يُعدّ هذا الكتاب أحد الكتب المؤسِّسة الرائدة الكلاسيكية في مجال العلاج بالفن عامة، والعلاج بالفن للأطفال خاصة؛ فهو يقدِّم لنا الشروط الضرورية للنمو الإبداعي للأطفال والمراهقين من ذوي الإعاقات الجسدية، أو من المصابين باضطرابات عقلية، أو حتى من الأسوياء، كما أنه يستعرض مجموعةً من الطرائق المهمة في قياس قُدرات هؤلاء الأطفال والمراهقين الفنية، وأيضًا عددٌ من المناهج والأساليب الأساسية في العلاج من خلال الفن والإبداع، كما يقدم توجيهاتٍ وأفكارًا مهمة للوالدين والمعلّمين والمعالجين، وأفكارًا وتصوراتٍ واستبصاراتٍ مهمة في فَهم الرسائل المباشرة أو غير المباشرة، التي يحاول الطفل أن يوصلها إلينا من خلال رسوماته وتلويناته ومنحوتاته وقصائده وأقنعته وحركاته وتساؤلاته، وغير ذلك من الوسائل التعبيريّة الخاصة به.
إنه كتاب فريد في بابه وتبويبه. كما أنَّ فوائده تتعدَّى مجال العلاج بالفن للأطفال والمراهقين المعاقين والمضطربين إلى التأكيد على أهميّة الفن ودورِه في عمليات الإبداع بشكل عام وما يرتبط به أيضًا من تفكيرٍ بصريٍّ وخيالٍ وكذلك الدور المهم للإبداع في مستقبل الأمم والشعوب.
من الكتب القيمة في مجال التعليم الاكلينيكي والأكاديمي للعلاج بالفن مبني على تشكيلة من الأطر النظرية التي تشمل على نظرية الجشطلت، والنظرية الإنسانية، والنظرية الفرويدية، والنظرية السردية؛ و كل مايعكس السرد التاريخي أو الاسس النظرية وأنصارها، موجهة لخدمة الأطفال العاديين، والذين يعانون من اضطرابات ومشاكل نفسية، والمعاقين، كذلك لخدمة والديهم في المجتمع. تشرح جوديث روبن وباسهاب تلك العلاقات الموجودة بين طبيعة الفن في أثناء توظيفه في عملية العلاج وطبيعته في أثناء وجوده في سياقات أخرى. فالعلاج بالفن لا يعتمد على الجمهور الذي يعمل المرء معه؛ بقدر ما هو وظيفة دالة للسياق الذي يحدث فيه هذا العمل. العلاج بالفن يقدم بصور مختلفة؛ فردي، جماعي؛ بين عدة أفراد، ك جلسات الفن المشتركة بين الام والطفل، وجلسات الفن المشتركة بين الأسرة الواحدة أو بمشاركة مجموعة كبيرة من الأسر.
من الخصائص المميزة لجلسات العلاج الفني الأسري؛ يسمح للمعالج بملاحظة ومراقبة السلوك اللفظي وغير اللفظي، والسلوك المستقل، والسلوك التفاعلي، بالنسبة لكل فرد في الأسرة، كذلك في تقييم أنواع مختلفة من البيانات التشخيصية التي يمكنها ان توفر نظامًا مدمجًا أو داخلياً خاصاً بالضوابط والتوازنات المتعلقة بعملية التقييم. حيث يحصل المعالج على بيانات رمزية كثيرة موجودة في تلك المنتجات التي تم انتاجها خلال الجلسة؛ في شكلها ومحتواها وفي العملية الخاصة بها، كذلك في أسلوب تنفيذها، وفي تلك العلاقات التي ينسبها كل فرد إلى هذه المنتجات، سواءً بالنسبة لعمله الخاص أو لأعمال الآخرين. و من خلال كل ذلك يمكنهم اختبار صحة بعض الأفكار وسُبل التدخل المطروحة أمامهم على نحو أفضل. كما تحدثت جوديث روبن عن أهمية دمج العلاج بالفن مع أنشطة أخرى تجمع بين المرح واللعب بكافة أنواعه ما يسهم بخفض حالة الخجل الذاتي لدى الطفل، ووسائل علاجية أخرى كالدراما والذي أظهر نتائج ملموسة وداعمة للعلاج بالفن( التدريب على تعبيرات الوجه وتدريب حواسه ( الطفل) والتمثيل الصامت والإرتجال وكذلك التدريب على الأنشطة المصاحبة مثل التفکير والترکيز والتخيل والتعبير عن الذات.) ترى جوديث بأن الاتحاد الناجح بين تعبيرين أو أكثر من أشكال الفن أمر ممكن، بل أنه ينتج عنه، في الواقع إثراء بالنسبة للعاملين وبالنسبة للصغار أيضا. وهو أمر ذو قيمة كبيرة للمعالج، كغيره من النتائج الطيبة المتحققة