النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية

by عبدالله الغذامي

النيل والفرات:
لقد أدى النقد الأدبي دوراً مهماً في الوقوف على (جماليات) النصوص، وفي تدريبنا على تذوق الجمالي وتقبل الجميل النصوصي، ولكن النقد الأدبي، مع هذا وعلى الرغم من هذا أو بسببه، أوقع نفسه في حالة من العمى الثقافي التام عن العيوب النسقية المختبئة من تحت عباءة الجمالي، وظلت العيوب النسقية تتنامى متوسلة بالجمالي، الشعري والبلاغي، حتى صارت نموذجاً سلوكياً يتحكم فينا ذهنياً وعملياً وحتى صارت نماذجنا الراقية-بلاغياً-هي مصادر الخلل النسقي.
وبما أن النقد الأدبي غير مؤهل لكشف هذا الخلل الثقافي فقد كانت دعوة عبد الله الغذامي بموت النقد الأدبي، وإحلال النقد الثقافي مكانه، وليس يقصد بذلك إلغاء المنجز النقدي الأدبي، وإنما يهدف بذلك إلى تحويل الأداة النقدية من أداة في قراءة الجمالي الخالص وتبريره (تسويقه) بغضّ النظر عن عيوبه النسقية، إلى أداة في نقد الخطاب وكشف أنساقه، وهذا يقتضي إجراء تحويل في المنظومة المصطلحية، شرحه المؤلف في الفصل الثاني من هذا الكتاب بعد أن استعرض في الفصل الأول الجهود النظرية التي تشكل خلفية علمية للنظرية تلك التي طرحها الباحث في هذا الكتاب، ثم تلا ذلك خمسة فصول هي بمثابة الدرس الإجرائي حول الأنساق العربية الثقافية التي تلبست بلبوس الجمالي وتسربت عبره وبواسطته مع شفاعة الدرس البلاغي والنقدي لها بالاستمرار والترسخ، حتى لما جاءت الحداثة جاءت لتكون مشروعاً في النسقية والشعرنة، كم وضح الباحث ذلك في الفصل السابع، حيث رأى أن أحد أهم المنظرين الحداثيين وهو حداثي المظهر رجعي الحقيقة.

Genres: Nonfiction, Literature

312 pages, Paperback

First published January 1, 2000

About the author

أكاديمي وناقد أدبي وثقافي سعودي وهو أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود بالرياض، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعتي اكستر بريطانيا، صاحب مشروع في النقد الثقافي وآخر حول المرأة واللغة. حصل على جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج في العلوم الإنسانية، وحصل على جائزة مؤسسة العويس الثقافية في الدراسات النقدية ، عام 1999م وتكريم ( مؤسسة الفكر العربي ) للإبداع النقدي ، أكتوبر 2002 ـ القاهرة .

أولى كتبه كانت دراسة عن خصائص شعر حمزة شحاتة الألسنية، تحت اسم (الخطيئة والتكفير: من البنيوية إلى التشريحية). كان عضوا ثابتا في المماحكات الأدبية التي شهدتها الساحة السعودية، ونادي جدة الأدبي الثقافي تحديدا في فترة الثمانينات بين الحداثيين والتقليديين، لديه كتاب أثار جدلاً يؤرخ للحداثة الثقافية في السعودية تحت اسم (حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية). يعد من الأصوات الأخلاقية في المشهد السعودي الثقافي، ويترواح خصومه من تقليديين كعوض القرني إلى حداثيين كسعد البازعي وأدونيس. يكتب مقالا نقديا في صحيفة الرياض منذ الثمانيات، وعمل نائبا للرئيس في النادي الأدبي والثقافي بجدة، حيث أسهم في صياغة المشروع الثقافي للنادي في المحاضرات والندوات والمؤتمرات ونشر الكتب والدوريات المتخصصة والترجمة.

لتنزيل الكتب
تتوفر جميع كتبه مجانا على موقعه الرسمي
http://alghathami.com/books/books.html

Reviews

[بثينة العيسى · Rating 5 out of 5]

قرأت هذا الكتاب وأنا أهز رأسي بطول صفحاته الـ 295، مرددة " يسلم راسك يالغذامي " و " ينصر دينك " و أشياء أخرى، أعتقد بأنه قد قدم خدمة جليلة للعالم العربي بشكل خاص لكي يتعرف على مدى تضخم الأنا الشعرية المعطوبة، ربما تكون هذه بادرة تحول نحو الحقيقي والشفاف والجميلْ ..

ربما يمكننا أن نبدأ في تصويب الاعتوار الذي طرأ على الذهنية الأدبية العربية، بكون الجميل الشعري هو القبيح الثقافي بالدرجة الأولى، ما أحاول قوله هو أن هذا الكتاب .. لا غنى عنه أبدااااااا!

