يعتبر الكتاب إطلاله على أحوال أفغانستان وحركة طالبان وما تفعله الحركة داخل أفغانستان وما ترتب على أفعال هذه الحركة على الأمة الإسلامية فى كل مكان والدور الذي تلعبه الحركة فى الدفاع عن الإسلام وما ترتب عليه من تشويه صورة المسلمين والإسلام
كاتب و صحفي ومفكر إسلامي مصري يعد من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين. من أهم الكتاب المصريين الذين يدور حولهم جدل واسع بسبب تجاوزهم الخطوط الحمراء في كثير منكتاباتهم. تأثر كثيراً بفكر الشيخ محمد الغزالي ويكثر الإستشهاد بفتاويه وإجتهادته في كتبه. عضوا في الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين وتربطه علاقة وطيدة بالشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد سليم العوا.
ينتمي الأستاذ هويدي في الأصل إلى عائلة إخوانية لكنه إنفصل تنظيمياً عن جماعة الإخوان منذ الصغر. تم إعتقاله في حقبة الرئيس جمال عبد الناصر لمدة عامين وكان يبلغ آنذاك الخامسة عشر من العمر ويقول أن تلك التجربة أثرت في حياته كثيراً. كرس معظم جهوده لمعالجة إشكاليات الفكر الإسلامي والعربي في واقعنا المعاصر داعياً إلى ترشيد الخطاب الديني ومواكبة أبجديات العصر.
ممتاز.. ربما هو أول اختراق صحافي عربي لطالبان يحاول أن يتفهمهم.. وهي رحلة فهمي هويدي مع مجموعة من المشايخ لنصح طالبان حين أرادوا هدم تماثيل بوذا. لم تهمني هذه الرحلة بقدر ما أهمني فهم العقليات عن قرب.. وكان من الرائع ما رصده فهمي هويدي عن المعاناة التي تعانيها طالبان، وكيف حققت تحت هذه الظروف كثيرا من النجاحات لا سيما في القضاء على تجارة المخدرات التي كادت تنتهي من أفغانستان كلها قبيل الهجوم الأمريكي في أكتوبر 2001.
من الحقائق الراسخة و التى تكاد تكون البشرية أجمعها قد اتفقت عليها من لدن آدم عليه السلام الي قيام الساعة هى أن الإنصاف عزيز ، و العاقل اللبيب هو من اذا وجد منصفا لزمه و استقى منه ، و مثل هذا المولف -العملاق الهويدي- و مثل هذا الكتاب هم بالضبط من تنطبق عليهم تلك الحقيقة ، فإذا وجدت قلما منصفا فاقبض عليه بيديك و عضّ عليه بنواجزك ، فقلّما تجد من هو ليس متحيزا ذات اليمين أو ذات الشمال ، و الوسط هو حلم العقلاء الأبدي و هو غزالهم السريع الذي يقطعون الفيافي وراءه جريا و لهثا و ما تطاله أناملهم إلا قليلا ، فالحمدلله أن طالت أناملي مثل هذا الكتاب .
و بعد فإن الكتاب ممتاز يبدأ بلمحة تاريخية سياسية عن المجتمع الأفغانى و لمحة جغرافية عن القطر الأفغانى و حدوده مع الدول المجاورة بالإضافة الي توزيع السكان و اختلاف الاعراق و اللغات و لمحات عن شخصية الفرد الأفغاني و طبيعة حياتهم و تفكيرهم ، ثم يتطرق الي الظروف السياسية و المجتمعية و الدينية المحيطة بالفترة التي نشأت فيها جماعة طلاب العلم المعروفة باسم "طالبان" ، ثم يتحدث عن تاريخ نشأة الجماعة و كيفية نشأتها و تمويلها و هدفها ، ثم يمر بك على الأحداث التي أدت بالجماعة للسيطرة على ٩٥٪ من مساحة أرض القطر الأفغاني ، ثم ينتقل بك الى ممارساتهم بعد توليهم سلطة البلاد و مقاليد الحكم ، فيشرح نظرتهم لكيفية ادارة الدولة و تنظيم حياة الناس و ما الى ذلك من الامور المتعلقة بالقيادة السياسية لما سموه " الامارة الاسلامية الافعانية" ، ثم ينتقل بك بعد ذلك الى ما واجهوه من ضغوط المجتمع الدولى و محاولاته الدائبة لتقييدهم و حصارهم و السيطرة عليهم ، و ايضا عن الجفاء و النكران الذى واجهوه من بقية العالم الاسلامي و العربي ، و يعرض عليك ايضا باسلوب علمي و هادئ ما واجهتهم من مشكلات و كيفية موتجهتهم لها ، ثم يعرض مناقشاتهم مع بعض علماء العالم الاسلامى و خصوصا بعد مسألة هدم تمثال بوذا ، و الكتاب يحتوى ايضا على كثير من النقد المنصف لمنهجهم و ثقافتهم و اتجاههم في تطبيق الدين و ايضا يبرز مواطن الضعف و مواطن القوة مع الكثير الكثير من النصح و التوجيه الى الصواب ابتغاء وجه الله و ابتغاء الصالح الاسلامي العام .
كما تحدث الكتاب عن الواقع الاقتصادى الافغاني ، و موارد دخلهم ، و قضية زراعة الأفيون و الحشيش ، و العديد من الموضوعات الاقتصادية الاخرى ، بالاضافة الى بعض القضايا الاخرى كمنع تعليم البنات و منع عمل المرأة و منع خروجها من بيتها الا بمحرم و اجبار الرجال على اطلاق اللحى ، و منع الموسيقى و منع التلفزيون و منع الفنون التشكيلية ز التعبيرية ، و وزارة الامر بالمعروف و النهى عن المنكر ، و تطبيق الحدود ، و مواضيع اخرى كثيييييرة جدا تناولها المؤلف باسلوب نقاشي هادف و بنّاء و محاورات علمية بالحجة و البرهان ، بعيدا كل البعد عن الهلفطة الاعلامية و الاتهامات العشوائية و ترديد الشائعات و الادعاءات دون تحكيم العقل و المناقشة مع الطرف الاخر .
أشد ما يميز الكتاب حقا أن كل حرف مخطوط فيه هو بناء على تجربة عملية واقعية خاضها المؤلف لا لمرة واحدة و انما لاكثر من مرة ، و كل ما كتبه بناء على مشاهدات عيان شاهدها بأم عينه و سمعها بنفسه من القائمين على الأمر هناك ، و المصداقية في مثل هذة الموضوعات هي أكبر ما يهم القارئ العاقل ، فليس من رأى كمن سمع ، خصوصا فى وجود حملات اعلامية موجهة تهدف الى تكوين رأى عام مخدوع أو على الأقل مستغفل عن الحقيقة الواقعة .
أما عن حركة طلاب العلم فهم جماعة اجتهدوا ، أصابوا و اخطأوا ، فلهم ما لهم و عليهم ما عليهم ، و حسبنا فيهم ما قاله المؤلف أنهم نجحوا في إزهاق الباطل و فشلوا في إحقاق الحق .
الكتاب كفّى و وفّى في هذا الموضوع و قريبا باذن الله استكمل القراءة عن الشق الأخر من الحكاية و هو التدخل الأمريكي في افغانستان ضد طالبان .
