تتوافر حكايات الكتّاب الشباب على خيط ناظم، مفاده أن "أوطان الغير لا تصنع السعادة. قصص مختزلة ومكثفة، مفعمة بخيالاتها وأساليبها وسردياتها وحبكتها وشخصياتها. تتنوع الحكايات، وتتعدد الأزمنة والأمكنة والأصوات، تتفاوت الكتابات باختلاف التجارب والمواهب، لكنها تلتقي بانتماء جلّها لما بعد الحداثة. يقود بعض القصص أبطال بمعالم واضحة، تسير بخطى ثابتة، وآخرون أقرب لصفات "البطل المخالف للعرف"، لتردّدهم، وعدم سيطرتهم على ذواتهم، و تحركهم في عوالم الحلم والوهم واللا وعي واللامعقول، حيث كل شئ ممكن. يتنقّل القارئ بين من يخلط بين الحقيقة والخيال، ومن يغيب عن الوعي ليستيقظ من النوم لمجافاة الأوهام، وعاشقة لحبيب لا وجود له، وميِّتة لا تدرك أنها توفّت منذ مدة، ومن يكره ذاته الثانية الغائبة، ومن يرتكب جريمة كي يكتب قصة، ومن يعيش قصصا لا وجود لها في الواقع. اختلاط الأحلام والأوهام بالواقع يغوص بجلّ القصص في أجواء سريالية غرائبية ممتعة. إبداعات شبابية واعدة، الآن وقد اكتسب القصّاصون تقنيات الحبكة الرّوائية، ونحث الشخصيات، والمسك بخيوط السرد، وتوظيف الحوار، ولعبة التشويق والإثارة. بدايات تحمل في أشرعتها عددا من الأقلام الأنيقة، بثرائها اللغوي وفنّ القصّ، من شأنها أن تنعش الآمال في المستقبل، وتثري الأدب الارتري العربي. د. عائشة البصري
هذه المجموعة القصصية ثمرة برنامج تدريبي في الكتابة الإبداعية أشرف عليه الروائيّ حجي جابر خلال العام 2020، برعاية من مكتبة تكوين.
مختارات من القصة القصيرة الإرترية ، نتاج عمل ورش في الكتابة الإبداعية لعدد من الكُتاب والكاتبات الشباب ، وقد أشرف عليها الروائي " حجي جابر "... لا أدري هل كان ثمة اتفاق مُسبق بين هؤلاء على أن توحد ثيمة القصص أم كان تواطؤ خفي لا يدري بأمره أي منهم..!! فهنا الأرواح شاردة في متاهة الوهم ليتمازج الحقيقي والمتخيل في قصص لم تُغادر الواقع بحال..... يتفاوت إبداع هذه القصص لذا امتنعت عن التقييم....
"حينها قررنا أن ننصاع لأمر الرحيل لأننا لم نرَ غير الرحيل مَنفذاً ، فقط الآن عند استعادة هذه الذكرى أقول لو لم نرحل ! لو أننا حاربنا وقطعنا الحديث من قبل أن يبدأ،لو أننا أزلنا الشوك بأيدينا من أرض كانت لنا ، ربما كنا سننجو.. ربما، ولكن من يدري ربما أيضاً لم نكن لنبقَ على قيد الحياة حينها من الأصل حتى نحارب أو لا نحارب . "
سبعة عشر قصة مختلفة القاسم المشترك الوحيد أنها بأقلام إرترية منتشرة في بقاع الأرض ومتباعدة مثل الأشرعة ، من هنا أتى الإسم الذي يوحد هذه القصص "الأشرعة البعيدة " ، الأشرعة الغير مرئية وغير معروفة ، اتمنى أن تساهم هذه القصص في نشرها ومعرفتها .
قصص نصفها حزين والآخر مشوق مفادها أن "أوطان الغير لاتصنع السعادة ".
يشرفني جداً أنني كنت جزء من هذا العمل إبحثو عن قصتي تحت عنوان "هروب قسري ".