[سامي · Rating 3 out of 5]

المراجعة المرئية رقم 144 في ظل كتاب:
https://youtu.be/qQkqE9JT4KU

هل يوجد في النصوص الجميلة التي نقرأها ونسمعها من شعر ونثر أشياء أخرى غير الجماليات؟ هل في الأدب شيء آخر غير الأدبية؟ كتاب هذا الأسبوع يكشف لنا أن هذه الجماليات قد تستتر خلفها مضمرات ثقافية خطيرة أعمتنا الجماليات عن رؤيتها.
مثلًا في إحدى قصائد نزار يقول: فصلت من جلد النساء عباءة، ثم نستهلك هذه الأبيات مع أنها تمرر نسقًا مضمرًا يشيّء جسد المرأة كعباءة فصلها الرجل من جلدها، بالإضافة لأبيات أخرى تقلص الأنثى لمجموعة محددة من العناصر: نهداك، القد، الشعر، الثغر، مع أن تصورنا الواعي والعقلي يؤمن بأن المرأة ليست جسدًا فحسب ولكنها أيضا عقل ووجدان. لكن هذه المضمرات تؤثر في وجداننا ولاوعينا دون إدراك منا، ونطرب لها أحيانًا.
ما السبب في حدوث ذلك؟ الكتاب الذي سنستعرضه يعزو ذلك إلى افتقار النقد الأدبي للقدرة على كشف هذا الخلل، فيبرر أي فعل للنص مهما كان تحت مبدأ الأصل الجمالي، ويرى المؤلف أننا بحاجة إلى إحلال أداة أخرى في النقد، مهمتها هي كشف عيوب الخطاب وأساليب الثقافة في تمرير أنساقها بحيل خفية أهمها هي الحيلة الجمالية. هذه الأداة هي النقد الثقافي.
النصوص اللي نقراها ونستهلكها تحمل أحيانًا دلالتين أو بعدين أو مؤلفين، دلالة ظاهرة ودلالة مضمرة. الدلالة الظاهرة هي التي يكتبها المؤلف ويعنيها، الدلالة المضمرة لم يعنيها المؤلف وليست في وعيه ولا وعي القارئ لكنها موجودة في الخطاب، والمسؤولة عنها هي الثقافة، لذلك أحيانا قد تتناقض مع الدلالة الظاهرة، وهذا ما يدعوه المؤلف بالنسق.
وهو يحمّل الشعر مسؤولية كثير من هذه الأنساق الثقافية فكونت القيم الشعرية الشخصية العربية، وظلت تحملها حتى بعد الحداثة الشكلية للشعر ودخول الشعر.
يعيب الطرح في ظني لغة التعميم التي اتهمت كل قصائد المديح بالكذب والأنا المتضخمة في حين لا يكاد يسلم شاعر منها حتى من استشهد بهم المؤلف كنموذج للشعر الحداثي مثل نازك الملائكة. بالإضافة إلى حصره على الشعر الفصيح في أمثلته في حين يتأثر اللاوعي اليوم بأشكال جديدة من الخطابات مثل الرواية والشعر الشعبي والنكت الدارجة. وآخر الملاحظات اختلافي مع المؤلف في أن القيم الشعرية هي من كوّنت الشخصية العربية مغفلًا تأثر الشخصية العربية بالنصوص الدينية لحصانتها من النقد على عكس الشعر الذي لم يكن سوى مرآة لواقع موجود لم يصنعه.

[Fahd Alhazmi · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب عبارة عن مشروع ثوري يتباه المؤلف حول تحويل مسار النقد من نقد أدبي يركز على الجماليات والفنيات، إلى نقد ثقافي يرصد ما وراء النص من الأنساق المضمرة لا تبين.

في الحقيقة الكتاب بمجمله من الكتب القليلة جداً التي يمكن أن تغير طريقة نظرك للأمور وطريقة قراءتك لبعض الأحداث الاجتماعية، على الرغم من أن تطبيقات الكتاب كلها كانت على نصوص أدبية فحسب، إلا أن مجال التحليل واسع ومرن ولا ينتهي عند حد.

الكتاب كان سبباً رئيسياً جعلني أقلل كثيراً من إعجابي بفحول الشعر العربي حيث أتى بهم الكتاب مجرد فحوليين يسعون لتعزيز النسق الذكوري تحت عباءة الجمال والشعر.


فعلاً، الشعر لو لم يكن جميلاً جدا جدا جدا جدا جدا، ما تسللت هذه المفاهيم الذكورية الفحولية إلى الأجيال جيلاً إثر جيل.
ولن تفيد عندها لا آيات ولا أحاديث حتى تعود قافلة المفاهيم إلى مسارها الأساسي.

[ضحى صلاح · Rating 1 out of 5]

الهدف من كتاب النقد الثقافي هو الكشف عن المضمر النسقي في النصوص الأدبية التي تشكل بنية الثقافة السائدة.
يطرح الغذامي مشروعه النقدي بوصفه بديلًا من النقد الأدبي الذي تقتصر مهمته -كما يزعم- على البحث في كل ما هو جميل "أي جماليات النصوص" لكن النقد الثقافي يتجاوز كل هذا خالقًا شبكة تشمل حقول المعرفة الإنسانية محاولًا الكشف عن الأنساق المضمرة في البنية الأدبية التي تخبئ داخل خطابها الجمالي قيمًا أخرى غير جمالية.
يبدأ الأخ الغذامي كتابه بالسؤال عن رجعية الحداثة العربية ومضمون الشعر العربي المسؤول عن اختراع الطاغية أو الفحل الشعري.

