Jump to ratings and reviews
Rate this book

العرنجية

Rate this book
لم أزل -أعزَّك الله - أخبِّر من جالست بعجمة هذا الزمان، وبُعدِ أهله من الفصاحة، وأزعم فيما أزعم أن الفصحى التي يكتبون بها أقرب إلى لغات الإفرنج منها إلى لغة القرآن، فما يسمع مقالتي منهم أحدٌ حتى يرميني بطرفه ويُنْغِضَ رأسه كأنما نلته بسوء، فمنهم من ينكر أن في عربية الزمان عجمةً ويجعلها ولغة الأوائل سواء، ومنهم من يرى العجمة فيها يسيرة هينة، ويحملني على المبالغة والتزيُّد.
فكنتُ -لما لقيتُ ما لقيتُ- أراود النفس مليًّا على كتابةِ شيء في ذلك، وبيان هذه البلوى بيانًا شافيًا، وما يصرفني عن ذلك إلا كثرة الشواغل، وما أعلمه عن نفسي من غلبة الجهل وكثرة الخطأ وضعف الحجة، غير أني سُمت نفسي مشقَّةَ معالجة هذه المسألة وغالبت شواغلي إذ لم أجد في ذلك تأليفًا شافيًا أحيل عليه وأقنع بالرد إليه.

224 pages, Paperback

First published October 1, 2021

136 people are currently reading
2023 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
303 (65%)
4 stars
125 (27%)
3 stars
25 (5%)
2 stars
5 (1%)
1 star
3 (<1%)
Displaying 1 - 30 of 142 reviews
Profile Image for نورة.
791 reviews893 followers
January 6, 2022
نعم نعم نعم.. أحب إيقاظ النائم من رقاده، وتوعية الجاهل بواقعه.. فلتثرَ الساحة العلمية بهذا الكتاب وأمثاله، وليكثر مدارسة هذه المعاني وموضوعاتها، فإنها مما يحفظ على الناس لغتهم وثقافاتهم، ويفطن به إلى نخاريب السوس، وجذور الورم؛ ليستأصل.

كنت في المرة الأولى التي انتبهت فيها لموضوع الكتاب عن طريق صاحبه في حسابه الشخصي، ومشروعه المميز "الرصائف" أصفق إعجابا واستحسانا، وقد أبهجني تيقظه، وسرني تنبهه حتى قبل أن أطلع على كتابه، وهو من الكتب التي تتفق مع مضمونها قبل قراءته، بل تدفع للقراءة بحثا عما يشفي غليلك، ويقوي حجتك، إلا أنك لم تهتدِ للتسمية ولا لطرحه قضية مشكلة..
ومن هنا دعوني أحمد للمؤلف طرحه لهذا المصطلح "العرنجية"، ألسنا دائما ما نردد: تسمية الأشياء أولى وأهم الخطوات للاعتراف بها؟ ألستُ ممن يقدس المدرسة المصطلحية لعنايتها بالمصطلحات وتحريرها؟ من هنا أشكر للمؤلف عنونته كتابه بهذه العنوان، فتحت مظلته نستطيع عرض الإشكال والبحث عن العلاج، بعد الاعتراف بوجود المرض. وقد برهن المؤلف على تغلغل العجمة في كل أساليبنا في النحو: النعت، ظرف الزمان، حروف المعاني. والصرف: العدول عن الفعل إلى خبر كان وأخواتها، اسم التفضيل، التعدية، صيغة التشارك. وإماتتنا واستحيائنا لأساليب فصيحة بتغليب أخرى في: النعت السببي، والتنكير، وحروف الاستقبال، والحصر.

أغبط صاحب الكتاب، فبنيات أفكاره مما قد يحضر على ذهنك وخاطرك، ولا يلتفت همّك إليه. وقد تذم عبارات المعاصرين -مثلا- وتستشهد بالمتقدمين؛ لبيان تهافتها، لكن حديثك لا يرتقي لبيان مكامن الضعف والتأصيل، والتحذير من المخاطر.. هنا تحمد للمؤلف صدقه وانصباب همه على الكتابة عنه، وتؤنب نفسك على التقصير في ذلك، بل أذكر أنني كنت سابقا أذم في الكتب المترجَمة ما توحيه بالانقطاع بينها وبين القارئ، فإذا بي أقع على حجر الزاوية، وهو المترجِم لا المترجَم، ينقل الكلام بروح أعجمية وإن سلمت الألفاظ ومباني الجمل.

من عجيب ما ثبت بالاستقراء، ما ذكره من سلامة تراكيبنا في العامية، وتأجلزها بالفصيحة: كأن تفاضل المرأة بين اثنتين بقولها بالعامية: "هذه أجمل من هذه"، لكنك قد تجد منها تكلفا تظنه من الفصاحة، بقولها: "هذه أكثر جمالا من تلك". وهذه استفاض فيها حتى ثبت عندي أن تراكيبنا بالعامية أسلم منها بالفصيحة.

من دخيل الاستعمالات علينا وأكثرها تداولا في أكبر مؤسساتنا إلى أصغر أفرادنا:
الإيجابية والسلبية، فالأولى تفيد معنى الإثبات والثانية النفي. ولك أن تتخيل مفاد عباراتك وأنت تستخدمها:
إيجابيات فلان = إثباتات فلان.
للأمر آثار سلبية = للأمر آثار منفية.
تحدث عني بشكل سلبي = تحدث عني بشكل منفي.

أرأيت كيف تبدو أبلهاً باستعمالك إياها =)؟

طيب، بدل النقد والاستنقاص نزودكم ببدائلها الفصيحة:
إيجابيات = محاسن، محامد، فضائل، مناقب.
سلبيات = مساوئ، معايب، رذائل، آفات.

بل الأدهى والأمر لو قُدم المعنى الحديث على الفصيح، فمثلا كلام الرازي في تفسيره لسورة الفاتحة: «اللطيفة الثانية: أن ذلك الصراط المستقيم وصفه بصفتين أولاهما إيجابية، والأخرى سلبية. أما الإيجابية فكون ذلك الصراط صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأما السلبية فهي أن تكون بخلاف صراط الذين فسدت قواهم العملية بارتكاب الشهوات حتى استوجبوا غضب الله عليهم، وبخلاف صراط الذين فسدت قواهم النظرية حتى ضلوا عن العقائد الحقية والمعارف اليقينية» لو قرأه رجل من أهل العصر فما يبعد أن يتوهم أن الرازي يريد أن الله وصف هذا الصراط بصفة خير وصفة شر، وليس هذا ما أراده، وإنما أراد إثبات صفة ونفي أخرى.

من الدخيل علينا في الاستعمالات كذلك، مع كفاية أحرف الجر عنها:
إلى درجة = حتى.
بالرغم من = على.
نحو، عبر، من خلال = ب.
أحد/ إحدى = من.

ومن الدخيل أيضا:
أعضاء أسرتي = أهل بيتي.
هي مجرد أحلام = إن هي إلا رغائب ومنى.
الوحدة = الاجتماع.
كانت حياته الاقتصادية جيدة = كان في رغد من العيش.
إمكانياته متواضعة = قليل ذات اليد.
الانطباع الأول = ما يسبق إلى الذهن/ بادي الرأي.
السلام الداخلي = السكينة.
التخطيط = التدبير.
*والخطة في استعمال العرب = الحال والخطب.

من علامات التعرنج:
أن توافق العبارة الأصل، الترجمة الحرفية، فجرب أن تترجم كلاما للإنجليزية، ثم ترجم الترجمة مرة أخرى للعربية، فإن كانتا متقاربتين، فهنيئا لك أنت عرنجي ابن عرنجي =).

وليتبين لك فساد هذه الاستعمالات، وأنك لولا الاعتياد، لمجّيتها، سأضرب لك مثلا بالإنجليزية -مع الأسف- يعرض للتندر، مع أن أهل العربية يقعون في ذات الخطأ بالعربية:
وهو ما ذكره أحد المغردين هازلا من أن ترجمة بيتوتي = هوساوي.
وعين الترجمة تقع من العرب حين يقدمون الاستعمالات الدخيلة على الأصيلة في لغتهم.

ومن متفرنج الاستعمالات ما جاء مخالفا للمعنى الأصيل، كاستعمال البساطة في العامية بمعنى اليسر والضعف والغفلة والجهل والغرارة، بينما استعملها العرب بمعنى الانبساط والسعة.

لا يحزننك ما تبين لك من عرنجيتك، فالمشكلة موغلة القدم في صحفنا وأدبنا وكتابنا، بل قد خصص المؤلف فصلا ينقل فيه عن كبار النقاد في الأدب، وأهل الجوائز في اللغة ممن تفرنجت أساليبهم، فالداء قد تغلغل في المجتمع حتى اعتادوه وألفوه، فما أضحوا يعدونه داء.

