تحدثت كثيراً، شرّقت وغرّبت، زرعت بعض تفاؤلها في قلبي بعد أن حذرتني، أذكر أني أخذتها على سبيل المزاح وقلت لها: "كل هذا على كفي"، قالت: "نعم أيتها السّاذجة، هو قدرك مرسومُ على يديك!"، قلت متحديةً: "بل قدري أرسمه بيدي”!. ضحكت هازئةً وقالت: "لا تكوني واثقة ًجداً أيتها الفتاة الغر، كثيرون استسلموا بعد أن تيقنوا أن الريح لا تسير بأمر الربان، والأمطار لا تنزل بدعاء الرهبان، والزلازل لا ترهبها جيوش السلطان، هكذا كانوا دائماً يظنون بأن العالم بين أيديهم، وإذ هم بين يديه، ظنّوا أنهم أشجار متجذرة لا تكسرها الرياح ولا تحنيها العواصف، وإذ بهم مجرد أوراق أشجار في مهب رياح الخريف، ترميهم حيث يكرهون لا كما يحبون، تذكري يا بنت آدم أنّ (آدم أوّله آه وآخره دم) .. لا ينجو منها إلّا من ارتبط قلبه بالأعلى ."
زنديق بغداد هي سيرة روائية عن حياة المفكر صاحب العقل النقدي أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الرَيْوندي، المتهم بالإلحاد والزندقة لأنه ومنذ طفولته فضّل العقل على النقل، والعلم على الجهل، وانتقاد وبشدة ما يخالف العقل والمنطق. أبدع الكاتب وأستاذ الفلسفة الكويتي جعفر رجب في السرد عن حياة هذا النابغة الذي شكك وسأل و بحث عن الأجوبة وسافر بحثا عن الحقيقة، حقيقة تُرضي العقل وتنوِّره! ___ تقديم مختصر. هو ابن " هما خانوم"، مربيته وأمه الثانية هي " شرين بانو" ومنها تعلم الكثير ولم يتعلم اي شيء من معلمه " الملا مستجاب" ولأن أسئلة الأطفال بريئة تستفز الأغبياء من الكبار فقد تم طرد " الريوندي" من مجلس الملا مستجاب معلم القرية الأفاق بعد ان لم تنفع معه عصاه الطويلة التي كانت تُجيب على أسئلة الصغير مثلا " أيحتاج الله إلى بيت؟ " و لماذا يضع هؤلاء البشر كل هذه البيوت لله؟... - يا أستاذ، ولماذا لا نأكل ما نشتهي دون سؤال؟ بما ان الله خالق كل الثمار فلا شك كلها جيدة، وإلا ما الحكمة من أن ينبت لنا فاكهة مسمومة لتقتلنا او تعِلنا،أو يأمرنا بطعام و ينهانا عن غيرها، أليست كلها ثمار الله؟ وبعد رحيل والدته يتكلف به عمه" أبو سلمان" تاجر ياقوت، ومفكر من المعتزلة، ويصطحبه في رحلته إلى" نيشابور"حيثُ تمدرس جيدا، كان العم يُعده لأن يصبح عالما كابن عطاء أو أبي هذيل وهما من أعلام المعتزلة. وفي نيشابور ألَّف أول كتبه " الابتداء و الإعادة" ثم بعده " الأسماء والأحكام"، قضى هناك عشر سنوات. ثم، و بتوصية من عمه ايضا يرحل مع قافلة" ابو داود" من نيشابور بإتجاه البصرة طلباً في المزيد من المعرفة والعلم وفي البصرة يلتقي بأبي يعقوب البصري "يوسف الشحام" وهو كبير المعتزلة وصديق عمه الذي يأخذه إلى ابي هديل العلاف من اجل تعلم قواعد اللغة والنحو وفي مدة شهر تعلم بمهارة حتى اصبح يجادل فلم يسمح له " المبرد" بحضور مجلسه فلو أكمل معه سنة لأخذ مكانه و أصبح المبرد تلميذ " الريوندي" في البصرة كان يقرأ كتب الفلسفة، كتب الحديث، اللغة والشعر.. ثم يلتقي بالجارية " عريب" يُقال انها ابنة جعفر