فإذا تحدثنا عن نقطة الحداثة العربية هل هي رجعية أم لا سنجد أن مفهوم الحداثة العربية من الأساس مفهوم مهزوز كغيره من المفاهيم الغربية النقدية الواردة من خارج الوطن العربي، تلك المفاهيم هي عُصارة سنوات من التجارب النقدية في مجتمعات معينة لديها انعكاسات أدبية معينة لا نملكها نحن في مجمعنا العربي لذلك الحداثة في الوطن العربي -ويؤسفني قول هذا- حداثة سطحية.
وأنا لست ضد الحداثة أو العولمة التي الحداثة إحدى تجلياتها ولكن أنا ضد العولمة التي تريد هدم الشخصية العربية وهذا ما استشعرته من خلال كتاب الغذامي.

يريد الغذامي في كتابه إعلان موت النقد الأدبي لانشغاله بنقد كل ما هو جمالي وإخفاقه في معرفة عيوب الخطاب وأن المؤسسة الثقافية تعمل على تدجين وترويض الذوق الأدبي لدى مستهلك الثقافة؛ وهذا حُكم تنقصه الدقة لأن الاهتمام بكل ما هو جمالي قد يكون "علة" بعض النقاد لا النقد الأدبي نفسه!
النقد الأدبي ينشغل بالنص الأدبي ويعمل عليه.. فالنص الأدبي متعدد المعاني والقراءات ومهمة الناقد الأدبي الغوص في النص الأدبي مُنفتحًا على عالم الشاعر، كما أن هناك صلة وثيقة بين النقد وباقي العلوم الإنسانية وإن تجاهل الغذامي كل هذا فهذا لا ينفي وجوده! جهله أو تجاهله للشيء لا يعني عدم وجود الشيء!
النقد الأدبي ليس قاصرًا كما يريد تصويره.. ولكن يبدو أن غرام الغذامي بالنقد الثقافي جعله يستخدم نمط "التعمية" ويتجاهل العديد من الأشياء ممعنًا في مدح النقد الثقافي الذي قد يأتي على حساب الهوية العربية طاعنًا فيها.

[Louza · Rating 5 out of 5]

الكتاب عبارة عن نقد ثقافي للأنساق الثقافية العربية كما يشير إلى ذلك عنوان الكتاب. يتحدث الفصل الأول والثاني من الكتاب عن النظريات النقدية الحديثة ومدرسة النقد الأدبي الحديثة وعيوبها والنظريات التي أتت بعدها كالبنيوية والتشريحية والتاريخانية الجديدة, أما باقي الفصول فقد كانت عبارة عن تطبيق للنقد الثقافي للأنساق العربية وذلك من خلال نقد الخطاب لعدد من النصوص الأدبية وأثر ذلك الخطاب في الذهنية العربية.
تجربة قراءتي لهذا الكتاب كانت ممتعة جداً جداً رغم أني قد واجهت صعوبة كبيرة في التغلب على حالة الكسل التي إنتابتني في الأيام الماضية. وأستفدت كثيراً من الكتاب بتخلصي لعشقي للجماليات أثناء قراءتي لأي نص أدبي وبدئت أركز أكثر على الخطاب لا فقط على ما هو جمالي. وبمساعدة من الغذامي أسقطت نزار من قائمتي المفضلة ولم تعد تأثر في قصائده كما كانت في السابق ليس لأن الغذامي هو السبب الرئيسي في قيامي بذلك فقد كانت لدي ملاحظات على نزار قباني لكني كنت أتجاهلها وأتغاضى عنها لأجل جمال نصوصه.

[Sul6an · Rating 4 out of 5]

نقدٌ مختلفٌ من الغذامي الذي أرادَ نقداً ليسَ أدبياً فقط بل الى ما وراءِ الادبِ من الانساقِ الثقافيةِ . كانت بذرة الفكرة أو مشروعُ الغذاميّ موجودةً بشكلٍ بدائي إن صحَ القول لدى علي الوردي في كتابهِ ( أسطورةُ الأدبِ الرفيع ) لكنَّ الغذامي طورها بشكل أكبر و علميّ و أراهُ وفقَّ نظرياً .

