رواية فلسفيّة ساخرة، بطلُها الحمار (أبو صابر)، يروي الأحداث بلغته، من خلال رفقته للشّيخ (عليّ). الرّواية تُحاول أنْ تُقارن بين الإنسان والحيوان، وتُسفِر من خلال السّرد عن طبائع البشر وصِفاتهم. تحوّلات الحِمار (أبو صابر) في الرّواية وسيرورة الأحداث تُبرِز مواقفه من المجتمع والحياة، فهي تعرض لفكرة صبر الحمير، وقوّة احتِمالهم، وقُدرتهم البالغة على الفهم والنّظر في الأمور. يتنقّل الحمار (أبو صابر) بين أكثر من مالكٍ في البداية إلى أنْ يستقرّ عند الشّيخ (عليّ) الّذي يكتشف أنّ الحمار يتحدّث بلغةٍ عربيّة فصيحة مُبينة، فيبدأ يقرأ عليه الكتب، ومن هناك تبدأ رحلة الحِمار مع الشّعر والفلسفة والتّاريخ، ومن خلال جولاته مع الشّيخ يتعلّم الكثير، وحينَ يكتشف أنّ للشّيخ ابنةً تركَها وحيدة وعمرها عامان يُساعده في البحث عنها، وخلال رحلة البحث هذه يُقابل أقوامًا كثيرين، ويحاورهم، ويُظهِر ضحالة تفكيرهم وجهلهم، ويطوّف بالشّيخ في قرى الأردنّ من الشّمال إلى الجنوب، فهل تنتهي هذه الرّحلة بأنْ يجد الشّيخ ابنته أم لا؟ حينَ يعودَ مع الشّيخ إلى قريته في الشّمال يكون قد مرضَ ، ويموت عند باب قريته (سُوف) ويُدفَن فيها، وبعد موتِ الشّيخ إلى مالكٍ جديدٍ لكنّه سيِّئ الطّباع، فيهرب منه، ويبدأ حياته الخاصّة به، وهنا يُشكّل حزب الحمير الّذي كان أكبر حزبٍ في المنطقة وأكثرها تنظيمًا، ثُمّ يُؤسّس فرقةً مسرحيّة، وبعدها يُقدّم برنامجًا إذاعيًّا يجذب المُستمعين من أنحاء العالَم كافّة، ويُميط اللّثام فيه عن الخالدين من الحمير في التّاريخ، وذلك الصّنف الّذي علّم الحِكة للحُكماء، والفلسفة للفلاسفة. ثُمّ يُسافر الحمار إلى أمريكا ويقود الحملة الانتِخابيّة للمرّشح الدّيمقراطيّ، وتنتهي الحلمة بفوز الرّئيس بسبب خِطابات الحمار البليغة. كما تعرض الرّواية من خلال بطلها الاستِثنائيّ هذا قضيّة أَكْل لَحْم الحمير، وبَيْع حليبها الّذي يكاد يُؤدّي إلى انقراض جنس الحمير، ويلتقي في النّهاية بأحد تلاميذ الشّيخ عليّ، ويُملي عليه فلسفته في الحياة، وحينَ ينتهي كتاب الفلسفة الحمارية، تنتهي رحلة الحمار، ويموتُ راضِيًا عن نفسه وعن الخدمات الجليلة الّتي قدّمها للجنس البشريّ.
الاسم: أيمن علي حسين العتوم. تاريخ الميلاد: 2 / 3 / 1972م. مكان الميلاد: جرش – سوف. الجنسيّة: أردنيّ. الحالة الاجتماعيّة: متزوّج. مكان الإقامة: عمّان – الأردنّ.
- دكتوراة لغة عربيّة، من الجامعة الأردنيّة، بمعدّل (4) من (4)، وتقدير: ممتاز عام 2007م. - ماجيستير لغة عربية، من الجامعة الأردنية، بمعدّل (3.75) من (4)، وتقدير ممتاز، عام 2004م. - بكالوريوس لغة عربيّة، من جامعة اليرموك، بمعدّل تراكميّ 92 %، عام 1999م. - بكالوريوس هندسة مدنيّة، من جامعة العلوم والتّكنولوجيا، بمعدّل مقبول، عام 1997م. شهادة الثانويّة ، الفرع العلميّ، . المعدّل (94.4 %).
الخبرات: - مدرس للّغة العربيّة في أكاديميّة عّمان ( 2006 – 2010). - مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّضوان ( 2003 – الآن). مدرّس للغة العربية في مدرسة اليوبيل (2013-2015)
- مدرس للّغة العربيّة في مدرسة عمّان الوطنيّة (2002 – 2003). - مدرس للّغة العربيّة في مدارس الرّائد العربيّ (1999 – 2003). - مهندس تنفيذيّ، في مواقع إنشائية، 1997 – 1998م.
النشاطات: - مؤسّس (النّادي الأدبيّ)، في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، عام 1994، وعضو هيئة إداريّة فيه 1994 – 1996م. - مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة العلوم والتّكنولوجيا، ورئيس لها للأعوام 1995 – 1997م. - مؤسّس (لجنة الأدب) المنبثقة عن اتّحاد الطلبة في جامعة اليرموك، ورئيس لها للأعوام (1997 – 1999م) . وقد عملت اللجنة على المتابعة الأدبيّة والفنيّة لإبداعات الطلبة في الجامعتين على مدى الأعوام المذكورة. - عضو نقابة المهندسين الأردنيّين منذ عام 1997م إلى اليوم. - عضو هيئة تأسيسيّة لجمعية (الأدباء المهندسون) المنبثقة عن نقابة المهندسين الأردنيين.
المؤلفات: - الدّواوين: 1. قلبي عليك حبيبتي. 2. خذني إلى المسجد الأقصى. 3.نبوءات الجائعين . 4. الزنابق.
الرّوايات: 1. يا صاحبي السّجن 2. يسمعون حسيسها. 3. ذائقة الموت. 4. حديث الجنود. 5. نفر من الجن. 6. كلمة الله
- المسرحيّات: 1. مسرحية (المشرّدون). 2. مسرحية (مملكة الشّعر).
مراجعة رواية #صوت_الحمير لدكتور أيمن العتوم عدد الصفحات: 266 التقييم: عدد لا نهائي من النجوم 😍😍 أبهرتني يا دكتور كعادتك، رغم أن نوع الكتابة مختلف عن كل ما كتبت من قبل، إلا أن الحبكة أكثر من رائعة. وأكثر ما أبهرني فيها ظهور "فتى الناي" وحواره الفلسفي مع أبا صابر .. تمكنتَ من الحوار وتبادُل الأدوار بشكل أغبطك عليه حقيقة .. ولن أسهب حتى لا أحرقها على من لم يقرأها بعد 😊 وكالعادة وصفك للمشاهد تفوق روعته كل وصف.. شعرت كقارئة أني ثالثة أبا صابر والشيخ علي .. سافرت معهما، وشممتُ رائحة الورود، وكدتُ أموتُ من البرد معهما في الثلوج، وشعرت بطعم الشعير في فمي أيضا 😄 تعلّمتُ من الرواية: أن الأشياء ليست كما تبدو.. وكذلك الأشخاص.. ليس بالضرورة أن تكون ملاكًا لأنك شيخ.. ولا أن تكون "حمارًا" لأنك حمار. كما أعجبتني السلاسة في ذكر تاريخ أشهر الحمير عبر مختلف العصور وفي القرآن الكريم، وعلاقة الحمير بالأحزاب الأمريكية.. كالعادة نخرج من قراءة كل رواياتك بجرعة مكثفة من المعلومات. أعجبتني مسيرة الحمار السياسية والعملية وإنجازاته على كافة الأصعدة 😄 وأخيرا وليس آخرا.. أعجبني غلاف الرواية جدا، وأعتبره من أجمل أغلفة رواياتك لأنه -على بساطته- يحمل الكثير من فحوى ما بين طيّاته. شكرا جزيلا على كل ما تقدمه لنا من ثقافة وفكر وذوق رفيع. مع خالص تقديري واحترامي. مها الدسوقي.
هذا الكتاب أثار جدلاً واسعاً وكبيراً وتم منعه في الأردن بحجة "التطاول على الائمة" على الرُغم من أنها رواية ساخرة فلسفيّة بعمق، تجري الحكمة فيها على لسان حمار.
تبدأ الحكاية على لسان الحمار "أبو صابر"، الذي يبدأ التعريف بنفسه ومن أيّ سلالات الحمير ينحدر، يتحدث بلغة فلسفيّة حكيمة تجد طريقها الى النفس، أجرى الله لسان الحمار فيها بلسان عربي فصيح، كتلك القصص الكثيرة الموجودة في تراث الشرق، التي تحكي عن الحيوانات والطيور التي أنطقها الله، تنشر الحكمة بلسانها.
"أبو صابر" الذي نجح في الدفاع عن سلالته وتنزيّهها من النقائض والنقائص والبلادة والغباء واللامبالاة في محاولة لكسر الحاجز بين الأنسنة والحيّونة.
الرواية فلسفيّة تدفع للبحث عن القيمة الحقيقيّة للحياة، والعودة الى النقاء والفطرة الأولى، قبل أن يتشوّه الإنسان بالشرور والآفات والموبقات كعملية تشريح للنفس واعادتها الى طبيعتها الأم.
كما تبحث في طبيعة العلاقة بين الإنسان والحيوان بلغة بيانيّة ساخرة وجميلة.
رواية مختلفة تماما عن كتابات العتوم لدرجة أني كنت أرجع للغلاف أثناء القراءة لأتأكد من اسم المؤلف رواية فلسفية رمزية بطلها حمار اللغة أبسط بكثير من أعمال العتوم الأخري ولكن ما زالت محتفظة بفصاحتها ورونقها واوصل الفكرة بشكل جيد بالتأكيد
يعرض لنا الكاتب على لسان الحمار كيف يكون البشر؟ كيف يؤذوا غيرهم؟ كيف يذهبون إلى بيت الله ويؤذون خلقه بالسباب أو التنمر وغيره من اقبح الصفات؟وكيف أن الرحمة منعدمه من قلوب البشر؟غرور البشر وتكبرهم.
