What do you think?
Rate this book
الأشجار واغتيال مرزوق
لقد جاع منصور وتغرّب وتعب، وهو الآن يركض وراء لقمة الخبز. نعم وراء لقمة الخبر التي تحوّلت إلى شيء يشبه السراب، أما الذين توهم أنه علق مشانقهم فما زالوا في أماكنهم، يتطلعون إلى القمر وهم يتمطون بكسل، يداعبون شعور النساء وعيونهم نصف مغمضة وقد امتلأوا خدراً من النعومة والويسكي! وفي النهار تفتح لهؤلاء أبواب السيارات، ويدققون الأرصدة مثل المرابين ليتأكدوا أن كل شيء يسير كما ينبغي!
- GenresNovelsFictionLiterature
384 pages, Paperback
First published January 1, 1973
199 people are currently reading
3879 people want to read
About the author
عبدالرحمن منيف
45 books4,903 followersولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية.
قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية.
أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً .
التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى جمهورية مصر.
تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق .
في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد ، يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961.
عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة .
في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في الممارسة والرؤيا .
في العام 1963 تم سحب جواز سفره السعودي من قبل السفارة السعودية في دمشق تذرعاً بانتماءاته السياسية ولم يعاد له حتى وفاته في 2004.
عام 1964 عاد الى دمشق ليعمل في مجال اختصاصه في الشركة السورية للنفط ،" شركة توزيع المحروقات" وفي مرحلة لاحقة عمل مديراً لتسويق النفط الخام السوري .
عام 1973 استقر في بيروت حيث عمل في الصحافة " مجلةالبلاغ " لبضعة سنوات .
غادر بيروت عام 1975 ليستقر في بغداد، حيث عمل كخبير اقتصادي ومن ثم تولى اصدار مجلة تعنى باقتصاديات النفط وهي " النفط والتنمية" التي كان لها صدى كبير. استمر حتى العام 1981 حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية .
انتقل الى باريس حيث تفرغ للكتابة الروائية بشكل كامل فكانت " مدن الملح " باجزائها الاولى من اهم نتاجاته حيث غادرها في بداية 1987 عائداً الى سورية .
عام 1987 استقر في مدينة دمشق ليتابع الكتابة ، متنقلاً بين دمشق وبيروت حتى وفاته في 24 كانون الثاني لعام 2004.
قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية.
أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً .
التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى جمهورية مصر.
تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق .
في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد ، يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961.
عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة .
في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في الممارسة والرؤيا .
في العام 1963 تم سحب جواز سفره السعودي من قبل السفارة السعودية في دمشق تذرعاً بانتماءاته السياسية ولم يعاد له حتى وفاته في 2004.
عام 1964 عاد الى دمشق ليعمل في مجال اختصاصه في الشركة السورية للنفط ،" شركة توزيع المحروقات" وفي مرحلة لاحقة عمل مديراً لتسويق النفط الخام السوري .
عام 1973 استقر في بيروت حيث عمل في الصحافة " مجلةالبلاغ " لبضعة سنوات .
غادر بيروت عام 1975 ليستقر في بغداد، حيث عمل كخبير اقتصادي ومن ثم تولى اصدار مجلة تعنى باقتصاديات النفط وهي " النفط والتنمية" التي كان لها صدى كبير. استمر حتى العام 1981 حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية .
انتقل الى باريس حيث تفرغ للكتابة الروائية بشكل كامل فكانت " مدن الملح " باجزائها الاولى من اهم نتاجاته حيث غادرها في بداية 1987 عائداً الى سورية .
عام 1987 استقر في مدينة دمشق ليتابع الكتابة ، متنقلاً بين دمشق وبيروت حتى وفاته في 24 كانون الثاني لعام 2004.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 403 reviews
October 1, 2025
عقود عمل ع القفا بس العمل برههكذا لخص نجيب سرور ما أراد أن يقوله منيف بل ما قاله منيف بالفعل في نحو أربعمائة صفحة و لكن في أربعة أسطر.
هاجر وسيب البلد مفروشه للغربان
يعنى يا إما السجون يا الشنق يا الهجره
يا اما تهمه جنون يا العيشه ع الصلبان
لا يعني هذا ألا تقرأ الرواية و لكنه يعني ما يجب أن يعنيه.
قلب الرجل لا يخلو من امرأة. قد تكون امرأة حية أو ميتة. قد تكون زوجة أو صديقة. و قد تكون شيئا آخر. دائما توجد امرأة. أما إذا رأيت رجلا ليس في قلبه امرأة فتأكد أن ما تراه ليس رجلا. انه جثة تريد قبرا.و إذا مات الرجل و انقطع عمله فلا سبيل لوصله إلا بالمرأة أيضا
أجلس بوقار وراء الطاولة في نزل السعادة. من يراني لا يظن لحظة واحدة أني كنت فرانا قبل أيام. و من يتمعن في وجهي يظن أكثر أنني إنسان يفيض قلبه بالرضا. من يعرفني .. يقول: رجل تعيس لا يعرف أن يستقر لحظة واحدة. ربما غضب عليه الإله. ربما مغضوب الوالدين. و قد زادت تعاسته لما فقد زوجته.فقد زوجته و لم يفقد عقله ثم فقد عقله و زوجته معا أي الأمرين تفضل أنت؟
مرة أخرى أصرح بأنني غير موجود. ميت. غبت عن الوجود منذ فترة طويلة بقصد أن أخرج على الناس بدعوة جديدة. و لكن أخطأت كثيرا لأني لم أجد مغارة. و لم أجد شيئا أقوله للناس.أحيانا يحلو لنا أن نعيش كالأموات و لكن هل الأموات يعيشون أصلا؟ و هل يستوعبنا هذا البرزخ المزعوم بين الموت و الحياة؟ و كيف سيرانا الناس أصلا؟
أعترف لكم بأن بعض الناس يقولون أني غريب الأطوار. غامض. أما تقارير الشرطة فتصفني بالخطورة. و ذات مرة قالت امرأة عني أني لعين! و أبتسم و أنا أسمع هذه الأوصاف فأنا مجرد انسان عادي. إنسان مضطهد. عاطل عن العمل منذ وقت طويل. لي هموم صغيرة. و أحلم طول الوقت.التاريخ هو المأساة أم هو صانع المأساة؟ كيف نقرأه و نفهمه و نستخرج منه الغث من السمين إن كان هناك ثمة سمين؟
أين هو التاريخ؟ أرى ركاما من الأكاذيب و الإفتراءات. و لا أرى شيئا غير ذلك! ليست هناك وقائع صحيحة بالمرة. هناك سلسلة من عمليات القرصنة و الخيانة و القوادة. بدأت منذ فجر التاريخ و لم تنته بعد. قابيل قتل هابيل. دائما هناك هابيل مقتول و قابيل قاتل. ثم جاء الطوفان و الديانات و الفتوحات و سمل القادة العسكريون الأتراك عيون الخلفاء و بنوا سامراء و وضعوا السم في طعام الصغار. و بذلك تحول التاريخ الذي نقرأه الأن إلى سلسلة من العلاقات الجنسية و المؤامرات التي كان على رأسها دائما الجواري.ما بين قطع الأشجار و قمع الأفكار وقف منصور حائرا بين وطن يلفظه و منفى لا يريد استيعابه حتى جاءت نهايته الحزينة و المتوقعة.
June 21, 2020
من الروايات القليلة التي أعيد قرائتها، هذه الرواية التي كانت تطل بذكراها الخريفي على قلبي بشكل متقطع بين فترة وأخرى، الرواية التي لم أبالغ لو قلت أنها سيطرت على مخيلتي لفترة طويلة بشخصياتها وأماكنها وموضوعها الجارح كسكين، المؤلم كيوم خريفي حزين ، ألجأ لمنيف كلما يطغى علي فتور في القراءة، تعب، ألم، هذيان، وجع روحي، مرض، أعلم منيف كم هو غاضب وجارح وينثر الملح على الجراح ولكن ليفعل ذلك ما دامت هي الطريقة الوحيدة للإستمرار في هذه الحياة وفي ظل هذه البلاد المهزوزة..
هذه الرواية عالم من الهزائم المتكررة، قلعة من قلاع الغضب على كل ما هو شرقي ، سخط ،غضب، شتائم ، على هذه البلاد ، نعم هذه البلاد التي لم ولن يرغب منيف في تسميتها، هي كل بلاد الشرق بجلاديها ، بملوكها ، بهزائمها ، بخيباتها، بجُناتها، برائحتها، بظلمها، بقواديها، بمغتصبيها، بالدماء التي يبدو أنها لن تتوقف حتى تغتال آخر (مرزوق) على وجه هذا الشرق النازف بدماء لا تشبع الأرض منها، هذه الرواية هي القلق والجراح والهزيمة،
من هو المريض الذي لا يشعر بثقل الهزيمة وهو يعيش في هذا البقعة من الأرض، الهزيمة التي لا تتوقف عن التوالد بإستمرار فاحش ،
منيف يجسد الوطن والإنسان المعرض للخسائر، الإنسان الذي يمثله بدقة بالقسم الأول من روايته متمثلاً ب ( إلياس نخلة ) هذا الإنسان البائس النحس الذي لم يجلب لنفسه سوى الشقاء، الذي إستبدل القمار بالإشجار، باع أشجاره وعالمه وأحلامه وأحلامه بثمن بخس، فضاع في بلاد الشرق كما ضاعت أشجاره وأحلامه يتجرع ذل العمل والكسب، يعود إلى أرضه، يغادر ، في حالة من الضياع، لا يعرف في حياته سوى الملل من الأشياء، حضوره خافت، مغامراته كهباء منثور، يتعجل الإحتمالات ويكاد بإستمرار أن يتحول إلى الرجل الخراب، إلياس نخلة، شخص طموح، مغامر، محب للأشجار والطبيعة ضيعه هوسه بمعاكسة الأشياء كما عاكسه مصيره على الدوام ..
القسم الثاني من الرواية يتحدث منصور عن نفسه، على عكس إلياس، عاش حياته يحلم، مثقف، يبلغ درجة عالية من الوعي يجعله يعيش في عداء تام مع السياسة، يكره السياسة ويمارسها، يعاني من أبسط الأشياء، له وجهة نظر مثالية لكل شيء ، يحتويه رغبة غامضة للهروب دائماً، هروب من الوطن والجلادين، يخاف أن يفعل الأشياء لأول مرة، يخاف على نفسه، في داخله شخص جبان لم يتأقلم يحاول أن يفلت من وعيه، من مستقبله، من وطنه الذي لم يقدم له سوى تبعات الحرب والهزيمة، عاش مهزوماً في داخله، لا يتطلع إلى إعجاب أحد، فقد الشغف، ما عاد يسأل إلا عن الأمور التي لا يمكن ان تحدث في وطنه، يبحث عن مرزوق، مرزوق الذي أغتيل، أغتاله منثور، لا يتركه الهذيان بمرزوق، عاش حياته يتخطفه ذكرى مرزوق، مرزوق الذي تركه كقبر يمشي على قدمين..
هذه الرواية هي رثاء لمرزوق، رثاء لكل من حاول أن يتنفس الحرية في هذه البلاد، أن يستنشق الوعي، أن يقول ما يفكر فيه، قبل أن يموت آخر مرزوق، قبل أن ندفن آخر مرزوق علينا أن نقرأ هذه الرواية، حينها نكون مجانين، أو مريضين ، أو نقف مثل الجنرالات العظام في أوطاننا !! ونعتبر كل الهزائم إنتصاراً مجيداً وعرساً وطنياً يجب أن لا يمر كل سنة دون إحتفال !! ..
رواية من الطراز الفاخر، يمزج فيها منيف الغضب بالسخرية، بكشف النفسية العربية الهشة والواقع الأكثر هشاشة ، يفتش دائماً عن سخرية خلف كل معنى،
هذه أول رواياته، أبدع فيها، قلمه موزون لا تكاد تجد الملل في كتاباته، يحرض على التساؤل ويكتب أسئلة مزمنة للمستقبل، منيف صاخب، شجاع، غاضب كعادته، مثقف ومغامر ، تستحق هذه الرواية أن تكون من أفضل الروايات العربية المكتوبة على الإطلاق ..
هذه الرواية عالم من الهزائم المتكررة، قلعة من قلاع الغضب على كل ما هو شرقي ، سخط ،غضب، شتائم ، على هذه البلاد ، نعم هذه البلاد التي لم ولن يرغب منيف في تسميتها، هي كل بلاد الشرق بجلاديها ، بملوكها ، بهزائمها ، بخيباتها، بجُناتها، برائحتها، بظلمها، بقواديها، بمغتصبيها، بالدماء التي يبدو أنها لن تتوقف حتى تغتال آخر (مرزوق) على وجه هذا الشرق النازف بدماء لا تشبع الأرض منها، هذه الرواية هي القلق والجراح والهزيمة،
من هو المريض الذي لا يشعر بثقل الهزيمة وهو يعيش في هذا البقعة من الأرض، الهزيمة التي لا تتوقف عن التوالد بإستمرار فاحش ،
منيف يجسد الوطن والإنسان المعرض للخسائر، الإنسان الذي يمثله بدقة بالقسم الأول من روايته متمثلاً ب ( إلياس نخلة ) هذا الإنسان البائس النحس الذي لم يجلب لنفسه سوى الشقاء، الذي إستبدل القمار بالإشجار، باع أشجاره وعالمه وأحلامه وأحلامه بثمن بخس، فضاع في بلاد الشرق كما ضاعت أشجاره وأحلامه يتجرع ذل العمل والكسب، يعود إلى أرضه، يغادر ، في حالة من الضياع، لا يعرف في حياته سوى الملل من الأشياء، حضوره خافت، مغامراته كهباء منثور، يتعجل الإحتمالات ويكاد بإستمرار أن يتحول إلى الرجل الخراب، إلياس نخلة، شخص طموح، مغامر، محب للأشجار والطبيعة ضيعه هوسه بمعاكسة الأشياء كما عاكسه مصيره على الدوام ..
القسم الثاني من الرواية يتحدث منصور عن نفسه، على عكس إلياس، عاش حياته يحلم، مثقف، يبلغ درجة عالية من الوعي يجعله يعيش في عداء تام مع السياسة، يكره السياسة ويمارسها، يعاني من أبسط الأشياء، له وجهة نظر مثالية لكل شيء ، يحتويه رغبة غامضة للهروب دائماً، هروب من الوطن والجلادين، يخاف أن يفعل الأشياء لأول مرة، يخاف على نفسه، في داخله شخص جبان لم يتأقلم يحاول أن يفلت من وعيه، من مستقبله، من وطنه الذي لم يقدم له سوى تبعات الحرب والهزيمة، عاش مهزوماً في داخله، لا يتطلع إلى إعجاب أحد، فقد الشغف، ما عاد يسأل إلا عن الأمور التي لا يمكن ان تحدث في وطنه، يبحث عن مرزوق، مرزوق الذي أغتيل، أغتاله منثور، لا يتركه الهذيان بمرزوق، عاش حياته يتخطفه ذكرى مرزوق، مرزوق الذي تركه كقبر يمشي على قدمين..
هذه الرواية هي رثاء لمرزوق، رثاء لكل من حاول أن يتنفس الحرية في هذه البلاد، أن يستنشق الوعي، أن يقول ما يفكر فيه، قبل أن يموت آخر مرزوق، قبل أن ندفن آخر مرزوق علينا أن نقرأ هذه الرواية، حينها نكون مجانين، أو مريضين ، أو نقف مثل الجنرالات العظام في أوطاننا !! ونعتبر كل الهزائم إنتصاراً مجيداً وعرساً وطنياً يجب أن لا يمر كل سنة دون إحتفال !! ..