نهاية الكتاب ممتع جدا ، لمدة اكثر من ٤ ساعات متواصلة لم أستطع التوقف عن القراءة لشدة استمتاعي و استفادتي باسلوب المؤلف و منهجه ، و أنصح به جدا لمن أراد أن يقرأ عنهم بانصاف دون تحيز لهم أو ضدهم ، و الحمدلله الذى هدانا لهذا و ما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله . تمت
الكتاب يتحدث عن فترة حكم طالبان او الإمارة الأولى. وحده فهمي هويدي بجرأته و حسه الغيور على دينه و هويته هو من يمكن أن يكسر حاجز الإرهاب الفكري عن طالبان فلم يتحدث عنهم انهم مذؤوبين و مصاصين دماء بل انتقدهم بكل موضوعية و تحدث عن نتاج لقاءه بالعديد من مسؤولين طالبان و شبابهم كذلك ،لكتاب مهم جدا لمن يريد أن يفهم ولو نزرا يسيرا عن ذلك البلد الغامض أفغانستان
كتاب قيم للصحفي والمفكر الإسلامي فهمي هويدي يستعرض فيه نشأة حركة طالبان وكيفية وصولها لحكم أفغانستان وما اعتنقته الحركة .من فكر أصولي متشدد وتأثيره على المجتمع الأفغاني فالكتاب يعد نقد شامل للتجربة الطالبانية بما لها وما عليها
لسنوات كنت أعتبر أن قراءة هذا الكتاب قد تجاوزها الزمن، لكن في ضوء الأحداث الأخيرة، قررت أن أقرأه الكتاب كعادة أغلب كتب فهمي هويدي، تجميعة لمقالاته، وبعض هذه المقالات قرأتها في حينها في الأهرام، وأتذكر بالتحديد مقالاته أثناء أزمة تماثيل باميان بقراءة الكتاب، وجدت أن ما تجاوزه الزمن - بالنسبة لي على الأقل - هو العديد من آراء فهمي هويدي وبعض تحليلاته، في حين أنني لو كنت قد قرأت هذا الكتاب حين نشره، لربما كنت متفقاً مع أغلب محتواه، أما الآن، فإني لا أتفق لا مع المنهج، ولا مع العديد من الاختيارات الفقهية والشرعية التي يتبناها، لهذا فالكتاب أهميته بالنسبة لي كقاريء تكمن في التوثيق التاريخي، من خلال زيارتي هويدي لأفغانستان، عامي 1998، و2001، وللقاريء أن يكتفي بما ورد من معلومات في الكتاب من خلال اللقاءات والحوارات الصحفية مع مسئولي طالبان، ووصف الحياة في أفغانستان في ظل حكمهم، وبعد سنوات من الحروب والدمار، أو أن يتبنى بالإضافة لذلك الآراء والتحليل. ولعشاق الوقوع في الثنائيات، لا يعني عدم الاتفاق في بعض ما ذهب إليه الكاتب - وأنا من محبيه - أن تكون النتيجة بالتبعية هي الاتفاق مع النموذج الطالباني، الذي لا تخلو اختياراته الشرعية في بعض القضايا من الخلل، وعلى رأسها قضية زراعة الأفيون، وإن كانت طالبان في نهاية المطاف قد منعت زراعته تماماً الخلاصة أن هذا قراءة هذا الكتاب مفيدة في عرض جذور تكون وصعود طالبان، ووضع أفغانستان خلال حكمهم، الذي رغم سيطرتهم على 95% من الأرض، إلا أن المجتمع الدولي آثر الاعتراف بتحالف الشمال، وفرض العزلة الدولية ثم الحصار على طالبان، التي لم تعترف بها سوى باكستان، والسعودية، و....الإمارات :)))
طالبان جند الله في المعركة الغلط. الكاتب فهمي هويدي، مفكر إسلامي وصحفي قدير، يزور أفغانستان مع بداية حكم طالبان ويروي انطباعاته وآراءه حول هذه الجماعة. وبالرغم من مرور عقدين من الزمن على طباعة هذا الكتاب إلا أن الوضع لم يتغير كثيرا في هذا البلد الذي لا يزال مدمرا ويفتقر للأمن والتنمية. ومع انسحاب الجيش الأمريكي سيجد طالبان الطريق سالكا مرة أخرى للحكم. يقدم هويدي مشاهداته ومقابلاته مع أمراء طالبان والتي تركزت على إدارة البلد بعقلية متشددة دينيا ومنغلقة فكريا وتفتقر للتخطيط والمدنية الحديثة. فهؤلاء ركزوا على مناقشة أمور ظاهرية كتربية اللحية ونقاب المرأة وتدمير تماثيل بوذا وانحرفوا اكثر باضطهاد من يختلف عنهم عرقيا ودينيا وانشغلوا عن ما هو مصيري ومهم كالصحة والتعليم والأمن والتنمية والابتكار. فتحطيم الجهل والفقر والبؤس مقدم على تحطيم التماثيل، وتنمية عقول الناس بالعلم والمعرفة والوعي مقدم على فرض ملابس أو هيئة شكلية معينة. وهذا ما يصفه الكاتب بأنه افتعال معارك وهمية مع طواحين الهواء، وهي مظهر من مظاهر البؤس الفكري والثقافي ومن مظاهر الجهل بالدين والدنيا معا. الماساة الحقيقية تكمن في استبدال الديكتاتورية الشيوعية بديكتاتورية أنصاف علماء تفرض ايديولوجية مشوهة بدلا من تقبل التعدد الثقافي والسياسي.
وكأن فجوة زمنية نشأت من القرون الأولى فألقت بهم إلى المستقبل ... لم يستطيعوا أبداً أن يتفهموا الواقع المعاش ... لم يستطيعوا أن يستنبطوا أمور جديدة ولم يتعرفوا على مستحدثات الأمور ومستجداتها ... كانوا يتعاملون مع الأمور بنفس بساطة عمليات الجمع ونواتجها ... 1+1=2 لم يكن لديهم قدرة على الإستنباط وقراءة المستحدثات الجديدة ولا قدرة استيعاب التخاطب مع علماء آخرين ووجود قراءات جديدة وفهم للفتوى وقياسها ونتائجها وقياسها على الواقع وتأثيراتها .... >>>> ربما أن وجودهم في أرض المعركة عودهم على أن النتيجة يجب أن تكون سريعة وبأقل التكاليف ... ولكن ذلك فشل معهم حينما أرادوا إدارة الدولة ... جزاهم الله خيرا على جهادهم وتجاوز عن سيئاتهم فيما أهدروا وأخطأوا دون علم
هذا الكتاب يوضح ما هي طالبان بالضبط.. وبالتأكيد يفيد في التعلم من تجربة أثارت الانتباه ونالها كثير من التعليق الطالبانيون ليسوا كائنات من المريخ أو مسوخا.. من يقرأ الكتاب يكسر حاجز الرهبة
طلعنا فاهمين طالبان غلط :/ اكبر غلط نحكم على الناس قبل ما ندرس بيئتهم وواقعهم .
الأغلبية العظمى من عناصر طالبان هم من أبناء القرى النائية محدودي الخبرة والقدرات, يعتبرون الأعراف والتقالييد المحلية هي القانون. بعد السيطرة على البلاد, تم تطبيق النظرة المحدودة المتعارف عليها في القرية على المدن, وهذا ما اوقع الحركة في الخطأ وصب عليها النقد العالمي, بالإضافة إلى توجهها الإسلامي - رأس الإرهاب - من المنظور الغربي. \\ أقتبس قول الكاتب : " لقد وقعوا فيما وقع فيه كثيرون من المتدينين الآخرين, الذين نجحوا في إزهاق الباطل لكنهم لم يعرفوا كيف يحققون الحق! \\ معلومة عجبتني لقب " الملا " هو طالب العلوم الدينية الذي ما زال يدرس "المولوي" الذي أنهى التعليم الديني \\ بالنسبة للكاتب كم أحسده وأحسد أمثاله من الصحفيين :( بيعيشوا مغامرات رائعة
تغطية لإحدى أشهر التجارب الإسلامية التى حدثت عقب سقوط الخلافة ، وكيف أدارات طالبان الحكم ...
التجربة غنية بما يستحق الدراسة وبعين كعين الأستاذ فهمى هويدى وخاصة فى مقارنة التحربة مع الثورة الإسلامية فى ايران أعتقد أن الكتاب رائع .. ورغم أن الكتاي أسهب كثيرا فى قضية هدم التماثيل إلا أنه ألقى الضوء بعمق على نموذج لمشكلة تتكرر كثرا حتما
رحم الله المجاهدين الأول فى أفغانستان الذين تصدوا للشيوعية وغفر الله لمن وقعوا فى وحل النزاع عقب انتهاء الحرب .. وتقبل الله اجتهاد الطالبان .. وفتح الله عقول المسلمين للاستفادة من كل التجارب السابقة للوصول إلى التنظير الأمثل لصحوة واعية حقيقية يحمل أصحابها الخبرة الدنيوية المطلوبة للإدارة والحكم بجانب العلم الشرعى ..