لماذا الدفاع عن هذا الكتاب وتبني أفكاره؟
بصراحة: أمر العربية، والدفاع عنها، والحفاظ عليها.. كله مما يطرح حبا وحرقة وحمية للقرآن.
أنا أول المقصودين بالكتاب، ومع ذا أول المدافعين عنه، لأنه وأمثاله مما يسعى لنفي الغربة بيننا وبين كتاب ربنا، ووصل السند بين الخلف والسلف.. يقربنا من فهم تراكيب القرآن ومعانيه، وسبك الشعر ومبانيه. يؤلمك أن ترى اقتباسات الروايات المترجمة الباهتة تهز قارئا، ثم لا يهتز لتصوير بديع، وسبك بليغ، يصف به رب العزة مشاهد خلقه أو بعثه.
أرحب بهذا الطرح، وأرحب بطرح ناقد، مهذب، مؤصل… مرحبا بهما جميعا، فأنا من أنصار إيقاد فتيل النقاش والحوار حول قضايا كهذه، ومع فتح الباب للكل ليبدي رأيه.. المهم أن تطرح وتتداول ويلفت بها أنظار الناس إلى ما غاب عنهم.

ومما يقال على هامش الكتاب، وبعد الاطلاع على ترجمات عديدة لكتاب الله أقول:
احمد الله صباحا ومساء، قبل الأكل وبعده، احمد الله دائما وأبدا على أن خلقت عربيا. انظر مثلا لترجمة قوله تعالى: "والله بما يعملون محيط" قال المترجم: "يحيط الله بنشاطات الجميع".
نشاطات؟ الجميع؟ ما تخافون الله يالأعاجم؟ 🥲
تخيل أنك ولدت محروما من وقع هذه الآية على أذنك بهذا النظم العربي، فتقرأها مترجمة بهذه الترجمة الباهتة؟
هذا والله الحرمان 💔
وأعلم يقينا أن قريشاً لو سمعتني لضحكت استخفافا، ثم قالت: كيف لو سمعتيها بأذن عربية صرفة؟ بأذن الوليد بن المغيرة أو أبو سفيان أو الأخنس؟

بقي أن أنبه إلى أن العرنجية درجات، فمنها المردود عرفا وذوقا، ومنها المقبول وغيره أفصح منه، ومنها المحمول على تطور الاستعمالات حسبما يستجد في حياة الناس، فمثلا على حبي للفصيحة والتغني بها، إلا أني أطرب لصورة أدبية مأخوذة من الحياة المعاصرة، على أخرى من رؤوس الجبال وشعابه.. لا أحب اغترابي عن المعنى الأخير، وذلك لأكون قريبة من العربي الأول، لكني ابنة زماني وأحب من قومي أن يخاطبوني بما وعيت عليه وتشكل في ذاكرتي.. وأحب كذلك من المترجَم ما عرفني على معنى أو صور لي حكمة بعين أصحابها، فأحب من الدخيل مصطلح "البلورة" مثلا؛ لما يفيده من معنى قد لا أستطيع التعبير عنه بلفظ آخر، كما أن مستجدات الصناعة والعلوم، أضفت على استعمالاتنا اتساعا وجمالا، فأصبح لفظ "الجاذبية" يحمل معنى خاصا يفهمه عربي هذا الزمان، ولا يفهمه سابقه، فليس كل استعمال محدث هو تضييق وإماتة، بل قد يكون اتساعا وإحياء، وليس كل وافد وائد، بل قد تتسع اللغة باتساع ألفاظها، كما أن استعمال مصطلحات دخيلة من فنون معينة كالمصطلحات الرياضية مثلا تدل على تغلغل هذا الفن في أهله، فاللغة مرآة لأهل زمانها، ولا يعاب كل حديث لحداثته، ولا يهجر كل عتيق لقدمه؛ لذا فالذم لا يرمى على إطلاقه، ويُترك للغة الحق في النمو والاتساع بما ترسمه لها طبيعة الناس وتطورات الحياة، مع مراعاة الحفاظ عليها من التهجين والانسلاخ، ورسم الحد، ووضع الضوابط فيما قد يختلف عليه ويتفق.

بعد أن قفلت من قراءة الكتاب أقول:
بصراحة؟ “الشق أكبر من الرقعة”.
فسؤال: هل نستطيع التخلص من العرنجية؟
سؤال تفضل التهرب منه على الإجابة.. فمن المصطلحات ما اتفق الناس عليه ويصعب استبداله، مثل قولنا: مدرسة الحديث والرأي (لفظة مدرسة دخيلة في الاستعمال بهذا المعنى)، فيصعب أن ترفض تناول وتداول بعض المصطلحات التي أصبحت أحيانا علَما على الشيء ودليلا عليه.
لكن لا نغلو في القبول ولا الرد، فأنا مع مجاهدة الدخيل من الاستعمالات، ومغالبته بكثرة الاطلاع على كتب التراث، وتقديم الاستعمالات القديمة على الحديثة قدر المستطاع.

مما يعيب الكتاب:
تحسسك المتكرر بعد قراءته عباراتك. تصيبك "حكة لغوية" مع كل جملة تكتبها :)، فلا تتقبل بعد ذا أسلوبك، ولا تستطيع أن تعرج به إلى معالي الأساليب، فتبقى حبيس نقدك المتكرر، وأسير غربة أكسبكها مجتمع متعرنج.

أوصى الترجمان في نهاية كتابه بعدة وصايا:
-كثرة مطالعة ومخالطة المتحدثين (ويصدق على الكتب والصوتيات) باللغة المراد تعلمها، ولا يكفيك في ذلك تعلم النحو وحفظ الشواهد، فكثرة المطالعة والاستماع هما مربط الفرس.
-أوصى بمطالعة الكتب التي ذكرها الأستاذ. فيصل المنصور في مقاله: https://midad.com/article/220584/السب...
-دعا لتجنب ما كتب بعد سنة ١٢٥٠ هـ، فقد كثرت فيه العرنجية، وأوصى بقراءة ما قبلها.
-أثنى على الاستماع للكتب الصوتية، وذكر منها: قناة يحيى فتحي، وعمر البساطي، وبلال المنصور.
-أوصى -وأنا أشهد على أهمية وصيته- بالاستفادة من موقع الرصائف: https://rasaif.com لاسيما للمترجمين، وأدعوك لإلقاء نظرة سريعة على قسم "لطائف الرصائف" لتشهد سخاء لغتنا، وتنوع تعابيرنا، وتعدد تراكيبنا في المعنى الواحد.

أخيرا: أظن أن المشروع في بدايته، وما هذا الكتاب إلا تمهيد لبحث طويل، أجاد في قسمه التنظيري مؤلف هذا الكتاب، ولا زال بحاجة للمزيد، أما القسم التطبيقي، فموقع الرصائف بداية مشرقة، لكنه مشروع حقه التوسع والدعم الوافر، فلا زال للنقد بقية، ولا بد من تخصيص مؤلفات خاصة في كل فن، فتستظهر العرنجية في كتب الطب، والهندسة، والفلسفة، وغيرها.. ففي ظني أن العرنجية غزت كثيرا من المجالات العل��ية، لاعتمادها الكبير على الترجمة الحرفية.

أقول في ختام مراجعتي: أعلم أن صاحب الكتاب لو اطلع عليها لوجد فيها بقية من أثر العرنجية، ولا بأس، فلست أطمح للكمال، ولا استئصال الأمر من جذوره، لكنني جذلى بإيقاظ وعيي، وشحذ نباهتي، ويكفيني أن عيني وأذني أضحت ككاشف المعادن، لا تسمح بدخول كلمة إلا بعد الكشف عليها وتصنيفها ووضعها في مكانها الصحيح، كما أنني سأسعى بعون الله لاستصحاب قراءات التراث في كتاباتي، لعلي بذا أحيي ما أمتناه من جزيل الألفاظ ورفيع المعاني، وقيم النظم وجيد السبك.

شكر وتقدير:
للسفهاء الذين استفزوا الكاتب -السفهاء: أنا وأنت ومن تعرنج من أهل زماننا :)-، وانظر لما يقول:
"وقد نفعني هؤلاء السفهاء بأذاهم نفعا عظيما، فكانوا لي في تأليف هذا الكتاب الذي بين يديك كما كان أهل الجهل لابن حزم -رحمه الله- حين قال : «انتفعت بمحك أهل الجهل منفعة عظيمة، وهي أنه توقد طبعي واحتدم خاطري وحمي فكري وتهيج نشاطي؛ فكان ذلك سببا إلى تواليف لي عظيمة المنفعة، ولولا استثارتهم ساكني واقتداحهم كامني ما انبعثت لتلك التواليف»، وأسأل الله أن ينفع بكتابي هذا كما نفع بكتب ابن حزم”.

*قراءة الكتاب واستصحاب مضامينه:
فرض عين في حق كل مترجم،
وواجب في حق كل كاتب،
وسنة مؤكدة في حق كل قارئ.
Profile Image for عبدالله الوهيبي.
47 reviews515 followers
October 20, 2021
كنت أسرّ لبعض خاصتي بانزعاجي من طغيان أساليب اللغات الأجنبية وأولها الانقليزية على ما أكتبه أو أقوله، وقد ألزمت نفسي بأن لا أنقطع من مداومة النظر كل يوم في بعض كتب المتقدمين في أي فن كان، لأستبقي شيئًا من روح البلاغة ونفس العربية النقية، ولأجل ذلك فرحت بنشر هذا الكتاب الجميل، وغاية مؤلفه بيان فساد ما يسمى بـ(الفصحى المعاصرة)، وشدة تباعدها عن أساليب العربية وبيانها، وسماها (عرنجية) لأنها عربية الظاهر أفرنجية الباطن، وقد كان مبدأ فسادها -كما يقدّر- منذ عام 1250هـ على التقريب.

