمذكّرات, والحوار المسرود¸والديالوج¸ معادل موضوعي أقامه الكاتب بين صورة الأم المحترقة وبين الذاكرة الممسوحة التي اعترت بطل الرواية ( خاطر), فالأم ذاكرة الابن التي يستلهم من صورتها كل تفاصيل الحكاية, ارتأى المؤلف أن يقابل هذه الخسارة والغياب ب تعويض نفسي وهو الحضور عبر تقنية الأحلام لرأب صدع الذاكرة المصدومة بالخسارات. إن الرواية المعصرنة هي رواية نفسية, تنطلق من تداعيات الوعي الذاتي, لا تحتمل وجود سارد عليم, لذلك, ومن خلال إدراك الأديب جلال برجس لهذه الحيثية, أعطى الشخصيات الساردة في الرواية ( خاطر) والحكاية ( علي بن محمود القصّاد- لمعة – بارعة) مساحاتها في تولي مهمة السرد الروائي والحكائي, ليكون السرد الذاتي بضمير الأنا ناسفًا لسرد الغائب العليم, وبذات الوقت يفسح المجال للشخصية للتعبير عن الثيمة أو القيمة الموضوعية التي تحملها من خلال الكسف عن أبعادها الجسدية والأيديولوجية والاجتماعية والنفسية. فمن أهم مقومات وركائز الميتاسرد, ظاهرة الذاتية, أو المرجعية الذاتية auto – refrence, حيث يوظّف المؤلف ضمير المتكلم في الروي, فتبدو الرواية قريبة من السيرة الذاتية, وقد يبدو هذا النوع من التقنيات السردية نسفًا للراوي العليم, كما أسلفنا, وتدخلًا سافرًا من المؤلف الذي يقتحم سير الأحداث فارضًا صوته وفكره على شخصيات الرواية, ضاربًا عرض الحائط بتقاليد الكتابة السردية التخييلية, حتى أن البعض نظر إليه بوصفه رواية مضادة anti- novel, أو رواية مقالة أدبية واجتماعية . • البؤرة الفكرية واستراتيجية الكاتب : سبق وقرأت للروائي جلال برجس بعض الإصدار, وتأخذني الذاكرة نحو رواية ( دفاتر الوراق), ولاحظت أنه يستخدم نفس التقنية الميتاسردية, وهذا يدفعنا لاعتبارها استراتيجية سردية معتمدة من قبله في معظم أعماله. نستشف في هذا العمل أيديولوجية الكاتب, من خلال آرائه الفكرية التي طرحها على لسان الشخصيات الرئيسة, والتي تشكل دعوة واضحة لمقاومة الأفكار الظلامية ودعاتها, والوقوف في وجه الجهل والتجهيل, معتبرًا الكلمة الطيبة والفكرة النيرة سلاحًا نافعًا يمكنه اجتثاث العفن الذي استشرى في عقول معطّلة إلا عن الأفكار الهدّامة التي لا يقرّها شرع ولا علم ولا عرف, لكنه في النهاية, أيقن أن الظن لا يغني عن الواقع, وما جذّرته السنون العجاف لا يقتلعه قلم أو ريشة أو وتر. هناك ثنائيات كثيرة تتواجه وتتصارع في هذه الرواية, الحب والكره, القبح والجمال, الظلم والعدل, العلم والجهل, التسامح والحقد, التطرّف والاعتدال, التحضّر والتخلّف......الخ, وكلها ثيمات متفرعة عن قطبي الثيمتين الأساسيتين, الخير والشر, والصراع الإنساني بينهما على مسرح الحياة. • المستوى الأخلاقي Moral Level : فنيًّا, كان من الممكن أن تنتهي الرواية عند حدث الاستفاقة من الحلم, وتعافي ذاكرة خاطر, وتذكّره أنه نام تحت شجرة التوت المعمرة, واكتشافه أن الحكاية كانت عبارة عن حلم طويل مات فيه ابن القصّاد, وأن الحكاءة هي أمه بارعة التي ماتت منذ سنين, لكن الكاتب أراد أن يرسل رسالة وجدانية إلى المتلقي, فأضاف حدث مضي خاطر إلى المقبرة لزيارة أمه, ورؤيته في الطريق لأطياف من شعبه الأردني, ويقصد الشعب العربي بالعموم, وشاشة تلفاز وهي تعرض حادثة قطع رأس لفتاة كتبت بضع كلمات عن الحب من قبل جماعة متطرفة, ثم فيلمًا عن الجماعة نفسها تهدم مساجد وكنائس, وطوائف ينحر بعضهم بعضًا, رسالة يشجب فيها الكاتب كل هذه الأعمال التي تخلّ بالمنظومة الأخلاقية الإنسانية العالمية, الطائفية والتطرف والإرهاب مرفوض بكل أشكاله, ومهما كانت مسوغاته, فهي جهل وظلامية لا تجرّ على المجتمع إلا الخراب والموت, ولن تكفي معها الكلمة, بل لابد من حلول أخرى, لم يصرّح عنها الكاتب لأنه يجهلها, تملك من القوة ما يمكّنها من السيطرة ومسك زمام الأمور. - كل هذه الكتب ونرى رؤوسًا تُجز بكل هذه الوحشية! ثمة خلل إذن, خلل كبير.