البرمكي، وهي شاعرة وقاصة وأديبة وعازفة على العود علمته حسن الخط لأن خطه كان سيء. بعد ذلك قرر الحج إلى مكة مع قافلة الحاج عبد الله بحثا عن الله! فقرر العودة سريعاً إلى بغداد.... ثم ينتهي بخرسان. كان هذا تلخيص لأحداث الفصل الأول والتتمة ممتعة ومشوقة ومفيدة فبِداخل كل واحد منا مشكك وسائل وباحث عن الحقيقة المرعبة، وإلا ما نفع العقل إذا لم يُفكر و يشكك! --- زنديق بغداد هذا ما رواه ابن الرَيْوندي للكاتب جعفر رجب 491 صفحة. __ اقتباسات " - كلوا يا أولاد السفرجل، واعلموا أن الأنبياء يوم القيامة كل يأتي منهم وبيده سفرجلة، وأما العنب فقد سمعت حديثا نبويا عن أبي عن جده يقول" من أكل عنب سبزوار، فكأنما إلى مكة زار"، و في رواية تروى، أن كل حبة رمان تسقط منك وتأكلها يُبنى لك بيتا بالجنة، ويقول الحديث أيضا تفاحة في الصباح دواء لأربعين داء. لم أُدرك لماذا يحتاج الأكل والشراب إلى أمر سماوي؟ ولماذا نزل جبرائيل إلى الأرض وكأنه بائع فاكهة؟ ثم يأمر وينهي عما نأكل حتى خلته ملاكا بأجنحة بيضاء واقفا أمام دكانه في السوق يدلل على بقالته، ولهذا سألته بكل عفوية، دون أي قصد مني: - يا أستاذ، ولماذا لا نأكل ما نشتهي دون سؤال؟ بما ان الله خالق كل الثمار فلا شك كلها جيدة، وإلا ما الحكمة من أن ينبت لنا فاكهة مسمومة لتقتلنا او تعِلنا،أو يأمرنا بطعام و ينهانا عن غيرها، أليست كلها ثمار الله؟ أجابني بضربة سريعة من عصاه الطويلة على رأسي قائلا: -ستأكل من العصا حتى تسكت يا أبله، يا طويل الأذنين واللسان، لا تهرف بما لا تعرف." ص 59 --- " لا أحد يموت، كلهم يرتقون للأعلى، أبو مسلم طارت حمامة خيمته واختفى، وسيخرج في آخر الزمان بسيفه وخيله، وسندباد اختفى و سيعود، والمقنع دخل تنوره و سيخرج في آخر الزمان، وسيعود بابك الخرمي... كلهم سيعودون، بعدما رُفعوا للسماء، لا تسأل كيف، قالوا من رفع السماوات بغير عمد ليس بعاجز على رفع رجل، وهكذا رفع زرادشت، ومزدك، وماني، وعيسى... وسيعودون جميعا، وسيزدحم بهم عالم آخر الزمان..... يعودون راكبين خيولهم البيضاء ليأخذوا بثأرهم، شروق أبدي لا ظلمة ولا ليل بعدها، فرح بعد حزن، وعدل بعد ظلم........ يبدو أن السماء أكثر ازدحاما من الأرض من كثرة المرفوعين إليها، فلا أحد يريد أن يموت هنا، أتعرف لماذا؟ لأن موت الإنسان تعني نهاية قصته، ولا أحد يود أن ينهي القصة، مستمرون في روايتها، الأبطال خالدون...... إن مات الأبطال مات الناس، ومات الأمل، هذا الارتقاء إلى السماء، والانتظار، يزرع فيهم الأمل. الأمل لا شك جميل ولكن، أليس يأس صادق خيرا من كل هذه الآمال الكاذبة التي نورثها لأبنائنا الذين يرزحون تحت ظلم البشر، وتدوسهم أقدام السلاطين؟.... إذا لم تكن قادرا على أخذ حقك بإرادتك، وتسعى للعدالة بقدميك، وتتجرأ وتفكر بعقلك... فلا فائدة من مُنقد يخرج آخر الزمان ليدافع عن حقك.... " ص 105/106 ____ ".. لا أظن أن هناك بالفعل عِرقا نقياً، وديناً نقياً،ولغة نقية، لا نملك سوى خليط أعراق