"مات! كيف مات؟" بجذعه مال غسان إلى الأمام، وبأصابع يده اليمنى ميَّم مسدسًا وصوب فوهته تُجاه رأس أيمن: "برصاصة وحدة بين عيونه." أيمن ما جفل. عيناه واثقتان، متشوقتان: "ومين قتله؟" بوووه..ومرةً أخرى لم يجفل، عيناه حتى ما طرفتا. مال غسان إلى الوراء على مقعده رافعًا المسدس مع فوهته إلى الأعلى. نفخ عليه مثلما يفعل أبطال الكاوبوي في الأفلام، وأعاد كف يده إلى صورتها الأولى، مفرودةً فارغة. زفر نفسًا عميقًا وألقى برأسه إلى الخلف. عيناه تحدقان إلى لمبة النيون المثبتة في السقف: "ما بعرف." حذا أيمن حذو صديقه وألقى برأسه هو الآخر إلى الخلف وحدق إلى لمبة النيون المتقطعة. كان يعلم أن غسان يكذب عليه، أن غسان يعرف تمامًا مَن قتل أباه. لكن أيمن سمح لصاحبه بهذه الكذبة، سمح لصديقه الوحيد بتأجيل اعترافه بما هو معروف لدى الجميع.
"يده تنزلق. يسقط ويسقط ويسقط السواد في عينيه قاتم كما الليل."
رواية "لن تجد الشمس في غرفة مُغلقة" هي رواية مُفعمة بالألم الخالص، رحلة نفسية وسردية مُمتعة، ولكنها سودواية، جريئة، ومؤلمة. تتناول الرواية حكاية غسان "الفلسطيني الكويتي"، أيمن "الفلسطيني الأردني"، عبدالله "الكويتي"، وما حملته جنسيتهم لمصائرهم من أحداث غير متوقعة، وألم لم يطلبوه، وفهم للعالم الذي يعيشوا فيه في وقت من المُفترض أنه أجمل سنين حياتهم؛ سنين الطفولة والمُراهقة. ولكنهم كانوا ضحية جنسياتهم، في الوقت الخاطئ تماماً.
بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الدامي -والذي كلما قرأت عن الغزو في أي كتاب أجد من العنف والكره والشراسة غير مُبرر، غير مفهوم، ما سر هذا الحقد الدموي؟ كيف يعيش الشخص الذي يقوم بقتل نفس ببرود أعصاب؟-، يعيش "غسان" نتيجة اختيار قرار والده الإنحياز إلى الجانب العراقي، والذي دفع حياته نتيجة عن اختياره، ولكنه وصم بابن الخائن، ويعيش "عبدالله" حياة "ابن الشهيد"، لاستشهاد والده بسبب خيانة طبيب فلسطيني له، حيث أنه كان فرداً من المقاومة الكويتية للجيش العراقي. معهم "أيمن" وهو واحد من الشخصيات التي سأظل أتذكرها لفترة لا بأس بها، شخصية مكتوبة بتعقيد جيد، لها أبعاد غريبة وغرائبية، وهو أيضاً ضحية، ضحية والده الكاتب، ووالدته الهاربة، وفوق ذلك موصوم بالغبي! لنرى، كيف سيُصبح الثلاثة المُختلفين تماماً، أصدقاء سوياً.
فتحت لي الرواية زاوية لم أكن قرأت عنها من قبل وهي تاريخ العلاقة الكويتية الفلسطينية -شعباً لا حكومة- والتناقضات والتقلبات التي تحملها، وكما ترى الرواية تسرد الجنسيات كمُعرف أساسي للشخصيات، وهي فعلاً مُحرك أساسي للأحداث، فالتحسس من الجنسيات هنا لن يجعلك تتفاعل مع الأحداث، التي هدفها الأساسي هو رصد تلك الفترة وما تحمله من تيه اجتماعي ونفسي، نحي جنسيتك جانباً، أقرأ وتمتع بالسرد الدافئ من الكاتبة "إيمان أسعد"، واللغة الرائعة التي تكتب بها، أحياناً كنت أشعر أني أقرأ الرواية شعراً، أو شعراً روائي، لو كان هذا التعبير صحيحاً.