الأخرى. تكمن أهمية العلاج بالفن بأنه يساعد الطفل العادي على النمو من خلال الفن، وتمنح الفرد القدرة على التعامل مع الضغوط العادية، وتفريغ انفعالاته المكبوته عبر الإسقاط أو الطرح أو التحويل في سياق التحليل النفسي وأشكال العلاج ذات الصلة، ما يكشف عن تلك الصراعات اللاواعية، والتي قد تكون مسؤولة عن الأنماط الحالية للعاطفة والسلوك. كما يساهم في علاج عدد من المشاكل النمائية لدى الأطفال كقلق الانفصال، وفي التعامل مع انفصال أو فقد أحد الشخصيات الوالدية، وكذا تفريغ الغضب الموجه نحو الكبار، وفي التعامل مع معنى الهوية والتباساتها وتساؤلاتها، كذا له تأثير ملاحظ على مدى نموهم وتطورهم الشخصي والمعرفي، كما أنه يساعد الاطفال ذوي الاعاقة كالمكفوفين على التعامل مع إعاقتهم، و التکيف الناجح مع متطلبات الحياة، و لاكتساب المزيد من الخبرات الداعمة للتواصل الفعال مع الأسرة والمجتمع، وفي أن يحيا حياة عادية كبقية الأطفال الآخرين. و في الکشف عن احتياجاتهم والصعوبات التي تواجههم. كما أن العلاج بالفن من الوسائل العلاجية المفيدة في أوقات الصدمات. وتتمثل أحد المهام الأساسية بالنسبة للعلاج؛ في أن نساعد إنسان على أن يعبر ويفصح عن تلك الرغبات والمخاوف الدفينة؛ بحيث يمكنه بعد ذلك أن يواجهها، وأن يتعامل معها، وأن ينظر إليها على أنها شيء مختلف عن الواقع.
كما أوضحت جوديث روبن في معرض المادة الفروق الدقيقة بين تعلم او ممارسة الفن كالرسم كهواية أو مهنة أو نشاط، و بين التربية الفنية والعلاج عن طريق الفنون.
تشمل مادة الكتاب نماذج لحالات مختلفة تستند إلى وسائط فنية كالرسم، ودراسة لعدد من الحالات المتنوعة من الأطفال بين فردي، جماعي، وأسري، وإرشادات للراغبين في التخصص أو تعلم العلاج النفسي بالفن. رائع !
An ideal introduction to using therapeutic approaches of art with children, with lots of case discussions and activity ideas. The book is holistic in it's exploration of theoretical, developmental, pragmatic, as well as therapeutic aspects.
Highly recommend it to individuals inclined to observe and understand the fundamental components and process of using art therapy with children.
The only con: most of the examples and cases discussed in the book are western-centric, which makes it a bit challenging to extrapolate the theoretical and practical frameworks to other cultural contexts.
Practical knowledge and activities for children grounded in therapeutic art theory. Helpful resource book for professionals who want to incorporate the arts into their work with children, adolescents and adults in a group setting.
Excellent book read during graduate school in Art Therapy at Ursuline College, Pepper Pike, Ohio- 1993-94. How to work with children using art therapy.
الفكرة التي يطرحها الكتاب هي استخدام الفن كوسيلة لفهم الأطفال ومساعدتهم نفسياً ،، و هو موجهًا بشكل أكبر للمتخصصين في مجال العلاج النفسي، حيث اشتمل على الكثير من المصطلحات الأكاديمية والنقاشات النظرية.
وقد أُعجبتُ كثيراً بالأمثلة التي قدمتها الكاتبة لتحليل رسومات الأطفال، و كيف أن الفن يمكن أن يُعَبر عن مشاعر عميقة لا يستطيع الأطفال التعبير عنها بالكلمات.
ولكن في الحقيقة، كنت أتمنى أن يكون هناك تركيز أكبر على نصائح عملية وتطبيقية للآباء والمعلمين، خصوصًا في بيئات يومية [غير علاجية] مثل المنزل أو المدرسة.