وقد افتتح الكتاب بتمهيدات تبين معنى العربية الفصيحة، وتظهر ثباتها مع تطاول الزمان، ثم يفنّد فساد الذوق والاستئناس بالعجمة، وقول من زعم أن هذه (العرنجية) مناسبة لأحوال العصر، وأنها من تجديد اللغة وإحيائها. ثم شرع في بيان مواطن التفرنج الشاسعة في ثلاثة أبواب:

الأول في النحو والصرف: ومن أمثلته إقحام حرف الجر على ظرف الزمان (لمدة يومين)، وكذا عجمة التعبير عن حروف المعاني، كقولهم (إلى درجة كذا) بدلا من حتى، أو (بالرغم من) بدلا من على، و(ففي حال كذا) بدلا عن إذا وإن، وكثرة استعمال تجاه أو نحو، كقولهم (يظهر الرحمة نحو كذا)، واستعمال (من خلال وعبر) محل الباء، و(ضد) محل على…الخ.

ثم أورد فصلًا جيدًا عن أثر الترجمات في إماتة بعض الأساليب أو إشهارها أو تغليبها، كخمول استعمال النعت السببي مثل (الطهور ماؤه) لندرته في لغة الفرنجة، والإسراف في استعمال السين وسوف للاستقبال، لكثرته عند القوم، وكذا وفرة استعمال (فقط) في الحصر ومجافاة صوغ الجملة بـ(إلا أو إنما).

وفي الصرف كثر العدول عن الفعل كمثل (قسا قلبه) إلى خبر كان وأخواتها (أصبح قلبه قاسيا)، ومثلها أفعال الأمر، وكذلك صيغ التفضيل، فيتركون الأعلم والأجمل إلى (الأكثر جمالا والأكثر علما)، ومثله صيغ التعدية كنوّم وبكّى، فلا نظير لها في الانقليزية، فتراهم يقولون: جعله ينام، جعله يبكي.

الثاني: الألفاظ أو متن اللغة: وهذا باب شاسع، كقولهم التعليمات، والايجابيات، والسلبيات، والمراهق، والجنس، والحميمية، والاستثنائي، وتنعكس، ومستوى العيش، والموقف، والمحافظ، والتيارات، ونقطة تحول، والنشاط الأدبي، والانطباع الأول، والقيم، وبالتالي، ويتبنى كذا، ودراسة حول كذا، والسيدة، وجهود، وفقد السيطرة، وفقد الاهتمام، وتحديات، ووفقا لكذا، والسلام الداخلي..الخ.

الثالث: الأساليب: وهذا باب كبير لا يمكن اختصاره هنا، ولا بد لمن أراد أن يطالعه في موضعه من الكتاب، وقد سرد المؤلف قطعا لبعض الكتاب المعاصرين ثم ترجمها إلى الانقليزية وأظهر أنها كالترجمة الحرفية، أي أن جملة من الكتاب يتصورون المعاني بالانقليزية ثم يكتبون هذه المعاني بأساليبها وتراكيبها الأجنبية بمفردات عربية، وكنت أجزم بذلك كما يجزم به كثيرون لكن لم أجد من دلل عليه وكشف النقاب عنه بإسهاب إلا عند مطالعتي لهذا الكتاب.

ثم ختم المؤلف بنصيحة لتقويم اللسان لعامة الكتبة، وأخرى للمترجمين، واقترح لهم طريقة فذة لتحسين ترجماتهم، وذلك بأن ينظروا في الترجمات عن العربية ثم يقارنوا بالاصل، ويحسنوا عملهم حتى تتحصّل لهم المَلَكَة، ومثاله أن يقرأ في ترجمة روزنتال مثلًا لمقدمة ابن خلدون، ثم ينظر في قطعة منه ويتصور ألفاظها وتركيبها بالعربية، ثم يعود فينظر لكلام ابن خلدون الأصل، فيصحح ما تصوره ويهذبه، وهكذا.

وقد صنع المؤلف مع بعض أصحابه موقعا رائقًا على الشبكة اسمه (الرصائف) وهو يسهل على المترجم إيجاد المرادفات بنفس الطريقة المذكورة فيدله على نظائر المفردات الإنجليزية في الكتب التي ترجمت، وهو عمل بديع، ليته يجد من يعتني به وينميه، بل ويحول مادته ويدرجها في مناهج الترجمة وقاعات تدريسها في الأكاديميات العربية.

ووددت لو كتب على غرار هذا الكتاب بارع في الفرنسية، وكتاب ثالث من متمكن في الألمانية، ورابع في الأسبانية، وكل منهم يجعل همته النظر إلى المادة الأعجمية التي يبرع فيها ويبحث في كيفيات دخولها واستعمالها وآثارها في اللغة العربية المعاصرة.
Profile Image for حبيبة .
361 reviews172 followers
August 1, 2025
أستعين بالله وأكتب مراجعتي بالفصحى، راجيةً أن تكون عربية حقًا، لا عرنجية.

أول ما شغلني مما طُرِح في الكتاب، تأكيده أن العربية ديانةٌ لا هوية ولا ثقافة. نعم، العربية ديانة، لا ينكر ذلك عاقل، إنما تأملت في نفيه أن تكون ثقافةً وهوية. علل الكاتب بأن مَن يقول أنها هوية، إنما يستمد رؤية الغرب للغة، ويراها تراثًا قديمًا يتذاكره كالأساطير.
ولم أوافقه الرأي، إذ أن الهوية عندي هي ما يميزني عن غيري، وهي إحساسي بنفسي وتعبيري عمَّا أعتقد وأؤمن، ولغتي العربية هي أساس ذلك كله.

بيَّن الكاتب قضيته من أساسها، مؤصِّلًا أسبابها مفندًا مزاعم من ينادون بالعرنجية. فجاء الكتاب قويَّ التأثير واضح المقصد ذا سطوةٍ على العقل من سطره الأول، فترى نفسك منتبهًا مراجعًا لكل ما تقرأ، أعربي أم عرنجي؟ وستُدَهش حقًا حين توقن أن كلنا عرنجيون لا أستثني أحدًا.

ستجد كلمات تكتبها أو تقرأها كل يوم دون أن يخطر ببالك أنها عرنجية، وليست الكلمات وحدها بل الأساليب والصياغة والجمل والأسئلة والمعاني.
أَمَتنا أساليب العربية واستحيينا ما خالفها من أساليب الإنجليزية والفرنسية، وغلَّبناها على الأصل فصارت لغتنا مسخًا لا يستسيغها ذو الفطرة السليمة.

استئنسنا العرنجية؟ نعم. هجرنا الفصحى واستوحشتها ذائقتنا؟ نعم. كنت أحادث صديقتي مرةً، فاسترعى انتباهي قولها "أنتِ عملتِ كويس" قاصدةً ترجمة التعبير الإنجليزي "did well"! متى تأنجلزنا لهذا الحد؟ متى صار حديثنا العادي محض تعريب لكلمات وأساليب إفرنجية بعيدة كل البعد عن لغتنا؟ متى فسد ذوقنا؟

"ومناط الأمر بالذوق، هو الذي تروز به الكلام وتعرف به صحيحه من سقيمه. والذوق لا يُراد به استحسان الناس واختياراتهم، فإن في الناس من يعجبه كلام لا يعجب غيره، بل فيهم من قد يعجبه بيت في قصيدة وهو يستسمج سائر القصيدة. وإنما المراد بالذوق الملكة المتحصلة في النفس التي يميز بها صاحب اللغة الخطأ من الصواب. والذوق - إن صلح - يكفيك في تمييز الجيد من الرديء، بل اللغات كلها مدارها على الذوق. غير أن الناس لا يعجبهم تحكيم الذوق لأنهم يحسبون أنَّا نريد بالذوق مجرد الاستحسان والرأي، ونحن إنما نريد به الملكة المتحصلة في النفس."

قد يظن من يقرأ أن الكتاب صعب أسلوبه، معقد في طرحه، لكن الكتاب يخالف هذه الظنون، فهو سهل سلس ممتع كثير الفائدة واضح الهدف. فَحَرّّي بمن كان محبًا للغته بل بكل قارئ أن يطالعه، فهو واجد فيه ما ينفعه لا ريب.
Profile Image for لُبنى .
380 reviews353 followers
July 27, 2025
لقد صُفعت من قِبله!
كنا في (لتٍّ وعجن) وما كنت لأتبصر هذا لولا الله ثم مطالعة الكتاب
ويساورني الشك في خلو شيءٍ مما كتبته من مفردةٍ عرنجية، ويقلقني طول الطريق لرقي أول عتبة الفصاحة
والله المستعان

يهون على النفس إن كان الجاني علينا هم الكُتَّاب (الشباب) الذين لا ناقة لهم ولاجمل في العربية والأدب، ولكن أن يكون الجاني من أرباب الأدب وأساتذة العربية من وضعوا مناهج المدارس والجامعات فهذه المصيبة
وأنّى لنا الخلاص مما ارتاضته ألسنتنا زمنًا طويلًا مع شيءٍ يسير بما جادت به أوقاتنا وميّلنا لقراءة كتب المتقدمين؟
اللهم عونًا وبصيرة


ويا قارئ الكتاب لو لم تخرج منه إلا بإدراك جلال العربية وعلو منزلتها وأثر معانيها لكفى..
Profile Image for حَ.م.
71 reviews
October 19, 2022
هذا الكتاب على ناصية قائمتي لأكثر الكتب فائدةً وأهميةً التي قرأتها هذه السنة..