رواية "لن تجد الشمس في غُرفة مُغلقة" هي رواية تُقرأ على مهل، وبتروي، ولا بأس لو انهيتها وقررت أنك لا بُد أن تقرأ هذه القطعة الفنية مرة ثانية -أنا سأفعل ذلك بلا شك-، رواية مليئة بالرمزيات الواضحة والمُستترة، بعالم المُراهقة، والشجن، والحزن. أكبر تأثير تفعله رواية بي هي أن تجعلني أتخيل وأتمنى أن أكون موجوداً داخلها، كأحدى الشخصيات الجانبية حتى لو كانت شريرة، لا بأس حتى لو كُنت شرشبيل. رواية جريئة طرحاً ولغة، وتُقرأ لنتأكد هل الشمس فعلاً لا تدخل الغُرف المُغلقة؟
⭕ في آخر سطور مراجعتي هذه يوجد (ربما) حرق بسيط لحدث أخير في هذه الرواية، أنبه لهذا إن كان أحدًا مهتمًا لهذه الرواية ويريد قراءتها، رغم أن هذه الحرق الذي ذكرته لن يؤثر على سير أحداث القصة وأنت تقرأها..
⭕ الرواية غير مناسبة للأعمار الصغيرة لأنها تحتوي على بعض المشاهد غير المناسبة وكلمات شتم وسباب غير لائقة..
جذبني في هذه الرواية اسم الكاتبة فأنا أعرفها كـمترجمة، لذا تحمستْ جدًا لإقتنائها وخصوصًا أنها من إصدارات منشورات تكوين، وجذبني كذلك صورة غسان كنفاني التي على غلافها، وبدأ عقلي يتساءل، ما علاقة غسان بعنوان الرواية ومحتواها وبقية الصور على الغلاف؟.. فعلى ظهر غلاف الرواية لم يكن هناك أي نبذة عن الرواية، فقط اقتباس من الرواية.. إلى أن اقنيتها من معرض العراق الدولي للكتاب السنة الماضية، وصدمتني رسالة من إحدى الصديقات على الانستغرام أنها تتكلم عن موضوع اغتصاب الأطفال، تفاجأت!.. منذ مدة وأنا أتجنب قراءة هكذا مواضيع فلم أعد احتمل القراءة عنها..
لكن، مع بداية شهر اكتوبر الجاري، أحسست أنه قد حان وقت قراءتها ولأطلع على الموضوع فعلًا، ومع كل سطر كان قلبي يخفق خوفًا من الحدث التالي...
الرواية تطرقتْ لمواضيع كثيرة، منها اغتصاب الأطفال من الكبار وهذا لم يرد غير في ثلاثة صفحات تقريبًا (طبعًا هذا لا يقلل من أهمية التطرق لهذا الموضوع أو أقلل من شأنه مع عدد الصفحات).. تعرفتْ في هذه الرواية على فترة مهمة وحساسة من تاريخ المجتمع الكويتي بعد انتهاء غزو العراق ولأول مرة أعرف عنه، ألا وهو العلاقة المتوترة بين الفلسط ـ ينيين في الكويت وعلاقتهم مع الكويتين، ومَن يصنع هذا التوتر غير السياسة؟!.. فبعض الفلسط ينيين يدافعون عن صدام لأنه قصف إسر ائيل والكويتيون يكرهونه لأنه غزا بلادهم، وهنا حدث التوتر والتصفيات بينهم، وأشارت أيضًا إلى جنسيات عربية أخرى.. موضوع الصداقة كذلك تطرقتْ له بأسلوب رقيق وحزين، ولأهمية كل المواضيع التي ذكرتها، إلا أنها تطرقتْ لموضوع آخر مهم وهو علاقة الأطفال مع أهلهم، لندرك حقًا كيف *أن العائلة هي من تصنع إنسانًا سويًا أو غير سوي وملئ بالعقد النفسية* ومنها عدم ثقته بنفسه. نرى سرديات للقصة من وجهة نظر الأطفال، وكيف للمشاكل العائلية وعلاقات الأزواج المتوترة تؤثر على الطفل. ماذا سيحدث لو كان أهل أطفال أبطال الرواية يقدرون العلاقات بينهم؟ يهتمون لأطفالهم وصحتهم النفسية أكثر من الشكل ونظرة بقية الناس في المجتمع لهم؟ وهل ينتظرون أن تحدث حادث سئ لأطفالهم حتى يصبحوا قريبين منهم ويهتموا لهم؟!.. هذا أكثر موضوع أعجبني في القصة وكان مؤثرًا..