أفاعي جلال برجس ورماد قصّاده... ما بين طيف كوازيمودو، واختلاط مفاهيم العيب والحرام...
في روايته الفائزة بجائزة كتارا - فئة الروايات غير المنشورة - تحديدًا في حلّتها الجديدة الصادرة عن مكتبة تنمية في مصر (الطبعة المصرية) بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يرسّخ جلال برجس مكانته كأحد أمهر مروّضي اللغة وأبرع القصاصين والقصّادين في ذات الوقت. وكم كان من المذهل والمؤسف ألا تلفت هذه الرواية أنظار القراء والنقاد إلى موهبة هذا الروائي إلا عقب فوزه بجائزة البوكر. الأمر الذي يعكس سطوة البوكر وأثرها الكبير في الأوساط الثقافية على الصعيدين النقديّ والقرائي، بذات القدر الذي يؤكد به تقاعس مؤسسة كتارا في ما يخص توزيع أعمالها والترويج لها بما يتناسب مع أسماء وقيمة المبدعين الفائزين في فئة الروايات غير المنشورة. أنا أعني هنا -على سبيل المثال- أعمال مبدعين احتكرت كتارا نشر وتوزيع أعمالهم صوريًّا لخمس سنوات، مثل جلال برجس وعبد الوهاب عيساوي وميسلون هادي والراحل العظيم سعد محمد رحيم وغيرهم. أعتقد أن مؤسسة كتارا تهتم بالترويج لاسم الحائزة أكثر مما تهتم بالترويج للروايات التي تحتكر نشرها؛ هذا رغم استجابة كتارا المتأخرة لنداءات القراء والمثقفين غبر طرحها للروايات المحتكرة على المتاجر الإلكترونية مثل نيل وفرات وجملون...
مراوغة وتجريب: نصّ آخر مراوغ لجلال برجس، الكاتب الذي يجيد التغريد في الحقول المغايرة للمألوف. بناء سرديّ مختلف، يقوم بنيانه على تقنية الميتافيكشن، قبل أن تحلق مخلوقاته فوق عوالم تتفاوت واقعيتها بين الواقعية اللصيقة بالأرض، وسراديب الحلم، وصولًا إلى الأسطورة الشعبية والموروث الشفاهي الشعبي. نص حافل بالتنويع والتجريب والمجازفة، يقذفه الكاتب بين يديّ القراء كأنّه بحّار عجوز يلقي شباكه في قلب بحيرة ثلجية، قبل أن يجلس في قاربه ويروي حكايته للأسماك السابحة أسفل الثلج. إلا أنه - ويا للعجب - يرجع إلى كوخه وفي حوزته صيد وفير، بعدما أذابت الدهشة التي تفيض من كلمات حكايته كل طبقات الجليد!
كوازيمودو برجس، بين النار والنور: ربما يميل القارئ والناقد إلى قولبة الرواية في إطار مواجهة تدور بين العقول المظلمة والعقول العامرة بالنور. الظلام حاضر في الشخصيات المتطرفة التي شوهّت حاضر القصّاد ومستقبله، والنور قابع في قلب القصّاد وعقله وعِلمه الواسع، بيد أن جلال برجس لا يقبل أن تدور رحى هذه الحرب في إطار سردي تقليدي، فيقدم لنا علي بن محمود القصّاد بعدما اكتوى بالنار قلبًا وجسدًا، فاستحال مسخًا مخيفًا يستدعي طيف أحدب فيكتور هوغو ومأساته الخالدة، وصراعه بين صعوبة الاندماج ومراوغة هزيمة الانسحاب. بذلك يضع الكاتب سبابته فوق الخط الفاصل بين النار والنور، وكيفية تعاطي العقول لمفهومهما. فالنار التي تبدد الظلام هي ذات النار التي تحرق البلاد والعباد. الأمر إذن يرتبط باليد التي تحمل المشعل، وقراراتها، بين إسدال خيمة الظلام، أو استدعاء الشمس من مبيتها. في ذات الإطار، يتطرّق الكاتب وبطل حكايته إلى اختلاط مفاهيم دينيّة ودنيويّة مثل العيب والحرام، وكيف يسبق العرف الشرع؛ أو يضلله. نلاحظ هنا أن رجل الدين الوسطي واهن، تدعس الحناجر الثائرة صوته وأفكاره تحت ثِقل الظلام. المؤمن الحقيقي، المسالم، ضائع بين الأرجل التي تحمل مشاعل الظلام، لتئد آخر منفذ للنور....
حكايات تتوالد: لعبة محكمة يتقنها برجس وباتت تعكس بصمته الخاصة في الأدب العربي المعاصر: نصوص متوازية، وحكايات شهرزادية تتوالد الواحدة من رحم الأخرى. رواية أولى ابتلعتها النار، ثم حكاءة غامضة تروي قصة رجل التهمته النار، ومؤلف مأزوم يحاول استيلاد روايته التائهة من فم الحكاءة التي تتداخل في حكايتها الأصلية سلسلة من الحكايات الفرعية عظيمة الأثر. لاحظ أننا نتحدث عن رواية يحمل غلافها عنوانين، الأصليّ لا يتماس مع الفرعيّ بقدر ما يحاذيه، كما أن تقسيم فصول الرواية يعكس ذات الحرفيّة في خلق النصوص المتوازية التي لا تكف عن التماس وان سار كل منها في مسار -يبدو- مخالفًا للسابق والتالي. روعة الحكايات هنا تتبلور في خلطها بين خط العشق (هو الخط الجامع والقاسم المشترك بين الحكايات) وخط الحلم عبر المفاجأة التي تتفجّر قرب النهاية، وخط الأسطورة المتمثلة في حكاية الغول، المنبثقة بدورها من حكاية أخرى قديمة تتنقل بين شفاه العجائز منذ القِدم...
