الساعة الآن تشارف السادسة مساء. انتهيت للتو من نسخ القصائد التي أعطيتني إياها بالأمس. أنا لست مطلعة على أنواع الثناء الشائعة في الصالونات الأدبية هذه الأيام. كل ما أستطيع أن أخبرك إياه هو أني بكيت و صلیت عندما سمعتك تقرأها، و أنني بكيت و صليت عندما قرأتها على نفسي، و أنني بكيت و صلیت مرة أخرى عندما عاودت استرجاعها. أشكرك من أعماق قلبي ! لأنك فكرت بي عند كتابتها. شكرا يا حبيبي على العاطفة الجميلة التي أوحت لك بهذا الشعر. سطورك الحلوة كانت تمتلك التأثير الذي ارتقبته، إذ أنها اشتغلت كتریاق و مخدر لروحي العليلة. شكرا لك! شكرا لك! و مرة ثالثة شكرا لك! أنت لست عظيماً و حسب، أنت طيب، و الأفضل من هذا كله أنك أنت الذي تملك كل الحق كي تكون صارم. أحبك. قلبي يذوب بسبب تقديره و شغفه. هنالك مزید من فرح الحب لا يستطيع قلبي المسكين أن يتسع له. تعال إذن، و استقبل فياض نشوتي. لو علمت فقط عن مقدار الشوق الذي أكنه لك و عن مقدار الرغبة! لسوف تأتي، أنا متأكدة! تعال تعال، أرجوك، تعال! سوف تتلقى قبلة عن كل خطوة تخطوها لي، سوف أعوضك عن أي جهد تبذله، سوف تلقى من البسمات و الأفراح ما يفوق ماتلقاه من زمهریر و ضباب.
Juliette Drouet, born Julienne Josephine Gauvain, was a French actress. She abandoned her career on the stage after becoming the mistress of Victor Hugo, to whom she acted as a secretary and travelling companion.
ربما تكون لهوغو قصة في الحب فريدة من نوعها وليس لها مثيل، قصة قد سطرت في كتب السيرة وكتب عن الحب وبالأخص في كتب أدب المراسلات، رغم عدم توفر اي رسالة من رسائله سواء مع حبيبة قلبة جولييت او زوجته السابقة او غيرها، في هذا الكتاب او غيره، وسواء كانت مترجمة للغة العربية او ليست بعد! لم يكن الكتاب ممتعاََ ولا مشوقاََ بالمرة، فعكس كتب أدب المراسلات (التي أجد فيها سلوتي ومتعتي في اكتشاف مكنون ذات الأدباء في اكثر المشاعر أهمية، الحب) ان هذا الكتاب فقير وممل نوعاً ما، رغم ان جولييت قد ناقشت الكثير من أحداث حياتهما معاََ ورحلة مؤلفاته ومؤلفاتها القليلة، فهي ايضاً كانت مؤلفة، ربما توجيه الرسائل من طرف واحد قد أضعف حجة وحكمة قصة الرسائل. لعبت جولييت دوراََ كبيراََ في حياة هوغو، فقد أحيت فيه هوغو عاشقََ بعد أن كان غارقاََ في يأسه جراء خسارته السابقة لأولاده وزوجته. فقد جعلت جولييت من نفسها هامشاََ في حياة معشوقها المشهور، وبرهنت على تفانيها الكامل له رغم معاناتها من غيرته وحبه للتملك، فكان يريد منها تكريس كل حياتها له، ونسخ كتاباته وتحمل طباعه وأمزجته المتقلبة. وهو الذي يهمل الكتابة لها وأحياناََ كثيرة لا يرد فتكون رسائلاََ فردية من طرف واحد.
«Je te demande pardon de ce gribouillis lamentbale, mais le temps, lui même, n'est pas en meilleur humour que moi. Cher adoré, je voudrais trouver quelque chose de gai à te dire avant de t'écrire le dernier mot de cette pitoyable restitus et je ne trouve rien que ceci : je t'aime, je t'admire, je te vénère et je t'adore.» (C'était bien la dernière lettre envoyée par Juliette Drouet à Victor Hugo.)