كيف تكون لنا شخصيتنا التي نُعرف بها؟ كيف تكون لن روايتنا التي تنبع من همومنا ومحيطنا وناسنا ولغتنا؟ ثم كيف نتعامل مع زمن التحولات الكبرى الذي نعيشه اليوم؟
تلك هي موضوعات هذا الكتاب، وهي أسئلة طالما طرحها عبد الرحمن منيف، في الرواية حيث أبدع وحضر بقوّة، وكذلك في المقابلات واللقاءات والمقالات.
ففي الرواية حذّر ويحذّر منيف دائماً من "استعارة أصابع الآخرين"، وأكد أنه علينا أن نستعمل ونبدع بأصابعنا، وأن نستفيد من إنجازات الرواية في العالم، ولكن نستند إلى تراثينا وتاريخنا، كما ننظر بعين المسؤولية إلى حاضرنا. وهكذا نطوّر هذا الفن العظيم ونترك فيه بصمات تشير إلى رواية تُكتب باللغة العربية وتُعبّر عن هموم هذه المنطقة، وتكون حاضرة بتقدير في ميدان هذا الفن المبدع.
أما في التاريخ، حيث يكتب المنتصر أسطره بما يخدم مصالحه، ومفاهيمه، وحيث كتابة التاريخ جزء من الصراع، فإن منيف قد دعا، وهو يدعو الآن، لأن نقوم بهذه المهمّة بكل تفاصيلها، ليس فقط في كتب التاريخ المتخصصة، بل بكتابة كل ما يتصل بحياتنا. إذ كلما سجّلنا الأشياء كلّما أعطيناها مكانها في التاريخ، ولم نعد مجرّد متفرّجين، هكذا تلعب كتابة السيرة، كما الصورة دوراً مهماً.
وأمام التحولات التي تدهشنا وعلى الأخص في مجال المعلومات والإعلام، وأمام اجتياح الشاشات وتحولها إلى وسيلة التأثير الأقوى على تشكل الفكر والرأي، أين أصبحت أدوات صناعة الرأي العام الأخرى، وخاصة أين اصبح الكتاب كوسيلة تأثير ومعرفة؟
هذه هي موضوعات هذا الكتاب الذي يدعو إلى إثارة الأسئلة، والحثّ على التفكير، والبدء بعمل ما، بدل حالة الجمود، إن لم يكن التراجع، التي نمرّ بها. فلا نقف دون فعالية بانتظار ما يأتي إلينا ولا نصنعه
ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمان، لأب من نجد وأم عراقية. قضى المراحل الاولى مع العائلة المتنقلة بين دمشق وعمان وبعض المدن السعودية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الاردنية مع بدء نشاطه السياسي وانتمائه لصفوف حزب البعث اذي كان يتشكل حديثاً . التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد توقيع " حلف بغداد" في عام1955 طُرد منيف مع عدد كبير من الطلاب العرب الى جمهورية مصر. تابع دراسته في جامعة القاهرة ليحصل على الليسانس في الحقوق . في عام 1958 اكمل دراسته العليا في جامعة بلغراد ، يوغسلافيا ، حيث حاز على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية، اختصاص اقتصاديات النفط عام 1961. عاد الى بيروت حيث انتخب عضواً في القيادة القومية لفترة اشهر قليلة . في عام 1962 انتهت علاقته السياسية التنظيمية في حزب البعث بعد مؤتمر حمص وما لابسه من اختلافات في الممارسة والرؤيا . في العام 1963 تم سحب جواز سفره السعودي من قبل السفارة السعودية في دمشق تذرعاً بانتماءاته السياسية ولم يعاد له حتى وفاته في 2004. عام 1964 عاد الى دمشق ليعمل في مجال اختصاصه في الشركة السورية للنفط ،" شركة توزيع المحروقات" وفي مرحلة لاحقة عمل مديراً لتسويق النفط الخام السوري . عام 1973 استقر في بيروت حيث عمل في الصحافة " مجلةالبلاغ " لبضعة سنوات . غادر بيروت عام 1975 ليستقر في بغداد، حيث عمل كخبير اقتصادي ومن ثم تولى اصدار مجلة تعنى باقتصاديات النفط وهي " النفط والتنمية" التي كان لها صدى كبير. استمر حتى العام 1981 حيث اندلاع الحرب العراقية الايرانية . انتقل الى باريس حيث تفرغ للكتابة الروائية بشكل كامل فكانت " مدن الملح " باجزائها الاولى من اهم نتاجاته حيث غادرها في بداية 1987 عائداً الى سورية . عام 1987 استقر في مدينة دمشق ليتابع الكتابة ، متنقلاً بين دمشق وبيروت حتى وفاته في 24 كانون الثاني لعام 2004.
