تدور أحداث هذه الرواية التي تقع في ٢٥٤ صفحة في العاصمة العراقية بغداد، وإحدى الدول العربية المجاورة للعراق بعد احتلاله عام ٢٠٠٣، حيث يعيش الأبطال حالة من الإلتباس بين هموم الحاضر وذكريات الماضي، الذي يفرض نفسه على كل تفاصيل يومياتهم. بأسلوب يجمع بين الواقعية والخيال، الذي يتخذ أشكالا متعددة من السحرية إلى التأويل الفيزيائي للعوالم المتوازية ليمضي الأبطال في رحلتهم لاقتراح حياة ممكنة. الرواية ليست امتدادا لأحداث ساعة بغداد رواية الكاتبة الأولى، وإنما هي امتداد زمني لشخصيات جديدة، وظروف ،
مختلفة، وأمكنة متباعدة بين جسرالجمهورية، حيث مدرسة راهبات التقدمة العريقة، ومحلة الاعظمية أهم أحياء بغداد القديمة.
كل التحايا لمن يعرف كيف يروي قصته ،لمن يصنع من نيستولوجيا الحياة باقة ورد خالصة تعبق بروح السرد وهكذا كانت (شهد) في هذه الرواية ،صنعت حنيناً به شجن بروح روائية مبدعة كما أن التطور التكنيكي عن الرواية السابقة برغم روعتها ملحوظ والعبارات التي استخلصت كانت أكثر خبرة وتأني بغداد الجريحة بروح أهلها الكرام عندما نزحوا في (المحطة الوسطى) ليتشظوا لاحقاً في بلاد الله الواسعة يحملون حنين الماضي الذي لن يرجع ووجع المستقبل القادم كان هنا في هذه المرحلة (الوسطى) بسيائتها الكثر وحسنناتها التي قلت ، عندما يضطر من كان في العلياء أن يقبل بوسطية العيش أو دونها طلباً لكرامة وهرباً منن مآلات موحشة ....الف تحية للكاتبة على هذا النص الذي كانت صورته حزمة ورد
مالذي يجعل من هذه الكاتبة روائية مختلفة؟ لماذا لا نستطيع مقاومة جاذبيتها ونتجاوز كتبها مثلما نتجاوز عشرات العناوين الأخرى؟ منذ أن وصلتني الرواية صباح الأمس، وأنا لم أستطع الابتعاد عنها. شهد لا تكتب مثل الآخرين، ولا تكلف نفسها في اللغة، ولا تتصنع اللعب. فهي تكتب لنفسها أولًا ، تكتب بمشاعر صادقة وعميقة فمنذ المشهد الأول ل " فوق جسر الجمهورية" تأخذنا بمشهد سينمائي للحظة سقوط بغداد تمرر الكاميرا نحو مدرستها " ثانوية العقيدة" وتنسحب تدريجيا إلى بيت الجد عالمها الاجتماعي. وهكذا تنطلق بنا في رحلة من عدم التوقعات، كل شيء يحدث بقوة ويتحول الى بداية لاحداث جديدة. مثلما بقيت أتذكر عمو شوكت ونادية وبرياد والمحلة في " ساعة بغداد " سأتذكر سامو وداليا ومصطفى والأب في " فوق جسر الجمهورية " لان شهد لا تخترع شخصياتها وإنما تنقلهم من الواقع بكل حيويتهم الى الكلمات . في روايتها الأولى قدمت نفسها الى عالم الرواية بنجاح، وحصدت مقابله على النجاح المحلي والعربي والعالمي حيث الترجمات الى اللغات العالمية وحيث الجوائز المرموقة، كما ذكرت في فيديو لها قبل اسبوع . وفي هذه الرواية تعلن شهد ولادة رواية جديدة، واسلوباً جديداً وحضوراً راسخاً . أتمنى منها أن تعمل على رواياتها القادمة منذ الان ، وأن تأخذ وقتها كما أخذته في هذه الرواية .
اقتباسات
"يكون الموت موحشاً، لأن الميت، هو مجموعة الأماكن الخالية للناس الذين عرفهم في حياته. كل شيء من حوله، هو فجوة غيابات لا آمل في ردمها."
" لا أدري كيف تحول العطف والشفقة إلى هذا الحب الذي لا آمل منه. هكذا أنا أحبك بلا أمل، وهكذا يجب أن تعرفي ما معنى أن يحبك أحدهم بلا أمل."
" ما كان يحزنني يا صغيرتي هو أنك طيبة وتندهشين لأبسط الأشياء. تفتحين عينيك على اتساعهما عندما تسمعين قصة أو حدثاً عادياً. هل تريدين أن أقول لك رأيي بصراحة؟ كنت ساذجة وبشيء خفيف من عدم التركيز، تعيشين قصصاً كثيرة في خيالك، وتحكين لي عن أشياء لم تحدث"
حتى الساعة الخامسة وعشرين دقيقة صباحا كنت أعيش حلما كتبته شهد الراوي أخذني مرة أخرى إلى عالمها الخاص وعن بغدادها الخاصة التي لا يمكن رؤيتها الا في الأحلام، بعد أن أبتعدت صورتها عن الواقع وغابت في التفاصيل، تعود شهد وبذاكرة وخيال فريدين وتقبض عليها وتضع أمامنا وتقول: لا تتوهموا هذه هي بغداد. .تبدأ أحداث الرواية فوق جسر الجمهورية، وتتوقف فجأة فوق هذا الجسر، الذي يعيش لحظات الجمال والنوارس والأغاني والغزل والحرب كذلك. تركت الرواية جانبا ونمت لأستيقظ هذه اللحظة، وأكتب بعيدا عن شحنة العاطفة والأنفعال النفسي والحزن العميق والسعادة السرية التي تسربت إلى روحي. ونمت وبقي الحلم مستيقظا في الراوية وبقيت بغداد تستنشق هواء النهر والجسر هذه رواية مكتوبة بحبر الفراق والغربة والحب والحنين. ومكتوبة بحبر الحقيقة التي تعرف شهد الراوي العزف على حروفها بقوة وبطريقة فريدة. بعيدا عن عالم روايتها الأولى، تأخذنا شهد هنا إلى بغداد بعين ناضجة وذاكرة حساسة وخيال متدفق يختلط فيه السحر مع الواقع.