من الكتب التي تصنع فرقًا ملموسًا لمتذوّقي ومحبّي العربية الأصيلة.
Profile Image for رحاب عيسى.
4 reviews
January 31, 2024
سِفر عظيم لا يستغني عنه طالب بيانٍ وغيور على لغة القرآن.
تبلغ آخره وأنت موقنٌ بتفرنج لسان عامة العرب اليوم، وتطوي صفحاته وأنت عازمٌ على مجانبةِ العرنجية في خطّك، وآخذ بناصية قلمك تجرّه إلى كتب المتقدّمين الأقحاح، موبّخا إياه أن استقم فقد طال زيغك! ههنا منبع البيان ومنه يُستقى، فانهل وأطل النظر وسر على خُطى أسلافك أرباب البيان، ثم قلّد ومارس، وكابد ما تجد من مشقّة، ولا تجزع من وحشة تجدها فقد طال نأيك عنها سنينا، وأعرض عن كل فاسد ذوقٍ وسقيم ملكة، حتى ي��تح الله عليك فتجري سيالا عذبًا حرًا من قيود كُبّلت بها زمانا إذ كنت تحذو الإفرنج حذو القذة بالقذة غافلا، فأفق وشدّ عزمك لترفع راية عزّك، إذ هذه لغة القرآن ورسول خاتم الأديان، فذد عن حوضها ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، ولا تتوان!
أعزّك الله وأقامك على عربية فصيحة لا عوج فيها.
Profile Image for هالةْ أمين.
781 reviews479 followers
June 28, 2023
بعد قرائتك لهذا الكتاب ستشك في كل جملة تكتبها هل هي فصيحة أم تعتريها عرنجية خفية لا تدركها؟
Profile Image for عبدالإله العمار.
231 reviews404 followers
November 1, 2021
نظرات ذكية وتحليل وتأصيل فريد، فكرة الكتاب طموحة ولكنها ضرورية تبين كيف أصبحنا نتحدث العربية وكأنما قد أخذناها من ترجمة انجليزية، وماهي السبل لتقويم اللسان للعودة إلى العربية النقية
Profile Image for رزان العثيم.
4 reviews
December 21, 2021
في بادئ الأمر ظننت الكتاب ينبذ الترجمة الحرفية نبذا مجملا دون تفصيل ويذكر أهمية الفصحى ويتأسف على ما آلت إليه وكذا .. ثم قرأته فأدهشني اطلاع الكاتب وعنايته بكتب المتقدمين ولغتهم وترجمة كتبهم ومعالجته لكثير من الألفاظ والأساليب والنصوص حتى أصبحت أرى أن لغتنا الأكاديمية التي نحسبها فصحى ليست من الفصحى في شيء! والكتاب جديرٌ بالقراءة للمهتمين بالموضوع ولو كنت أستاذة في الترجمة ولي من الأمر شيء لألزمت طلبتي بالاطلاع على الكتاب واتباع سنة الكاتب ومذهبه في الترجمة لئلا تكون النصوص المترجمة عربية اللفظ إفرنجية الروح.
Profile Image for شيماء علي جمال الدين.
Author 2 books108 followers
March 1, 2023
هذا الكتاب جميلٌ جدًا
كتاب مُربك
أربك قلمي وصاحبته
أتّهم نفسي بالعُجمة مُذ شرعت في قراءته
وأكتب هذا التعليق على استحياء خشية أن يقرأه صاحب الكتاب فيرى فيه الميل إلى العرنجة
بين الفُصحى والعامّية كنت أظن أن هذا هو الميدان
وأننا كلّما جانبنا الفُصحى اتجهنا صوب الفُصحى ولابُد
حتى أدركت أن ثمّة هوّة بينهما يسقط فيها الجميع أو يكادون؛ هوّة العرنجة
الأمر جلل، ويحتاج إلى انتباه شديد وفهم عميق لكل ما أتى الترجمان صاحب الكتاب على ذكره
الله أسأل أن يُغيث ألسنتنا من العُجمة وأقلامنا من هوّة العرنجية
وأن يُجازي رب العالمين الترجمان أحمد الغامدي خير الجزاء على هذا الكتاب الفريد في بابه
تعب الكاتب في تجليّة الأمر، واستفرغ غاية وسعه على ما يبدو في ذكر أمثلة تتضّح بها المسألة
كتاب مُبارك لا يُقرأ مرة واحدة بحال
فاللهمّ تلك الأولى فأعنّا اللهمّ على الثانية والثالثة حتّى نتضلّع بما فيه وننتفع ويبلغنا ما سعى الكاتب إلى تبليغه
Profile Image for سامح دعبس.
188 reviews58 followers
July 1, 2022
الكتاب عن اللغة العربية المعاصرة، التي يسمونها الفصحى، وما هي بفصحى! بل هي عربية الشكل، أعجمية الأسلوب. وقد سمى كتابه "العرنجية" ووضع له عنوانا فرعيا: بلسان عربي هجين، ثم وضع على الغلاف صورة رجل، نصف ثيابه مما يلبسه العرب في جزيرتهم، ونصفها مما يلبسه الإفرنج في بلادهم، فتم له بذلك إيضاح محتوى الكتاب من غلافه.
واخجلتاه!
كفاني من اقتناعي بفكرة الكتاب أن النصوص التي ذكرها مترجمة لفظيا عن الإنجليزية كانت أوضح لي من النصوص العربية الأصلية التي أوردها المؤلف، ثم أورد ترجمتها الإنجليزية، ثم ترجم الترجمة للعربية ثانية.
في المراجعات الأخرى كفاية عن التفصيل في هذه المراجعة، وسأكتفي بِحَثّ كل محب للعربية، وكل محتك بالكتب المترجمة، على قراءة هذا الكتاب النافع.
واخجلتاه ثانية!
لم تسعفني ملكاتي عن التعبير إلا بمثل هذه الألفاظ والأساليب، فاللهم غفرا.
Profile Image for Albara1435.
381 reviews136 followers
December 10, 2021
كتاب نفيس عظيم. أفدت منه كثيرًا، فتنبهت لزلاتي في الكتابة وركاكة أسلوبي وبعده عن الفصاحة الخالصة. وأود أن أكتب عنه مراجعة شاملة يومًا ما.
Profile Image for Durrah.
375 reviews48 followers
November 16, 2022
واجب على كل من له باعٌ في الترجمة قراءته.
Profile Image for Zahraa AlMudaweb.
136 reviews51 followers
July 4, 2024
قراءة هذا الكتاب ليست اختيارًا، إنّها أولويةٌ وضرورةٌ وحاجة!

فإذا ما ظننتَ أنَّ الجملةَ السابقةَ فصيحة، أو أنَّ هذه التي أكتب تماثل سابقتها في الفصاحة، فما ذلك إلا لتسرّب "الفرنجية" إلى لغتنا العربية حتى خالطتها وطغت عليها، فصرنا نتحدث "بلسانٍ عربيٍّ هجين" كما يصف الكاتب.

أعدُّ هذا الكتاب من أهم الكتب التي قرأت، لا خلال هذا العام فحسب، بل من بين جميع قراءاتي منذ يومي الأول في القراءة وحتى اللحظة.
إنّه كتابٌ لا يُنسى، ولا أظنّ قارئَه ينهيه كما بدأه، بل عليه أن يعيدَ حساباته مع نفسِه إن فعل، فقراءة كتلك لا تكون إلا قراءة غير واعية.

أحبُّ العربية، وكم ظننتُ أنّي ومَن حولي نكتب باللغةِ الفصيحة ونمارسها وإن كنا مقصرين، فكان الكتاب بمثابةِ اللطمة، فلا اللغة التي نكتب بها اليوم هي العربية الفصيحة التي جاء بها القرآن، ولا حتى أغلب ما نقرؤه، ولهذا فجمهور الكتاب لا يُحصر على الكُتّاب ومتعلِّمي اللغةِ العربية، ولا مدرِّسيها، ولا المهتمين بِها فحسب، بل على كلِّ عربيٍّ أن يقرأه ليكتشفَ زيف العربيةِ المعاصرةِ التي نقرؤها ونكتب بها، متى وكيف نشأت، وكيف انحدرت فصاحةُ اللغةِ التي جاءَ بها القرآن وحدَّث بها الأميرُ في نهجِ البلاغةِ حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، حتى إذا ما عدنا للكتابين السابقين، لم نفهم غالبَ ما جاء فيهما، أو فهمناه بغيرِ مقصوده، أو احتجنا لقراءةِ شروحاتِه كي نفهمه.