أعجبتني طريقة الكاتب فى استقصاء الحقيقة بالسعي خلفها , فهو لم يعتمد على مراجع او كتب وهو جالس فى مكانه بل كابد عناء السفر ومشقته للحصول علي المعلومة الصحيحة
ما لم يعجبني نقد الكاتب لتجربة الحركة و كنت أود أن يترك النقد للقارئ بدلا من أملائها عليه
كما أظن ان رأى الكاتب قد تغير فى بعض النقاط بعد الحرب الأمريكية على أفغانستان خاصة على نظام طالبان
ببساطة نجحو في ازهاق الباطل وفشلو في احقاق الحق بعض النظر عن الشعور بالجهل الكبير بكم الحاجات الي معرفهاش عن منطقه اسلاميه زي أفغانستان وكوني مش عارف عن طالبان اكتر من الي بشوفه في التليفزيون وبوستات الفيس فالكتاب فعلا اكثر من رائع كنت بقرا الكتاب وبحمد ربنا ان الإسلاميين موصلوش للحكم واستقر ليهم في عالمنا العربي بذات في الفتره دي قبل مراجعه حقيقة للأدبيات الخاصة بهم وطريقه تفكير كتير منهم ولعل دي حكمه الله بيكلموا عنها دائماً في سبب عدم وصولهم للحكم الكتاب طبعا خرجني من شخصيه البعد الواحد الي كنت عايش فيها الي هي يا ابيض يا اسود وبقيت بشوف نيات كويسه وتطبيق غايه في السوء الكاتب كان غايه في الانصاف معرفش شفت لي في طالبان المدرسين السلفيين الي في المدرسه عندي الفرق بس في النفاق للحكام نفس التفكير العقيم بتاع الحفظ بدون فهم ولكن عجبني مناقشه المفكر فهمي هويدي لأفكارهم المناقشه الي هتوديه ادين ديننا جميل بس أنصاف العلماء شوهوه . في الاخير فأنا مش عارف ازاي فكرت في كلام حازم ابو اسماعيل انه مش عاجبه الاثار في مصر وكنت بدأت أفكر فيه السؤال الي شدني اكتر بقي لي بيتقدم لينا المتشددين ويتحجب عننا أمثال فهمي هويدي يمكن علشان عاوزينا نكره النموذج ده ونعتبره الاسلام فنلغي فكره نظام الاسلام للحياة في الختام انا محتاج ترشيحات كتير علشان اعرف اكتر عن افغنستان
الكتاب كتبه هويدي وطالبان حاضرة بقوة.. تطرح حولها الأسئلة ويتكرر اسمها في الأخبار. وأقرأه الآن بعد أن أصبحت طالبان من الماضي.. حركة سادت ثم بادت وأبادت معها كثير من الخلق! لذلك كل ماخرجت به من هذا الكتاب هو تحميل طالبان كثير من المسؤولية عن الحصار وعن التخلف وعن الدماء التي سالت في في أفغانستان فهمي هويدي هنا بذل جهده في فهم حركة طالبان كحركة خلافة اسلامية قائمة.. لذلك أتفهم دبلوماسيته في كثير من الأمور لأن هدفه كان محاولة الفهم أملا في التقارب واصلاح الأخطاء.. أما نحن فنقرأه في محاولة للفهم أيضا.. الفهم الذي يبرر الاحكام التي نصدرها عليها باعتبارها ماضي.. نتعلم منه .. بعد انهاء الكتاب.. يبدو أن الأمن هو المطلب الأوحد للشعوب .. خصوصا التي ذاقت الحرمان منه كالشعب الأفغاني.. طالبان أعطتهم الأمن.. فضحوا في سبيل هذا الأمن بكثير من حقوقهم! استخدام الدين، المرأة، التركيز على المنكرات البسيطة وغض البصر عن طوام منها.. كلها أخطاء وقع فيها طالبان ونكررها دون تعلم من أخطاء الغير..
في الكتاب بعض الحقائق اللي شوهها الاعلام واوصلها بصورة مغلوطة.. لكن في الكتاب أيضا ادانة للتجربة الطالبانية.. كتاب جميل حجمه صغير.. مكتوب باسلوب هويدي الذي لا يجعل الملل يتسلل لك أبدا..
نجحت حركة طالبان في إزهاق الباطل لكنها فشلت في إحقاق الحق، انتصرت الحركة علي السوفييت لكنها فشلت في بناء الدولة، فقد وصل إلي الحكم جماعة لم يكن لهم عهد بالحكم ولا السياسة تعليمهم الديني ضعيف هم أبناء المدارس الديوبندية التي اتسمت بالجمود والتخلف وظلت رهينة الماضي التليد التي لم تستطع تجاوزه هم أحناف بالمرة لذلك لا عجب أن تراهم مهووسين بتطبيق الحدود والتعزير علي الآثام، مهووسين بلحية الرجل ولباس المرأة وهدم التماثيل حتي لو علي حساب دولة مازالت في مهدها تعاني أثار الحرب والدمار ولم يتشكل لها معالم بعد، غلبت عليهم الحماسة والحمية الدينية لإقامة نموذج إسلامي لكنه خرج مشوهًا أفسد أكثر مما أصلح وضر أكثر مما نفع.
كتاب رائع للغاية ..روعته فى أنه يضعك داخل المشهد الطالبانى فتراه كما هو بلا تجميل ولا تحميل ..يُعطيك صورة واضحة نوعاً ما عن طالبان ووصولها للحكم لعلنا نتعلم من أخطائها و لا نؤخذ بذنبها
كتاب "طالبان: جند الله في المعركة الغلط" للمفكر والصحفي فهمي هويدي هو عمل فكري تحليلي يضع القارئ في مواجهة معقدة مع واحدة من أكثر الحركات الإسلامية إثارةً للجدل في العالم المعاصر. بأسلوب لغوي رصين وتحليل متزن، يعالج الكتاب العلاقة بين الدين والسياسة من خلال نموذج طالبان، ليكشف عن الأخطاء الفكرية والعملية التي أوقعتها في صراع مع الزمن والمكان، وربما مع نفسها.
ينطلق الكتاب من تحليل أسباب ظهور حركة طالبان، حيث يربط بين الظروف الجغرافية والاجتماعية التي ساهمت في تشكيل الحركة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتداعيات الحرب في أفغانستان. يشير إلى أن طالبان كانت انعكاسًا لمجتمع منغلق، ما أثر على طبيعة فهمها للإسلام وتطبيقها له.
يقدم هويدي نقدًا عميقًا لطريقة تعامل طالبان مع الشريعة الإسلامية. يشدد على أن تطبيقها القسري للشريعة افتقد البعد المقاصدي والتدرج، ما أدى إلى عزلة الحركة داخليًا وخارجيًا. كما ينتقد سياستها تجاه النساء والتعليم والثقافة، معتبرًا أنها لا تمثل جوهر الإسلام الذي يدعو إلى الرحمة والعدالة.
يسلط الضوء على العلاقات المشبوهة التي ربطت طالبان بدول إقليمية مثل باكستان، وتأثير التدخلات الخارجية، خاصةً من الولايات المتحدة، على مسار الحركة. يستعرض الكتاب كيف أصبحت طالبان ضحية للصراعات الدولية وأداة في لعبة القوى الكبرى.
يرى هويدي أن طالبان خاضت معارك خاطئة، سواء على المستوى الفكري أو العسكري، معتبرًا أنها أضرت بالإسلام وأساءت إلى صورته عالميًا. يوضح كيف أن غياب الفهم الشامل للواقع حال دون تحقيق أهدافها المعلنة.
يتسم الكتاب بلغة تحليلية رشيقة تجمع بين العمق والوضوح، ما يجعله قراءة ممتعة ومفيدة للقارئ المتخصص والعادي على حد سواء. يظهر براعة هويدي في توظيف المفردات لإيصال رؤيته النقدية بحيادية واتزان، دون الانجراف نحو التهويل أو التبسيط.
على الرغم من القيمة الفكرية لكتاب "طالبان: جند الله في المعركة الغلط"، وجدت نفسي أواجه بعض التساؤلات النقدية أثناء القراءة. بدا أن التحليل اقتصر في بعض المواضع على الجوانب السياسية والاجتماعية، دون التعمق في السياق الثقافي والديني الذي أسهم في تكوين فكر طالبان وسلوكها. شعرت أيضًا بغياب واضح للبدائل العملية التي تعالج إخفاقات الحركة أو تقدم رؤية مستقبلية. وبالرغم من أن الكتاب حاول تقديم نقد موضوعي، إلا أن أسلوب الطرح أحيانًا كان يميل إلى التوبيخ أكثر من التحليل المتوازن، مما قد يؤثر على حياديته. بالإضافة إلى ذلك، بدت معالجة التعقيدات السياسية الإقليمية والدولية مبسطة، مع اختزال بعض الأبعاد الأساسية التي لعبت دورًا في تكوين بيئة الصراع. هذه الملاحظات، رغم أهميتها، لا تنتقص من قيمة الكتاب كمصدر غني للتحليل والبحث.
"طالبان: جند الله في المعركة الغلط" ليس مجرد كتاب عن حركة سياسية أو دينية، بل هو دراسة فكرية تعالج إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة، وتقدم دروسًا مستفادة لكل من يرغب في فهم حركات الإسلام السياسي وأخطائها. إنه دعوة للتأمل في كيفية الحفاظ على روح الإسلام وقيمه في مواجهة تحديات العصر.