فصلينِ في بِدءِ الكتاب كانت ثقيلةً مليئةً بالمصطلحات و النظريات التي أرهقتني ثم يبدأُ في تطبيقِ نظرياتهِ على الأدب ، يبدأُ مِن فكرةِ تحول الشاعر / صوتُ القبيلةِ في العصر الجاهلي الى الشاعر / صوتُ الأنا في أواخرِ العصرِ الجاهلي و عودة هذا الشاعر / الأنا في العهدِ الأمويّ ، بحيث صارَ الشاعر مداحاً لملكٍ ما بغيةَ عطيةٍ ما ، و تحولَ تدريجياً الشعرُ الى سلعةٍ بينَ مادحٍ و مانحٍ . تم يعرجُ الغذامي على تضخمِ إلانا لدى الشاعر و الطبقية بين الذكرِ و الأنثى شعرياً و أستدلَ بالمتنبي مثلاً و أناهُ المتضخمةُ جداً و كيف أن مدحةُ يحملُ في جوهرةِ هجاءً ، كما أستدلَ بغيرهِ من الشعراء الطاغينَ في الأدبِ العربي . لعلي هنا اتفقُ معه خاصةً و أن الشعر في هذهِ الفترة كان ديوانَ العربِ و علمهم الوحيد كما قالَ الغذامي لكن أراهُ بالغَ بعض الشئ في تأويلهِ للأمور . أيضاً عرجَ الشاعرُ على نزار قباني الشاعر / الفحل و كيفَ أن النسقَ الثقافي متجذرٌ فيهِ رغم شكلهِ الحداثيِّ أدبياً ، كما عرجَ على أدونيس و الاناهُ .

هناكَ تفاصيلٌ أخرى عن صناعةِ الطاغية و غيرها ، الكتاب من حيث النظرية وفقَ جداً لكن من حيث التطبيق أراه وفق الى حدٍ ما ، بسبب تحمس الغذامي للنظريةِ ربما .

[بان علي · Rating 4 out of 5]

"كلّ أفعال نزع الأقنعة أو الأنتقاد أو المعارضة مهددة بأن تقع ضحية لما تعترض عليه أوّ تسعى إلى نقده، ذلك لأن الطرفين الناقد والمنقود والمعارض والمعترض عليه، يستخدمان الأدوات ذاتها"

من أهم الكتب الّتي تناولت مضمار النقد الثقافي بموضوعيةٍ جليّة، يُرجع الغذامي سبب الخمول الثقافي أو عدم لحاق العرب بركبِ الحداثة إلى الشعر كونه ديوان العرب، وأن كلّ الأنساق الثقافية الحديثة الّتي جاء بها الشعر ماهي إلا نسقًا مكملًا لأنساق الثقافة العربية القديمة الّتي تتضخم فيها الأنا الشعرية المطلقة والذات المتعالية مع تغييرٍ بسيطٍ في الشكل وهو الجمالي البلاغي الّذي يشمل اللفظ والبلاغة ويحافظُ على المعنى والمضمر الثقافي بكلّ قبحه وعيوبه الّتي صنعت لنا الطغاة والفحول.

كانت أوّل تجربة فريدة للغذامي ولم تكن الأخيرة حتمًا

[Amal 88 · Rating 4 out of 5]

يتحدث الغذامي هنا عن تغير النسق الثقافي الذي أصاب المجتمع العربي في أواخر العصر الجاهلي بتحول القيم الإنسانية إلى النفعية الأنانية ؛ حيث تحولت النحن إلى الأنا ، وبتحول الخطاب الثقافي إلى خطاب منافق كاذب ؛ وذلك إثر ظهور ثقافة المديح كما يذكر . مما أدى بدوره لبروز مفهوم الفن الفحولي والمنحصر في المديح والفخر والهجاء . وحيث أن الشعر هو ديوان العرب وتراثهم كانت الحاجة لنقده نقداً حقيقياً ثقافياً وليس أدبياً ، فالجماليات البلاغية كما يوضح قد خبأت وأخفت أنساقاً ومعانٍ خطيرة ساهمت بطريقة مباشرة وغير مباشرة بصناعة الشاعر الفحل والفحولة كمفهوم مجتمعي ، فيما يؤنث كل ما دون ذلك ، والتأنيث هنا قيمة ومرتبة في إشارة إلى الأنا المتوحدة والمُلغية للآخر .

من المتنبي الذي يمثل علم الفحولة الأول الذي حول الشعر لمادة للتسول والنفاق والكذب أو كما يقول ( فهذا يمدح وهذا يمنح ، هذا يبيع وذاك يشتري ، وجرى تسليع البلاغة والخيال )، إلى نزار (الأنا المتفردة ) الذي حصر المرأة في الجسد المرغوب عازلاً إياها عن شخصيتها وروحها وعقلها وإرادتها الحرة وكأنها دمية . ثم ما أن نصل إلى أدونيس الذي يعتبر نفسه حداثياً مغيراً ، حتى نكتشف أننا أمام حداثة رجعية ، وأننا لم نخرج من الدائرة ، وأن الإرث الثقيل مازال يتدحرج ويزاد عليه جيلاً بعد جيل ، فالتغيير جاء شكلياً فقط بينما المضمون واحد .


يقدم الغذامي في هذا الكتاب مبحثاً مثيراً للإعجاب ، خارج عن المألوف ، فيه ربط ذكي أحببته في مفهوم الفحولة وتحول الطاغية المجازي إلى الطاغية الحقيقي ، ثم يأتي نموذج الجاحظ وقصة العصا كباب جانبي للالتفاف على النسق ونقده وذلك من خلال التحليل والقراءة المبتكرة التي قدمها الكاتب .