ودماء، وألسن،وأديان،توهمنا صفاء دمنا، لنفاخر به عندما لا نملك مانفاخر به، وظننا أن اللون المختلف واللغة المختلفة يكفيانا لنتعالى على الآخرين... " ص 111 ____ " ما أكثر الذين لا يملكون ذرة إيمان في قلوبهم وجباههم قد اسودت سجوداً، وما اكثر الذين يتسلطون على الناس وهم خدم شهواتهم، وما أكثر الذين يلبسون لباس العلماء وهم أجهل الدواب، وما أكثر من يشحذون السيوف وهم أرانب برية جبانة، الخير دائما في باطن الأشياء، والظاهر مفسدة وجهل يظنه العوام علماً. " ص 125 _____ " بعض الناس يُخلقون من أجلك، وبعضهم يقف في طريقك و يجيبك دون أن تسأله، يغيرُ قدرك دون أن تطلب منه وكما يقولون: هؤلاء العابرون سبيلاً على حياتك، هم الأكثر و الأجمل أثرا ممن يعاشرونك و كأنهم عابرو سبيل!" ص 127 ------
" اقرؤوا كثيرا، واسمعوا كثيرا، وتكلموا قليلا، من الجهالة أن تقرؤوا كتاباً في ساعة ثم تتحدثوا عما عرفتم في سنة، عليكم ان تقرؤوا سنة من أجل حديث ساعة"، ثم وضع يده في كمه، وأخرج شيئا منه وهو قابض عليه، وبعد لحظات ترقب فتح أصابعه ليرينا الزعفران في كفه، ثم قال: تذكروا، نحتاج إلى قطف الآلاف من الأزهار، من أجل أوقية واحدة من الزعفران." ص 127 ----- " من يسمع ليس كمن يرى، ومن يعش اللحظات ليس كمن يرويها، ومن يسر في أروقة بغداد، ويعش بين اهلها، و يجادل ظرفاءها، ليس كمن يسمع عنها، المعرفة لا تنام بين صفحات الكتب، ولا ألسنة الوعاظ والحكماء، ولا بالحديث عن قصص الأولياء... بل بتلمس الناس كما هم على طبيعتهم دون تلون و تجمل، وهذا لا يخص البشر بل يشمل الأشجار، والبيوت، والشوارع، والخانات، والأبواب، والنوافذ، والدكاكين... كلها تتحدث أكثر من البشر.. " ص 129 ---- " سفر يوم خير من قراءة سبعين كتاباً." ص 130 --- ".. عندما تُرزق بولد صالح أو ابنة جميلة ازرع شجرة ولا تُزهق روحاً، عندما يهبك الله الحياة لا تهدي له الفناء بقتل مخلوقاته! " ص 157 ___ " إن كانت هذه الكائنات التي نظنها لا تعقل ليست بحاجة إلى من يرشدها، وليست بحاجة إلى نبي وكتاب و معجزات ومخاريق، فما بال العقلاء يحتاجون إلى نبي يرشدهم، ويبين لهم الصحة من الخطأ، والحق من الباطل! وما بال الإنسان الذي يحتاج لنبي يرشده ويأخذ بيده، ويعلمه المشي والكلام و الصنعة، يستكبر ويستعلي شرفاً وكرامة على بقية الكائنات، التي بفطرتها تعرف وتتقن ما تفعل؟! قل لي، أمن الحكمة ان ترسل معلماً إلى عقلاء، وتترك البهائم الجهلاء بلا معلم؟! " ص 159 ____ " إن العدم شيء، لا يمكن أن يكون العدم لا شيء قبل الوجود، وإلا وقعنا في معضلة ما قبل الوجود، وفِعل الله وصفاته قبل أن يكون الكون، ويخلق الخلق، فالعدم شيء، ولكنه عدم ممكن وليس عدماً مطلقاً، هما كما العام والخاص، كما السواد و الأسود، والغابة و الأشجار، والدار وأجزاء الدار، فإن وجدت الأجزاء متفرقة لم تصبح داراً، وإن توحدت صارت وجوداً، فقد كانت الدار ممكنة في العدم فكانت.......... " ماذا كان الكون قبل الخلق؟ وماذا كان يفعل الله قبل أن يَخلق؟ وكيف يكون رحمانا، رحيما، خالقا، عالما، دون خَلْقٍ يرحمهم ويعرفهم؟ كيف نوازن بين الخلق والقِدم؟" ص 205 ____ " المنتصرون تنتصر آلهتهم أيضا، هكذا كان ومازال، وكما انتصر آلهة الرومان يوماً، وآلهة الفرس يوماً، انتصر إله العرب، فصاروا يعبدونه لأنه الأقوى، ولو كانت قريش انتصرت لكان " هبل" واقفا في الكعبة، وممثلاً عن آلهة السماء في الأرض. " ص 219