تلك الأشرعة البعيدة .. والتي كانت كالزوارق بين دفتيّ الكتاب .. تُبحر بنا عبر قصصه القصيرة ، تجمّع رواتها من شتى بقاع العالم ومن ضفاف الأوطان ، ليعودوا بنا إلى وطنهم إرتيريا .. فكانت أقلامهم لنا أشرعةً نُبحر بها.. في الأشرعة البعيدة
على الرغم من تعدد الكُتّاب إلا أني وأثناء قراءة هذه المختارات القصصية لشباب إريتريا من مختلف بقع إقامتهم الجغرافية - فقد أحسست بوحدة النص، ووحدة الهدف ووحدة الموضوع … القصص على اختلافها واختلاف شخوصها إلا أنها غالباً ما كانت تنتهي نهايات متشابهة من حيث الحلم والوعي والتأويل والمقصد وكأنها قد انبثقت كلها من بنات أفكار كاتب واحد … وهذه واحدة من أسباب شعوري المتكرر بالرتابة والتكرار حيث بعد قراءة عدد يسير من القصص أستطيع تلخيص النهاية وتوقعها قبل الانتهاء من القراءة .. كنت أتمنى أن أجد ضالتي عن ارتيريا أكثر: تاريخاً وسياسةً وشعباً، ولكن للمنفى كلمة أخرى، والعقل اللاواعي كلمة أقوى وللحلم بوطن دافئ وقع ألمٍ أكبر…
مجموعة قصص من عدة مؤلفين يشتركون بأصولهم الإرترية. أغلب القصص تكرر نفس الفكرة بالتنفيذ ذاته، إن كان ذلك مقصودًا فأقترح للمرة القادمة أن تكون الفكرة مبهمة أو عامة بحيث تختلف طرق التنفيذ. أحببت قصتين أو ثلاثة فحسب، ولست أظن أن كتب القصص القصيرة متعددة المؤلفين نوع أستمتع بقراءته.
(١٦) قصة لأقلام واعدة، ثمرة برنامج تدريبي برعاية من "تكوين" وإشراف الروائي "حجي جابر". من عناوينها "أليميك" و"التائه" و"ظل السراب".
قاتل متسلسل يعمد إلى ترك أوراق متعددة الألوان في مسرح الجريمة. موظفون يمتهنون كتابة رسائل نيابة عن أصحابها. ضبابية تكتنف مصير طفلة شوهِدَت آخر مرة برفقة والدها.
"الاغتراب القسري" عنوان تكرر طرقه عبر أكثر من قصة؛ في اقتباس لجانب من معاناة عايشتها تلك الأقلام.
تفاوت معدل مؤشر التشويق.
مواضيع متنوعة. مخيلة خصبة. لغة غنية. مشاهد خادشة للحياء العام.
استغراق في وصف تفاصيل غير منتجة أحياناً.
نهايات تتأرجح بين مبهم وصادم وتقليديّ.
الجو العام لمعظم القصص، يشبه ما خطه قلم "أسامة المسلم" في "مخطوطات مدفونة" ونمط روايات "ستيفن كينغ".
---
اقتباسات:-
"تأملتُ كيف أن حياتي هامشية كحرف صامت في كتاب مُهمَل آخر مكتبة مهجورة". (٩٢).
"إذا كانت الحياة ستعلمك الكثير فإن السجن سيعلمك كل شيء". (٢٢٠).
"جميعنا نفتقر إلى الحقيقة ونركض خلفها، ولكن في كل مرة نقترب منها نبتعد عنها أكثر، في كل مرة تأتينا بأسئلة مستعصية أكثر". (٧١).
---
صدرت الطبعة الأولى عن منشورات تكوين سنة (٢٠٢١). تقع في (٢٥٠) صفحة. محتوى متنوع بين غموض وجريمة ورعب نفسي.
مبادرة طيبة وتشجيعية .. لكن على الرغم من اختلاف الاشخاص والاقطار الى ان النهايات تتشابه لدرجة اني كنت اتوقع النهاية وكأن الكاتب واحد مما بعث في نفسي الملل . . و لكن اود ان اشيد بقصص اعجبت بها : - متاهة الافكار (مريم منصور) لابداعها في الحوارات - خيانة (عاليا محمد صالح) لجمال تسلسل الاحداث - مخترع القسوة (فاطمة حسين) لنهايتها الغير متوقعه . . في المقابل هناك قصتين -اتمنى ان يقبل النقد مني - كانت تخلو من الادب والحياء و الفائدة او حتى المتعة، بالمختصر لم استفد منهم شيء، تمنيت لو لم تكن ضمن هذه السلسلة- قصة شماعة الأمل و ايام عاديه لشاب في الحادية والعشرين
أشرعة البعيدة/ مختارات من القصة القصيرة الإرترية 254 صفحة
"المكتوب باين من غلافه" أصوات عديدة من بلد واحد، هناك في القارة السمراء وتحديدًا من "إرتريا" الجميع مقيم خارجها لكن ولدوا في مدنها وكتبوا عنها. شباب يجدون الفرصة ليقدموا لنا في هذا الكتاب قصص قصيرة رائعة في ثيمه متشابهة نوعًا ما ، لغة جميلة وبسيطة ومعاني عميقة.
مشروع "حجي جابر" مع "منشورات تكوين" كان له ثمرته بعد برنامج تدريبي في الكتابة الإبداعية. - قراءة كانت ممتعة ورائعة جدًا ، كتصميم الغلاف الذي كان بسيطًا ورائعًا أيضًا.