الأنماط والشخوص وتعدد الأصوات: بمرور الفصول، ينجح الكاتب في إزالة حالة الرهبة بين القارئ وبطله الذي شوّهته النار، فيراه بين السطور بوضوح، ليجد أنه يتعاطف معه، ولا يرفضه بقدر ما يتمنى أن يثأر له ممن آذاه. شخصيّات رجال الدين تم تقسيمها بين المعتدل والمتطرف، إلا أن الحكاية لم تخالف الواقع، فكانت الغلبة دائمًا لحاملي العصا وأصحاب الصوت الغليظ. الشخصيّات النسائية حائرة بين فطرة الحب وسطوة العُرف، رجل العلم منبوذ وكذلك التنويري. كل ذي فكر هو في واقع الأمر غول محتمل، وشر ينبغي التخلص منه، بينما الغول الحقيقي حاضر بيننا، في عقولنا، وفي ثمار اضطهادنا ورفضنا للآخر. كل ذي نور يُشكّل مصدر خطر يهدد الظلام الجاثم على صدورنا، وكل بصيص منه مصيره الحرق، ومآله الرماد. أجاد الكاتب حذلك اختيار أنماط الشخوص الثانويين، فلم يجعلهم ظلالًا تنبثق من ظل الرواة الأصليين، بل خلق بهم حالة من التنوع الفكري التي أثْرت مصداقيّة النص. كان بناء الشخصيّات -رغم تداخل الحكّائين، وضفر الحكايات، وألعاب التناص، وتلك الضبابيّة العذبة المُحببة التي تفصل الحلم عن الواقع كأولى ساعات الفجر- ثريًّا في تفاصيله، مُحكمًا في تماسكه، مُقنعًا من حيث تطوّر الشخوص بالاتساق مع تصاعد الأحداث. لا يفوتني هنا أن أشيد بتنوع أصوات الرواة بين خاطر والحكاءة وعليّ القصاد، فكل صوت ينبثق بحيث يبدو منفصلًا، كحال عنوانيّ الرواية، حتى ينجلي الاتصال الوثيق في النهاية. ثيمات الغربة، الذاكرة الشفاهيّة، الحنين إلى الرحم، والعودة إلى الأصل: علاوة على مواجهة النور والظلام، أو تآمر النار على النور، لدينا ثيمات واضحة تُطرّز هذه اللوحة السردية وتسرح في تفاصيلها بألوان واضحة؛ أولها الغربة التي تتسق مع الوطن في لفظ الاختلاف (القصاد في باريس وفي عمان/طيف كوازيمودو)، والهجرات المتتالية إليها ومنها. ثم لدينا الذاكرة المكتوبة والشفاهية، التي تجاهد بغية حفظ إرث الحكاية والحفاظ على أصلها غير المُحرّف (مذكرات القصاص/أحلام خاطر/ جلسات الحكاءة/بارعة). كانت لدينا كذلك حالة البحث عن طيف الأم، والبكاء على رماد صورتها، وجمع ملامحها خلال الفصول عبر مراكمة تفاصيل صغيرة تبعثها الأحلام من قبر الرماد؛ حالة نفسية تعكس حنين خاطر إلى استعادة أمه، الأمر الذي يُطلق عليه في بعض التفاسير النفسية؛ رغبة العودة إلى الرحم واستعادة الأمان الذي لا يعوّض. ختامًا، كان لدينا ارتداد مكانيّ أحسبه أحد أهم نقاط القوة في هذه المرويّة، والمقصود هنا هو توحّد نقطتي البداية والنهاية من حيث المسرح المكاني، أي القرية التي تحتضن الميلاد والممات، وتشهد أول لحظة نور، وآخر مشعل نار.
العشق كما يؤمن به برجس: حكاية عليّ القصّاد مع بارعة هي حكاية عشق مُكبل، صورة مألوفة ومعتادة في الأدب العربي؛ عشق متّقد تقيّده أعراف العشائر وشرائع أصحاب العمائم. وصال فانفصال، ثم لقاء بعد ذبول الآمال. لذلك؛ أعتقد أن حالة العشق الفريد الحاضرة هنا كانت بطلتها لمعة، القرويّة التي أحبت بن القصّاد شابًا وسيمًا ومسخًا مشوّها، وابتلعت رفضه المتزامن مع هذيانه باسم محبوبته الأولى والأخيرة، فقرّرت أن تثبتْ حقيقة عشقها عبر وصل المعشوق مع من هوى، فترحل عن القرية مُقرّرة ألا تعود إلا في معيّة محبوبته. كانت هذه قصة الحب الحقيقي، المستحيل، التي تركت في قلبي أثرًا عظيمًا. أعتقد أن عشق لمعة للقصاد، كان هو الحب الذي يعكس قناعات الكاتب نفسه، الحب الذي لم تنل منه أفاعي النار. مجرد حدس.