البشر اه من البشر ، فى كل خطوة لهم يأذون أصدقاءهم، حيوانات وغير ذلك من خلق الله، لا يفرقون فى حديثهم فى أى وقت يتعاتبون فى أسوأ الأوقات، ينهر بعضهم بعضًا ويسبوا بعضهم بأنيب الألفاظ كأنها كلام لا عيب فيه.
البشر الذين يحاربون بإسم الدين ويسفكون الدماء ولم تأمر أى ديانة بذلك، البشر الذى جعل مقياس للجمال والقبح، البشر الذين يأكلون لحم بعض.
وغير ذلك...ما أقسى البشر!
رأى الشخصى:
▪︎رواية فلسفية ساخرة على لسان الحمار، تحمل من المعانى والقيم الكثير تعقد المقارنة بين البشر والحمار(الحيوان)، فى إطار شيق ممتع، ولغة عربية فصحى سهلة المعنى، مترابطة الأحداث والفكر، تجد فيها قيم عن الحب والعشق والصداقة والوفاء والعلم والتضحية، وكذلك تعرض من خباثة البشر وقسوتهم.
▪︎كذلك أخر الفصل قبل الأخير عن المواقف والمخاطبات أمتع جزئية وأنفعها ومؤثرة لأبعد درجة.
▪︎الرواية استمتعت بها جدًا، وكذلك تركت فى نفسى معانى جليلة.
▪︎أرشحها وبشده.
اقتباسات:
¤ وكنت أحاول فى ذلك أن أختلط بالبشر لكى أفهمهم، وما وجدت حتى اليوم إلى فهمهم سبيلا.
¤ العظماء هم الذين يحسنون التدبر والاستماع والتفكر فى كل حين، وقابلون للتطور والتغير، وليس أولئك الذين يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة، وأنت وحدك من تقرر أن تكون عظيمًا أو تافهًا.
¤ ولكن غرور الإنسان معم ويحجب عنه الحقيقة، يظن أنه الوحيد الذى يعرف كل شئ وهو أجهل المخلوقات، وأنه يحتكر المعرفة وهو أبعدها عنها.
جميل أن تتخفف من ثقل الحياة وانفعالاتها ... لتدخل ضيفا أنت وقهوتك إلى رمزية المشهد .. حيث كيف يرانا الاخرون حتى لو كان هؤلاء الاخر ين (حميرا)
رواية صوت الحمير أضحكتني وصدمتني .. واستوقفتني من حيث عدة أمور : أولها لطف (أبو صابر) وخشوعه عند سماعه سورة يوسف ..وفهمه للأدب والفقه والنحو.. ترى كيف لي أن أجد الميزان الدقيق في الفهم لهذا!! فعلى وجه الحقيقة لا شك غير موجود وعلى وجه الرمزية بقي جامدا في وجهي ولم أفلح بفكفكة رموزه
ثانيها رذيلة بعض البشر التي صورها الأديب بدقة متناهية لامجال للمبالغة فيها
ثالثها جليّ التهكم في وصف حزب الحمير والقوانين الشفافة التي انضبط بها شعب أبو صابر
والذي استوقفني حيث فصلوا مسألة الطعام والشراب والتفسح والسكن والتزاوج ..لم يجدوا مشكلة في ذلك ..فكل شيء سهل ومتوفر
الرواية منطلقة الحدود والأبعاد .. تحتاج إلى من يفهم البعد الرمزي ... والأدب الساخر
الرواية متباينة الفصول كل فصل أكثر صدمة من الثاني مضحكة مدهشة صادمة حلوة ومرة وحامضة عجرة وطرية
النهايات الرمزية والفتى هنا أصبحت الصورة مغلقة الفهم أمامي ... ويبدو أن هذا مقصود من المؤلف أن يصل القارئ إلى مرحلة أن لا يفهم !!
الدكتور ايمن العتوم سار بفصول الرواية براحته تماما انطلق ... وعبّر ... وقدح بالهيئات ... وتهكّم بمرارة على ذوي الرتب ... وكشف ستار التجمل عن كثير من بيوت المترفين ... اللغة ممزوجة بين الفلسفة والغموض ..وبين الوضوح والسطوع بعض الكلمات حدا يجلب الضحك والتأمل ..
هناك عبارات راااائعة الجمال تصدر عن قطيع الحمير !
هناك ألفاظ وردية جميلة خلابة برزت من خطاب الحمير للبشر حيث أبو صابر يعتلي المنبر ويرينا الصواب من الخطأ !!
رغم كل الظلم الواقع على شعب الحمير إلا أنها بدت هادئة لا تحقد ... لا تُحسن سوى الطاعة والدمع والانقياد ...
بطل القصة حمار لطيف وأديب وحكيم وفهيم ! حين تقرأ الرواية ستفكر جديا باستبدال سيارتك بحمار وعلى الفور !
(صعدة ) الأميرة الحلوة المدللة زوجة أبو صابر ... ورفيقة دربه وسر انتعاشه وتفوقه ...قصة حب جميلة وفية ..
أما انطلاق أبو صابر لبيروت ومحاولته الدخول في دائرة النضال كانت عصيّة على التقبل
يبدو أبو صابر حمارا متعدد المزايا ..مفوها مقنعا جاذبا ...هكذا ظهر في الرواية ...
هناك أمور اتضحت رمزية المشهد منها ...وامور أخرى بقيت عامضة وحيرتني
ترى ... لو فُتح المجال للذئاب والخيول والقطط أن تتكلم ... ماذا عساها تبوح ؟!
بالمقارنة مع روايات د. أيمن العتوم الأخرى تعتبر (صوت الحمير) بصفحانها الـ 266 فقط روايةً خفيفةً لطيفةً ظريفة.. وعجيبةً أيضاً!! إنها نمطٌ مختلف ومضمونٌ مختلف.. وأسلوبٌ مختلف!! هي أدبٌ ساخرٌ بطعم التأملات والفلسفة!!
بداية العجب من كون البطل فيها حمار... وثاني العجب أن هذا الحمار ينطق ويتحدث بلسانٍ عربي مبين... وأعجب عجبه أنه حمار ذكي !! ثم هو شاعرٌ، متأملٌ، فيلسوفٌ، خطيبّ مفوّه، قياديٌّ، سياسيٌّ، يسعى لما فيه مجد وخير بني جنسه من الحمير، وذو صوتٍ حسن!!
برأيي أن حياة الحمار أبي صابر في الرواية تنقسم لثلاثة أزمنة أساسية، و في كل منها من الرمزيات والاشارات المقصودة من الكاتب ما فيها...
#فالمرحلة_الأولى مرحلة مرافقة الشيخ علي هي مرحلة "طلب العلم" أو أخذ المعرفة من بطون الكتب.. مع اكتساب بعض المعارف والخبرات الحياتية من مغامراتهما معاً في جبال ومغاوِر قرى عجلون، وفي رحلتهما للجنوب بحثاً عن "مريم"....
في هذه المرحلة يتبين لنا أن الشيخ علي.. انسانٌ لا ملاك.. انسانٌ عنده ذنوبٌ وأخطاء.. صحيح أنها ذنوبٌ لا تليق بشيخ وإمام مسجد وداعية، ولكن الشيخ علي انسانٌ جمع المتناقضات التي تحيك في النفس البشرية! فهو مثلاً ذو علم غزير، ويجوب القرى حتى في ليال البرد ليدعو إلى طريق الله، وهو رحيمٌ بحماره، قائمٌ ليله، عابدٌ زاهد عفيف، لكنه أيضاً يغضب ويهتاج لدرجة صدور ألفاظٍ قذرة جداً منه حين الغضب، ثم هو أيضاً صار يشاهد الأفلام والمسلسلات بعد أن وصل التلفاز لبيته!!! وهو أيضاً رجلٌ ذو ماض... ماضٍ من شبابه قبل أن يتوب الله عليه ويطلب العلم ويصبح شيخاً... ماضٍ فيه من السّكر والقتل وقطع الرحم والقسوة ما فيه!!!
ومن المهم هنا أن ألفتَ النظر أن الكاتب في هذه المرحلة من الرواية لا يتعرض بالازدراء من الشيخ، بل ظل لاحقاً طوال الرواية يكن له الحب والاحترام والتقدير، هو فقط عرض بشكل غير مباشر لسلوكيات متناقضة عنده، من باب أنه انسان يخطئ ويصيب ولم يصل بعد في درجات الترقي وإصلاح نفسه للكمال،، ولم يعكس الكاتب تصرفات الشيخ السلبية على الإسلام نفسه، فلم يغمز ولم يلمز بالإسلام كدين وشريعة ودعوة...!!!
وهنا فرقٌ شاسعٌ شاسع بين طريقة كاتبنا د.أيمن في نقد السلوكيات الخاطئة عند الشيخ وبين طرق وأساليب كُتابٍ آخرين لم يتركوا فرصةً ولا طريقةً للانتقاص من الشيوخ وتحقيرهم ومن ثم السخرية بالدين نفسه إلا وانتهجوها!!
#المرحلة_الثانية هي مرحلة ما بعد موت معلمه وصديقه وأنيسه الشيخ علي.. مرحلة الانطلاق والسعي واكتساب العلم والخبرات من ميادين العمل والانجازات... وما وجد في بداياتها من ظلم أصحابه الجدد مع صبره الشديد عليهم، ثم هربه منهم بعد أن بلغ الصبر منتهاه... ونشده للحرية له ولكل قومه الحمير.. وتأسيسه "حزب الحمير" ثم مجتمع الحمير الجديد القائم على أسس الحرية والعدالة..
