العبث ليس واقع مجرد ، حقيقة خارج الانسان ، إنما هو علاقة فردية مشروطة بالوعي بنفسها ، تنشأ من الرغبة في المعنى والإحباط المقابل ، تلك الرغبة والتوقان والإحباط يتشكل مركب العبث ، وشرطه الادراك ، كضربة على الرأس او هبة فجائية من الريح ، في لحظة ما يصبح العبث واقع في وعي الفرد بمجرد ان تدركه فأنت على حافة اليأس ،، ربما لذا فإن السؤال الوحيد المهم ، هل تستحق الحياة أن تعاش ؟ لكن في يوم من الايام ينشأ السبب و كل شيء يبدأ من ذلك التعب الذي يشوبه الدهشة نعم تستحق !! ، بحسب كامو ، فهو يرفض الانتحار سواء فلسفي او جسدي ، كما انه يرفض كل تمرد عدمي سواء ميتافيزيقي او تاريخي في كل مرة يفسر فيها الرفض التام والنفي المطلق لما هو موجود فإنه يدمر إذ ان التمرد العدمي في سعيه لليوتوبيا يسقط دائما في الدم ، القتل ، الابادة ، الشمولية ، تبرير القتل اما التمرد العبثي هو ببساطة واولا قبول الواقع و الاقرار بالعبث واحتضانه والكفاح ضده و التضامن والتعاطف الانساني في مواجهته لتحقيق حرية عبثية حقيقية ينبغي على المرء أن يتخلى عن تلك التوقعات الموجودة مسبقا وان يعيش الحياة كما هي
إن الكفاح نفسه نحو المرتفعات يكفي لملئ قلب الانسان ، يجب على المرء أن يتخيل سيزيف سعيدا
عند الرغبة في احترام حياة الانسان الخاصة ، توصل الانسان الى ان هناك قيمة في كل حياة حتى في وجه العبث الحب هو الخيار الواعي لرؤية العالم في هذا الواقع المرعب
هناك يكمن كل حبي للحياة ، شغف صامت لما قد يهرب مني ومرارة تحت لهب ، كل يوم أترك هذا الدير مثل رجل يرتفع عن نفسه ، يرسم للحظة وجيزة استمرارية العالم لايوجد حب للحياة من دون يأس من الحياة
مقالات تبين وتحلل نظريات كامو الفلسفية، وعدة تساؤلات مثل: هل يمكن أن نجد معنى للحياة؟ يقول كامو: مازلنا نعيش هنا، ولدينا كل القدرة على الاستمتاع بأنفسنا. الحياة تستحق العيش ويجب تبنيها كما هي، حيث يشجعنا كامو على مواجهة العبثية بشجاعة وبرضا ومحاولة الانسجام معها.
يقول أيضًا: أصبحنا على قيد الحياة تمامًا من خلال اختيار الاعتراف بخيبة الأمل من الحالة الإنسانية، والاستمرار فيها رغم كل شئ. من خلال الاقتراب من الحياة بوعي كامل، وهو أن نكون سادة مصيرنا العبثي؛ وهذه هي الطريقة التي نرد بها على سؤال الانتحار، وكيف نتحدى العبثية ونتعرف على معنى العيش. ويجادل كامو ويقول أيضًا: تدمير النفس أو الذات هو عمل استقالة يحدده الجبان، وهو تنازل غير لائق عندما يتمتع الفرد بحرية التمرد بدلًا من ذلك.
قد تكون العبثية فنًا للعيش وهذا ما اقترحه كامو حين نجدنا أنفسنا إزاء العبثية. اكتشاف عبث الحياة، انعدام معنى الحياة وتداعي قيم وجوهر العالم يجب أن تكون دافعًا للعيش. يعتقد كامو أن العبثية تعني الصراع بين ما نرغب به وبين لامبالاة العالم، بين الاسئلة التي ما نفتأ نطرحها وبين صمت العالم إزاءها. ما مغزى الوجود ؟ هل هناك معنى للحياة؟ بالنسبة لكامو لا، لا يوجد معنى في الحياة وهذا ما يميز كامو بحيث أنه يؤكد على ألا نسعى لإيجاد معنى في حياتنا. العبثية فن للعيش، هذا ما أراد كامو أن يوضحه. هناك مشكلة فلسفية وحيدة وهي الانتحار. كامو يندد الانتحار الجسدي ويرفضه قطعًا لأنه ردة فعل غير عقلانية ازاء العبث، ولا كذلك الانتحار الفلسفي أو الديني كما فعل الوجوديين سارتر هايدغر ولا المتدينين كما فعل كيركيغارد. الحل الثالث الذي يطرحه كامو هو التمرد والحب.