عتبات الفصول: برع الكاتب في استهلال فصوله بمقولات لأبطال حكايته. أحببت هذه الاستهلالات، ووجدت فيها ما يعكس ثقة الكاتب، وكأنه يقول: لا حاجة لدي لاستعارة مقولات وأشعار من كتابات الآخرين، فلدى أبطال حكايتي ما يكفي من بلاغة العبارات وعمق الأثر... برافو أ. جلال برجس.
قلم الشاعر: في ختام هذه الكتابة الانطباعيّة عن هذا النص المتميز، لا يمكن ألا أتوقف أمام خط الشاعر في كتابة الرواية. أنا من المنحازين إلى الشعراء عندما يكتبون الرواية (لا أقصد جميعهم بطبيعة الحال)، لكن أغلب الشعراء يجيدون نسج العبارات اللغوية الحافلة بالصور وشتى ألوان الاستعارات والكنايات. لغة شديدة التميّز والخصوصيّة، قويّة ومعبّرة، تأسر القارئ وتُدهشه وتحقق لديه المتعة الكاملة دون إجباره على الاستعانة بالمعاجم.
عمل سردي ممتع، نص أدبي (فكري) يصرخ في وجه الظلام الاختياري، يسلط النور على النار وحملة المشاعل، ليكشف عن التشوّهات الحقيقية التي عاثت في الأرواح حتى نالت من العقول والمفاهيم. شعلة تنوير صادق يرفعها جلال برجس في وجه أفاعي النار، فهل تتقهقر الأفاعي إلى جحورها؟
ملاحظات: ١. المخزون القرائي للكاتب يتسرّب مرة أخرى إلى كتابته، فنقرأ أسماء الكثير من الروائيين والشعراء على ألسنة أبطال الحكايات. وما أروع أن يقرأ القارئ لكاتب يجيد القراءة! ٢. جلال برجس شاعر بارع، من حسن حظه وحظ القارئ العربي أنه قرّر ذات يوم أن يكتب الرواية، ليكتشف معنا أن ثمّة حكّاء مكين عاش يتخفّى وراء قلم الشاعر طوال تلك السنوات.
شكرًا جلال برجس... شكرًا للمؤسسة العربية للدراسات والنشر على إعادة نشر هذه الرواية المظلومة... شكرًا لمكتبة ودار نشر تنمية لحرصها على إصدار نسخة مصريّة من هذه الرواية الممتعة.
في النهاية، يتوجّب عليّ أن أقرّ بأحقيّة فوز هذه الرواية بجائزة كتارا، الأمر الذي يدل على حرفيّة الفرز والانتقاء في لجنة تحكيم الروايات غير المنشورة في مؤسسة كتارا، وهي الحرفيّة التي أتمنّى أن تُصيب عدواها المسؤولين عن الدعاية والتسويق في ذات المؤسسة.
#محمد_سمير_ندا
#أفاعي_النار #جلال_برجس
المؤسسة العربية للدراسات والنشر مكتبة تنمية - Tanmia Bookstores
This entire review has been hidden because of spoilers.
رواية جيدة ، لولا بعض المبالغة والحشو والإسهاب واللامنطقية لبعض الأفكار مثل (حكاية الغول )!. كذلك هناك الكثير من التقريرية واسقاط غير مبرر لمسألة التطرف.
تبدأ الرواية بمشهد لخاطر الكاتب ومؤلف الروايات شديد التعلق بأمه ...هذا التعلق الذي كان سببا في تاليفه لرواية وضع لها عنواناو هو عنوان الرواية ( أفاعي النار ) ...يتعرض منزله لحادث حريق يلتهم صورة أمه و جهاز الحاسوب الذي كتب عليه الرواية ....يدخل في حالة حزن شديدة لفقدان صورة أمه ....يحاول كتابه الرواية من جديد ليكتشف أنه لم يعد يتذكر لا اسم الرواية ولا شخصياتها ولا أحداثها يبدأ شكل الحاسوب الذي دمرته النار فجعلت له هيكلا يتشكل في خيال خاطر و يحدثه ....تتناوب عليه الكوابيس لتجعل حياته جحيما. تأخذه قدماه يوما لحديقة منزل مجاور دخل حديقته ليشعر انه يعرف المكان من قبل .... يري سيده تشبه امه تماما يلتف حولها مجموعه من الفتيان والفتيات يتعرف اليهم ويعرف أن السيدة تجتمع بهم يوميا لتقص عليهم الحكايات ... ينضم اليهم و يستمع لما تقصه . الرواية تضم بين طيات غلافها حكايتين ...الأولي هي حكاية الكاتب خاطر و الثانية هي حكاية العاشق علي بن محمد القاصد .... الحكاية التي ترويها السيدة ابن القاصد ....ابن احدي القري ....يعشق فتاة ( بارعة ) و تعشقه اخري (لمعة ) ....عاش طفولته مع لمعة و قلبه مع بارعة ...البارعة في الجمال و الذكاء و الحكايات . تبدأ الحكاية الثانية بمشهد صادم ...شخص رث الثياب التهمت النار نصف وجهه و عينه ونصف راسه ...يقف متسولا في إحدى الإشارات....تصرخ سيده عند رؤيته لبشاعة مظهره ... يتلقي بصقة من الجالس بجوارها ...البصقة التصقت بوجهه فغيرت مسار حياته ....هذا هو العاشق بن القاصد ....ما الذي حدث الذي جعل ابن القرية العاشق يهاجر إلي فرنسا ليلتحق باحدي الجامعات ليتفوق ويصير استاذا بها ليعود إلي مصر مشوه الوجه والروح؟ هذه هي القصة الثانية و أصل القصه الاولي و أصل الرواية التي نسيها الكاتب و التهمتها النار . لغة جلال برجس مفرداتها قوية ...يستخدم الجمل الطويلة التي قد تجعلك تعيد قراءة بعض الفقرات اكثر ت مرة لفهمها جيدا ....لغة قوية مع كاتب متمكن من أدواته تجعلك تقرأ عملا مميزا مثل أفاعي النار الشخصيات محورها الكاتب و ابن القصاد ...تدور جميع الشخصيات في فلكهما ....الكاتب صاحب الرواية وابن القصاد بطل الرواية التي تقصها السيدة . فكرة الرواية ...جميلة و شديدة البراعةخاصة مع نهايتها المفاجئة ...حكايه داخل حكاية بين ضفتي غلاف رواية أفاعي النار ...رمز لعديد من الأشياء ....النار التي التهمت قصة الكاتب ....الخرافة التي سيطرت علي العقول فجعلتها فريسة سهلة لكل من اراد استغلالها بقوة السلطة او باسم الدين ...التشدد باسم الدين و تكفير المجتمع الذي يسوق المجتمع العربي إلي هاوية سحيقة تسيطر علي فكر العامة عن طريق الخرافة احيانا وعن طريق الدين احيانا اخري هل يستطيع العاشق ابن القصاد التصدي لمرارة الظلم و الجهل و تسيطر الخرافة و التشدد باسم الدين ؟ أم تلتهمه النار و أفاعيها ؟ هل يتذكر خاطر الكاتب اسم روايته و أحداثها ليكتبها من جديد ؟ أسئلة اجاباتها في أحداث الرواية التي تمتلئ بشخصيات جميلة وأخري علي النقيض متأصلة في الشرور لكن الجميل في جلال برجس أن رواياته دائما افكارها خارج نطاق المألوف و المتوقع .
1. أفاعي النار/ جلال برجس/ PDF 2. أهم الشخصيات: الراوي خاطر وزوجته رحاب/ صديقه زيدون المطاري/ الحكاءة بارعة/ علي بن محمود الفصاد/ محمد القميحي وآخرون. 3. تدور أحداث الرواية في عمَّان ولا تتخذ زمنًا محدَّدًا. 4. يبدأ خاطر في كتابة روايته أفاعي النار، ثم يتعرض بيته للحريق فيفقد روايته وهي في الكومبيوتر، يتيه في شوارع عمَّان، ويلتقي صدفة ببارعة وهي تسرد حكاياتها على الأطفال، يستمع لها؛ فيكتشف أنها تسرد روايته التي احترقت! حكاية الدكتور علي بن محمود القصاد. ولذلك فإننا نجد في الرواية ثلاثة سُرَّاد رئيسيين، الأول: خاطر الذي فقد روايته وقد أوضح لنا طقوس الكتابة من حيث العزلة والقهوة وما إليه. بارعة: وهي الحكاءة التي تعتمد القول الشفهي، ويغريها الإيحاء الجسدي بكل تعابيره. القصَّاد: وهو الي يسرد لنا حكايته منذ قدومه من أفغانستان إلى عمَّان، وعمله على تكفير وتخوين أولئك الذين يختلفون عن خطه الديني والثقافي، لكي ينعتهم بالكافرين. 5. جاءت لغة الرواية مزيجًا بين الشعرية والبيضاء، بين اللغة الروائية واللغة الحكائية. 6. حمل العنوان اسمين، أحدهما للرواية الأم (أفاعي النار) والأخرى فرعية (حكاية العاشق علي بن محمود القصاد)، وقد فازت هذه الرواية بإحدى جوائز كتارا عام 2015. 7. وجدتها رواية متعبة للقارئ العادي، ولكنها غنية جدًا للقارئ الناقد، غلبت فيها خبرة الكاتب وثقافته جليًا، تلك التي طوَّعها في استخدام السَّرد الروائي بصورة عامة، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال العديد من النقاط السَّردية. ونذكر هنا ببعضها: عتبة العنوان، فقد اعتاد الكتَّاب أن يكون العنوان الفرعي شارحًا للعنوان الرئيس، إلا أن برجس أدرج عنوانين معًا، عنوان للرواية وعنوان للحكاية التي تضمنتها الرواية، ونلاحظ خبرته ايضًا من خلال عتبة الإهداء؛ فقد أدرك الكاتب أن الإهداء التقليدي لم يكن جزءًا من المتن الروائي وبالتالي لم يكن عتبة مقدِّمة له، بينما عمد برجس إلى القول: إليكم إن كنتم تحلمون. وهو ما يخدم ثيمة العمل ويحقق رؤية الكاتب في الوصول إلى ما يريد، ذلك باعتبار أن الرواية الحديثة هي (رسالة) وليست مجرد حكاية. أخيرًا، يمكنني التأكيد على أن هذا النوع من الأعمال السردية غنيٌّ إذا تناوله النقاد، فقيرٌ لدى الباحثين عن متعة القراءة. رسول درويش 22/7/2021 #rasool_darweesh #novel #Dilmunia #sin_downbelow #black_stone #soul_of_the_king