رواية من الطراز الفاخر، يمزج فيها منيف الغضب بالسخرية، بكشف النفسية العربية الهشة والواقع الأكثر هشاشة ، يفتش دائماً عن سخرية خلف كل معنى،
هذه أول رواياته، أبدع فيها، قلمه موزون لا تكاد تجد الملل في كتاباته، يحرض على التساؤل ويكتب أسئلة مزمنة للمستقبل، منيف صاخب، شجاع، غاضب كعادته، مثقف ومغامر ، تستحق هذه الرواية أن تكون من أفضل الروايات العربية المكتوبة على الإطلاق ..
June 29, 2021
أول رواية لعبد الرحمن منيف نُشرت عام 1973
في رحلة قطار طويلة يتلاقى رجلان, كل منهما يعيش في اغتراب دائم
الياس نخلة وقلبه المُعلق بالأشجار والحب
ومنصور عبد السلام أستاذ التاريخ الثائر والحالم بوطن أجمل
خلال الحكي عن حياتهم يكتب عبد الرحمن منيف عن الواقع وهزائمه اليومية
عن الوطن الذي يهرب منه أبناؤه والاضطهاد والقمع الذي تمارسه السلطة
حيرة وتساؤلات عن الحياة والرغبات والتاريخ والحقيقة
والأخطاء التي يرتكبها الانسان ويظل يعاني من تبعاتها
وفي النهاية كانت الأحلام هي الشيء الوحيد المُتاح بحرية وبدون رقابة
في رحلة قطار طويلة يتلاقى رجلان, كل منهما يعيش في اغتراب دائم
الياس نخلة وقلبه المُعلق بالأشجار والحب
ومنصور عبد السلام أستاذ التاريخ الثائر والحالم بوطن أجمل
خلال الحكي عن حياتهم يكتب عبد الرحمن منيف عن الواقع وهزائمه اليومية
عن الوطن الذي يهرب منه أبناؤه والاضطهاد والقمع الذي تمارسه السلطة
حيرة وتساؤلات عن الحياة والرغبات والتاريخ والحقيقة
والأخطاء التي يرتكبها الانسان ويظل يعاني من تبعاتها
وفي النهاية كانت الأحلام هي الشيء الوحيد المُتاح بحرية وبدون رقابة
January 16, 2021
كم من الروايات يحتاج إنسان كمنيف أن يكتب كي يزفر كل ما في صدره من حسرات وخيبات؟ كم قلباً يحتاج الإنسان كي يتسع لكل هذا الغضب والسخط والوجع؟ وكم من إنسان قادر على أن يعرض داخله المتهدم بكل هذا الصدق والجمال، ويبسط ما في روحه من ندوب أمام العالم بكل هذا البهاء.!
" ما هو الوطن؟ الأرض؟ التلال الجرداء؟ العيون القاسية التي ينصهر منها الحقد والرصاص وكلمات السخرية؟ الوطن أن يجوع الإنسان؟ أن يتيه في الشوارع يبحث عن عمل ووراءه المخبرون؟ "
هل علي أن أكرر في كل مرة أنني أحبه، أحب هذا الإنسان بكل جراحه وتعبه وسقوطه، أحب هذيانه وضياعه، أحبه ساخطاً صارخاً مجدفاً، وأحبه يائساً؛ لأنه يعرف.. يعرف تماماً أن لا علاج لكل ما هنالك، وليس أمامك إلا أن تموت، أو تخرج من جلدك.!
" في هذا الرأس دودة تنخر باستمرار، لا تتوقف مثل ساعة الكنيسة. وفي هذا المكان، وأشار إلى صدره، حجر كبير مثل حجر الطاحون، يقوم وينام معي، لا يتركني لحظة واحدة. "
هذه ليست مراجعة، هذه رسالة حب لمنيف .. وإقرار بالانتماء لأولئك اللامنتمين لأي شيء.
" أنت تحلم عن الجميع. وسوف تموت وأنت تحلم. "
" ما هو الوطن؟ الأرض؟ التلال الجرداء؟ العيون القاسية التي ينصهر منها الحقد والرصاص وكلمات السخرية؟ الوطن أن يجوع الإنسان؟ أن يتيه في الشوارع يبحث عن عمل ووراءه المخبرون؟ "
هل علي أن أكرر في كل مرة أنني أحبه، أحب هذا الإنسان بكل جراحه وتعبه وسقوطه، أحب هذيانه وضياعه، أحبه ساخطاً صارخاً مجدفاً، وأحبه يائساً؛ لأنه يعرف.. يعرف تماماً أن لا علاج لكل ما هنالك، وليس أمامك إلا أن تموت، أو تخرج من جلدك.!
" في هذا الرأس دودة تنخر باستمرار، لا تتوقف مثل ساعة الكنيسة. وفي هذا المكان، وأشار إلى صدره، حجر كبير مثل حجر الطاحون، يقوم وينام معي، لا يتركني لحظة واحدة. "
هذه ليست مراجعة، هذه رسالة حب لمنيف .. وإقرار بالانتماء لأولئك اللامنتمين لأي شيء.
" أنت تحلم عن الجميع. وسوف تموت وأنت تحلم. "
October 7, 2018
رواية عظيمة .. عذبة مثل ضحكات الأطفال ، مرة مثل بكاء الأمهات
إحلم .. إن الحلم هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يسرقه أحد
و لهذا .. أغمض عيني و أحلم أنا أيضاً ..
أحلم بالطيبة ، و الجبل ، و الأشجار الضائعة ..
بالأقدار البائسة ، بالحظوظ العاثرة ، و المدن الكبيرة التي تنهش ساكنيها ..
أحلم بالياس نخلة ، بكل الياس ... يقامر على حياته كل يوم من أجل رغيف مغمس بالإهانة والذل ..
أنت تحلم كثيراً ... لكن هل بقي غير الحلم؟
و أحلم بتاريخ مشوه ، كتبه حكامنا الظافرون .. المنتصرون على الإنسانية و القيم و الحريات ..
أحلم بالحقيقة القابعة في صدور الناس كجحور الأفاعي ، تهدد باللدغ كل روح باحثة ..
أحلم بمنصور عبدالسلام ، بكل إنسان مُحارَب بأفكاره و مبادئه و أحلامه ، بالفرص الضائعة ، بكل رغبة تغيير يعيدها الوطن إلينا بؤساً و شقاءً و شتائم ..
ما أتعس الدنيا ! ، و ما أتعس البشر ! .. إنهم لا يتركون الإنسان يحلم لحظة واحدة
و لإنّ أمتنا لا تحترم حالميها ..
و لإننا في وطن نفتح له قلوبنا فيفتح لنا الزنازن ..
لهذا قطعوا أشجارنا ..
و لهذا وأدوا أفكارنا ..
و لهذا اغتالوا مرزوق فينا ..
و حولونا لالياس آخر لم يعد يملك نفسه ..
و لمنصور ثاني يهاب أحلامه و انعكاس أفكاره ..
رواية منيف جاءت طافحة بالخذلان ، صفعة على وجه هذا الشرق البائس ، رثاء للإنسان العربي المكبل بالخوف و سوط الجلاد ..
رواية صالحة لكل زمان و مكان في هذه الأرض التي يسمونها "الوطن" .
إحلم .. إن الحلم هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يسرقه أحد
و لهذا .. أغمض عيني و أحلم أنا أيضاً ..
أحلم بالطيبة ، و الجبل ، و الأشجار الضائعة ..
بالأقدار البائسة ، بالحظوظ العاثرة ، و المدن الكبيرة التي تنهش ساكنيها ..
أحلم بالياس نخلة ، بكل الياس ... يقامر على حياته كل يوم من أجل رغيف مغمس بالإهانة والذل ..
أنت تحلم كثيراً ... لكن هل بقي غير الحلم؟
و أحلم بتاريخ مشوه ، كتبه حكامنا الظافرون .. المنتصرون على الإنسانية و القيم و الحريات ..
أحلم بالحقيقة القابعة في صدور الناس كجحور الأفاعي ، تهدد باللدغ كل روح باحثة ..
أحلم بمنصور عبدالسلام ، بكل إنسان مُحارَب بأفكاره و مبادئه و أحلامه ، بالفرص الضائعة ، بكل رغبة تغيير يعيدها الوطن إلينا بؤساً و شقاءً و شتائم ..
ما أتعس الدنيا ! ، و ما أتعس البشر ! .. إنهم لا يتركون الإنسان يحلم لحظة واحدة
و لإنّ أمتنا لا تحترم حالميها ..
و لإننا في وطن نفتح له قلوبنا فيفتح لنا الزنازن ..
لهذا قطعوا أشجارنا ..
و لهذا وأدوا أفكارنا ..
و لهذا اغتالوا مرزوق فينا ..
و حولونا لالياس آخر لم يعد يملك نفسه ..
و لمنصور ثاني يهاب أحلامه و انعكاس أفكاره ..
رواية منيف جاءت طافحة بالخذلان ، صفعة على وجه هذا الشرق البائس ، رثاء للإنسان العربي المكبل بالخوف و سوط الجلاد ..
رواية صالحة لكل زمان و مكان في هذه الأرض التي يسمونها "الوطن" .
May 22, 2017
(الحياة والموت, الحلم واليقظة, محطات للروح الحائر , يقطعها مرحلة بعد مرحلة , متلقيا من الأشياء إشارات وغمزات , متخبطا فى بحر الظلمات , متشبثا فى عناد يأمل يتجدد باسما فى غموض . عم تبحث أيها الرحالة ؟, أى العواطف يجيش بها صدرك ؟ , كيف تسوس غرائزك وشطحاتك ؟ , لم تقهقه ضاحكا كالفرسان؟ , ولم تذرف الدمع كالأطفال؟ وتشهد مسرات الأعياد الراقصة, وترى سيف الجلاد وهو يضرب الأعناق , وكل قعل جميل أو قبيح يستهل باسم الله الرحمن الرحيم . وتستأثر بوجدانك ظلال بارعة براعة الساحر مثل الأم والمعلم والحبيبة والحاجب , ظلال لا تصمد لرياح الزمن ولكن أسماءها تبقى مكللة بالخلود. ومهما نبى بى المكان فسوف يظل يقطر ألفة , ويسدى ذكريات لا تنسى , ويحفر أثره فى شغاف القلب باسم الوطن)
منيف ومشروعه الروائي الضخم الذي استغرق فيه عمره كله،مشروع الإنسان العربي المهدور حقه،المسلوبة إرادته،الباحث دائما عن خلاص وحرية مفقودة،والباحث أكثر عن وطن يحتضنه ويدافع عنه ويعطيه حقوقه،ومنذ أول رواية لمنيف واتضح للقارئ أن ذلك الإنسان المسكين ظل مفتقد لوطن،وظل أكثر حزينا على أحوال الإنسان في منطقة كمنطقتنا.
عبر قصتين مميزتين يقدم لنا مُنيف أزمة الإنسان العربي،الأولى منهما إنسان ظل يبحث عن راحة بعد أن فرّط في إرث أبيه فيُطرد من جنة ويظل يبحث عن راحة فيسرد لنا حياته بجنونها ورمزيتها فكأنه آدم من جديد يخرج من الجنة ليعاني من أرق الحياة،والقصة الأخرى يرمز بها منيف لأزمة المثقف عبر دكتور جامعي يُطرد من وظيفته لأسباب(أمنية) فيبدأ البحث عن وظيفة وفي أثناء بحثه يكتشف حياة أخرى خُتمت بفاجعة.
الجانب الرمزي في الرواية عظيم ولو لم تجد فيها أي رمزية لوجدتها رواية عظيمة،وتبدأ تسأل نفسك :ما الوطن وأين؟
November 29, 2008
يكاد لا يخلو لقاء صحفي مع الروائي المبدع عبد الرحمن منيف من غير ان يذكر روايته الشهيرة الاشجار واغتيال مرزوق ...ربما لانها روايته الاولى التي دخل بها عالم الادب أو لان هذه الرواية تحكي منيف نفسه ..ان رواية مرزوق هي فكر مستقل بحد ذاته ومساحة الخيال الدرامي مستلهمة من واقع القرية الصغيرة وشجرها الذي ابدع بتشبيهه لدرجة تجعلك تشعر بان هذا الكائن هو مخلوق له حاسة الحزن والفرح يبكي معك ويحزن لحزنك...مر بروايته للواقع القمعي في وطننا العربي فكشف وعرى وابدع الى اقصى درجات الابداع......ان المزج الابداعي من ان يكون للرواية قوة جذب من دون ان نتطرق لمنكهات عرضية ونحشو بها الرواية من اجل الترويج هي احد اهم سمات هذا الاديب فرواياته اجمالا لا تشكو الملل رغم عمق المادة المطروحة فيها ...رحم الله منيف وغفر له...رواية رائعة
February 20, 2017
كل مرة عبد الرحمن مُنيف يبهرني بشخصية جديدة من شخصيات رواياته.
شخصية الياس نخلة في الأشجار واغتيال مرزوق هي عبارة عن شخصية انسانية مُبهرة، مرتبطة بالطبيعة، ممزوج بالأرض، قادرة على الدخول إلى أعماق قلبك وعقلك وهزّك بعنف من الداخل، قادرة على بعثرتك وجعلك تتلفت حولك بحثاً عنك.
شخصية الياس نخلة في الأشجار واغتيال مرزوق هي عبارة عن شخصية انسانية مُبهرة، مرتبطة بالطبيعة، ممزوج بالأرض، قادرة على الدخول إلى أعماق قلبك وعقلك وهزّك بعنف من الداخل، قادرة على بعثرتك وجعلك تتلفت حولك بحثاً عنك.
October 8, 2025
تقييمي ٣.٥ / ٥ وكان نفسي اوي تبقي ٥ بس ماليش نصيب 🥹
"الانسان عندما يتحدث عن الماضي يشعر بالمرارة ويشعر بالبطولة ايضاً. لا يصدق انه عاش كل تلك المآسي واحتملها !"
تدور الرواية حول شخصيتين رئيسيتين نتعرف على حكاياتهم ومعاناتهم وأفكارهم :
الشخصية الأساسية والتي تنقل لنا الرواية هي شخصية منصور الذي كان يعمل أستاذاً للتاريخ، وتمنى الوصول وكتابة تاريخ صادق وموثوق به ، بدون تزييف لكن لم يتقبل احد كلماته ودفع ثمناً باهظاً لمواقفه وآرائه لبيحث عن السفر وينتظر ثلاث سنوات حتى يستطيع استخراج جواز السفر .
"الحياة بطولة ، ولكن دون ضجة . بطولة صغيرة يمارسها الانسان يومياً من أجل أن يظل صادقاً وشريفاً"
في القطار يلتقي منصور بالشخصية الثانية وهو :
إلياس نخلة: وهو رجل يعمل في التهريب عبر الحدود، كان يعمل في البداية كمزارع للأشجار ثم مع كثير من الاحداث والمواقف التي حدثت له اخذ ينتقل من عمل لآخر حتى ألتقي منصور وقص عليه حكايته وكان هذا الجزء هو أفضل أجزاء الرواية ولو كانت الرواية فقط عن حكايته أو استمرت بنفس الوتيرة كانت ستحصل على خمس نجوم بسهولة .
أتذكر الياس نخلة . أتذكره تماماً . وهل يُنسى انسان مثله ؟ يخطئ كثيراً اذا تصور نفسه مثل باقي الناس، يمر دون أن يهز هذا الشئ الذي يحتضر في قلوب المتعبين والمسنين ، دون أن يخلف فزعاً يشبه صرخة مفاجأة في ظلمة القبور!
