What do you think?
Rate this book
حديث الأربعاء #1
حديث الأربعاء، الجزء الأول
نبذة المؤلف:
وإنما أسمى هذه الأسطر مقدمة لأن الناس تعودوا تسمية مثلها مثل هذا الاسم، فليست هى فى حقيقة الأمر مقدمة وما كان مثل هذا السفر ليحتاج إلى مقدمة، وقد قرأ الناس فصوله كلها فى "السياسة" و"الجهاد" فهم يعرفونها بأنفسهم ولا يحتاجون إلى أن يقدمها إليهم أحد. وما كان هذا السفر ليحتاج إلى مقدمة وأنت لا تكاد تقرأ فصلا من فصوله إلا وجدت فيه مقدمته الخاصة.
ما كان هذا السفر ليحتاج إلى مقدمة فأنا أسميه سفراً لا لشئ إلا لأنه مجلد يجمع طائفة من الصحف قد ضم بعضها إلى بعض، فأنت تستطيع أن تسميه سفراً، وأنت تستطيع أن تسميه كتاباً لأن هذه التسمية صحيحة صادقة من الوجهة اللغوية الخالصة، وهى إن صحت وصدقت من هذه الوجهة فهى ليست صحيحة ولا صادقة بالقياس إلى الصورة التى أتصورها لما أسميته بحق سفراً أو كتاباً. ليست هذه الصحف التى أقدمها إليك سفراً ولا كتاباً كما أتصور السفر والكتاب. فأنا لم أتصور فصوله جملة، ولم أرسم لها خطة معينة ولا برنامجاً واضحاً قبل أن أبدأ فى كتابتها، وإنما هى مباحث متفرقة كتبت فى ظروف مختلفة وأيام متقاربة حيناً ومتباعدة حيناً آخر، فلست تجد فيها هذه الفكرة القوية الواضحة المتحدة التى يصدر عنها المؤلفون حين يؤلفون كتبهم وأسفارهم.
بل أنا أذهب إلى أبعد من هذا فأحدثك فى غير تحفظ ولا احتياط: أنى مهما أكن قد تكلفت فى هذه الفصول من جهد ومشقة فإنى لم أعن بها العناية التى تليق بكتاب يعده صاحبه ليكون كتاباً حقاً، إنما هى فصول كانت تنشر فى صحيفة سيارة ليقرأها الناس جميعاً فينتفع بقراءتها من ينتفع ويتفكه بقراءتها من يتفكه، ولم يكن بد لكتابتها من أن يتجنب التعمق فى البحث والإلحاح فى التحقيق العلمى، إذ كانت الصحف السيارة لا تصلح لمثل هذا.
وكنت أرجو أن تتيح لى الأيام شيئاً من فراغ البال يمكننى من استئناف النظر فى هذه الفصول وتهيئتها للجمع والنشر، ولكن الأيام لم تتح لى ما كنت أرجو وما أحسب أنها ستتيحه لى قبل أمد بعيد. وأخذ الناس يلحون على، وتجاوز بعضهم الإلحاح إلى اللوم، فكتب إلى ينكر على أنى أذنت بجمع القصص التمثيلية فى كتاب، وأبطأت فى جمع أحاديث الأربعاء، ويسألنى أكان مصدر هذا ازدراء للأدب العربى وإسرافاً فى حب الأدب الأجنبى.
كلا يا سيدى الأستاذ! إنما كان هذا ضناً بالأدب العربى وإكباراً له أن تنشر فيه فصول ناقصة شديدة الحاجة إلى الإصلاح، وإذ كنتم قد ألححتم من جهة وأبت الظروف على ما كنت أريد من جهة أخرى فدونكم هذه الفصول كما كتبت وكما نشرتها السياسة، لم أغير فيها حرفاً، ولم أضف إليها شيئاً، ولم أصلح مما فيها من الخطأ قليلا ولا كثيراً، قد نشرتها صحيفة سيارة فأصبحت حقاً لكم فأنا أرد إليكم هذا الحق ولست أسألكم إلا شيئاً واحداً: وهو ألا تنظروا إليها نظركم إلى كتاب فى الأدب العربى قد فرغ له صاحبه وعنى بتحقيقه وتمحيصه.
وإنما أسمى هذه الأسطر مقدمة لأن الناس تعودوا تسمية مثلها مثل هذا الاسم، فليست هى فى حقيقة الأمر مقدمة وما كان مثل هذا السفر ليحتاج إلى مقدمة، وقد قرأ الناس فصوله كلها فى "السياسة" و"الجهاد" فهم يعرفونها بأنفسهم ولا يحتاجون إلى أن يقدمها إليهم أحد. وما كان هذا السفر ليحتاج إلى مقدمة وأنت لا تكاد تقرأ فصلا من فصوله إلا وجدت فيه مقدمته الخاصة.
ما كان هذا السفر ليحتاج إلى مقدمة فأنا أسميه سفراً لا لشئ إلا لأنه مجلد يجمع طائفة من الصحف قد ضم بعضها إلى بعض، فأنت تستطيع أن تسميه سفراً، وأنت تستطيع أن تسميه كتاباً لأن هذه التسمية صحيحة صادقة من الوجهة اللغوية الخالصة، وهى إن صحت وصدقت من هذه الوجهة فهى ليست صحيحة ولا صادقة بالقياس إلى الصورة التى أتصورها لما أسميته بحق سفراً أو كتاباً. ليست هذه الصحف التى أقدمها إليك سفراً ولا كتاباً كما أتصور السفر والكتاب. فأنا لم أتصور فصوله جملة، ولم أرسم لها خطة معينة ولا برنامجاً واضحاً قبل أن أبدأ فى كتابتها، وإنما هى مباحث متفرقة كتبت فى ظروف مختلفة وأيام متقاربة حيناً ومتباعدة حيناً آخر، فلست تجد فيها هذه الفكرة القوية الواضحة المتحدة التى يصدر عنها المؤلفون حين يؤلفون كتبهم وأسفارهم.
بل أنا أذهب إلى أبعد من هذا فأحدثك فى غير تحفظ ولا احتياط: أنى مهما أكن قد تكلفت فى هذه الفصول من جهد ومشقة فإنى لم أعن بها العناية التى تليق بكتاب يعده صاحبه ليكون كتاباً حقاً، إنما هى فصول كانت تنشر فى صحيفة سيارة ليقرأها الناس جميعاً فينتفع بقراءتها من ينتفع ويتفكه بقراءتها من يتفكه، ولم يكن بد لكتابتها من أن يتجنب التعمق فى البحث والإلحاح فى التحقيق العلمى، إذ كانت الصحف السيارة لا تصلح لمثل هذا.
وكنت أرجو أن تتيح لى الأيام شيئاً من فراغ البال يمكننى من استئناف النظر فى هذه الفصول وتهيئتها للجمع والنشر، ولكن الأيام لم تتح لى ما كنت أرجو وما أحسب أنها ستتيحه لى قبل أمد بعيد. وأخذ الناس يلحون على، وتجاوز بعضهم الإلحاح إلى اللوم، فكتب إلى ينكر على أنى أذنت بجمع القصص التمثيلية فى كتاب، وأبطأت فى جمع أحاديث الأربعاء، ويسألنى أكان مصدر هذا ازدراء للأدب العربى وإسرافاً فى حب الأدب الأجنبى.
كلا يا سيدى الأستاذ! إنما كان هذا ضناً بالأدب العربى وإكباراً له أن تنشر فيه فصول ناقصة شديدة الحاجة إلى الإصلاح، وإذ كنتم قد ألححتم من جهة وأبت الظروف على ما كنت أريد من جهة أخرى فدونكم هذه الفصول كما كتبت وكما نشرتها السياسة، لم أغير فيها حرفاً، ولم أضف إليها شيئاً، ولم أصلح مما فيها من الخطأ قليلا ولا كثيراً، قد نشرتها صحيفة سيارة فأصبحت حقاً لكم فأنا أرد إليكم هذا الحق ولست أسألكم إلا شيئاً واحداً: وهو ألا تنظروا إليها نظركم إلى كتاب فى الأدب العربى قد فرغ له صاحبه وعنى بتحقيقه وتمحيصه.
- GenresLiterature
324 pages
First published January 17, 1925
54 people are currently reading
1068 people want to read
About the author
Taha Hussein
137 books366 followersSee Also طه حسين
Taha Hussein was one of the most influential 20th century Egyptian writers and intellectuals, and a figurehead for the Arab Renaissance and the modernist movement in the Arab World. His sobriquet was "The Dean of Arabic Literature".
Taha Hussein was one of the most influential 20th century Egyptian writers and intellectuals, and a figurehead for the Arab Renaissance and the modernist movement in the Arab World. His sobriquet was "The Dean of Arabic Literature".
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 40 reviews
April 4, 2023
هل تريد الجلوس سويعات مع لبيد و طرفة بن العبد و زهير بن أبى سلمى و و كعب بن زهير و الحطيئة و و عنترة بن شداد و سويد بن أبى كامل و و المثقب العبدى و محاورتهم و التعرف على دوافع شعرهم و أثاره و سيرتهم و نقد ما وصلنا من أشعارهم ما السقيم منه من الضعيف من المدسوس عليهم؟
هل يروق لك الغزل الجاهلى و ترجو المزيد من شعر قيس بن الملوح و قيس بن زريح و وضاح اليمن و العرجى و الرقيات و الأحوص الأنصارى و ابن الطثرية و كثير عزة و كبيرهم الذى علمهم الشعر عمرو بن ربيعة؟
إذا أنت على موعد مع هذا الجزء من حديث الأربعاء بقلم العميد
مجموعة مقالات في الصحف اليومية و الأسبوعية يمتعنا بها طه حسين في ثلاث أجزاء يتجلى فيها فكره في الأدب و النقد و البلاغة
February 24, 2023
هل تريد الجلوس سويعات مع لبيد و طرفة بن العبد و زهير بن أبى سلمى و و كعب بن زهير و الحطيئة و و عنترة بن شداد و سويد بن أبى كامل و و المثقب العبدى و محاورتهم و التعرف على دوافع شعرهم و أثاره و سيرتهم و نقد ما وصلنا من أشعارهم ما السقيم منه من الضعيف من المدسوس عليهم؟
هل يروق لك الغزل الجاهلى و ترجو المزيد من شعر قيس بن الملوح و قيس بن زريح و وضاح اليمن و العرجى و الرقيات و الأحوص الأنصارى و ابن الطثرية و كثير عزة و كبيرهم الذى علمهم الشعر عمرو بن ربيعة؟
إذا أنت على موعد مع هذا الجزء من حديث الأربعاء بقلم العميد
مجموعة مقالات في الصحف اليومية و الأسبوعية يمتعنا بها طه حسين في ثلاث أجزاء يتجلى فيها فكره في الأدب و النقد و البلاغة.
November 7, 2011
بعد قراءتي لهذا الكتاب أيقنت بجدارة اللقب الذي حمله طه حسين، إذ لقّب بعميد الأدب العربي..