شكرا الف مرة لهذا الجمال الحزين. وشكرا الف مرة لأن بغداد تتكشف بين حروفك مثل حكاية خالدة لا تريد أن تغادر .
كم مرة تقرأ رواية وتتمنى ان لا تنتهي لانك تعلقت بابطالها واحداثها وعشت تفاصيلها لحظة بلحظة. كم مرة تمنيت ان تكون النهاية ليست كما وضعها الكاتب . هذه واحدة من الروايات التي تمنيت ان تستمر بلا نهاية أو على الاقل ان تكون النهاية مثل ما توقعتها لكن للكاتبة رأي آخر لا يحقق كل امنيات القاريء . هل احبب داليا؟ هل احببت الام الغائبة؟ هل تعاطفت مع الاخت الصغيرة؟ هل انزعجت من حدة الاب واسلوبه الجاف ؟ هل تعاطفت مع سامو ولغته غير السلسة ؟ هل احببت مدرسة العقيدة وتمنيت ان اكون احدى طالباتها ؟ هل سحرتني شخصية ماركو وتصرفاتها الغريبة؟ هل عشقت الجد والجدة وبينهما على النهر ؟ هل تخيلت شكل مصطفى كأني اعرفه جيدا ؟ ماذا عن الاستاذ ؟ في هذا العمل الثاني لشهد الراوي تعلب مرة ثانية باعصابنا وتشدنا الى ماضي نريد ان ننساه ولكنه لا ينسانا . كيف ينسى الانسان مدينته ؟ تقيمي هو اربعة نجوم لان النهاية جعلتني اعيش ساعات من عدم التركيز . رغم انني اعرف انها تستحق خمسة نجوم .لغة قوية وفيها ملامسة عميقة للمشاعر وفيها دموع وابتسامات والام لا تنتهي . هل هذا هو قدرنا نحن العراقيين ان نتعلم من قسوة الحياة . حتما ساعود لقراءة هذه الرواية بعد عطلة رأس السنة وربما سأقرأها مرات ومرات .
I didn't cry! .. but I was still emotionally attached to the lovely characters and their story. Initial thoughts: Did it just end?? When I turned the page expecting the next chapter, it was blank. I kept rereading the last page, hoping to get that final 'end' feeling.. but I didn't. Although it was a bit abrupt for me, it didn't bother me so much. It kind of plays on another aspect in the book. a long time will remember great characters here , Samo, Dalia , Mustaffa, Sarah.. the grandparents.. and the great lovely mother without forgetting the father as well.. without any doubt it’s one of my favorite books forever.
تحت جسر الجمهورية اريد ان ابني كوخ واجلس على النهر واعيش مع طيور النوارس متمنيه ان ارى ماكتبت الدكتورة شهد بام عيني. رواية خياليه فيها من الصدق والمشاعر ما يفوق الخيال. اخذتني صفحات الروايه برحلة حزن وشفاء روحاني حقيقي. صفحات الروايه الاوليه رسمت لي مشاهد رائعه عن بغداد في تاريخ الراويه ومشاهد حزينه عن بغداد في تاريخ كل شاب وشابه عراقيه. عندما توغلت في عمق الروايه بدات الصور تتوضع من ناحية والغموض يشتد من ناحية اخرى، سامو الظمير العبقري لكل انسان عراقي كان من اكثر الشخصيات التي شدتني وهزتني. في كل سطر وكل جملة ارتسمت امامي لوحة فنيه كامله لمقطع حياتي لهولاء الذين سردت قصتهم. سالني صديق لي، "هل قرات الروايه؟" قلت: اكيد. سالني اذا كان فيها من الحزن كثير خاصا وهو مقبل على سفر، تاركا اهله، بلده والاحباب. قلت له: لا تقرا الروايه يا مصطفى فهذا الروايه ستقلب الموازين، ستؤجج المشاعر، واذا كنت تريد الرحيل سترغمك على البقاء. نعم هي هذه النوع من الروايات التي ترغمنا على البقاء والمحاربة لحب الوطن، البقاء والنضال لاجل بيت العائلة وجدرانه العتيقه. رواية صغيرة لساردة تشاركنا بكل صدق ابشع وانقى مايجعلها انسانه. كنت اتمنى ان ينتهي الكتاب عندما بدئته وكنت اتمنى ان لاينتهي عندما اوشك على الانتهاء. كافكا يقول في احد رسائله الى ميلينا "على الماضي ان يظل ماضي في عمق الزمن." وانا اقول لك يا دكتورة شكرا لجلب ماضينا الى الحاضر ولعدم تركه في عمق الزمن هناك.
“تناول الرواية حياة ثلاثة أجيال متزامنة من عائلة بغدادية تشهد لحظة اجتياح بغداد في نيسان ٢٠٠٣ إذ يعلو دخان الحرب فوق الجسر، وتفر النوارس من جهة المدرسة التي تخرجت منها الأم وأبنتيها، فتعود الحياة غريبة . ويأتي الهروب طريقاً للخلاص في جغرافيات جديدة . الحب والموت والصداقة وتداخل العوالم الموازية والمصائر المتقاطعة في أصوات متعددة، تحتل فيها الساردة مساحتها الأكبر، ثم تتوقف طويلا لتستمع الى صوت غياب الأم، الذي يحمل كل ذلك الحنين، ويسلط الضوء على طفولتها المنسية في الأماكن الحميمة
من اين يمكن لي ان ابدأ مع هذه الرواية المحيرة في حزنها واسلوبها واحداثها ومفاجآتها . ابدأ من مارگو فراشة المدرسة الشخصية التي تدخل احلامنا بعد ان نتعرف عليها ؟ اتحدث عن سامو الانسان الذي يقول الحقيقة ويكررها ككلمة وكسلوك. ام ابدأ من الساردة التي تدعي السذاجة ولكنها تأخذنا الى التفاصيل وتتلاعب بخيالنا وتعلمنا كيف ترى الحياة من خلال براءتها. اتحدث عن الام وهي تخاطبنا من الحياة الاخرى. ام عن الاب المشغول بالفيزياء والالكترونات والعوالم المتوازية . هل اتطرق الى محنة مصطفى وحياته الغامضة وروحه المرحة وهجرته الحزينة . ام انني يجب ان اكتفي بداليا واطير معها في احلامها الباريسية وشقاوتها وروحها ��لتي تحب الحياة على طريقتها لكن للحياة طريقة ثانية لا تناسب مقاس داليا . هل انشغل بالاماكن بين دروب الاعظمية وجسر الجمهورية وثانوية العقيدة واصعد على القمر الصناعي واشاهد بغداد من السماء محلة محلة و��ارعا شارعا وبيتا بيتا. ام امسح دموعي وانام الليلة لعلي التقي احدى شخصياتي المفضلة .