على عكس ما هيأت نفسي له، فالكتاب منذ الصفحة الأولى بدا شائقاً وغاية في السلاسة، ولم تتعد مقدمته صفحاتها الثلاث وهي ميزة لا تغفل .. الكتاب يغلب عليه أسلوب أدب الرحلات، فيحكي الكاتب مشاهداته وما مر به في زيارته لأفغانستان، تتخللها مقارنات بسيطة مع ما شهده في زيارته الأولى التي أعقبت قيام النظام الشيوعي، وحواراته مع شخصيات من طالبان ، وتحليلاته للمشاهد وعرض مبسط لخلفياتها وحيثيات بعض الأحداث المقترنة بها وبالمشهد عموماً .. من اللافت أن خصص الكاتب صفحات فصل كامل بعنوان : مفارقات الأخوة الأعداء ، للمقارنة بين الوضع الأفغاني ونظيره الإيراني في مرحلة الثورة الإسلامية على نظام الشاه.. كان فصلاً غنياً بما حواه من نقاط مفصلة في المقاربة والتفريق بين الحالتين من جوانب عديدة ومهمة وجديدة ، بالنسبة لي على الأقل .. واضح جداً، اجتهاد الكاتب في الوقوف على الحياد في أرض شائكة ، والجميل أنه نجح في التنقل بخفة بين كثير من القضايا المثارة مبيناً كلاً منها في إطاره الذي يبدو كاملاً وصحيحاً دون زيادة أو نقصان؛ ما يعطي القارئ صورة شاملة للوضع الأفغاني بعيداً عن زيف الشائعات والمعلومات المغلوطة من الإعلام: الغربي والعربي على السواء، وذلك مثل لي قاعدة انطلاق مهمة ومرشداً لطريق لم أطأها من قبل .. وأعتقد أنه سيكون من المفيد الآن مطالعة كتاب إيران من الداخل لنفس الكاتب، لما ذكره عن التجربة الإيرانية هنا كما أسلفت .. من أكثر العبارات التي وردت دقة وإجمالاً للوضع الطالباني في أفغانستان الاقتباس القائل بأنه " جهاد في غير وغى" ..لكن ذلك لمن يعي، ولعلها تذكرة للحاضرين في طل ما تعايشه الأمة من أوضاع متردية مشابهة بل وأشد وطأة .. الله المستعان ..
ذهب الصحفي فهمي هويدي مستقلاً إلى أفغانستان ليزيل الستار عن دولة طالبان التي يتحدث عنها عالم يحكمه وسائل إعلام منحطة، وبأسلوب شيق يصف الكاتب جغرافيا وتاريخ أفغانستان، ويحكي رحلته ومقابلاته مع قيادات طالبان، وهم شباب متدين بعلم غير كافٍ، لكنهم ليسوا أشرارًا ولا إرهابيين، بل يميل الناس إلى مبالغة وصف الواقع. رغم ميل الكاتب إلى النظام الإسلامي في الحكم، وجدت إلتباسًا في بعض المفاهيم، فالديمقراطية ليست كلمة حديثة لوصف الشورى، الشورى هو استشارة أهل العلم، أما الديمقراطية فتساوي بين الجميع: العالم والجاهل، المصلح والمفسد، المتدين والفاسق، الذي يفقه والمغيب من الإعلام - كما هو الحال في دول الغرب الآن-، كما أنكر عليه وصف الشيعة بالمسلمين، الشبه بين الإسلام "السني" والشيعية لا يعني أن كلاهما إسلام. أتفهم خطأ منع التلفاز في أفغانستان، لكن إباحته لا يبيح كل أنواع الفنون التي يريدها الكاتب، ليس كل التمثيل والغناء والرسم حلالاً ولا ينبغي إن تبيحه حكومة إسلامية، كما أن اعتبار التماثيل تراث ثقافي تاريخي إنساني لا يبرر وضعها على أرفاف غرفتي الشخصية. الكتاب في المجمل رائع يحتوي على بعض المفاجئات.
"فإن الأمر عندما يتعلق بأفغانستان يصبح له حساب آخر وإيقاع آخر، لسبب جوهري وهو أن سمة"حاجزاً نفسيًا" انبنى في الإدراك العربي على الأقل، أصبح يحول دون النظر بعين الإنصاف إلى مجمل المشهد الأفغاني."
هل جماعة طالبان إرهابية لا هدف لها إلا الترويع ونشر الرعب لتحقيق اطماعها الخاصة، كما تشير إليها التقارير الاخبارية من مختلف مصادرها (وهي التقارير التي توقفت عن متابعتها منذ زمن طويل)؟؟ أم أنهم مجموعة من طلاب العلم – حسبما يعني الاسم في لغته الاصلي – المجاهدين الساعين لاصلاح وطنهم بعد مقاومتهم السوفيت ووصولهم الحكم عن استحقاق؟؟ احترت بين السؤالين وخصوصا بعد خروج الأمريكيين وعودة طالبان للحكم مؤخرا... ووجدت ضالتي في هذا الكتاب ولم اتردد في البدء فيه بمجرد مشاهدتي له على جود ريدز.
الكتاب ومعظم المعلومات الواردة فيه نتاج بحث ميداني يعكس مجهودا هائلا من الاستاذ فهمي، ولا ترد معلومة تقريبا إلا بمصدرها، ثم تعليق الكاتب عليها ب رأيه الشخصي... استفدت شخصيا استفادة كبيرة من الكتاب وشجعني على قراءة المزيد عن طالبان، ولكن ربما من وجهات نظر أخرى.
أختصر رأيي بعد قراءة الكتاب في الاقتباسين التاليين: –"لقد وقعـوا فيما وقع فيه كثيرون من المتدينيين الآخرين،، الذين نجحوا في إزهاق الباطل ، لكنهم لم يعرفوا كيف يحقون الحق!" –"أن نصف العالم أخطر بكثير من الجاهل. فهذا الأخيـر لا يعرف وربما التزم الصمت، وربما أقدم على الخطا لكنه يظل عاجزا عن تسويغه . أما نصف العالم، فهو يتسم بالجرأة ولا يتردد في الحكم على الأشياء وتسويغها بأسانيد شرعية جرى ليها ونصوص استطاع تأويلها . وأغلب الذين صادفناهم من "العلماء" كانوا ذلك الطراز"
طالبان جند الله في المعركة الغلط. للكاتب فهمي هويدي.
(بالنسبة لي، لم يكن السكوتٌ ممكنناً ،فليس من أجل ذلك ذهبت ،كما أنني لستُ في وارد تبرير ما يفعلونه و تبرئتهم من مسئولية ما يجري ،و إنما وجدتُ أنه من المهم للغاية الإشارة في البداية إلى تلك الخلفية في المشهد ،لكي نفهم حقيقة ما يجري على نحو أكثر موضوعية و انصافا ...) فهمي هويدي.
طالبان- جند الله في المعركة الغلط ، للكاتب الصحفي و المفكر الإسلامي:محمود فهمي عبد الرزاق هويدي وشهرته فهمي هويدي (29 أغسطس 1937 بالصف، الجيزة )، هو إطلالة على أفغانستان( الطالبانية) و يمكن إعتباره أيضا كنوع من التقارير الصحفية مع سرد دقيق و شامل لأحوال البلد و طريقة إدارة حركة طالبان لشؤون الحكم هناك بعد إستلائها على ٩٥% من أراضي أفغانستان ، حاول الهويدي الإجابة عن السؤالين الكبيرين : ماذا فعلوا ؟ وكيف يفكرون ؟ من خلال زيارتين متتابعتين : الأولى عام ١٩٩٨ ، و الثانية سنة ٢٠٠١ ، وسط أجواء الضجة العالمية التي ثارت في أعقاب قرار هدم تمثالي( بوذا )الشهيرين في مقاطعة( باميان).
بعد أن وضعنا (فهمي هويدي) في الصورة و الموقع الجغرافي لبلاد طالبان _أفغانستان_ البيئة، التركيبة السكانية، نمط معيشة الناس هناك و عن القبائل التي تسيطر على الحدود الباكستانية خاصة ،يركز بعدها الكاتب على جانب مهم و أساسي في اعتقاده هو يمثل بشكل أو بآخر منبع طالبان أو المُلهم الروحي و ربما أصل ظهور هذه الحركة في البلاد و عنصر بالغ الأهمية في المشهد الأفغاني، يعني به دور الدين و علمائه في الحياة العامة ، فميزة المجتمع الأفغاني كما يقول( مجتمع شديد التدين أولا و بالغ التقدير للعلماء ثانيا فكل ما يتصل بالتدين في مرتبة عالية من القداسة و كل ما يقوله العلماء مطاع على نحو لا يقبل النقض و لا الإبرام) و يستشهد الكاتب برأي المفكر (شكيب أرسلان) حين قال (لو لم يبق للإسلام في الدنيا عرق ينبض لرأيت عرقه بين سكان جبال الهمالايا و الهندوكوش نابضا و عزمه هناك ناهضا) أما (جمال الدين الأفغاني) فقال عنهم (إن الأفغان لديهم تعصب شديد للدين و المذهب...و جميع الأفغان سنيون متمذهبون بمذهب أبي حنيفة، لا يتساهلون رجالا و نساء ،و حضريين و بدويين، في الصلاة و الصيام و كل أفغاني يزعم أنه لا يوجد الإيمان الكامل و الإسلام الخالص الا في جنس الأفغان و العرب) من هنا ندرك حرص الأفغاني على الدين و تشدده في تطبيق الشريعة الإسلامية و عدم التساهل في أمورها و مظاهرها خاصة!!.