كثيرون اختلفوا مع طه حسين، وكثيرون مضوا في إثره، لكنّ قيمة كتابات طه حسين الحقيقة ليست فيما توصّل إليه، بل في منهجه وطريقة تساؤله وتقليبه النظر في كثير من الحوادث.
طه حسين في زمانه أحدث زوبعة وصدمة لنمط التفكير التقليدي الذي يجمّد كلّ شيء، ويكرر المعارف والمسلّمات دون أيّة خطوة للأمام، وكم نحن اليوم بحاجة إلى طه حسين آخر، يكون ابن زماننا، ويدفع بمسيرة التفكير العربي خطوة إلى الأمام..
هذا الكتاب لذيذ القراءة، يقدّم فيه طه حسين كثيرًا ممّا ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج بأسلوب مبسّط وقريب، أنصح بقراءته وأحثّ عليها.
كثيرون اختلفوا مع طه حسين، وكثيرون مضوا في إثره، لكنّ قيمة كتابات طه حسين الحقيقة ليست فيما توصّل إليه، بل في منهجه وطريقة تساؤله وتقليبه النظر في كثير من الحوادث.
طه حسين في زمانه أحدث زوبعة وصدمة لنمط التفكير التقليدي الذي يجمّد كلّ شيء، ويكرر المعارف والمسلّمات دون أيّة خطوة للأمام، وكم نحن اليوم بحاجة إلى طه حسين آخر، يكون ابن زماننا، ويدفع بمسيرة التفكير العربي خطوة إلى الأمام..
هذا الكتاب لذيذ القراءة، يقدّم فيه طه حسين كثيرًا ممّا ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج بأسلوب مبسّط وقريب، أنصح بقراءته وأحثّ عليها.
January 17, 2019
لطه حسين صديق (حقيقي أو افتراضي) دار بينهما جدل حول قيمة الشعر العربي القديم، قيمته البلاغية والجمالية، فالصديق يري أنه شعر ذهب الزمان بقيمته وبهائه، بينما يري طه حسين أنه شعر يعبر عن نفوس تحس وتشعر وهو باق ومستمر في إثارة الوجدان ما بقي هناك وجدان يشعر، لكن الشعر القديم يحتاج فقط لدربة ومران علي اكتشاف مواطن الجمال فيه، ولذلط كان هذاا لكتاب الذي نشره طه حسين كمقالات مفرقة في الصحف تحت اسم: حديث الأربعاء. وهذه المقالات عبارة عن رحلات رائعة في بيئة الصحراء العربية القديمة في عصور مختلفة، تبدأ بالعصر الجاهلي وتستكمر في عصور تالية منها: العصر الأموي والعباسي وبالطبع العصر الإسلامي الأول. هذه الرحلات قاد فيها طه حسين صديقه في ساحات المنافسة بين الشعراء القدامي، سار فيها بينهم وفي دورهم مستطلعا حياتهم في بيئتهم ومجتمعهم.
ولطه حسين أسلوبه في جر رجل القارئ من أول الكتاب حتي آخره حتي لا يترك الكتاب دون قراءة، تقرأ معه في هذه الرحلة نفوس فنيت منذ قرون تزيد علي العشرة أو الخمسة عشر قرنا، وتقرأ كذلك عن ثقافات بادت وفنيت،ـ وعن لغة بات الكثير من ألفاظها بعيد تماما عن ذائقتنا اللغوية الآن.
في هذا الكتاب ستتحاور مع لبيد بن ربيعة، وستجالس طرفة بن العبد، وستتثامر مع زهير بن أبي سلمي، وستجالس كعب بن زهير وترتحل مع قيس وتدخل معارك عنترة وتتشاجر مع الحطيئة.
شعراء غابوا لكنك ستجالسهم فعلا في هذا الكتاب.
رحم الله هؤلاء الشعراء، ورحم الله طه حسين.
ولطه حسين أسلوبه في جر رجل القارئ من أول الكتاب حتي آخره حتي لا يترك الكتاب دون قراءة، تقرأ معه في هذه الرحلة نفوس فنيت منذ قرون تزيد علي العشرة أو الخمسة عشر قرنا، وتقرأ كذلك عن ثقافات بادت وفنيت،ـ وعن لغة بات الكثير من ألفاظها بعيد تماما عن ذائقتنا اللغوية الآن.
في هذا الكتاب ستتحاور مع لبيد بن ربيعة، وستجالس طرفة بن العبد، وستتثامر مع زهير بن أبي سلمي، وستجالس كعب بن زهير وترتحل مع قيس وتدخل معارك عنترة وتتشاجر مع الحطيئة.
شعراء غابوا لكنك ستجالسهم فعلا في هذا الكتاب.
رحم الله هؤلاء الشعراء، ورحم الله طه حسين.
July 19, 2013
كتاب اكثر من رائع
لم اعجب لان كاتبه عظيم بمثل عظمه الكتاب
قرأته اكثر من مرة وكل مرة ازداد حبا فى الشعر العربي والشعر الجاهلي
مع اننى كنت لا اطيقه واكره عندما اضطر لدراسته رغما عنى
ولكن بعد قراءة الكتاب للمرة الأولي ازداد فضولى كثيرا لمعرفه ماهو هذا السحر العربي القديم
بعد القراءة الثانيه ادركت اللذه فى محاوله فهم الشعر الجاهلى والأستمتاع به
ومازلت اقرأه من حين لأخر ولا اجد اي ملل في قراءته
--------
يتناول طه حسين شعراء الجاهليه واصحاب المعلقات بأسلوب بارع يجعلك تتابع كلامه بحب وشغف دون ملل
فهو يتكلم الى صاحبه الوهمي الذي يسأل ويعارض ويكره هذا الشعر البغيض الجاف
بأسلوب شيق وممتع
فتجد نفسك تتحول من هذا الصديق الكاره للشعر الى محب للشعر الجاهلى ومولع بجماله
ويتكلم بعد ذلك عن الشعر الغزلي والغزليون ويقوم بعرض صورة واضحه وجميله للشعر العربي
هو الوحيد من جعلنى احس بالفخر لأنى عربي
لم اعجب لان كاتبه عظيم بمثل عظمه الكتاب
قرأته اكثر من مرة وكل مرة ازداد حبا فى الشعر العربي والشعر الجاهلي
مع اننى كنت لا اطيقه واكره عندما اضطر لدراسته رغما عنى
ولكن بعد قراءة الكتاب للمرة الأولي ازداد فضولى كثيرا لمعرفه ماهو هذا السحر العربي القديم
بعد القراءة الثانيه ادركت اللذه فى محاوله فهم الشعر الجاهلى والأستمتاع به
ومازلت اقرأه من حين لأخر ولا اجد اي ملل في قراءته
--------
يتناول طه حسين شعراء الجاهليه واصحاب المعلقات بأسلوب بارع يجعلك تتابع كلامه بحب وشغف دون ملل
فهو يتكلم الى صاحبه الوهمي الذي يسأل ويعارض ويكره هذا الشعر البغيض الجاف
بأسلوب شيق وممتع
فتجد نفسك تتحول من هذا الصديق الكاره للشعر الى محب للشعر الجاهلى ومولع بجماله
ويتكلم بعد ذلك عن الشعر الغزلي والغزليون ويقوم بعرض صورة واضحه وجميله للشعر العربي
هو الوحيد من جعلنى احس بالفخر لأنى عربي
March 15, 2021
لَم يَكُن حديثاً و إِنما دَرس كلِف بِه طَه حُسين مع انه اذاع فيه انه لم يَكلَف بِالحَديث و إنما كَلف شموضع الاستاذية مِن التَلاميذ ولا عَجب فَتِلك عادةُ النَرجسي كَما افردها ألفرِد أَدلَر في الطبيعة البَشرية فطَه حُسين الذي أحَسَ بِنقص تَجاه النَاس و زهواً في نَفسهِ و إكباراً لَها أراد ان يُعانِد الناس لا يَدري انَهُ يُعانِدهم بَل يَحسبُ انه يُرشِدهم و إن وَقع في ضُروبٍ مِن الرَجم بالغَيب و القفز إلي الاستنتاج و إلقاء أحكام لا سَنَد لَها إلا هَواه -- لَستُ ها هُنا مُتحامِلاً علي الأُستاذ بَل انا احبه - إِن طَبيعة طَه تحثه علي حُب الظُهور فَقد وَلع بِه و بِدور الاستاذية و لكِنه ايضاً احس بصِغر نَفسه امام الثقافَة الفرنسية كما احس بازدراء لِمن قَدم النَقل عَن العقل فَهؤلاءِ الذين نادوه بالأعمي ! و تَقبله المُجتَمع الفرنسي فراح يُحاكيه محاولاً فَرنسة الأدب العَربي
-
تراه في ص 118 يقول
و هنا اعتذر للأديب الذي افرد صفحة قس الشهر الماضي من صحف السياسة لدرس المَجنون و شِعره و تحليله تعتذر ؤاليه بعد الثناء عليه من ان اقول انه اذا سَلك مسلكاً اخر ( هو مسلك طه حسين )) في البَحثِ لأفادَ و انتفع
تَراه يلُج في عِناده ويحاول فَرض وجهة نَظره لا لِشئ إلا انها لَه و مستندة علي ما جاءَ بِه المستشرقين ثم يغدو ناصِحاً كأفلاطون بأن اتبعني هكذا يَكونُ الأديب الأريب و إلا فَلستَ بِنجيب
ولو نَظرت في كِتاب طه هذا تَراه يُنكر وجود قيس بن المُلوح و لا يُنكِر وجود المثقب العبدي بِلا ادني دَليل غير ان قَيس قد اختلف في اسمه و حِكايته ولا يُشكك في وجود المثقب العَبدي و قد اختلف في اسمه و قصته أفهذا مَنطق أم انك تقبل ما يُلائِم هَواك وتراه يَحتج بأن قِصة رفض تزويج ابا ليلي قيساً لأنه خاف الفضيحة لأن الاخر كان يشبب بِها ويقول طه بأنه قِصة سَخيفة افيرفض احدهم ان يزوج ابنته احد لأنه شبب بِها ؟
ألا تَري انك تَحكُم بِمعايير عَصرِك علي عَصرٍ آخر ؟ وليست أي مَعايير بَل معايير فَرنسا في عَصرِك يا أستاذ افلا تَري ان هذا لا يَصِح ؟ و إن كامرئ يُقيِمُ في صَعيد مِصر و مازلنا محافظين علي تِلك العادة لا نُزوج بناتنا مَن شبب بِهن و أذاع انه احبها خشية ان يتحدثُ الناَس بالفاحِشة ، ويَقول البعض قَد فَعل بِها وزوجوه خشية الفضيحة ولو كان هذا لا يَحدُث في فَرنسا .