____ "هي قصة أخرى تضاف إلى كل قصصنا، رجل لم تنجب زوجته، وصراع بين زوجتين، ترك دياره وأتى إلى هنا، ثم تركهم، ركضتْ هاجر بين جبلين ضرب إسماعيل برجله، ففاض النبع، ثم بنى بيتاً، ثم تكلم اللغة العربية، ثم أراد الأب أن ينحره لحلم رآه، ونزل كبش عظيم فداء له... وكبش يُنحر بلا ذنب سوى أن يحقق حلم إبراهيم! مشكلة أسرية بين أزواج فأصبحت عقيدة، وديناً، ومذهباً، وتجارة!. " ص 221 ____ " .. المعضلة ليست في كونك كافراً أو مؤمناً، المعضلة في مدى صدقك في إيمانك أو كفرك." ص 348 ___ " كلنا سنموت، وأقله الموت على عِلمٍ خيرٌ من موت على جهالة، أن تموت وأنت تبصق في وجه الدنيا وتسخر منها، خير من أن تموت وأنت متعلق على أستارها، متزلف لها." ص 443 -----
استسلموا بعد أن تيقنوا أن الريح لا تسير بأمر الربان، والأمطار لا تنزل بدعاء الرهبان، والزلازل لا ترهبها جيوش السلطان، هكذا كانوا دائماً يظنون بأن العالم بين أيديهم، وإذ هم بين يديه، ظنّوا أنهم أشجار متجذرة لا تكسرها الرياح ولا تحنيها العواصف، وإذ بهم مجرد أوراق أشجار في مهب رياح الخريف، ترميهم حيث يكرهون لا كما يحبون، تذكري يا بنت آدم أنّ (آدم أوّله آه وآخره دم) .. لا ينجو منها إلّا من ارتبط قلبه بالأعلى
يطرح ابن الريوندي كثير من الأسئلة الشائكة ، أسئلة يراها البعض فيها من الكُفر الكثير ، ونري تفكير مُختلف لدي هذا الشاب ، نراه في أولي الفصول يتلقي تعليمه من الملأ مستجاب ، الذي يُشاكسه في كل أمور الدين ويطرح عليه أسئلة تعجيزية لا يستطيع ��لملأ الإجابة عليها إنشغالاً بالطعام - لانه كل ما في حياته - و نري في الجانب الأخر أمه الثانية " شيرين بانو " التي لا تؤمن بشئ سوا الإنسان - كما تُطلق - علي لا نفسها ، فصيحة اللسان ، تعرف كيف تَرد علي كل شخص ولكنها تطرحهم أرضاً بِكُل أدب ، تعلم أبن الريوندي من شيرين بانو كل شئ ، حُبه للأشخاص مهما كانت حالتهم او دينهم او عرقهم ، وكان يري في والدته الحقيقة وأخيه طيبة وسذاجة كبيرة ، هنا أبن الريوندي يرتحل بعدما يشعر أن ريوند صارت غير كافية له ، فيرتحل إلي البصرة وفي الطريق يتعرف علي " سوريا البراهمي " الزرادشتي ، الذي يُحاول زعزعه أستقرار إيمان إبن الريوندي عن الدين ومُصاعب الحياة ، والمُعضلات الكُبري التي تواجه الإنسان في حياته ، وهنا يَحدث أول تصدع في شخصية إبن الريوندي ، بعدها يصل إلي البصرة ليري ويتعلم لدي كبير المُعتزلة هُناك أبي هذيل العلاف ، الذي يُعرفه عليه " الشحام " ابي يعقوب يوسف البصري ، ويري مجالس الظُرفاء ، يتعلم علي يد أبو العباس