ينتظم هذا الكتاب في ثلاث محاور: الرواية وفنّ كتابتها، والتاريخ، والتحوّلات الاجتماعية تمظهراتٍ وأسباب. يدخل قارئ "عبدالرحمن منيف" في الجزئين الأول والثاني مطبخ هذا الكاتب الروائي. يرى كيف يشتغل الكاتب الجادّ على مشروعه، وكيف ينشغل بأسئلته ويحاول الإجابة من خلال أدواته وتجاربه. ولعلّ الأفكار المطروحة في هذين القسمين تكفيان لفهم عمق وأثر تجربة "عبدالرحمن منيف" الروائية. كما أنّ من الممكن اعتبارها دروسًا شديدة الأهمية لكلّ روائيٍ مبتدئ. أما الجزء الثالث؛ فحاول الكاتب فيه أن يعرض لأثر التحولات الكبرى كالكتابة والطباعة والسلطة والتلفاز على الثقافة العامة. وقد كثر فيه التكرار.
بدأتُ القراءة وأنا مترددة،فما شأني وشأن الراوي وكيف له أن يكتب رواية، لكن ما إن تعمقتُ في الصفحات،، حتى أصابتي متعة نادراً ما تُصيبني.
من طموحات الكاتب، الأديب،الشاعر.. أن يرى الوطن الصغير والكبير قد نفث عنه غبار الرجعية والجهل، وبدأ يستعيد أمجاد قد ولت،ليُحافظ على ما تبقى له من تاريخ!
كانت هذه حالة منيف،حينما تحدث عن سير المدن،وكيف أن العرب قد أهملوا هذا الجانب في العصر الحديث،،وكيف يجب عليهم أن يعودوا لسير المدن، قبل أن يمحوا الزمن ما تبقى من آثار قديمةٍ أو حتى حديثة, ماذا كان سيقول لو رأيى، أغلب ما تبقى من تراثٍ عربي إسلامي، قد دُكّ واندثر، في العراق وسوريا على وجه الخصوص،،فقد اندثر أن يُحكى عنه...! ماذا كان سيقول، إن لم يُصب بأزمة حادة !!
كان رأيه بخصوص الكتابة بالعربية،وسطي.. ما بين اللغة القاموسية،واللغة العامية.. إذ لا نستطيع أن نتناسى أنها اللغة المحكية،إذن الأكثر انتشاراً،فكان يأمل أن يتم وضع لغة "بين بين" ولهذا العمل مختصين..ويا حسرة !
فيما يتعلق بجانب المخطوطات العربية،وكيف أنها منتشرة حول العالم خاصة في الدول المتقدمة، أمثال فرنسا وبريطانيا،، كان يأمل أن تتحد الجهود العربية لأجل إرجاعها يوماً.. أو حتى المعرفة بها، إذ أن أغلب هذه المخطوطات لا يعرفها العربي أنها موجودة أصلاً !!!