وتَراهُ يَقول
ولابد للباحِث الذي ينتهي إلي الشَكِ ان يقيم مكان هؤلاء الاشخاص اشخاصاً اخري او اشياءاً اخري وإلا كاَنَ بَحثُه عَقيماً و كانت نتائِجه مِن آثارِ التَحكُم ... و أنا اريد ان اقيم كان قَيس بن الملوح و قَيس بن ذريح و جميل بِن معمر و عروة بن حزام اشياء اخري او بعبارة اخري اريد ان اقيم مكانهم فن القصص الغرامي ص 183
هكذا تَري ان افكار طه تتمحور حَول إقاَمة فن القصص الغرامي ليس الرَجل يَبحث عَن الحقيقة و إِنما قَد وضع الحَقيقةِ و ازمع ان يقِيمَ البُرهان عَليها فبحث طه حُسين موجه نَحو إقامة الفن القصصي الغرامي و هُنا وجب ان نسأل أكان يَلزم ان يكون العرب كَفرنسا لَهم فَنُ قصصُ غرامي و العَرب كما قال عَنهم المستشرقون ماديون مغرقون في المادية و المِزاجُ العَربي لَم يَكن يقبَلُ الخيال و إنما وَلع بالتاريِخ و الأمثال ولو كان فَن القصص الغرامي فَلم لَم يَستَمِر هذا القَصص الذي كَلف بِه الشعب و خَرج مِنهم اتبدل الشَعب في العَصر العَباسي ام نضب معين التاريخ و القصص ؟
وتراه يَعود فَيقول
وليس يعنيني اذا كان قيس شَخصاً حقيقياً تاريخياً ام غير تاريخي..... انا بإزاء قِصة غَرامية اختَرعها الخَيال ص 187
تري هُنا انه يَعود ليُظهِر لَك الحُكم المُجحِف انه يعتبر القِصة خَيالية و انه يدسها لَك كأنها حَقيفة لازمة فهي قصة اخترعها الخيال و ما دَليلك علي ذلك ؟ لِيس مِن دَليل إلا انني قُلت بَل نَسخُت ما قيل و هُو احتيال جَدلي لا طائِل مِنه
إن المِفتاح لِفهم جَدل طَه حُسين هُو فَهم طَه حُسين نَفسه طَبيعته و مِزاجه فَنقد أفكار طَه حُسين يسير غَير عَسير
ولَكِن فَهم مِزاجه عَسير فَمِزاجه لَيس سَيئاً بَل كان رَجُلاً مَحزوناً للعِلة التي جَعلت مِنه رَجُلاً شَهيراً و كان رَجُلاً مَزهواً يود لو استطاع ان يتفضل علي الناسِ بِعِلمه
أما الكِتاب فكما اشرت إليه هُو بسيط سَلِس ولكِنه لا يخَلو مِن جدل طه الواهي الذي هو شكل مِن اشكال التباهي ولا يَثبَت لِنقد
June 29, 2013
فهرس أدبي يتناول الأدب العربي منذ الجاهلية وحتى العصر الحديث الذي عاصره طه حسين ،
يميز الجزء الأول تقريبه الأدب الجاهلي للقارئ ، والجزء الثاني عبارة عن مزيج من النظريات الأدبية السياسية متينة التركيب تاريخيًا ومنطقيًا !
الجزء الأخير - وهو المفضل لدي - عبارة عن رسائل خصومة في غالبها بين طه حسين وأدباء معاصرين له ، ومقالات نقدية في مؤلفات من ذلك العصر .. هاجمها كلها تقريبًا !!
وجود هذا الكتاب .. فرض عين على كل مكتبة
يميز الجزء الأول تقريبه الأدب الجاهلي للقارئ ، والجزء الثاني عبارة عن مزيج من النظريات الأدبية السياسية متينة التركيب تاريخيًا ومنطقيًا !
الجزء الأخير - وهو المفضل لدي - عبارة عن رسائل خصومة في غالبها بين طه حسين وأدباء معاصرين له ، ومقالات نقدية في مؤلفات من ذلك العصر .. هاجمها كلها تقريبًا !!
وجود هذا الكتاب .. فرض عين على كل مكتبة
February 21, 2013
كتاب رائع يتكلم فيه عميد الأدب العربي بثقافته الموسوعية و روحه المرحة عن كبار الشعراء العرب حسب تقسيماتهم التاريخية و هو في شكل مقالات قصيرة لكنها عميقة و مفيدة في مضمونها
September 18, 2023
هل هناك متعة تفوق متعة القراءة للعميد ، تتمنى الا ينتهي الكتاب وهو يطوف بنا في عالم الشعر الجاهلي ل زهير وامرؤ القيس وطرفه وكثير ...
August 4, 2023
حديث الأربعاء، سفر ضخم جمع فيه طه حسين مقالات نشرها على صفحات جرائد شهيرة في زمنه مثل السياسة والجهاد، طرح فيها رؤى وتصورات حول الشعر العربي وتاريخه وجماليته، وبالنظر إلى طبيعة هذه الصحف وجمهورها، أزعم أن غرض طه حسين من مقالاته تعريف الجمهور غير المتخصص بالشعر العربي، وتبسيط جماليته للقارئ العادي.
والجزء الأول من حديث الأربعاء يكاد يكون قسمين متمايزين:
القسم الأول، وقد أنشأه حسين في صورة حوار بينه وبين واحد من المتغربين، الحانقين على الشعر العربي القديم، والذين يتهمونه بأنه لا يناسب ذوق العصر، ولا قيمة له في الزمن الحاضر، ومن ثم يتبنى اتخاذ الأدب الغربي الحديث مثلًا يعاد بناء الأدب العربي على مثاله، وفي هذا الحوار يتجلى رأي طه حسين واعتزازه بالشعر العربي القديم، ويعلل فشل صديقه في تذوق الشعر العربي بانبهاره بالأدب الغربي مبدئيًا، وانقطاع صلته بالأدب العربي، وفي هذا حكم مسبق باغ على الأدب العربي، ومن ثم يدخل فيما هو أشبه بتحدي أن يقرأ برفقة صاحبه هذا عدد من المطولات التي استغلقت على صاحبه، ويستكشف معه جماليتها، متحررين من الشروح التقليدية التي كتبت لمتخصصين، وبنهاية التحدي، يقر أحدهما بسلامة موقف الآخر، ومن ثم يبدأ طه حسين وصاحبه في اختيار نماذج من القصائد الجاهلية الطوال، مثل قصائد لبيد وطرفة بن العبد وزهير، ويتناولها بالشرح، وفي شرحه هذه تجد يتناول نفسية الشاعر وأثر بيئته على شعره، ثم يقبل من شعره ويرد ما وافق هذه النفسية وهذه البيئة، وهو في ذلك يستكشف جماليات القصيدة وما فيها من حركة وحياة.
القسم الثاني أوقفه على شعراء الغزل في العصر الاموي، فيبحث ظاهرة شعر الغزل، محاولًا طرح نموذج تفسيري لظهور شعر الغزل وشيوعه في الحجاز، بدلًا من دمشق العاصمة أو العراق المضطرب بالحركات الفكرية والسياسية، فيرجع ذلك إلى الصراعات السياسية والاجتماعية في هذه الفترة، ولكنه على الرغم من أن يعتبر شعر الغزل ظاهرة في ذلك العصر، فإنه يعود فينكر الوجود التاريخي للعديد من شعراء هذه الفترة المشاهير مثل مجنون ليلي، أو ينكر ما نسب إليهم من قصص، ويكثر من اتهام رواتهم بالانتحال، وإن كان لا يجد مفرًا من الإقرار بتاريخية بعضهم وصحة ما نسب لهم من سيرة وشعر، كما فعل مع عمر بن ابي ربيعة. وهو في تناوله لشعراء الغزل، يختار من شعرهم ما يظن أن يمثلهم، ويقدمه بطريقة يسيرة للقارئ غير المختص.
وهو في هذه المقالات، خاصة القسم الأول منها، تجد طه حسين يعرض للنقد التي ظل يطارده، مثل ولعه بالشك في تاريخية الأشخاص، وادعاء انتحال الرواة، فتراه يرد عليه مرة، ومرات يتجاوزه، وهو في ذلك ظاهر الاهتمام والرعاية للأدب العربي القديم، وهو اهتمام ورعاية تجعلا طه حسين ناقدًا متشككًا أحيانًا، وربما مزعجًا ومتعصبًا في آرائه أحيانًا، ولكن حسبي منه أن نيته المعلنة الدفاع على العربية وأدبها.
النسخة التي بين يدي من الجزء الأول من حديث الأربعاء، الطبعة السابعة عشرة الصادرة عن دار المعارف المصرية عام 2018، وقد اشتريتها لحبي في طبعات هذه الدار، وأخبرني وكيل الدار يومئذ أن هذه الطبعة جديدة برصف جديد حديث، فطمعت أن تكون طباعة ممتازة، فلما قرأتها أزعجني ما وجدته من كثرة تحريف في الأسماء، وهو تحريف غير موجود في الطبعات القديمة المتاحة في صورة PDF، فنجد بجير يصبح يجير، وكثير يصبح كشير، وتجاوز التحريف استبدال حرف بآخر، إلى استبدال اسم بآخر، فعبد الملك بن مروان، قد أصبح عبد الله؟! وكذلك أصبح الأمين بن الرشيد الأمير؟! أما الصلاة على الرسول، صلى الله عليه وسلم، فقد استحالت كلها إلى هذا الرمز الغربي []، والذي أحسبه خطأ تقني، ولست أدري كيف سمحت الدار العريقة بمثل هذه الأخطاء؟ وكيف خرجت الطبعة دون مراجعة؟ وحتى لو المكتب الفني مسؤول، فأين مدير الطباعة وأين المراجع؟ صراحة بدا لي وكأن هناك من أفسد الكعكة الحلو بنثر تراب فوقها.
والجزء الأول من حديث الأربعاء يكاد يكون قسمين متمايزين:
القسم الأول، وقد أنشأه حسين في صورة حوار بينه وبين واحد من المتغربين، الحانقين على الشعر العربي القديم، والذين يتهمونه بأنه لا يناسب ذوق العصر، ولا قيمة له في الزمن الحاضر، ومن ثم يتبنى اتخاذ الأدب الغربي الحديث مثلًا يعاد بناء الأدب العربي على مثاله، وفي هذا الحوار يتجلى رأي طه حسين واعتزازه بالشعر العربي القديم، ويعلل فشل صديقه في تذوق الشعر العربي بانبهاره بالأدب الغربي مبدئيًا، وانقطاع صلته بالأدب العربي، وفي هذا حكم مسبق باغ على الأدب العربي، ومن ثم يدخل فيما هو أشبه بتحدي أن يقرأ برفقة صاحبه هذا عدد من المطولات التي استغلقت على صاحبه، ويستكشف معه جماليتها، متحررين من الشروح التقليدية التي كتبت لمتخصصين، وبنهاية التحدي، يقر أحدهما بسلامة موقف الآخر، ومن ثم يبدأ طه حسين وصاحبه في اختيار نماذج من القصائد الجاهلية الطوال، مثل قصائد لبيد وطرفة بن العبد وزهير، ويتناولها بالشرح، وفي شرحه هذه تجد يتناول نفسية الشاعر وأثر بيئته على شعره، ثم يقبل من شعره ويرد ما وافق هذه النفسية وهذه البيئة، وهو في ذلك يستكشف جماليات القصيدة وما فيها من حركة وحياة.
