في ظل هيمنة العلمانية وسيادة النموذج العلماني في العالم الحديث، وكنتيجة لعملية تصدير العلمانية للعالم الإسلامي برزت دعوات المواءمة بينها وبين الدين، وبين الإسلام والحداثة، من خلال إعادة النظر في التراث الإسلامي، وتقديم قراءات جديدة للنصوص الشرعية من أجل تحقيق التصالح التشريعي. جاءت هذه الدراسة المتميزة لترصد هذه الظاهرة التوليفية، مُبينة مساراتها ودوافعها وأصناف المشاركين فيها، وأبرز الأفكار المُحفزة لها، وأهم الأفكار المؤسلمة للعلمانية.
كتاب رائع للخائضين في أسئلة العلمانيّة . بعد مقدمات أساسيّة عن سيادة الشريعة عرض أهمّ ثمانية أسباب للشكّ المعاصر فيها ثمّ لاحظ دوافع وآثار وتصنيفات مصالحة العلمانية وفيها فرّق بين التصالح مع العلمانيّة والتبني الكامل لها ثمّ عرض الأساسات التي تقوم عليها أسلمة العلمانيّة ثمّ عرض وفكّك 11 فكرةً تسعى لأسلمة العلمانيّة . كتاب مرتّب منطقيًا ويغطّي أبعاد الموضوع بشمول يؤدّي أحيانًا لتكرار بعض الأفكار أو طرح البديهيّات
قرأت هذا الكتاب مؤخرا ، أبدع الشيخ فهد في تحليل هذا ظاهرة التبرير لكل ماهو علماني تحت مظلة الشريعة ، فكأنه في ملخص كلامه يعزز من ظاهرة الانهزام الثقافي التي تجبر كل شخص ضعيف الخلفية الثقافية في محاولة التبرير لكل مايندرج تحت الشريعة الاسلامية وفق النظرة الغربية للأشياء.
فكرة الكتاب مميزة و لكن المحتوى لم يكن على قدر المقام. فكثرة طرح العلمانية أو جزء افكارها و تغليفها كمادة قابلة للتعايش تنطرح تحت العنوان "أسلمة العلمانية"، بل قد تستغرب ان الكثير من الأفكار التي قد تتفق معها مصدرها من العلمانية و قد تصادم في تفاصيلها سيادة الشريعة الإسلامية.
إن محتوى الكتاب في أغلبيته كان مجرد تعبير و كلام إنشائي، قليلة هي الاستدلالات أو الضرب بأمثلة حية أو وقائع حاصلة، و في ذلك يقع عاتق البحث على المؤلف و الذي في نظري لم يبذل الكثير من الجهر بل اعتمد على افكاره و بالتالي لم يخرج من عباءة الخطب المعروفة على المنابر.
كذلك المؤلف قد يضيع القارئ - كما أضاعني- في أكثر من موقف بكثرة التقسيمات و التفرعات في الافكار و صعوبة تذكر الروابط المشتركة بينها.
يقدم الكتاب نقدًا لمجموعة من "الأفكار العلمانية المؤسلمة" والتي يمكن شرحها اختصارا بأنها تسعى لتقديم تصور عن الإسلام لا يعارض أصلا في العلمانية ألا وهو: "عدم بناء الأحكام المُلزمة على مستند ديني"
أشار أكثر من مرة إلى أن خطاب الكتاب موجّه لمن يُقر بتحكيم الشريعة ابتداءً لكن أصابته لوثة العلمانية وألبست عليه بعض أفكاره التي تعارض محكمات أصيلة في الشريعة
وبعد أن قدّم لمقدمات مهمة في سيادة الشريعة وطبيعة ظاهرة التصالح مع العلمانية بدأ يسرد الأفكار العلمانية المؤسلمة وينقدها واحدة تلوى الأخرى
يظهر من كثرة المنقولات في الكتاب سعة اطلاع الكاتب على كتابات المعاصرين في العلمانية وعلاقة الإسلام بالدولة الحديثة وغيره، خرجت منه بكثير من العناوين
الكتاب جيد من الناحية التحليلية ولكنه يقع في موبقات في كثير من مواضع الكتاب حيث يسوغ ويبرر كثير من تصرفات "الإسلاميين" بالمشاركة في الأنظمة العالمانية بسبب "المصلحة" وكلها على الحقيقة مصالح موهومة دل الكاتب على بطلانها في مواضع أخرى من الكتاب. لذلك يلاحظ تناقض المؤلف ويفسر ذلك بسلطة الثقافة الغالبة التي يعيش تحت سيادتها. لذلك يراجع كتاب العالمانية طاعون العصر كشف المصطلح وفضح، د. سامي عامري وكتب الدكتور صلاح الصاوي(نظرية السيادة وأثرها على شرعية الأنظمة الوضعية،... وغيره) و سلسلة نصرة للشريعة عاليوتيوب د. إياد قنيبي وسلسلة فقهاء التنازلات عاليوتيوب د. أياد قنيبي
This entire review has been hidden because of spoilers.