المشهور بالمبرد لمدة لا تزيد عن شهرين ، ومن ثم تخلي عنه الأخير نظراً لذكاء ابن الريوندي ، وقال حملته الشهيرة للشحام ، لو بقي ابن الريوندي معي شهر أخر لصرت أنا من تلاميذه ، بعدها يأتي في خاطر إبن الريوندي أن يزور مكة ويحج ، وتأتي علي باله الكثير من الأسئلة التي نُطلق عليها سوء أدب ، مثل لماذا وما فائدة الحج ، ولماذا نحج ونذهب كل هذه المسافات ، و لماذا لا نتوب من البيت إليّ أخر هذه الأسئلة ذات المعني السطحي ، وتأتي فصوله مع صبا ، محبوبته ، ومن كانت تُريده أن يَترُك مهنة الوراق و أن يعمل شئ يُدر عليهم النفع ، صبا التي عشقها ، و يعشق الجدال معها ، وكان يخسر المُناقشة أمامها المناقشة الوحيدة التي كان يخسرها وهو سعيد ، حتي مُنتصف الرواية نري وجهات نظر أشخاص مُختلفة عن آبن الريوندي ، منهم شيرين بانو ، عمه ، أخيه ، ونري البيئة المُحيطة به ولماذا صار زنديقاً فعلاً ، الرواية لم تنل أعجابي الكامل ، برغم حُبي الشديد لروايات السيرة ولكني لم أستمتع بهذه الرواية كرواية ، مُفككة في بعض فقراتها وأحداثها لم يتم الأعتماد علي سرد واعي ومفهوم ، ولكن بها كثير من الأشياء الجيدة ، كأختيار الشخصية الرئيسية ورسم شخصيات الرواية الفرعية وجعلهم يسردون الوقائع و الأحداث لنري من وجهة نظر مُختلفة . كان ضده ابن الجوزي وابن كثير والإمام الذهبي والرافعي وابن عقيب والبلخي ، كل هؤلاء كانوا ضد أفكار ابن الريوندي ، هذا لا يلفت نظرك لشئ ؟
في مأزق لأي قارئ عند تقييم ما قرأه .. هل يقيم الأسلوب و طريقة التناول و لا يقيم الفكرة... لكن اعتقد الأصح المزج بين التقييمين.. من حيث الاسلوب فالرواية فعلا اسلوبها حلو و ان شابها قليل من التكرار... لكن بالنسبة لما ورد في الكتاب فهي افكار إلحادية تماما... ما بين إنكار للفرائض و طعن في الصحابة و شبه إنكار للنبوة.. الطامة الكبرى في وضع مذهب السنة في صورة السفاحين و اعلاء مذهب الشيعة و كل الأديان الأخرى فوقه... ابن الريوندي مسلم لكن مسلم لا يعترف بالقرآن و لا بالنبي.. اذا لم تكن هذه الزندقة فما هو تعريف الزندقة و الإلحاد؟ و لكن علاج الزندقة و الإلحاد ليس القتل.. لكن الدعوة للزندقة لا أدرى ما عقابها.. اسرف بعض الخلفاء العباسيين في استخدام القتل لمحاربة الزندقة بمشورة من وزرائهم و ندمائهم و هذه حقيقة لا يمكن انكارها.. و لو ان الفكر لا يحارب إلا بالفكر الأحداث التاريخية المذكورة لا أعرف صحيحة ام خاطئة، العديد من الأسماء ذكرت في الرواية و العديد من الديانات و المذاهب ذكرت أيضا و قد يكون هذا دافع للبحث عن تلك الأسماء... و عذرا لانخفاض التقييم... أوقع شئ بالنسبة ليا
من أفضل كتب السنة تتحدث عن رحلة ابن الريوندي إلى العراق و يطرح الكثير من المواضيع حول الدين و المعتقدات و الخرافات هناك ريفيو كامل في حسابي تيكتوك BOOKNOIRE)رواية)
"The greatest cave in our countries is the cave of ignorance and superstition in which people live, and it lives in them."