القسم الثاني أوقفه على شعراء الغزل في العصر الاموي، فيبحث ظاهرة شعر الغزل، محاولًا طرح نموذج تفسيري لظهور شعر الغزل وشيوعه في الحجاز، بدلًا من دمشق العاصمة أو العراق المضطرب بالحركات الفكرية والسياسية، فيرجع ذلك إلى الصراعات السياسية والاجتماعية في هذه الفترة، ولكنه على الرغم من أن يعتبر شعر الغزل ظاهرة في ذلك العصر، فإنه يعود فينكر الوجود التاريخي للعديد من شعراء هذه الفترة المشاهير مثل مجنون ليلي، أو ينكر ما نسب إليهم من قصص، ويكثر من اتهام رواتهم بالانتحال، وإن كان لا يجد مفرًا من الإقرار بتاريخية بعضهم وصحة ما نسب لهم من سيرة وشعر، كما فعل مع عمر بن ابي ربيعة. وهو في تناوله لشعراء الغزل، يختار من شعرهم ما يظن أن يمثلهم، ويقدمه بطريقة يسيرة للقارئ غير المختص.
وهو في هذه المقالات، خاصة القسم الأول منها، تجد طه حسين يعرض للنقد التي ظل يطارده، مثل ولعه بالشك في تاريخية الأشخاص، وادعاء انتحال الرواة، فتراه يرد عليه مرة، ومرات يتجاوزه، وهو في ذلك ظاهر الاهتمام والرعاية للأدب العربي القديم، وهو اهتمام ورعاية تجعلا طه حسين ناقدًا متشككًا أحيانًا، وربما مزعجًا ومتعصبًا في آرائه أحيانًا، ولكن حسبي منه أن نيته المعلنة الدفاع على العربية وأدبها.
النسخة التي بين يدي من الجزء الأول من حديث الأربعاء، الطبعة السابعة عشرة الصادرة عن دار المعارف المصرية عام 2018، وقد اشتريتها لحبي في طبعات هذه الدار، وأخبرني وكيل الدار يومئذ أن هذه الطبعة جديدة برصف جديد حديث، فطمعت أن تكون طباعة ممتازة، فلما قرأتها أزعجني ما وجدته من كثرة تحريف في الأسماء، وهو تحريف غير موجود في الطبعات القديمة المتاحة في صورة PDF، فنجد بجير يصبح يجير، وكثير يصبح كشير، وتجاوز التحريف استبدال حرف بآخر، إلى استبدال اسم بآخر، فعبد الملك بن مروان، قد أصبح عبد الله؟! وكذلك أصبح الأمين بن الرشيد الأمير؟! أما الصلاة على الرسول، صلى الله عليه وسلم، فقد استحالت كلها إلى هذا الرمز الغربي []، والذي أحسبه خطأ تقني، ولست أدري كيف سمحت الدار العريقة بمثل هذه الأخطاء؟ وكيف خرجت الطبعة دون مراجعة؟ وحتى لو المكتب الفني مسؤول، فأين مدير الطباعة وأين المراجع؟ صراحة بدا لي وكأن هناك من أفسد الكعكة الحلو بنثر تراب فوقها.
October 26, 2025
جل ما أستفدته من هذا الكتاب كان شروح أبيات المعلقات
ولكن ما أزعجني فعلًا أثناء القراءة هو الأطناب المستمر
ولا يبدو ذلك غريبًا فى كتاب يتحدث عن الشعر الجاهلي
ولكن كان كعقبة أصابتني بالملل مرات عديدة
ولكن ما أزعجني فعلًا أثناء القراءة هو الأطناب المستمر
ولا يبدو ذلك غريبًا فى كتاب يتحدث عن الشعر الجاهلي
ولكن كان كعقبة أصابتني بالملل مرات عديدة
August 24, 2018
ترغب العيش بين الأروقة الجاهلية وطبيعة حياة اَهلها في الحجاز والشام والكوفة ونحوها عليك بهذا الكتاب
July 28, 2024
وَيَكونُ يَومٌ لا أَرى لَكِ مُرسَلاً
أَو نَلتَقي فيهِ عَلَي كَأَشهُرِ
يا لَيتَني أَلقى المَنِيَّةَ بغتَةً
إِن كانَ يَومُ لِقائِكُم لَم يقدرِ
أَو نَلتَقي فيهِ عَلَي كَأَشهُرِ
يا لَيتَني أَلقى المَنِيَّةَ بغتَةً
إِن كانَ يَومُ لِقائِكُم لَم يقدرِ
January 20, 2024
حاولت أن أفكّر لِمَا قرأت هذه الأحاديث؟ فما كان السببُ ظاهرًا إلى أن وصلتُ نحو أبياتٍ لم أعلمها؛ فوجدّتها سهلةٌ يسيرة، إن أُمعِن في الدِّرس وجُدّ في الطلب. هي رحلة في أفق الشعراء والزمان؛ تمرّ بها على شخوصٍ متنوعة وأزمان متفارقة، فترى بها الشعر قُبيل فجر الإسلام وبعده، وأثناءه. تجد بها من شهير الأسماء ومجهولِها؛ ثمّ تجد بحث طه حسين ونقدِه حيث أنه من الفوارق الظاهرة في دراسة الشعرِ الحديثة والقديمة هي العناية في سيرة الشاعرِ لكون الشاعر مرآة لبعض أحداث زمانه وخطوبه، قراءة ممتعة..وتستطيع أن لا تلتزم فيها بالقراءة بالترتيب.
بعض ما راقني:
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
———-
أَفاطِمُ قَبلَ بَينِكِ مَتِّعيني
وَمَنعُكِ ما سَأَلتُكِ أَن تَبيني
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ
تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَيفِ دوني
فَإِنّي لَو تُخالِفُني شِمالي
خِلافَكِ ما وَصَلتُ بِها يَميني
إِذاً لَقَطَعتُها وَلَقُلتُ بِيني
كَذَلِكَ أَجتَوي مَن يَجتَويني
———
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي
عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
———
بعض ما راقني:
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
———-
أَفاطِمُ قَبلَ بَينِكِ مَتِّعيني
وَمَنعُكِ ما سَأَلتُكِ أَن تَبيني
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ
تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَيفِ دوني
فَإِنّي لَو تُخالِفُني شِمالي
خِلافَكِ ما وَصَلتُ بِها يَميني
إِذاً لَقَطَعتُها وَلَقُلتُ بِيني
كَذَلِكَ أَجتَوي مَن يَجتَويني
———
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي
عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
———
September 16, 2020
قرأته بأجزائه كاملًا على الكندل على فترة طالت أسابيع، إذ كان كتاب فترات الانتظار. وما أجمل الانتظار صحبة قلم العميد وفي موضوع أثير لي، وهو الشعر والمتلقي الحديث. لولا بعض التصاريح التي تحتاج إلى النظر فيها لنال الخامسة بلا جدال. لكنه ممتع طرحًا وفكرًا واستشهادًا.
April 24, 2023
طه حسين عندما يكون أستاذا يعلّمك ويشد يديك الى حديقة الشعر العربي …يغريك بجمال الأبيات مرة ويحفز متعتك العقلية مرات …و يشركك في مشاكل السياسة و مكائد القصور
هذا هو طه حسين في قمة توهجه
هذا هو طه حسين في قمة توهجه
January 3, 2025
أديب لا يضارع.
ال��ميد.
ال��ميد.
May 27, 2023
كتاب عن الشعر والشعراء. أراد طه حسين لكتابه هذا أن يكون مدخلًا يشجّع الناس على قراءة هؤلاء وشعرهم وقد ذكر هذا الغرض أو قريبا منه غير مرّة في الكتاب. الكتاب بضع وعشرون مقالًا، أما أنا فاستجيز تقسيمه إلى قسمين: قسم الشعراء الجاهليين والمخضرمين وهو الأفضل عندي، وقسم الغزلين كما أسماهم طه حسين، وبين هذين القسمين كأنك تجد مؤلّفين اثنين، فإذا قرأت في الأول وجدت رجلًا هادئًا رغم تمسكه برأيه ووجدته إذا طرح ما يثير الناس طرحه بلين، أما إذا قرأت في الآخر وجدت رجلًا أكثر حدّة وأقل أكتراثًا بالناس في طرح رأيه؛ يطرق ما لا يحب الناس أن يطرق ويقول ما لا يحب الناس أن يُقال. على أنه في الحالَينِ يقول ما يشاء. ولست أدري أعَقدُ الزمان الذي بين المقالات الأُول والمقالات الأُخر هو ما أوجد هذا التفاوت¹ أم طريقة العرض التي انتهجها في المقالات الأول هي ما أدت إليه؟ ولست أدري أحقٌّ ما قلت أم إنني أتوهّم ذلك التفاوت؟
ولكن على أي حال الكتاب لطيف ممتع مفيد، فيه من التنوع الشيء الكثير لأنه في الأصل مقالات نشرت في صحيفتي (الجهاد) و(السياسة) وهذا النشر الصحفيّ كما حتّم عليه شيئًا من التنوّع حتّم عليه البساطة والإيجاز نوعا ما كما حتّم عليه إغفال الإشارة إلى المراجع، إلا أنه على ذلك كتاب ثري وددت لو ناقشته مع أحد ففيه من الأفكار التي تحتمل المناقشات الكثير، لا مناقشات الأدب والشعر فحسب بل مناقشات في التاريخ والسياسة والدين وغير ذلك.
وقبل أن أسترسل في الحديث عن الكتاب أحب أن أُشير إلى أن أغلب ما أكتبه أكتبه من الذاكرة وربما حاولت إنعاشها برجوع سريع لبعض صفحات الكتاب أو بعض ما كتبت من ملاحظات فيها، وعليه فإن النسيان والسهو حاضران فلزم العذر.
مما تجدر الإشارة إليه قبل أن نتمشى في مضمون الكتاب هو التصحيف فيه أُريد أخطاء الطباعة فهي كثيرة بعضها يؤثر في المعنى مثل قوله: "كان عفيفا شديد البعض لرجال الحكم"² عن العرجي وأراد (كان عنيفا شديد البغض) ولو أراد العفة لناقض ما قال قبل هذه العبارة، وأسوأ أخطاء الطباعة بعد ما يُغيّر المعنى هو ما يكسر وزن الأبيات واجتمع هذان في قوله على لسان طرفة:
"ألا أيهذا الزاجري أخضر الوغى
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي
فدعني أبادرها بما ملكت يدي"
بهذا اللفظ في (أخضر) و(تستطيع) فأما الأولى فلا معنى لها هنا وإنما هي (أحضر) بالحاء المهملة وأما الثانية فتخل بالوزن وصوابها (تسطيع)، وما أحدثك عنه يعيب أي كتاب فكيف بكتاب أدبي يتحدث عن الشعراء، وكيف به في طبعته السابعة عشرة وكنت أحسب أن أخطاء الطبعات الأولى تُصحح في الطبعات الأخيرة!