(الفقهاء يستطيعون النهوض بأي مسئولية يكلفون بها ذلك أن معرفتهم بالعلوم الشرعية توفر لهم مرجعية وخلفية تمكنهم من تبيان حدود الخطأ والصواب في مجالات النشاط الإنساني كافة...) يقودنا الحديث عن الدين و علماء الدين إلى علماء _قادة و مقاتلي_ طالبان أنفسهم، يرصد لنا هويدي كيف تُدار شؤون الإمارة في دولة أفغانستان الإسلامية و من يملك الحق المطلق في تعيين وزراء و ولاة أمور الناس هناك و من يطلق عليه بالتالي (أمير المؤمنين) ، أُورد هنا مقتطفاً عما قاله الكاتب و عاينه( ... كانت غاية الملا (محمد عباس أخوند) أن يصبح شيخا للحديث ، لكنه وجد نفسه فجأة وزيرا للصحة ، حينما أصدر « أمير المؤمنين » ملا محمد عمر قرارا بذلك وحين سألته عما إذا كان آسفا لأنه لم يحقق مراده ، ضحك ولم يرد لكنه قال إنه فوجئ بالقرار ، حيث إن خبرته بعدما أنهى دراسته الدينية في قندهار ، لم تتجاوز كونه مقاتلا نشطا في حركة الانقلاب الإسلامي ، التي أسسها المولوي محمد نبيه ، غير أن أمير المؤمنين أصر على قراره ، فامتثل الرجل وتسلم منصبه في وزارة الصحة... مولوي محمد نيك ، مسئول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في « جلال آباد » ، اختصر المسألة وقال لي إن أمير المؤمنين ، الذي اختاره بدوره لمهمته ، مقتنع بأن الفقهاء يستطيعون النهوض بأي مسئولية يكلفون بها ذلك أن معرفتهم بالعلوم الشرعية توفر لهم مرجعية وخلفية تمكنهم من تبيان حدود الخطأ والصواب في مجالات النشاط الإنساني كافة ولذلك ، فلم يكن غريبا في رأيه أن يعين الملا أو المولوي ـ والأول من لا يزال يدرس العلوم الشرعية ، والثاني من أنهى دراسته لها - وزيرا للتجارة أو المواصلات أو الصحة أو غير ذلك والصورة التي في ذهنه لنظام الحكم في الدولة الإسلامية لم تبتعد عن العصر الإسلامي الأول ، لأنه ذكر أن الولاة في الدولة الإسلامية كانوا يختارون بناء على مقدار الثقة في استقامتهم وورعهم وإحاطتهم بأمور الحلال والحرام ، وليس بناء على تخصصاتهم العلمية وشهاداتهم!!!.
أمير المؤمنين (ملا محمد عمر مجاهد): رأس الدولة هو أمير المؤمنين ملا محمد عمر مجاهد ، الذي اختارته حركة طالبان في قندهار أميرا لها في أغسطس / آب عام ١٩٩٤ ، بصفته أول من أطلق شرارة الحركة وحين وصلت قواتها إلى كابول في عام ١٩٩٦ م ، عقد اجتماعا للعلماء الأفغان استمر ثلاثة أيام ، واشترك فيه 1500 شخص ، وفيه اختاره العلماء « أميرا للمؤمنين » ، وقدموا له البيعة ومنذ ذلك الحين مارس الرجل صلاحياته ، وبدأ خطباء المساجد يدعون له في يوم الجمعة بالنصر والتسديد والملا محمد عمر ـ كما قدمه مولوي حفيظ الله حقاني في كتابه عن « طالبان » - في الثلاثينيات من عمره ، ومن مواليد مقاطعة أوروزجان وهو لم يكمل تعليمه الديني ، ولذلك فإن قدراته العلمية متواضعة ، فضلا عن قدراته الشخصية ، الأمر الذي يفسر حرص معاونيه على حجبه عن الأنظار ، والتخفيف من ظهوره أمام الناس في المناسبات العامة وقد شارك في الجهاد ضد القوات الروسية ضمن « الجمعية الإسلامية » التي كان البروفيسور « برهان الدين رباني » يقودها وأصيب في إحدى المعارك حتى فقد إحدى عينيه ؛ ومن الجمعية الإسلامية تحول إلى « حركة الانقلاب الإسلامي » بقيادة مولوي محمد نبي وبعد خروج السوفيت ودخول المجاهدين إلى كابول ، أراد أن يكمل دراسته في مدرسة صغيرة بمنطقة « سنج سار » - في مديرية ميوند بمقاطعة قندهار وهناك برزت لديه فكرة التصدي للفساد ومحاربة المنكرات التي وجدها في المنطقة فجمع طلاب المدارس الدينية والحلقات لـهـذا الغرض في صـيـف عـام ١٩٩٤ ، وبدءوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة و الميدانيين . .
طالبان هي جمع كلمة طالب في اللغة الفارسية ( طالب العلم الشرعي بوجه خاص ) ومعلوم أن اللغة البشتونية متأثرة إلى حد كبير بالفارسية والأردية وفي قواعد اللغة الفارسية ، فإن الجمع يكون بإضافة الألف والنون ، على نحو يعادل المثنى في اللغة العربية،فكما أن جمع إيراني هو إيرانيان ، وجمع مسلم هو مسلمانان ، وجمع ياور هو ياوران ( في اللغة الشائعة ، فإن كبير المرافقين لرئيس الدولة لا يزال يطلق عليه كبير الياوران ) ـ كذلك فإن جمع طالب هو طالبان. لا يخوض (هويدي ) كثيرا في نشأت حركة طالبان و يكتفي بالقول بأن كثيرين تحدثوا عن ميلاد هذه الحركة و لكن في اعتقاده أنهم تناولوا العامل الخارجي لنشأتهم ، وتراوحت اجتهادات الباحثين والمحللين بين قائل بأن باكستان والمخابرات المركزية الأمريكية من ورائها هما اللذان أنشأ الحركة ، وبين قائل إنهما ساعدا على صعود الحركة وتدعيمها ، ومن ثم توصيلها إلى ما وصلت إليه ويبدو أن لهؤلاء وهؤلاء حججهم القوية فحين يقول واحد مثل الجنرال حميد جول ، الرئيس الأسبق للاستخبارات الباكستانية ، إن سياسة بلاده في أفغانستان تديرها المخابرات الأمريكية ، وإن حركة طالبان زرعت زرعا في أفغانستان ، فإن شهادة من هذا القبيل لا يمكن تجاهلها ، بل وينبغي أن تؤخذ على محمل الجد أيضا ، فحين تحدثت مجلة « نيوزويك » في أحد أعدادها الصادرة في شهر سبتمبر عام ١٩٩٧ م ، عن المساعدات التي قدمتها المخابرات المركزية إلى حركة طالبان من خلال الجيش الباكستاني ، لتشجيع الحركة بعد ظهورها إلى العلن في أواخر عام ١٩٩٤ م ، فإن ذلك أيضا ينبغي أن يوضع في الحسبان . لكنه بالمقابل يجزم أن في داخل أفغانستان ، ثمة اتفاق بين أغلبية الذين تحدث إليهم على أن لباكستان دورا في تدعيم الحركة والأخذ بيدها ، لكنهم يتحفظون على فكرة « إنشاء » باكستان للحركة ثم إنهم لا يعرفون شيئا عن دور للمخابرات المركزية في العملية ، والذين لا يستبعدون ذلك الدور يقولون إنه لا بد أن يكون قد تم من خلال المخابرات الباكستانية ، و ينبه الهويدي أن الاكتفاء بهذه المعلومات يقدم صورة منقوصة للمشهد الأفغاني ، فهو مقتنع بأن التاريخ لا يتحرك بصورة عشوائية أو اعتباطية.