The instant I closed this book, I wished for everlasting peace and tranquility to seep into Ibn Al-Rawandi's grave and envelop that remarkable intellect that had interacted with my own, attempting to aid me in resolving questions I’ve been contemplating for a quarter of a century. Six hours after finishing this book and writing this review, I extend this wish of serenity to the souls of all the freethinkers that religious dogma and bigotry had executed, tortured, imprisoned, or made their lives a miserable hell; it's not an impossible quest to learn that Islamic history, even the bright 4 centuries of what is commonly referred to as the Islamic Golden Age, is filled with such atrocities and tyrannies, from the get-go until today.
"A canon of the apostates, a bible of the freethinkers." I've read more than 200 books throughout my journey, and with no book was I ever able to fish out meaningful and mind-blowing quotes as much as with this philosophical masterpiece.
"Those who believe that God is in heaven are concerned about killing and crucifying those who believe that God is in the heart."
One could easily fathom how this book is extraordinary due to the high volume of Goodreads reviews that stated that they surrendered reading this book and refused to contemplate its ideas. A book that people won't finish because they fear leaving their comfort zone anchored inside their minds is a book worth reading and promoting. "A leviathan among Islamic civilization books that tackle human thoughts, the question of existence, and Islam and other religions." I loved the book, I admired the writer, Dr. Jaafar Rajab, and I glorified Ibn Al Rawandi and his insightful philosophy.
"They crucify themselves with their beliefs, imprison themselves with their chains, make their chains with their own hands, and then worship and sanctify their chains."
❞ كثيراً ما كنت أسأل نفسي ذات السؤال منذ صغري، لماذا أنا هنا؟ ما الذي جاء بي إلى هذا العالم، في هذا الزمان والمكان؟ أين كنت قبل القدوم إلى هنا؟ وإلى أين الرحيل بعده؟ هل عبث وجوديَ في هذا العالم، لا ليس عبث وجودي في هذا العالم، بل أظن أن العالم كله عبث. ❝
❞ حاولت أن اقنع نفسي بأن الجن والإنس خلقوا ليعبدوا، ثم تساءلت ولماذا الإله الكامل العظيم يخلق الكائنات ليعبدوه؟ ما حاجته إلينا؟ قمة العبث أن أخلق أشياء من لا شيء لتمجدني، وأخلق كائنات حقيرة لتعظمني، وأخلق كل هذا الظلم والفوضى والمرض والعواصف والزلازل وأمحي مدناً وأحرق أخرى فقط لأنني قررت يوماً خلق العالم ليعبدني، أيعقل أن أنجب أطفالاً ليعبدوني؟ قال أحدهم بل أتينا لنعمرها، ونعمرها لمن ولماذا؟ لماذا خالقها لم يعمرها بدلاً من مطالبتنا بذلك؟ أترانا سخرة خلقنا لنعمر ونبني ثم يزلزل دون سابق إنذر أو يهدم كل ما بنيناه فقط ليختبرنا. ❝
الزندقة او الإلحاد ( غالباً ) تبدأ بعد تراكمات من التفكير خارج الواقع وخارج الوسط التقليدي .. وأيضاً تنشأ من جراء أخطاء وممارسات شنيعة بإسم الدين وحماة العقيدة .. قد تجرف البعض بواد سحيق أو تعبد طريق جديد للبعض الآخر ملخص ال��واية في عبارة إن الريوندي : إما أن تقف شجاعاً وتصل إلى الحقيقة وإما أن تهرب خائفاً وتقبل أن تسير مع الجبناء وعلى درب سموه كذباً جادة الصواب.