في هذه المرحلة كثرت إنجازات أبي صابر ومبادراته الذكية والمعطاءة لقومه من حمير الأردن، وحمير العالم كافة.. الحزب، المجتمع، نظام الحكم الديمقراطي، ومحكمة زواج الحمير، والقيادة وتربية القادة ليحكموا من بعده بالعدل،... الخ
#المرحلة_الثالثة.. مرحلة الاستقرار الشخصي.. أي الزواج وبناء الأسرة.. حين وجد أنثاه، تلك الأتان الجميلة الذكية، التي آنسته وساندته، فكانت نعم الزوجة ونعم رفيقة الحياة.... شاركته همومه، وشجعته على تحقيق أحلامه، وألهمته المزيد من العطاء..
وفي هذه المرحلة استمرت إنجازات ابي صابر ومبادراته الذكية خدمةً لمجتمعه الحمير... وأيضاً لبني البشر!
فهنا صار (صوت الحمير) برنامجاً بصوت أبي صابر في إذاعة بشرية مستمعوه من مجتمعَيْ البشر والحمير على سواء، وكلٌّ أفاد منه وانتفع... وفيه تمت حكاية كثيرٍ من حكايات مشاهير الحمير عبر التاريخ... التي ذكرت في الكتب المقدسة، وسير الأنبياء، وأخبار الحمير الذين رافقوا العلماء والفلاسفة والقادة والملوك عبر التاريخ،، وصولاً لحكايا أمجاد وبطولات الحمير في الحرب العالمية الأولى، وحتى قصة اتخاذ الحزب الديمقراطي الأمريكي لرمز الحمار في شعاراتهم...
وفي البرنامج ذاته، ثم في الإذاعة الكاملة المستقلة التي أسسها أبو صابر لاحقاً تحت نفس الاسم (إذاعة صوت الحمير) تم أيضاً مناقشة قضايا جشع الإنسان في انقضاضه على الحمير وذبحها لبيع لحمها وألبانها دون مراعاة لأحكام الدين أو منطق العقل أو داعي الصحة البشرية،، بل ودون الالتفات لآثار ذلك على التوازن في مجتمع الحمير وغيرها من المشاكل التي نجمت عن توحش الإنسان!!
كما وأيضاَ أجرى أبو صابر في اذاعته وبرنامجه مقارنات عميقة بين عالم الإنسان وعالم الحمير... وكيف أن الإنسان مستكبر مستعلٍ ويظن نفسه الوحيد الذي يعلم أو الوحيد الذي يملك حق الحياة وحق السخرية من بقية المخلوقات ووصم الحمير بالغباء ظلماً واستكباراً وعمىً عن حقيقة ذكائها! ويظن الإنسان أنه له حق فعل أي شيء على هذه الأرض.. بينما في الحقيقة هو صانع الشر والفساد والدمار والقتل في هذا الكوكب... حتى لبني جنسه، فكيف مع غيره من المخلوقات كالحمير !! غير أن الدنيا لا تخلو من أناسٍ عظماء سعوا للسلام والخير والبناء، ونشر الفكر والحضارة، والرحمة بالإنسان والأرض والبيئة وعالم الحيوان والحمير!!
#الرواية مكتوبة بأسلوب ولغة المذكرات أو اليوميات أكثر مما هي بلغة الروايات... وبالفعل نجد من الصفحة الأولى أن أبا صابر يصرح أنه يُملي ذكرياته ومذكراته على الفتى أيمن العتوم وأن الأخير فقط يدونها دون أية إضافة أو تدخل منه....
وأما لغة الرواية فجميلة وانسيابية ويسيرة غير أنها -برأيي- أقل من المستوى المعتاد لفخامة وجزالة لغة د.أيمن المعتادة في رواياته الأخرى لدرجة لو أعطيت لي دون أن أكون على علمٍ مسبقاً انها للدكتور ما حزرت أنها له...!! هذا ليس انتقاصاً منها، فهي لغة جميلة سهلة انسيابية كما قلت بل لعل هذا مقصوداً فيها، مراعاةً لكون الراوي/البطل فيها أولاً وآخراً حيوان لا انسان...
وبعد أن أنهيتُ قراءة هذه الرواية الحديثة لأيمن العتوم تذكرتُ أنه قيل عند صدورها أنها "ممنوعة" في الأردن!! وما زلت لم أفهم لِمَ "ممنوعة".. الرجل لم يقل فيها كفراً! بل من قال بمنعها؟! فهاأ نذا اشتريتها بشكل اعتيادي من مكتبة عادية من أمام أقدم جامعة في الأردن الجامعة الأردنية وهي كانت معروضة على الرف علانيةً، كل ذلك بلا مشاكل ولا منع !! **********
**ملاحظاتي على الرواية: ملاحظة واحدة فقط لكني أراها مهمة جداً جداً، وأزعجتني كثيراً، تلك هي الألفاظ النابية، أو وصف فعلٍ سيء صدر من أحد الشخصيات، أو عبارةٍ ذات ايحاءات لا تليق أبداً أن يقرأها أو يفهمها القارئ كبيراً أو صغيراً، ذكراً أو أنثى.... بل لا تليق أن تصدر من فكرٍ أو قلمٍ اعتاد -واعتاد القراء منه- على النظافة كفكر وقلم د. أيمن !! وصدقني أنها لو حذفت من الرواية ما نقص من جمالها ولا واقعيتها شيئاً.... وللأسف تكرر هذا في 5 أو 6 مواضع من الرواية.. خاصة في البدايات، لدرجة أني انزعجتُ منها جداً في أول أجزاء الرواية، قبل أن تختفي وأعود مجدداً للاستمتاع بالرواية خاليةً منها..
بقلمي: #إنعام_عبد_الفتاح
قرأتُ الرواية وكتبت هذه المراجعة لها اليوم: الاثنين 31 \ 10 \ 2022 م الساعة 7:19 ليلاً
الرقيّ في الحديث لا الصّوت، فالأمطار تنبت الأزهار لا الرّعد تؤرّق الإنسان منذ الأزل علّة خلقه، وسبب وجوده، وفلسفة استخلافه لهذه الأرض، ويأتي القرآن الكريم ليرفع الإنسان، فيقول الله تعالى: " ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطّيبات وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلاً" .. والمتأمّل لهذه الآية يجد فيها فاضلاً ومفضولاً ، فضّل الله الإنسان على كثير من خلقه، لكن تبقى قلّة هي المفضّلة على هذا الفاضل، فمن هي؟؟ وما صفاتها؟؟ ومن الأجدر بهذه الأفضليّة؟؟ تأتي هذه الرواية الرشيقة العذبة، لتقول للإنسان ال: (الجهول/ أو الذي يمشي في الأرض مرحاً/ أو العجول) المتعجرف.. أن خفِّفْ الوطء وانظر حولك، وتأمّل الكائنات، ولا تزدرِ أحدًا مهما صغر، ولا تصعّر خدّك.. الحمار، ذلك الحيوان الذي ذلّلــه الله لبني آدم.. حياته وصفاته وخلائقه جديرة بالتأمّل والتفكّر والنّظر، جَلدٌ صبور حليم ذكيّ متبصّر قويٌّ شديد.. والرّواية في أحد جوانبها تطرح تساؤلاً حول أفضليّة الحمار على البشر، ورسالته العالمية التي تنادي بالسّلام والعدالة والتآلف ونشر الحبّ في الوقت الذي يقتل فيه الإنسان أخاه ويظلمه ويطغى عليه.. ويستفيض الكاتب في تبيان الموقف إثر الموقف، والقصّة بعد القصّة.. ليترك القارئ في حيرة واستقباح لأعمال البشر في هذه الأرض.. أما جانب الرواية الآخر، فهو الجانب الصّوفي المتمثّل في الرحلة والضرب في الأرض بحثًا عن الحكمة ونشراً لمبادئ الحق والفضيلة ومدارسة العلم.. والطريق لا تقطع إلا بالصديق، وأحلى الرحلات كانت بصحبة الشيخ عليّ، وهي إنّما تذكّرنا بما يزخر التراث الصوفيّ من قصص الرحلات والمصاحبة، بدءًا بقصّة الخضر مع سيدنا موسى عليه السلام، مروراً بشمس الدين التبريزي وابن الرومي، وصولاً لابن الأدهم وفريد الدين العطّار والجنيد والاسكافي وغيرهم.. الرحلة ووصفها وطريقها وما مرّت عليه من مناطق.. وما اشتملت عليه من المواقف والحكم، وما روته من المشاهدات والمقابسات.. هي لبّ الرواية، ومنبع جمالها.. أمّا حوارات الشيخ والحمار فهي الرونق والزبدة.. طبيعة الرواية يغلب فيها الوصف، وتكثر من التفاصيل والمشاهد.. الألوان، الروائح، الطعوم، المشاعر، الأحاسيس، الأحلام والرؤى، الصور الكليّة والجزئيّة.. فهي عدسة مثبتة في عيني حمار يسير ويشاهد ويحكي لنا ما يمرّ به وعليه.. وقد طافت هذه العدسة الأردنّ من شماله إلى جنوبه، فعرّجت على القرى، وسارت في المدن، وتنقّلت في البوادي، وهبطت الوديان وصعدت الجبال، فعرّفتنا على أسماء مناطق جديدة، وسرت نسائم حب الكاتب لوطنه في أوصالنا.. كما لا تخلو الرواية من نقد لاذع تهكّمي بطريقة هزلية مضحكة، وكذلك تتجلّى ثقافة الكاتب فيما رواه ممّا قرأ واستزاد.. وهي كذلك مليئة بأبيات الشعر وأقوال العارفين والأدباء، والآراء الفلسفية والنقدية التي تعكس تلكم الثقافة.. متعة لن تفارق أعيننا.. وضحكات تلامس أفواهنا.. ولسعات تطرق أذهاننا وأرواحنا.. نجدها في الرواية الرقراقة.. "صوت الحمير"..