نَموذج لِما ينبغي تجنبه!! و في آخر عنوانٍ فرعي لكتاب (فهمي هويدي) يطرح الكاتب سؤالاً تضمن قائمة الأفعال المستهجنة التي وقعت فيها حركة طالبان ، ما الذي فعلته حكومة طالبان، ويدفعنا إلى القول بأنها قدمت نموذجا لما ينبغي أن يتجنبه ويحذر منه التطبيق الإسلامي الذي نتطلع إليه ؟ _ أنها أتت بمشروعها لإصلاح المجتمع بعد تولي السلطة ، أي من فوق وكانت وسيلتها في ذلك هي الإجراءات المتمثلة في الأوامر والنواهي والزواجر ، ولذلك بدا أن الأسلمة المفترضة للمجتمع تفرض بالإكراه والقهر ، المنهي عنهما صراحة في القرآن الكريم 《لا إكراه في الدين》. _ لأن مشروعها بدأ من فوق ، فلم يكن للناس خيار ، برغم أن الشعب الأفغاني مسلم وشديد التدين بطبيعته فإن الفرض الفوقي للنظام الإسلامي له خطورته التي قد تدفع الناس في بعض الأحيان إلى التصرف برد فعل معاكس . _ رغم مضي أكثر من خمس سنوات على استلام الجماعة للسلطة ، فإن الشورى لم تقم لها قائمة ، وإنما ظل الأمر كله بيد من أطلقوا عليه لقب( أمير المؤمنين) الذي ربما اختاره زملاؤه أو زكته الجهات الأخرى التي أسهمت في تشكيل ودفع الجماعة لخوض غمار الحياة السياسية. _حاولت عناصر وقيادة طالبان استنساخ شكل الدولة الإسلامية الأولى في صورتها المبسطة ، وعدوها نموذجا احتذوه وقاسوا عليه ، وقاربوا منه وفي ذلك الكثير من التبسيط المخل ، لأن أساليب إدارة المجتمعات تطورت ، وتراكمت في هذا خبرات أسهمت في تفعيل تلك الإدارة بصورة أفضل . _ موقفهم من المرأة يعكس تأثرا بأكثر الآراء تخلفا في الساحة الإسلامية ، وقد نحترم رأيهم في منع الاختلاط ـ برغم أننا نعلم أن المجتمع الإسلامي لم يقم حواجز بين الجنسين ولكنه ربى الناس على الاحتشام واحترام الآداب العامة، لكننا لا نفهم منعهم للنساء من التعليم مرة بداعي عدم توافر إمكانية إقامة مدارس خاصة لهن ، لتجنيبهن مفاسد الاختلاط ، ومرة لادعائهم أن الحديث النبوي لم يشر إلى تعليم المرأة ، حين قال إن العلم فريضة على كل مسلم فقط ، ولم يتحدث عن المسلمة وإذا كانوا قد سمحوا أخيراً للفتيات بدراسة التمريض والطب ، فظني أن الضرورة هي التي أملت ذلك وأن الأمر قبل بصفته استثناء على القاعدة السائدة ، وبحسبان أن الضرورات تبيح المحظورات . _اتخذت الحركة موقفا مخاصما للفنون كافة ، وعطلت الإرسال التليفزيوني ، فحرمت المجتمع من جماليات ومصادر للترويح والمعرفة ، على نحو أضفى قدرا معتبرا من الكآبة على المجتمع .
في الأخير نعود للعنوان المثير الذي إختاره فهمي هويدي لكتابه:طالبان_جند الله في المعركة الغلط !! لتحليل بسيط لعنوان الكتاب تتبين رؤية أو رأي فهمي هويدي في حركة طالبان _بالأخص في قياداة و مقاتلي الحركة_ أطلق عليهم لقب جند الله و قد ورد لفظ جند الله أو جنود الله في آيات عديدة في القرآن الكريم منها قوله 《ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً》 جاء في تفسير هذه الآية للسعدي : كرر الإخبار بأن له ملك السماوات والأرض وما فيهما من الجنود، ليعلم العباد أنه تعالى هو المعز المذل، وأنه سينصر جنوده المنسوبة إليه، كما قال تعالى: وإن جندنا لهم الغالبون وكان الله عزيزا أي: قويا غالبا، قاهرا لكل شيء، ومع عزته وقوته فهو حكيم في خلقه وتدبيره، يجري على ما تقتضيه حكمته وإتقانه ، أي أن الهويدي يرى أن مقاتلي طالبان هم جند الله في معركة الله معركة الحق ضد الباطل ،معركة الإسلام ضد الكفر و الإلحاد ،هم يمثلون الآن _برأيه_ في زماننا هذا جند الله لكن يتدارك الهويدي _أو هكذا يبدو_ أنهم في معركة غلط ،أو أنهم أساءوا الفهم و أنهم دخلوا معركة خاطئة خاسرة غير متكافئة على الواقع أو في زماننا، رغم ذلك لا يُعاب على الهويدي إختياره للعنوان إذ أن القارئ لكتابه طالبان جند الله في المعركة الغلط، يُدرك تماما أنه تناول الموضوع بطريقة صحفية موضوعية بعيدا عن التحيز و الميل و الزيغ، بل إن قارئ الكتاب قد يشيد به كمرجع في معرفة حركة طالبان و كيف تفكر و تدير الحكم ، أسئلته ، نقاشاته و مجادلته الكثيرة و المهمة لمقاتلي الحركة و أهم قياداتها أزالت الكثير من الغموض حول هذه الحركة كما كانت حججه مقنعة جدا و خاصة ملاحظاته و توصياته أيضا.
كتاب قديم للكاتب الصحفي فهمي هويدي حول حركة طالبان وما يحدث في أفغانستان عموما في نهاية التسعينات من القرن الماضي والكاتب حاول أن يصور نفسه منصفا وموضوعيا برغم أنه جانبه الصواب وقد اتسمت صحائفه بنفس صحفي بعيد عن الدقة والبحث ولولا زياراته الميدانية لأفغانستان لكان غير ذي قيمة حقيقية ويمكن تلخيص بعض الملاحظات في التالي :- - عنوان الكتاب سخيف جدا وواضح أنه وضع لجذب الانتباه للكتاب ، وإلا فعبر التاريخ الإنساني لا يختار المرء معاركه أصلا وانما تفرض عليه فرضا سواء أكان الفرض واقعيا أم متخيلا. - تصويره شباب حركة طالبان بأنهم معدومي الثقافة و قليلي المعرفة ولعمري هل وضع ثقافة الحداثة الغربية مقياسا ومرجعا معياريا ؟! فأمامك دولا عربية كثيرة يا سيد فهمي مليئة بالمثقفين من الشباب والشيوخ ولكن لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا . - ادعائه أن طالبان مدعومة من باكستان وهذا في الحقيقة خطأ تاريخي يعرفه كل من درس شيئا عن الحركة ، فدولة باكستان كانت داعم اساسي للعديد من حركات المجاهدين ابان الغزو السوفيتي بتواطئ مع الولايات المتحدة ولأسباب اقليمية ثم بهتت من خروج حركة طالبان بهذه السرعة وترددت كثيرا في دعمها ودعمت في فترات معينة على استحياء لأسباب اقليمية اشار اليها الكاتب نفسه ، وبعد صدور كتابه حدث الغزو الأمريكي وكلنا نعرف ما فعلته دولة وجيش باكستان في حركة طالبان وما سجن وتسليم وقتل عدد ضخم من قياداتها بخافي عن أحد اليوم . - أما موضوع المخدرات وزراعة الأفيون فهو من السخف بمكان وغمزه ولمزه للحركة أثبتت الأيام أنه مخطيء تماما فيما ذهب إليه وأنه لا يميز الواقعية السياسية من المثالية التنظيرية . - اعتباره أن جامعة الأزهر أفضل علميا ومعرفيا من الجامعات