تتكلم الرواية عن سيرة حياة ابن الريوندي (احمد بن يحيى)وتنقلاته من نيشابور الى البصرة ثم بغداد باحاثا عن الحقيقة والمعرفة وقد تحول الرويندي من المعتزلة الى التشيع ثم الالحاد والف عدد من الكتب وعلى ما يبدو انه لم يصلنا منها الكثير, تعد رواية دسمة لما تحمله من نقاشاتات وتساؤلات قد لا تلائم مع تربيتنا وعقائدنا الدينية, قد يجد البعض انها رواية غير جيدة لما فيها من كلام الحادي سواء كان على لسان الريوندي او حتى شخوص اخر داخل الرواية ورغم تحفظي على ماذكر من كلام مسيء بما اعتقده واؤمن به كمسلمة الا اني اجدها رواية جيدة فمن الناحية السردية استمتعت بقراءة سيرة شخص من ذلك الزمان والغوص بهذه الحقب الزمنية لنرى كيف تبدو, غير اني تعرفت الى اشخاص ومعلومات لم اسمعها من قبل وهذه فائدة اخرى, الريوندي شخص جرئ لا يخشى من التفكير والتساؤل بصوت عالي وهذا يتضح منذ صغره منذ ان كان يدرس على يد المشايخ فيطرح بعض الاسئلة الجريئة او يعترض على بعض الامور , والحقيقة رغم نفوري من سخرية الريوندي او حتى الشخوص الاخرى داخل الرواية من الاسلام الا اني لا انكر حقيقة ان بعض التساؤلات التي اثاروها مهمة ولابد منها ولابد انها قد خطرت على عقلنا لكن قد يخشى البعض من التفكير فيها بصوت عالي اما لخوفه من كلام الناس او خوفا من انه اقترف ذنبا لا يغتفر فا اشاح بعقله عن تلك التساؤلات , احببت الاقتباسات التي تكلمت عن الكتب او عن سوق الوراقين اضافة الى اني اتفق مع كل قول ذكر عن اتباع الحقيقة سواء اجدنا الوصل اليها ام لا وعن شقاء ذو العقول المفكرة والعلماء مقابل رفاه السفهاء والجهال. احببت الكثير واختلفت مع الكثير لكن الا يسعني القول الا انها رواية قد تستحق اعطاها فرصة ولست نادمة على الغوص بهذه التجربة عير انها كانت تجربة ممتعة في بعض اجراءها . قد لا تلائم الرواية الجميع ولا انصح بها للكل فهي ربما ليست للجميع , علما انه القارئ قد يحتاج الى البحث في بعض المصطلحات والاسماء كي يكون على دراية في بعض الامور.
ان اسم ابن الراوندي او أبن الريوندي كما يصحح لنا الكاتب كفيل بأن يسيل لعاب اي قارئ بسبب ما يحمله هذا الاسم من أهمية في التفكير النقدي للدين و يصنف هذا العمل علي انه عمل روائي ولكن مع الأسف هو بعيد جدا عن كونه رواية هذا العمل الذي من المفترض انه قصة ابن الريوندي كما رواها تلميذه لا علاقة لها بالعمل الروائي اين الأشخاص اين الحبكة الدرامية اين مسار الشخصيات لقد اجتهد الكاتب جدا في عرض الفكر الديني السائد في تلك الفترة من حكم الدولة العباسية في عرض اراء أهل الملل والنحل في وصف الحياة السياسية والثقافية والدينية عرض ممتاز و ينم عن باحث اجتهد و نجح ولكن ليس داخل احداث درامية فقط كلمات علي لسان عدة أشخاص و ذهب مذهب يوسف زيدان في فردقان لا هو عمل روائي ولا عمل فلسفي عن ابن سينا ان العمدة في الأعمال التاريخية الروائية اراه في امين معلوف انظر ماذا صنع في ليون الأفريقي آراء المسلمين والمسيحيين واليهود كل هذا في عمل شيق جدا استمتع ب حدائق النور أو صخرة طانيوس التاريخ يتكلم الآراء حية الأشخاص تعيش وتحلم وتبكي وتضحك وهكذا يكون العمل الفني
(كلنا سنموت واقله الموت علي علم خير من موت علي جهالة ان تموت وانت تبصق في وجه الدنيا وتسخر منها خير من أن تموت وانت متعلق علي استارها متزلف لها )
أرغمت نفسي على القراءة حتى وصلت لـ ص ٣٠٠ تقريباً ثم توقفت!