أما القسم الأول من الكتاب -حسبما قسّمتُه- فمقدمة ثم مقال يصطنع فيه العميد خصامًا بينه وبين صديق اختلقه حول شعر القدماء وفيه يَعِد حسين قرّاء (الجهاد) بحوار أسبوعي مع هذا الصديق يتناولان فيه شاعرًا أو قصيدة علّ هذا الصديق يقتنع بحلاوة هذا الشعر وجودته وأهميّته. وللعميد في هذا المقال جملة وددت لو يتأملها قومي هي قوله³: "[...] لأننا لا نحب القديم من حيث هو قديم،[...] بل نحن نحب لأدبنا القديم أن يظل قوامًا للثقافة، وغذاء للعقول، لأنه أساس الثقافة العربيّة؛ فهو إذن مقوّم لشخصيتنا، محقق لقوميتنا، عاصم لنا من الفناء في الأجنبي، معين لنا على أن نعرف أنفسنا".
أما المقال الثاني فيبدأ فيه الحديث عن لبيد بن ربيعة ويشرح شيئا من معلّقته بلغة سهلة غير أنه يشرحها دون أن يورد منها بيتًا! إلا أنه سرعان ما يصحح هذا الخطأ في المقال التالي الذي يواصل فيه شرح المعلقة ويناقش فيه دعوى تفكك القصيدة العربية ويثبت بطلان هذه الدعوى مستدلًا بقصيدة لبيد نفسها. أما المقال الرابع ففيه حديث عن شخص لبيد، عن حياته وشعره.
هكذا يخرج من نجد لبيد وهكذا يدخل بحرين طرفة ليحدثنا عنه قليلًا وعن معلّقته حتى إذا ما ذكر ابنُ العبد ناقته شكّك حسين فيها، شكّك في صحة نسبة هذا الجزء من القصيدة إلى شاعرها، ثم هكذا يُتبع مقاله بمقال آخر يستأنف فيه حديثه عن مطوّلة الغلام القتيل.
ومن فورة الشباب إلى حكمة الشيوخ انتقل ليجلس مع زهير بن أبي سُلمى ثلاثًا ضيفًا في رحاب شعره، ولا أدري إن كان حقًّا إن قلتُ إنّ مقالات زهير وطلّابه أفضل مقالات الكتاب عندي. ها هو طه حسين يصف طبع ابن أبي سلمى ثم ها هو يُبسّط معلّقته ثم ها هو يتناول بعض شعره من غير المعلّقة ثم ها هو لا يتجاوزه قبل أن يُعرّج على قضية النحل. وما أنهيت مقالات زهير هذه حتى كدت أحذف ما كتبته عندما قرأت ديوان زهير لولا أن تذكرت عهدًا ألزمت به نفسي؛ ألّا أغيّر المراجعات القديمة على ما بها من أخطاء وعيوب وضعف ربما إلا في ظروف خاصة نادرة.
لما انقضى أمر زهير كان لا بدّ أن يُعرّج على طالبيه، ولا غرابة في أن يبدأ بكعب ابنه ويذكر بردته التي بلغت الآفاق، وكأني بطه حسين يريد في هذا المقال أن ينفي تهمة عن نفسه فيسترسل في ذكر رسول الله -صلى الله عليه وآله- وعظم أخلاقه حتى إذا ما انتهى وعاد إلى القصيدة استمهله صاحبه⁴: "إنك لعجل إلى كعب وإلى أبيه، وإني لأوثر أن نمضي في الحديث عن ممدوح كعب، فحديثه آثر عندي وأحب إليّ ألف مرة ومرة من شعر الشعراء" ليجيبه⁵: "وهو كذلك آثر عندي وأحب إليّ[...]". حتى إذا ما انتهى من كعب ذكر الحُطَيْئَة في أكثر من مقال لم تخلُ من نقاط بحاجة إلى النقاش بيد أن هذا المكان ليس المناسب له الآن في تقديري.
من المخضرمَينِ يعود إلى الجاهليين بعنترة الذي كأنه يشكك في وجوده أو في الصورة المنقولة عنه، ثم منه يعود إلى مخضرم هو سويد بن أبي كاهل ويتناول قصيدته التي مطلعها
"بسطت رابعة الحبل لنا
فوصلنا الحبل منها ما اتّسع"
ويصل في مقاله هذا إلى حكم مفاده أن القصيدة قصيدتان قيلت أولاهما في الجاهليّة والأخرى في الإسلام أو أنها قصيدة واحدة بدأها شاعرها في الجاهلية ثم أضاف إليها في الإسلام تلك "الأبيات التي يكثر فيها ذكر الله والتحدث بنعمته، وتصور فيها الغيبة على نحو ما صوّرت في القرآن الكريم"⁶، هكذا إلى أن ينتهي من سويد إلى المثقب العبديّ ليكون مسك ختام هذا القسم.
أما القسم الآخر فدراسة أو شبه دراسة عن الغَزِلين العذريين والعُمريين⁷ على السواء غير أنه يبدأ بالعذريين بل بأشهر العذريين؛ مجنون بني عامر قيس بن الملوّح ويُشكك في وجوده في مقال طويل، وكأنه يعلن أن طه في هذا القسم غير طه المتحفّظ أو الأكثر تحفّظًا في القسم السابق الذي ينكر عنترة أو ينكر بعض الأبيات كأبيات ناقة طرفة في شيء من التحفظ على صورة حوار مع صاحبه. هكذا انطلق من ابن الملوّح ليستعرض في المقال التالي نشأة الغزل في الحاضرة العربيّة بنوعيه الحضري والبدوي، وهو في بحثه هذا متشكك بل منكر لكثير من قصص هؤلاء العشاق العذريين وإن كان لا ينكر وجود أغلبهم كجميل بثينة وكثير عزة وقيس بن ذريح لكنّه ينكر الكثير من أقاصيصهم التي هي من وضع الرواة كما يرى؛ دلّ على ذلك سذاجة أخبارهم وتشابهها والمبالغات فيها، فجلهم يغمى عليه وجلهم يتوعّده الأمراء وجلّهم يُكتب له فراق محبوبته في صورة مطّردة لا تتغير من غَزِل إلى آخر، فانظر إليه يسخر من قصص المجنون: "لست أعرف عاشقًا أغمي عليه كما أغمي على قيس بن الملوّح"⁸، وانظر إليه يشكك في قصصٍ لجميل بثينة تشابه قصص المجنون، ثم انظر إليه يفرد مقالا لقصة قيس بن ذريح التي لا ينكر وَضعَها رغم جودتها واختلافها عن قصص بقيّة الغزلين.
أما بعد تلك المقدمات عن الغزلين وقصصهم ونشأة فنهم فينتقل إلى خصائص شعرهم بنوعيه، ويحلل في هذا المقال النفسيّة البدويّة بعد الإسلام التي شكّلتها ظروف اقتصاديّة واجتماعية وسياسيّة كما حلل من قبل نفسيّة الحضريين التي شكّلها -كما شرح- إبعادهم عن السياسة إبعادًا وامتلاكهم مالًا قادهم إلى حياة الترف غير أنهم كانوا رغم ذلك داخل إطار منزلتهم الاجتماعية التي ورثوها فشكّلتهم هذه الظروف جميعًا، فكان الغزل العفيف بدويًّا، وكان الغزل الصريح حضريًّا. ومن الأمور اللافتة في هذا المقال تشنيعه على جاحدي مكانة الشعر العربي بقوله⁹: "أحب أن تقرأ هذه القصيدة وتقرأها وأن تقرأ أمثالها من شعر قيس وجميل وغير قيس وجميل، فإنك ستجد في هذا الشعر ما تسكت به الذين يزرون الأدب العربي ويجحدون مكانة الشعر العربي ويخدعون بجمال الشعر الإفرنجي، والله يعلم أنهم ما فهموه ولا ذاقوه، فيزعمون أن العرب لم يحدثوا شيئًا ولم يفهموا الجمال ولم يقدروه؛ إنهم ليزعمون ذلك، وإنهم ليتحدثون به إلى الشباب، وإنهم ليكتبونه في الصحف والكتب، والله يعلم ما زعموه ولا كتبوه ولا تحدثوا به إلا عن جهل فاحش للأدب العربي والإفرنجي جميعًا.".
هكذا لمّا انتهى من شرحه عاد كما بدأ في أول الكتاب فأفرد كل شاعر في مقال وتناول عددا من الشعراء هم: وضّاح اليمن الذي شكك في وجوده، والعرجي، وعبيد الله بن قيس الرقيّات، والأحوص الأنصاري، ويزيد بن الطثرية، وكُثيّر الذي ما عدّه من الغزلين ولكن ذكره فيهم ليخرجه منهم، ثم ختم بمقالين عن عمر بن أبي ربيعة زعيم الغزلين كما أسماه.
ولكن لست أريد أن أتحدث عن هؤلاء الشعراء أو ألخص ما قال فيهم وإنما أريد أن أتحدث عن شيء مما ذكر في هذه المقالات، بعضه يرتبط بهؤلاء الشعراء وبعضه ليس له ذلك الارتباط الوثيق فيما أرى، وقد أسهب حسين في بعض هذه الأحاديث، فمنها ما تحدث فيه عن الشعر السياسي، ومنها حديثه عن الأوضاع السياسة بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله- ورؤيته للخلافة بعده -صلى الله عليه وآله- ورأيُنا منها معروف، ومنها ما ذكره عن السيدة سكينة بنت الحسين -عليهما السلام- من أخبار لها مع الشعراء ومجالستها لهم وقد نقله في الغالب عن أغاني أبي الفرج وفقا لما جاء في مقدمة مقالات الغزلين ونحن ننكر هذه الأخبار غير أن المجال لا يسع للحديث عن أسباب إنكارنا وليس هذا موضعه ولكن أحثّك على البحث وقد ناقش هذا الأمر غير واحد من الباحثين وأحليك إن شئت إلى مكان واحد فانظر في قسم السيدة سكينة بنت الحسين -عليهما السلام- من مركز الأبحاث العقائدية مثلًا.
هذا والحديث عن طه حسين أو عن كتبه أو آرائه حديث ذو شجون.
_______________
¹ كُتبت مقالات القسم الأول في 1935م بينما كُتبت مقالات القسم الآخر في 1924م كما هو مثبت في حواشي الكتاب.
² ص256. ودل على أنها (عنيفا شديد البغض) لا (عفيفا شديد البعض) سياق الكلام مضافًا إلى قوله في الجملة نفسها "وقد قتله عنفه وبغضه هذان".
³ ص13.
⁴ ص123.
⁵ ص123.
⁶ ص167.
⁷ العُمريّون نسبة إلى عمر بن أبي ربيعة، والعذريّون نسبة إلى بني عذرة.
⁸ ص206.
⁹ ص240.
