"ما عُبِدَ الله بمثل الفقه في الدين" - الإمام الزُّهرِي
علم أصول الفقه: هو العلم الذي يُبنى عليه الفقه - فلن يكون الفقيه فقيهاً إلا بمعرفة أصول هذا العلم- فهو العلم الذي يأخذ بيد صاحبه في فهم النصوص وفهم مُراد الله ورسوله، وإلى معرفة الأحكام وطرق استنباطها.
لذا نستطيع القول أنه يرتكز على أمرين، هما: (١)- البحث في الأدلة الشرعية وتَعلُمها ومعرفة أنواعها. فالأدلة الشرعية تُعرَّف بأنها: (كل مصدر جعلته الشريعة مكاناً لأخذ الدليل منه وبناء الحكم عليه )، وهى نوعين: ▪︎أدلة متفق عليها (الكتاب، السنة، الإجماع، القياس) ▪︎أدلة مختلف فيها (قول الصحابي، شرع من قبلنا، سد الذرائع، المصالح المرسلة) (٢)- طريقة الاستنباط والاستدلال ودلالات الألفاظ التى تساعد على انتزاع الحكم من الدليل.
وتحدث الشيخ بالتفصيل عن نشأة هذا العلم ومراحل تطوره
♡ ︎عصر النبوة ▪︎كان الصحابة لديهم المَلَكَة اللغوية التى مكنتهم من التعامل مع النص القرآني ▪︎كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلم الصحابة كيف يتعاملون مع أدلة الأحكام، ويصوب ويوجه محاولاتهم في فهم النص القرآني واستنباط الأحكام. ▪︎الأدلة الشرعيه في هذه المرحلة كانت مقتصرة على الكتاب والسنة فقط
♡ عصر الصحابة ▪︎اجتهد الصحابة في استنباط الأحكام بالرجوع إلى الكتاب والسنة في النوازل والحوادث التى جَدَّت عليهم بعد وفاة الرسول عليه السلام، مثل: حروب الردة وجمع القرآن الكريم ▪︎ انتشر الصحابة في البلاد الإسلامية، واجتهدوا فى توريث التابعين ما أخذوه من علم وممارسة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى فهم النصوص استنباط الأحكام ▪︎ظهر الإجماع، وظل علم أصول الفقه محفوظاً في الصدور
♡ عصر التابعين وأتباعهم ▪︎واجه التابعون أمور مستجدة تحتاج لأحكام لم تكن موجودة فى عصر الصحابة ▪︎اتسعت الفتوحات ودخل الإسلام الأعاجم، مما أدى لضعف الملكة اللغوية، واتساع الفجوة بين المسلمين و النصوص الشرعية، وجاءت أجيال تحتاج تعلم اللغة العربية، مما أدى لضعف توريث العلم والممارسة العملية فى استنباط الأحكام من النصوص الشرعية. ▪︎بدأ نشوء الفرق والمذاهب العقدية المخالفه للإسلام والتى استنبطت أحكام مخالفة للدين من النصوص الشرعية بفهمهم العقيم وقواعدهم المنحرفة.
♡ ︎بداية القرن الثاني الهجري بدأت أولى المحاولات للتأليف في أصول الفقه، وذلك حين أرسل المُحدث عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي يطلب منه كتابة رسالة تساعده على فهم القرآن، وكان مما طلبه أن يضع له فيها معاني القرآن، ويجمع قبول الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ، فكتب له الشافعي رسالة بما طلب، وأرسلها إليه، ثم بدأ الشافعي بالتفكير في كتابة كتاب لطلبة العلم يضمنه أصول الفقه فقام بتأليف كتاب "الكتاب" والذي يُعْرَف الآن باسم "الرسالة" لأن أصله الرسالة التي أرسلت إلى عبد الرحمن بن مهدي، وبهذا كان كتاب الشافعي رحمه الله هو اللبنة الأولى للتأليف في علم أصول الفقه
وبعد ذلك استمر أهل العلم بجمع المسائل، ووضع القواعد والمصنفات وصولاً إلى القرن الخامس الهجري، والذي يُعَد القرن الذهبي في التأصيل والتصنيف، وقد تتبع الشيخ أهم المؤلفات فى هذا العلم على مر القرون.
هذه الدروس مهمه ومفيدة جدا لبداية دراسة علم أصول الفقه ،، بدأ الشيخ حفظه الله اول درس بمقدمة عن طلب العلم وفضله والنية في طلب العلم كلماته في هذا الموضوع كانت سببا لرفع همتي في فترة فتور فجزاه الله عنا خيرا ومن خلال الدروس يوضح نشأة علم الاصول وتاريخ التدوين في والكتب العُمد له ووضح الاختلاف في المذاهب من جهة اصول الفقه
آخر حلقة كان فيها انتقادا للمذاهب العقدية التي أثرت علي أصول الفقه وأنا لا أدري أيكون للشيخ قدم السبق في هذا الأمر باكتشافه ذلك بعد أكثر من عشر قرون..رحم الله الأشاعرة والمعتزلة الذين خدموا هذا العلم خدمة عظيمة وبصرنا بالحق،ولا أنكر استفادتي من الشيخ حفظه الله وغفر له.
هذه السلسلة تكشف لك جذور هذا العلم وبدايات تكوينه وكيف كان يطبق في عهد النبي والصحابة ثم كيف تطور عبر مراحله الزمنية مع إبراز أهم المحطات وكشف أهم التصانيف فيه ومعالم مناهجها والفروق بينها.
This entire review has been hidden because of spoilers.