❞ العُزلة تحمينا أحيانًا من العبثيّة، من الشّعور بالخُواء، وفيها يُمكن للقلوب المُنفطرة أنْ تستعيدَ أنفاسَها من أجل أنْ تُصلح ما انكسر، كانتْ قد انكسرتْ فِيّ أشياء كثيرة. ❝
رابع تجاربي القرائية عموماً مع د. أيمن العتوم ولكنها أول تجربة روائية بعد ثلاثة دواوين شعرية قرأتها للكاتب (خذني إلى المسجد الأقصى - طيور القدس - قلبي عليكِ حبيبتي)، كان هناك تردداً كبيراً وحيرة في اختيار أي الأعمال الروائية أقرأها له كبداية لأنني لم أودّ أن أبدأ بالأفضل وأخشى أيضاً أن أبدأ بالأسوأ، ونهايةً كانت صوت الحمير هي الاختيار نظراً لأنني أعلم أنها بسيطة وخفيفة ومختلفة بشكلٍ ما عن باقي أعماله الأكثر دسامة وثِقلاً.
❞ وأغمضتُ عينَيّ لأتخيّله، كان الفزع ينظر من خلال نافذَتَي عينَيه إلى الأفق، والخوف يسيل على وجنتَيه باردًا مُثلّجًا حتّى إنّه ليتجمّد أسفل الخدَّين، وعصفورُ قلبه في قفص صدره راجفٌ مَخروعٌ كأنّه أُصيب بضغطة القبر ❝
الرواية فلسفية ساخرة تدور على لسان الحمار "أبو صابر" الذي حبَاه الله بقدرة فهم لغة البشر والحديث بها، يتحدث عن الحياة من وجهة نظره وبعيونه هو للعالم وللإنسان ولباقي المخلوقات، تبدأ مراحل الرواية برحلته مع صاحبه "الشيخ علي" الذي نعرف عن حياته وماضيه وحاضره وعلاقته بأبي صابر، ثم قصة حبّه - قصة حب الحمار نفسه - مع "صَعدة" التي أصبحت زوجته ورفيقة عمره، وتلك العلاقة كانت من أجمل ما في الرواية وتم وصفها وبناء مشاعرها وتعبيراتها وأحداثها بشكل بارع لا يمكن التصديق بأن من يتحدث بها حيوانات، ولكن لِمَ العجَب؟ فطالما كانت الحيوانات أوفى وأصدق بمراحل من ابن آدم ولا يخفى ذلك على أحد.
❞ ما أجملَ عينَيكِ، هل يحقّ لي أنْ أتغزّل بهما؟ لماذا كان عليكِ أنْ تنتظريني هذه السّنوات كلّها لتسيري معي هذا الدّرب؟ أما علمْتِ أنّه شاقّ وطويلٌ، وأنّ على الّذين يقولون ما يُؤمنون به أنْ يُعانوا؟ فَلِمَ ارتضيتِ العَناء معي؟ ❝
بعد ذلك - وهي المرحلة الأكثر أهمية في العمل - قراره البحث في حقوق بني جنسه والتعريف بها ورفع صوته للعالم بوسائل شتّى مثلهم مثل البشر تماماً، صوتهم الذي يجب أن يُسمع ويُجاب، "صوت الحمير"، ثم الحرب وأفاعيلها، التشتت وتعدد الأحزاب، كل ما يفعله البشر بأنفسهم وبغيرهم من الكائنات على وجه البسيطة.
❞ يأكل البشريّ لحم أخيه مَيْتًا وحَيًّا، مَنْ مِن الحمير يُمكن أنْ يُفكّر بذلك لحظةً واحدةً دون أنْ يتقيّأ؟ ❝
❞ «فما الأمانة؟ أنْ تقول الحَقّ ولو على نفسك، ويكون لك وجهٌ واحدٌ لا ألف وجه» «مَن هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الّذي يعيشُ بأكثر من وجه؟ هل هم الحمير؟ هل هم الكواكب والنّجوم؟ هل هي الأشجار؟ أم الإنسان؟ كيف للإنسان هذه القدرة على التلوّن؟!» ❝
نتعرف من خلال العمل على الكثير من صفات الحمير ومميزاتهم من صبر ووفاء وطيبة وصدق وإخلاص، رؤية الحمار للإنسان ومساوئه وصفات البشر الفاسدة المُفسِدة من خلال الأحداث، قسوة الإنسان وازدواجيته وزيفه وأنانيته وغدره، ونهايةً مُفعمة بالكثير من الفلسفات والمعاني التي تم تجميعها في الفصول الأخيرة بحبكة مُعينة هي ما جعلت تقييمي ارتفع لثلاثة نجوم ونصف بعدما كان ثلاثة نجوم.
❞ إنّ الفكرة الّتي تعتمد على شَخصٍ يظنّ أنّه وحدَه علاّمةَ دهرِه وفريدَ عصرِه سرعان ما ينساها النّاس بموته، بل سرعان ما يركلونها بأقدامهم بعد أنْ يُغيّبه الثّرى. الفكرة الّتي تعيش في القلوب لا تموت ❝
قرأت أن الرواية لاقَت منعاً رقابياً من النشر لفترة في الأردن لاتهامها بازدراء المشايخ والأئمة، ولكن لا أعلم مدى صحة هذا الأمر، وعلى أي حال فهي مليئة بالكثير من الإسقاطات السياسية والتاريخية والحياتية الواضحة.
بشكل عام التجربة لابد أن أعترف أنها بالنسبة لي لم تكن مُبهرة، ربما لأن هذا العمل بعيد أو يختلف بشكلٍ ما عن طبيعة أعمال أيمن العتوم الشهيرة التي أجدها تلقى إشادة وإعجاباً، ولكن أعتبرها جيدة كبداية روائية له رغم شعوري بالملل في بعض الفصول، ولكن اللغة متماسكة وفصيحة - وإن لم تكن نفس قدر الفصاحة المعروف عنه - الوصف دقيق سواء للمشاعر أو الأماكن والأحداث، النهاية مُرضية، وبالتأكيد سوف أقرأ إحدى رواياته الأثقل أدبياً قريباً.
❞ أراكِ كثيرًا، كأنّكِ ما زلتِ هنا، كأنّ رحيلكِ غائمٌ ليس حقيقيًّا. لا أدري؛ أهو صوتُكِ هذا الّذي أسمعُه في الأعماق أم صوتُ النّهايات؟ ما أوجع النّهايات يا صَعدة! ❝
والخاتمة بأفضل وأكثر ما لمسني من أبيات شعر بالرواية:
#صوت_الحمير #أيمن_العتوم الكتاب التاسع لعام 2022 (في الملخص حرقٌ للاحداث) رواية فلسفية قصيرة مختلفة، إذ جاءت بطرحٍ فانتازي ذكرني بجزئية حوار الذئاب في رواية أنا يوسف والتي تعد من أجمل المشاهد بالنسبة لي في تلك الرواية ولكنها خالفتها من ناحية الفكاهة، وكم كنت أتطلع لهكذا طرحٍ مغاير في الأدب العربي الحديث بصفةٍ عامة، نسترجع فيها جماليات قصص كليلة ودمنة للفيلسوف بيدبا الهندي ومزرعة الحيوان لجورج أورويل، حيث تتحدث الحيوانات وتسرد الحكمة في أطرٍ فلسفية تارة و ساخرة تارةً أخرى.