رواية أفاعي النار / حكاية العاشق علي بن محمود القصاد للكاتب جلال برجس : رواية اجتماعية واقعية ، بتحكي قصة شخص و لكن بحكايته بتخلص حال مجتمع كامل ، من اكتر الروايات يلي حكت عن مشاكل مجتمعاتنا بأسلوب راقي و واضح و حقيقي . أفاعي النار هي حقيقية بالرواية بتحرق البطل ، اول مرة بسبب حبه لفتاة بس النار بتفلته هالمرة ، و تاني مرة بسبب كتابه ( العيب و الحرام ) و عنوان الكتاب بحد ذاته بيلخص مشاكل المجتمع يلي حب الكاتب يقول عنها ، اختلاط العيب بالحرام ، العادات و التقاليد يلي صارت دين و هي بعيدة كل البعد عن الدين و لكن صار الها سطوة اكبر من الدين ، و هالمرة النار بتأكل جسد البطل و بتتركه مشوه ، بيرجع البطل لقريته على أمل يلاقي فيها الراحة بعد العذاب و لكن للأسف الجهل و الخرافات مالية عقول الناس و بآخر المطاف بتحرقه نار الحقد للمرة الأخيرة . يمكن النار يلي حرقت البطل مادية بالرواية ، بس النار يلي بيشعلها (الحقد الكراهية الجهل الخرافات و التخلف )هي نيران اعتبارية بتحرق كلشي حلو ممكن يزهر بمجتمعاتنا ، بتغلف الأشياء الحلوة و القيم العالية بغلاف بشع مكروه غير قادرين نتعامل معها ، رغم أنها من جواتها هي احلى شي ممكن يزين حياتنا و مجتمعنا هالشي يلي قادر ينقذنا ( الحب ، الإخلاص ، الوفاء ، الانفتاح ، العقلانية و العلم ) الرواية مكتوبة بأسلوب كتير حلو ، بيمتزج فيها الخيال مع الواقع ، ما بيهم كتير تعرف وين الفرق بيناتهم لانه بحياة كل حدا مننا الخيال ممكن يلعب اثر كبير ليساعدنا نتحطى الصعاب . افكار كتير مرت بشكل بسيط بس اسلوب الكاتب و لغته الجميلة ما تركت ولا فكرة تمر بشكل ضعيف و إنما مستوفية حقها بشكل كامل ( الامومة ، الصداقة ، الوفاء و الإخلاص، الحب و العطاء ) رواية جميلة و استمتعت فيها جدا
حكاية بطعم الحكمة المستخلصة من صعوبة التجربة واجمل مافيها انها تخاطب العقل والقلب معا باسلوب شيق جدا وافكار تدعو الي التأمل والتفكير علنا نستطيع اطفاء النار وتجنب افاعيها تبدأ بخاطر الذي انتهي من كتابة روايته ثم اكلتها النار وفقدها ولم يتذكر احداثها ولكنه يتيه في الحياة ثم ينام تحت شجرة وهنا تعود له روايته في شكل حكاية مسلسلة علي لسان حكاء يشعر معها بالالفة التي لايعرف مصدرها الحكاية عن علي ابن محمود القصاص الذي احب وتغرب ثم احترق وعاد الي الوطن الي قريته ليجدها تغرق في العادات والتقاليد البالية التي تورث المغالاة في مفهوم العيب وكذلك المغالاة في مفهوم الحرام التي تورث الارهاب والتطرف والتكفير والجهل ابو الخرافة والقسوة والغيرة القاتلة هذه هي افاعي النار التي تحرق قريته وتعطل نموها وتعيشها في الاوهام والتخلف اتضح ذلك جليا عندما تجسد سعدون في شكل الغول وتناقلت الالسن الخرافة وساد الخوف والشائعات في القرية التي ترمز هنا لكل دول العالم النامي الذي يكبله نفس مايكبر القرية من المغالاة في العيب والحرام والارهاب والفقر والجهل وتغييب العقل والقلب تنتهي الحكاية نهاية مؤلمة وعندما يفيق خاطر يعرف انها حكايته وحكاية امه ومجتمعه
رواية جميلة صعبة احيانا ولابد ان تعمل عقلك وقلبك معا حتي تفهمها ♥️
لا أعرف!! ولكني بدأت أشك في ذائقتي ومدى فهمي لفن الرواية، فأغلب ما قرأت من روايات الجوائز كلها دون المستوى!!. القصة.. روايتنا ممله لا جديد فيها ، كلها اكلشيهات مستهلكة ورخيصة؛ دائماعندما أقرأ لكتاب من الجيل الأول او الثاني في الرواية العربية أصحطحب معي ملاحظة أن أغلب ما كتبوه كان جديدا ومبتكرا أيامهم ومع مرور السنين وتوالي اجترار الفكرة في السينما او المسىح او اعادة تناول روائي اخرى اصلحت كليشيه فلا نلومهم الآن على ابتكارهمد لكن رواية حديثة الطبع تخرج حتملة كل أنواع الكليشية جملة واحدة، هذا عجب!!! الفكرة والحبكة والسرد... محشوه بالوعظ المباشر القبيح والتلقين الفج اما الحبكة فطفولية جدا في صورتها العامة وإطارها أما التفاصيل بلم يحفل الكاتب بتبريرها كان مهتما بصياغة خطاباته الوعظية وتكرار الفكرة وتكرار الحدث دون زيادة على السنة كل الشخصيات الممكنة ، شيء في غاية البؤس... اللغة.. جيدة في العموم، رغم أن ااكاتب بحاول تصنع بعض الجمل والتشبيهات التي تخرج في غاية الغرابة وعدم الملائمة
"فأرواح الأمهات طيور لا تتوقف عن التحليق في سماواتنا، ونحن لا ندري أنها تراقبنا من بعيد، فتتدخل في اللحظات التي نصاب فيها بالعجز والخسارة."