بعد افتراق منصور والياس نستمع إلى منصور وحديثه مع نفسه وعن وجهه سفره ومقتطفات من ماضيه وتخيلاته وفي الجزء الاخير نصل إلى يومياته خلال عمله الأخير ليأتي خلالها مقتل مرزوق وكان هذا الجزء الأخير اكثر الاجزاء ملل وأكثر جزء مبهم وغير واضح في تفاصيله .
مرزوق ليس واحداً مرزوق كل الناس. مرزوق شجرة. مرزوق ينبوع ، مرزوق هو الياس نخلة الذي لا يموت .
اجمالا واختصارا الجزء الاول من الرواية وقصة إلياس وطريقة كتابتها وسردها كانت رائعة أحببتها ثم جاء الجزء الثاني وقصة منصور أقل روعة ولكن جيدة إجمالاً فأنقصت نصف نجمة وجاء الجزء الأخير لينقص نجمة كاملة فاليوميات وحكاية مرزوق واسباب مقتله ليست واضحة ، ولا تستحق أن تكون عنواناً للرواية فظللت طوال الرواية أنتظر ظهور مرزوق ومعرفة قصته فشعرت بالصدمة !!
٢٥ / ٩ /٢٠٢٥
"الانسان عندما يتحدث عن الماضي يشعر بالمرارة ويشعر بالبطولة ايضاً. لا يصدق انه عاش كل تلك المآسي واحتملها !"
تدور الرواية حول شخصيتين رئيسيتين نتعرف على حكاياتهم ومعاناتهم وأفكارهم :
الشخصية الأساسية والتي تنقل لنا الرواية هي شخصية منصور الذي كان يعمل أستاذاً للتاريخ، وتمنى الوصول وكتابة تاريخ صادق وموثوق به ، بدون تزييف لكن لم يتقبل احد كلماته ودفع ثمناً باهظاً لمواقفه وآرائه لبيحث عن السفر وينتظر ثلاث سنوات حتى يستطيع استخراج جواز السفر .
"الحياة بطولة ، ولكن دون ضجة . بطولة صغيرة يمارسها الانسان يومياً من أجل أن يظل صادقاً وشريفاً"
في القطار يلتقي منصور بالشخصية الثانية وهو :
إلياس نخلة: وهو رجل يعمل في التهريب عبر الحدود، كان يعمل في البداية كمزارع للأشجار ثم مع كثير من الاحداث والمواقف التي حدثت له اخذ ينتقل من عمل لآخر حتى ألتقي منصور وقص عليه حكايته وكان هذا الجزء هو أفضل أجزاء الرواية ولو كانت الرواية فقط عن حكايته أو استمرت بنفس الوتيرة كانت ستحصل على خمس نجوم بسهولة .
أتذكر الياس نخلة . أتذكره تماماً . وهل يُنسى انسان مثله ؟ يخطئ كثيراً اذا تصور نفسه مثل باقي الناس، يمر دون أن يهز هذا الشئ الذي يحتضر في قلوب المتعبين والمسنين ، دون أن يخلف فزعاً يشبه صرخة مفاجأة في ظلمة القبور!
بعد افتراق منصور والياس نستمع إلى منصور وحديثه مع نفسه وعن وجهه سفره ومقتطفات من ماضيه وتخيلاته وفي الجزء الاخير نصل إلى يومياته خلال عمله الأخير ليأتي خلالها مقتل مرزوق وكان هذا الجزء الأخير اكثر الاجزاء ملل وأكثر جزء مبهم وغير واضح في تفاصيله .
مرزوق ليس واحداً مرزوق كل الناس. مرزوق شجرة. مرزوق ينبوع ، مرزوق هو الياس نخلة الذي لا يموت .
اجمالا واختصارا الجزء الاول من الرواية وقصة إلياس وطريقة كتابتها وسردها كانت رائعة أحببتها ثم جاء الجزء الثاني وقصة منصور أقل روعة ولكن جيدة إجمالاً فأنقصت نصف نجمة وجاء الجزء الأخير لينقص نجمة كاملة فاليوميات وحكاية مرزوق واسباب مقتله ليست واضحة ، ولا تستحق أن تكون عنواناً للرواية فظللت طوال الرواية أنتظر ظهور مرزوق ومعرفة قصته فشعرت بالصدمة !!
٢٥ / ٩ /٢٠٢٥
September 4, 2017
الشرق ،الشرق مرة أخري ،بل مرات ومرات .الشرق الذي لا يرتجع ولا يستفيق ،الشرق الذي يقيد أنفاسنا ولا يدري من العدو فينا من الصديق . كرهه مُنيف فحاربه بقلمه ،امتلأ بالسُخط فترجم بعضه هنا حتي انهال علينا فأثقلنا .يهذي منيف كثيرا لكن هذه المرة كان هذيانه أكثر اتزانا وترابطا لكنها علي كلٍ ترنيمة منيفية تمور بالتيه والألم .والسوداوية أيضا !
"الأشجار واغتيال مرزوق " رواية تبدأ أحداثها من منتصف الطريق فتُسرد علي أربع فصول . أولها كان الأفضل والأقرب لنفسي-إن وضعت قيمي واعتقاداتي جانبا - فإلياس نخلة رجلٌ علي هونه وكثرة خيباته لكنه لم يعرف للإستسلام مذاق .تألمت لأشجاره وكأنني أعرفها وتعرفني .
تسير الأحداثُ تباعا .. تبدأ بمنصور عبد السلام الأستاذ الجامعي المُثقل بالهموم والديون أيضا ،والمُسرح من العمل الحكومي لأسباب سياسية كعادة الشرق الذميمة . يغيب في آلامه وأحلامه الواهمة فيقتطع إلياس نخلة -الرجل الهزيل البائس- خلوته ليتبادلا العرق ويتجاذبا أطراف الحديث ،فيُمتعنا منيف بسمفونية مأساوية علي لسان إلياس . تأتي محطة نزوله ينزل ليعتلي منصور عبد السلام المنصة ويفتح لنا سرداب أحلامه وهمومه أيضا ،نُكمل معه الرحلة ليصل إلي موقع العمل كي يقتات منه ما يسد جوعه وديونه ليبدأ الجزء الثالت وهو اليوميات منصور التي كانت هذيان منيف في أقصي درجات ألمه وحيرته لينتهي به وبنا المطاف علي أعتاب الخاتمة لتُغير مسار الأمور تغييرا مؤلما لكنه أقرب للصواب فكيف لعقلٍ أن يحتمل كل هذا التيه ويبقي صامدا !
رواية مؤلمة وكئيبة لكن مُمتعة :")
"الأشجار واغتيال مرزوق " رواية تبدأ أحداثها من منتصف الطريق فتُسرد علي أربع فصول . أولها كان الأفضل والأقرب لنفسي-إن وضعت قيمي واعتقاداتي جانبا - فإلياس نخلة رجلٌ علي هونه وكثرة خيباته لكنه لم يعرف للإستسلام مذاق .تألمت لأشجاره وكأنني أعرفها وتعرفني .
تسير الأحداثُ تباعا .. تبدأ بمنصور عبد السلام الأستاذ الجامعي المُثقل بالهموم والديون أيضا ،والمُسرح من العمل الحكومي لأسباب سياسية كعادة الشرق الذميمة . يغيب في آلامه وأحلامه الواهمة فيقتطع إلياس نخلة -الرجل الهزيل البائس- خلوته ليتبادلا العرق ويتجاذبا أطراف الحديث ،فيُمتعنا منيف بسمفونية مأساوية علي لسان إلياس . تأتي محطة نزوله ينزل ليعتلي منصور عبد السلام المنصة ويفتح لنا سرداب أحلامه وهمومه أيضا ،نُكمل معه الرحلة ليصل إلي موقع العمل كي يقتات منه ما يسد جوعه وديونه ليبدأ الجزء الثالت وهو اليوميات منصور التي كانت هذيان منيف في أقصي درجات ألمه وحيرته لينتهي به وبنا المطاف علي أعتاب الخاتمة لتُغير مسار الأمور تغييرا مؤلما لكنه أقرب للصواب فكيف لعقلٍ أن يحتمل كل هذا التيه ويبقي صامدا !
رواية مؤلمة وكئيبة لكن مُمتعة :")
February 14, 2013
عملٌ أول لمنيف, والذي وبنفسِ الوقت يُعتبَر أثر أدبي لا نستطيع تجاوزه أبدًا.
عبرَ 4 أقسام, وبأسلوب التقطيع السردي, تطرح الرواية قضية الانسان وأولوياته وتُقدم خلال ذلك نموذج للقهر العربي الذي يُمارَس من قبل السلطة والحكومة على الفرد, متصوّرًا بهيئة "منصور" الذي كان يحلم أن يكتب التاريخ مرّة أخرى ولكن بشكلٍ أصدق, من غير تزييف أو تشويه للحقائق, "منصور" الذي كان يحلم بحياةٍ شريفة وعمل واستقرار لكن الواقع يصدمه ويسافر بحثًا عن العمل...
في القسم الأول يحكي طبعًا, قصة سفر البطَل "منصور" من أجل العمل, حيثُ يقترب كثيرًا من القارئ وهو يسرد معاناة الروتين في إنهاء معاملة السفر والحصول على الأوراق كاملة, هنا وأثناء سفره يلتقي بالشخصية الثانية "إلياس", ينتهي القسم الأول بعد أن حكى "إلياس" لمنصور قصته كاملة وكيف ضيّع أشجاره التي ورثها عن والده, ينزل "إلياس" من القطار وكأن الأشجار التي تسري في دمّه صارت تُلاحقه فعلًا.
في القسم الثاني يمتزج صوت الراوي مع صوت البطل وكأنهما صوتٌ واحد, وهذا ذكاء. حيثُ كان السرد عمومًا قريب من النفس بلغة أدبية بسيطة تُعطيك المعنى والمتعة في ذات اللحظة. حتّى الحوارات بين البطليَن "منصور وإلياس" كانت حوارات واعية جدًا وذكيّة للحد الذي تشعر معه بأنك عشتْ الموقف في يومٍ مضى.
أمّا القسم الثالث عبارة عن يوميّات للبطل "منصور", والتي بدأ بتدوينها أثناء عمله مترجم, حيثُ يصله خبرَ إغتيال "مرزوق" الرمز الذي كان مثلَ حلم, يفقده ويبكيه طويلًا.
في القسم الرابع وهو الخاتمة, كانت مفارقة الرواية كلّها, وقوة الحبكة. الراوي فيها: الصحفي الذي يستلم يوميّات "منصور", بعد أن أطلق "منصور" النار على صورته في المرآة, أو لنقل أطلق النار على الشبح الذي صُوّر له في المرآة. مات "منصور" وترك خلفه أوراقه والتي سلّ��ها صاحب الفندق لهذا الصحفي.
-
أستطيع القول –مع بالغ الأسف- أني تأخرتُ كثيرًا على قراءة هذه الرواية.
October 2, 2020
' لو قال الناس ماعندهم لشعرت أن الحياة التي أعيشها لا تستحق أكثر من بصقة '
نعم عزيزي القارئ عندما يفرغ الياس نخله مابداخله من هموم وحرائق و يفصح منصور عبد السلام عن خيباته ستشعر بضيق تلك الأرض من حولك ، سوف تبصق على تلك الحياة ، على تلك القيم ، على الأحلام ، على الوطن ، على كل ماتعلمته و قرأته وكتبت عنه سوف تبصق حتى على نفسك !
' أتذكر الياس نخله أتذكره تماماً و هل يُنسى إنسان مثله يخطئ كثيراً اذا تصور نفسه مثل باقي الناس ، يمر دون أن يهز الشيء الذي يحتضر في قلوب المتعبين و المسنين دون أن يخلف فزعاً ، يشبه صرخة مفاجئة في ظلمة القبور '
- نعم هناك دوماً الياس نخله متمثل في صميم الناس في صميم الشعب البسيط اللاهث خلف حلم الحياة الكريمة وقوت يومه و امرأة تزيح تعب الأيام عن كاهله .
'' أنت تحلم كثيراً يا الياس !
لم أعد أملك إلا الحلم ، هل تريد أن تسرقه مني ؟؟ ''
- الياس مهرب ملابس إنسان بسيط يلتقي مصادفة على طريق سفره بالمثقف مدرس التاريخ منصور عبد السلام ويروي لمنصور قصة حياته ومغامرات و يقاسمه آلامه و فقدان أشجاره .
" منصور يغادر الوطن إذن ، يغادره من أجل أن يظل حياً و شريفاً !
لنتعرف على منصور ، من يريد أن يتعرف عليه يجب أن يمتلك ولو جزءاً من الرغبة برفض هذا العالم ، أن يرفض شيئاً ما ، حتى لو يقول أن الشارع الذي يصل بين المتحف و المدينة قذر ! "
- أما منصور المثقف الجامعي المسرح لأسباب سياسية ،رجل حالم مريض بأحلامه دون كيخوته الأرض العربية ، الساعي خلف حلم بحياة وشعب مستقل ، الحالم بكتابة تاريخ نظيف ، تاريخ يخلو من التزوير ، تاريخ يروي معاناة البلاد العربية لا ليرضي أصحاب البطون والكراسي !
من خلال تلك الشخصية يعالج منيف مشكلة المثقف العربي التي لا ينفك أغلب الأدباء عن استعراضها في رواياتهم من عدة زوايا ، ويضرب بسوطه واقع الأنظمة العربية والحكومات و الأثمان مقابل طلب الحريات .
" في الليل تبول على كل القيم المهترئة و الحثالات و في النهار تتبسم مثل طفل من أجل أن تحصل على جواز سفر و الموافقة على عمل ، ثم تشعر أنك رجل تستطيع أن تتطلع في وجوه الرجال !!!! "
ازدواجية فظيعة مابين شخصية منصور و و داخله ، تناقض مابين التصرفات و الأحلام ، تناقض ما بين ما بنى حياته عليه منصور و ما بين ما أقدم عليه ، هو ذاته أيضاً يخذل الياس نخله عندما أمسكت به الجمارك و يتناسى شخصه و سيرته ، هذا الجزء من الرواية كان صادم فعلاً .
" أنت يا منصور وحيد - وحيد لدرجة لا يمكن للإنسان أن يكون وحيداً هكذا ؟ ماذا تجديك الكتب التي قرأتها ، لقد قرأت الكثير حتى تعبت عيناك وأصابك الملل و أخيراً وجدت نفسك جائعاً .
" قتلوا مرزوق الإنسان الذي ذرع أرض الوطن من الشمال إلى الجنوب من أجل أن يصبحوا حكاماً ، مرزوق بارد كالحجر ، مرزوق غير موجود ، لم قتلوه ؟؟؟؟ "
ينعي منيف الوطن و الانتماء والثورة من خلال مرزوق و الأشجار التي قامر عليها الياس نخله في سبيل المال و الحياة ، فمرزوق مدرس الجغرافيا صديق منصور يتم اغتياله لأسباب مجهولة فبذلك تُردم ثورة حرية وكرامة آخرى في هذه الأرض العربية ويثير هذا الاغتيال بقلب منصور أشد الأحزان و الآهات و تتحطم كل أحلامه مرة آخرى في هذا الجزء يدمي منيف قلب القارئ ويعيد تذكيره بعقم هذا الأرض و تلك الثورات و بؤس الشعب العربي و تسلط الأنظمة وحرقها كل من حولها .
في منفى عمله ووسط سخرية من حوله سوف ينتهي به المطاف بالجنون 💔
وهذا ما سننتهي له نحن !