(بداية ملخص القصة) أبو صابر حمارٌ شاب حمله أهل قرية (سوف) - وهي إحدى القرى الأردنية في الشمال- للشيخ علي الذي فرَّ حماره وتركه لينقطع عن الصلاة في المسجد، فكان أبو صابر أجمل هديةٍ نالها ذاك الشيخ الكهل. لتبدأ حكايتهما معًا وحواراتهما العديدة لينهل منها أبو صابر الحكمة والمعرفة، وهما يواجهان الكثير من الحوادث التي أضحكتني كهجوم الكلب الأسود، وطريقة تحكيمه لفضّ خلاف القس والشيخ، فكانت الفكاهة حاضرةً وبقوة دون تتدنى اللغة تحت وطئتها أو تنقص. ثم نجد تحول الطرح الفكاهي وانخفاضه مع علو النبرة الفلسفية وقد شرعا في رحلةٍ عبر القرى الأردنية بحثًا عن مريم ابنة الشيخ التي تركها هاربًا قبل نصف قرن عند شقيقةٍ له، بعد قتله لزوجته. والمتابع لتلك الرحلة يستطيع أن يرى جمال الريف الأردني من الشمال مرورًا بالوسط حتى الجنوب قبيل الحضارة والتطور الحاصل هذه الأيام، والذي أبدع العتوم بوصفه، راسمًا بلغته المعهودة لوحاتٍ حركية وبصرية وحتى حسيّة تضع القارئ جنبًا إلى جنب مع الشيخ علي وحماره في رحلتهما لتلك المواقع ومعالم بارزة لا زالت حاضرة حتى يومنا هذا. ومع استمرار التصعيد الفلسفي نجد أبو صابر أصبح وحيدًا في الحياة ليجد لنفسه مسعىً جديد تمثل بإنشاء حزبٍ ومملكة تعيد للحمير حقوقهم المهضومة من قبل البشر، ليتطور السعي نحو جمعهم تحت لواءه ورفع صوتهم عبر برامج إذاعية مستقطبًا العديد من الحمير من شتى بقاع العالم لبرامجه الحوارية، قبل أن يجوب العالم برحلاته مع زوجته (صعدة)، منتهيًّا بتوريث علمه وفكره وقصته لعازف الناي. (نهاية الملخص)
ربما العاهِد لمراجعاتي يستنكر هذا الزخم من الأحداث المذكورة، ولكني لم أفعل ذلك إلا حينما رأيت اللغط الحاصل حول الرواية وحاولت توضيحها قدر المستطاع، إذ أن قرار منعها والسبب الذي مُنِعت لأجله غير موجود، فإن كان الرفض بسبب الحوادث التي جرت مع الشيخ فإنها حوادث عادية، إذ ما قورنت بوصف طه حسين مثلًا لشيخه في كتابه الأيام والذي يعد من أهم الكتب في السيرة الذاتية حتى أن الكتاب يذكر كمثالٍ في شرح مفهوم السيرة الذاتية في المناهج المحلية! أما عن تهمة السخرية من الأئمة فإني لم أجد تلك النقطة مهما حاولت وقد كررت قراءة الكثير من الفقرات التي كان الشيخ يقرأ بها من كتبه. وأما لأنها تتحدث عن الحمير فالحمار قد أتى على ذكره الكثير في الأدب العربي وارتبط ذكره بطرائف جحا، وعالميًّا فإنه يستحضرني حمار سانشو في رواية دون كيخوته لثيربانتس وحمار القس في رواية المسيح يصلب من جديد لنيكوس كازانتزاكيس، والأعظم من كل ما ذكرت قصة حمار العزيز والتي ذُكِرت في القرآن الكريم. إذن ما سبب المنع؟! أترك سؤالي هذا وأنا أرجو أن يعاد النظر في القرار وأن يزال مفهوم الرواية الممنوعة في بلداننا العربية فلا يمكن منع وصول الكتب للقراء مهما ضربت من قرارات بخضم التطور التكنولوجي عبر الوسائل الحديثة كالكتب الإلكترونية والكتب الصوتية، والتي يسَّرت انتشار الكتب بكل سهولة ووصولها لأي شخص. #إيمان_بني_صخر
الكتاب:صوت الحمير المؤلف:أيمن العتوم عدد الصفحات:139 #وفاء بونيف 🇩🇿🇩🇿 #الجنون البشري يحرم بقية الكائنات السلام !! "جنون البشر ليس له زمن واحد ثم يقال إنه انتهى وإنهم قد عقلوا،بل إن جنونهم ينهض في كل مرة كما ينهض الدخان من تحت الجمر،إن جنونهم يتبدى في كل عصر.." رواية بطلها الحمار "أبو صابر " أسمع صوته لبني البشر الذين خبّر حياتهم جيدا ؛نتيجة معاشرته الطويلة للشيخ،ونتيجة سفره الطويل في مشارق الأرض ومغاربها. دارت أحداث الرواية داخل الأردن الجميل وذكرت تفاصيل مدنه وقراه،مدّاشره الجميلة و معالمه الرائعة، الإنسجام البهي بين المساجد والكنائس واضح جليّ. "أبو صابر "الذي انتقد حياة البشر واعتبرها مأساة حقيقية، فبرغم وجود العقل غاب التأمل،وفي ظل وجود الإمكانيات غاب العمل،وبرغم توسع المدارك تبدى الجنون والغطرسة والأنانية. رواية يمكن تصنيفها ضمن الفلسفة الساخرة ولا أدري إن كان تصنيفي صحيحا فيمكن اعتبارها كوميديا سوداء إذا صح التعبير! أو ضمن المذكرات.هي لون جديد لم يكتب به الدكتور أيمن من قبل، لكنه أبدع فيه كما يفعل في كل مرة؛أدمى قلوبنا في أدب السجون وهزّ كياناتنا في الخيال العلمي.. وهاهو اليوم في فلسفة الكوميديا السوداء التي اتخذت من الحمار رمزا _وهو رمز تاريخي_ يحيي ضمائرنا التي أماتتها مطبات الحياة الكثيرة،الحروب المتنوعة،واللإنسانية الصارخة . لغة بسيطة وأسلوب مباشر على غير عادة الدكتور!! وحكايا من أرض الواقع تتكون من خلالها رسائل؛ منها ماهو مباشر ومنها ماهو غير مباشر،تصبّ كلها في هدف واحد :وهو أنّ الحُكمَ تكليف لا تشريف وأنّ النفس البشرية دمرّتها نفس بشرية أخرى توّلت أمرها. رواية أثارت ضجة في الأردن! ومُنّعت بسبب قالوا أنّه الإساءة للمشايخ!!!! ولا أرى أنّ هناك إساءة ولا استهزاء أبدا لا بعلماء الدين ولا بغيرهم .لكن هناك تنبيه،هناك استغاثة وهناك تحذير وكلمة حق. أعتقد أن سبب منعها أوضح من أن يُكتب مباشرة ولو لم تُنشر هذه الرواية على نطاق أوسع لكانت منعت في كثير من الدول العربية...
❞ غرور الإنسان مُعمٍ ويحجب عنه الحقيقة، يظنّ أنّه الوحيد الّذي يعرفُ كلّ شيءٍ وهو أجهل المخلوقات، وأنّه يحتكر المعرفة وهو أبعدها عنها». ❝
ماذا لو كان الراوى وبطل الرواية حِمار 🐴 لا مش ذم ده هو حِمار فعلا 🙄 هتتريق … أنت عارف أنا قضيت مع " أبو صابر " كام صفحة 📄 واتعلمت منه احلى كلام هو احنا ليه اصلا بنعتبر " حمار " شتيمة ومين قالنا ان ده مدلول على " الغباء " ⁉️ مش عايز اقول ما غبى ومدب زى البنى آدم 🙄🤫 عمرك هتحط نفسك مكان الـ " حِمار " وتتخيل ممكن يكون بيحس بإيه ولا بيفكر ازاى وسمته بالغباء وبقى سبة لكل بنى آدم شايف فيه لمحة غباء 🙄 تقوله يا " حِمار " مع ان ممكن اعد ليك مميزات وطباع الحِمار 🐴 بعد ما خلصت الرواية وفهمت الدماغ 😁
📌 ذكى : تخيل بقى بيفهمك من مجرد سيم 😉 واشارات وهمسات يقوم يتحرك فى الحال للإتجاه بس انت بقى بغباءك بتصمم تشد عليه اللجام وتزغدوه فى كتفه جتك زغدة فى صوابع ايديك يا شيخ 😠
❞ أنْ نفهمَ الحياة، لا أظنّ أنّ هناكَ خلقًا فهموها أكثر منّا نحن الحمير، إنّنا أعطينا دون مقابل، ومشينا دون توقّف، وصبرنا دون جزع، ورضينا دون سُخط؛ تلك هي الفلسفة. ❝
اعدلكم كمان ولا كفاية وتقروا انتوا الاحداث 😁
طيب هقولكم بإختصار حكاية " أبو صابر " الحِمار " 🐴 صاحب الشيخ " علي " فى حياته وتابع يومياته وشاف تصرفاته وتصرفات البشر اخواته اللى حمد ربه من بعد ما شافها أنه " حمار" وحط نفسه مكانهم لو كنت فى يوم شيخ ولا رئيس ولا مدير ولا تقلدت أى منصب فيكِ يا بلد هيبقى ايه الحال هتلبس بطبع البشر ولا هفضل بنفس الدماغ اللى صعب على البنى آدم أنه يوصل لحالة السلام النفسى اللى عندنا احنا معشر الحمير ..🤷♀️
رواية فلسفية فانتازية ساخرة … بتتكلم بصوت الحمير 😉 بس اراهنك بعد ما تخلصها هتقول ياريتنى كنت 🐴 حبيتها جدا وحبيت فكرتها وحبيت أنى اسمع رأى كائنات أخرى فى الإنسان 😉
🔖 " البشر يلبسون ألفَ قِناع 🎭 أمام الآخَرين، نحن لا نلبسُ إلاّ أنفُسَنا ".
إذا كان لديهم جورج أورويل وهو يكتبُ روايته الديستوبيّة "حديقة الحيوان"، فلدينا الكاتب أيمن العتوم في روايتهِ الجليلة العالية - "صوت الحمير". وإذا كان هُناك "نابليون" في الأولى وهو يُجسّد الشخصيّة الرئيسيّة الشِرّيرة، ففي الثانية كان "أبو صابر" - الحِمار المتمرّد الهادئ والحكيم الثائر.
أنتُم الآن أمامَ روايةٍ مِنَ الطِراز الثقيل، مِن نَوع السهل المُمتَنِع والصعب المُغامِر في آنٍ واحد. إذ لا أدري كيف نجحَ العتّوم ببراعةٍ مُدهِشة أن يَدمجَ كلّ هذه الجُرأةَ والفُكاهة والرمزيّة جميعها في قصّة واحدة وعلى لسانِ حِمارٍ واحد.. فهيمٍ مُثقّف حكيم حالِم!.
عليّ أن أعترف. إذ تظنّ للوهلةِ الأولى وقد خدَعَكَ العنوان والبداية الضاحكة أنّك بحضرةِ مُشاكسةٍ عابرة مِنَ السردِ القصصيّ،، هكذا ظننت. فإذا بِكَ بعدها تغوصُ في عالَمٍ عميق مِنَ الفلسفةِ البشريّة والثورة الناعمة ضدّ الطِباعِ السيّئة والجهل الآدميّ. تكتشف سريعًا أنّكَ تسيرُ مع الأحداث بتعاطُفٍ غريب، مع القاتل المظلوم الشيخ عليّ، ومع الأتان الجميلة صَعدة، ومع الثورات الإصلاحيّة عبر الصحافةِ والإذاعةِ والمسرح والحِزب والحرب، وبين قُرى الأردن الصغيرة في جرَش إلى عجلون والكرك وعمّان وبيروت.
وعليّ أن أعترفَ للمرّة الثانية. لقد مَرّ زمن طويل منذ آخِر مرّة اختلطت فيها عليّ.. الضحكات مع الحُزن، والفُكاهة مع البُؤس، والجمال الميتافيزيقي مع الواقع الصادم.. وذلك كانَ أجمل ما في هذه الروايةِ الماتعة، وهو ما جعلني ألتهمُها في يومَينِ فقط!.