ابدعت شهد واثبتت انها روائية على المستوى العالمي الذي وصلت اليه
اقتباسات
"يكون الموت موحشاً، لأن الميت، هو مجموعة الأماكن الخالية للناس الذين عرفهم في حياته. كل شيء من حوله، هو فجوة غيابات لا آمل في ردمها."
" لا أدري كيف تحول العطف والشفقة إلى هذا الحب الذي لا آمل منه. هكذا أنا أحبك بلا أمل، وهكذا يجب أن تعرفي ما معنى أن يحبك أحدهم بلا أمل."
" ما كان يحزنني يا صغيرتي هو أنك طيبة وتندهشين لأبسط الأشياء. تفتحين عينيك على اتساعهما عندما تسمعين قصة أو حدثاً عادياً. هل تريدين أن أقول لك رأيي بصراحة؟ كنت ساذجة وبشيء خفيف من عدم التركيز، تعيشين قصصاً كثيرة في خيالك، وتحكين لي عن أشياء لم تحدث.
بلغة مرهفة ومشاعر صادقة نقطع الجسر مرارًا إلى ما قبله مرة وإلى ما بعده مرة ونقف طويلًا في منتصفه في حضرة الغياب والشجن والفقد. استخدمت الكاتبة الجسر ك زمن مستعار والذاكرة بحلوها ومرها كمسرح أحداث.. العائلة والحب والتيه والوطن كظلال لتكتمل اللوحة وتتخذ شكلًا من أشكال الحنين. أحببت هذه الرواية بكل شخوصها وما فيهم من تيه وحب وانتماء لوطن تركوه ولم يتركهم :) 🤍
I admit I was drawn to this novel by its gorgeous cover this novel is absolutely fantastic. What an intriguing idea to tell a story of a family, especially of a complicated bond between two sisters and connect it with a story of the death of their mother that seems to be in the background but which in fact plays the major role in the characters' lives! the "grand house" of grandpa in fron of Tiger river. A tenement house which was built over 70 years ago, love everything about it, appreciate the people called it "picasso house" therefore, at first seemed to me one of the most beautiful houses one can imagine. I understood Shahad's idea behind her story. And I loved it. For me, this was one of those novels that you start and you think you know what to expect, and then you are given a most unannounced treat.
رواية : فوق جسر الجمهوريه الكاتبه : شهد الراوي بدمج الذكريات بالواقع و باسلوب كتابة المذكرات يسرد الراوي العليم والصوت الوحيد بالروايه اكتر من مائة صفحه رتيبه عن الفقد والخوف والغربه .. الي ان تظهر شخصيات مثل داليا وسامو ورفاق الجامعه .. في صفحتين يقربنا سامو من شخصيات الروايه ويحكي ما ينعش الصفحات وما يحتاجه القارئ ليرتبط بشخصيات الروايه .. سامو من اجمل الشخصيات التي مرت علي في قرائاتي تلك الفتره فهو رغم انه كالشبح او كالخيال الذي يظهر ويختفي .. بكائه بلا دموع الا ان انسانيته تخطت كل الحواجز يساعد من يحتاج يحب ويكره وينتقد دون خوف يحزن لرمي حذائه القديم لانه يحمل ذكريات خطواته في مدينته الحبيبه بغداد يحمل رفات الام ويعيدها لتدفن في تراب مدينتها لان الغريب يموت مرتين واحده عندما يغيب عن العالم والثانيه عندما يرقد تحت سماء لا يعرفها .. يعود سامو لبغداد ليستمر في التصوير والتسجيل ويعبر الجسر ذهابا وايابا .. الجسر الذي بدأت معه الروايه بعبور دبابتين امريكيتين مزقت المدينه واجبرت الكثيرين علي النزوح والهجره وهو نفسه مشهد النهايه بالتفجير الذي تم عليه وماتت معه ابنة الخاله الغاليه لم يكن لها رفات تدفن بل صعدت مباشرةً للاكوان الموازيه كما يقول الاب عالم الفيزياء ..بالنسبه لصورة الغلاف احترت في معناها ولِم ترمز وسبب الاختيار الي ان وصلت للصفحه ١٣٤ والتي يدور فيها حوار متخيل لذكري ذهاب الام مع بطلة الروايه الي ثانوية العقيده لتقديم اوراقها لتدرس بنفس مدرسة الام ثم ذهبا بعد تقديم الاوراق الي مطعم واثناء جلوسهما لتناول الغذاء امعنت الام النظر من تحت الطاوله الي الحذاء والجورب وحركة اقدام ابنتها المسرورتين وكانت فرصه وذكري جيده لتخبر كل منهما كم تحب الاخري .. ام لماذا علق هذا المنظر بذهن الكاتبه واختارته غلاف لا اعرف .. تقع الكاتبه في خطأ تكرار الكلمات والجمل والمواقف .. فالكلام عن ماركو يتكرر وعن خالتها وعن ابيها عن بيت جدها وعن مدرستها عن النهر عن القارب وعن الزورق وعن النورس عن الشال الكحلي و عن داليا .. تكرار دون اضافات تستدعي اعادتها علي القارئ .. اجبرتنا الكاتبه ان نعيش مراهقة فتاة تعالت حتي عن ذكر اسمها او اسم المدينه التي هاجرت اليها مع ان الكاتبه نفسها تسخر من رواية روميو وجوليت لشكسبير وتصفهم بالمراهقين وتصف روايتهم بمسرح جرائم .. ولكن في النهايه تسرق الروايه جزء من اهتمامك وتفاعلك لصدق عرض الاحاسيس ووصفها بدقه وتفصيل .. ربما كانت بغداد ومأساتها تستحق اكثر من الصفحات القليله الاخيره التي وصفت شوارعها والحياة فيها بعد الاحتلال .. لان ضياع بغداد هو الم كبير يعتصر كل مثقف عربي يعرف قيمة بغداد ويعرف مقولة طه حسين القاهره تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ هذا التكامل الثقافي الذي شرذم وقُطع ومازال