" و لكني لم أعد أحلم بالأشياء الحلوة التي أفتقدها ، أصبحتُ أحلم بالأيام الموحشة القاتمة التي تظلل الحياة في الوطن و أنا الآن أقع مثل كلب قبل تنفيذ حكم الرمي "
هيا عزيزي المثقف القارئ امضغ أحلامك جيداً أمضغها كأرنب لعلها تكون لك زاداً لك في هذه الرحلة الطويلة الموحشة مع عبد الرحمن منيف .
رواية تقرأ مرة آخرى ، مادة روائية دسمة غنية بالرمزيات وهذا ما استطعت تغطيته من جوانبها .
كل الحب لصاحبة الرواية و التي أضافت لي وجعاً آخر و ذكرتني بالجرح الذي أحاول ردمه و تناسيه 😁 .
النجمة الخامسة من نصيبها
💛💛💛💛
نعم عزيزي القارئ عندما يفرغ الياس نخله مابداخله من هموم وحرائق و يفصح منصور عبد السلام عن خيباته ستشعر بضيق تلك الأرض من حولك ، سوف تبصق على تلك الحياة ، على تلك القيم ، على الأحلام ، على الوطن ، على كل ماتعلمته و قرأته وكتبت عنه سوف تبصق حتى على نفسك !
' أتذكر الياس نخله أتذكره تماماً و هل يُنسى إنسان مثله يخطئ كثيراً اذا تصور نفسه مثل باقي الناس ، يمر دون أن يهز الشيء الذي يحتضر في قلوب المتعبين و المسنين دون أن يخلف فزعاً ، يشبه صرخة مفاجئة في ظلمة القبور '
- نعم هناك دوماً الياس نخله متمثل في صميم الناس في صميم الشعب البسيط اللاهث خلف حلم الحياة الكريمة وقوت يومه و امرأة تزيح تعب الأيام عن كاهله .
'' أنت تحلم كثيراً يا الياس !
لم أعد أملك إلا الحلم ، هل تريد أن تسرقه مني ؟؟ ''
- الياس مهرب ملابس إنسان بسيط يلتقي مصادفة على طريق سفره بالمثقف مدرس التاريخ منصور عبد السلام ويروي لمنصور قصة حياته ومغامرات و يقاسمه آلامه و فقدان أشجاره .
" منصور يغادر الوطن إذن ، يغادره من أجل أن يظل حياً و شريفاً !
لنتعرف على منصور ، من يريد أن يتعرف عليه يجب أن يمتلك ولو جزءاً من الرغبة برفض هذا العالم ، أن يرفض شيئاً ما ، حتى لو يقول أن الشارع الذي يصل بين المتحف و المدينة قذر ! "
- أما منصور المثقف الجامعي المسرح لأسباب سياسية ،رجل حالم مريض بأحلامه دون كيخوته الأرض العربية ، الساعي خلف حلم بحياة وشعب مستقل ، الحالم بكتابة تاريخ نظيف ، تاريخ يخلو من التزوير ، تاريخ يروي معاناة البلاد العربية لا ليرضي أصحاب البطون والكراسي !
من خلال تلك الشخصية يعالج منيف مشكلة المثقف العربي التي لا ينفك أغلب الأدباء عن استعراضها في رواياتهم من عدة زوايا ، ويضرب بسوطه واقع الأنظمة العربية والحكومات و الأثمان مقابل طلب الحريات .
" في الليل تبول على كل القيم المهترئة و الحثالات و في النهار تتبسم مثل طفل من أجل أن تحصل على جواز سفر و الموافقة على عمل ، ثم تشعر أنك رجل تستطيع أن تتطلع في وجوه الرجال !!!! "
ازدواجية فظيعة مابين شخصية منصور و و داخله ، تناقض مابين التصرفات و الأحلام ، تناقض ما بين ما بنى حياته عليه منصور و ما بين ما أقدم عليه ، هو ذاته أيضاً يخذل الياس نخله عندما أمسكت به الجمارك و يتناسى شخصه و سيرته ، هذا الجزء من الرواية كان صادم فعلاً .
" أنت يا منصور وحيد - وحيد لدرجة لا يمكن للإنسان أن يكون وحيداً هكذا ؟ ماذا تجديك الكتب التي قرأتها ، لقد قرأت الكثير حتى تعبت عيناك وأصابك الملل و أخيراً وجدت نفسك جائعاً .
" قتلوا مرزوق الإنسان الذي ذرع أرض الوطن من الشمال إلى الجنوب من أجل أن يصبحوا حكاماً ، مرزوق بارد كالحجر ، مرزوق غير موجود ، لم قتلوه ؟؟؟؟ "
ينعي منيف الوطن و الانتماء والثورة من خلال مرزوق و الأشجار التي قامر عليها الياس نخله في سبيل المال و الحياة ، فمرزوق مدرس الجغرافيا صديق منصور يتم اغتياله لأسباب مجهولة فبذلك تُردم ثورة حرية وكرامة آخرى في هذه الأرض العربية ويثير هذا الاغتيال بقلب منصور أشد الأحزان و الآهات و تتحطم كل أحلامه مرة آخرى في هذا الجزء يدمي منيف قلب القارئ ويعيد تذكيره بعقم هذا الأرض و تلك الثورات و بؤس الشعب العربي و تسلط الأنظمة وحرقها كل من حولها .
في منفى عمله ووسط سخرية من حوله سوف ينتهي به المطاف بالجنون 💔
وهذا ما سننتهي له نحن !
" و لكني لم أعد أحلم بالأشياء الحلوة التي أفتقدها ، أصبحتُ أحلم بالأيام الموحشة القاتمة التي تظلل الحياة في الوطن و أنا الآن أقع مثل كلب قبل تنفيذ حكم الرمي "
هيا عزيزي المثقف القارئ امضغ أحلامك جيداً أمضغها كأرنب لعلها تكون لك زاداً لك في هذه الرحلة الطويلة الموحشة مع عبد الرحمن منيف .
رواية تقرأ مرة آخرى ، مادة روائية دسمة غنية بالرمزيات وهذا ما استطعت تغطيته من جوانبها .
كل الحب لصاحبة الرواية و التي أضافت لي وجعاً آخر و ذكرتني بالجرح الذي أحاول ردمه و تناسيه 😁 .
النجمة الخامسة من نصيبها
💛💛💛💛
November 29, 2008
"لا حاجة لأقول لكم كل شيء عن نفسي, فأنا شخص عادي لا أستحق اهتمام أحد. يوجد مثلي عدد لا يحصى من الناس, يشبهونني بملامح الوجه والثياب! ولكن ما أتميز به عن أي إنسان أخر, وما أدافع عنه بشراسة: عالمي الداخلي ... وبعض الأحيان حريّتي!."
بين الأحلام والواقع, بين روايات الغرباء و حديث النفس, بين الوطن الذي يراقب الأنفاس وبين الهروب من أجل الكرامة, منصور عبدالسلام في رحلة قطار تبدو وكأنها لن تنتهي, تمر بجانبه وتلوح له بين أشجار الطريق وجباله, ذكريات الماضي ونداءات المستقبل.
"
أنت لا تعرف حتى أن تحلم يا منصور. تنتقل من حلم لآخر وحتى المتعة التي يحسها الناس بالأحلام أنت لا تعرفها مازال كل شيء بعيدا مستحيلا"
يحكي منيف من خلال أحلام منصور وحياته, خيبات الرجل العربي-المواطن العربي الذي تعب من خياطة شفتيه, ومن غض بصره حتى لا يتحدث المواطن الذي تربى لكي يكون مهزوماً أمام نفسه ومجتمعه, المواطن الذي يخاف الانتصار حتى لا يسمى " خائناً" وتضيق عليه سبل العيش وتتقطع.
"
لماذا تزداد حالة الإنسان بؤسا يوما بعد آخر في الأرض التي يسمونها "ألوطن" ؟."
البطل يهرب من وطنه بورقة عمل للخارج يعمل مترجما بعد أن كان أستاذ جامعي, أراد أن يحكي تاريخا أخر غير الذي كتب ويتداول, حتى أصبحت تهمة تلاحقه أينما حل وكان.
شخصية البطل الخوف الذي يعيش فيه إحساسه بالحصار حتى خارج وطنه, والثقة المزعزعة والخيبة المرارة التي يعيشها حاول من خلالها منيف أن يوضح حال العربي الشرقي في ظل الحصار والحريات المحدودة التي يعيشها.
لايوجد بالرواية ما يوضح مكان القصة سوى أنها بلد عربي دلالة على تشابه ظروف الإنسان الشرقي من المحيط إلى الخليج, الجزء الأول من الرواية كان فاتناً وبرأيي أقوى أجزاء الرواية, اليوميات غير مترابطة وكأنها هذيان البطل, هكذا فهمتها بأنها جزء تائه من حياة البطل جزء متزعزع ربما أراد منيف أن يوصله لنا هكذا بكل عيوبه أحسست فعلا بأنني أعيش مع البطل حالة التوهان والمرارة التي يعيشها الحياة حينما نعيشها ونحن نفتش عن وطن تمر دون أن نشعر بها.
"
وعندما تحرك القطار كانت يدها تلوّح من النافذة بحزن.
لم تكن تلويحة وداع كانت تعني للأسف, الحب المهزوم, العجز, كانت شيئا يخترق الإنسان ويستقر في مكان بعيد لا يعرف أين لكنه يخصه يعذبه يبكيه".
."كاترين... بلادي كبيرة، تشرق عليها الشمس ولا تغيب، والناس عندنا لا يعرفون شيئاً غير أن يتناسلوا، إنهم كثيرون... كثيرون جداً، وكل يوم يزدادون. إنهم ينامون ويتناسلون، في الليل والنهار. والعائلة الصغيرة عشرة. والناس يأكلون الخبز والزوان، لأنّهم لا يجدون شيئاً يأكلونه. إنهم يبكون كثيراً، يريدون أن يكفوا عن شيء ما. ويضحكون بعصبية، وربما أصبحوا من الحزن مرضى. وكذلك من الجوع."
"أنت يا منصور وحيد... وحيد لدرجة لا يمكن للإنسان أن يكون وحيدا هكذا!.. ماذا تجديك الكتب التي قرأتها؟, لقد قرأتَ كثيراً. تعبت عيناك أصابك الملل وأخيراً وجدت نفسك جائعا. ألا تعترف بأن الكتب هي التي عذبتك وخلقت بينك وبين الناس هذه الفجوة الكبيرة؟ .. اعترف."
* المكتوب باللون الغامق بين الأقواس اقتباسات من الكتاب.
April 4, 2025
جميل أن تبدأ مراجعتك للرواية بتحليلك للعنوان نفسه ولكننا هنا نتحير ماذا يعني هذا العنوان؟ ومن المقصود بمرزوق؟ ومن هو مرزوق؟
فحتى بعض النصف لم يكن اي أثر لأي شخصية تدعى مرزوق فلم نكن إلا مع الراوي منصور وإلياس رفيقه في القطار. فلذلك يعود بنا هذا إلى أسلوب منيف والذي أكون مع انتهاء هذه الرواية قد جربته مرتين، نراه أسلوب يحتاج إلى تروي في الاستلذاذ بالرواية أوالقصة نفسها، ففي هذه الرواية نراه اعتمد اعتماد كلي على الأسلوب الحواري.
قُسمت الرواية إلى أربع أجزاء أو فصول ولكننا قد نعتبرها ٣ أجزاء فقط، حيث الجزء الأخير ما هي إلا خاتمة يتنبأ بها منيف إلى كل مواطن عربي يحمل الهموم في رأسه ويحاول قدر ما يستطيع أن يغير في هذا الشرق العربي.
الجزء الأول كان عن إلياس نخلة والجزء الثاني عن بطلنا منصور عبدالسلام.
إلياس نخلة وحكايته في الإستقرار في طيبة وبحثه في هذه الحياة عن معنى وعن وجود، كانت حكايته تبدأ بالأشجار واعتراضه على قطعها والتخلي عنها وكأنما يقول هنا ماهذه الأشجار إلا الهوية والتي تسعون إلى تبديلها وتغييرها مع نمط التطور والتمدن، نرى هنا الأمل في إلياس، وبعد كل سقطة يقوم من جديد ويعود إلى الطيبة والتي لم تكن إلا الوطن ونرى في إلياس هنا المواطن العربي المهدور والمكافح والمناضل والذي يسعى رغم كل الظروف القاسية ولا يرى العيش والهناء إلا في أرض الوطن وكما يقال (بلادي وإن حارت علي عزيزة).
وفي الجزء الثاني يتكلم عن منصور، عن ذلك المثقف العربي والذي يحاول أن يعيش في الخارج والغربة ولا يستطيع ويعود إلى الوطن في أمل التغيير ولكنه يُصدم بالواقع، فنجده هنا اليأس.
والجزء الثالث ما هي إلا مذكرات منصور الأخيرة في محاولته للتأقلم، ونجد في هذا الجزء التعبير والمونولوج الداخلي له ليحكي عن يأسه وعن الإنسان والوطن والحياة، وفي هذا الجزء يظهر مرزوق والذي يجعل من العنوان مفهوم وصالح للتحليل، فالأشجار هي محاولة التغيير والرفض ولكن في قبال كل هذه المحاولات لا يرى مرزوق (المواطن الذي يحاول تحريك الشعب إلى ما هو أفضل، المواطن الذي يرفض أن يبقى التاريخ يعيد نفسه) إلا الإغتيال في قباله.
ومن خلال الجزء الأول وجدت بعض اللمحات في:
الجبل- الغربة او الحكومة والعمل الحكومي
أشجار القطن- التجارة والمحال التجارية
الأعمال- هي رحلة اكتشاف الحياة والذات
مع التاجر.. بداية اكتشاف الحياة. الأخطاء في الصغر
في المكتبة.. يتعلم الإنسان الكتابة والدروس
وأما الجزء الثاني كان فيه وبوضوح:
اليأس من الشرق ومن كل شيء في الشرق من ناس وشعب وحكام، التحدث عن جلجامش وعن الموت وقسوته والبغض في الأرض وكأنه يقول كل حياة يعيشها الإنسان ما هي إلا ملحمة من أجل العيش ولكن مصيره النهائي هو الموت من جلجامش إلى اليوم.
وكما لفت انتباهي اختيار منيف إلى الأسماء:
إلياس نخلة: يقال في معنى الاسم نفسه بأنه يحمل معنى لنبات عطري، مما يجعل حاما هذا الاسم يتمتع بالروح الطيبة والإيجابية، وهكذا كان إلياس إيجابي رغم كل ما واجه. وكان الاسم الثاني او اللقب هو نخلة اي إشارة إلى النخل في الوطن العربي والتي قد تكون الحياة.
منصور عبدالسلام: المنصور من الانت��ار، والسلام ذلك الذي يبحث عن السلام في هذا العالم، ولكن في النهاية هل انتصر أم لا.
مرزوق: ذلك المحظوظ والذي يرزقه الله وكان نصيبه في النهاية الاستشهاد.
وحتى اسم البلدة (الطيبة) ففي النهاية لن تجد الطيبة إلا في وطنك وبين أهلك.
الأشجار: لما الأشجار والتي يحاول الناس منها التغيير، دليل على الرسوخ من الجذور، ففي بعض الأشجار حتى لو قلعتها إلا إنها تعود للنمو من جديد.
فحتى بعض النصف لم يكن اي أثر لأي شخصية تدعى مرزوق فلم نكن إلا مع الراوي منصور وإلياس رفيقه في القطار. فلذلك يعود بنا هذا إلى أسلوب منيف والذي أكون مع انتهاء هذه الرواية قد جربته مرتين، نراه أسلوب يحتاج إلى تروي في الاستلذاذ بالرواية أوالقصة نفسها، ففي هذه الرواية نراه اعتمد اعتماد كلي على الأسلوب الحواري.