أعتبر هذا الكتاب زلة العتوم الكبرى في تاريخه الأدبي. لم أكن أتوقع من العتوم كتاباً بهذا المستوى. الفكرة كانت جيدة وموفقة وكان من الممكن أن يكون الكتاب رائعاً لولا منفرات جعلت من إكمال الكتاب أمراً مستحيلاً بالنسبة لي.
كان الوصف والحوارات والإهانات للبشر الذين كرمهم الله على كل خلقه دون المستوى تماماً. وحتى لو لم يكن في ذلك حرج فعلى الأقل فلتحترم الأنبياء والصحابة وأكابر رجالات تاريخنا ولا تذكر أسمائهم على لسان حمار ولو على سبيل التشبيه فما كل التشابيه ملائمة لكل سياق ! (كقول الشيخ للحمار حين صدق ظنه هل أنت نبي! وقول الحمار عن أتان بأنها كبنات شعيب تمشي على استحياء!!)
فليكن الحمار حكيماً قدر ما يكون ولكن هل سيكون أحكم وأحفظ وأقدر وأعلم من البشر الذين كرمهم الله (كقول الحمار أنا أحفظ من عكرمة والزبير وسفيان، وأحكم من ابن سينا وابن رشد!!) وقد جاء في القرآن ذكره على أنه مسخر لنا ولخدمتنا، فمن نحن حتى ندعي عكس ذلك ونقول أنه أفضل من البشر ولو تكلم لأفحم! يدعي الوصف أن الرواية تحكي عن طبائع البشر ولكن يمكن وصف هذه الطبائع بأسلوب أكثر لباقة مع حفظ قدر كبار رجالنا واحترامهم.
لو أن الأوصاف التي ذكرت لم تذكر أسماءً بعينها وتشبيهات غير لائقة لقلت أن الكتاب كان عادياً ومقبولاً فقد قرأت قبله كتباً مشابهة كمزرعة الحيوان لأورويل وكتاب أحمد خيري العمري الأخير وأحببتها ولم أر فيها ما يسوء لأن أياً منها لم يجرّح بكبار رجالات الإسلام كما فعل العتوم هنا بل كانت تذم فعائل بني البشر على عمومهم.
كما لكل فارس كبوة فأيضاً لكل كاتب زلة وهذه زلة العتوم.
قرأت أغلب مؤلفات العتوم وهذا كان أسؤها، وأحسب أن رؤيته لمحبة الناس للغته وفصاحته وأسلوبه قد أدت إلى مثل هذا الخطأ الذي ظن أن لا بأس به كونه قد كسب محبة قراءه وثقتهم، ولكن إذا تكرر مثل هذا الزلل وهذه الإهانة في كتب أخرى فأضطر لقول أنها ستكون القراءة الأخيرة، فمثل هذا التجريح لا يجب أن يحتمله مسلم.
لغة العتوم مُبهرة كالعادة.. رواية مختلفة عن سابقاتها من روايات العتوم وبالطبع كل سابقاتها أفضل منها، رواية فلسفية ساخرة فيها إهانة كبيرة للإنسان.. نعم الإنسان هو من أكبر مسببات الفساد في هذا الكون لكن المبالغة في وصف قبح الانسان في هذه الرواية فظيعة لدرجة وصف الحمير انها أفضل وأعقل من البشر! بالإضافة إلى الألفاظ والأوصاف البذيئة التي صدمتني ، صحيح أن أغلب تلك الألفاظ النابية كُتبت بشكل مشفر ككتابة حرفين ونقاط لم أتوقع من العتوم ان يكتب هذا ولم أتوقع أن أقيم للكاتب رواية بأقل من 3 نجوم؛ خيبة أمل كبيرة. "نجمة للغة الجيدة ونجمة لمحبتي للكاتب" (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
من الشام هنا الأردن، هذا أول كتاب ورقي للأستاذ أيمن العتوم أقرأه بعد أن كنتُ أجد عزائي في الكتب الإلكترونية، والحقيقة أنّني حصلتُ عليه قبل التحرير -قصة لا تهم البعض-؛ وذلك أنّ صديقتي سافرت إلى الأردن وعادت حاملةً معها كتباً 'محرّمةً' في دولتنا، ولا أدري إلى اللحظة، كيف تمكّنت من إدخالهم عبر الحدود السورية أيام النظام المخلوع؛ ربما لأنهم كانوا أجهل من أن يعرفوا بالكتب.
لنعد الآن إلى الرواية: ماذا أقول؟ رواية فلسفية صادمة، موجعة، مضحكة، تجمع بين مشاعر شتّى وفلسفات شتّى وأفكار شتّى -ويُمكن وصفها بالتراجيديّة إذا أردنا المبالغة-. لا يمكن لأيّ أحد أن يخلق روايةً من منطق حمار، إذ يبدو الأمر مريباً، ولكن الأستاذ العتوم فعلها بطريقة رائعة. نظرة جديدة إلى هذه المخلوقات التي يستعلمها الإنسان أكثر استعماله لها بالسب والشتم لغيره، نظرة إلى جهل الإنسان وكثرة سوء صنيعه في الأرض ومع بني جنسه، لم أتخيل للحظة وجهة نظر تلك المخلوقات، على أنّها لا تتميز بالعقل مثلنا إلّا أنّ لها من المشاعر والخبايا مايعلمها الله، فقد قال جل شأنه في سورة الأنعام الآية 38: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}
شعرتُ في رحلتي مع الشيخ 'علي' والحمار 'أبو صابر' كأنّني أسترجع ذكريات الخيميائي، لكن بفلسفة عربية إذا صح القول، وقد كانت رحلة من أجمل الرحل، غير أنّني تمنّيت لو أملى الشيخ -أو الحمار- علينا أكثر ممّا ذكره من القصص والأدب والمعلومات في كتب العلماء المذكورة، ومن قصص الحب المكلومة، فقد كنتُ شائقة إلى هذا التنوع الثقافي العربي ولم يشبعني ما حصّلته في الرواية، خصوصاً مع علمي بمدى غزارة علم وثقافة الأستاذ أيمن.
وقد أضحكتني الرواية رغم حقيقتها الأليمة في كثير من الأحيان، لم أقاوم لفظ 'الحمار' و'الحميرية' وما إلى ذلك، فكنتُ عندما أنخرط في الحوارات العميقة تأتيني هذه المفردات فتخرجني من اندماجي بأفكارها وأنسى أنّني أقرأ الذي أقرأه لحمار! فأضحك...
🚫🚫إلّا أنّ للرواية نقطة حمراء كبيرة، ولولاها لكانت أفضل بكثير بالنسبة لي، ألا وهي ذكر العلماء والأنبياء في مواضع لا تليق بهم، بل وذكر الله عز وجل في مواضع كثيرة شعرتُ أنّه جلّ شأنه وعَظُمَ س��طانه لا يليق به ذكره بهذه الشاكلة، وأذكر جملةً وصف فيها حياء الأتان بحياء زوجة سيدنا موسى عليه السلام!!!! كانت هذه جملة صادمة، وجملة أخرى قال فيها الحمار بما معناه أنه اكتسب علماً أكبر من الذي عند بعض الصحابة!!!!، رغم أنّ الحمار من مخلوقات الله؛ لكن لا يليق أن نضعها مواضع أكبر من هذا. كما ذُكرت جملٌ كثيرة تشبه أقوال الصوفيين لم تعجبني، في البداية ظننتني أتهيأها ولكن يا لكثرها في الرواية! عن البحث عن الله وتجلي الله في خلقه وما إلى ذلك...، نعم قد يكون التفكر في ملكوت الله مما يجب على الإنسان، لكن عندما تتذكر أنك تقرأ كل هذا على لسان حمار... يبدو الأمر غير لائقاً بل وغير منطقياً...إذ كان من الأفضل اتقاء كل هذا تعظيماً لله سبحانه وتعالى.
فقدت الرواية بعض نجومها عندي بسبب هذه الأمور التي لم أستطع تجاوز الحديث عنها وإنكارها بقوة، الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة لا يُمكن الإتيان بذكرهم بأيّ طريقة في الروايات!. تمّت.
هو ليس أفضل ما قرأت للدكتور أيمن العتوم، وربّما لو قُدّم لي دون اسمه لما نسبته إليه!! لكن.. يفوز الوضع النّفسيّ الذي أعيشه لأنّني ربّما لم أكن سأتمكن من خوض كتب ثقيلة ودسمة كما هي العادة مع حرف العتوم. هو كتاب ساخر، ولاذع، لا وجه فيه للحقيقة لكنّ الرّمزية المقصودة منه تعلق في الحلق لا تُبلع ولا تُلفظ خارجه، يتفنن فيه "أبو صابر" بأسلوب نشط وهادئ في مقارنته الإنسان بالحمير.. أبو صابر حمار حكيم قام بتأسيس حزب للحمير فيه من الشفافية والنّظام والقوانين ما فيه، ووضعنا (أي البشر) قاب قوسين أو أدنى من سهامه، فأخذ الحصاد من أول موسمه فلم يترك لا منصبًا ولا مسؤولًا ولا بيتًا ولا مواطنًا من شمال الأردن إلى جنوبه إلا وجعله في بيت قصيده محضرًا للنقدّ والتّقويم والتّحكم والتّهكم بأسلوب يغلب عليه طابع الفلسفة والحكمة.. فصول هذه الروايّة تنقلك من الضّحك إلى العجب إلى التّصادم مع الواقع.. تأخذك علوًا وهبوطًا، جبالًا وسهولًا، ولا تجد نفسك إلّا محاصرًا بأمور تفهمها ولا تفهمها، تعرفها ولا تعرفها، تحتاج من يفكّ رموزها لتَتضح الرؤيا لديك فكما يبدو أبو صابر حتى في مدّ بصره يغلبنا نحن البشر.. ولم يكتفِ أبو صابر، فقد تبعنا إلى ساحات الموت، وقدّم نفسه في بيروت مناضلًا، ونام في بيوت سقوفها مهددة بالهدم، وانتقد لائحة صدئة مليئة بالثقوب كتب عليها "مخيّم عين الحلوة"، ونصّب نفسه للسّلام سفيرًا، وطاف أصقاع الأرض مصلحًا، وحزن على بلادٍ منسيّة لا يزورها أحد، وعدى بالطائرات الورقية في أفغانستان حتى ظننته سيصلح فصلًا من رواية الحسيني "عدّاء الطائرة الورقية" وليس نهاية حديثه شهبًا تتساقط!! يبدو هذا كثيرًا يا أبو صابر حتى أنّك أنسيتني الحديث عن "الشيخ علي" وعن رفيقتك "صعدة"!! ملاحظة: الرّواية تم حصرها بموزع واحد بالكويت ولا يمكن الحصول عليها بأي طريقة غير التطبيق الخاص بهم، وهذا على خلاف روايات د.أيمن التي اعتدنا الحصول عليها بسهولة.