وركز في هذا الحديث على نظام الاستشراق الروسي، إذ أنه الوحيد الذي أعطى للغة العربية من الثقافة الروسية، وأخذ من العربية العديد من الترجمات، منذ عهد القياصرة،حتى الاتحاد السوفياتي.. وإعتقد أن الأمر إلى الآن..ولو قلّ: لأسباب جغرافية "الأقرب للمنطقة العربية، وللدول الإسلامية التي وقعت تحت سيطرة الامبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي" وأسبابٍ دينية"إذ أن روسيا واليونان حاميات الكنيسة الشرقية الأرثودكسية،والتي عليها أن تهتم، وتعتني وتمجد مكان ميلاد المسيح! (في هذا الموضوع//تذكرتٌ أن أحد قياصرة روسيا،قد بنى مكاناً ما يشبه كنيسة المهد والقيامة،في روسيا،، للتسهيل على الحجاج الروس !)
بالعودة إلى الموضوع، فقد انتقد منيف الموقف العربي للدول العربية، وقت انهيار الاتحاد السوفياتي، وتعرض مراكز الترجمة والمخطوطات في روسيا، للخطر.. بدل للحلّ ولضياع ما تُرجم وقدم، دون أن يقدموا يد العون لمن كانوا على رأس عملهم. لاستقطابهم.. لإكمال عملهم !
لم يشهد منيف الانفتاح الالكتروني،في مجالات الثقافة و "قلة الأدب أيضاً" والسياسة والفن الخ الخ.. فقد أصبح يا منيف أي كان قادر على أن يعبر عما يرادوه دون الخوف من الرقابة.. مجرد موقع الكتروني، وليكن في بلد "ديمقراطي" خارج الحدود العربية.. ولينشر ما شاء له أن ينشر.. وليصل ما يُريد لكل الناس!
ولو عاصر عهد الانفتاح الاجتماعي الالكتروني، لأضاف فصلاً يتحدث فيه عن "سلطة الانترنت" لوجد أنها أعتى وأقهر من سلطة التلفزيون،، لقد دفن التلفزيون كمان دفن الكتاب من قبله يا منيف "دفن الكتاب لأنه أغلى من التلفاز" والتلفاز "لأنه أكثر مللاً من الانترنت" وأضحى الانترنت الارخص الأكثر اغراء بكل ما هب ودبّ... لكن يبقى له أنه أعاد نشر الثقافة ولو على استحياء..وأضحى الكتاب مجاناً..يا منيف !
وتبقى آمالك،بوحدة ثقافية عربية،للحفاظ على ما تبقى،لاسترداد ما بيع أو سرق..قيد النسيان أو قيد الأمل.. حتى حين !
لقاء ثاني مع عبد الرحمن منيف في كتابه رحلة ضوء الحمد الله كان اللقاء ممتع ومثمر كعادة هذا المثقف الجميل رحلة ضوء هو رحلة في عالم الكتب والكتابة وعلى وجه التحديد الرواية واشكالها واللغة المستخدمة فيها ابطالها وأدوارهم فيها واهتمام خاص بالرواية التاريخية واعتبار التاريخ ذاكرة الإنسان في الفصل ماقبل الأخير حديث بسيط ومقارنة بين التلفزيون والكتاب محاور الكتاب كانت واضحة ومفهومة أبرزت الكلمة المطبوعة على انها اهم مرجع للمعرفة
( ان نملك ذاكرة تجنبنا قدر الامكان من تكرار الوقوع في الخطأ ذاته ) يركز عبد الرحمن منيف في كتابه رحلة ضوء على عدة أمور تتكرر بكل فصل من الفصول و ترتبط بكل موضوع يطرحه خلال الكتاب و من أبرز هذه الامور : التدوين وأهميته في نقل الواقع الحاضر و الذي سيكون في المستقبل من اساسيات معرفة مدى تطور حياة المواطن العربي و ثقافته و سيكون ذاكرة و مخزون للاجيال القادمة من أجل حصول تطور نابع من واقع عربي . ويعتبر منيف الرواية احدى الطرق التي تمثل التدوين المعتمد على المكان و الزمان و الاحداث ، بالاضافة الى السير كمرجع غني للتدوين مع اهمية الدقة و الصدق ، ويعتبر المخطوطات ارث مهم يجب الاهتمام و العناية به من اجل الوصول الى ثقافة تدوين .