قُسمت الرواية إلى أربع أجزاء أو فصول ولكننا قد نعتبرها ٣ أجزاء فقط، حيث الجزء الأخير ما هي إلا خاتمة يتنبأ بها منيف إلى كل مواطن عربي يحمل الهموم في رأسه ويحاول قدر ما يستطيع أن يغير في هذا الشرق العربي.
الجزء الأول كان عن إلياس نخلة والجزء الثاني عن بطلنا منصور عبدالسلام.
إلياس نخلة وحكايته في الإستقرار في طيبة وبحثه في هذه الحياة عن معنى وعن وجود، كانت حكايته تبدأ بالأشجار واعتراضه على قطعها والتخلي عنها وكأنما يقول هنا ماهذه الأشجار إلا الهوية والتي تسعون إلى تبديلها وتغييرها مع نمط التطور والتمدن، نرى هنا الأمل في إلياس، وبعد كل سقطة يقوم من جديد ويعود إلى الطيبة والتي لم تكن إلا الوطن ونرى في إلياس هنا المواطن العربي المهدور والمكافح والمناضل والذي يسعى رغم كل الظروف القاسية ولا يرى العيش والهناء إلا في أرض الوطن وكما يقال (بلادي وإن حارت علي عزيزة).
وفي الجزء الثاني يتكلم عن منصور، عن ذلك المثقف العربي والذي يحاول أن يعيش في الخارج والغربة ولا يستطيع ويعود إلى الوطن في أمل التغيير ولكنه يُصدم بالواقع، فنجده هنا اليأس.
والجزء الثالث ما هي إلا مذكرات منصور الأخيرة في محاولته للتأقلم، ونجد في هذا الجزء التعبير والمونولوج الداخلي له ليحكي عن يأسه وعن الإنسان والوطن والحياة، وفي هذا الجزء يظهر مرزوق والذي يجعل من العنوان مفهوم وصالح للتحليل، فالأشجار هي محاولة التغيير والرفض ولكن في قبال كل هذه المحاولات لا يرى مرزوق (المواطن الذي يحاول تحريك الشعب إلى ما هو أفضل، المواطن الذي يرفض أن يبقى التاريخ يعيد نفسه) إلا الإغتيال في قباله.
ومن خلال الجزء الأول وجدت بعض اللمحات في:
الجبل- الغربة او الحكومة والعمل الحكومي
أشجار القطن- التجارة والمحال التجارية
الأعمال- هي رحلة اكتشاف الحياة والذات
مع التاجر.. بداية اكتشاف الحياة. الأخطاء في الصغر
في المكتبة.. يتعلم الإنسان الكتابة والدروس
وأما الجزء الثاني كان فيه وبوضوح:
اليأس من الشرق ومن كل شيء في الشرق من ناس وشعب وحكام، التحدث عن جلجامش وعن الموت وقسوته والبغض في الأرض وكأنه يقول كل حياة يعيشها الإنسان ما هي إلا ملحمة من أجل العيش ولكن مصيره النهائي هو الموت من جلجامش إلى اليوم.
وكما لفت انتباهي اختيار منيف إلى الأسماء:
إلياس نخلة: يقال في معنى الاسم نفسه بأنه يحمل معنى لنبات عطري، مما يجعل حاما هذا الاسم يتمتع بالروح الطيبة والإيجابية، وهكذا كان إلياس إيجابي رغم كل ما واجه. وكان الاسم الثاني او اللقب هو نخلة اي إشارة إلى النخل في الوطن العربي والتي قد تكون الحياة.
منصور عبدالسلام: المنصور من الانت��ار، والسلام ذلك الذي يبحث عن السلام في هذا العالم، ولكن في النهاية هل انتصر أم لا.
مرزوق: ذلك المحظوظ والذي يرزقه الله وكان نصيبه في النهاية الاستشهاد.
وحتى اسم البلدة (الطيبة) ففي النهاية لن تجد الطيبة إلا في وطنك وبين أهلك.
الأشجار: لما الأشجار والتي يحاول الناس منها التغيير، دليل على الرسوخ من الجذور، ففي بعض الأشجار حتى لو قلعتها إلا إنها تعود للنمو من جديد.
September 1, 2024
أختصرها كنفاني عندما قال؛
"أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟
الوطن هو ألا يحدث ذلك كله."
"أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟
الوطن هو ألا يحدث ذلك كله."
March 18, 2025
اسم الكتاب: الأشجار واغتيال مرزوق
اسم المؤلف: عبدالرحمن منيف
التصنيف الأدبي: رواية
عدد الصفحات : 384
التقييم: ⭐️⭐️⭐️⭐️
-------------------------‐----------------------------------
الأشجار واغتيال مرزوق ليست مجرد رواية سياسية أو فلسفية، بل هي حكاية الصراع الوجودي، والانتماء والتيه، حكاية المقاومة واليأس. رواية تجسد ثنائية الأمل والانكسار، التقدم والتراجع، الحياة والموت، حيث يعيد عبدالرحمن منيف صياغة معاناة الإنسان العربي في شخصية إلياس نخلة ومنصور عبدالسلام.
وبين الأشجار والاغتيال ... "موت وحياة"... وبين الموت والحياة أنفاس لاهثة تقطعها النهاية، لكنها لا تتوقف عن الدوران.
في معركة الحياة، في طوفانها الأعظم، في دورانها الذي لا ينقطع، تعلم إلياس نخلة ركوب الموج، يصعد ويهبط بتناسق فطري، يرقص على أنغام الطوفان رقصة زوربا، رقصة المثابرة والاستمرار والتقدّم، رقصة الحياة التي لا تتوقف. إلياس هو رجل الجذور، ابن الأرض والطبيعة، الأشجار كانت هويته، ذاكرته، وطنه، وحلمه المستمر. رغم الفقر والقهر، لم يفقد صلابته، كان يسقط ثم ينهض، يتمسك بالحياة، يرقص معها حتى آخر رمق، ويعيد الكرة. الحياة نفسها ساحة نضاله اليومي—هذا ما يجسّده إلياس، حيث المقاومة ليست شعارات، بل صمود يومي أمام طاحونة الحياة وطوفانها.
وإذا كان إلياس يمثل الإرادة الفطرية للمقاومة، فإن منصور هو الوجه الآخر، هو الوعي الذي تحول إلى عبء، لا وسيلة للتحرر، حاصرته المعرفة داخل جدران من اليأس. في دوامة الحياة ودولابها، توقف عن الرقص، ولم يجد مخرجًا. ظل يسقط، وطال سقوطه، فقد الإيمان بالقدرة على التغيير، وأصبح مجرد متفرج على الحياة، عاجزًا عن الفعل.
بينما كان إلياس يرقص وسط العاصفة، كان منصور عالقا بين جدران صمته، بين يأسه ورغبته المدفونة في النهوض. سقط قانون الثبات بلا حراك أمام فيزياء الطبيعة ودوران الحياة، حيث يسحق من لا ينهض، من لا ينهض لا رحمة له!
مرزوق ليس مجرد شخصية مبهمة، بل هو العنوان، واللغز، هو المصير المحتوم، هو الرجل الحاضر الغائب، صوت الحق الذي يظل صداه يتردد، يُسمع ولا يموت، حتى بعد أن يُغتال ملايين المرات. اغتيال مرزوق هو اغتيال الفكرة، إخماد لصوت الحق، محاولة لإنهاء قضية لم يُرِد لها أن تستمر. موت مرزوق هو ذلك البوق الذي فجّر صمت منصور، وانتزعه من مقعد المتفرج إلى ساحة الراقصين مع الحياة، إلى ساحة المقاومة التي لا تستسلم. "موت مرزوق كان حياة".
ويبقى قلم المُنيف قلمًا حرًا، وفكره فكرًا عبقريًا، وكلماته تخترق القلوب والعقول، وكتاباته محاكاة للروح. في كل سطر من هذه الرواية، هناك إيقاع للحياة، إيقاع للسقوط، إيقاع للنهوض، ورقصة لا تنتهي. وأشجار تظل تنمو وتخضر وإن قُطِعت.
لكن قلم المُنيف لا يجف، وفكره لا ينضب، وتأثيره لا ينتهي بعد أن خُطّت "الخاتمة"، بل يترك القارئ عالقًا في دوامة من الأسئلة، ينتقل صراع الشخصيات خارج حدود النص لنعيشه ونتساءل:
هل كل مرزوق مصيره الاغتيال؟ أم أن هناك مرزوقًا آخر ينجو في كل جيل؟
هل كل منصور سجين يأسه، أم أن هناك فرصة أخيرة للنهوض؟
هل كل إلياس قادر على الرقص وسط الطوفان، أم أن بعض الأشجار تُقتلع للأبد؟
اسم المؤلف: عبدالرحمن منيف
التصنيف الأدبي: رواية
عدد الصفحات : 384
التقييم: ⭐️⭐️⭐️⭐️
-------------------------‐----------------------------------
الأشجار واغتيال مرزوق ليست مجرد رواية سياسية أو فلسفية، بل هي حكاية الصراع الوجودي، والانتماء والتيه، حكاية المقاومة واليأس. رواية تجسد ثنائية الأمل والانكسار، التقدم والتراجع، الحياة والموت، حيث يعيد عبدالرحمن منيف صياغة معاناة الإنسان العربي في شخصية إلياس نخلة ومنصور عبدالسلام.
وبين الأشجار والاغتيال ... "موت وحياة"... وبين الموت والحياة أنفاس لاهثة تقطعها النهاية، لكنها لا تتوقف عن الدوران.
في معركة الحياة، في طوفانها الأعظم، في دورانها الذي لا ينقطع، تعلم إلياس نخلة ركوب الموج، يصعد ويهبط بتناسق فطري، يرقص على أنغام الطوفان رقصة زوربا، رقصة المثابرة والاستمرار والتقدّم، رقصة الحياة التي لا تتوقف. إلياس هو رجل الجذور، ابن الأرض والطبيعة، الأشجار كانت هويته، ذاكرته، وطنه، وحلمه المستمر. رغم الفقر والقهر، لم يفقد صلابته، كان يسقط ثم ينهض، يتمسك بالحياة، يرقص معها حتى آخر رمق، ويعيد الكرة. الحياة نفسها ساحة نضاله اليومي—هذا ما يجسّده إلياس، حيث المقاومة ليست شعارات، بل صمود يومي أمام طاحونة الحياة وطوفانها.
وإذا كان إلياس يمثل الإرادة الفطرية للمقاومة، فإن منصور هو الوجه الآخر، هو الوعي الذي تحول إلى عبء، لا وسيلة للتحرر، حاصرته المعرفة داخل جدران من اليأس. في دوامة الحياة ودولابها، توقف عن الرقص، ولم يجد مخرجًا. ظل يسقط، وطال سقوطه، فقد الإيمان بالقدرة على التغيير، وأصبح مجرد متفرج على الحياة، عاجزًا عن الفعل.
بينما كان إلياس يرقص وسط العاصفة، كان منصور عالقا بين جدران صمته، بين يأسه ورغبته المدفونة في النهوض. سقط قانون الثبات بلا حراك أمام فيزياء الطبيعة ودوران الحياة، حيث يسحق من لا ينهض، من لا ينهض لا رحمة له!
مرزوق ليس مجرد شخصية مبهمة، بل هو العنوان، واللغز، هو المصير المحتوم، هو الرجل الحاضر الغائب، صوت الحق الذي يظل صداه يتردد، يُسمع ولا يموت، حتى بعد أن يُغتال ملايين المرات. اغتيال مرزوق هو اغتيال الفكرة، إخماد لصوت الحق، محاولة لإنهاء قضية لم يُرِد لها أن تستمر. موت مرزوق هو ذلك البوق الذي فجّر صمت منصور، وانتزعه من مقعد المتفرج إلى ساحة الراقصين مع الحياة، إلى ساحة المقاومة التي لا تستسلم. "موت مرزوق كان حياة".
ويبقى قلم المُنيف قلمًا حرًا، وفكره فكرًا عبقريًا، وكلماته تخترق القلوب والعقول، وكتاباته محاكاة للروح. في كل سطر من هذه الرواية، هناك إيقاع للحياة، إيقاع للسقوط، إيقاع للنهوض، ورقصة لا تنتهي. وأشجار تظل تنمو وتخضر وإن قُطِعت.
لكن قلم المُنيف لا يجف، وفكره لا ينضب، وتأثيره لا ينتهي بعد أن خُطّت "الخاتمة"، بل يترك القارئ عالقًا في دوامة من الأسئلة، ينتقل صراع الشخصيات خارج حدود النص لنعيشه ونتساءل:
هل كل مرزوق مصيره الاغتيال؟ أم أن هناك مرزوقًا آخر ينجو في كل جيل؟
هل كل منصور سجين يأسه، أم أن هناك فرصة أخيرة للنهوض؟
هل كل إلياس قادر على الرقص وسط الطوفان، أم أن بعض الأشجار تُقتلع للأبد؟
February 20, 2021
وأنا أقرأ الرواية لم أتخيل أبدًا أن منيف فكر لحظة قبل أن يكتب جملة واحدة ، كلماته تنبع من قلب فاض ألمًا وسخطا ورفضا، كلماته لا تتوقف.
ويستمر بالهذيان.. أحب هذيانه وأهذي معه..يسخط ويشتم وأسخط معه.
الوطن يا منيف مقبرتنا.
ويستمر بالهذيان.. أحب هذيانه وأهذي معه..يسخط ويشتم وأسخط معه.
الوطن يا منيف مقبرتنا.
January 12, 2014
الوطن في حياة الشرقي عبارة عن مجموعة من المآسي المتتالية التي تدور من حوله وفي داخله ، منيف في هذا العمل - وهو من بداياته في عالم الرواية - يقرأ ويكتب الإنسان في شرقنا التعيس منصور عبدالسلام و إلياس والتاريخ والأشجار والقرية والمدينة والصحراء وعشرات الملوك الذين تتذلل لهم كل الأشياء والمرأة وهي من يصنع الحياة ويهب لكل شيء قيمة ومعنى ،، في هذا العمل الروائي الفريد يعبر القاريء بين الأنا الغاضبة في داخل الراوي وبين صوته المستسلم ، بين حوارات تجري بصمت يحمل كل الضجيج وأخرى تحاول النجاة لا أكثر ،، رواية عظيمة أخرى لعبدالرحمن منيف
October 24, 2012
حملت الرواية بين يدي قلبتها قبل أن أقرأها
بأصابعي وأنا أفكر في العنوان " الأشجار واغتيال مرزوق في محاولة لاستشفاف ما تدور حوله هذه الرواية " ولكني لم أتصور أيدا شيئا مما تكشف لي في أثناء قراءتها
بغلاف مائل للصفرة وصورة لرجل يمسك بشجرة
دخلت عالما من صنع الروائي المعروف عبدالرحمن منيف
وعلى جهة أخرى من الغلاف الداخلي يعرف لنا بطل الرواية عن نفسه
(لا حاجة لأن أقول لكم كل شيء عن نفسي فأنا شخص عادي يوجد مثلي عدد لا يحصى من الناس ولكن ما أتميز به وما أدافع عنه بشراسة عالمي الداخلي وبعض الأحيان حريتي
قد أكون تافهاً بنظركم ، لا يهم . ولكن في داخلي صوتاً صغيراً أحب أن أسمعه يقول لي ، أرفض هذا العالم المجوسي لا تنمدمج به وإن استطعت غيره
بعض الناس يقولون إني غريب الأطوار غامض
أما تقارير الشرطة فتصفني بالخطورة
أما كيف واجهت الحياة وكيف فشلت وامتلأ قلبي بالأسى فإن ذلك لم يحصل فجأة وإنما تسرب إليّ على مهل ومنذ وقت طويل )
الرواية مقسمة إلى أربعة أقسام
القسم الأول في مجمله يحكي سفر البطل منصور عبدالسلام في الدرجة الثانية في القطار للعمل ولقاءة بالشخصية المحورية الثانية " إلياس نخلة " الذي يحكي لمنصور قصة حياته كاملة من بداية شغفه بالقمار وتضييعه للأشجار التي ورثها عن أبوه وعدم توفيقه في أي عمل من الأعمال الكثيرة التي اشتغل بها ومن ثم وفاة زوجته التي لم يستطع أن يتغلب على مأساة فقدها وحتى انتهاءه كمهرب للملابس وينتهي هذا الفصل بنزول الياس نخلة من القطار
أما القسم الثاني من الرواية نلاحظ وجود صوتان
صوت الراوي وصوت منصور عبدالسلام ممتزجان بطريقة ذكية حتى لكانك تحس بانهما شخص واحد
حيث يروي لنا البطل حكايته من اول يتمه وحتى دراسته للدراسة في الخارج وعلاقته الفاشلة بالنساء وعمله كمدرس للتاريخ في الجامعة التي لم يستمر فيها لأكثر من ثلاث سنوات حيث يسرح بدواعس سياسية من العمل
ثم يذكر معاناته لاستخراج جواز سفر ليعمل كمترجم في الخارج هذه العملية التي استغرقت سنتين وسبعة أشهر !!