تجربتي الأولى مع شهد الرواي على الرغم من ان اسمها لمع قبل فترة ليست ببعيدة ، على الأخص بعد روايتها (ساعة بغداد) إلا انني لم أجد الحماس الكافي للخوض في عالمها
جائني الكتاب "هدية من صديق" فشرعت بتقليب صفحاته دونما اي رغبة بالقراءة الجادّة اشعرتني الرواية بالملل. وتباطأتُ في مواكبةِ الأحداث. وصلت للصفحة ال130 وما زالت الرواية تفتقر لوحدة الموضوع وخالية من أيّة حبكة حتى ان ( شهد الرواي ) لم تصوّر الحرب وتأثيرها كما يجب ان تكون. على نقيض الكاتب أحمد سعدواي في ( فرانكشتاين في بغداد)
لم اجد فيها غير يوميات شابة مازالت في طور التصديق والتسليم برحيل امها، وبعض التفاصيل الرتيبة التي تشعرك بالملل كأن الرواية ستستمر الى الأبد بسرد الأحداث
لماذا يا داليا ؟ لقد احببتك بجنون من تشبهك وانتظرك تفعلين ما كنت احلم به في مراهقتي . لماذا ؟ النجوم الخمس لك وحدك ولتذهب المؤلفة الى الجحيم . شهد الراوي لن احبك بعد الان .
ساحرة ساحرة ساحرة وكم تمنيت ان لا تنتهي . لم اكن اتوقع النهايات ( وليس النهاية) ولكني اخيرا استسلمت للامر الواقع . وصف جميل ولغة رائعة واحداث متداخلة وخيال طفولي مدهش
(((للمرة الأولى التي رأيت فيها النوارس من شرفة بيت جدي، سمعت جدتي تقول إن هذه الطيور تولد من رغوة الماء التي تصنعها الأمواج وبقيت هذه الفكرة في رأسي. حتى بعد أن عرفت الكثير عنها لا يمكنني فصل النوارس عن النهر، كما لا يمكنني تذكر مدرستي دون أن أرى مارگو تتجول في ممراتها، أو تجلس بصمت تحت جذعي الشجرتين المتعانقين في الحديقة الداخلية، فوق رأسها يحلق نورس أو نورسان أو أكثر، أو تتمشى في الساحة أو تنزل نحو سرداب المدرسة الذي كان يمثل عزلة الراهبات في زمن بعيد. أتذكر عينيها الصغيرتين وجبينها المجعد وخديها المتهدلين وهي تدخل الصف تحمل أوراقاً من المديرة. تضعها بين يدي مدرستنا وهي تمرّر نظرها على وجوهنا واحدة بعد الأخرى كأنها تتأكد من أننا نحبها فتبتسم لكل منا ابتسامة غامضة ونعيد لها الابتسامة كما لو أننا نخبئ سراً مشتركاً)).
بلغة جميلة جداً لامستني كثيراً قرأت لـ شهد الراوي رواية قصيرة أعادت لي وجع فقد أمي من جديد وكأنه كان أمس والألم يعتصر قلبي بكل كلمة كتبتها عن فقد سهاد وكأنها أمي أنا التي رحلت ولازلت أفتقدها ليومي هذا💔.
رواية كتبتها لنا شهد ببساطة وسلاسة كأنها فيلم سينمائي قديم بدأ بلحظة سقوط بغداد عبر جسر الجمهورية مروراً بالمحطة التالية للعراقيين التي تسبق الشتات في بلاد الله الواسعة بعد دمار بلدهم، واصفة لنا مشاعر أسرة صغيرة مكونة من الأب والأم والأبنتين نازحين من دارهم بعيداً عن أهلهم وأصحابهم هرباً من الحصار الذي ضاق عليهم بأقل أمتعة ممكنة وبقايا ذكريات لمستقبل مجهول موقنين انه أفضل من حاضرهم بلسان ابنتهم الكبرى التي تروي لنا ذكريات ثلاثة أجيال متزامنة وما حدث لهم بعد ذلك بجمال وعفوية أسرتني كثيراً وأوجعتني😭.
السرد جميل جداً مليء بالاقتباسات لكن الحبكة بسيطة سطحية ينقصها شيء ما وددت لو أكتملت لمنحتها النجوم كاملة، تستحق ثلاثة نجوم والرابعة للإقتباسات الرائعة التي وردت في روايتها
تستحق القراءة فالرواية خفيفة لا تأخذ الوقت الكثير شرط أن يكون القلب حديد وليس بـ يتيم💔 . . . . . . 01-07-2024
شهد تجيد صناعة الحدث بروح عراقية عميقة . تتلاعب بالمشاعر والعواطف. وتنقل ابطالها من حالة نفسية الى اخرى. وتجعل القاريء ينسى نفسه أنه يعيش في رواية. حتى الخيال والمعجزات التي تدخلها في مسار الاحداث كأنها تحدث أمامنا. وبهذا تؤكد لنا أنها ليست مجرد هاوية، كتبت ((ساعة بغداد)) وكسرت القلم . لا أبداً، فشهد في الطريق الى تحقيق ما عجز عنه الكثيرون. بانتظار الاعمال القادمة ليتأكد توقعي الذي لا ينتابني الشك به.