"موضي" الكويتية التي تزوجت فلس طينياً وأنجبت منه ولدًا وبنتًا، "غسان" و "دانة.. كيف ستكون نظرة المجتمع لهم بعد خيانة والدهم للكويت في غزو العراق؟.. أيمن ابن الأب والأم الفلسطي نيان الذين تسمع العمارة كلها صوت صراخ الأم عندما يضربها زوجها، وابنهم الذي يقول عنه والده أنه غبي ويخجلهم دومًا بسبب غبائه وعارضه الصحي، التبول اللا إرادي.. "خالد" الضابط الذي استغل حرب الغزو واعتدا على الأطفال.. المعلم الأردني الذي أراد أن يوقع بين الطلبة الكويتيين والفلس طين يين.. "عبدالله" الذي قام الضابط العراقي بقتل والده أمام عينه وعين عمته.. قصة أمه المريضة النفسية بعد موت ابنها الصغير..
كيف لهذه القصص أن تجمع بين هذه الشخصيات لتصنع منها حكاية واحدة ولكن للأسف غير مكتملة؟..
الكاتبة تركتنا في المنتصف لتترك لنا تخيل ما سيحدث.. لنكتشف في الأخير أنها رواية يكتبها أحد شخصيات الرواية لأنه يكتب قصته!.. وهذا ما صدمني في آخر صفحات الرواية..
كنتُ وأنا اقرأ الرواية أحس لو أني قرأتها في غير فترة لكانت أعجبتني أكثر (لا أعرف لماذا راودني هذا الإحساس الغريب، رغم أني مهتمة لكل موضوع طُرح فيها).. ولكني أحببت الحوارات بين الشخصيات باللهجة العامية الكويتية والفلس ط ين ة..
وأثناء قراءتي للرواية عرفتُ لماذا وُضعت صورة "غسان كنفاني" على غلاف الرواية.. ربما تستنتجون السبب من هذه المراجعة..
أعطيتها تقييم ٤ من ٥ في الأخير رغم ذلك الإحساس الغريب..
إن أمكنني تشبيه هذه الرواية بشيء، فسأشبهها بالشمس التي كانت حاضرةً في أحداثها، الشمس التي كانت تراقب الشخصيات، وتطمئن عليهم، الشمس التي لن نجدها في غرفة مغلقة. لماذا الشمس؟ حسناً، لأنها -وأعني هنا الرواية- كانت دافئةً جداً في بعض الأحيان، تحتضنك بعذوبة كلماتها وأسلوبها كما تحتضن أشعةُ الشمسِ الأرض. ولكن، في أحيان أخرى، كانت حارقةً مؤذيةً، تلسعُكَ وتحرقُ قلبكَ بكل ما فيها من الألم.
لعبت هذا الرواية على أوتار قلبي، فكانت ساعةً تجعل الإبتسامة لا تفارق شفتيّ حين يجتمع الأولاد الثلاثة، فيضحكون ويلهون بعيداً عن كل ما يحدث في أوطانهم وفي منازلهم من نزاعاتٍ وصراخ. حين يحتمون ببعضهم البعض من وحشية هذا العالم وقسوته. وساعةً أخرى تملؤني غمّاً يدفعني للبكاء على ما يحصل لهم. وعلى ما قاسوه من ألم في وقتٍ مبكّر من حياتهم. وعلى شناعةِ هذا العالم بما فيه من بشر.
