قراءة مذكرات لأسير حرب هي شيء مؤلم لن تنسى الأثر الذي يتركه فيك
يصف الكاتب الأسير ب(كائن خائف قلق لا خيارات لديه)
و لعمري لا استطيع حتى تخيل كيف ستكون أفكاري ونفسيتي لو كنت في وضع مماثل. الخوف من سجانك و التوجس من الأسير الذي معك و المصير المجهول بعد العودة!
نعم وانت تقلب الصفحات.. ترى نفسك تقرأ و تتعجب.. تقرأ و تضحك وشر البلية ما يضحك ... تقرأ و تحوقل. وايضا سوف تشعر بالملل في صفحات أخرى و كذلك بالريبة في صفحات أخرى لأن الكاتب يخفي احداثاً ويتكلم عن تبعاتها و هذا ما يثير الانزعاج. . رغم الإسهاب المفرط في التفاصيل حتى فاق عدد الصفحات على الخمسمئة، إلا أن هناك فراغاً كبيراً سببه حذر الكاتب وحرصه على إخفاء اشياء رئيسية. لغة حذرة و منتقاة لتجنب امتعاض الآخرين. ربما هي صفة يجب اكتسابها للتمكن من النجاة في ظروف مماثلة لكنها لا تنفع عند تدوين مثل هذه المذكرات الا في اني قرأتها وفي قلبي من كاتبها شيء من عدم الارتياح لانه يراوغني مثل ثعلب و هو ليس مرغماً على ذلك.
اعتقد ان قراءة مثل المذكرات هدفها اكتساب شيء بسيط من ذلك الشعور الذي يشعر به أي أسير و ليكون إضافة لنا ولمداركنا و لينمي لدينا حالة من التعاطف و ليس الهدف ان نكون قضاة و نحكم على أحد لانه لا سبيل لمعرفة الحقيقي من المختلق في بعض التفاصيل.
الحرب العراقية الايرانية من اكثر الحروب عبثية في تاريخ المنطقة فتم التحريض عليها من الغرب لانهاك الدول التي كانت تصنف قوية .. ايران والعراق والخليج بشكل عام فمنها من تم انهاكه مالياً فقط ومنها ماتم تدميره شعبياً واقتصادياً وايقاف نموه لثمان سنوات كاملة وماتبعها من عقوبات وغيرها
حديث الاسير ومشاعره وماتعرض له امر لايمكن تخيله و تصعب القراءة عنه فكيف بمعايشته
الكتاب فيه الكثير من التكرار والاستطراد ولعل ذلك كما قال كاتبه لانه من الذاكرة
هو تأريخ لفترة صعبة جدا ولعلها في حينها كانت الاصعب لكن لانعرف حقا ماهو تصنيف ما يحدث الان
في هذه المذكرات يسلط الكاتب على الحياة القاسية في معسكرات الاسر وما بها من امراض اجتماعية وتعقيدات وامراض نفسية فقصة تعذيب الامر البستاني للأسرى بتلك الطريقة البشعة وندمه الاحق يذكرنا بندم الديكتاتور بعد اجرامهم يندمون يتاكد لكل من يثرا مذكرات الحرب العراقية الايرانية ان الحرب هي نار وقودها الشعوب ودفاءها للحكام فمن تغرب وتعذب مجرد اسير ام من من ذهب بالمساكين الى الحرب هو بطل
كتاب جميل سرد رائع تصوير الأحداث والشخصيات ممتاز ومتقن المشاعر والأحساسيس وصلت بشكل متقن شكرًا للي نصحني بقراءة هذه المذكرات من احد البثوث في احد المنصات (كان شخص عربي احوازي في ايران)