الكاتب كمال السيد هو كاتب عراقي الجنسية مهاجر إلى إيران، هرب في شبابه من واقعه المرير باللجوء إلى الكتب وخاصة التاريخية منها مما ساعده في تكوين وعي تاريخي كبير عنده. له أكثر من 200 مؤلف تخاطب الإنسان عموما، وهي موجهة بالدرجة الأولى إلى الشباب كما أن الأطفال لهم نصيب من كتاباته. له سلسلة روايات تاريخية أهمها روايات أهل البيت بأسلوب روائي أدبي راق وجميل بعيد عن السرد التاريخي، كما أنه قام بترجمة عدد من الكتب الفارسية، له مؤلفات شعرية لكنه قلما يبرز الشاعر في داخله كما يقول عن نفسه.
عن الغربة - من مقابلة له على موقع الولاية المنفى ماذا يعني لك وهل تفكر بالعودة؟ انا اعد المنفى اشبه بالكهف بالنسبة لي وعندما عدت الى العراق شعرت بالغربة الحقيقية لأنني انتمي الى فترة مضت ولن تعود وقد قلت لبعض اصحابي اني اصبحت جزء من التاريخ وهذا الشعور ما يزال لدي حتى هذه اللحظة.
"نحن لا نكتب بالمداد لكن بدم القلب، فعذراً إن ظهرت آثار الجراح في سطورنا" عصام العطار كم من آلام وابتلاءات يختزلها عمر هذه البشرية وصولاً لبلوغ (ليظهره على الدين كله) وأي خلود قُدّر لتلك الدماء الطاهرة التي أريقت على رمال كربلاء لتحفظ دين الله تعالى من الطمس والضياع وكيف غدا الحسين عليه السلام بوصلة الطريق ونوراً للتائهين مهما عمّ الفساد وتكاثفت الظلمات يأتي هذا الكتاب ليحلل تاريخياً الإرهاصات التي أدت لوقوع هذه الفاجعة التي استُحلت بها كل المحرمات وكل المقدسات "يوم لا سؤدد إلا وانقضى" بدءاً من غربة الإمام علي عليه السلام ومظلوميته مروراً بمعاناة ابنه الحسن عليه السلام وصولاً للفاجعة الكبرى التي يسرد كمال السيد بأسلوبه الأدبي المميز تفاصيلها الدامية وما تلاها ليعرج على نماذج لباحثين استبصروا عندما توقفوا عند وقعة كربلاء خلال بحوثهم التاريخية أو مناقشاتهم لاستكشاف عقيدة الشيعة المغيبة تحت ركام أباطيل المخالفين وادعاءاتهم الواهية. ويختم الكتاب بملحقين: يتناول الأول تقرير صحفي لأسرار وكرامات الحضرة العباسية، والثاني تفاصيل نقل جثمان الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي أُعدم على أيدي جلاوزة النظام العراقي البائد. لتتنهد مع آخر صفحة بألم مختنقاً بعبرتك داعياً الله تعالى أن ينتقم من كل الطغاة على مر الأزمان ويعجل بفرج قائم آل محمد الذي سيحمل راية "يا لثارات الحسين".
الكتاب سلس في كلماته روى المؤلف لنا أحداث يوم عاشوراء ببساطة لغوية تصل إلى كل القراء
تدرَّج الكاتب في الأحداث بدايةً مع أمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب (ع) وما جرى عليه بعد شهادة الرسول الأعظم (ص وآله)، مروراً بالسبط الأول الإمام الحسن المجتبى (ع) وما حل عليه من الظلم من قبل طاغية عصره، وصولاً للإمام الحسين الشهيد (ع). ليقول لنا بأن معركة كربلاء لم تكن سوى نتيجة لما حدث قبل هذا اليوم بسنين عدة.
ثم انتقل الكاتب ليحدثنا عن بعض المستبصرين الذين انتقلوا للمذهب الجعفري لتأثرهم بأحداث الثورة الحسينية
واختُتِم الكتاب بملحقين: الأول: زيارة الصحفي عبد الستار البيضاوي للحضرة العباسية المطهرة ونزوله للسرداب وهو تحقيق صحفي نشره الكاتب
الثاني: تفاصيل مؤلمة حول نقل جثمان الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)
*شيء واحد فقط أثار انتباهي، وهو انتقال الكاتب من نهاية أحداث يوم عاشوراء إلى بعض قصص المستبصرين مباشرة. أعتقد بأن لو وضعت هذه القصص والاقتباسات كفصل إضافي للكتاب لكان أفضل.