أحببت أسلوب الكاتبة -إيمان أسعد- كثيراً، وأطمح إلى أن أقرأ ترجماتها لأتذوّق عذوبة لغتها من جديد.
وددتُ لو أننا حصلنا على بعض الأجوبة، خصوصاً فيما يخصّ مصير الأولاد الثلاثة، إذ كان كل ما حصلنا عليه هو بعض التلميحات هنا وهناك.
لم أكن أملك معرفة بالكتاب ، أخذته من صديقتي وأحببت غلافه وتوقعت أنه يتحدث عن فلسطين لمجرد رؤيتي لصورة غسان كنفاني . تحدث حقًا ولكن لم يكن هذا المغزى. يتناول الكتاب قصة ثلاثة أولاد : غسّان ، أيمن ، و عبدالله غسّان المراهق نصف الفلسطيني ونصف الكويتي ، وأيمن الفلسطيني ، وعبدالله الكويتي ابن الشهيد . تدور الأحداث في الكويت في فترة ما بعد الغزو العراقي وكمية التحولات الحاصلة في تعامل الأفراد مع بعضهم ( الفلسطينيين والكويتيين ) ، كانت الكاتبة جريئة جدًا في طرحها ، برأيي محايدة لم تظهر أحدًا على حق ، بل على العكس كانت تكشف كيف أن كلًا من الفلسطيني والكويتي يمتلك عنصريته الخاصة وأحقيته المزعومة في الأفضلية التي يراها على غيره ، بالطبع إنها فئة محددة ولكنها حقيقية و واقعية ويمتد الموضوع إلى يومنا هذا عندما نرى كل قضية إنسانية يتم تجاهلها إن كانت تخص جنسية معينة .. وكأن الإنسان يولد وهو يمتلك جنسية تؤهله للتعاطف من عدمه وهذا هو حدادنا الأبدي الذي أقمناه على ضمائرنا . أحببت كثيرًا كيف تلاقفت اللهجة الفلسطينية والكويتية هذا الكتاب ، وكيف جمعت المعاناة كل من غسان وأيمن وعبدالله ؛ فكلٌ كان يمتلك جرحًا من عائلته ومعاناة كُتبت سواء إن كان ابن خائن أو شهيد .هؤلاء المراهقين لو وجدوا الحب المشتت في عائلتهم لما تاهوا في شخوصهم ، لما عاش أيمن في عالمٍ مع السنافر ولم تطأ قدمه أرض الواقع ، لما أُجبر غسان أن يتقمص هويتين ، ولما أحس عبدالله بأن كل مسؤولية هو أهلًا لها . لقد عاشوا صداقة غريبة في وقتها ، و رافقتهم أشباح من ذكرى ماضيهم الذي حكم عليهم بحاضرهم. لغة الكاتبة جميلة جدًا ، ووصفها يسلب العقل إلى التخيل وحتى شم الروائح ، اشتفيت من أسلوبها لغة الكتب المترجمة حتى اكتشفت بأن الكاتبة نفسها مترجِمة .. ربما هذا ما يفسر المبالغة في وصف المشاهد المخلة التي لم أرها تخدم الكتاب ، وأزعجني أنه لم يتم التحدث عن لطف الله وعدله من بعد أن شككت الشخصيات في ذلك ( وهذا يخدم النص ويرسم أبعاد الشخصيات ولكن كان من الجميل لو أدرك القارئ جانبًا روحيًا ) ، و كانت هناك قضية مهمة تريد الكاتبة طرحها ولكنها أقحمتها برأيي في غير محلها فحملت الكتاب إلى فصل جعلني أتيه في شعوري ؛ هل أحببت صداقة هؤلاء المراهقين؟ نعم ولكن في لحظةٍ ما أصبحت خائفة منها ، ارتدت ثوبًا مُحيرًا وجعلتني أسأل نفسي : هل أنقذتهم هذه الصداقة أم كانت ضربة ثمن ؟
نصيحتي أن لا يتم أخذ الأمور بشكلٍ شخصي في هذا الكتاب ، لا تبحث عن المحق ولا تمجد شخص بعينه ولا تأخذك الحمية اتجاه جنسية معينة ؛ لأنك ستصدم بالجانب المظلم لكلٍ منهما . لا تظن أنها عنصرية ، فقط فكر أنها شخصيات كُتبت لأن العنصرية وُجدت لا الكاتبة من أوجدتها.