حكاية أسرة عراقية نازلة لأحدى دول الجوار . ذكريات متعاقبة لبطلتنا بعد نزوحها و وفاة امها عن الحياة في بغداد في بيت الجد و يومياتها في البلد المستقبل مع والدها و شقيقه و ابنة خالتها . العمل يلفه الحنين للماضي و حلاوته و حنين للمكان و الشخوص التي تترك بصماتها على الذاكرة .
"لا يمكننا العودة إلى الوراء يا أبي، كل شيء بقي هناك، كل الذكريات بقيت منسية فوق ذلك الجسر".
أعود من جديد وبعد زمن ليس بالقصير إلى لغة "شهد الراوي" وعبقرية تعابيرها ولطافة حسها بالسرد والتدوين مع روايتها الثانية هذة، فقد كانت قرائتي الأولى ومعرفتي لها جاءت من خلال روايتها الأولى "ساعة بغداد" في سنة ترشحها لجائزة البوكر للرواية العربية والتي كان لها صيت عالي ورواج كبير وقت صدورها، والتي حضيت بفرصة قرائتها في ذات العام الذي صدرت به وأعجبت جداً بمحتواها وسلاسة السرد في فصولها، لأجدني مفتوناً من جديد من خلال هذا النص كذلك برشاقة لغتها في التعبير ولطافة حسها في السرد وهي تستسقي أحداث روايتها هذة من ذاكرة عراقية لفتاة شابة غادرت "بغداد" بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م حيث تسترجع بطلة روايتها في هذة الرواية ذكرياتها في "بغداد" من خلال ذكرياتها في "البيت الكبير" وهو منزل جدها وجدتها التي كانت تلجأ إليه بعد أن بلغت سن الرشد وورثت فيه غرفة أمها وأصبح ذلك البيت منزلاً آخر لها، كذلك يأخذنا شريط الذكريات إلى يومياتها في الشوارع الخلفية للأعظمية وأزقتها و"جسر الجمهورية" وكذلك ذكرياتها مع صاحبتها وإبنة خالتها "داليا" في "البيت الكبير" و"ثانوية العقيدة للبنات" وفرّاشة المدرسة "ماركَو" والحكايا التي كانت تدور حول المعجزات التي إرتبطت بإسمها وأصبحت تدور حول سيرتها وقدراتها الخارقة في التنقل بين جسور المدينة وأدوار المدرسة وطوابقها وكل ما يأتي بذكرها من حكايا وذكريات إرتبطت بها، وكذلك تأتي بالذكر على سيرة والدتها التي تبقى روحها حاضرة على إمتداد السرد رغم وفاتها بعد أن حملت الأسرة بما فيها الأب والأم وبطلة الرواية وأختها "سارة" حقائبهم مغادرين "بغداد" بعد الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م إلى بلد من بلدان الغربة الصعبة لتفقد الأسرة وطناً آخر هي "الأم" التي توفاها الله عقب وصولهم لبلد الغربة بأسبوع لتعيش الأسرة في دائرة من الضياع كلٌ يدور في عالمه ويعيش مرحلة التأقلم مع رحيلها بطريقته حتى يغدو التألف مع فقدانها أمراً مألوفاً لأن خيالها صار يحوم حول أفراد تلك الأسرة فروحها أصبحت حاضرة على الدوام يستأنسون بها في أحاديثهم عنها وذكرياتهم التي تربطهم بها حتى أن بطلة الرواية حين تأتي على ذكرها فهي تذكرها وكأنها هيكل موجود على قيد الحياة وما زال يعيش في كنفها وليست روحاً غادرت هذا العالم إلى الدار الآخرة ومبتغاها الأخير.
في منعطفات الرواية يبقى الحضور الأقوى لروح الأم بارزاً على إمتداد السرد، فيأتي مرة على هيئة ذكرى، ومرة في حديث جانبي بين أفراد الأسرة، ومرة في حلم حاضرةً فيه كروح تطمئن فيه على بناتها وزوجها العزيز، ومرة تأخذ الأم دفة الحديث في فصول الرواية مستذكرة أحداثاً مضت من تاريخ الأسرة وذكرياتها في "بغداد" أو سنوات الطفولة والنشأة لبطلة الرواية، وأنت كقارئ تتقلب بين الوجوة المتعددة التي تتشكل من خلالها الأم لتنقل لنا صور ومشاهد مختلفة لأسرتها العزيزة التي غادرت كنفها إلى مثواها الأخير بجسدها لكنها بقيت حاضرة بروحها داخل أذهانهم ووسط محيط حياتهم.
تدون بطلة الرواية كل حدث وذكرى وشعور يختلج صدرها في دفتر يومياتها حتى تأتي والدتها في الحلم لتنتزعه منها وتقرأ فيه عن الأحداث التي تصادفها في حياتها وعن كل شعور يقابلها في لحظة من اللحظات التي تعيش داخلها ولتتعرف على كل جديد يحدث لأسرتها ولتكون هذة اليوميات بمثابة الباب الذي تعبر من خلاله للإطمئنان على أفراد أسرتها وعلى رأسهم إبنتها الكبرى التي هي عمود هذا النص وصاحبته، وتدخل شخوص كثيرة وسط أحداث تلك اليوميات بين الدكتورة "ورود" وهي دكتورة "سارة" في الجامعة بينما تشعر بطلة الرواية بأن علاقة "سارة" مع الدكتورة "ورود" هي السبب في إبتعاد الأختين عن بعضهم البعض وبرود علاقتهما مع مرور الوقت، بينما يلعب "سامو" قريب العائلة دوراً ثانوياً في المشاهد الخلفية لكل حدث يدور في محيط تلك الأسرة، وتحضر أسماء وتغيب أخرى بين مرحلة وأخرى من الزمن من بينها صاحبتها وإبنة خالتها "داليا" التي تنتقل مع أسرتها للعيش في منزل قريب من منزل بطلة روايتنا هذة في بلاد الغربة لتكون شريكتها في التجارب التي تخوضها في محطات الغربة الصعبة كما كانت شريكتها في المرح والمشاغبة والنضج في سنوات الطفولة والنشأة في "بغداد" وبين أحداث اليوم والأمس يمر شريط الذكريات بين كل فصلٍ وآخر مستعرضاً ذكرى حميمة كانت "داليا" طرفاً فيها ولعبت في تفاصيلها دوراً أساسياً، كذلك تأتي على ذكر "إيلاف" أعز صديقاتها في سنوات الدراسة وعن تولعهم المشترك بأغنيات "هيثم يوسف" وصوته وحسه الشاعري في الطرب والغناء.