كما أفادني الكتاب بالتعرف علي بعض عناوين الكتب التي كتبها المستبصرين؛ فلم أعرف الكثير منها قبل هذا.
السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام
يتحدث الكاتب عن واقعة عاشورا وما قبلها وما بعدها وعن بعض المناوئين لثورة الحسين وبعض الكتاب الذين تأثروا بالثورة الحسينية ويختم الكتاب بقصة زيارة ضريح العباس عليه السلام وقصة تغيير مدفن الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه كتاب سهل القراءة ويختصر مأساة عاشوراء بأسلوب سهل وبسيط
عندما اقراء لكمال السيد اعرف دوما باني سأستمتع في قراءة كتبه كتاب مميز يأخذنا في رحلة للتعرف على كل العوامل التي ادت بنا الى نقطة التحول في كربلاء منذ تأسيس الكوفه الى خذلان اهلها للامام الحسن عليه السلام الى النهضة الحسينه ثم يأخذنا في رحلة بين قصص المهتدين بفكر اهل البيت عليهم السلام وقصة نقل الجثمان الطاهر للشهيد الصدر ، وقصة نزول الصحفي الى قبر العباس عليه السلام
" أن ملحمة عاشوراء، إنما دخلت التاريخ الإسلامي لتبلور الضمير المسلم بشكل نقي جداً، و تصبح بكل ثقلها الأخلاقي و الإنساني شمساً خالدة تمدّ الأجيال بالحرارة و النور، و مصدر إلهام مستمر "
كُتب الكتاب بأسلوب سلِس جداً و ضمّ فصل خاص و مختصر للإمام عليه عليه السلام و فصل آخر للإمام الحسن ابن علي عليهما السلام ليكونا بمثابه مقدمة تمهيدية للدخول في الفصل الثالث (فصل الإمام الحسين عليه السلام) و كانا يحملان شرحاً للأسباب الرئيسية التي كانت نتيجتها حدوث واقعة الطف و إستشهاد سبط رسول الله ﷺ.
الجميل في الكتاب هو عدم بخس أصحاب الإمام الحُسين فقد تَم ذِكر أغلبهم و دورهم في كربلاء و طريقة إستشهادهم و تم تخصيص عدد لا بأس به من الصفحات لمُسلم ابن عقيل.
بعد ذكر أحداث أطول يوم في العالم (العاشر من المحرم) ينتقل الكاتب لِقصص تشيُّع بعض الباحثين عن الحقيقة اللّذين وثّقوا تشيعهم عبر كُتب خاصه فيهم أمثال (صالح الورداني، لمياء حماده، محمد الكثيري) و غيرهم.
و يختتم الكاتب كِتابه بمُلحقين:
• الأول منهما كان بقلم عبدالستار البيضاني و الذي كَتب فيه عن تفاصيل زيارته لقبر العباس عليه السلام و حقيقة وجود الماء في قبره
• الملحق الثاني: قصّة نقل جثمان السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه.
كتاب يستحق القراءة جداً تمنّيت لو وُضعت قصص التشيّع في فصل خاص بها لأن وجودها بعد إستشهاد الإمام الحُسين عليه السلام مباشرة أربكني قليلاً.
كتاب جيد في مجمله ، نسيج متنه مكون من قصص مع إضافات تحليلية توضيحية. انتقصت من التقييم نجمتين لسببين أولهما اعتماد الكاتب بناءه الأدبي على روايات المخالفين في كثير من الأحداث مع وفرة المصادر في كتب الشيعة المعتبرة ، السبب الآخر هو تأريخه الأحداث على التقويم الميلادي مما يجعل القارئ في تشتت ذهني.
كتاب غني بالمعلومات والتفصيلات عن ذلك اليوم الذي كان كما وصفه الكاتب والأستاذ الأديب كمال السيد ب"أطول يوم في التاريخ" حيث بدأ هذا اليوم في العاشر من شهر محرم الحرام سنة واحد وستون للهجرة ولا يزال مستمرًا حتى يومنا الحالي.
كتاب جميل كانت عندي معلومات و لكن كانت غير واضحه و غير مرتبّة و هذا الكتاب ساعدني أرتّب أفكاري و كذالك ضاف الي كثيير من المعلومات و التفاصيل الي تخص ما قبل واقعة عاشوراء و أثنائها.