الكتاب في مضمونه المباشر هو دروس رائعة للباحث لفن الرواية العربية او للراوي المبتدئ ويسلط الكاتب فيها اصول الكتابة في الرواية العربية وما تواجه من تحديات كما انه ينور الطريق للباحث ان التحديث يمكن ان يكون من غير المساس بالماضي ومن غير المجاملة المستهجنة للغرب لتحسين الصورة لأجل ارضاء الناقد الغربيزكتاب جيد يستحق القراءة لمن يجد في نفسه طول النفس للتنظير الأدبي الراقي.
لو تبنى كل من يكتب الرواية رؤيةعبد الرحمن منيف العميقة والصادقة لهذا الفن الذي ابتذل،لاستطاع كتاب الرواية في زماننا قيادة ثورات حقيقة على الإنسان الضائع في نفوس أمتنا. فتنت
"إن المدينة، أية مدينة، نسيج معقد ومتداخل، وهي عبارة عن طبقات متراكمة ولا يمكن الوصول إلى أعماقها إلا بالمعايشة الطويلة والجهد الدؤوب المتواصل، وأيضا بالحب، ورغبة المعرفة".
يقدم لنا عبد الرحمان منيف رحلته مع فن كتابة الرواية حيث يتطرق إلى عدة مسائل هامة حول كيفية إبتكار رواية ذات قيمة فنية عالية الجودة مع بصمة تاريخية تُضفي على الرواية واقعية الأحداث والشخصيات مما يُمكن الكاتب من كتابة عمل لا خلل فيه... بداية كقارئة عادية لم ُيثر فضولي الكتاب مطلقا ولكن ما إن توغلت في شتى إختلاف الفصول و تميزها إلا وقد برزت علامات الإعجاب والمزيد من الفضول لما يتخلل وريقات هذا الكتاب ( خاصة وأني قد قرأته ورقي وهي حالة نادرة طبعا) ,لقد أشار الكاتب إلى مدى تأثير الصورة في المتلقي و مدى تمكنها من إختزال شتى الوسائل التقليدية التي باتت لا تقدم إلاالشيء الزهيد ,كما تناول الكاتب مدى أهمية الكتابة و وجوبية التدوين دون انتظار الفرص الذهبية الوهمية والتي قد تُجز بالمواهب إلى حفرة مضنية حقيرة... يصور لنا الكاتب فاعلية التلفاز المسلط على البيوت العربية من العالم الثالث مقابل إضمحلال الكتاب وقيمة الكتاب و كلمة "إقرأ" مع بروز العقول المُقفرة والتي لا تبحث عن البديل النفيس وبذلك تصلبُ أمام التلفاز مثل دابة تجترُ إجترارًا مضنيا لا شفاء منه مع تناول شتى البرامج المتكررة المتداولة المستهلكة والتي قد تعد نوعا من التنويم المغناطيسي للعقول الفارغة والتي بدورها تجر ذويها إلى القاع ! يدعونا الكاتب إلى إعمال العقل و تغييب البخل والركود مع تفعيل قابلية التغيير . مما راقني في هذا الكتاب : إن أول كلمة علّمها القرآن هي : اقرأ ، و إن تفعيل هذه الكلمة من جديد و إعطاءها ما تستحق من مظاهر و قوام و حياة بداية الحياة الجديدة المطلوبة ، و في هذا" يكمن التحدي ." "لا يمكن أن نغفل السياسة أو نهرب منها لو أردنا إنها تطاردنا مثل ظلنا وتجثم فوقنل مثل كابوس دائم وواهم من يظن أنه قادر على إهمالها أو تجاوزها ."