"بقدر ما تكشف لنا الحياة عن بعض الأحداث، تداري عنا تفاصيل أحداث كثيرة، لكن ثمة أيام تأتي حاملة معها مصابيح مهمتها أن تلقي الضوء على ما غفلنا عنه، واعتقدنا أنه تواري إلى ما لا نهاية."
نبذة عن الرواية 🔍 :
تتحدث الراوية عن معاناة العيب والحرام. من وجهة نظر المجتمع المتشدد والجماعات المتطرفة وإطلاق الأحكام على الناس بالتكفير، وفكرة الخرافات وكيف تسطير على عامة الناس ويتم تصديقها وتناقلها، قصة العاشق علي مع بارعة وما تعرَّض له من الظلم والحقد، عن الغلو الذي سيطر على عقول البعض، عن الاحداث السياسية في التحالف وحرب أفغانستان.
الرواية فازت بـ جائزة كتارا للرواية العربية لعام ٢٠١٥م.
رأيي 📝:
هذه القراءة الثانية لجلال برجس، يستطيع برجس أنا يأخذنا من النص إلى أن نعيش دور الشخصيات في كتاباته؛ تارةً نكون من وقع عليه الظلم فنحزن وتذرف دموعنا حزناً وتارةً أخرى نقع في حبال الحب ونتعرض للخاينة وتارةً أخرى نتعرض لشماتة الاعداء، رواية متكلمة من جميع الجوانب نجد في كل سطر بلاغة وحكمة برجس. أمتعنا بكل حرف سواء بالامل والفرح أو بالحزن.
أرى ان الرواية تدور في فلك العادية المستهلكة، فلم أجد قصة من القصص تحمل تفرداً أو حافزاً يستثير انبهاري كقارئ، المثقف التنويري الذي تطارده الجماعات المتطرفة أينما حل وكأنه حامل مصباح الحداثة والتنوير في العالم، فقد منعه الارهابيون من الزواج بالفتاة التي أحبها ثم أحرقوا داره فترك لهم الأردن كلها وذهب إلى بلد التنوير لتقوم جماعة ارهابية أخرى بحرق بيته في باريس مما تسبب له في تشوه وعندما عاد إلى قريته وجد اجماعة ارهابية ثالثة يقفون له بالمرصاد حتى أنهم قتلوه حرقاً في النهاية، الرواية مليئة بالحرائق ومليئة بصور سطحية للجماعات المتطرفة، عمل حاول فيه الكاتب أن يلصق جميع البلايا بالتطرف بشكل عبيط يدل على بغض متأصل بغير تفكير موضوعي أو محاولة التنوع في أشكال هؤلاء المتطرفين ولكنهم طيلة الرواية ذوو لحى طويلة وسراويل قصيرة يكفرون الخلق ويقتلون ويحرقون، وليت الرواية بها بعض ما يجذب وإنما كانت جميع الحكايات غاية في الملل والرتابة، ليس بها أي جديد
رغم أن الكاتب -باعتقادي- يعرف أن القارىء العربي بشكل عام هو قارىء كلاسيكي لم يعتد على الجرعات الكبيرة من الخيال واقناع القارىء بأنه حقيقة فإنه كتب هذه الرواية التي ألقت الضوء على ما نعانيه في عالمنا العربي من تطرف اجتماعي وديني وحتى فكري. برأيي أنها رواية مذهلة وقرائتها بحاجة لتمهل رغم أن التشويق فيها لا يترك للقارىء فرصة أن يتركها من يديه . إنها حكاية المتنور المثقف العربي الذي يواجه كل أنواع التطرف، وأمام كل تلك النيران يقف الحب ليواجه هذه الكوارث. لم أقرأ باقي روايات كتارا لكن أرى أن أنها تستحق الجائزة وجوائز أكبر انها رواية عربية بمزاج عالمي وترجماتها للغات الخمس سيأخها الى العالمية بشكل أوسع
أفاعي النار تجربة روائية مميزة .. تجمع الحس الروائي الحذر والفكرة الحائمة استطاع الكاتب من خلال تداخل الحلم بالخيال بالواقع نسج حبكة جميلة أضافت المتعة والإثارة للرواية فلسفة أفاعي النار التي تأتي على الفكر قبل الجسد ولا ترى إلا الحريق لها حلاً للتخلص من الإفكار المخالفة جعلت من حدث الحريق والنار الملتهبة نقطة مركزية بنيت عليها الرواية لكن بعض التصنع الروائي الذي ظهر في جمل وتعابير تكلفها الكاتب بلا داعي رغم أنه أجاد في ابتكار صور جميلة غير قليلة.. بالاضافة الى بساطة طريقة معالجة الفكرة حول العيب والحرام وعدم الخوض فيها بشكل ابداعي اكبر قلل من حظوظ الرواية في الحصول على تقييم اعلى.. ربما تستحق الرواية 3 لكن الموهبة البارزة في ثناياها اضافة نجمة الى التقييم
انتهيت للتو من رواية : أفاعي النار للأردني جلال برجس الفائز بالبوكر عن رائعة أخرى: دفاتر الوراق في أفاعي النار نجد حكاية من داخل حكاية، حتى أنك لا تدري من البطل الذي لاحقته النيران، هل هو خاطر أم علي بن محمود القصاد؟ التيمة الأساسية للرواية : القلم في مواجهة الفكر المتطرف، اللغة شديدة القوة والعذوبة في نفس الوقت، وتوقفت عدة مرات لإعادة جمل بعينها، بل وكتابتها في دفتري، منها على سبيل المثال لا الحصر: - بعض الكتب تمنح قارئها أجنحة فيطير إلى تلك الأماكن التي تحكي عنها الكلمات - إنني من دونك، محض مسافر أضاع خريطته فتاه - شعر بأنه محتل من قبل خوف غريزي يودعه سجينا في غرفت�� - لكل آدمي رائحة، وللعاشق رائحة لا يخطئها القلب
وأخذته سنة من نوم، وفي إغاءته تلك، جاءه طيف والدته، وحكت له الرواية التي نستها ذاكرته، قام من غفوته وعاد إلى زوجته (رحاب)، متذكراً كل أحداث الرواية، فكانت رواية: أفاعي النار حكاية العاشق على بن محمود القصاد.