يمارس رب الأسرة ووالد بطلة الرواية عمله كمحاضر في الجامعة لمادة الفيزياء بينما تدرس بطلة الرواية الإنجليزية في الجامعة أما أختها "سارة" فتدرس الطب في الجامعة كذلك، وتأخذ الحياة مسارات متعددة بين مهنة رب الأسرة والتخصصات التي تدرس فيها كل إبنة، فينتقل النص في مسارات فيزيائية وتتأمل بطلة الرواية نصوص الأدب والكلاسيكيات الإنجليزية وتشرح "سارة" جسد العائلة وهيكلها كما هي تشرح جسد الإنسان وبنائه من خلال دراستها للطب كل يوم في الجامعة وبمساعدة دكتورتها ذات الأصول العراقية المفضلة "ورود"، وتحت سقف واحد تتشارك أفراد الأسرة معرفتهم ومعلوماتهم الجديدة حول كل ما يتعلمونه من علوم الفيزياء والطب واللغة الإنجليزية، ويدور مسار الوقت وهم على مائدة الطعام في وجبة غداءٍ أو عشاء يتشاركون يومياتهم ومعلوماتهم حول ما فقهوه وأدركوه من خلال دراستهم وعملهم محاولين الربط بين ذلك مع واقعهم المعاش في بلد جديد وبهويات جديدة.
تقع بطلة النص في سيناريو مسرحية عاشقيها الذين لا يتوقفون عن التودد إليها بين أستاذها في مادة الأدب بالجامعة وبين زميلها في الدراسة الشاب العراقي "محمود" وهي سعيدة بأن تكون محط إهتمامهم أن تتلاعب بأوتار العاطفة ما بين شد وإرتخاء بينما تحثها إبنة الخالة "داليا" على أن توطد علاقتها بـ "محمود" فهو بنظرها جدير بالحب والإهتمام، لكن بطلة هذا النص لا ترى نفسها معشوقة لأحد بل تفضل أن تعيش حرة طليقة دون أن تتقيد بقيود الحب والعلاقة، وفي وسط تلك المسرحية تُحضر "داليا" لها مفاجأة من نوعاً خاص حيث ترتب مسألة حضور جديها لزيارتهم في بلد الغربة فتتفاجئ بطلة النص بهما وهم يعبرون بوابة صالة القادمين في المطار وتحل ساعة حضورهم مرحلة جديدة من تأبين والدتها فقد تم الإعتراف رسمياً الآن بموتها عقب أن كان الخبر مغيباً عن جدها وجدتها، وينسرد شريط الذكريات من جديد فتأخذنا البطلة لتلك الأزمنة البعيدة التي كان فيها حضور الجدة والجد ككيان ثابت وقوي وسط محيط العائلة أقوى وأكثر تأثيراً قبل أن يأتي عليهم الزمن ويكبرون لدرجة الهَرِمَ، وترسم "شهد الراوي" من خلال ذلك وعلى لسان بطلتها صور جمالية للأوقات التي تمضي ولا تعود، للأزمنة البعيدة كل البعد التي لفها غبار الماضي وأحاط بها عجاج السنين، بينما ننظر للجد والجدة من خلال منظور البطلة في تلك الذكريات العتيقة.
مع إنتهاء فصل الصيف من تلك السنة تجد بطلة النص نفسها وحيدة ومعزولة فقد غادرها الجميع وتركوها وحيدة لا أحد يؤانسها في وحدتها، فأختها الصغيرة "سارة" وقعت في الحب وتسعى إلى الإرتباط بعد أن صادفت معشوقها في رحلة إلى كردستان، بينما يفصح والدها بأنه مغروم بسيدة بلجيكية من ماضيه العتيق ويعزم على الزواج بها، و"محمود" قرر فجأة بأنه عازم على السفر بحثاً عن فرص معيشية أفضل في بلد آخر من بلدان الغربة بعد جلسة مصارحة إعترف فيها بحبه لها وبحقيقة ماضيه وحاضره، ورفيقة عمرها وإبنة خالتها "داليا" غادرت إلى بغداد مع جدها وجدتها حالمين رفات والدتها ليتم إعادة دفنه في أرض الوطن، و"سامو" حمل حقائبه معهم وعاد إلى بغداد في محاولة منه لإسعاف ما تبقى من صور للوطن في ذاكرته، لتجد بطلة النص نفسها حبيسة المشهد كلاٌ منشغل في علاقاته العاطفية أو حمل حقائبه وغادر إلى مكانٍ ما بعيداً عنها حتى ما عاد هناك من يرد لها صدى الصوت في بلد الغربة الصعبة، لتستفيق في يوماً ما على خبر مفجع فقد حل الموت من جديد على سماء عائلتها وتخطف رفيقة عمرها وإبنة خالتها "داليا" في حادثة قصف عشوائية لجسر الجمهورية لتفارق روحها أرض الوطن والدنيا أجمع من فوق سور الجسر للأبد وتترك بطلة النص في فاجعتها غير قادرة على إستيعاب كل هذا الموت المحيط بها من كل جانب والضارب في شجرة عائلتها وفي العراق أجمع.
تؤرشف الرواية للمكان في ذاكرة الفرد فالمكان يبقى دائماً حاضراً بالذاكرة متوهجاً يحمل شكلاً فريداً ومميزاً رغم أنه قد يكون في الوقت المعاصر مكاناً مختلفاً كلياً عما سبق وقد يكون وجوده معدوماً في أحوال أخرى، فتنطلق "شهد الراوي" في أرشفة الأماكن التي عبرت من خلالها بطلة الرواية في "بغداد" في ذكرياتها وعلى رأسها مدرستها الثانوية "ثانوية العقيدة للبنات" التي كانت فيما مضى ديراً للراهبات فتأخذ على عاتقها أرشفة تاريخ المكان وتأتي على سيرته وما حل به حتى أصبح يشبه "ماركَو" بكيانه "فـ "لو تحولت هذة المدرسة إلى إنسان لكان هذا الإنسان هو ماركَو التي تشبه السنوات التي عاشتها في المدرسة" بحسب تعبير بطلة الرواية في يومياتها.