التأكيد أن ليس هناك أزمنة مثالية للتدوين . و حتى ولو افترضنا جدلا امكانية وجود مثل تلك الأزمنة، فإنها لا تأتي وحدها أو طواعية ، و إنما يتم إنتزعاها" والوصول إليها خطوة بعد أخرى وبالتراكم أولا ثم بالاستمرار بعد ذلك ،يمكن خلق أجواء أفضل للكتابة أي التدوين ولاحقا لخلق تقاليد لثقافة التدوين ، تصبح بمرور الأيام جزءًا من هذه الثقافة ."
لقد ذكرت مرارا أن مهمة الأدب والفن تغيير الإنسان ، أي جعله أعمق إدراكا و أكثر حساسية، و بالتالي أقدر على قراءة الواقع الذي نعيشه و ما يستلزمه من" تغيير قد يصل إلى حدود الثورة و هذا ما يجب أن يقوم به الإنسان الواعي وهو وحده الذي يستطيع أن يبني عالما أكثر رحمة و جمالا عالما إنسانيا أما الافتراض أن الرواية امتداد للسياسة وان يكن بشكل آخر فإنه يحرم الرواية من دورها الحقيقي و يجعلها تابعا ذليلا مسخرا"
وربما الألوف ، الذين ينتظرون الزمن الذهبي للكتابة، للتدوين ، لكن الذهبي لم يواتِ ، ولن يواتي الكثيرين غيرهم ، فإما أن تتم الكتابة في الوقت المناسب ، أو" أنها لن تتم أبدًا ، وهكذا تذهب زهرة العمر ، الزمن الأفضل للكتابة ، في الانتظار ، أي انتظار ما لا يأتي ، كما يقول البياتي "
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب "رحلة ضوء" للكاتب عبد الرحمن منيف. هو مجموعة من المقالات والدراسات التي تتناول قضايا الأدب والثقافة والتحديات التي تواجه الرواية العربية.
محتوى الكتاب:
في "رحلة ضوء"، يناقش منيف عدة موضوعات محورية، منها:
لغة الحوار في الرواية:
يتساءل عن اللغة المناسبة للحوار الروائي، وكيفية اختيارها بما يتناسب مع الشخصيات والبيئة.
بناء الشخصيات:
يستعرض طرق اختيار وتطوير الشخصيات الروائية، وكيفية جعلها حية ومؤثرة.
دور التاريخ في الرواية:
يؤكد أن التاريخ ليس مجرد سرد لأحداث ماضية، بل هو عنصر حاضر بقوة في تشكيل الوعي والتجارب الإنسانية.
تأثير التحولات العالمية:
يناقش كيفية تعامل الأدب مع التحولات الكبرى في العالم، ودور الكاتب في هذا السياق.
