What do you think?
Rate this book


211 pages, Paperback
First published January 1, 1987
"و لكني لا أظن أن أحدا من قبيلة السعدني المصرية أو أصولها اليمنية قد داخ السبع دوخات كما داخ العبد لله. و لا أعتقد أن سعدنيا أخر قد حصل له ما حصل للعبد لله. فأنا وحدي الذي داخ في البلاد و جالس العباد و صادفه حوادث و كوارث يشيب لهولها الغراب. و أنا وحدي من دون السعادنة الذي قطع رحلة حياته بلاد تحط و بلاد تشيل! و أنا وحدي قطعت بلاد العرب قرية قرية من طنجة و إلى مأرب و على بلاد الهند أنا مريت. و في بلاد السند أنا أقمت و تمشيت. و في اليابان أنا عشت تحت الشمس المشرقة و إلى جوار أفران المصانع المحرقة. و في بلاد الأمريكان أنا لفيت من بافالو إلى سكرامنتو. و أحببت الأمريكان و تمنيت أن أعيش معهم أمارس هذه الحياة. فهم عرب أغنياء. أو هم عرب تصببوا عرقا و دما حتى صاروا أغنياء. و تمنيت أن نلف لفهم و أن نمشي على دربهم و أن نحقق في خمسة قرون ما حققوه في قرن واحد من الزمان! و في القارة المحظوظة أوروبا أنا مسحتها من مجريط بالعربي التي هي مدريد باللاتيني إلى برلين بالألماني و من دبلن في أيرلندا إلى لاهاي في هولندا. و حكمة الله أن أهل أيرلندا هم عرب من بيروت ممكن. من الجزائر يجوز. من مصر لا مانع! و لكنهم وجدوا أنفسهم فجأة في أوروبا. لكن ماذا يفيد الجليد في الدم الحار الذي يغلي في العروق؟ و في أفريقيا أنا نمت في الغابات و سرحت في البراري و عشت في الجبال و دخلت بيوت الأفارقة و صليت في جوامع المسلمين. و خالطت جماعة من آكلي لحوم البشر. و لكن ما أطيب الجميع و ما أرق قلب الكل. و ما أقربهم إلينا و ما أشدهم عداوة على أعدائنا."