عربيّتنا هذا اليوم "عرنجية" كما يصف الكاتب، فلا ألفاظها ولا أساليبها ألفاظ وأساليب العرب المتقدمين، بل أغلبها منسوخ -ولا أقول مقتبس أو مشتق، لأنّه يكاد يكون نسخةً منه- من اللغاتِ الأعجمية، الإنجليزية منها على وجه الخصوص، فإذا ما أردتَ اختبارَ فصاحةِ وأصالةِ فقرةٍ معينة مكتوبة بعربية هذا الزمان، ترجمها إلى الإنجليزية، وستجد أنّها عملية سهلة وسلسة في الغالب، وأنّ الفروق بين التراكيب والأساليب في اللغتين تكاد تكون معدومة، وما ذلك إلا لاستعمار الأجانبِ للغتنا وتفكيرنا، فصرنا نفكر بأعجميّة ونكتب بعربية، فلا يكون نتاج هذا الخليط إلا "العرنجية."

إذا ما قرأتَ الكتاب، أو على الأقل ترجمتَ واحدةً من فقرات هذه المراجعة إلى الإنجليزية، لن يفوتَك أن لغتها -وبكامل الأسف- عرنجية بحت، إلا لو احتوت على نسبةٍ ضئيلةٍ من الفصاحةِ التي حاولتُ لملمتها من بين طيات الكتاب، ولعلي لم أفلح.
Profile Image for opal.
64 reviews20 followers
January 20, 2023
رائع رائـع رائــع!

رائع من البداية في استحداثه للمصطلح وهو العرنجية، ومعلوم أن في المصطلحات حصر للأفكار وفهمها.. وفيه اعتراف في الإشكال فالتسمية وتعيين الأمر يعين في الحل.

لذلك اشكر المؤلف شكراً كبيرا على طرح المصطلح هذا للساحة، وددت نشره والتعريف فيه بكل مكان.

اليوم مشكلتنا فعلاً ليس فقط فشو اللحن، بل التحدث بأسلوبٍ أعجمي بكلماتٍ عربية، وفساد الذوق والملكة اللغوية.

مشكلة قراءته ستجعلك حساساً، مميزًا للخطأ اللغوي (وهذا جزء من اهدافه الناجحة الحمد لله) ناقدًا، مفكراً فيما تكتبه وتقرأه.

على انه نقد كبار من يعدهم المرء اساتذة في اللغة والأدب في عصرنا وما قبله القريب، إلا أن هذه الحساسية لن تفارقك في ما تكتب وما تقرأ لغيرك.. يا صاح تباً لهذه العجمة التي تغلغلت فينا.

ميزة الكتاب أن فيه من الدربة الكثير، بينما الإنسان يقرأ هذه النقودات ويقرأ الأمثلة ثم يقرأ النصوص الأصل وبعدها ترجمة الترجمة.. يزيد انتباهه في عجمة الأسلوب من عربيته، وهذا نافع جداً ليميز الإنسان الإشكالات في قراءاته القادمة.

الكلمات التي وردت كثيرة، (الايجابيات،السلبيات، تبني، اطار الامر،الخطة، العالم، الشخص المفضل، بسيط، بشكل، وفقاً، أهداف ..إلخ) تقريبًا معظم كلامنا الذي نقوله ونكتبه 🙂💔
وايضاً من ضمنها الاستخدام اللغوي لكلمات صحيحة بأسلوب خاطئ : مثل استبدال: أي التفسيرية بأو مثل الإنكليز or
وهذا منتشر جداً وملاحظ.

ثم تعلم أن في اللغة الايجاز والبيان والحلاوة ما ضيقته العرنجية، وتستطعم ذلك وتستثقل الأسلوب العرنجي.

والجميل والمطمئن أن العربية العامية أقرب للعربية الفصحى في الأسلوب والكلمات والتركيب وهذا نوه عليه كثير من ضمنهم الدكتور مختار الغوث ومحمد العمري أن الفرق يسير ويحتاج تعديلات، وكما وصف المولف أن الإنسان اذا اراد التفاصح تعرنج 😂 وصارت عربيته العامية أصح من الفصيحة التي كتب بها.
__

قرارات بعد قراءة هذا الكتاب:
مصاحبة كتب المتقدمين دائماً قراءةً وسماعاً، واطالة النظر بها، لأنها السبيل الوحيد في اعانتك في العصر الذي فشى فيه المتعرنج لغةً والمنسلخ ثقافةً والتابع فكراً

فائدة:
طريقة الكاتب وهي طريقة نافعة في المقارنة بين الترجمة والأصل لاكتشاف عجمة الأسلوب.

وهي انك لو كتبت نصاً أو قرأته، ثم ترجمته فصارت الكلمات المترجمة = حرفية، مطابقة للأصل فلا فرق في الأسلوب والكلمات الا أحرف اللغة والنطق، فهذا منبه على العجمة ودليلٌ عليها.

فالأسلوب العربي موجز يفرق عن الأسلوب الأعجمي.

اكتشاف:
أن كثير من إشكالات (الفهم) وعسره في الكتب المعاصرة.. ليس لصعوبة الأفكار أو المصطلحات أو الموضوع نفسه وحسب.. بل التعبير العرنجي عنها صعب فهمها، ولو كانت عربية البيان والأسلوب لفُهمت.
___________
على الهامش:
ذوي النزعة الكمالية اعانكم الله، بعد هذا الكتاب بيزيد التحسس والقلق 😂

اكتب هذه الكلمات وأنا قلقه وحساسة من تعرنج الأسلوب أو الكلمات، حذفت كلمات واعدت الصياغة كثيراً لأقلل من العرنجية 🌚

يعني اذا النحو بيخليك دقيق ملاحظ للأعراب هذا الكتاب بيزيدك فوق دقة النحو دقة🤣 لكن عساها على خير وفعل نافع.
Profile Image for Marwa Habib.
155 reviews28 followers
August 3, 2024
أتممتُ قراءة الكتاب، ولأول مرة منذ وقتٍ طويل أشعر بنفوري من كتابة المراجعة، لشكّي بصحة كُل ما كتبته سابقًا، ولخجلي من اللسان الأعجمي الذي أكتب فيه وأتحدث. ولكن إن كان ولا بُد، فهذا كتابٌ قراءته أو مُجرد التفكير بإطروحته ضرورةٌ لكلِّ لسانٍ عربي يقرأ القرآن الكريم ويتلوه، ولعل أولئك الذين أسرفوا قراءة التراجم وتشرّبوا اللغات والأساليب والمنطق؛ أحرى بهم أن يلتفتوا لقضية تبدُّل لغتنا من عربيةٍ إلى عرنجية.

ما كنت هاويةً كثيرًا لقراءة الأعمال المترجمة لشعوري عند قراءتها بالاغتراب من جهاتٍ شتى، فدع اغتراب اللغة جانبًا، وعرِّج على اغتراب المشاكل والقضايا والآلام، لا ندينُ بدينٍ واحد ولا ننطقُ بلسانٍ واحد، ولا تجمعنا سوى القضايا المتجذرة في جوهر إنسانيتنا والتي تصبُّ غالبًا في الفلسفة وعلومها، أما غيرَ ذلك فما كنت أجدُ متعةً كبيرة ولا تذوُّقًا، مهما كانت ترجمةً شاعريّةً فكنت أشعرُ بها جامدةً بلا إحساس، ولطالما شعرتُ بأني أُرجِّح "العودة إلى الذات" كما يصفها شريعتي، وهنا لا يدعونا الكاتب لترك قراءة التراجم، حيث أنها أثرت ثقافتنا وعلومنا، لكن يدعونا أن نقرأها ببصيرة ووعي، استُعمِرنا حتى ظننا أن اللغة هويةٌ وتراثٌ نعتزُّ به وغفلنا أن ديننا نزل بهذه اللغة، والإسلام شرّف اللغة لا العكس، فما لنا كيف نحكم وكيف تأدلجنا لخلق هُوّةٍ بين الاثنين دون أن نشعر؟ هذه أحد الإطروحات التي عالجها الكاتب وطرحها في طيّات كتابه، حتى أن أمثلته جُلُّها على فساد عربيِّتنا كانت بآياتٍ من القرآن الكريم يستعرضها بترجمتها الانجليزية ويعيد ترجمتها للعربية ويُشير للرقعة كيف هي، وأُعيبُ فقط أنه جعل بعض هذه الأمثلة في حواشي الكتاب وبعضها الآخر في جداول ولم يمشِ على نسقٍ واحد.

إنما هذا ما يحدثُ للُّغةِ عندما نحكر الدين على المنابر والمساجد ونُفرّقه عن المدارس والجامعات وكتب اللغة والدراسة، يُولد جيلٌ مثل جيلي وما قبله لسانهُ كُلُّه "يكشخ" بلسان الكفار ولما أراد التفصُّح تعرنج -على حدِّ وصف الكاتب-، غيرَ أنّهُ مُحقٌ بامتعاضه، لأننا عندما نضعُ الدين على الرفِّ تضيعُ منا قضايانا ونلتفتُ لأخرى، نُبتلى بآفاتٍ تستشري في مجتمعاتنا بضياعِ الدين واللغة، غيرَ أنَّ لغتنا جزِلةٌ وواضحةٌ وثابتة، رصينةٌ وجادة، على عكس التراجم المليئة بالتردد والتمطيط وتشتيت المعنى وضعفه، هذا تمامًا الفرق في شخصياتنا العربيّة والعرنجيّة..