رواية جريئه، بلا قيود، واقعيه وبالنسبه لي جديدة، طرحها وقصّتها وموضوعها لم اقرأ عنه من قبل.. اربع نجوم لانها قوية وكُتبت بقلم لا يخشى شيئاً، تطرح الحقيقه فقط، عن طريق ثلاث اولاد، حاكت الروائية حياة كلّ منهما بطريقة دقيقة وناجحة، شخصية كل احدهما مبنية من ابعاد نفسية واجتماعية، احببت قوة القلم الشاعريّ والذي كان يصفّ بدقّة افعالهم و افكارهم! الرواية جيدة، تستحق الحوار
لن تجد الشمس في غرفة مغلقة .. إيمان أسعد .. فلسطين ..
رواية فلسطينية كويتية .. تحكي عن المعيشة بين الكويتي والفلسطيني بعد غزو صدام للكويت .. الخيانة والألم والتعايش .. رواية أبطالها أطفال .. الكاتبة متمكنة من اللغة والسرد كونها الرواية الأولى لها .. لم تعجبني بعض التفاصيل التي أقحمتها في الرواية كعلاقة الضابط خالد الجنسية بالطفل غسان .. وعلاقة الطفل غسان الجنسية بالطفل أيمن .. أسلوب الكاتبة ذكرني بصباحاتها الشعرية .. والترجمة كونها مترجمة واضح وبين في أسلوبها .. أتمنى لها التوفيق ..
من زمان ما قرأت رواية جميلة تدفعني لإنهائها في يومين مع إنها ٤٠٠ صفحة!
غسان الفلسطيني العالق بين أبوه الفلسطيني وأمه الكويتية، وأيمن الطفل المعنف وخيالاته، وعبدالله ابن الشهيد الكويتي في الغزو، بتقاطعات إنسانية عظيمة، وطيف واسع من المشاعر والأمنيات.
أنصح بها بشدة، خاصةً إن كنت ممن تمسك أحداث غزو الكويت عام ٩٠ وتداعياتها على الكويتين والفلسطينين.
لن نجد الشمس ان بحثنا عنها داخل العناوين الجاهزة والانتماءات المعدة مسبقا الشمس أكبر وأوضح حتى وان لسعتنا .. كل مافي الأمر أن نسمح لأشعتها بالدخول .. باختراق مساحاتنا الامنة واسقاط اجوبتنا النمطية والاستمتاع بها وحدها .. بالشمس وان كانت مؤلمة
أول ما شدّني بالكتاب هو صورة غسان كنفاني على الغلاف، واتضح أن الرواية تتحدث عن غسّان آخر. تتناول الرواية أحداث الحياة اليومية للكويتيين والمُقيمين من الفلسطينيين بالكويت بعد التحرير عام 91. أبطال الرواية ثلاثة أطفال: غسّان ابن الخائن، وُلد لأب فلسطيني وأم كويتية وقُتل أبيه بعد التحرير بسبب تعاونه مع الجيش العراقي خلال الغزو. عبدالله ابن الشهيد، كويتي الأب والأم، قُتل أبيه على يد ضابط عراقي لمشاركته بالمقاومة. وأيمن أصغر الأطفال سنًا، وُلد لأب فلسطيني وأم أردنية. تتناول الرواية عدّة مواضيع هامّة، كالعلاقة بين المقيمين والسكان الأصليين والاتهامات والمشاكل التي رافقت التحرير. انعكاس الواقع والعلاقة بين الأهل واستقرار البيت على الأطفال وواقعهم وتفاعلهم مع محيطهم، اغتصاب القاصرين، والعلاقة بين الأصدقاء. كُتبت الرواية بلغة سلسلة وجميلة، وناقشت المواضيع أعلاه بصورة جيّدة بدون الانحياز لطرف من الأطراف. برأيي أهم ما في الرواية، تسليط الضوء على العلاقات الأسرية بين الأهل والأبناء والتشديد على أن الأطفال يحملون عبء وإرث الآباء كان جيد أم سيء. التقييم 3 نجمات، لأنه برأيي غفلت الكاتبة عن العودة واتمام بعض الأحداث مما جعل القارئ يتساءل عن التكملة طول الوقت، مما أشعر القارئ أن الكاتبة تجاهلت هذا الموضوع ولم تنهيه ولم يكن الهدف لنهايات مفتوحة.