القسم الثالث يتحدث في مجمله عن يومياته التي بدا بتدوينها بعد فترة من استلامه للعمل كمترجم في موقع آثار حيث يصله خبر اغتيال صديقه مرزوق هذا الصديق الذي هو كناية عن حلم فقده وبكاه
القسم الاخير وهو خاتمة على لسان شخصية ثالثة وهو صحفي يتمكن من نشر هذه اليوميات وذلك بعد ان اعطاه أياها صاحب الفندق الذي أطلق فيه منصور عبدالسلام النار على صورته في المرىة منتهيا بالجنون حيث كاااان مختتم الرواية
(( أنشر الأوراق الآن . ولم أفعل شيئاً من شأنه أن يغير في معناها .. سوى اني رفعت بعض الأسماء .. وبعض الكلمات البذيئة
إذن هي حكاية معاناة شاب عربي مع الأنظمة السياسية حلم بإعادة كتابة التاريخ بطريقة صادقة بعيدا عن الزيف والتلفيق ..حلم بعمل شريف وزوجة صالحة ولكن أحلامه تكسرت أمام قسوة الواقع حتى غنه يحسد عابر السبيل إلياس نخلة على حياته التعيسة ونحوسته ظن إنه سيجد راحته في العمل خارج البلاد ولكنه لم يتمكن من التعايش مع وضعه الجديد خصوصا بعد أن وصله خبر اغتيال صديقه المقرب مرزوق وهكذا أخذ يسير نحو الجنون مدونا مذكراته حتى جاء يوم وأطلق النار على صورته في المرىة لينقل إلى مشفى
المجانين وتنشر مذكراته في الصحيفة
فهل أفلح منصور بإيصال الحقيقة للناس ؟؟ الحقيقة التي قادته نحو الجنون
الطريف في الرواية إن الكاتب استخدم تقريبا أسماء جميع الحيوانات التي قد تخطر على بالك من أول الحشرات وحتى الأفاعي والكلاب والأفيال
رواية ( الأشجار واغتيال مرزوق ) للكاتب ( عبد الرحمن منيف ) تقع في 380 صفحة من الحجم المتوسط
أتمنى لكم وقتا ممتعا في قراءتها
بأصابعي وأنا أفكر في العنوان " الأشجار واغتيال مرزوق في محاولة لاستشفاف ما تدور حوله هذه الرواية " ولكني لم أتصور أيدا شيئا مما تكشف لي في أثناء قراءتها
بغلاف مائل للصفرة وصورة لرجل يمسك بشجرة
دخلت عالما من صنع الروائي المعروف عبدالرحمن منيف
وعلى جهة أخرى من الغلاف الداخلي يعرف لنا بطل الرواية عن نفسه
(لا حاجة لأن أقول لكم كل شيء عن نفسي فأنا شخص عادي يوجد مثلي عدد لا يحصى من الناس ولكن ما أتميز به وما أدافع عنه بشراسة عالمي الداخلي وبعض الأحيان حريتي
قد أكون تافهاً بنظركم ، لا يهم . ولكن في داخلي صوتاً صغيراً أحب أن أسمعه يقول لي ، أرفض هذا العالم المجوسي لا تنمدمج به وإن استطعت غيره
بعض الناس يقولون إني غريب الأطوار غامض
أما تقارير الشرطة فتصفني بالخطورة
أما كيف واجهت الحياة وكيف فشلت وامتلأ قلبي بالأسى فإن ذلك لم يحصل فجأة وإنما تسرب إليّ على مهل ومنذ وقت طويل )
الرواية مقسمة إلى أربعة أقسام
القسم الأول في مجمله يحكي سفر البطل منصور عبدالسلام في الدرجة الثانية في القطار للعمل ولقاءة بالشخصية المحورية الثانية " إلياس نخلة " الذي يحكي لمنصور قصة حياته كاملة من بداية شغفه بالقمار وتضييعه للأشجار التي ورثها عن أبوه وعدم توفيقه في أي عمل من الأعمال الكثيرة التي اشتغل بها ومن ثم وفاة زوجته التي لم يستطع أن يتغلب على مأساة فقدها وحتى انتهاءه كمهرب للملابس وينتهي هذا الفصل بنزول الياس نخلة من القطار
أما القسم الثاني من الرواية نلاحظ وجود صوتان
صوت الراوي وصوت منصور عبدالسلام ممتزجان بطريقة ذكية حتى لكانك تحس بانهما شخص واحد
حيث يروي لنا البطل حكايته من اول يتمه وحتى دراسته للدراسة في الخارج وعلاقته الفاشلة بالنساء وعمله كمدرس للتاريخ في الجامعة التي لم يستمر فيها لأكثر من ثلاث سنوات حيث يسرح بدواعس سياسية من العمل
ثم يذكر معاناته لاستخراج جواز سفر ليعمل كمترجم في الخارج هذه العملية التي استغرقت سنتين وسبعة أشهر !!
القسم الثالث يتحدث في مجمله عن يومياته التي بدا بتدوينها بعد فترة من استلامه للعمل كمترجم في موقع آثار حيث يصله خبر اغتيال صديقه مرزوق هذا الصديق الذي هو كناية عن حلم فقده وبكاه
القسم الاخير وهو خاتمة على لسان شخصية ثالثة وهو صحفي يتمكن من نشر هذه اليوميات وذلك بعد ان اعطاه أياها صاحب الفندق الذي أطلق فيه منصور عبدالسلام النار على صورته في المرىة منتهيا بالجنون حيث كاااان مختتم الرواية
(( أنشر الأوراق الآن . ولم أفعل شيئاً من شأنه أن يغير في معناها .. سوى اني رفعت بعض الأسماء .. وبعض الكلمات البذيئة
إذن هي حكاية معاناة شاب عربي مع الأنظمة السياسية حلم بإعادة كتابة التاريخ بطريقة صادقة بعيدا عن الزيف والتلفيق ..حلم بعمل شريف وزوجة صالحة ولكن أحلامه تكسرت أمام قسوة الواقع حتى غنه يحسد عابر السبيل إلياس نخلة على حياته التعيسة ونحوسته ظن إنه سيجد راحته في العمل خارج البلاد ولكنه لم يتمكن من التعايش مع وضعه الجديد خصوصا بعد أن وصله خبر اغتيال صديقه المقرب مرزوق وهكذا أخذ يسير نحو الجنون مدونا مذكراته حتى جاء يوم وأطلق النار على صورته في المرىة لينقل إلى مشفى
المجانين وتنشر مذكراته في الصحيفة
فهل أفلح منصور بإيصال الحقيقة للناس ؟؟ الحقيقة التي قادته نحو الجنون
الطريف في الرواية إن الكاتب استخدم تقريبا أسماء جميع الحيوانات التي قد تخطر على بالك من أول الحشرات وحتى الأفاعي والكلاب والأفيال
رواية ( الأشجار واغتيال مرزوق ) للكاتب ( عبد الرحمن منيف ) تقع في 380 صفحة من الحجم المتوسط
أتمنى لكم وقتا ممتعا في قراءتها
October 8, 2009
آه يامنيف..الحياة بطوله ولكن دون ضجة..بطولة صغيرة يمارسها الانسان يوميا من اجل ان يظل صادقاً وشريفاً.. لو لم يكتب منيف الا هذه الترنيمة لكفى
March 25, 2025
سألت ال ChatGpt عن القصة وهذا ما قاله:
"رواية الأشجار واغ��يال مرزوق (1973) لعبد الرحمن منيف تعدّ واحدة من أبرز الأعمال في الأدب العربي الحديث، حيث تحمل في طياتها بعدًا رمزيًا عميقًا يعكس قضايا القمع والاستبداد والمنفى والبحث عن المعنى في الحياة.
تحليل الرواية
1. الشخصيات الرئيسية
• الراوي (الطيب): شخصية مثقفة ومهمّشة، يجد نفسه منفيًا وضائعًا في محيط من الفساد والخذلان.
• مرزوق: شخصية متمردة تمثل الأمل والثورة، لكنه يُغتال رمزيًا وجسديًا، مما يعكس مصير المثقفين والمتمردين في الأنظمة القمعية.
2. الرمزية والمضامين
الرواية تستخدم الأشجار كرمز للحياة والنمو، بينما اغتيال مرزوق يمثل قمع الفكر الحر. كما تعكس الرحلة التي يقوم بها الطيب ومرزوق صراع الإنسان مع الاستبداد والبحث عن الحرية.
3. الأسلوب والسرد
تعتمد الرواية على أسلوب سردي ممتزج بالفلسفة، حيث ينقل منيف أفكار شخصياته عبر الحوارات العميقة والمونولوجات الداخلية، مما يجعل الرواية ذات طابع فكري أكثر من كونها مجرد قصة تقليدية.
الرؤية النقدية
الرواية تُعتبر نقدًا قويًا للأنظمة الاستبدادية، وتُبرز معاناة المثقفين العرب الذين يواجهون القمع والتهميش. منيف يخلق عالمًا يوازي الواقع، حيث يصوّر الاستبداد السياسي والاجتماعي بطريقة رمزية وواقعية في آنٍ واحد.
الخاتمة
الأشجار واغتيال مرزوق ليست مجرد رواية، بل هي تجربة فكرية تعكس واقعًا مريرًا للإنسان العربي، وهي من الأعمال التي تظل صالحة لكل زمان ومكان بسبب موضوعاتها العميقة وأسئلتها الفلسفية حول الحرية والوجود والعدالة."
كما وجدت مقالا جميلا لكاتب تونسي: http://www.afkar.jo/View_Articlear.as......
مراجعتي
كنت اظنها هذرة فارغة لشخص يتحدث في القطار مع مسافرٍ آخر وهذا يحدثه عن حياته.
ولكن اتضح لي بأن القطار هو حياتنا والمحادثة هو مجرى الحياة في بلدان لم ترى سوى القمع
ولكن عندي ملاحظة صغيرة جدا. لماذا يصر الكتّاب (الرجال منهم والنساء ) ان يدخلوا بعض البهارات في قصصهم التي قد تكون اكثر من رائعة! كمثال على ذلك هذا الكتاب الذي هو رفض لكل الأنظمة الاستبدادية! لماذ حشر المرأة في كل مكان! وكأن عقله مأخوذا بها ولا يستطيع ان يجلس لحظة إلا ان تكون معه، يراقصها يمشي معها يسبح في البحر معها؟ وكذلك الخمر وغيره من الأشياء (تكررت نفس المقاطع في كتاب الأعشاب البحرية ايضا)
هل هذا ما يسمى الاحلام بوطن جميل يستطيع ان يفعل فيه الانسان ما يشاء. ربما
هل سيطرت المرأة على عقل المفكر والثائر العربي؟ هل جعلنا المرأة في الفكر العربي آلة للجسد؟
ولكن في الحقيقة تتكرر هذه الحالة حتى في الكتب الاجنبية اذ كانت هناك امرأة في قصة ١٩٧٤ ، والفرق انها هناك كانت هي ايضا ثائرة.
اما في القرآن فقد ذكرت فيه قصصا توحي بنفس الحديث مثل زليخا والنبي يوسف في سورة يوسف وكذلك قصة قوم لوط عندما ارادوا ان يفعلوا بالملائكة.
إذاً أنا ربما أناقش نفسي. ربما النفس البشرية تتكون من العقل والجنس ولذا عندما تتفتح قريحة احدهم يذكر كل شي.
إذا! لن أناقش هذا الموضوع مرة اخرى، اذ انني أقنعت نفسي بأنه امر طبيعي.
اقتباسات:
إن الأمهات يا صاحبي يمتلكن احساساً خارقاً بالأشياء ، إنهن مثل الأشجار لا يتكاملن كثيراً ، ولكن يعبرن عن انفسهن بطريقة لذيذة
كنت حزينا لدرجة لم أتصور ان في هذه الحياة هذا الحزن كله، أو ان ألأنسان يمكن ان يتحمل حزناً بهذا المقدار. وقد قررت في بعض اللحظات ان اقتل نفسي، ولكن في لحظات أخرى شعرت أني مظلوم وبريء
ان هذه الحياة عجيبة يا صاحبي لدرجة لا تصدق
آه لو امتلك السلطة ، لو امتلكها يوما واحدا لدمرت هذا العالم. العالم لا يحتاج إلا التدمير. لقد فسد كل شيء فيه، تفتت خلاياه، تعفن، لم يعد ممكنا اصلاحه أبداً. يجب ان يدمر نهائياً ، لعلّ عالماً جديداً يقوم على أنقاضه. لعل بشرا من نوع جدي. يأتون من صلب عالم آخر ، لكي يطهروا هذه الأرض التي تعلوها الآن طبقة سميكة من القذارة والتفاهة
الحياة يا صديقي شيء جدي أكثر مما يتصور الناس، ومن يريد ان يحيا عليه أن يغامر كثيرا، ان يكون شجاعا
لمعاد امتلك إلا الحلم، هل تريد ان تسرقه مني، هذا الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان يسرقه احد! وهذا الشيء الوحيد الذي يخفف من عذاب هذه الحياة
أنا أعرف ان جميع الناس يركضون من اجل الرغيف، ولكن فرقاً كبيرا بين الرغيف الذي تنتزعه من الشمس، والذي تأكله بمتعة، وبين الرغيف الذي يلقى إليك مثلما يلقى العلف للدابة.
ومنذ ذلك الوقت تهت في العالم
اقبض عليها….. إذا أمسكتها فسوف أصهر عظامها بقبلة لم يمنحها رجل لامرأة
أين هو التاريخ ؟ أرى ركاما من الأكاذيب والافتراءات ، ولا أرى شيئا غير ذلك! ليست هناك وقائع صحيحة بالمرة. هناك سلسلة من عمليات القرصنة والخيانة والقوادة، بدأت منذ فجر التاريخ ولم تنتهي بعد. قابيل قتل هابيل.
أنتم تشربون لكي تفرحوا ، نحن نشرب لكي نتخدر.أنتم تشربون من اجل ان تتألق أرواحكم ، ان تزهر، اماً نحن في الشرق اللعين، موطن الكآبة والخنافس السوداء، فنشرب لكي نغرق وننسى!