رأيي الشخصي:
يُعتبر "رحلة ضوء" عملاً ثريًا يعكس عمق فكر عبد الرحمن منيف واهتمامه بتطوير الأدب العربي. من خلال هذا الكتاب، يقدم منيف رؤى نقدية وتحليلية تساعد الكتّاب والقراء على فهم أعمق لتحديات الرواية العربية وسبل تطويرها. أنصح بقراءته لكل من يهتم بالأدب والثقافة، لما يحتويه من أفكار ملهمة ومفيدة
لا شك أن كل قاريء وكاتب عليه ان يستمتع بهذا الكتاب.. عبد الرحمن منيف يصول أدبيا بفن رفيع يتحدث عن القصة والرواية وفنهما وأساليبهما .. يتحدث عن الأدب واهميته والفرق مابين الأدب العربي والغربي وأساليبهما.. في سلاسة يعطي الإجابة لكل من يسأل عن أهمية الأدب والرواية، يعطي مفاتيح كتابته ورواياته وأعماله.. رحمه الله
أول كتاب أقرأه لعبدالرحمن منيف غير روائي ، لكنه يأخذك في رحلة إعداد الرواية ، استمتعت بقراءة الفصل الأول أحسسته موجه لي كأمنية تراودني من سنين "أن أكتب رواية"
شعرت بالقليل من الملل من فصل المقابلة بحكم أني لم أقرأ مدن الملح وأرض السواد ،
فصل التلفزيون شعرت كأنه يتحدث عن ثورة الأجهزة الذكية الجوالات ،،
كانت قراءة هذا الكتاب صدفة جميلة جداً إذ أنني اختار الكتب التي أقرأها بشكل عشوائي، كتاب مفيد وممتع في الوقت ذاته و مع أن بعض مواضيعه لم تكن في دائرة اهتماماتي إلا أنني استمتعت بها أيضاً، فأسلوب عرض الكاتب كان سهلاً بليغ اللهجة. أول أجزاءه سيُلهم العديد من هواة كتابة الرواية ويرشدهم إلى الطريقة المثلى للتأليف (عبدالرحمن منيف -الكاتب- له العديد من الأعمال الروائية الناجحة)، مع ذلك، إدراج حواراً من ثلاثة وثلاثون صفحة مع الكاتب الراحل لم يكن ذا فائدة بالنسبة لي فقد دار الحديث حول أعماله الأخرى التي قد لا يكون القارئ مطلعاً عليها، في الجانب الآخر كان بالكتاب إعادة سرد للأفكار حيناً وتذمراً في حين آخر وبالنهاية كان الكاتب يقدم حلولاً لبعض الظواهر السلبية التي عانى منها التاريخ ومازال يعاني، ويذكرنا بأنه مازال هناك متسعٌ من الوقت لحل كل هذه المشاكل -بإذن الله-.
ابعاد مختلفة ورؤية جديدة يضيفها الكتاب بأقسامه الثلاثة 1. ضوء على الرواية (بلغتها ومفهوم البطولة داخلها والمدينة والشخصيات فيها ) 2. ضوء على التاريخ (من سير المدن والأعلام والتدوين والزمن الذهبي للكتابة ) واخيرا 3. ضوء على التحولات في الزمن الذي نعيش
"إن حياة أي إنسان ،مهما كانت تافهة ، ستكون ممتعة إذا رويت بصدق " كولريدج
"كما أصبح الزمن ، حتى في الساعات التي انكسرت عقاربها بطلا طاغيا متجبرا وهو يلاحق البشر " منيف
"التاريخ بمثابة مرآه وهذه المرآه بمقدار ما تعكس زمنها فإنها تساعد على رؤية أزمنة أخرى .. وربما أمكنة أخرى أيضا " منيف
كتاب مدهش وممتع في قسميه الاولين عن تحولات الكتابة والتاريخ. الكاتب منيف -رحمه الله - كاتب مهتم بالرواية وتنظيره اكثر من ممتع. للاسف القسم الاخير من الكتاب يبدو قد تجاوزه الزمن قليلا فتأثير التليفزيون على العالم يبدو ضيئلا امام الانترنت والتطورات اللاحقة وهذا مفهوم، ايضا تبدو بعض الافكار غير متناسقة مع الديمقراطية التي ينشدها الكاتب. قراءة ممتعة وملاحظات ذكية خصوصا للمهتم بالكتابة والتاريخ
كتاب “رحلة ضوء” لعبد الرحمن منيف هو كتاب نقدي وتأملي، يفتح حوارًا واسعًا حول الأدب، الرواية، التاريخ، والتحولات الثقافية التي تعصف بالإنسان العربي في زمن التغيرات الكبرى. لا يكتب منيف هنا رواية ولا يقدم سيرة شخصية، بل يضع أمام القارئ نصًا متوترًا بالأسئلة، يفتّش في بنية الرواية ومعناها، وفي مسؤولية الكاتب تجاه زمنه ومجتمعه.