حسن عباس حسن
24 مايو 2023م
ولكن على أي حال الكتاب لطيف ممتع مفيد، فيه من التنوع الشيء الكثير لأنه في الأصل مقالات نشرت في صحيفتي (الجهاد) و(السياسة) وهذا النشر الصحفيّ كما حتّم عليه شيئًا من التنوّع حتّم عليه البساطة والإيجاز نوعا ما كما حتّم عليه إغفال الإشارة إلى المراجع، إلا أنه على ذلك كتاب ثري وددت لو ناقشته مع أحد ففيه من الأفكار التي تحتمل المناقشات الكثير، لا مناقشات الأدب والشعر فحسب بل مناقشات في التاريخ والسياسة والدين وغير ذلك.
وقبل أن أسترسل في الحديث عن الكتاب أحب أن أُشير إلى أن أغلب ما أكتبه أكتبه من الذاكرة وربما حاولت إنعاشها برجوع سريع لبعض صفحات الكتاب أو بعض ما كتبت من ملاحظات فيها، وعليه فإن النسيان والسهو حاضران فلزم العذر.
مما تجدر الإشارة إليه قبل أن نتمشى في مضمون الكتاب هو التصحيف فيه أُريد أخطاء الطباعة فهي كثيرة بعضها يؤثر في المعنى مثل قوله: "كان عفيفا شديد البعض لرجال الحكم"² عن العرجي وأراد (كان عنيفا شديد البغض) ولو أراد العفة لناقض ما قال قبل هذه العبارة، وأسوأ أخطاء الطباعة بعد ما يُغيّر المعنى هو ما يكسر وزن الأبيات واجتمع هذان في قوله على لسان طرفة:
"ألا أيهذا الزاجري أخضر الوغى
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي
فدعني أبادرها بما ملكت يدي"
بهذا اللفظ في (أخضر) و(تستطيع) فأما الأولى فلا معنى لها هنا وإنما هي (أحضر) بالحاء المهملة وأما الثانية فتخل بالوزن وصوابها (تسطيع)، وما أحدثك عنه يعيب أي كتاب فكيف بكتاب أدبي يتحدث عن الشعراء، وكيف به في طبعته السابعة عشرة وكنت أحسب أن أخطاء الطبعات الأولى تُصحح في الطبعات الأخيرة!
أما القسم الأول من الكتاب -حسبما قسّمتُه- فمقدمة ثم مقال يصطنع فيه العميد خصامًا بينه وبين صديق اختلقه حول شعر القدماء وفيه يَعِد حسين قرّاء (الجهاد) بحوار أسبوعي مع هذا الصديق يتناولان فيه شاعرًا أو قصيدة علّ هذا الصديق يقتنع بحلاوة هذا الشعر وجودته وأهميّته. وللعميد في هذا المقال جملة وددت لو يتأملها قومي هي قوله³: "[...] لأننا لا نحب القديم من حيث هو قديم،[...] بل نحن نحب لأدبنا القديم أن يظل قوامًا للثقافة، وغذاء للعقول، لأنه أساس الثقافة العربيّة؛ فهو إذن مقوّم لشخصيتنا، محقق لقوميتنا، عاصم لنا من الفناء في الأجنبي، معين لنا على أن نعرف أنفسنا".
أما المقال الثاني فيبدأ فيه الحديث عن لبيد بن ربيعة ويشرح شيئا من معلّقته بلغة سهلة غير أنه يشرحها دون أن يورد منها بيتًا! إلا أنه سرعان ما يصحح هذا الخطأ في المقال التالي الذي يواصل فيه شرح المعلقة ويناقش فيه دعوى تفكك القصيدة العربية ويثبت بطلان هذه الدعوى مستدلًا بقصيدة لبيد نفسها. أما المقال الرابع ففيه حديث عن شخص لبيد، عن حياته وشعره.
هكذا يخرج من نجد لبيد وهكذا يدخل بحرين طرفة ليحدثنا عنه قليلًا وعن معلّقته حتى إذا ما ذكر ابنُ العبد ناقته شكّك حسين فيها، شكّك في صحة نسبة هذا الجزء من القصيدة إلى شاعرها، ثم هكذا يُتبع مقاله بمقال آخر يستأنف فيه حديثه عن مطوّلة الغلام القتيل.
ومن فورة الشباب إلى حكمة الشيوخ انتقل ليجلس مع زهير بن أبي سُلمى ثلاثًا ضيفًا في رحاب شعره، ولا أدري إن كان حقًّا إن قلتُ إنّ مقالات زهير وطلّابه أفضل مقالات الكتاب عندي. ها هو طه حسين يصف طبع ابن أبي سلمى ثم ها هو يُبسّط معلّقته ثم ها هو يتناول بعض شعره من غير المعلّقة ثم ها هو لا يتجاوزه قبل أن يُعرّج على قضية النحل. وما أنهيت مقالات زهير هذه حتى كدت أحذف ما كتبته عندما قرأت ديوان زهير لولا أن تذكرت عهدًا ألزمت به نفسي؛ ألّا أغيّر المراجعات القديمة على ما بها من أخطاء وعيوب وضعف ربما إلا في ظروف خاصة نادرة.
لما انقضى أمر زهير كان لا بدّ أن يُعرّج على طالبيه، ولا غرابة في أن يبدأ بكعب ابنه ويذكر بردته التي بلغت الآفاق، وكأني بطه حسين يريد في هذا المقال أن ينفي تهمة عن نفسه فيسترسل في ذكر رسول الله -صلى الله عليه وآله- وعظم أخلاقه حتى إذا ما انتهى وعاد إلى القصيدة استمهله صاحبه⁴: "إنك لعجل إلى كعب وإلى أبيه، وإني لأوثر أن نمضي في الحديث عن ممدوح كعب، فحديثه آثر عندي وأحب إليّ ألف مرة ومرة من شعر الشعراء" ليجيبه⁵: "وهو كذلك آثر عندي وأحب إليّ[...]". حتى إذا ما انتهى من كعب ذكر الحُطَيْئَة في أكثر من مقال لم تخلُ من نقاط بحاجة إلى النقاش بيد أن هذا المكان ليس المناسب له الآن في تقديري.
من المخضرمَينِ يعود إلى الجاهليين بعنترة الذي كأنه يشكك في وجوده أو في الصورة المنقولة عنه، ثم منه يعود إلى مخضرم هو سويد بن أبي كاهل ويتناول قصيدته التي مطلعها
"بسطت رابعة الحبل لنا
فوصلنا الحبل منها ما اتّسع"
ويصل في مقاله هذا إلى حكم مفاده أن القصيدة قصيدتان قيلت أولاهما في الجاهليّة والأخرى في الإسلام أو أنها قصيدة واحدة بدأها شاعرها في الجاهلية ثم أضاف إليها في الإسلام تلك "الأبيات التي يكثر فيها ذكر الله والتحدث بنعمته، وتصور فيها الغيبة على نحو ما صوّرت في القرآن الكريم"⁶، هكذا إلى أن ينتهي من سويد إلى المثقب العبديّ ليكون مسك ختام هذا القسم.
أما القسم الآخر فدراسة أو شبه دراسة عن الغَزِلين العذريين والعُمريين⁷ على السواء غير أنه يبدأ بالعذريين بل بأشهر العذريين؛ مجنون بني عامر قيس بن الملوّح ويُشكك في وجوده في مقال طويل، وكأنه يعلن أن طه في هذا القسم غير طه المتحفّظ أو الأكثر تحفّظًا في القسم السابق الذي ينكر عنترة أو ينكر بعض الأبيات كأبيات ناقة طرفة في شيء من التحفظ على صورة حوار مع صاحبه. هكذا انطلق من ابن الملوّح ليستعرض في المقال التالي نشأة الغزل في الحاضرة العربيّة بنوعيه الحضري والبدوي، وهو في بحثه هذا متشكك بل منكر لكثير من قصص هؤلاء العشاق العذريين وإن كان لا ينكر وجود أغلبهم كجميل بثينة وكثير عزة وقيس بن ذريح لكنّه ينكر الكثير من أقاصيصهم التي هي من وضع الرواة كما يرى؛ دلّ على ذلك سذاجة أخبارهم وتشابهها والمبالغات فيها، فجلهم يغمى عليه وجلهم يتوعّده الأمراء وجلّهم يُكتب له فراق محبوبته في صورة مطّردة لا تتغير من غَزِل إلى آخر، فانظر إليه يسخر من قصص المجنون: "لست أعرف عاشقًا أغمي عليه كما أغمي على قيس بن الملوّح"⁸، وانظر إليه يشكك في قصصٍ لجميل بثينة تشابه قصص المجنون، ثم انظر إليه يفرد مقالا لقصة قيس بن ذريح التي لا ينكر وَضعَها رغم جودتها واختلافها عن قصص بقيّة الغزلين.
أما بعد تلك المقدمات عن الغزلين وقصصهم ونشأة فنهم فينتقل إلى خصائص شعرهم بنوعيه، ويحلل في هذا المقال النفسيّة البدويّة بعد الإسلام التي شكّلتها ظروف اقتصاديّة واجتماعية وسياسيّة كما حلل من قبل نفسيّة الحضريين التي شكّلها -كما شرح- إبعادهم عن السياسة إبعادًا وامتلاكهم مالًا قادهم إلى حياة الترف غير أنهم كانوا رغم ذلك داخل إطار منزلتهم الاجتماعية التي ورثوها فشكّلتهم هذه الظروف جميعًا، فكان الغزل العفيف بدويًّا، وكان الغزل الصريح حضريًّا. ومن الأمور اللافتة في هذا المقال تشنيعه على جاحدي مكانة الشعر العربي بقوله⁹: "أحب أن تقرأ هذه القصيدة وتقرأها وأن تقرأ أمثالها من شعر قيس وجميل وغير قيس وجميل، فإنك ستجد في هذا الشعر ما تسكت به الذين يزرون الأدب العربي ويجحدون مكانة الشعر العربي ويخدعون بجمال الشعر الإفرنجي، والله يعلم أنهم ما فهموه ولا ذاقوه، فيزعمون أن العرب لم يحدثوا شيئًا ولم يفهموا الجمال ولم يقدروه؛ إنهم ليزعمون ذلك، وإنهم ليتحدثون به إلى الشباب، وإنهم ليكتبونه في الصحف والكتب، والله يعلم ما زعموه ولا كتبوه ولا تحدثوا به إلا عن جهل فاحش للأدب العربي والإفرنجي جميعًا.".
هكذا لمّا انتهى من شرحه عاد كما بدأ في أول الكتاب فأفرد كل شاعر في مقال وتناول عددا من الشعراء هم: وضّاح اليمن الذي شكك في وجوده، والعرجي، وعبيد الله بن قيس الرقيّات، والأحوص الأنصاري، ويزيد بن الطثرية، وكُثيّر الذي ما عدّه من الغزلين ولكن ذكره فيهم ليخرجه منهم، ثم ختم بمقالين عن عمر بن أبي ربيعة زعيم الغزلين كما أسماه.