ملاحظة : الكتاب يصبح ممتع جدا ما أن نتجاوز الفصلين الأولين اللذين أتيا مثقلين بمصطلحات أكاديمية رغم مابُذل فيهما من جهد ، ولو أن الكاتب تركهما للمنتصف أو النهاية بعد أن يتمكن القارئ من الاندماج في الموضوع لكان أفضل .

[Abrar Alarjan · Rating 4 out of 5]

هذا الكتاب يغير نظرتنا نحو الشعر من ناحية المعنى الذي يريد إيصاله أو الفكرة التي يحمل بين. طياته وجنابته
تغيرت نظرتي للشعر كثيرًا
وثبت لدي مقولة " أكذب الشعر هو أعذبه"
يُناسب المُحبّين لشعر العربي الفصيح

[Kadhem Al-Jabr · Rating 5 out of 5]

الكتاب : النقد الثقافي – قراءة في أنساق الثقافة العربية
المؤلف : د. عبدالله الغذامي – أستاذ النظرية والنقد في كلية الآداب بجامعة الملك سعود
عدد الصفحات : 312 صفحة

عرض فكرة الكتاب :
ينطلق المؤلف من فكرة مفادها أنه إذا أردنا أن نعرف أمة من الأمم فعلينا أن نقرأها من البدايات : كيف تكونت ؟ كيف كانت تفكر ؟ وكيف هي الآن ؟ ولأن أشهر ما أنتجه العرب وأقدم ما وصلنا منهم هو الشعر لأنها سجلنا الثقافي والحضاري ، قرر أن يبدأ بدارسة النصوص الشعرية لكن ليس من منحى أدبي بل من منحى ثقافي . ويرى المؤلف أن النقد الأدبي أدى دوراً مهما في الوقوف على ( جماليات ) النصوص ، لكنه أوقعنا في حالة من العمى الثقافي عن العيوب النسقية المختبئة من تحت عباءة الجمالي .

يقول الكاتب : " في الشعر العربي جمال وأي جمال ، ولكنه أيضاً ينطوي على عيوب نسقية خطيرة جداً نزعم أنها كانت السبب وراء عيوب الشخصية العربية ذاتها ، فشخصية الشحاذ والكاذب والمنافق والطماع ، من جهة وشخصية الفرد المتوحد فحل الفحول ذي الأنا المتضخمة النافية للآخر ، من جهة ثانية هي من السمات المترسخة في الخطاب الشعري ، ومنه تسربت إلى الخطابات الأخرى ، ومن ثم صارت نموذجاً سلوكياً ثقافياً يعاد إنتاجه بما أنه نسق منغرس في الوجدان الثقافي " .

وبما أن الكتاب يحاول دراسة النصوص الشعرية فمن المهم الوقوف على وظيفة الشاعر. كان الشاعر هو صوت القبيلة ، وكان هو المتحدث الرسمي بإسمها ، وكان من أبرز ما ينشده في شعره هي القيم القبلية ( القبيلة الفاضلة التي تطير إلى الشر حالاً من غير سؤال أو تردد ، وهي التي تنصر أبناءها سواء كانوا ظالمين أو مظلومين ، وهي التي تجزي الظلم بالظلم والإساءة بالإساءة ) .

لذلك يعتقد الكاتب أن النسق الثقافي فلم يكن إلا خطاباً آخر ورث قيم القبيلة وحولها إلى قيم فردية أولاً ، ثم تحولت عبر انغراسها في النسيج اللغوي إلى قيم نمطية للشخصية الثقافية للإنسان العربي . ويدرس الكاتب الكثير من النصوص الشعرية وأبرز من درسهم هو المتنبي وأبو تمام ويضع أصبعه على النسق الثقافي من أمثال : احتقار الأخر أي كان ، العصبية القبلية ، التقليل من شأن المرأة وحصرها في الجسد المرغوب عازلاً إياها عن شخصيتها وروحها وعقلها وإرادتها الحرة وكأنها دمية . كل هذه الأفكار انتقلت مع أبرز شعراء الحداثة في نصوصهم من أمثال نزار قباني وأدونيس ، فهو وصل إلى هذه لنتيجة عن طريق دراسة شعرهم أيضاً . فهم إن إدعوا الحداثة والقطيعة الثقافية مع السابق إلا أن النسق الثقافي المضمر كامن في الشخصية العربية يصوغ أفكارها وتصوراتها بلا وعي.

ويرى الغذَّامي أنَّ الشاعر مارس نفاقه ومرَّر القيّم المُنافقة غير الصادقة من خلال صناعة الفحل / الشاعر الذي يمرّر الحق من طريق الباطل، ويمرر الباطل من طريق الحق –كما يقول الأصمعي ... وهو الذي يجوز له ما لا يجوز لغيره . ومع أن الشعراء يقولون ما لا يفعلون ، فإن اللافاعلية هنا هي إحدى عيوب الخطاب ، لأنها تسلب من اللغة قيمتها العملية إذ تفصل بين القول والفعل ، كما أنها ترفع عن الذات مسؤوليتها عما تقول ، ولذا جاء ذم الشعر الذي هذه صفته في القرآن الكريم .