"عالمٌ بأكمله تدور حكاياته أمام عينيه، لكن لا دخل له بها، لا تأثير له على مجريات أحداثها."
رواية فريدة في موضوعها، شخصيات مُثيرة للإهتمام واسلوب كتابة جميل ورائع!! لولا ضبابية بعض الأحداث والوضوح الشديد للبعض الأخر -اي عدم التوازن في وصف وتشديد جميع الاحداث، بعض المشاهد كانت تأخذ المساحة التي تحتاجها أما البعض الأخر فلا- لكانت واحدة من أفضل قراءات هذا العام. تمنيت اذا كانت أطول : لا تزال بعض الاسئلة تُحاوطني ولا زلت أريد المزيد من هذه الشخصيات
لن تجد الشمس ف�� غرفة مغلقة تأليف: إيمان أسعد منشورات تكوين حكاية أصدقاء ثلاثة في سن المراهقة، تبدأ الأحداث في مرحلة ما بعد تحرير الكويت وتحديدًا مع بدء العام الدراسي الأول في الشهر التاسع (أيلول/سبتمبر/1991)، وهي من المراحل الأشد وطأة في تاريخ الكويت الحديث، يحمل الثلاثة إرثًا ثقيلاً من ذويهم. الأول؛ عبد الله حسين، الكويتي ابن الشهيد حسين الذي استشهد على أيدي القوات العراقية بوشاية من طبيب فلسطيني، أما أم عبد الله فهي زينب المريضة ويعيش معها وعمته في بيت العائلة الذي استشهد فيه والده. غسان نصف فلسطيني ونصف كويتي، يحمل اسم الكاتب الروائي الفلسطيني الشهير غسان كنفاني، أمه موضي مولعة بكتابات غسان ومؤلفاته، الفتاة المدللة لأسرة كويتية ثرية أخوها عبد العزيز المتزوج من فوزية، أقنعت والدها بدلالها تغيير اسمها من موضي لغادة فكان لها ما أرادت. تزوجت من منصور الفلسطيني وأنجبت منه غسان بطل القصة ودانة، آثر منصور أن يبقى في الكويت ولا يغادرها للمنافي كما فعلت أسرة زوجته التي غادرت الكويت إلى لندن وبقي غسان ومنصور في الكويت خلال احتلالها هناك حيث روى منصور لابنه حكايته كفلسطيني عرف المنافي والمخيمات واللجوء، كما قص له حكايته مع أمه غادة. يتم اتهام منصور بالتعاون مع القوات العراقية ويقتل صباح يوم التحرير. تعود غادة وعائلتها للكويت بعد التحرير لتجد صعوبة في تقبل المجتمع لأبنائها وصعوبة في التعامل مع ابنها غسان الذي بدأ يدخل في عمر المراهقة، تستعين بشقيقها عبد العزيز ، وتلجأ لابن خالتها خالد العسكري الذي يعمل في الجيش والذي ينتمي لعائلة أقل ثراء بدرجات من عائلة غادة. "غسان كما عبد الله كلاهما يلعب الدور المناط به بعد مقتل أبيه". الثالث أيمن، أصغرهم سناً الفلسطيني ابن معروف وندى، يقع فريسة اضطهاد والده الكاتب الي يبيع مؤلفاته لآخرين لتنشر بأسمائهم ويحظى هو بما يدفعونه له من فتات المال، يمارس العنف على ابنه أيمن وزوجته التي تهرب للأردن مع أقارب لها تاركة أيمن مع والده. الرواية مثقلة بالألم ولا غرابة لذلك فهذه حكاية فترة مؤلمة جداً دفع فيها الناس ثمنًا لما لم يكن لهم به يد. لغة الرواية أقرب للغة الشعرية الأمر الذي يجعل منها صعبة الفهم في بعض المواقف، الأمر الذي يجعل من اللاعدالة إعطاء الحكم على هذه الرواية من القراءة الأولى. عكست الأحداث والشخصيات وعي وإدراك الكاتبة بعلم النفس كما تعكس لغتها وعنوانها وطريقة السرد تأثر الكاتبة بعملها كمترجمة.