خمس نجمات... 👌👌👌 كتاب دسم وفخم... أعطاني وعيا جديدا، وجعلني أستوعب فلسفة كامو بعمق. فالعبثية ليست مجرد نزوة عابرة مثلما قد يتوهم البعض، بل هي فلسفة ومدرسة قائمة بذاتها... هي فلسفة تنبني أساسا على درجة وعي الإنسان بما يحيط به.
فحياتنا قائمة على التكرار والروتين، نحن محكومين بالمعاناة الأبدية، تماما مثلما حكمت الآلهة على سيزيف بدحرجة الصخرة إلى الأعلى طيلة حياته. العبثية عصارة فلسفات متقدمة ذابت في شكلها المعاصر، أي ما بعد الحداثي...
فلسفة كامو تقوم على استيعابنا لجدوى المعاناة، لكنه يرفض الخضوع أمامها والاستسلام لليأس، أو الانتحار، او التشدق بالقفزة الإيمانية والاختفاء وراءها. إنه يعتبر كل ذلك انهزاما. لذا فهو يعلن التمرد كنتيجة حتمية.
يصر كامو على أن نكون سعداء وأن نعيش حياتنا ونبحث فيها على الألفة رغم يقيننا المطلق أننا مجرد نسخ متكررة لأسطورة سيزيف. نحن معاقبون لمجرد كوننا أحياءً، لكن لا يمكن اعتبار ذلك ذريعة للهروب إلى الموت الجسدي، أو الإيماني الذي يعتبره نوعا من رفع الراية أو نوعا من رمي المنشفة، من خلال رد عدم فهمنا للعالم إلى الجوانب الروحانية والعقدية والميتافيزيقية.
آلبير كامو Albert Camus فعلا مبهر في خطه الفلسفي.. مات -للأسف- وهو في الأربعين من عمره. دوما أتصور لو سار به قطار العمر أكثر.. أتساءل: هل سيبهرنا بمؤلفات أروع وأعمق؟ خمس نجمات مستحقة 👌
يدور الأدب العبثي حول اقتباس: “نحاول أن نُبرر لحياتنا سببًا، فقط لنقنع أنفسنا أن الفوضى لم تربح بعد.” كأن بعض الفلاسفة يحاولون إثبات المعقول واللامعقول في مواجهة عبثية الحياة وعدميتها بعمقٍ لا يخلو من تكرار. المثير للسخرية أن الحوار غالبًا يعيد نفسه، وأحيانًا يبدو فارغًا. هي فكرة واحدة، يحاول الجميع إثباتها ببراهين… غير موجودة.
فكرة أن الحياة بلا هدف تُترجم أحيانًا كتأييد للانتحار، لكنها في عمقها قد تكون صرخة ضد الركود، وليست دعوة للزوال.
ما لا يمكن إنكاره أن الفلسفة -مهما اختلفنا معها- تفتح دائمًا آفاقًا فكرية غريبة، وعميقة جدًا. تجربة مختلفة، أشعر أنها هيأتني نفسيًا وذهنيًا لقراءة “مهزلة العقل البشري”.
عبارة عن تجميع مقالات عن الفيلسوف ألبير كامو وتجد هنا اراء وتأويلات لفلسفته كذلك بعض المقالات تتطرق إلى فلسفات مضادة او مقاربة مثل التطرق لسارتر بأكثر من مقالة، هيجل، كيركجور، وفرانز كافكا
معظم المقالات تناقش كتاب أسطورة سيزيف أو روايته الغريب.