هذا الكتاب يوضح معالم الطريق إلى الله فراراً من الكون إلى المكوّن على خُطا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قائد الخير وإمام المتقين إلى حضرة العليم الخبير، بعبارات سهلة يسيرة يفهمها أهل هذا العصر بغير غموض أو لبس، مبيناً جوانب التزكية، وتصفية القلوب، وضبط شهوات النفس بميزان الشرع، والاهتمام بمراقبتها حال سيرها في دنياها حتى تصل إلى مولاها "وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ المُنْتَهَى" فيشرق نور اليقين في القلب ويظهر الإسلام بصورته التي تليق به، فيعمّ السلام والوئام والتعاون على البر والتقوى، وتظهر آثار الخلافة الربانية والأخلاق النبوية علماً وعملاً وبياناً وإرشاداً. فإن الكل مسافر في دنياه إلى مولاه. فاللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والأهل والولد.
(كلُّ الناسِ يغدو، فبائعٌ نفسَه فمُعتِقُها أو مُوبِقُها)
هذا هو شرح مولانا الدكتور يسري السيد جبر الحسني أكرمه الله وأمدّ في عمره مع كامل الصحة والعافية -لهذا الكتاب الرائع، يشرح مصنف الكتاب مائة مقام متدرج للمريد في سيره إلى الحق عز شأنه، يجمع كل عشرة منها قسم واحد، متناولاً لآيات وأحاديث شريفة وأقوال وأشعار لعارفين وسالكين في طريق الله، وضع مولانا نقاط الفهم على حروف النظم، وحقق المقصود من الوارد، ونفى الشبهات واللبس إن ساور النفس عجيب كيف وصف وفصّل المصنف رحمه الله بين كل مقام ومقام، وكيف طوّع المولى عز وجل له الألفاظ واللغة، وكيف عبر مولانا الشيخ يسري في إضاءاته حول النص الأصلي خلال ردهات النفس، وتنقل بين جدر العقل واجتاز المسافات حتى وصل إلى أعلى حدّ في حقيقة مقام التوحيد حيث توقف عن الشرح والتفصيل لأنه لا سبيل لإدراك ذلك إلا بالله ومن الله اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علماً وصلّ وسلّم وبارك على مدينة العلم سيدنا محمد عدد ما وسعه علم الله وأحصاه كتابه