الراوي لم يرد كتابة رواية بل كانت لديه مجموعة كبيرة جداً من الكفريات العظيمة، والزندقات الفاحشة، والشبهات السمجة، وأراد إخراجها للناس فقال لأجعلها على شكل رواية!
فجعل بين كل شبهة وزندقة قصة، وبين كل كفرية وأختها حكاية بطريقة سمجة مبتذلة سخيفة.
-بخلاف الكفريات العظيمة التي فيها- فلا توجد فيها لا حبكة ولا أسلوب ولا تشويق!
زنديق بغداد ، عمل لا يمكنني تصنيفه كرواية تاريخية لغياب معالمها الاساسية ،لكنه يبقى من الكتب التي قد تثير الكثير من الاسئلة ، حتى وان اختلفت معه في عدة مواضع او مستغربا حتى ، ستجد نفسك مستمعا به ، يكفي ان ترى العنوان الجانبي ( ابن الريوندي) حتى تدرك انها رحلة مختلفة .
🧡🤎💛🧡🤎💛🧡🤎💛🧡🤎💛🧡🤎💛🧡🤎💛🧡🤎
"بعض الناس يُخلقون من أجلك، وبعضهم يقف في طريقك و يجيبك دون أن تسأله، يغيرُ قدرك دون أن تطلب منه وكما يقولون: هؤلاء العابرون سبيلاً على حياتك، هم الأكثر و الأجمل أثرا ممن يعاشرونك و كأنهم عابرو سبيل!" ---
اقرؤوا كثيرا، واسمعوا كثيرا، وتكلموا قليلا، من الجهالة أن تقرؤوا كتاباً في ساعة ثم تتحدثوا عما عرفتم في سنة، عليكم ان تقرؤوا سنة من أجل حديث ساعة"، ثم وضع يده في كمه، وأخرج شيئا منه وهو قابض عليه، وبعد لحظات ترقب فتح أصابعه ليرينا الزعفران في كفه، ثم قال: تذكروا، نحتاج إلى قطف الآلاف من الأزهار، من أجل أوقية واحدة من الزعفران." - - -
المعضلة ليست في كونك كافراً أو مؤمناً، المعضلة في مدى صدقك في إيمانك أو كفرك."
يستحق القراءة ،ربما ان الريوندي كانت "مصيبته في عقلة ،اعظم من مصيبته في دينه "كما قال عنه الشيرازي . لكنه حقا كان ناقد ديني في زمن المسلمات والعجائب والفتن . وكان باحث عن الحقيقة .
"حتى لو ألحدت بالله ، وصرت زنديق عقل لا زنديق هوى ايضا ستكون مؤمنا به ،لقد جلست لسنوات وأنت تفكر فيه أكثر من المؤمنين به، وكفرك به وإنكارك له لا يعني عدم وجودة"
كانت رحلة طويلة تلك التي خضناها برفقة ابن الريوندي! ارتحلنا الى مدن كثيرة، طرحنا أسئلة بعدد قطرات المطر، رأينا كم كان الصواب وهما أحيانا، وهربنا كثيرًا حتى وصلنا إلى نقطة البداية، أو نقطة الصفر. وفي النهاية أدركنا أن الحقيقة هي أنه لا فائدة من البحث عن الحقيقة لأننا لن نجدها، كتاب كثيف، يتطلب قراءة كتاب خفيف بعد الانتهاء منه.
الحمد لله قدرت اخلصها لغتها تجنن والكلمات فيها رائعه لكن الحبكه ما اعجبتني ولا المحتوى فيه عقائد عجيبه غريبه وانا يمثل عندي المساس بالعقيده خط لا استطيع تجاوزه او تقبله خرج الكتاب بعد انفجار وبدأ صاحب المكتبه يقرأ صم ماذا اين ذهب صاحب المكتبه ؟؟
منذ دهر لم أقرأ رواية بهذه المتعة الخالصة والإرهاف لمسرى الجمل وهي تتشكل وتكتمل، وتقدم نفسها كفاكهة تجمع حلاوة الطعم ولذة الفكر. زنديق بغداد للكاتب جعفر رجب تستحق الاقتناء والقراءة، والتأمل أيضاً.