بدايةً ، اللغة - كعادة د. أيمن - قوية جدًّا ؛ حتى أنني ككلِّ مرةٍ أتناولُ أيًّا من إصداراتِهِ ، أقول أنني أحتاجُ لقاموسٍ بجانبي ؛ لأبحثَ عن مفرداتِهِ العميقةِ !
الرواية عمومًا فلسفيَّة ، لن أقولَ عميقةً ؛ فـ هي بعضٌ من تأملاتِهِ الخاصةِ والتي أوردَها على هيئةِ قصةِ حمارٍ يُدعَى أبا صابرٍ ذا لسانٍ ناطقٍ فصيحٍ ، يصحبُ شيخًا ، فـ يتعلم منهُ من شتى فروع العلمِ ، ... يعيشان معًا كصاحبيْن وتمرُّ بهما النوازل التي تقرِّبهما أكثر لبعضهما البعض ؛ حتى يتوفَّى الشيخ ، وينتقل الحمـارُ إلى أحدِهم ثم سيفرُّ هاربًا بعد تعرُّضهِ لمحاولة ( zoophilia ) من ابن هذا الشخص !!
الرواية فيها انتقادٌ وانتقاصٌ من بني البشرِ عمومًا ؛ لدرجةِ المقارنة مع الحميـرِ !! لا أدري كيف هـٰذا ؟! ولا أدري كيف يصف الحمارُ أتانه وهي تصعدُ الجبلَ كـ ابنةِ شعيبٍ في الاستحياءِ !! أما في صفحة ( ١٨٣ ) ؛ في الحوار بين إحدى المُنعَّماتِ وأبي صابر ، و ردّه البذيء عليهـا ، وإلى الآن ، لا أصدِّقُ أن يكتبَ د. أيمن كلامًا مُبتذَلًا كـ هـٰذا !!
لـا شگّ في أنَّ الإنسانَ كنودٌ وجحودٌ وحسـودٌ ، وهو المسبب الأساسي للفسادِ الذي عمَّ الكـونَ ، لكن .. لا مجالَ للمقارنةِ أصلًا بينهُ وبينَ حمـارٍ !! كيف تضـعُ مَن فضَّلَهُ اللـهُ على كثيـرٍ مِمَّن خلقَ تفضيلًا في مقارنةٍ مع ما هو مُسخَّرٌ لخدمتِهِ ؟! 😶
هالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ..حقيقة هذه هي من أسوء الروايات التي قرأتها في رحلتي و تمنيت أنني لم اشتري هذا الكتاب وندمت على كل قرش دفعته .. لما فيه من إعتداء على الأئمة وعلى الإنسان..والمبالغة بالوصف ..
فكيف للحمير أن تكون أعقل منا؟ نحن من عشنا ونحن من نملك العقول ونحن صانعين التاريخ ..وجعل الكاتب صوت الحمير كأنه شيء جميل .. وإنت أيها القارئ لو سمعت نهيقها لفزعت لأيام طوال. وكما ذُكِرَ بسورة لُّقمان " فأقصد في مشيك وأغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) وغير إهانته للشيخ الرازي 'إن هذا الرازي لحمار' عندما قرأتها كنت في قمة الصدمة واختفت سنحة وجهي حرفيا .. وغير الإهانات الأخرى داخل الكتاب .. برأي من وضع للرواية تقيم عاليا لا والله إنه لا يستحي على دينه .. وركز في أقوال الحمير بدل من أقوال الكاتب المهينة له كبشري ومهينة لعلمائنا .. وأي شخص يقول بغض النظر عن الإهانات.. إلا أنها رواية جميلة ؟ ما بك يا هذا ؟ . ما الفرق بينك وبين كافر ؟ إلى متى -سنسحج- حتى يختفي إسلامنا وعروبتنا ؟وحاشى وكلا أن يختفي الإسلام .، .. الرجاء أن تنظر لنفسك وأن تراجع نفسك إن أعجبتك الرواية .
This entire review has been hidden because of spoilers.
التقييم 🤩🤩🤩 كل ما هو جميل على هذا الكوكب تجد له أثرا عميقا فى كل ما تخطه يد الحبيب /أيمن العتوم , أمس حصلت على رواية 'صوت الحمير' وكانت وجبة اليوم الذي أشعر فيه بمزيد من التعب لأننى نمت عن السحور ليلة البارحة فلم أستيقظ إلا وضوء الفجر يعم الأفق وكنت نائما فوق سطح البيت جعلت أنظر فى الخيط الأبيض من الفجر وهو يطل على الشرفات فوق البيوت المجاورة ما شكل لى مادة مزعجة وعلمت أننى لن أقدر اليوم على النوم كثيرا بسبب الفراغ المعدي القاتل لكن كانت رائعة ' صوت الحمير ' هي حكاية اليوم والمطية الفضلى التى قطعت بها خيوط النهار الممتدة كما يقطع امرؤ القيس لبانة عاشق بناقته القوية التى هي أفضل ما يملكه العاشق لقضاء وطره وتقريب همه وتحت سياق وسرد العتوم الفريد الذي يسحر العقول ولا يشعر القارئ معه إلا بلذة غامرة ومنعطفات أدبية شاملة ابتعلت الرواية من ألفها إلى يائها، وجدتها تحمل طابعا نقديا سياسيا ولوحة فنية فى ترسيمة ثلاثية الأبعاد تتمثل فى الأدب الساخر والمعلومات العامة والتاريخ الجيوسياسي عبر القرون ، بداية من حديث الحمار أبى صابر عن الفرحة التى اجتاحت الشيخ حين أتت إليه مجموعة من الفلاحين بالحمار الجديد حتى جعلت حالة الشيخ الفلاحين يشككون فى سلامة عقله وطبيعة ذوقه من شدة فرحه وابتهاجه بوسيلته النقلية الجديدة إلى الرحلة الشمالية فى الأردن إلى الرحلة الجنوبية بحثا عن البنت 'مريم' والتى مات الشيخ بعدها أسفا على خيبة أمله فى نظرة واحدة إلى وجه وحيدته التى تخلص منها صغيرة بعد قصة خطيرة انتزعها أبو صابر انتزاعا قسريا تحت ضغط محكم كضابط استخباراتي ناقم من شيخه 'علي ' فى رحلتهم الشاقة فى ا��شمال الأردني الخلاب ، إلى فكرة المشروع حول حزب الحمير للحمار البطل أبى صابر إلى عقلية ونفسية البشر حول الحرب والهيمنة إلى الرحلة الإستكشافية حول العالم إلى عوالم التصوف والبحث عن الله التى جمعت بين الكاتب أيمن العتوم الفتى الهائم فى أسرار ملكوت الله والذي يأوي إلى جبل ابن أدهم المطل على قرية 'سوفا' لينشد الترانيم الوجدانية الساحرة ومع الحكيم أبى صابر مريد الشيخ علي ، حقيقة أعجبنى طرح الرواية الساخر والحديث عن العلاقة بين الناس والسوق والمسجد وخاصة الحديث عن النوع الحديث من الشعر والذي أطلق عليه أبو صابر 'الشعر الخرطبيطي ' حين اقترحت عليه زوجته الأتان المدللة 'صعدة' أن ينشر صوته الخالد صوت الحمير عبر الشعر والأدب الإجتماعي ، لا شلت يمين العتوم ودام حرفه الخالد ،، عبد الله الكريلي
This entire review has been hidden because of spoilers.
الاسم : صوت الحمير الكاتب: @أيمن العتوم دار النشر : @ديوان عدد الصفحات: 267
ملخص الكتاب : كما هو مكتوب في غلاف الكتاب هي رواية فلسفية ساخرة، بطلها الحمار ( أبو صابر) الذي يبدأ في الرواية بالتعريف بنفسه و من أي سلالات الحمير ينحدر، يتحدث الحمار عن رفيقه الشيخ علي الذي تعلم منه الكثير حتى أصبح الحمار حكيما ، فيبدأ رحلته للبحث عن القيم الأخلاقية و الإنسانية في البشر ، و يعود في الاخير الى مدينته سوف ليموت فيها. هذه فكرة بسيطة عن الرواية حتى لا أُحرق الأحداث
مبهر كعادتة أيمن العتوم.. رواية فلسفية على لسان حمار.. فيها الكثير من المعاني والقيم.. الجزئية الأخيرة مؤثرة جداً.. البحث عن الذات.. البحث عن الوجود.. البحث عن الله.. "أنا بعيد لمن شك، قريب لمن أيقن" "من غاب عن الوجود رأى اثري في كل شىء، ومن خاض مع الخائضين صرفته عني"
في كل مرة أقرأ للدكتور أيمن أذهل من طريقة السرد و أتعلق بالشخصيات ،،، أما هذه المرة فاجأني الدكتور بأن شخصيته الرئيسية ليست إلا " حمار " !! في البداية كنت كل ما أفكر فيه هو كيف سأقتنع بأن الذي يسرد القصة حيوان ؟؟ و لكن ما أن تقرأ حتى تنسى أن الشخصية " حمار " لولا أنه يذكرك بذلك !! الكتاب مليء بالفلسفة العصرية و مشاكل العصر الحالي كان كتاب سريع القراءة مليء بالفكاهة و لكنه رائع،، طريقة الكتابة جديدة لا تشبه ما تعودته من الدكتور لكنها رائعة.