شعرت وأنا أقرأها بتأثر الكاتبة ببثينة العيسى من حيث اللغة والغموض إلا أن الغموض كان مبالغا في بعض المشاهد للدرجة التي أعدت فيها قراءتها.. خاصة مع غشان، وعمو عبد الله تعدد الشخصيات البطلة (ايمن وغسان وعبد الله) نوّع في أفكارها، لأن لكل منهم مشكلته التي سيرت الأحداث إلى نقطة يلتقي الجميع فيها.. القصة جميلة .. وتٌقرأ على مهل .. لتصل رسائلها بالعمق الذي تستحقه .. تحياتي
لن تجد الشمس في غرفة مغلقة أولى تجاربي مع إيمان أسعد و أولى تجاربي مع كاتب يتناول الفلسطيني من جانب مختلف، الفلسطيني المغضوب عليه و المتهم بالخيانة. أعجبتني الرمزية في تناول شخصيات غسان و عبدالله و أيمن و لكن النهايات المبهمة و الانتقال المفاجىء من فصل لآخر دون إنهاء الفصل أزعجني. تتناول الرواية فترة مابعد حرب الخليج و تساعد الغضب بين اللاجئين الفلسطينيين و أصحاب الوطن الكويتيين في الكويت نظراً لموقفهم المتضامن مع العراق وقت الحرب و اشتغالهم كجواسيس للجيش العراقي. تألمت كثيراً لغسان وعبدالله وأيمن .. فالثلاثة ضحايا لأنظمتهم ولاحتلال دمر أجمل مافينا حتى وإن لم يحتلنا جميعاً عسكرياً. تأتي قراءتي للرواية في توقيت الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة وتضامن الدولة الكويتية وشعبها مع الفلسطينيين لتؤكد أنّ كل خلافاتنا إلى زوال إذا وحدنا العدو.
قاسِية جدًا و واضحة، وعلى وضوحها لم تخلو من التعقيد اظنُ ان الكاتبة ارادت ان تضع نهاية مفتوحة لا اشك انها وقفت كثيرًا تُفكر بهل تُنهي غسان الذي لا خلاف انه مات او تترك الامر او انها تتركُ الامر لخيال القارئ، فغالبًا شعرت بما قد يشعُر به القارئ…ان غسان على جراحه الغائرة لا يجب ان يموت(قد تكون نظرتي الشخصية وحدي) وقد خمنت ان موت غسان قد يكون فِي اخر مشهد رأه في غرفته حيثُ ظل حبيسه الى ما بعد سبعة وعشرون عامًا وقد قرر انهاء حياته بنفسه وهَذا مجرد تخمين او ربما وهذه امنيتي الساذجة ان بموت غسان هَذا وِلد غسان اخر غسان كما يجب ان يكون في المنتصف دون الميل الى اي جانب كويتي و فلسطيني في الوقت ذاته او ربما قد سقط من مرتفع في البيت وهذا اسوأ شيء قد يحدث....