ولكن لست أريد أن أتحدث عن هؤلاء الشعراء أو ألخص ما قال فيهم وإنما أريد أن أتحدث عن شيء مما ذكر في هذه المقالات، بعضه يرتبط بهؤلاء الشعراء وبعضه ليس له ذلك الارتباط الوثيق فيما أرى، وقد أسهب حسين في بعض هذه الأحاديث، فمنها ما تحدث فيه عن الشعر السياسي، ومنها حديثه عن الأوضاع السياسة بعد رسول الله -صلى الله عليه وآله- ورؤيته للخلافة بعده -صلى الله عليه وآله- ورأيُنا منها معروف، ومنها ما ذكره عن السيدة سكينة بنت الحسين -عليهما السلام- من أخبار لها مع الشعراء ومجالستها لهم وقد نقله في الغالب عن أغاني أبي الفرج وفقا لما جاء في مقدمة مقالات الغزلين ونحن ننكر هذه الأخبار غير أن المجال لا يسع للحديث عن أسباب إنكارنا وليس هذا موضعه ولكن أحثّك على البحث وقد ناقش هذا الأمر غير واحد من الباحثين وأحليك إن شئت إلى مكان واحد فانظر في قسم السيدة سكينة بنت الحسين -عليهما السلام- من مركز الأبحاث العقائدية مثلًا.
هذا والحديث عن طه حسين أو عن كتبه أو آرائه حديث ذو شجون.
_______________
¹ كُتبت مقالات القسم الأول في 1935م بينما كُتبت مقالات القسم الآخر في 1924م كما هو مثبت في حواشي الكتاب.
² ص256. ودل على أنها (عنيفا شديد البغض) لا (عفيفا شديد البعض) سياق الكلام مضافًا إلى قوله في الجملة نفسها "وقد قتله عنفه وبغضه هذان".
³ ص13.
⁴ ص123.
⁵ ص123.
⁶ ص167.
⁷ العُمريّون نسبة إلى عمر بن أبي ربيعة، والعذريّون نسبة إلى بني عذرة.
⁸ ص206.
⁹ ص240.
حسن عباس حسن
24 مايو 2023م
July 10, 2023
#حديث_الاربعاء
#طه حسين
#الكتاب_٤٣لعام٢٠٢٣
اذا كان بُدٌ ان يكون للادب عميدًا لكان بُدٌ ان يكون عميده طه حسين
الجزء الاول من ثلاثية حديث الاربعاء عبارة عن مقالات متفرقة كتبت في ازمنة مختلفة غير متصله يَطرُق فيها طه حسين باب شعراء العصر الجاهلي والصدر الاول من الاسلام من امثال طُرفه بن العبد وزهير بن ابي سلمى وكعب بن زهير وقيس بن ذريح والحُطيئة وسويد بن ابي كاهل وغيرهم الكثير الكثير
فيسبر طه حسين غور قريحتهم الشعرية ويعرض لنا ما كتبه شعراء العصر الغابر ويتركنا معهم نتلذذ بما ابدعته قريحتهم وما فرضته عليهم بيئتهم وظروفهم .
#طه حسين
#الكتاب_٤٣لعام٢٠٢٣
اذا كان بُدٌ ان يكون للادب عميدًا لكان بُدٌ ان يكون عميده طه حسين
الجزء الاول من ثلاثية حديث الاربعاء عبارة عن مقالات متفرقة كتبت في ازمنة مختلفة غير متصله يَطرُق فيها طه حسين باب شعراء العصر الجاهلي والصدر الاول من الاسلام من امثال طُرفه بن العبد وزهير بن ابي سلمى وكعب بن زهير وقيس بن ذريح والحُطيئة وسويد بن ابي كاهل وغيرهم الكثير الكثير
فيسبر طه حسين غور قريحتهم الشعرية ويعرض لنا ما كتبه شعراء العصر الغابر ويتركنا معهم نتلذذ بما ابدعته قريحتهم وما فرضته عليهم بيئتهم وظروفهم .
May 4, 2014
هذا كتاب يجمع أحاديث إذاعية للمسمى "عميد الأدب العربي" سلك فيه سبيلا وضح من حواره مع "صاحبه" الذي خلقه ليمثل صفةً في معظم أبناء العرب في وقته- ووقتنا- من إعراض عن اللغة العربية، أدباً وشعراً، لأسباب كثيرة، لضعف معرفتهم بالعربية، والذي يرجع في أصله لقلة إيمانهم بالعربية، وتتبعهم المذاهب المختلفة التي تنادي بالتحول للغة لاتينية كما نادى طه حسين نفسه في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر"، هذه المذاهب وهذا الهجر للعربية يكاد يكون ضعفا في الدين أو عداء له، إن لم يكن السبب هو الجهل.
إذا الأديب الكاتب يرمي لإحياء ذائقة العرب للغة الفصحى وللشعر بعد طول هجر اللغة العربية، وقد اختار لحديثه منهجا هو البدء بالمعاني البسيطة التي لا يختلف على جودتها، مع قليل من العشر محصور في الشعر السهل اللغة، حتى إذا تقدم الكلام مع "صاحبه" واستساغ- ونحن معه- جمال الشعر، وبدا يغير رأيه الذي طالما جمد عليه، يبدأ فيورد أبياتا شعرية من القصائد التي يتناولها.
ولأن طه حسين ليس بالساذج ولا الغر، ولأن "الكلام" كان علما عند العرب بلغوا فيه شأوا، متعلمين أن يعملوا بوصية الرسول في الحديث بأن يخاطبوا الناس على قدر عقولهم، فهذا الكتاب يحمل صفات علم الكلام وتوظيف له، وهو يقارب الجدل والإقناع في العصور الحديثة، فقد صاغ الكتاب على نحو يجعلنا نشك ونحذر من كل من يريد إقناعنا بمذهب أو يعرض لنا رأيا في قضية، لربما يفعل مثل طه حسين لكن دون أن يقول لنا ما يفعله من حملنا على الاقتناع برأي ما، مثل ما نسمع عن غسيل المخ، وما رأينا بأعيننا فيما بعد ثورة يناير، وإنقلاب 3 يوليو!
وبعد فقد أعجبني منهج الكتاب في محاورته مع صاحبه، وإن كنت لا أحب هذه الطريقة لأن فيها نوعا من السفسطة وميل للمراء والجدال، وأني استخدمها أحيانا فأنا أدرى بها، تعتيمد على إثبات المواقف واللف والدوران أكثر من تعبيرها عن فكرة ذات بال. ثم لقد سبق لي أن اطلعت على بعض شعر المذكورين، وإن كان أكثر ما أعجبني هو شعر سويد بن أبي كاهل اليشكري. لعلي أرجع إلى شعر هؤلاء يوما.
ثم بعد أيهم هو طه حسين، هل هو صاحب "في الأدب الجاهلي" الذي هو الكتاب الأصلي للنسخة التالية " في الشعر الجاهلي" بعد تعديلات أضافها ليمحو تجاوزاته في حق الدين أم هو طه حسين صاحب "مرآة الإسلام". ، لقد أخطأ في حق نفسه حين تقول على الإسلام أقاويل فاسدة، من أجلها يهاجمه الكثير بأنه من الذين كانوا يتكلمون حسب المزاج الرائج في سوق الكلام والرأي، فإن كان إقبال على المذاهب العربية وانتقاص من قدر الدين كان له سهم، وإن كان سهم الدين صاعدا كان له السبق! فأيهم طه حسين؟ وهل هو حقا ممن تأثروا بالحداثة فأسقطوا أجزاء من الدين، جهلا أو عمدا كالليبراليين والعلمانيين في واقعنا فيما بعد ثورة يناير؟ وهل يصلح كتاب مستقبل الثقافة في مصر" للحكم عليه، لأنه كتاب تربوي يمثل مذهبه الذي خرج غصب عنه!
إن له في كتابه "حديث الأربعاء" عبارات وجمل لو وزنت بميزان الإسلام الدقيق ربما عُدّت خروجا عليه.
إذا الأديب الكاتب يرمي لإحياء ذائقة العرب للغة الفصحى وللشعر بعد طول هجر اللغة العربية، وقد اختار لحديثه منهجا هو البدء بالمعاني البسيطة التي لا يختلف على جودتها، مع قليل من العشر محصور في الشعر السهل اللغة، حتى إذا تقدم الكلام مع "صاحبه" واستساغ- ونحن معه- جمال الشعر، وبدا يغير رأيه الذي طالما جمد عليه، يبدأ فيورد أبياتا شعرية من القصائد التي يتناولها.
ولأن طه حسين ليس بالساذج ولا الغر، ولأن "الكلام" كان علما عند العرب بلغوا فيه شأوا، متعلمين أن يعملوا بوصية الرسول في الحديث بأن يخاطبوا الناس على قدر عقولهم، فهذا الكتاب يحمل صفات علم الكلام وتوظيف له، وهو يقارب الجدل والإقناع في العصور الحديثة، فقد صاغ الكتاب على نحو يجعلنا نشك ونحذر من كل من يريد إقناعنا بمذهب أو يعرض لنا رأيا في قضية، لربما يفعل مثل طه حسين لكن دون أن يقول لنا ما يفعله من حملنا على الاقتناع برأي ما، مثل ما نسمع عن غسيل المخ، وما رأينا بأعيننا فيما بعد ثورة يناير، وإنقلاب 3 يوليو!
وبعد فقد أعجبني منهج الكتاب في محاورته مع صاحبه، وإن كنت لا أحب هذه الطريقة لأن فيها نوعا من السفسطة وميل للمراء والجدال، وأني استخدمها أحيانا فأنا أدرى بها، تعتيمد على إثبات المواقف واللف والدوران أكثر من تعبيرها عن فكرة ذات بال. ثم لقد سبق لي أن اطلعت على بعض شعر المذكورين، وإن كان أكثر ما أعجبني هو شعر سويد بن أبي كاهل اليشكري. لعلي أرجع إلى شعر هؤلاء يوما.
ثم بعد أيهم هو طه حسين، هل هو صاحب "في الأدب الجاهلي" الذي هو الكتاب الأصلي للنسخة التالية " في الشعر الجاهلي" بعد تعديلات أضافها ليمحو تجاوزاته في حق الدين أم هو طه حسين صاحب "مرآة الإسلام". ، لقد أخطأ في حق نفسه حين تقول على الإسلام أقاويل فاسدة، من أجلها يهاجمه الكثير بأنه من الذين كانوا يتكلمون حسب المزاج الرائج في سوق الكلام والرأي، فإن كان إقبال على المذاهب العربية وانتقاص من قدر الدين كان له سهم، وإن كان سهم الدين صاعدا كان له السبق! فأيهم طه حسين؟ وهل هو حقا ممن تأثروا بالحداثة فأسقطوا أجزاء من الدين، جهلا أو عمدا كالليبراليين والعلمانيين في واقعنا فيما بعد ثورة يناير؟ وهل يصلح كتاب مستقبل الثقافة في مصر" للحكم عليه، لأنه كتاب تربوي يمثل مذهبه الذي خرج غصب عنه!