لا شيء يشبه لغة "الراوي" إلا لغتها نفسها، طريقتها بالإحتفاء بالذكريات والأماكن والبشر لا يضاهيها شيء، تكتب بلغة شاعرية تجعل من كل فلسفة معينه في أمور الحب و��لحياة والذكريات والمعيشه والفن والروح والأسرة والعلاقات والموت والفقد وكل أمور الدنيا الأخرى تتخذ شكلاً مميزاً وناعماً وممتداً بإمتداد الحلم، لأن الحياة بمنظورها لا يمكن أن تكون إلا في الذكريات، في الأيام التي خلت وولت وتركت في داخلنا أثراً عظيماً وألبستنا لباس الحنين والشوق للأيام التي كان الوقت يمر بها بطيئاً وبرتابة لذيذة قبل أن يعكر صفوه زمن الحروب والمآسي والتضحيات والموت والغربة في بقاع الدنيا على إختلاف موقعها على خارطة العالم. القراءة في هذا النص كانت ممتعة ومشوقة وحالمة كشكل الحلم في تعابير "الراوي" ولغتها.
فوق جسر الجمهورية /شهد الراوي .. ابدعت شهد هذه المرة وكعادتها بالمشاعر التي تحملها هذه الرواية ، التي اعادتني إلى غربتي و كأنها تصف حال كل عراقي عاش مغتربًا بعد حربٍ اخذت منه الكثير.. حيث اللغة المتمكنة،والوصف الدقيق وجمال الصور التي تطلقها، لتجعلني أتخيل كل شخصية بالرواية وارسم لهم صورًا داليا وهي تغني "شمعنى انتي" و اغانيها الفرنسية بلغتها السيئة أو تطلق كلمة آينشتاين على والد سارة ، سهاد الأم الرائعة التي احببتها بكل تفاصيلها وعشتُ ألم فراقها،تخيلات البطلة التي لم يُذكر من اسمها سوى الحرف الأخير عاطفتها المفرطة واحلامها وحتى غبائها احببته، مصطفى وسامو، جميعهم أحتاج وقتًا لكي أتقبل فراقهم. اشتقتُ لبغداد اكثر من خلال شهد.. على الرغم من الكثير من الاقتباسات التي اقتبستها من الرواية لكن يبقى هذا الاقتباس هو الأقرب لقلبي : هناك مدينتان يحبهما الأنسان في حياته ؛ الأولى هي مدينة نحلم بزيارتها ولم يتحقق هذا الحلم ، والثانية هي المدينة التي ولدنا فيها وغادرناها ولم نعد للعيش فيها ثانية حتى لو اتيح لنا زيارتها فلن نعثر عليها تكون قد تحولت إلى مدينة ثانية غير تلك التي نعرفها، لأن المكان ليس هو نفسه على الدوام ، المكان هو جزء من التاريخ الروحي للأنسان،وجوده الذي يتدفق على هيئة نهر أو ساقية ، ونحن لا نعبر النهر مرتين .
نهر من الدموع يجري دون توقف وقصص متداخلة لبشر عاشوا حياتهم ببساطة ولكن الحياة لم تنصفهم . ايداع وتالق واني متأكدة مراح اقرا رواية افضل خلال السنة كلها لأن ملامسة الاحساس فن لا تجيده سوى شهد الراوي
تحفة فنية ثانية من الكاتبة المبدعة شهد الراوي. لا أعرف ما سرها؟ لكن الواقعية وكمية المشاعر المرافقة لهذه الرواية رهيبة. فلولا أني عراقي، لوددت ان ازور العراق لأتمشى فوق جسر الجمهوية، واشاهد النوارس تطير حوله. ولأدخل خلسة الى ثانوية العقيدة اتخيل ماركو هناك تستغرب وجودي وتطردني. وأذهب الى الاعظمية وأدخل للبيوت المطلة على النهر، واحاول تحريك القارب المكسور عند ضفته.
الكاتبة أعطت لجميع الشخصيات حقها. أحببت حيوية داليا، وشرود الاب بعالمه، وغرابة سامو واستقلالية سارة، طيبة الجد والجدة، همسات الام الدافئة، مصطفى وتخيلي شكله وشكل أيلاف. بيت الجد والجدة ورائحة الجدران في ثانوية العقيدة وصور التي أخذهاسامو بكاميرته.
القصة أنتهت من حيث بدأت عند جسر الجمهورية. لحظتين محوريتين مختلفتين قد يجمع بينهما تشابه المأساة كلا حسب درجة تأثيره، لكن أنه تكون اللحظتين بحياة نفس الشخص فتأثيرها المعنوي محبط بأقوى درجاته؛ فواحدة مرتبطة بالمكان والاخرى بالاشخاص. الكاتبة كالعادة أبدعت في سرد النهاية على شكل كتابات مبعثرة. كنت أتوقع جزء من النهاية وحاولت تهيئة نفسي لها لكن فشلت. كنت أتمنى ان تكون النهاية بغير هذه النهاية، أن تستمر بنا، أن تحقق أحلام شحصياتها. كنت أتمنى أن اعرف ماذا يكتب سامو بشكل أوسع مما اظهرته القصة. كنت أتمنى لو أن للبطلة نهاية أخرى عن المرسوم على الاقل كقدر أختها. لكن بالاخير، الرواية تحفة فنية مليئة بالمشاعر والحيوية والواقعية. أتمنى من الكاتبة أن تغير الزمن الى وقت أخر واماكن أخرى ببغداد وتبقى على نفس الواقعية والحيوية بقصصها فهي مبدعة بذلك، وهي خير وسيلة لمن لا يعرف بغداد ليعرف اهلها وظروفها ويعتريه الفضول بزيارة الاماكن المذكورة.