ينقسم الكتاب إلى محاور متكاملة: في الأول يتوقف عند الرواية باعتبارها فنًّا جامعًا للتجارب الإنسانية، وكيف يمكن أن تكون مرآةً صادقة للواقع من دون أن تفقد قدرتها على الخلق والتجديد. وفي الثاني يعود إلى التاريخ، لا ليكرّر ما كُتب، بل ليؤكد أن استحضاره ضرورة لتثبيت الهوية ومواجهة الحاضر بأدوات واعية. أما في الثالث، فيطرح سؤالًا عميقًا عن علاقة الأدب بالتحولات الإعلامية والثقافية، وعن مصير الكتاب وسط هيمنة التلفاز ووسائل التأثير الحديثة.
بهذا المعنى، يبدو “رحلة ضوء” كتابًا في مطبخ الكتابة، يُظهر لنا كيف تتكوّن الرواية من فكرةٍ وحلمٍ ورؤية، وكيف يمكن للنص أن يكون مقاومة للنسيان، وإصرارًا على الحضور وسط عالمٍ سريع التبدّل. إنّه نصّ يذكّر القارئ بأن الأدب ليس ترفًا، بل ضرورة، وأن الكتابة هي الوسيلة الأشد فاعلية لمواجهة العتمة، ولو بوميضٍ عابر من الضوء .
الكتاب يدور في نفس فلك كتاب�� السابق الكاتب والمنفى 1991م، رحلة ضوء في مضامين ثلاث ركز عليها منيف الأولى الخاص بالرواية من خلال بداياتها من تسليط الضوء على شخصية البطل أو البطل الشعبي وتهميش الشخصيات الثانوية إلى أن تطورت فنزلت إلى إنسان القاع في الرواية الواقعية ويتطرق كذلك منيف إلى هموم الرواية العربية المعاصرة وإلى المحاولات في جعل الرواية العربية مستقلة له كيانها الخاصة وهموم أخرى من مكانة المدينة العربية في الرواية والشخصية الروائية وكيف أن تكون مستقلة بكيانها لا أن تكون الشخصيات عاكسة لشخصية الكاتب لا حياة فيها
المضمار الثاني ضوء على التاريخ وهو يختص كذلك بالهموم الخاصة بالكتابة العربية والتوثيق من ناحية السير الذاتية وسير المدن وغير ذلك والمضمار الثالث يكشف فيها تحولات المجتمع من خلال ظاهرة التلفاز وظاهرة تحول المجتمع المصري ومواضيع أخرى متفرقة من مثل الاستشراق الروسي
minab_reads عبد الرحمان منيف ولد في عمان و عمل كخبير نفط بين سوريا و العراق و عندما انتقل إلى فرنسا تفرغ للكتابة فقط. « النهاية، نهاية كل شيء تخلق الحزن.» قصص عبد الرحمان منيف بحر عميق من الأحزان يجب ان تكون جاهزا نفسيا لها لأن حروفه تنزف حقائق يختار العديد منا الهروب منها و عدم مواجهتها. « مددت يدي إلى صدري لأنتزع منه القشرة الكثيفة من الحزن قلت لنفسي بيأس: الحزن، الخيبة، البحث عن طير خرافي، أشياء من هذا النوع موجودة إذا أرادها الإنسان، و غير موجودة إذا أرادها الإنسان أيضا.» رحلة الضوء عبارة عن أدب الكتابة، كيف يتم اختيار الشخصيات و الأبطال و الشخصيات الثانوية. أيضا كيف تغير أسلوب السرد و الرواية على مر التاريخ فبعد أن كان البطل الرئيسي شخصية متفردة مكسوة بالصفات و الخصال الحميدة و كيف انها بارعة الذكاء و الفطنة إلى التركيز على الطبقة الدونية و تسليط الضوء على أكثر القصص التي لمست القاع.. كتاب جيد لطلاب الأدب أو للمهتمين بتطوير أسلوبهم في الكتابة
رحلة ضوء، الكاتب حاول أن يلقي الضوء كمحاولة للخروج من العتمة إلى الضوء من خلال أقسام ثلاثة للضوء: القسم الأول: ضوء على الرواية (أعجبني أكثر من غيره، هنا المولف يتناول رؤيته للرواية، كيف تساهم في نهضنتنا و المأمول منها) القسم الثاني هو ضوء على التاريخ ، يتناول فيها المدن و الأعلام و كيف نتناولهم القسم الثالث ههو ضوء التحولات، وهو كأن المؤلف يخبرنا أن المتحولات كثيرة جدا فهو طرق أبواب موضوعات عديدة وبعضها لم أفهم لم أدرجها هنا كحديثه المطرل عن المخطوطات!