فهرس الكتاب :
o في الفصل الأول : النقد الثقافي / ذاكرة المصطلح .
التأريخ لمصطلح النقد الثقافي في الفكر الغربي و أدبياته، واستعراض آراء المفكرين الذين أسهموا في بناء نظرية النقد الثقافي مثل مدرسة فرانكفورت، و دورها في نقد الثقافة السائدة من خلال تحليل الظواهر الثقافية مثل التلفزيون و أثره .
o الفصل الثاني: النقد الثقافي / النظرية و المنهج .
حاول أن يؤسس للمفهوم أولا ، معتبرا أن التعريف المؤسساتي للنقد الثقافي الأدبي غير مجد، وهو تعريف يركز على أن الأدبي هو الخطاب الذي قررته المؤسسة الثقافية حسب ما توارثته من مواصفات بلاغية، و جمالية قديمة، و حديثة، و هذا التصنيف في نظره يميز بين الأدب ما هو رديء ،وما هو جيد وما هو راق ، وما دون الراقي ، لذلك يعتبر أن عمله إعمالا لا يتسمى بالأدبي و تخذ له صفة أخرى هي الثقافي .
وفي هذا الإطار ، يبرز أن هذه النقلة تحتاج إلى عدد من العمليات الإجرائية هي :
1. نقلة في المصطلح النقدي ذاته .
2. نقلة في المفهوم (النسق) .
3. نقلة في الوظيفة .
4. نقلة في التطبيق .

o الفصل الثالث : النسق الناسخ / اختراع الفحل .
تحليل نظرية النقد الثقافي بالتوسل بالتطبيق الإجرائي .
o الفصل الرابع : تزييف الخطاب / صناعة الطاغية .
تبيان كيف يؤدي تزييف الخطاب، و تغير المنظومة الأخلاقية إلى ظهور نسق خطابي له جانبان مضمر ، و صريح جمالي .
o الفصل الخامس : اختراع الصمت / نسقية المعارضة
الحديث عن جماليات الصمت التي تظهر في نصوص بوصفها تعبير عن الخطاب المسكوت عنه في وجود سلطة ما( نسقية المعارضة) .
o الفصل السادس : النسق المخاتل / الخروج على المتن
الحديث عن الجاحظ كنموذج للحديث عن الجانب المضمر الصريح في النسق الثقافي.
o الفصل السابع : صراع الأنساق (عودة الفحل / رجعية الحداثة)
تبيان صراع الأنساق في الخطاب العربي المعاصر ، من خلال تقديم علامات ثقافية أبرزها السياب ،و نازك الملائكة ،و أدونيس ونزار قباني من خلال تمريرها خطابات ضمنية تمجد الذات و الطاغية ، و تتعارض مع الحداثة ، ثم تنتج خطابات لاعقلانية.

انتقادات الكتاب :
وأحد أهم الملاحظات على الكتاب ما أشار إليه د.سعد البازعي – أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة الملك سعود - في كتابه ( دليل الناقد الأدبي ) : أن معظم تحليلات الكتاب تتمحور حول تأثير الأنساق في عملية إنتاج الشعر أكثر من تمحورها حول أنماط تلقيه ، ناهيك عن التعميمات التي أطلقها المؤلف في دعواه هذي من خلال دراسة بعض النصوص .
وأيضاً يقول إن الغذامي يُعرف الأنساق بأنها : " أنساق تاريخية أزلية وراسخة ولها الغلبة دائماً " مع أنه لا يوضح كيف يكون النسخ تاريخياً وأزلياً في الوقت نفسه ، فالتاريخ مقيد والأزل غير ذلك ؟!
أضف إلى ذلك أنه يفترض في نقد الغذامي أن يتجاوز حدود الأدب ليضرب مثالاً لتجذر الأنساق من حقول ثقافية خارج الأدب كالفلسفة والعلوم الإسلامية ، والتاريخ والجغرافيا .

[Mashael Alamri · Rating 4 out of 5]