مجهودٌ أثني عليه رغم حرارةِ الصفعة، وصراحةً وإنصافًا تبدّل حتى تدبُّري لآيات القرآن الكريم، وتصححت كثيرٌ من مفاهيمي وأسألُ الله التيسير والإعانة على تصحيح لساني وكتابتي.
Profile Image for محمد عطبوش.
Author 6 books283 followers
June 19, 2022
الكتاب صادم عن مدى تغلغل الأساليب الإنجليزية في العربية الفصحة الحديثة واللغة الصحفية. وبعيداً عن دعوات التمسك باللغة المكرورة في بدايته، يخرج قارئ الكتاب بحصيلة تنبيهات ممتازة تختلف عما يوجد في سواه من الكتب على طريقة قل ولا تقل من الألفاظ والأخطاء النحوية. (ملحوظة: لقد استعملت أسلوب إنجليزي صريح في العبارة السابقة! يا إلهي كم الأمر محرج)
هذا الكتاب يتعلق بالأساليب ولا أظن له مثيل في بابه.. ولا غنى عنه لكل مترجم وكل مشتغل في الأدب بوجه عام. ممتن لمن رشح لي هذا الكتاب.
Profile Image for AbdulMawla Mohammed.
61 reviews13 followers
June 25, 2023
كنتُ سأقول "أخيراً!" تعبيراً عن فرحتي بانتهاء قراءاتي لهذا الكتاب المفيد بعد أكثر من عام على بداية قراءتي له، غير أني تذكرت أنها عرنجية من finally وما أرغب في تخييب ظن الترجمان الغامدي بي، وسأقول: حمداً لله، انتهيت منه.

لي مراجعة مطولة عنه ذات يوم.
Profile Image for أمل..
205 reviews53 followers
November 5, 2022
هذا الكتاب يثبتُ لنا تفرنج عربية العصر بأكمله!

كتاب عبقري وحريٌّ بكلِّ مهتمٍ بلغته أن يقرأه ويتحدَّث عنه،
فقد تشربنا هذه اللغة المتفرنجة فأمتنا عربيتنا وساءت أذواقنا.

قراءة واحدة لا تكفيه أبدًا
Profile Image for Eman.
216 reviews60 followers
March 1, 2024
بديع بديع!
Profile Image for Enas Nouri.
48 reviews15 followers
October 7, 2022
العَرنْجِيَّة| كتابٌ مُتفردٌ في نوعِهِ، بالغ الأهمية لكلّ من تخطُ يده خطاً بالعربيّة.
__________________

وقعت يداي على هذا الكنز؛ وإنّي لمسرورة لذلك. فالحمد لله.
هذا الكتاب لعله أهم كتاب قرأته هذا العام؛ حيث أنّه قد فتح عيني على الكثير الخفي عني، وقد غير فيّ بشدة، وإنّي والله لا أبالغ القول، فإنّي أسمع من الناس هذا القول فلا أستطعمه، إلاّ أنّها مرتي الأولى التي اختلجني هذا الشعور؛ ولعل ذلك ليس مَرَدُّهُ ما جاء في الكتاب وحده، ولكن أسباب خاصة عدة مع الكتاب اجتمعت فصنعت ما صنعت بنفسي. فالحمد لله.
___________________

سأورد أسفله تلخيص قصير لفحوى الكتاب، بارك الله في المؤلف وأحسن إليّه ووفقه وأثابه بِهِ:

■  الهدف من الكتاب: بيان عجمة اللغة العربية المعاصرة؛ فقد غلبت عليها لغات الإفرنج، والاستدلال على ذلك بالكثير من الأمثلة والتوضيحات، وكشف سبب هذا البلاء ومصدره ومنشأه.

■ ما المقصود بالعرنجية؟
"اللغة بأسرها في (فصحى) أهل العصر فاسدة كلها، وإنما هي عربية في ظاهرها إفرنجيه في باطنها، ولذلك سميتها : العرنجية، فهي لغة هجينة مذبذبة بين عربي وإفرنجي. ووالله لم أشطط بزعمي أن (الفصحى المعاصرة) كلها فسدت، كما سترى إن شاء الله".

■ قسم المؤلف الكتاب لأربعة أبواب:
1. مقدمة فيها معنى العربية الفصيحة، وبيان حقيقتها، وعظيم شأنها، ومغبة هجرها.
2.ذكر فيه نشأة هذه اللغة المعاصرة التي يسمونها (الفصحى المعاصرة)، وتاريخها، ودخول العجمة عليها وتغلغلها بتصرم الأيام.
3.في بيان عجمة هذه الفصحى المعاصرة، وأنها عربية في ظاهرها، إفرنجية في جوهرها وروحها، وهذا هو الأصل الذي وُضِع الكتاب لأجله. وقد ذكر فيه شيئا من النحو والصرف، فالألفاظ، فالاستعمالات والأساليب، وهذا أوسع الأبواب، وقد بسطه جدا.
4.ختم بشيء  من السبل التي تعين على تقويم اللسان ونفي العجمة عنه للناس عامة، وللتراجمة خاصة.

☆ بعضٌ من أهم ما ذُكر في الكتاب:

■ بدأ الكاتب بتوضيح ماهية العربية الفصيحة؛ ففي توضيح الفصيح تعرية لغيره:
"فالمراد بالكلام الفصيح: ما وافق كلام العرب في قوانينه وأساليبه واستعمالاته، وإن وقع خلاف -وهو يسير - رُدَّ إلى عربية القرآن لتحكم فيه".

■ ويذكر الكاتب فيما يذكر من أسباب التفاته لهذه المحنة الكبيرة التي تمر بها عربية هذا الزمن:

1. "والناس إذا جهلوا اللسان العربي وقل استعمالهم لهم، لم يحسنوا فهم مراد الله ومراد نبيه، وما خُلِقنا إلاّ لفهمه والعمل به، قال تعالى : "وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ". ولنا عبرة فيمن سبقنا من الأمم التي قلت عنايتهم باللغات التي كانت بها كتبهم، فصارت كل طائفة منهم تقول في الدين برأيها ، وتتخرص فيه، فتفرقوا قددا، حتى ما عادوا يقيمون لكتبهم وزنا . وهم لم يهجروا".

2. قول شيخ الإسلام ابن تيميّة في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: "اعلم أن اعتیاد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق. وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب،  فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".

■ وفي قضية الثبات والتجديد في العربية يورد رأيه صراحة أنّه مع الثبات ويعيب على التجديد كونه يفصل بين السلف والخلف وبين المسلم وأخاه في ذات العصر بين مشارق الأرض ومغاربها فيقول:
"وقد ذم بعض الجهال هذا الثبات في العربية، وسموه جمودا ورموه بكل مذمة تصريحا وتعريضا، وهذا الثبات -لو تأملت من مفاخر أمة الإسلام-، وحقيق أن تغبط عليه. وكيف لا تغبط والنبي له يجالس الصحابة قبل ألفي وأربعمئة سنة، فيحدثهم بحديث ، فنفهمه نحن. ويؤلف ابن حزم كتابا في الحب قبل ألف سنة فنستملحه ونفهمه كأنا من أهل زمانه، ويؤلف بعض العلماء في بلاد العجم، كالخوارزمي، والبيروني وابن سينا في المئة الثالثة والرابعة والخامسة شيئا في علوم الدنيا فنفهمه، ويؤلف ابن الكتبي كتابا في الطب قبل سبعمئة سنة فلا يشق علينا منه شيء، ويذكر الغزال رحلته إلى إسبانية قبل مئتين وخمسين سنة، فنفهم كلامه كله. ولا يدخل في هذه المجمدة الآخذون باللسان العرنجي . وتأمل كلام هذا المستشرق سنة 1290ه:
[لا ريب أن هذه العربية الفصيحة تتفاوت بتفاوت الكتاب في حذقهم، وباختلاف العلم المتكلم فيه، إلا أن الفصيحة غاية في العجب، فلا تكاد ترى في سمتها أثرا لتباعد الزمان والبلاد. واعتبر ذلك في الإنجليز، فإن المتأدب منهم عاجز عن فهم كلام من تقدمه من قومه قبل أربعمئة عام أو خمسمئة فقط، إلا أن يخصّ كلامهم بالتعلم. أما أن يؤدي بكلام مثله، فذلك لا يتأتى إلا لرجل أوتي قريحة كقريحته ابن شاترتون وجسارة كجسارته). وكذا حال الفرنسيس والألمان من أهل زماننا، وليست كذلك حال المتأدبين من مشارقة العرب ومغاربتهم. فهذا الأمير عبدالقادر وهو في أرض غربة ، كتب إلى امرأة من أهل باريس في رابع ذي الحجة سنة أربع وستين ومئتين وألف قصيدة على طريقة العرب التي تعودها، فما تبث بشيء من لغتها عن ذاك العصر وتلك البلاد التي نزلها، وجاءت كأنما هي من قول الأصمعي، الشاعر الفحل]
وهذا الإفرنجي كان أستاذا للعربية في بلده، فتأمل كيف رأى شأن العربية معجبا ، فأنت تنظر - إن أحسنت الفصيحة- إلى كلام كل هؤلاء القوم، المتفرقين في مشارق الأرض ومغاربها، المتقدم منهم والمتأخر، وتفهم كلامهم وتستملحه ولا يعجزك. وهذه المفخرة لم تتأ لغير العرب، لقدر کتاب الله عندهم. فيا للعجب كيف انقلبت أفهام بعض الخلق حتى صار يرى هذا الثبات مذقة، وصار يستحسن الانقلاب إلى لغة محدثة متفرنجة، وصدق الشاعر :
يقضى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن!".