الديوبندية ولعمري هذا من المضحكات و يكفي الجامعات الديوبندية فخرا أنها تخرج المستقلين الثابتين بينما يخرج لنا الأزهر خليطا عجيبا من المتعلمين ومن سفلة القوم أيضا وأصبح ألعوبة في يد العسكر يحركها كيف يشاء .. أما المرونة الفقهية فلا أظن أنه مر بتاريخ الأمة مذهبا مرنا متماهيا مع الواقع وتغيرات الزمان والمكان كالمذهب الحنفي فعلى اي أساس تعتبر الأزهر أفضل إلا النعرات التاريخية الشوفينية التي تملء عقول المثقفين بمصر . - من الغريب أن يعتبر أن منجز الأمن والاستقرار الذي حققته الحركة في تلك الفترة أقل من المطلوب والقوم كانوا في حالة حرب مستمرة وحصار شديد وخانق ، وهذا لعمري العجب العجاب .. وأمثال هذا الكاتب الصحفي نفسه من يصرخون للبحث عن الأمن والاستقرار بعد ما احدثته الثورات العربية من صدمة للأنظمة والمجتمعات على حد السواء و ينطلقون في تنظيرهم لمستقبل الثورات العربية من واقع غياب الأمن والاستقرار بغض النظر عن صحة نقدهم من عدمه لكن هكذا المثقفون العرب يبحثون دائما عن الكلام والكلام فقط أما الفعل ففي غيابات الجب. - اشارته المضحكة إلى أن الحركة مرضي عنها أمريكيا باعتبار أنها مدعومة من باكستان وهذا ضعف تحليلي رهيب وعدم قدرة على قراءة التغيرات السياسية العالمية الا قراءات مبتسرة ومعلبة وكلية والأيام أثبتت سخف هذه التصورات . - تخوفاته الغير مبررة من عملية انتقال السلطة داخل الحركة حينما قارن بينها وبين النظام الايراني الاسلامي تنطلق من عقل حداثي غربي لا يدرك آليات عمل الشريعة داخل عقول وكيان أبنائها و قد انتقلت السلطة في الحركة مرتين بعد صدور كتابه بسلاسة لا توجد في كل دولنا العربية للأسف . - استعراضاته النقاشية وردوده الدينية على الحركة بنفس متعالي وكأنه جمع الحقيقة وابن لمدرسة عقلانية جبارة أمام هؤلاء المتخلفين كما أشار أكثر من مرة وفي الحقيقة أن نقاشاته وردوده مضحكة وتنم عن سذاجة غريبة في تحليل الواقع السياسي ومجالات الافتاء ضمن تحركات المجتمع .. وهي أفكار معلبة تنتشر بشدة في عالمنا العربي نتيجة لبركات أزهره المدجن ومثقفي التيك اوي وحركات التجديد الديني التي لا جددت دينا ولا سهلت دنيا .. ولعمري ابن مدرسة الفقه الشافعي يناقش الأحناف ومدارس الرأي بعلو واستخفاف وهذا والله غريب .. - في الحقيقة الكاتب ينطلق باعتباره مسلما عاطفيا لكنه منغمس حتى النخاع في الحداثة الغربية التي حولتنا لمسوخ نرتضي الذل ونشرب الهوان وعالمنا العربي يضج من الفساد والقهر والظلم والكفر والاستعباد ومع ذلك لا نتحرك ويستهوينا التنظير وفق رؤى الهتنا في الغرب ، حتى عندما ثار الشباب العربي على أوضاعه السيئة خرجت علينا الأفواج من مثقفي العرب والمسلمين المتشبعين بالحداثة الغربية بالنقد والتخذيل وعقلية الشد للخلف والابتعاد عن الحلول الحاسمة بدعوى الخوف من التطرف والحروب الأهلية وماهي النتيجة مزيد من القهر والظلم والاستعباد وانزوى الخونة من المثقفين في مكاتبهم وعادوا لطباعة كتبهم بدل مساندة الثورات و الذهاب بعيدا في طرح الحلول الحاسمة والقوية مهما جرت من عذابات ودماء وأمامنا اليوم حركة طالبان مثال حي للحركة الاسلامية التي لم تتأثر بالحداثة الغربية وذهبت للحلول القطعية والحاسمة وفي آخر الأمر بعد أقل من ربع قرن خرج المحتل الجبار يجر اذيال الخيبة وعادت الحركة عزيزة قوية شامخة دون أن تتنازل أو يخذلها " المتخلفون" من علمائها وطلبتها حسب رأي الكاتب الصحفي ..
هذا الكتاب قرأته عقب سقوط أفغانستان تحت الإحتلال الأنجلوأمريكي في عام 2001. أردت من خلاله معرفة من تكون طالبان ولماذا انتصروا في حربهم ضد الجماعات المتناحرة عقب تحرير أفغانستان من الإحتلال السوفيتي. قبل الكتاب كنت أسمع كثيرا عن مآسي أفغانستان إبان حكم طالبان وقهرهم للنساء وقمع الحريات إلخ. وكان مصدري الوحيد هو الإعلام الذي لا نصدقه أصلا. ثم أتيحت لي نافذة من خلال صديق أفغاني تعرفت عليه في دراستي وذلك في بين العامين 2000 و2002. الشاهد أن الإعلام كما قلت لا يمكن الإعتماد عليه في النقل. الإعلام وسيلة فقط لتنبيهك كي تقرأ المزيد عن الخبر من مصادر أخرى! وصديقي كانت نظرته أحادية لا يمكن أيضا الإعتماد عليها كلية لأنه يحمل رأيا منحازا قد يكون مع أو ضد طالبان وفي كلتا الحالتين هذا خلل يحيد بالمثقف عن الفهم الصحيح. وجدت في الكتاب نافذة جديد لإعادة فهمي لتجربة طالبان في الحكم. الكتاب أعجبتي جدا خاصة أن مؤلفه إنسان يكتب بعين ناقدة أمينة يمكن للمرء الثقة به. وقد أوضح الكتاب الكثير من النقاط المشوهة حول تجربة طالبان مثل إغلاق الشوارع خلال صلاة الجمعة ثم تراجعهم عن ذلك، وقضية حشمة المرأة التي تغسل الملابس على ضفاف الأنهار. ولماذا منعت طالبان الطالبات من التعليم. طالبان كانت حركة طلابية فتية لم تتعمق في العلم الشرعي وهذا هو سبب التسمية (طالبان تعني طلبة باللغة العربية) وهذا هو سبب المشكلة أيضا. فعدم التمكن من فهم العلوم الشرعية أظهر ذلك الارتباك في الحكم على كثير من الظواهر المجتمعية التي سادت في بلدهم. طالبان فشلت في ممارسة حكم التدرج ولم تعِ فقه الأولويات كما فهمت من الكتاب. هم أشداء في القتال لكنهم لم يجيدوا حكم الدولة كما أجادوا الحرب. وثمة فرق بين قيادة حرب وقيادة دولة. قيادة الدولة أصعب من قيادة الحرب. لا ألوم طالبان في قضية منع الطالبات من الدراسة. ويجب أن نستخدم كلمة طالبات وليس البنات لأن ثمة فرق. فالظروف الأمنية وعمليات خطف البنات تجعل عملية دراسة البنت في مدرسة تبعد عنها عدة كيلومترات مشيا على الأقدام أمرا غابة في الصعوبة. لكل من يعترض على طالبان عليه أن يجرب أن يرسل ابنته إلى مدرسة تبعد عن بيتها 10 كيلومترات في صحراء تسكنها وحوش ضارية وجماعات تخطف البشر!
واللوم يقع على الدول الإسلامية التي لم تأخذ بيدهم وتساعدهم على تجاوز محنتهم. طلبت طالبان بضعة ملايين من الدولارات فقط كي يتم بناء مدارس للبنات داخل المدن والقرى لكن الدول العربية لم تعرهم انتباها.