أنت يا مرزوق فراشة، أنت عصفور لك الف لون، هل تسمعني يا مرزوق؟
الحياة مجرد الحياة يا صاحبي، بطولة
"رواية الأشجار واغ��يال مرزوق (1973) لعبد الرحمن منيف تعدّ واحدة من أبرز الأعمال في الأدب العربي الحديث، حيث تحمل في طياتها بعدًا رمزيًا عميقًا يعكس قضايا القمع والاستبداد والمنفى والبحث عن المعنى في الحياة.
تحليل الرواية
1. الشخصيات الرئيسية
• الراوي (الطيب): شخصية مثقفة ومهمّشة، يجد نفسه منفيًا وضائعًا في محيط من الفساد والخذلان.
• مرزوق: شخصية متمردة تمثل الأمل والثورة، لكنه يُغتال رمزيًا وجسديًا، مما يعكس مصير المثقفين والمتمردين في الأنظمة القمعية.
2. الرمزية والمضامين
الرواية تستخدم الأشجار كرمز للحياة والنمو، بينما اغتيال مرزوق يمثل قمع الفكر الحر. كما تعكس الرحلة التي يقوم بها الطيب ومرزوق صراع الإنسان مع الاستبداد والبحث عن الحرية.
3. الأسلوب والسرد
تعتمد الرواية على أسلوب سردي ممتزج بالفلسفة، حيث ينقل منيف أفكار شخصياته عبر الحوارات العميقة والمونولوجات الداخلية، مما يجعل الرواية ذات طابع فكري أكثر من كونها مجرد قصة تقليدية.
الرؤية النقدية
الرواية تُعتبر نقدًا قويًا للأنظمة الاستبدادية، وتُبرز معاناة المثقفين العرب الذين يواجهون القمع والتهميش. منيف يخلق عالمًا يوازي الواقع، حيث يصوّر الاستبداد السياسي والاجتماعي بطريقة رمزية وواقعية في آنٍ واحد.
الخاتمة
الأشجار واغتيال مرزوق ليست مجرد رواية، بل هي تجربة فكرية تعكس واقعًا مريرًا للإنسان العربي، وهي من الأعمال التي تظل صالحة لكل زمان ومكان بسبب موضوعاتها العميقة وأسئلتها الفلسفية حول الحرية والوجود والعدالة."
كما وجدت مقالا جميلا لكاتب تونسي: http://www.afkar.jo/View_Articlear.as......
مراجعتي
كنت اظنها هذرة فارغة لشخص يتحدث في القطار مع مسافرٍ آخر وهذا يحدثه عن حياته.
ولكن اتضح لي بأن القطار هو حياتنا والمحادثة هو مجرى الحياة في بلدان لم ترى سوى القمع
ولكن عندي ملاحظة صغيرة جدا. لماذا يصر الكتّاب (الرجال منهم والنساء ) ان يدخلوا بعض البهارات في قصصهم التي قد تكون اكثر من رائعة! كمثال على ذلك هذا الكتاب الذي هو رفض لكل الأنظمة الاستبدادية! لماذ حشر المرأة في كل مكان! وكأن عقله مأخوذا بها ولا يستطيع ان يجلس لحظة إلا ان تكون معه، يراقصها يمشي معها يسبح في البحر معها؟ وكذلك الخمر وغيره من الأشياء (تكررت نفس المقاطع في كتاب الأعشاب البحرية ايضا)
هل هذا ما يسمى الاحلام بوطن جميل يستطيع ان يفعل فيه الانسان ما يشاء. ربما
هل سيطرت المرأة على عقل المفكر والثائر العربي؟ هل جعلنا المرأة في الفكر العربي آلة للجسد؟
ولكن في الحقيقة تتكرر هذه الحالة حتى في الكتب الاجنبية اذ كانت هناك امرأة في قصة ١٩٧٤ ، والفرق انها هناك كانت هي ايضا ثائرة.
اما في القرآن فقد ذكرت فيه قصصا توحي بنفس الحديث مثل زليخا والنبي يوسف في سورة يوسف وكذلك قصة قوم لوط عندما ارادوا ان يفعلوا بالملائكة.
إذاً أنا ربما أناقش نفسي. ربما النفس البشرية تتكون من العقل والجنس ولذا عندما تتفتح قريحة احدهم يذكر كل شي.
إذا! لن أناقش هذا الموضوع مرة اخرى، اذ انني أقنعت نفسي بأنه امر طبيعي.
اقتباسات:
إن الأمهات يا صاحبي يمتلكن احساساً خارقاً بالأشياء ، إنهن مثل الأشجار لا يتكاملن كثيراً ، ولكن يعبرن عن انفسهن بطريقة لذيذة
كنت حزينا لدرجة لم أتصور ان في هذه الحياة هذا الحزن كله، أو ان ألأنسان يمكن ان يتحمل حزناً بهذا المقدار. وقد قررت في بعض اللحظات ان اقتل نفسي، ولكن في لحظات أخرى شعرت أني مظلوم وبريء
ان هذه الحياة عجيبة يا صاحبي لدرجة لا تصدق
آه لو امتلك السلطة ، لو امتلكها يوما واحدا لدمرت هذا العالم. العالم لا يحتاج إلا التدمير. لقد فسد كل شيء فيه، تفتت خلاياه، تعفن، لم يعد ممكنا اصلاحه أبداً. يجب ان يدمر نهائياً ، لعلّ عالماً جديداً يقوم على أنقاضه. لعل بشرا من نوع جدي. يأتون من صلب عالم آخر ، لكي يطهروا هذه الأرض التي تعلوها الآن طبقة سميكة من القذارة والتفاهة
الحياة يا صديقي شيء جدي أكثر مما يتصور الناس، ومن يريد ان يحيا عليه أن يغامر كثيرا، ان يكون شجاعا
لمعاد امتلك إلا الحلم، هل تريد ان تسرقه مني، هذا الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان يسرقه احد! وهذا الشيء الوحيد الذي يخفف من عذاب هذه الحياة
أنا أعرف ان جميع الناس يركضون من اجل الرغيف، ولكن فرقاً كبيرا بين الرغيف الذي تنتزعه من الشمس، والذي تأكله بمتعة، وبين الرغيف الذي يلقى إليك مثلما يلقى العلف للدابة.
ومنذ ذلك الوقت تهت في العالم
اقبض عليها….. إذا أمسكتها فسوف أصهر عظامها بقبلة لم يمنحها رجل لامرأة
أين هو التاريخ ؟ أرى ركاما من الأكاذيب والافتراءات ، ولا أرى شيئا غير ذلك! ليست هناك وقائع صحيحة بالمرة. هناك سلسلة من عمليات القرصنة والخيانة والقوادة، بدأت منذ فجر التاريخ ولم تنتهي بعد. قابيل قتل هابيل.
أنتم تشربون لكي تفرحوا ، نحن نشرب لكي نتخدر.أنتم تشربون من اجل ان تتألق أرواحكم ، ان تزهر، اماً نحن في الشرق اللعين، موطن الكآبة والخنافس السوداء، فنشرب لكي نغرق وننسى!
أنت يا مرزوق فراشة، أنت عصفور لك الف لون، هل تسمعني يا مرزوق؟
الحياة مجرد الحياة يا صاحبي، بطولة
October 30, 2016
منيف في هذه الرواية يمارس هذيانه بشكل احترافي مجنون.
March 7, 2017
منيف يعرف كيف يكتب الكآبة بصورة رائعة.
الياس نخلة ومنصور عبدالسلام يتشاركان رحلة على متن قطار ويبدأ الياس بسرد قصة حياته ومن بعدها حياة منصور. الأستاذ الجامعي المسرّح لأسباب سياسية ومهرّب الملابس يتبادلان الحديث أو هكذا يبدو.
النهاية مدهشة.
الياس نخلة ومنصور عبدالسلام يتشاركان رحلة على متن قطار ويبدأ الياس بسرد قصة حياته ومن بعدها حياة منصور. الأستاذ الجامعي المسرّح لأسباب سياسية ومهرّب الملابس يتبادلان الحديث أو هكذا يبدو.
النهاية مدهشة.
July 11, 2019
الوطن، رقعة كفن، إذا ناسبت قياسك فستعيش عابراً لا لك ولا عليك ثم تتلفح بها وتُدفن.
وإن وجدتها واسعة، فستغرّك وتغريكّ، ستتمكن من تحويلها إلى ثوب سميك ذي جيوب، فتملأ الجيوب بالمال والنفط والذهب، وتسترك سماكته عن عيون الرقباء، بل وقد تضمهم معك ليتخفوا تحتها..!
أما إذا كانت رقعة الكفن تلك ضيقة لا تناسبك، فلن تنفعك حتى إذا أردت أن تموت.
ماذا قد تفعل بها؟ فهي لن تتحول إلى خبز يسد رمقك، ولا إلى نبيذ يسكرك فتنسى همومك، ولا حتى إلى أسمال تستر عورتك.
غريبان ،جمعتهما صدفة، وفرقهما الوطن...
حكى أحدهما قصته ، وتركها للآخر أفكاراً تنهش رأسه وتحثه على مقارنتها بما مر عليه في حياته.
الياس نخلة، النخلة التي تشبثت بجذورها، احتملت العسف والظلم وتنكر الحظ، ابتدأ نحسه بموت الأشجار، كانت الضربة التي قصمت ظهره.. اللعنة التي كسرته.. ولكنها لم تُقعده.. صمد، تماماً كما يصمد النخل في تربته الصحراوية الجافة، ويموت إن هو أُخرج منها.
أما منصور عبد السلام، فهو نقيض الياس ، وجه العملة الآخر، لم يكن نخلة، بل سمكة ظنت أنها تستطيع العيش خارج البحر كالبشر تماماً، فسافر... تخبط على الشاطئ.. اختنق باغتيال مرزوق.. ثم أكمل حياته في "حديقة السرو العالي"....!!
رواية مجنونة ، ستخرج منها بجملة قصيرة كتبها منيف في واحدة من صفحاتها :
"الوطن، هذا الوشاح الأسود الذي يلبسه كل الناس، يلبسونه في الليل، في النهار، وهم نائمون، وهم يأكلون... إلى متى تبقى كذلك أيها الوطن؟ الجوع، العذاب، واليوم :القتل!"
اختلفت طريقة السرد في كل فصل من فصول الرواية ، مما أضفى عليها حركة وحيوية لذا لن تشعر بالملل أبداً
لكن الكاتب ترك حيزاً صغيراً جداً لحادثة لاغتيال مرزوق ولم يعطه حقه، ربما لأنه لم يرد ذكر الكثير من التفاصيل عنه قدر ما أراد الإسهاب في الحديث عن الياس ومنصور
رواية مؤلمة جداً وتسبب الكآبة 💔 لكنك لن تندم على قراءتها أبداً
وإن وجدتها واسعة، فستغرّك وتغريكّ، ستتمكن من تحويلها إلى ثوب سميك ذي جيوب، فتملأ الجيوب بالمال والنفط والذهب، وتسترك سماكته عن عيون الرقباء، بل وقد تضمهم معك ليتخفوا تحتها..!
أما إذا كانت رقعة الكفن تلك ضيقة لا تناسبك، فلن تنفعك حتى إذا أردت أن تموت.
ماذا قد تفعل بها؟ فهي لن تتحول إلى خبز يسد رمقك، ولا إلى نبيذ يسكرك فتنسى همومك، ولا حتى إلى أسمال تستر عورتك.
غريبان ،جمعتهما صدفة، وفرقهما الوطن...
حكى أحدهما قصته ، وتركها للآخر أفكاراً تنهش رأسه وتحثه على مقارنتها بما مر عليه في حياته.
الياس نخلة، النخلة التي تشبثت بجذورها، احتملت العسف والظلم وتنكر الحظ، ابتدأ نحسه بموت الأشجار، كانت الضربة التي قصمت ظهره.. اللعنة التي كسرته.. ولكنها لم تُقعده.. صمد، تماماً كما يصمد النخل في تربته الصحراوية الجافة، ويموت إن هو أُخرج منها.
أما منصور عبد السلام، فهو نقيض الياس ، وجه العملة الآخر، لم يكن نخلة، بل سمكة ظنت أنها تستطيع العيش خارج البحر كالبشر تماماً، فسافر... تخبط على الشاطئ.. اختنق باغتيال مرزوق.. ثم أكمل حياته في "حديقة السرو العالي"....!!
رواية مجنونة ، ستخرج منها بجملة قصيرة كتبها منيف في واحدة من صفحاتها :
"الوطن، هذا الوشاح الأسود الذي يلبسه كل الناس، يلبسونه في الليل، في النهار، وهم نائمون، وهم يأكلون... إلى متى تبقى كذلك أيها الوطن؟ الجوع، العذاب، واليوم :القتل!"
اختلفت طريقة السرد في كل فصل من فصول الرواية ، مما أضفى عليها حركة وحيوية لذا لن تشعر بالملل أبداً
لكن الكاتب ترك حيزاً صغيراً جداً لحادثة لاغتيال مرزوق ولم يعطه حقه، ربما لأنه لم يرد ذكر الكثير من التفاصيل عنه قدر ما أراد الإسهاب في الحديث عن الياس ومنصور
رواية مؤلمة جداً وتسبب الكآبة 💔 لكنك لن تندم على قراءتها أبداً
June 26, 2013
لا يزالُ المُنيف يلعنُ الشرقَ ، يحاربُ القمعَ بقلمٍ لا غَير .
روايةٌ مليئةٌ بهذيانِ شرقيٍّ قُمِعَ ، شرقيٍّ من سوءِ حظهِ أنهُ حلُمَ بالحريةِ . سرديةُ الروايةِ ممتعةٌ جِداً ، صَورت حالةَ الشرقيِّ المقموع ، خنوعُ الشعبِ ، تعبُ الحياةِ مع القَرويِّ الذي قُطِّعت اشجارهُ ، زَيفُ التاريخِ و كذبةُ مِن أجلِ السلاطينِ ، و غيرها . حَبكتُها كانت رهيبةً جداً ، نهايةُ الروايةِ أرى أنها الأجمل - ليست نهايةً سعيدة ، لكنها ابداعيةٌ روائياً .
بالنسبةِ لي هيَ أجملُ ما قرأتُ للمُنيف حتى الآن .
روايةٌ مليئةٌ بهذيانِ شرقيٍّ قُمِعَ ، شرقيٍّ من سوءِ حظهِ أنهُ حلُمَ بالحريةِ . سرديةُ الروايةِ ممتعةٌ جِداً ، صَورت حالةَ الشرقيِّ المقموع ، خنوعُ الشعبِ ، تعبُ الحياةِ مع القَرويِّ الذي قُطِّعت اشجارهُ ، زَيفُ التاريخِ و كذبةُ مِن أجلِ السلاطينِ ، و غيرها . حَبكتُها كانت رهيبةً جداً ، نهايةُ الروايةِ أرى أنها الأجمل - ليست نهايةً سعيدة ، لكنها ابداعيةٌ روائياً .
بالنسبةِ لي هيَ أجملُ ما قرأتُ للمُنيف حتى الآن .
April 25, 2020
أول ما أقرأ لعبدالرحمن منيف، ويبدو أنه أول رواياته كذلك. أعجبني القسم الأول من الرواية الذي يدور حول شخصية إلياس نخلة وقصته الممتعة. بينما جاهدت لإتمام القسم الثاني المليء كآبة وجلد ذات، ولا أعني أن ذلك مما أستثقل قراءته في العادة لكن هنا كانت الجرعة زائدة جداً.