■ مغبة التدوين بالعاميّة وبالفصحى المعاصرة (وهي لغة ليست بعاميّة أو فصحى اصطلح العلماء على تسميتها كذلك، وقد سمها المؤلف "العَرنجية" كما أسلفنا الذكر): قد فصل المؤلف مغبة ووبال هذا الفعل بطرق شتى وذكرٍ مطولٍ لكنني سأذكر منه مطلق الخلاصة السببية:
"..... وذلك أنهم لما منعوا التدوين بالعامية، فعلوا ذلك لعلتين، وهي: ألا ينقطع اتصال المسلمين بكتاب ربهم وكلام نبيهم، وأن تكون الأمة جسدا واحدا لها لسان واحد، يفهم به المتقدم المتأخر، والمشرقي المغربي".

■ الأخطاء التعبيرية المستوردة من الإفرنج التي ذكرها الكاتب (قد خصص الكاتب الفصل الثالث كله في هذا الباب، وجعل الأمثلة الكثيرة مع الشرح والتضويح أولا في النحو فالصرف فمتون اللغة فالأساليب، وما وردت منه شيء لأنّه يحتاج لق��اءته كله، أما الأمثلة أسفله فقد ذكرها الكاتب متفرقة في مواضع عدة، وقد دونتها لدي درءً لِمغبة ضياعها مني):

1. ذكر من كتاب "لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية"  لِشاكر بن مغامس اللبناني:
"ومما ذكره من مولدات الترجمة عن الفرنسية ولا وجه له قولهم: فلان طلب يد فلانة، وفلان لعب دورا مهما، وبالرغم من كذا، ويقتل الوقت بكذا، وكذا يوفر عليك التعب، وقرأت على وجهه الغضب أو الفرح، واستعمال (أو) التخييرية محل (أيّ) التفسيرية، كأن تقول : هذا البيت للحسن بن هانئ أو أبي نواس، وتكرار (كلما) في جواب شرطها كقولك : كلما اجتهدت كلما نجحت، وذكر شيئا مما تبدل في أعراف الكتابة كأن يقال : («إليك عني!» صاح الرجل في غضب) فقدم المقول على القائل كما تفعل الإفرنج".
2. "وقد سمعت رجلا يتكلم في مجلس في اليتيوب في نحو ساعتين،......، قال في جملة واحدة مثلا: «أنا أجي من بيت أهله كذا وكذا فالتقطت هذه العادة منهم». وهذا كلام إنجليزي، فالإنجليز تستعمل (أجي من I come from)، بمعنى (من) في العربية . فأنت قد تقول في العربية (هو من أسرة غنية) أو (هو من قبيلة كبيرة)، والإنجليزي إذا أراد أن يعبر عن ذلك قال : (هو يجيء من أسرة غنية وهو يجيء من قبيلة كبيرة). وأما قوله التقطت هذه العادة فهو من : picked up this habit ،أي صارت عادة لي، أو تعلمت هذا الطبع وأخذته منهم. وقال في عبارة ثانية : «أدري من وين إنت جاي»، وهذه في الإنجليزية I kow where you are coming from أي : أدري ما حملك على قول ذلك. وهذه وأشباهها دخلت عليه من إنجليزيته".
3. أكثر الناس إذا سمعوا قول القائل : (هذا الأمر يصنع فرقا، وفلان يؤلف في حقل الترجمة، وأنا لا أتبنى هذا الكلام، وهذا حلم تحقق، وهذا أمر ينفع الإنسانية) وغيرها من الألفاظ والعبارات المترجمة، لم يفطنوا لعجمتها، ولم يستنكروها، لكثرة ما سمعوها وألفتها نفوسهم. وهذه طبيعة في النفس أنها إذا ألفت المنكر وأشربته لم تنكره. وهذا مثل تشبيه بديع ذكره رسول الله ، فقال: "تُعْرَضُ الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها، نُكِت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نُكِت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين،
على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُرْبَادًّا كالكُوز، مُجخِّيا
لا يعرف معروفا، ولا يُنْكر منكرا، إلا ما أُشْرِبَ من هواه". وحال النفوس واحدة مع كل منكر، في الديانة وفي غيرها.
4. "بل إن بعض هذه التراكيب الفصيحة حي في كلام العامة ممات في العرنجية معدول عنه، كقول بعض المعاصرين : (كان يبدو كما لو كان يكتشف عالما من الخيال لأول) مرة، فقوله (يبدو كما لو كان) إنما هو من قول الإنجليز seems as if he was . وهذا معنى عبرت عنه العرب قديما ب (كأن)، ولا تزال تستعمله في عاميتها . وترى الإنجليز إذا ترجموا قوله تعالى : "فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو"، قالوا: (يبدو كما لو كان هو)، وإذا ترجموا وصف هند بن أبي هالة  للنبي_ صلى الله عليه وسلم_: (يمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب)، قالوا : (إذا مشى بدا كما لو كان ينحط ...). فهذا المعنى الذي أراده الكاتب من قوله «كان يبدو كما لو كان يكتشف ...»، سبقت إليه العرب قبل أكثر من ألف سنة، بل قبل الإسلام. فهي أغراض قديمة يحسن التعبير عنها أعرابي جلس خبائه ، جلیس شاته، وليست من حوادث هذا الزمان. فالعربية لم تبدل لتبدل الزمان، وإنما هو مسخ وفرنجة، وإحداث شيء جديد موافق لكلام الإفرنج، وإماتة لكلام العرب الموافق لكلام الله سبحانه وكلام نبيه. فليت شعري أين الأغراض التي زعموا أنها ألزمتهم هذا التبديل، فمسخوا لأجلها العربية جميعا، حتى لم يدعوا منها إلا صورتها!".
4. (تم إرسال الرسالة) و (تغذية راجعة) من غير العربية الفصيحة.

■ نقطة هامة: "ولا تتوهم أنّي أقول بمنع كل محدّثٍ من الألفاظ وأن كلّ اشتقاق جد في العربية في زماننا فهو ردٌّ، إلاّ أن أهل زماننا لم يزيدوا في كلام العرب ألفاظا، وإنما أماتوا عربيا وأحيوا إفرنجيًّا كما ذكرتُ لك. وقد ذكر الجاحظ كلاما لطيفا في هذه الألفاظ التي تزاد في العربية في اصطلاحات العلوم خاصةً، فقال -عند الكلام على المتكلمين:
[وهم اصطلحوا على تسمية ما لم يكن له في لغة العرب اسم، فصاروا في ذلك سلفا لكل خلف، وقدوة لكل تابع. ولذلك قالوا العرض والجوهر، وأيس وليس، وفرقوا بين البطلان والتلاشي، وذكروا الهذية والهوية والماهية وأشباه ذلك. وكما وضع الخليل بن أحمد لأوزان القصيد وقصار الأرجاز ألقابا لم تكن العرب تتعارف تلك الأعاريض بتلك الألقاب، وتلك الأوزان بتلك الأسماء، كما ذكر الطويل، والبسيط، والمديد، والوافر، والكامل، وأشباه ذلك ........].
فهذه الألفاظ إنما وضعها الأوائل لمعان لم تعرفها العرب ولم تعبر عنها ، فلا بأس بها، وإنّما يحتاج إليها غالبا في اصطلاح أهل الفنّ لا في الكلام العام. وإنما خلافنا في معان عبرت عنها العرب واستقر اللفظ في كلامها حتى قبيل زمن الترجمة، ولربما كان عند العرب لهذا المعنى طائفة من الألفاظ، فيعدل عنها جميعا إلى الاستعمال الموافق لكلام الإفرنج".

■ ثم ختم المؤلف الكتاب بأساليب تُعين على تقويم اللسان ليكون عربيا فصيحا، وجعله قسمين أحده لعامة النّاس والآخر للتراجم.

■ للاستزادة:
1. للأديب أيوب الجهني مقالة حسنة في موقع (أثارة) سماها: (هذه التلاوة، فأين الحلاوة والطلاوة؟)
فراجعها، وهذا رابطها:
https://atharah.com/this-is-the-recit...

2. مقالة الرافعي "الجملة القرآنية" في مجلة الزهراء ج6، ص354-355.
https:///مقالات-أدبية/الجملة-القرآنية...

3. قنوات كتب صوتية تعرض كتباً من كتب الأوائل: قناة "يحيى فتحي"، وقناة "الكتاب الصوتي_ عمرو البساطي"، وقناة "بلال محمد منصور".