لست مخولا بالحكم على تجربتهم، لكني أكن لهم الاحترام وألومهم على كثير من الأشياء في نفس الوقت. كان بإمكانهم أن يبنوا نموذجا جيدا في الحكم الإسلامي لو استخدموا فقه التدرج.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كون أن طالبان كانت تحكم أفغانستان وكانت تحاول التعامل مع الملف الإجتماعي الأفغاني ولم يكن موضوع سقوطها على طاولة البحث قبل أحداث سبتمبر، هل كانت طالبان ستزول لو لم تحتل أمريكا أفغانستان؟
A very good book which shed lights on the undisclosed parts of Afghanistan during Taliban's rule
لا تحدثني عن اخلاص اغلبهم وحسن نيتهم وغيرتهم على الاسلام , فذلك كله يشفع لهم يوم القيامه "ربما" اما في ميزان الدنيا فلا يشفع لهم ذلك بحال , لقد كان الخوارج من اشد الناس اخلاصا وتفانيا في الدفاع عن العقيدة ومع ذلمك لم يرحمهم التاريخ , وكل ما ارتكبوه من افعال وخطايا حسب عليهم وسحب من رصيدهم في ذاكرة الامة حتى اصبح المصطلح مسبة وتهمه ان الدبة التى القت بالحجر على وجه صاحبها كي تهش الذبابه عنه التي عاكسته كانت حسنة النية وبريئة القصد لكن البراءه عندما تقترن بالغباء وسوء التقدير تؤدي الى هلاك الامة وقد دفعت امتنا ثمنا باهظا واريقت دماء كثيره كما اهدرت قيم جليلة على ايدي اولئك النفر من الطيبين المخلصين الذين لا يفقهون ممن لم يدركو مقاصد الدين وعجزوا عن فهم حقائق الدنيا عندما يتعلق الامر بالنظم السياسية وتدبير مصالح الخلق فان النموذج لا يقاس على اساس من تحري النوايا او الاخلاص للدين ولكنه يحاسب ويحاكم على اساس من تقدير الافعال ونتائجها بمقدار ما تقيمه من عدل بين الناس وهي الحقيقة التي ادركها فقهاء اصول الدين منذ قرون , فقالو ان العبره بما ينتهي اليه الامر ويفضي اليه التصرف لهذا يقيم الله الدولة العادلة وان كانت كافره ولا يقيم الظالمة وان كانت مسلمة تكمن المشكلة في التعليم فعندما يتعلم المرء امور دينه ويتوقف امام كتب ألفت من مئات السنين حافظا فقط لتلك النصوص دون ان يراجع ويتأمل ويبحث فيتوقف عقله عندها ويرفض حتى الحوار ويصبح ضيق الافق
القراءه ثم القراءه ثم القراءه .. لا تتوقف عن التعلم والتدبر ولا تتوقف عند شيخ بعينه او "مرشدا عاما" حتى لا تتسبب في قتل اخيك بغير حق وانت تعتقد انك تدافع عن الاسلام افيقو يرحمكم الله
طالبان جند الله في المعركه الغلط .... عنوان كفيل لجذب الانتباه ويجعل يدك تمتد نحو الكتاب تلقائيا في حاله من الاوعي لتتفحصه وتقلب محتوياته ومما يثير القارئ اكثر ويزيده ثقتا من الفائده المعرفيه و فهم الوضع الطالباني ان تجد ان الكاتب هو فهمي هويدي احد افضل الكتاب المحايدين والذين يتحرون المنطق في تتبع الاحداث فالكتاب يلقي الضوء علي افغانستان الطالبانيه ويتعرض لعوامل ظهور طالبان والمؤثرات التي احاطت بها فتلمح في الكتاب سذاجه ان جاز التعبير لطالبان في تحديد الاولويات وفي فهم الدين ومحاوله تطبيقه فمع ضححل تعليمهم وثقافتهم الدينيه فهم ايضا علي نفس القدر من السذاجه السياسيه والاداريه لمتطلبات الدوله والشعب و فنصف العالم اشد خطرا من الجاهل وهذا توصيف طالبان فقد اوتو مبادي العلم الديني وحصروا انفسهم في الفتاوي والمؤلفات الاسلاميه الاولي ولم يفقهوا اي شئ من فقه الواقع ومتغيرات العصر فضلا علي انهم لم يعرفوا شيئا من العلوم الالدنياويه فوجدنا دولتهم دوله فقهاء اقرب الي دوله الفقيه الايرانيه وان كانت اسوا من ايران بمراحل شتي واعتقدوا انهم يقيموا الاماره الاسلاميه ونجحو فعلا في اقامتها لكن اقامه اماره من عصور الاسلام الراكده بل حتي اسوا من امارات الاسلام في اشد عصورها اضمحلالا وجمودا فما كان الا ان ذهبت دولتهم مع الريح ومما يثري الكتاب اكثر انه خصص فصلا لسرد جوانب الفشل في هذه التجربه وما يتوجب علي الحالمين بالنموذج الاسلامي المعاصر ان ي��جنبوه فهو حقا من اروع ما قرات عن افغانستان الطالبانيه ......
تعرفت على الكتاب عبر صديق اقترحه عليّ حين حديثٍ حول النماذج الاسلامية الحاكمة. يحكي الكتاب عن تجربة طالبان في تولي الحكم بأفغانستان بعد إطاحتها -رفقة الفصائل الجهادية الأخرى- بالنظام الشيوعي الذي هلك الحرث و النسل.
توسعت حركة طالبان في الحكم بعد أن مدت لها حكومة باكستان يد المساعة، وكما يذكر فهمي هويدي على لسان أعضاء الحركة : أن سبب قيام الحركة، في المقام الأول، هو محاربة الفساد الأخلاقي الذي استفحل بالاضافة إلى انعدام الأمن، نتيجة عدم وجود رقيب ولا حسيب على أفراد الفصائل. بعد ذلك تطورت أهدافها وخطاها إلى أن وجدوا أنفسهم في قلب كابول، مسيطرين على 95 في المئة من الأراضي الأفغانية.
كرأي شخصي، أرى أن النتائج التي آلت إليها الأوضاع تحت حكم طالبان، كانت النتيجة الحتمية، في بلاد يتصارع فيها جميع الأطراف بغية الاستئثار بالحكم. وأمر آخر، عندي تحفظ على عنوان الكتاب، إذ لا أرى أنه من المناسب تسمية طالبان بجند الله. كما يقول الدكتور مصطفى محمود "الله لا يُعبد بالجهل" ، فكيف بتولّي مهمة الدفاع عنه بجهل مطبق ؟ كيف لمن يضع نفسه في منصب الدفاع عن قضية ما ألا يكون ملمّا بجميع حيثياتها؟ وحتى لو أخذنا بعين الاعتبار نياتهم الشريفة بالدفاع عن الدين، لكن منصب الولاية والإمارة لا يخضع لمنطق الاخذ بالنية، إذ أن الأمر يشمل حقوق كافة المسلمين الموالين للإمارة، والمتولي لأمرهم يجب أن يكون ذا خبرة وحنكة سياسية، وأيضا أن يكون على دراية بأحوال قومه وطبائعهم و احتياجاتهم.
هذا وقد أُعجبت جدا بالكتاب، كوني من أشد المحبين لمنطقة آسيا الوسطى. وشكرا للصديق :))
"أفول ذلك بشعور المحزون إحقاقا للحق. وأدرك جيدا أن هناك من يتربص ويتصيد، ويتلمس أي فرصة أو معلومة للانقضاض والتشويه والتعميم على كل علماء المسلمين؛ لكني أسجل بكل ما أملك من علو الصوت أنني أوردت الملحوظة من باب التشخيص، ولكي نتدبر الأمر ونفكر في سبيل لعلاج الموقف، لا لكي يكون ذلك بابا لشماتة الشامتين أو تشجيعا لكيد الكائدين. وما أكثرهم في زماننا!"
الكتاب فعلا (اطلالة ومحاولة) لفهم الواقع الأفغاني الطالباني الملتبس للغاية.. صعود طالبان وسيطرتها على 95 % من البلاد.. تعاملها إزاء مشكلات الواقع الذي فرضته ظروف الحرب وصراعات الفصائل وانهيار البنى التحتية.. وتعاملها مع الواقع الاجتماعي وتصورها وتطبيقها للشريعة الإسلامية بناء على الخلفيات الدينية والصراعات الميدانية... قضايا المرأة والتعليم والفن وغيرها.... وقضية ملتبسة جدا وهي زراعة الأفيون والحشيش...وأخيرا أزمة تماثيل بوذا في باميان .... تعاملها إزاء الواقع العالمي والسياسة الدولية...
كتاب جيد جدا وأضاف لي جديدا ... لكنه غير كافي خصوصا مع التطورات الرهيبة والمتسارعة والتي تكاد تكون غيرت صورا كثيرة من الواقع الذي حاول الكاتب رصده والتي ربما تعكس - أو عكست بالفعل - تغييرات فكرية وحركية بعد الاحتلال الأمريكي ودخول قوات التحالف ....
كتاب متحيز مقالش كل حاجة طبعا عن طالبان ولا ذكر اي حاجة من جرائم طالبان غير "مناقشة"على هدم تماثيل بوذا وكان خلافه كله عليها يا عيني ده مش وقته يا جماعة نهدمها لما المسلمين يبقوا أقوياء في آسيا لكن لو هدتها دلوقتي المسلمين في الهند هيتأذوا. لكن مفيش كلام اتقال عن ان مثلا الناس دي حرة تعبد ولاعات حتى هم أحرار. اول الكتاب بيوصف الاخ عن تصور للحياة في أفغانستان وشكلها عامل ازاي وبعض المعلومات عنها وبعدين راح لموضوع هدم التماثيل. لكن اكتر الصفحات استفزازا هي الاخيرة الي يوحي في الاستاذ فهمي ان معلش يا جماعة طالبان دي منتج المدارس الدينية القديمة الاصولية الوحشة ومش ده الي احنا عايزينه احنا هنعمل نفس الي بيعملوه لكن احنا هنعمله في الاخر مش في الاول وده دايما الي بقوله الفرق بين الاخوان المسلمين والمنظمات دي هي فرق استراتيجية فقط لكن الهدف الاخير واحد تماما وهو السيطرة الكاملة على الفكر والشكل والسلطة وتدمير المخالف نفسيا وماديا لو قدر. طبعا جاب كذا مرة شماعة معلش يا طالبان اصل الغرب بيكيل بمكيالين بمنطق انت مش وحش عشان هما وحشين اكتر. كتاب مفيد كقراءة عشان اعرف اكتر الناس دي بتفكر ازاي لكن وحش جرا كمحتوى طبعا.