من خلال نادي النخبة الثقافي في القدس كان لي فرصة لقراءة رواية صوت الحمير للكاتب الأستاذ القدير ايمن العتوم رواية فلسفية تتميز بلغتها وفصاحتها ورونقها واناقتها، من خلال قراءتي للرواية أثارت لدي العديد من الأسئلة منها: كيف أصبح الحمار قائدًا يدافع عن حقوق الحمير؟ وكيف وصل صوت الحمار إلى مختلف دول العالم؟ وماهي الخطوات الأساسية التي قام بها الحمار ليقدر على التواصل مع الاخرين ؟ بدأت بالبحث داخل الرواية عن تلك المؤشرات وكان منها : 1- في البداية أهم ما يمييز الإنسان نشأته ودعم أسرته وأين ينشأ نكون قادرين على التنبأ لو بالقليل عن مستقبله فوالدة أبو صابر كانت تقول له، ( أنت حمارٌ مختلف، وإنني أرى مخايل الذكاء تبدو على محياك الجميل وإنني أشعر بأنه سيكون لك شأن عظيم في المستقبل،ص7) وهذه أولى أساسيات التربية أن نثق في ابنائنا ونختار لهم مستقبلهم بالدعاء لهم وبناء ثقة بأنفسهم ومساندتهم. حيث أكد بذلك أبو صابر بقوله ( عندما كبرت نصحت كثيرا من الحمير أن يقولوا لأولادهم مثل هذه الكلمات الجميلة)
2- الرفقة الصالحة فكان للحمار أبو صابر نصيب بأن يتعلم ويتثقف على يد الشيخ علي، أن ترافق وتتعلم من الشخص الحقيقي و المصدر الاساسي للعلم، وطلب العلم فريضة، وكان ذلك جزءا مهما من حياة الحمار الذي طلب أن يتعلم فوجد الشيخ علي معلما واكتسب منه مهارات اجتماعية وحياتية جعلت منه قائدا يبني مستقبلا مزهرا لنفسه ولغيره.. (هكذا حفظت على الشيخ أكثر من ألفي كتاب ورسالة خلال ما يزيد عن عشرين سنة هي مدة صحبتي له، ص14 ) 3- الثقة بالنفس (البشر ينسون الحمير لاتنسى).. إن النظرة للحمار بصورة سلبية كانت وما زالت أزلية ترافقنا اتجاه الحمير إلا أن الحمار لم يرَ نفسه من تلك الزاوية بل جعل لذاته مكانة ورفع من نفسه كما قال (ماذا تقصد أيها الشيخ بقولك هل أنتم حمير ، ص19) (كان هناك فلاح يصيح على حمار بخمسين قرشا وصرخت في أعماقي خمسون قرشا ما هذا الثمن البخس، ص20 ) (وتذكرت القصة التي قرأها الشيخ أمس في تاريخ ابن كثير عن أن سيدنا يوسف باعوه ببعض الدراهم المعدودة ووجدت في القصة بعض العزاء وارتحت نفسيا ) وكان ينتقد تصرفات البشر التي آلمته من شدة قسوتهم وتحدث عن صفات كثير عن جنس الحمير فلا تكاد تمر على صفحة إلا وتجد صفات وروايات وقصص عن الحمير وأهميتهم ودورهم في المجتمع وأخلاقهم وصفاتهم التي يتميزون بها. (بأننا صبورين صبر الجبال الراسيات، ومع انهم يظنون أن صبرنا عن بلادة لكنهم والله مخطئون وإنما صبرنا عن علم وحلم ولكن اكثر الناس لا يعلمون،21ص) (التفكر في خلق الله وبديع الصنع وصف للحمير،ص29) . كم هناك ثقه لا تهتز رغم كل الالم والكلمات الجارحة والاستهزاء به
4- الشجاعة والمثابرة والتواضع فكان شجاعا لا يخاف من الموت يحترم ويقدر العلم ويحمي شيخه. حليما صبورا ( قال وما أبعد الغاية للسالك إذا كانت النفوس كبارا، ص49) ومواجهته للموت وهم في الكهف والكثير من القصص التي تقود الإنسان إلى أن يكون قويا ومواجهة الاحداث الصعبة والأزمات بأمل وتفاؤل
5-الحث على العمل ( المهم أن تبدأ والنهايات تأتي بعد ذلك) ص88، ( الطريق قريبة على من مضى ولا بعيد على من أراد ،ص88) و الأمل وعدم اليأس ( أعط الأمل فإنه سهل مبذول لمن أراد ولكن قلوب اليائسين لا تراه،ص88).
6- التأمل من خلال التمعن في جمال بلادك والطبيعة وزيارة القرى والمدن والتعلم من خلال زيارتك لعادات وتقاليد الآخرين لنكون منفتحين قادرين على تقبل الاختلاف والآخرين ونتعلم عنهم، فمن خلال زيارات ابي صابر للقرى والمدن دُهش مما رأى، من جمال الطبيعة والاراضي الخضراء وعادات أهل البلاد وتنوع الثقافة. وتعلم الصبر على الحر والبرد و معنى الجوع والعطش.( نحن جنس الحمير أكثر الخلق سياحة في الأرض، فما من بقعة أو بلدٍ أو نشر او غور او سهل أو جبل إلا وباركناه بأقدامنا، نحن أقدم من الانسان على الأرض، ص102).
7- وحدك من تقرر أن تكون عظيما أو تافها: يقال إن الشخص الذي ستصبح عليه أنت بعد ٥ سنوات يعتمد على الكتب التي تقرؤها والأشخاص الذين تصاحبهم الآن، يعتمد على كل شيء تعمله اليوم، التمارين التي تقوم بها، الآراء التي تفكر بها، الطعام الذي تأكله يؤثر على شكلك طاقتك مستقبلك، وينطبق ذلك على أفكارك، ما الذي ستغذي به دماغك سيشكل مستقبلك، يمكن ألا تكون قد وضعت خطة للمستقبل لكن قراراتك واختياراتك اليوم هي تقرر ماذا ستكون بالمستقبل وفي الوقت الذي تدرك أنك قوي ولا تحتاج أحدًا وأصحبت تملك من المعرفة والعلم فلن تقبل الذل بل ستتحرر افكارك ويتحرر قلبك. ( العظماء هم الذين يحسنون التدبر والاستماع والتفكر فى كل حين، وقابلون للتطور والتغيير، وليس أولئك الذين يقولون إنا وجدنا آباءنا على أمة، وأنت وحدك من تقرر أن تكون عظيمًا أو تافهًا، ص167)
8- حب الوطن والإنتماء له ( أنا غاد الى بيروت لأقف إلى جانب إخواني من المناضلين،ص210) وعدم تغير مبادئك ( خرجت بنفسي وبقلبي، وبمبادئي التي سببت لي كل هذا، ومضيت الى جنوب لبنان، ص211) لأجل المصلحة فالوطن هو القوة والسند.( الارض لا تبنى إلا بالعمل، ولا عمل يثمر إلا بإخلاص، ص141).
9- تمكنك من اللغة العربية يقال إن اللغة هي أمن وآمان وبقاء للتراث وللحضارة فكان الحمار فقيها شاعرا قارئا مثقفا بلغته مما جعله في المستقبل فيلسوفا وقائدا قادرا على ان يكون سياسيا يقود حزبا يدافع فيه عن حقوق الآخرين.(وهل تظن نفسك الوحيد الذي يجيدها، ان العربية مشاع للعاشقين، وأنا من عُشاقها ياسيدي،ص 48)
10- أخطاء الماضي لا يمكن أن تُنسى( إن الله يقبل التوبة ونحن البشر لا نقبلها يا أبا عقيل، ص118)، فعلينا أن نحسن لماضينا وإن قررنا التوبة أن تكون توبة خالصة لله ولا نكرر الذنب فكان للشيخ علي ذنب كبير وقد طلب من الله أن يغفر له ذنبه واتجه الى الدين والقرآن وابتعد عن كل ما يشجعه على الذنب فقرر أن يكون في اعتكافه ودعوته للدين ولقراءة أمهاات الكتب والتمعن والتفكر فيها
11- حفظ السر : وعندما تفاجأ الحمار من ماضي الشيخ لم ينهره ويغضب منه بل بقي يساعده ويبحث معه عن ابنته وبقي يساعده وسندا له في رحلته وفيا له صديقا إلى وفاته وبعد وفاته.( أفي هذا الموقف تضعف وصاحبك يُساق إلى مثواه الأخير؟؟، ص124) (دعوت للشيخ بقلبٍ مكلوم، وسألت الله له المغفرة عمّا سلف، والفردوس الأعلى من الجنة، ص124)
12- الكاريزما وأن تكون صادقاً محبوبا مقبولا بين الناس( إن من صدق قومه صدقوه،ص142) ستكون قائدا فاعلا مؤثرا في الآخرين ( وأُخذ بجمالي وكأنه لم يرني من قبل، وتوقف عن الخط الأسود الذي يطوق أسفل عنقي فوجده أملس لامعا ص93)
وفي الخاتمة الرواية رواية ساخرة فلسفية بلسان حمار تتميز بلغتها الأصيلة الجميلة تستحق القراءة