_____________________

هذا مما جاء في الكتاب، وإنّه والله كتابٌ قد بُسِط فأجاز وأفاد، وإنّي أدعوكما أخي وأختي لقراءته والتمعن والتدبر في ما ورده من مسائلٍ وحلولٍ وطرائقٍ.
وبارك الله في المؤلف وجزاه عنّا كل خير.
Profile Image for Muhammad SH.
110 reviews17 followers
November 1, 2021
إني والله أتحرج من كتابة رأيي في هذا الكتاب، إذ كيف تأتي عين ما نهاك عنه في حضرته؟ فالكتاب في ذم العرنجية، ويعني بها عربية أهل العصر التي ظاهرها عربي وباطنها وأصلها إفرنجي، فكيف تكتب عنه وأنت واقع ومنغمس فيها؟
وهذه من آفات الترجمة أيام أراد محمد علي باشا نقل العلوم الإفرنجية إلى العربية، وخبرها في أول الكتاب.
والعجمة في لغة أهل العصر ليست في الألفاظ والنحو فحسب، بل في الأساليب والتراكيب والاستعمالات! وهذا مما بصرني به هذا الكتاب، فأنا لم أتنبه إلى أثر العجمة الخفي، وكنت أرد سبب مغايرة لغة أهل عصرنا للغة الأوائل إلى تطاول الزمان وتطور العلوم والمعارف، ما كنت أدري أنها إنما معاني عبرت عنها العرب من قديم، ثم جاءت الإفرنج فغلبت أساليبها على أساليب العرب فولدت لنا لغة عرنجية مقطوعة النسب.
عاهدت نفسي بعد هذا الكتاب ألا أقرأ إلا في كتب الأوائل ما استطعت إلى ذلك سبيلا، حتى تتحصل عندي ملكة أميز بها عرنجي اللغة من فصيحه.

جزى الله الترجمان أحمد الغامدي خير الجزاء على بذله نفسه ووقته للعربية.
Profile Image for Abdulmohsen Alghareeb.
178 reviews35 followers
May 22, 2022
أولا لا يمكن كتابة مراجعة لهذا الكتاب دون أن تقع في جل الأخطاء التي حذر المؤلف.
ثانيا، الكتاب يتكلم عن تغلغل اللغات الأجنبية و تأثيرها على العربية حتى أصبحت العربية + الفرنجية = العرنجية!

إن اسلوب الكاتب رائع و سهل الفهم بل حتى وجدتني أضحك في أكثر من موقف لشدة أسلوبه الساخر في التنبيه على بعض الأخطاء الدارجة في كتاباتنا و لغتنا.
يستعرض المؤلف في عدد من الفصول بعض الفقرات الأدبية و المكتوبة من قبل أدباء لهم وزنهم و من ثم يستعرض الأخطاء التي تغلغلت كتاباتهم بسبب تأثير اللغات الأجنبية.

ثم في الفصل الأخير يستعرض كيفية إمكان تحسين المَلَكة العربية للمرء.

باختصار الكتاب رائع جدا و وضح لي حجم الأخطاء الكارثية التي وقعنا و مازلنا نقع فيها كلنا بسبب تأثير اللغات الأجنبية علينا.
Profile Image for علاء الدين عريان.
41 reviews2 followers
May 15, 2024
العرنجية ما كان ظاهره العربية باطنه الفرنجية. وما أغلبها على العربية في عصرنا
Profile Image for نُور.
20 reviews9 followers
October 18, 2023
بعد هذا الكتاب سيظهر نوع جديد من الوساوس القهرية ألا وهو وسواس العرنجية ..

أقول هذا مزاحا يشبوه الجد والقلق فلعمري إنه لماء بارد صب على نائم أو صفعة أنعم بها على غافل فمن حيث ظننا بأنفسنا النجاة إذا بهذا الكاتب يكشف لنا أن ما نتكلم به من فصيح - كما نحسب إنما هو الفرنجية تكتسي ألفاظ العربية وتختال بأثوابها

إن هذا الكتاب طوق نجاة ونور في ظلمات حري بكل متأدب أن يأخذه بقوة .

ملاحظة : أرجوا أن لا يكون في ما كتبت شيء من العرنجية ستتفهمون شعوري بعد قراءة الكتاب (:..
Profile Image for أَيمَن الضَّو.
7 reviews2 followers
December 14, 2023
تمّ الكتاب والحمدلله

ولو لم يكُن له ثمرة إلا أن دعاني مؤلفه للنظر السديد فيما أقرؤه وأكتبه ، وحرّصني على تتبّع أساليب العرب نُفرةً من العربية الأعجمية، لكفاه !

فجزى الله مؤلّفه خيراً كثيراً، وأظلَّه بفضله وأنعامه.
Profile Image for بَتُول.
12 reviews5 followers
March 5, 2025
كَفَى بِالْمَرءِ عَيبًا أنْ تَرَاهُ لَهُ وَجْهٌ وَليسَ لَهُ لِسَانُ
وَمَا حُسْنُ الرِّجالِ لهم بزينٍ إذا لَمْ يُسعِدِ الْحُسْنَ الْبَيَانُ

تفشّى الدَّاء وصَعُبَ الدَّواء. واللّٰه ليقدح في النَّفس كيف تعرنجت ألسنتنا وخرج الأمر مِنْ طوعنا حتّى حُصِرَت العربية في المنظر ونشَلَت الأعجمية منّا كُلّ جوهر، أُبتلينا شرَّ إبتلاءٍ بإستلاب الغرب لفكرنا، وإستعمار لغتنا، وتفرُّقنا قددًا. وإنّي لأصدق القول أتحرّج شدَّ حرجٍ –مُذ أن قرأت الكتاب– مِنْ الكتابة، ومِنْ الإطالة فيها؛ مخافةَ الوقوع في الأخطاء الّتي سلف ذكرها، وإنتهاك حرمة لغتي.

أبانَ التَّرجمان الغامدي بدايةً أنْ للفصاحة وصحّة البيان أهمّية عظيمٌ شأنها عند العرب منذ قديم الزَّمان، فكانت قيمةً موروثة يتمايزون بها وفضيلةً يجدُّون لنيلها. وكانوا يُجاهدون في حفظ وصيانة سلامة لغتهم، حتّى أنْ وُصِفوا بأمَّةٍ سَجَدَت للبيان أكثر مِنْ سجودها للأوثان، وكانوا يعدّون اللحن وحده ضلالًا، فكيف بما وصلنا إليه اليوم. وكان الشِّعر مكرمة العرب، والشَّاهدُ على أحكامهم، والمنظومُ مِنْ كلامهم، وأجلُّ وأرفعُ مفاخرهم؛ فكان الشُّعراء يُعلون مقام مَنْ يتضلَّعه منهم، ويتبارون في إيراد أبلغ ما جادت به قرائحهم. ثُمَّ بدأ في تاريخ العربية المعاصرة ونشأتها حتّى صارت بشكلها الحالي. ثم برهن عجمة عربية يومنا هذا، بعدّة أبواب بحديثٍ مطوّل، وبحثٍ رزين، وإيضاح سلس وعرضٍ وافرٍ لتفشّي العجمة في لغتنا بأمثلةٍ واللّٰه يشيب الشَّعر لها، لتشعشعها في لغتنا، ولمدى إئتلافنا عليها، ثمَّ أخيرًا في كتابه نصح بعدّة مراجع لتقويم اللسان، عساها تنقِّح ما فَسُد. بارك اللّٰه فيه وفي عِلْمه، وأُريد به ثناءً على إغداق وقته، وتسخير بحثه، وبذل قلمه، لمنفعة لغتنا؛ فهذا لعمري منتهى البذل. فليس محبُّ اللغة مَنْ يتغنّى بكلمات المديح ولا يصبُّ في سبيلها حبرًا، ولا يسخِّر لها وقتًا، ولا يهدي لها عِلْمًا.

ولو أنّي بمقدرةٍ على دعوة العالمين جميعًا لقراءة هذا الكتاب –حُبًّا أم إكراهًا–، علَّنا نتفقّه بالآفة الّتي حلَّت بلغتنا، فواللّٰه ما كنت قصّرت ولو قليلًا.
Profile Image for Ali Gamal.
67 reviews38 followers
October 23, 2024
كتاب فريد عظيم النفع
Profile Image for Ahmed Samy.
18 reviews3 followers
April 15, 2024
مرجع للعرب عامة وللمشتغلين بالعربية خاصة.
Profile Image for نـغم ..
42 reviews
September 30, 2022
استغرقتُ في قراءة كتاب العرنجيّة ٥ ساعات و٢١ دقيقة تقريبًا، أيقنت بسباق الوقت أمرين
أولهما: أن الكتب لن تؤتي أُكلها مالم تُقرأ بشكلٍ مكثف.
ثانيهما: أنه كتاب يشذّب الزوائد الإفرنجية في لغتنا ووجدتُ به ضالتي التي سعيتُ للتزودِ حولها، وهي أن ألسنتنا وأذواقنا لاكها أسلوبٌ أعجميٌّ حقًا، فالحمدلله، الآن أستطيع أن أقصر مغبّة الإطناب بالباب الثالث، شطره الأخير.

ماتع ومؤنس وبليغ تبارك الحي الودود!
Displaying 1 - 30 of 142 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.