What do you think?
Rate this book


143 pages
First published January 1, 1997

"1-مياه البحيرة تموج مضطربة عند الملتقى وخريرها يختفي وسط هدير الموج"
"2-تتهادى المياه"
"3-تزداد كثافة"
"4-تتلاحق أمواج"
"5-تكتسح أمواج"
"سرعان ما يجدفون بقوة عائدين إلى عرض البحيرة، لقد وجدوا الأمان في مياهها الهادئة"

"يحلق الصوت ويلتصق بهم كالرائحة.
وقالوا إنهم في كل مرة ينصتون إليه يتخيلون شيئا مختلفا.
وقالوا أيضا إنه يسحبهم كالنداهة. حين يبدو لهم أنهم كادوا أن يمسكوا به يفلت فجأة، ولا يتركهم على حالهم"
"فهي التي قادتهن إلى الشاطئ، وهي أيضا تعثر على أشياء تخفى عليهن. قالت لهن إن هناك أشياء تَطفو يُعثر عليها في الأيام الأولى من النوة ولو تأخرن عن ذلك تعود إلى البحر"
"وقالت أيضا إن هناك أشياء تطفو يعثرن عليها عقب انتهاء النوة مباشرة والمياه تأخذ في الانحسار، ولو تأخرن قليلا تجرفها المياه مع الرمال للبحار"
"في كل مرة نقول إنها عاصفة قادمة ستأخذ وقتها وتمضي، غير أنها كامنة في الأفق، نسمع دمدمتها دون أن تأتي. نحس بالخواء، وحزن غامض يجثم على نفوسنا، والكلاب على عتبات البيوت تزوم ولا تنبح"
"عشرين سنة، أخذت ما يكفيك من البحر"
"- الخواجات أولاد الحرام.
ويبصق جانبا: حين يصنعون شيئا يصنعونه تمام التمام"
"يتحدث جمعة عن الليل المعتم والحفر وفضلات الحيوانات والآدميين التي تملأ الجواري، تشم رائحتها ولا تميز مكانها في الظلمة، تحس بها عندما تغوص قدمك فيها وتلصق به وتتحرك معه، والقمر لا يسعفك، فهو لا يظهر عندما تريده، ولا يظهر في البلاد التي حل عليها غضب الله"

"وكأنه يشيخ فجأة عندما يبحر"
"فكت منديل رأسها ورمت بالضفيرتين على صدرها. شمرت الجلباب حتى وسطها، وخاضت في مياه البحيرة. القمر خلف سحب ثقيلة. المياه داكنة دافئة. الأمواج الصغيرة تضربها في شدة، ويتناثر الرذاذ على وجهها.
سمعته يهمس بأن الألم يمزق أحشاؤه وزمنه قد ولى، رأسه العاري صغير أصلع"
"يرمق الفوارغ تبتعد. تقفز خفيفة على المياه المتدفقة. تقف غير بعيد تهتز وتدور وتنقلب"
"الصوت يترامى في الخلاء الواسع ورعشة تسري في نبراته، يعلو ويخفت، تحلق به الريح بعيدا"
."أعطى السمك لامرأة كانت تجلسه على حجر بجوارها في السوق حتى تبيعه، تعطيه رغيفا طريا وبصلة، وتطلب له شايا من المقهى المقابل"
"صياد عجوز. كان عجوزا جاء ذات يوم واستقر في المكان"
"في طوافه الذي لا يكل ولا ينتهي"
"سكون نخشى أن نخدشه بأصواتنا"
"أخذت تعد ما جمعته من نقود وترتبها، (1)هي لم تعد صغيرة، غير أنها ليست عجوز مثله،(2) شعرها الذي تخفيه الطرحة مازال أسود لامعا، وحين تضفره، .. وابتسمت(3)،"
"سارت وراءه. التفت وقال لها: ارجعي."
"إن الحلوى في الكيس، أشارت بيدها وماتت."
"الأحداث من حولها تحاكي ما بداخلها من حزن. انطفأت النار أمام العشة، لم تعد تنفث دخانا، صاحت بالكلب الضعيف"

"- من يسمعك يظن بأنك تأكلينها كل يوم
- أه.. في بيت أبي. قبل أن أتزوج."
"- يودعان الحجر سرهما. ويلصقانه بصخرة ويمضي كل لحاله.
- ولا يرى أحدهما الآخر بعدها!.
- كتباه حين عرفا أنه لن يرى أحدهما الآخر."
"تعرف أنه سيأتي ليرقد بجوارها مرتعشا بارد الأطراف يتلمس دفئها"
"- والغربان يا عفيفي؟
- إلا الغربان
- على قد ما الناس تكرهها وتتشاءم منها على قد ما هي جميلة."
"لا شيء سوى ذلك، تحت القمر والنجوم المتلألئة."
"- نحن لا نحسبها بالميزان والمسطرة. ولو فعلنا، نهلك يا عفيفي. تمام، نهلك، وكم من الناس هلكوا، كثير"
- وحتى ما نصل نحن إليه
- ولا طعم له
- تروح منه عصارته
- كعيدان الذرة الناشفة"
"- لم تظن الله خلقنا؟
- حكمة لا ندريها
- آه. الكلام الذي حفظناه من صغرنا
- لم نسمع غيره
- ملايين السنين كما يقولون. يولد ناس ويموت ناس. ساقية تدور. ولا أحد يدري الحكمة في ذلك. تأتي أوقات يأخذني التفكير. يسحبني وأجدني أفهم. أه أفهم، وفجأة يصعب الفهم، كما لو أن بابا أغلق.
- يضحك عليك من يقول أنه يفهم كل شيء."
"- طب والحل؟
- أي حل، الدنيا كلها أسرار
- طب والأنبياء؟
- مالهم؟
- كثيرون. حتى أنني لا أعرف أسماءهم
- اعرفها يا عفيفي
- وانت؟
- اعرف ستة منهم
- يأتون ليقولو لنا اعبدوا الله. طيب أنا أعبد الله
- غيرك لا يعبده. تأتي سنوات وسنوات وينسى الناس من خلقهم، فيرسل لهم من يذكرهم
- كل ما تقوله أعرفه
- وماذا تريد؟
- .... "
"تأتي النوة في موعدها دائما، قد تتأخر قليلا، وقد تبكر، غير أنها تأتي."
"هبة خاطفة من الريح تسوطنا وتمضي. تأتي غيرها وغيرها"