إن له في كتابه "حديث الأربعاء" عبارات وجمل لو وزنت بميزان الإسلام الدقيق ربما عُدّت خروجا عليه.
August 24, 2016
مجموعة من المقالات النقدية الشعرية لعميد الأدب العربي د. طه حسين منشورة في الصحف اليومية بلغة بسيطة، جاءت على شكل محاورة بينه وبين صاحبه - الوهمي - الناقم على الشعر الجاهلي وصعوبته، المحب للشعر الغربي وسهولته.
وتعرّض د. طه حسين في حديث الأربعاء (الجزء الأول) إلى طائفة من الشعراء الجاهليين بدأهم ببعض أصحاب المعلقات، غير أن حديث انتهى إلى نشوء الغزل والغزلين في العصر الأموي.
ولا يخفى أن اللغة التي كتبت بها هذه المقالات - كبقيّة حديث د. طه حسين - من النّوع المعجز!
وتعرّض د. طه حسين في حديث الأربعاء (الجزء الأول) إلى طائفة من الشعراء الجاهليين بدأهم ببعض أصحاب المعلقات، غير أن حديث انتهى إلى نشوء الغزل والغزلين في العصر الأموي.
ولا يخفى أن اللغة التي كتبت بها هذه المقالات - كبقيّة حديث د. طه حسين - من النّوع المعجز!
February 22, 2017
فكرة الكتاب رائعه جدا ونحتاج لامثالها اليوم لاننا بعدنا عن لغتنا وادبنا العربى فنحن فى امس الحاجه لمعرفة لغتنا وادبنا معرفه جيده والكتاب اسلوبه سهل وبسيط انصح به من ليس على درايه بالادب العربى القديم ويحاول البدء فى فهمه
July 31, 2019
لا يمكنك أن لا تعشق هذا الرجل
May 18, 2025
اعظم من جالس شعراء الجاهلة فاذا اردت ان تجالسهم وتسمع منهم وعنهم اقرأ هذا الكتاب
July 18, 2019
-منكرش إني في الثانوي مكنتش بحب طه حسين ..بس دا لإني كنت مجبره على دراسة قصة الأيام ودا كتاب كله تفاصيل فطبيعي أجد صعوبه في حفظه وتذكر تفاصيله ..بس كنت بحب أسلوبه ..وكنت متأكده اني لو بقرأ الكتاب دا ومش مطلوب مني امتحن فيه ..هحبه وهستمتع بيه جدا
فلما لقيت كتاب حديث الأربعاء ..أخدته بدون تردد..
كتاب حديث الأربعاء عباره عن مجموعه من المقالات النقديه للشعر الجاهلي والشعر الغزلي كتبها الدكتور طه حسين بأسلوب رائع وممتع .
الجزء الخاص بالشعر الجاهلي جاء على هيئة حوار بينه وبين صاحبه -الوهمي- الكاره للشعر الجاهلي
تحدث فيه عن (لبيد، طرفه، زهير، كعب بن زهير، الحطيئه، عنتره، سويد بن أبي كاهل، المثقب العبدى)
والجزء الخاص بالشعر الغزلي تحدث فيه عن (قيس بن الملوح ، قيس بن ذريح ، وضاح اليمن، العرجى، عبيد الله بن قيس الرقيات، الأحوص، يزيد بن الطثريه، كثير)
هعيد قراءة الكتاب دا تاني لانه بجد ممتع ❤
فلما لقيت كتاب حديث الأربعاء ..أخدته بدون تردد..
كتاب حديث الأربعاء عباره عن مجموعه من المقالات النقديه للشعر الجاهلي والشعر الغزلي كتبها الدكتور طه حسين بأسلوب رائع وممتع .
الجزء الخاص بالشعر الجاهلي جاء على هيئة حوار بينه وبين صاحبه -الوهمي- الكاره للشعر الجاهلي
تحدث فيه عن (لبيد، طرفه، زهير، كعب بن زهير، الحطيئه، عنتره، سويد بن أبي كاهل، المثقب العبدى)
والجزء الخاص بالشعر الغزلي تحدث فيه عن (قيس بن الملوح ، قيس بن ذريح ، وضاح اليمن، العرجى، عبيد الله بن قيس الرقيات، الأحوص، يزيد بن الطثريه، كثير)
هعيد قراءة الكتاب دا تاني لانه بجد ممتع ❤
February 18, 2022
موجه لمن أراد البساطة في فهم الأدب...
كان الجزء الثّاني منه يقتصر على العباسيين، كان أبو نواس يظهر في جميع الفصول تقريبًا
استطعت أن افهم ان طه حسين متعصب لرأيه أشدّ تعصّب فرده على النّقد رغم هدوء كلماته إلا أن بها أمواج غضب متلاطمة وكان ذهذا الجزء من حديث الأربعاء يتحدث عن القديم والحديث من الشعر
رغم وقوفي الى صف الرّافعي فى حكمه في نهاية الكتاب إلا أن طه حسين استطاع الرّد بأسلوب مقنع
رغم كثافة الأسلوب في الجزء الأوّل منه الا اني شعرت بالضياع الشّديد من كثرة الاسهاب في حديثه عن بعض الشعراء، وميل الكتاب إلى بساطة اللفظ ما هو الى بساطة في فهم الأدب. فالجاهلي من الشعر يحتاج - من وجهة نظري - إلى دراسة للمنهج الفكري آنذاك لفهم الطّيات التي تحتويها القصائد الجاهلية
ثم يجب الحديث عن التّجدد الشعري في العصر العباسي
من الكتب الجميلة التي يستأنس بها القارئ في أوقات فراغه ذات باع أدبي جميل
كان الجزء الثّاني منه يقتصر على العباسيين، كان أبو نواس يظهر في جميع الفصول تقريبًا
استطعت أن افهم ان طه حسين متعصب لرأيه أشدّ تعصّب فرده على النّقد رغم هدوء كلماته إلا أن بها أمواج غضب متلاطمة وكان ذهذا الجزء من حديث الأربعاء يتحدث عن القديم والحديث من الشعر
رغم وقوفي الى صف الرّافعي فى حكمه في نهاية الكتاب إلا أن طه حسين استطاع الرّد بأسلوب مقنع
رغم كثافة الأسلوب في الجزء الأوّل منه الا اني شعرت بالضياع الشّديد من كثرة الاسهاب في حديثه عن بعض الشعراء، وميل الكتاب إلى بساطة اللفظ ما هو الى بساطة في فهم الأدب. فالجاهلي من الشعر يحتاج - من وجهة نظري - إلى دراسة للمنهج الفكري آنذاك لفهم الطّيات التي تحتويها القصائد الجاهلية
ثم يجب الحديث عن التّجدد الشعري في العصر العباسي
من الكتب الجميلة التي يستأنس بها القارئ في أوقات فراغه ذات باع أدبي جميل
August 9, 2020
في البداية، هذه مجموعة مقالات تتمحور حول الشعر العربي القديم، كتبها طه حسين لإحدى الجرائد بشكل دوري. لم يكن ينوي جمعها بكتاب، ورفض حين اقترح عليه ذلك، لكن بعد إصرارهم عليه سمح بذلك مع مراعاة أنه لم يقم بتعديل حرف واحد عليها.
ومع أن المقالات تتكلم حول شخصيات مختلفة ومواضيع شعرية مختلفة، إلا أنها مترابطة، فتجده يقول بإحدى مقالاته "وهذا ما قلناه سابقًا"؛ لذا يجب أن تقرأها بتسلسل.
استفدت منها، وامتعتني، وشوّقت نفسي للقراءة أكثر حول الأدب العربي القديم. تنبيه: مقالات طه حسين قاسية وصريحة، فهو لا يجد حرجًا بأن يقول أن الشخصية الفلانية غير حقيقية وما هي إلا صناعة القصَّاصين، لذا وجب التنبيه لأصحاب الحمية والعصبية على الأدب العربي القديم :)
ومع أن المقالات تتكلم حول شخصيات مختلفة ومواضيع شعرية مختلفة، إلا أنها مترابطة، فتجده يقول بإحدى مقالاته "وهذا ما قلناه سابقًا"؛ لذا يجب أن تقرأها بتسلسل.
استفدت منها، وامتعتني، وشوّقت نفسي للقراءة أكثر حول الأدب العربي القديم. تنبيه: مقالات طه حسين قاسية وصريحة، فهو لا يجد حرجًا بأن يقول أن الشخصية الفلانية غير حقيقية وما هي إلا صناعة القصَّاصين، لذا وجب التنبيه لأصحاب الحمية والعصبية على الأدب العربي القديم :)
April 19, 2021
"زعموا أنه أسرف في ذكر أم جعفر، وهي أنصارية عفيفة، فلما ضاق بها الأمر أقبلت ذات يوم متنكرة حتى وقفت علبه وهو في جماعة من قومه فقالت له: اقضني ثمن الغنم التي اشتريتها مني. فأنكر ذلك، وألحّت وصدّقها الناس، وأخذ هو يحلف ما رآها ولا يعرفها؛ فكشفت عن وجهها وأصرّ هو على إنكاره وقد اجتمع حولهما الناس؛ فلما بالغ في الإنكار قالت أم جعفر: صدقت يا عدوّ الله! والله ما أعرفك وما تعرفني، ولكنك تذكرني في شعرك فتقول: قالت لي أم جعفر؛ وقلت لها، ويشيع ذلك في الناس. فخجل الأحوص."
December 5, 2019
مجموعة من المقالات التي واظب عميد الأدب العربي طه حسين علي نشرها في جريدة السياسة في القرن الماضي ،وهي رحلة ممتعة مع طرفة ولبيد وعنترة والحطيئة والعبدي وكل أعلام الشعر العربي والشعر الجاهلي .
رحلة كفيلة بجعلك تشعر وكأنك تحتسي فنجان من القهوة في خيمة في صحراء العرب تحت لهيب شمس الكلمات الجميلة والمبهمة في أبحار وأوزان نسجت بدقة وجمال شبكات العنكبوت.
رحلة كفيلة بجعلك تشعر وكأنك تحتسي فنجان من القهوة في خيمة في صحراء العرب تحت لهيب شمس الكلمات الجميلة والمبهمة في أبحار وأوزان نسجت بدقة وجمال شبكات العنكبوت.
July 19, 2021
كتاب جداا ممتع للأديب الراحل الدكتور طه حسين يعرفنا ويحببنا ويدعونا إلى تذوق الشعر العربي بدأ من العصر الجاهلي إلى عصر الأمويين والعباسيين مقالات وأحاديث أسبوعية نشرها الكاتب فى الصحف تعرض فيها الكاتب لحياة وطبيعة هؤلاء الشعراء من المجون والدعابة واللذة واللهو مستندا إلى ماورد فى كتاب الأغاني لأبو الفرج مصحوبا بنظرة اكاديمية نقدية جميلة ساحرة ساخرة.
Displaying 1 - 30 of 40 reviews