مُبهر منيف كعادته، نادرا ما ترى يجيد فن الرواية والتنظير في آن واحد. كل من يدرس الثقافة العربية يجب أن يقرأ شيئا مما يكتبه منيف. لطالما انبهرت في رواياته من اهتمامه بالمكان والمدن والتأريخ وكنت أعتقدها تحصيل حاصل لأفكاره الشخصية، أسعدني بهذا الكتاب أن أعرف أن هذا الاهتمام كان مقصودا بشكل واعي بل ودعا له منيف. الكتاب باختصار قراءة مبسطة في واقع الرواية العربية خصوصا والثقافة العربية عموما. عنوان الكتاب بدا لي بعيدا عن مضمونه بعض الشي.
رحلة ضوء.. رحلة فكرية تضئ جوانب من حياتنا أحب الروائي الكبير عبدالرحمن منيف أن يجمعها في كتيب تدويني نستنير به عن حقبة هامة من تاريخ الشرق الأوسط السجين بين العثمانيين ومن ثم الامبريالية الغربية حتى اليوم.. يبدأ بتلخيص رؤيته للرواية العربية وسبل الرقي بها.. ثم عن تدوين التاريخ وسير المدن العربية وأعلامها وأخيرا عن التحولات التي أثرت على الشخصية العربية .. المخطوطات وسلطة التلفزيون ودره في الثقافة المغيبة بعيدا عن الكتاب ودور الأنظمة العربية في تعميق الهوة الثقافية
This entire review has been hidden because of spoilers.
كِتاب جميل ، مثري ومفيد واكثر ما اثار اعجابي فيه هو طريقه التنقل بين المواضيع بكل سلاسه ع الرغم من اختلاف الموضوعات الرئيسيه له. مع وضوح الربط بين الموضوعات . وان دل ذلك على شيء فهو يدل على موهبه الكاتب عبد الرحمن المنيف رحمه الله .
This entire review has been hidden because of spoilers.
كل فصل في هذا الكتاب هو مهم لكل قارئ وكاتب روائي، يتناول فيه مفهوم البطولة في الرواية العربية ولغة حوارها ومدنها وشخصياتها وتاريخها، هذا الكتاب مجمل فكر عبدالرحمن منيف السياسي في سلك الرواية الذي أبدع فيه وصان حقوقها.
5 نجوم بس عشانه عبد الرحمن منيف! لو غيره ياخد 2 ونص. مو عشان الكتاب مو جيد، الكتاب كويس بس انه ما اضاف لي شي، بس خلاني اقول "ايوا صح وانا كمان اقول كدا، فهمهم ياسيدهم، قايله كدا من زمان بس محد يفهم. ليش ما ولدت من زمان عشان اقدر اقابلك واشاركك اللي في راسي عشان اللي حواليا جحلط. وتمدحني" وهكذا🤣
اغلب الظن هي مجموعة مقالات جمعت في كتاب. قد يعجب الكتاب من لم يدرس الأدب . كلام عام عن ملامح الرواية العربية ولكن يفتقد خصوصية الأمثلة والشرح المفصل بدلا من الشرح في المجمل.