الرواية الثانية للكاتبة وتتناول قصة عائلة صغيرة من ابوين وابنتين ترحل عن الوطن بعد اجتياح ٢٠٠٣ في بحث عن حياة افضل وتستعرض القصة محاولات التعايش/التصالح مع الفقد والخسارات المختلفة في الحياة والوطن والحب والعائلة وحتى مستوى الخيبات الشخصية للفرد. صوت الراوية (كما في رواية الكاتبة الاولى) متميز وقريب وكأن البطلة تروي القصة مباشرة . القصة تدور احداثها في المحطة الثانية بين الوطن والمهجر (مدينة عربية تمهد للرحيل ونقطة للاستدراك والتفكر في العودة او مواصلة الهجرة) . العراق الوطن والام كان حاضرا في كل سطر ولكن محاولات التعايش والتجارب التي تعيشها البطلة في حياتها الجامعية وفي علاقاتها مع افراد اسرتها وعلى المستوى الشخصي كانت بمثابة عتبات للنضج والشفاء والرضى. الراوية بدت وكأنها جزء آخر (غير متصل) لرواية ساعة بغداد من ناحية الحياة في العراق مابعد الثمانينات والهجرة من منظور ابطال على اعتاب مرحلة النضوج واستعراضها لمرحلة من تاريخ العراق من داخل قصص شخصية وحميمة وبريئة (لكنها غير ساذجة). الرواية الثانية غالبا ما تكون أصعب وفي قراءتي بعض الفصول احسست بأن بعض المقاطع مثل سواليف مراهقة او استطراد ثم أتفاجأ بمنعطفات في القصة تعيد تقييمي لما قرأت. هذة الكاتبة لا تكتب، بل تحلم وتدخلنا معها في احلامها ، كأن السطور رؤى نعيشها .
I absolutely LOVED this book. I was unable to put it down and was sorry to turn the last page of the story. I wish I could give it more than 5 stars. I'd love to see a movie made out of this story. It will most likely be my favorite read of this winter, if not the year, and one I will recommend to others for a long time to come.
Thank you Shahad
waiting for your third novel, don't be late please
I have read many books in my lifetime. Some are memorable because everyone agrees that they are classics and the brouhaha that is created around them makes it hard for the reader to forget them. Others are good because they strike a chord in the reader's mind, evoke strong emotions, or reminds the reader of a lived experience. Others are light and fun, written in such a way that you can only take away a phrase or two. But some, are mirrors held up to our faces and we can't avoid the stark reality that they portray, so we begrudgingly remember them even if we don't want to. This book, "Over The Republic Bridge “ has all the components of a classic.
تتناول الروائيه في هذه الرواية تفاصيل طفولته و ذكرياته في بغداد حيث تسرد التفاصيل الدقيقه من بيت جده على ضفاف نهر دجلة و ذكريات مدرسة العقيدة و تسترجع هذه الذكريات و هي في ارض الغربه و تشبه رحلتها بهجرة النوارس من بغداد و تتزامن غربتها بالبلد الغريب مع وفاة امها فتسلط الضوء بحوارات الام و الفتاة و حنينها و تصف الحياة ما بعده الهجرتين رتيبة و ما آلت اليه من فراغ ووحدة ... فتذهب البطلة لتندمج بالعالم الجديد و تتزامن شخصيتها مع صديقة الطفولة و الصبا ابنة خالتها ... ذات الشخصية النقيض حالمة و مفعمة بالحياة ... و تصادف البطلة الكثير من الاحداث الى ان تصل في النهاية لتنتهي غربة امها لترجع الى ارض دجلة و الفرات و تنتهي غربة داليا لتودع البطلة الوداع الاخير ...
رواية عراقية بامتياز من الكاتبة المميزة شهد الراوي حيث نجد الحنين الى الوطن وتفاصيل الغربة واحداث الموت والانفجارات في العراق اعتقد ان هذه الرواية افضل من روايتها السابقة ساعة بغداد والتي حققت شهرة كبيرة اعجبني وصف شعور الفقد الذي يعاني منه الابناء عند فقد احد والديهم من الرواية ( عندما يموت الناس الذين نحبهم لانشعر بالحزن وحده نشعر بالذنب ايضا بشيء من الخجل من موتهم كما لواننا نستهلك حصتهم من الاكسجين
بعد قرائتي لها هاجت مشاعري فأيقظت ذاكرة معطوبة لها نصيب من تجربة مريرة وحنين وفقد.
أكتشفت سبب كآبة السفر فجرا، عندي وعند غيري من العراقيين، هي كما سماها أحد الأصدقاء "حدث في الذاكرة الجمعية العراقية" أثناء الحرب، أغلبهم خرجوا من بغداد تاركين بيوتهم فجرا، يسيرون جماعات، يرتاحون جماعات، يتجنبون "السلاّبة" وأرتال الاحتلال جماعات، ثم الخلاص أخيرا بعد الحدود.
الرواية، بعيدا عن اسلوب الكتابة وطريقة السرد و النواحي الأدبية، أعتبرها نافذة على حياة المنفي العراقي، أجزم أن أحداثها مرت على كل عراقي أجبر على هجرة داره بعد الاحتلال العراقي، بداية من مغادرتها فجرا وحتى عقبات ما بعد الخلاص في المنفى، راوية الأحداث لم تذكر اسمها مطلقا، وكأنها نحن الذين فقدنا ذواتنا شيئا فشيئا، أما صديق العائلة فهو عين الفرد المشتت في كل واحد منا، نحن المنفيون، و هو الشتات ذاته يجوب الشوارع بحقيبته المحملة بذكريات المهجرين والمفقودين والفاقدين والتائهين بين ماضي يحنون إليه وحاضر يعانون منه ومستقبلا يخافونه، فالصديق سامو جسّد الجزء الأصيل منا، نحمله بدواخلنا على أمل أن نسترد شيئا من ذواتنا المفقودة. أما داليا، فهي عامل المواساة الذي قد صمدنا بوجوده ولكل منا داليته التي أعانته على المضي قدما، رغم النهاية.