والتاريخانية " وعن مؤسسيها ونظرتهم للثقافة، وفي المباحث السبعة التي رصدها لكي يوضح النسق الثقافي المرتكز على البلاغة الشكلية وتجاوز المضمون الذي أخذ يسير على نسق واحد بصناعة "الفحل الشعري" والأنا الشعرية الظاهرة في الشعر العربي التي صبت كل القدرات البلاغية لخدمة " المدح " والممدوح " وكيف تحولت الثقافة لحالة تكسّب لدى الشعراء والكتاب وتجاوزت أدوارها الأخرى بأن ارتبطت في العقليّة العربية بهذه الأغراض فتسرّبت إلى المناحي الأخرى بالحياة. ويعرج كتابه على تاريخ العقلية العربية، ويقول بأنها ماهي إلا دليل على هذا، في إقراره بأن " أناه " المتمثلة به وبالقبيلة أصبحت هي رأس العالم والبقية هي الذيل وكيف أثر هذا على عدم تقبلنا للآخر بأي شكل من الأشكال.
وضّح في الفصول الأخيرة أن الثقافة العربية لازالت –وإن اتخذت غطاء حداثي – على النسق القديم والفكرة القديمة كما أن الغذّامي طبق نظرية الكتاب على حالات عربية توضح النسقيّة التي أتى بها كما أستدل بأكثر الشعراء حداثة أو من أعتبر بدء بالشعر الحداثي مثل أودينيس و ألقى نظرة على شعره باستخدام نظريته و كيف أنه لم يفعل سوى أن غيّر الغطاء الخارجي لشعره بينما المعنى والأفكار هي تابعة للثقافة العربية القديمة وقارن بينه وبين تجديد السياب ونازك الملائكة.
بالرغم من فكرته الدسمة التي قد توحي بمحتوى معقد إلا أنه كتاب رائع خالي من التعقيد يستحق القراءة .

[Maimonah altaweel · Rating 5 out of 5]

يؤكد الغذامي على ضرورة استبدال النقد الأدبي بالنقد الثقافي نظرًا لأنه لا يقف على الجماليات وحسب وإنما يتعدى إلى نواحٍ أشمل ، إذ أن شعرنه الخطابات عائد سلبي علينا
حيث تقتصر صفة الفحل للشعراء على من يمدح ويهجو وفي هذين الغرضين تتجلى صفات الكذب والمبالغة ويؤكد على أن ما جعل هذا الأمر طبيعيًا ومتقبلًا لدى المستقبل هو تحليل كل الأمور للشعراء إذ يجوز لهم مالا يجوز لغيرهم ، فيتبوأ الشعراء بهذا منزلة بكذبهم ومبالغاتهم ليتحصلو على غرضهم من المدح - العطايا -

يقف الغذامي وقفات على أبرز الشعراء الفحول مثل المتنبي ، أبو تمام ، وغيرهما ممن تبنى هذا النسق ، الذي يشعرن مكارم الأخلاق ، ولا يجعل لها وجودًا إلا بوجود الشاعر

كتاب ثري بمحتواه عميق في رسالته ، لنتفكر في هدف الخطاب قبل صياغته بشاعرية ، وحتى لا ننجرف إلى كل شاعر حلو المنطق كاذب اللسان، ذا نرجسية عالية يرى بأنه محور الكون وإن لم يكن كله

[z5at · Rating 4 out of 5]

ماده ثرية ومفيده وانا بصدد قراءة الاعمال الأخرى للكاتب
الخطيئة والتكفير وكتاب الحداثه
كتاب يعبر عن الفكر الحر الذي يتمتع به عبدالله الغذامي

"من المؤكد أن نزار قباني كان صنيعة القراء مثلما هو مبدع لنصه , فاستقبالنا لنزار وحماسنا لشعره كان سبباً لشيوعه من جهة , كما أن تقبلنا لهذا الخطاب كان يخضع لدوافع نسقية تحرك ذاقتنا وتتحكم فيها وتوجه خياراتنا , مما يعني أننا نتاج نسقي وأننا كائنات نسقيه, ونشترك كلنا في صياغة النسق مثلما نشترك في الانفعال به"

أنصح كل من يهتم بالادب العربي و اللغة العربية ان يقراء لعبد الله الغذامي

[Tariq A · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب كفيل بأن يجعلك تفهم مشروع الغذامي النقدي
اختار أربعة أنماط ثقافية سيئة في الثقافة العربية وبدأ خمسة فصول عملية يكشف أنساقها المضمرة والظاهرة
ومساهمتها في بناء الطاغية والفحل، وإعطاء الشعراء حق التفرد بالكلام .. ويأتي على ذكر بعض الصور الجيدة كاسرة النسق في ثقافتنا مثل عمر بن عبدالعزيز ونازك والسياب

المشروع طويل وعميق، ولا أستطيع تلخيصه لأن التلخيص سيخل
أتمنى لو أفرد المؤلف كتابا عن الشخصيات الحسنة "كاسرة النسق الفحولي" في الثقافة العربية
لأنها إضاءت جيدة، ربما تصنع مُثُلا جيدة لبعض التائهين في مغارات النسق

[MARYAM · Rating 5 out of 5]

يبهرني الغذّامي مرة أُخرى بجرأة نقده وعمق فكره، كاتب فذّ وناقد محنك، بارك الله له فيما آتاه.
يضع الغذّامي النقد الأدبي في كتابه هذا جانبًا ويتجه إلى النقد الثقافي حيث يكمن الفكر المتجذر والنسق الراسخ، حيث جميعنا، معشر القرّاء والجمهور، نشترك في صناعة النسق مثلما نشترك في الإنفعال به.

كتاب يوضع على الرفّ القريب ليُقرأ مرارًا وتكرارًا.