هذه خاتمة للتخليص الذي كتبته لهذه الرواية، اما على سبيل تحليلها وتأويلها فستأخذ دروباً ومعانٍ شتى، جوهر هذه الرواية هو جدلية العيب والحرام، والشروحات الخاطئة للنصوص الدينية التي ينقاد خلفها من يتعامل مع قشور الكلام دون أن ينفذ إلى جوهر الكلام والمعنى الاساسي.
كنت قد حصلت على هذه الرواية بتوقيعٍ من كاتبها في الدوحة قبل سنوات. سأنشر ملخصاً وقراءة متكاملة حولها في مكانٍ آخر بعيد من هنا.🌹🌹
انتظرت طويلًا الى أن حصلت على هذه الرواية من مؤتمر جائزة كتارا في الأردن قبل أشهر . سمعت عن الرواية كثيرا وعن جمالها لكن عندما قرأتها أدركت أنها تستحق أكثر من كلمة جميلة إنها الرواية التي تبهرك ....................... يعود بنا جلال برجس الى عام 1947 تقريبا ومن هناك ينطلق بنا الى حكاية الحب والخوف والإرهاب بين الأردن وباريس . ..................... الرواية من النوع الذي لاسمح لك بتركها لشدة التشويق الذي فيها
تحية اجلال لجلال، تشرفت بمعرفة هذا الكاتب والروائي الجميل، روايته حفيفة ظل لم اندم على مطالعتها، فحبكاته الفنية جيدة يتمتع باسلوب تقني روائي ممتاز، رواية مشوقة، فكرة الحديث عن الغول قد لا تجتذب البعض باعتبار أنها خرافة لا يعتقد بها القارئ وإن كان المجتمع الروائي في الحكاية يصدق بها، لهذا قد لا تناسب الطبقة المثقفة التي لا تميل لاحاديث الجدات والعجائز
بشكل عام رواية جيدة، وهي حاصلة على جائزة كتارا اتطلع لقراءة رواية أخرى للكاتب والروائي المبدع
This entire review has been hidden because of spoilers.
رواية تجسد معاناتنا من العيب والحرام منذ أن فازت هذه الرواية بجائزة كتارا للرواية العربية وأنا أفتش عنها . قرأت عنها الكثير لكن وجدتها بالصدفة عند صديقة لي رواية لايكن أن تتركها من يدك علي بن محمود القصاد أحب وهرب من نار العادات والتقاليد ووجد أمامه في باريس نار الارهاب وعاد مشوها ووجد امامه نار التطرف رواية حقيقية ومهمة
النار هي الشخصية الرئيسة في الرواية، وهي الفاعل الأكبر المؤثر فيها، وربما لولا النار لما كانت الرواية، فالنار هي التي خلقت الرواية، وهي التي تحرك شخوصها، وتوجه أحداثها، وتسيطر على مفاصلها، وكل نار تشبُّ أو تُوقد تكتب فصلاً جديداً في الرواية، بها بدأت الرواية، وبها انتهت. رواية مشتعلة من بدايتها إلى نهايتها، تكاد تشعر وأنت تقلب أوراقها أنها/أنك قد تحترق بين لحظة وأخرى.
رغم حبي لقلم الكاتب الا إنني لم أشعر بأنَّ هذه الرواية تستحق جائزة شهيرة مثل جائزة كتارا ! كان يمكن أن تكون الرواية أقوى لو اقتصرت على قصة علي القصاد دون التنقل بين الحكاءة و الحاسوب الناطق و هذه المشتتات . و كانت ستكون اقوى لو استخدم الرمزية في نبذ التطرف و أن لايكون تسليط الضوء على الموضوع بهذا الوضوح الكامل . احببت شخصية لمعة كثيراً و تمنيت أن يكون لها نهاية تليق بروحها الجميلة .