March 21, 2025
" الحياة... مجرد الحياة، ياصاحبي، بطولة".
بين إلياس نخلة أبن "طيبة" ومنصور عبدالسلام مفارقات كثيرة في الشخصية ولكن قيمة الشخصيتين في مجتمعهما وحلمهما الدائم بغدٍ أفضل وقطعة خبز على طاولة طعامهما وشوقهما إلى زوجة يجتمعان معها ويشتكيان حالهما كلما أوصدت أبواب العيش الرغيد بوجهيهما.
إلياس عاشق ا��أرض والأشجار وعاشق رائحة الطين والتراب حنين يشده كلما أبتعد. فقد أرضه مرتين في لعب القمار مرة و مرة أخرى من أجل توفير كسرة خبز لأبناءه وزوجته.
مُلاحق على الحدود من طرف حراس الحدود. يساومونه على بضاعته من الملابس القديمة حتى يخسرونه في كل مرة.
في المقابل منصور استاذ الجامعة وخريج إحدى الجامعات الأوروبية. ولكن مع الوقت لم يعد يتعرف على صوته فهناك قيود على مايجب أن يقول وما لايقول حتى بسببه تم تسريحه من عمله كمدرس لمادة التاريخ. و بها اصبح عاطلاً فلم يجديه نفعاً طرق كل الأبواب إلى أن قرر ترك بلاده والألتحاق بفرقة فرنسية للتنقيب عن الآثار.
أحلام يقظة وتخيلات في عز النهار والتكلم مع نفسه في ما يشبه المنولوج داخل الرواية، إلى أن أنتهى به الأمر في نهاية الرواية بأن أطلق الرصاص على صورته في المرآة في الفندق الذي قرر أن يكتب قصة صديقه المقتول مرزوق (واسم قصته الأشجار وأغتيال مرزوق) وبه جر إلى مستشفى الأمراض النفسية.
حيث انه المثقف الواعي الذي يعي مسؤولياته في مجتمعه ولكنه مكبل ومراقب. فقد ترك إلياس المواطن البسيط التأثير الكبير على نفس منصور بعد إلمامه بقصة حياته و لكنه نأي بنفسه عن أن يقص بالمقابل قصته! فهل وجد لدى إلياس حياة زاخرة بالعمل في الكثير من المهن البسيطة والأخذ بأسباب المجازفة في مقابل حياته الهادئة والساكنة والعيش لفترات طويلة عاطلاً عن العمل؟
فهل إحباط المثقفين وعجزهم في تغيير واقعهم أشد وطأة من إحباط رجل الشارع البسيط الذي بالنسبة له انه لا يتوقع شيء من حكومته فهو انسان مسحوق و مكسور.
وهل الكدح جعل من شخصية إلياس نخلة شخصية حكيمة وملمة بالحياة وأسرار العيش مقارنةً بمنصور الغاضب واللاعن الدائم لوضعه.
بطلانا -كما كل أنسان يعيش على أرضه- لم يكونا يطالبان المستحيل، فقد كانت أحلامهما بسيطة. الأمن في بلد بدون التلفت يمنةٍ أو يسرة للعيون التي تتطلع لأصطيادهما. وعملٍ يكسبون به لقمة عيشهما. وحياة كريمة يكون المواطن فيه معزز ومكرم.
ملاحظة أننا لم نجد مرزوق في أحداث الرواية ولكن وجدناه في اليوميات من غير أن نعرف قصته. فهل "مرزوق" هو كل مواطن ثائر على وضعه الاجتماعي والاقتصادي ومطارد في لقمة عيشه ومن ثم ينتهي به الحال الى أسكاته وتغييبه وذلك بتصفيته؟! فنكون لا ننتهي من سلسلة قصة إلياس و منصور حتى نبدأ بقصة أخرى بطلها مرزوق ولنبدأ البحث عن الظلم الذي وقع عليه.
بعض الأقتباسات:
"واي تاريخ يجب أن يكتب؟ تاريخ الملوك والسماسرة والقوانين الذين يشبهون الديوك. سيكون تاريخ الناس الذين مروا دون أن يتذكر أسماءهم كتاب أو قطعة من الرخام، سيكون تاريخ الأحداث التي غيرت الحياة دون أن تكتشف !"
"التاريخ مجموعة من أكاذيب لفقها أناس محترمون يضعون على عيونهم نظارات طبية سميكة ، وهؤلاء الناس يتقاضون رواتب كبيرة نتيجة الجهد الذي بذلوه ليسوا كاذبين تماماً، انهم يخدمون هدفاً كبيراً، هدفاً مهماً اسمه : "الحقيقة". "
بين إلياس نخلة أبن "طيبة" ومنصور عبدالسلام مفارقات كثيرة في الشخصية ولكن قيمة الشخصيتين في مجتمعهما وحلمهما الدائم بغدٍ أفضل وقطعة خبز على طاولة طعامهما وشوقهما إلى زوجة يجتمعان معها ويشتكيان حالهما كلما أوصدت أبواب العيش الرغيد بوجهيهما.
إلياس عاشق ا��أرض والأشجار وعاشق رائحة الطين والتراب حنين يشده كلما أبتعد. فقد أرضه مرتين في لعب القمار مرة و مرة أخرى من أجل توفير كسرة خبز لأبناءه وزوجته.
مُلاحق على الحدود من طرف حراس الحدود. يساومونه على بضاعته من الملابس القديمة حتى يخسرونه في كل مرة.
في المقابل منصور استاذ الجامعة وخريج إحدى الجامعات الأوروبية. ولكن مع الوقت لم يعد يتعرف على صوته فهناك قيود على مايجب أن يقول وما لايقول حتى بسببه تم تسريحه من عمله كمدرس لمادة التاريخ. و بها اصبح عاطلاً فلم يجديه نفعاً طرق كل الأبواب إلى أن قرر ترك بلاده والألتحاق بفرقة فرنسية للتنقيب عن الآثار.
أحلام يقظة وتخيلات في عز النهار والتكلم مع نفسه في ما يشبه المنولوج داخل الرواية، إلى أن أنتهى به الأمر في نهاية الرواية بأن أطلق الرصاص على صورته في المرآة في الفندق الذي قرر أن يكتب قصة صديقه المقتول مرزوق (واسم قصته الأشجار وأغتيال مرزوق) وبه جر إلى مستشفى الأمراض النفسية.
حيث انه المثقف الواعي الذي يعي مسؤولياته في مجتمعه ولكنه مكبل ومراقب. فقد ترك إلياس المواطن البسيط التأثير الكبير على نفس منصور بعد إلمامه بقصة حياته و لكنه نأي بنفسه عن أن يقص بالمقابل قصته! فهل وجد لدى إلياس حياة زاخرة بالعمل في الكثير من المهن البسيطة والأخذ بأسباب المجازفة في مقابل حياته الهادئة والساكنة والعيش لفترات طويلة عاطلاً عن العمل؟
فهل إحباط المثقفين وعجزهم في تغيير واقعهم أشد وطأة من إحباط رجل الشارع البسيط الذي بالنسبة له انه لا يتوقع شيء من حكومته فهو انسان مسحوق و مكسور.
وهل الكدح جعل من شخصية إلياس نخلة شخصية حكيمة وملمة بالحياة وأسرار العيش مقارنةً بمنصور الغاضب واللاعن الدائم لوضعه.
بطلانا -كما كل أنسان يعيش على أرضه- لم يكونا يطالبان المستحيل، فقد كانت أحلامهما بسيطة. الأمن في بلد بدون التلفت يمنةٍ أو يسرة للعيون التي تتطلع لأصطيادهما. وعملٍ يكسبون به لقمة عيشهما. وحياة كريمة يكون المواطن فيه معزز ومكرم.
ملاحظة أننا لم نجد مرزوق في أحداث الرواية ولكن وجدناه في اليوميات من غير أن نعرف قصته. فهل "مرزوق" هو كل مواطن ثائر على وضعه الاجتماعي والاقتصادي ومطارد في لقمة عيشه ومن ثم ينتهي به الحال الى أسكاته وتغييبه وذلك بتصفيته؟! فنكون لا ننتهي من سلسلة قصة إلياس و منصور حتى نبدأ بقصة أخرى بطلها مرزوق ولنبدأ البحث عن الظلم الذي وقع عليه.
بعض الأقتباسات:
"واي تاريخ يجب أن يكتب؟ تاريخ الملوك والسماسرة والقوانين الذين يشبهون الديوك. سيكون تاريخ الناس الذين مروا دون أن يتذكر أسماءهم كتاب أو قطعة من الرخام، سيكون تاريخ الأحداث التي غيرت الحياة دون أن تكتشف !"
"التاريخ مجموعة من أكاذيب لفقها أناس محترمون يضعون على عيونهم نظارات طبية سميكة ، وهؤلاء الناس يتقاضون رواتب كبيرة نتيجة الجهد الذي بذلوه ليسوا كاذبين تماماً، انهم يخدمون هدفاً كبيراً، هدفاً مهماً اسمه : "الحقيقة". "
March 16, 2025
الكتاب رقم ( ٦٥ )
عام ٢٠٢٥
الكتاب : الأشجار و اغتيال مرزوق .
المؤلف : عبد الرحمن منيف .
التصنيف : رواية .
.
📕رواية مكونة من قسمين، تتمحور حول لقاء رجلين في قطار. الأول، إلياس نخلة، رجل يائس وبائس، أوقع نفسه في مستنقع الشقاء بسبب استهتاره وغبائه، فخسر أشجاره وتاه في بلاد الشرق حتى أضاع نفسه. يتركّز القسم الأول على حكايته. أما القسم الثاني، فيتناول قصة منصور عبدالسلام، الأستاذ الجامعي الذي يفقد وظيفته ويسعى جاهدًا للعثور على عمل، لكنه في النهاية يواجه فاجعة غير متوقعة و يتبع القسمين يوميات منصور، تتوجها خاتمة تغيّر مجرى الأحداث، لكنها تبدو أقرب إلى الصواب.
.
.
هل يتمكن اليأس من استعادة أشجاره؟ وهل يعود مرزوق إلى الحياة؟ وهل يجد منصور ما يبحث عنه ويحقق ما يصبو إليه ؟
.
.
✋رغم اختلاف الشخصيتين، تجمعهما أوجه تشابه عديدة، مثل الخوف، الوحدة، الغربة، الحب، الفقر، الشهوة، والرغبات .. أين يكمن الاختلاف بينهما؟ وهل تعكس شخصياتهم ملامح من شخصية الكاتب نفسه؟!
.
.
🚫 توقفت طويلًا عند تلك الكلمات :
_ هذا النوع من البشر . الدين عندهم مثل الستارة، دائمًا لها وجهان … أنت لا تعرفهم.إنهم يسرقون، يخدعون، يكذبون، وبعد ذلك ركعة تمسح ما تقدم من الذنوب وما تأخر .
_ تسألت كثيرًا لماذا يكره الناس بعضهم، و لكن لم أجد جوابًا .
_ الأغنياء ينظرون إليك كأنك حشرة مفزعة، …، الفقراء الذين لايملكون شيئًا فإنهم يقاسمونك الفراش الذي ينامون عليه و يقاسمونك الماء الذي يشربونه .
_ الناس السيئين لايموتون.. يعيشون أكثر مما يجب لكي يفسدوا حياة الآخرين .
_ أهم شيء في هذه الحياة أن يبقى الإنسان قويًا، أن يقاوم ، ان يرفض التسليم .
✋ قد يتبادر إلى ذهنك سؤال بعد قراءة الكتاب:
هل الإنسان هو من يظلم نفسه ؟
📕هذا هو أول كتاب أقرأه لعبد الرحمن منيف، وهو أيضًا إصداره الأدبي الأول. استمتعت به وتألمت معه، وشعرت أن منيف سكَبَ قلبه بين السطور وأغرقنا في عالمه. وجدت نفسي أكثر إعجابًا بالقسم الأول واليوميات، ورغم البطء في القسم الثاني، تبقى الرواية جديرة بالقراءة. بالتأكيد، سأقرأ المزيد من أعماله لاحقًا .
عام ٢٠٢٥
الكتاب : الأشجار و اغتيال مرزوق .
المؤلف : عبد الرحمن منيف .
التصنيف : رواية .
.
📕رواية مكونة من قسمين، تتمحور حول لقاء رجلين في قطار. الأول، إلياس نخلة، رجل يائس وبائس، أوقع نفسه في مستنقع الشقاء بسبب استهتاره وغبائه، فخسر أشجاره وتاه في بلاد الشرق حتى أضاع نفسه. يتركّز القسم الأول على حكايته. أما القسم الثاني، فيتناول قصة منصور عبدالسلام، الأستاذ الجامعي الذي يفقد وظيفته ويسعى جاهدًا للعثور على عمل، لكنه في النهاية يواجه فاجعة غير متوقعة و يتبع القسمين يوميات منصور، تتوجها خاتمة تغيّر مجرى الأحداث، لكنها تبدو أقرب إلى الصواب.
.
.
هل يتمكن اليأس من استعادة أشجاره؟ وهل يعود مرزوق إلى الحياة؟ وهل يجد منصور ما يبحث عنه ويحقق ما يصبو إليه ؟
.
.
✋رغم اختلاف الشخصيتين، تجمعهما أوجه تشابه عديدة، مثل الخوف، الوحدة، الغربة، الحب، الفقر، الشهوة، والرغبات .. أين يكمن الاختلاف بينهما؟ وهل تعكس شخصياتهم ملامح من شخصية الكاتب نفسه؟!
.
.
🚫 توقفت طويلًا عند تلك الكلمات :
_ هذا النوع من البشر . الدين عندهم مثل الستارة، دائمًا لها وجهان … أنت لا تعرفهم.إنهم يسرقون، يخدعون، يكذبون، وبعد ذلك ركعة تمسح ما تقدم من الذنوب وما تأخر .
_ تسألت كثيرًا لماذا يكره الناس بعضهم، و لكن لم أجد جوابًا .
_ الأغنياء ينظرون إليك كأنك حشرة مفزعة، …، الفقراء الذين لايملكون شيئًا فإنهم يقاسمونك الفراش الذي ينامون عليه و يقاسمونك الماء الذي يشربونه .
_ الناس السيئين لايموتون.. يعيشون أكثر مما يجب لكي يفسدوا حياة الآخرين .
_ أهم شيء في هذه الحياة أن يبقى الإنسان قويًا، أن يقاوم ، ان يرفض التسليم .
✋ قد يتبادر إلى ذهنك سؤال بعد قراءة الكتاب:
هل الإنسان هو من يظلم نفسه ؟
📕هذا هو أول كتاب أقرأه لعبد الرحمن منيف، وهو أيضًا إصداره الأدبي الأول. استمتعت به وتألمت معه، وشعرت أن منيف سكَبَ قلبه بين السطور وأغرقنا في عالمه. وجدت نفسي أكثر إعجابًا بالقسم الأول واليوميات، ورغم البطء في القسم الثاني، تبقى الرواية جديرة بالقراءة. بالتأكيد، سأقرأ المزيد من أعماله لاحقًا .
March 20, 2021
عمل آخر مذهل لعبد الرحمن منيف
April 6, 2025
الأشجار، استقرار ونماء وانتماء، هي الوطن بظله وعطاءه. هنا تُقتل الأشجار وتُغتال.
بشكل عام رواية جميلة وجيدة، لكنها شوشتني قليلاً خصوصاً في الجزء الثاني منها.
بشكل عام رواية جميلة وجيدة، لكنها شوشتني قليلاً خصوصاً في الجزء الثاني منها.
Displaying 1 - 30 of 403 reviews