[Basma Juma · Rating 4 out of 5]

كتاب ذو طرح استثنائي وجاد، يتحدث فيه الكاتب عن أهمية النقد الثقافي الذي يتجاوز النقد الادبي وتموضعاته الجمالية. فيقفز الى حيث التاثير الفعلي الذي يؤسسه الخطاب المضمر داخل الانساق الادبية المختلفة.
لا اتفق مع التعميم وكون الشعر وحده من شكل العقلية العربية.
كتاب أنصح به

[Riyadh Hammadi · Rating 4 out of 5]

_____الجماليات والقبحيات وثقافة المديح_____

"لا بد من الاتجاه لكشف عيوب الجمالي, والإفصاح عما هو قبحي في الخطاب, وكما أن لدينا نظريات في الجماليات فإنه لا بد أن نوجد نظريات في (القبحيات) أي في عيوب الجمالي وعلله, وهي نوع من علم العلل – كما في مصطلح الحديث" (59).

"المطلوب إيجاد نظريات في (القبحيات) لا بمعنى البحث عن جماليات القبح, مما هو إعادة صياغة وإعادة تكريس للمعهود البلاغي في تدشين الجمالي وتعزيزه, وإنما المقصود بنظرية القبحيات هو كشف حركة الأنساق وفعلها المضاد للوعي وللحس النقدي" (ص 84).
..
يقول الغذامي هذا الكلام مستعرضاً نماذج - مثل أدونيس ونزار قباني وأبو تمام والمتنبي - كشف عن النسق الرجعي في خطابهم, خلافاً لما يوحي به المظهر التقدمي في تلك الخطابات.

من خلال ما قاله الغذامي, ودعوته, يمكننا معرفة رأيه في بعض "نقادنا" الذين يسهمون في تجميل القبيح ؟!
حيث
الأداة النقدية كمصطلح وكنظرية مهيأة لأداء أدوار التنظير لخدمة الجمالي وكشف القبيح, لكنها مع هؤلاء تتحول إلى أداة لخدمة القبيح بتجميله وتسويقه وفرضه على الاستهلاك الثقافي!

من منظور النقد الثقافي, لا ينبغي التمييز بين ما هو راقٍ وما هو غير راقٍ من النصوص, فكل نص يحمل دلالة يصبح مادة للنظر والتحليل, والنتيجة: الكشف عن ما هو جميل وما هو قبيح, والأهم النظر إليه كخطاب للكشف عن الشفرات والأنساق الثقافية فيه, وإخراجه من كونه عملاً أدبياً إلى كونه نصاً وخطاباً ثقافياً.

يقول الغذامي عن ثقافة المديح وخطورتها:
"الاختراع الشعري الأخطر في لعبة المادح والممدوح قد جلبت معها منظومة من القيم النسقية انغرست مع مرور الزمن لتشكل صورة للعلاقة الاجتماعية فيما بين فئات المجتمع, من ثقافة المديح التي تقوم أول ما تقوم على الكذب, مع قبول الأطراف كلها من ممدوح ومادح ومن الوسط الثقافي المزامن واللاحق لها, كلهم قبلوا ويقبلون لعبة التكاذب والمنافقة ودخلوا مشاركين في هذه اللعبة واستمتعوا بها حتى صارت ديدناً ثقافياً واجتماعياً مطلوباً ومنتظراً. وهي اللعبة الجمالية الأكثر فاعلية في الشعر العربي أيام عزه مما غرس هذا الخطاب المدائحي في الذهن الاجتماعي, مع ما فيه من قيم أخطرها صورة الثقافة الشحاذة المنافقة, وصورة الممدوح المصطفى من خلاصة الصفات المخترعة شعرياً وأنانياً مترفعاً بذلك عن شروط الواقع والحقيقة" (ص 94)

ثم يتحدث عن دور المديح في انهيار القيم الاجتماعية والتحول من روح الجماعة إلى "الأنا" فيقول:

"ولقد تصاحب هذا التحول مع نشوء فن المديح, والمديح والفردية وجهان لعملة واحدة, إذ لا يمكن للمداح إلا أن يكون فردياً متمصلحاً, ولا بد أن يكون كذاباً ومبالغاً, ولا بد أن يصور الباطل في صورة الحق, ولا بد أن ينتظر مقابلاً مادياً لكذبه البليغ" (ص 118)
-

[الشناوي محمد جبر · Rating 5 out of 5]

النقد الثقافي
قراءة في الانساق الثقافية العربية
عبد الله الغذامي
.....................
عبد الله الغذامي اكتشفته مؤخرا كقاريء و اعتبرت نفسي مكتشف كوكب من الكواكب التي يكتشفها علماء الفضاء . الرجل الذي لا اعرف جنسيته حتي الان ( اظنه تونسي ) قد تحدث كثيرا عن الثقافة العربية و امراضها و كيف تمرض الثقافة بايدي من اعتبرناهم مثقفين ! بايدي من اعتبرناهم مدد ثقافتنا في عصرنا و في عصور سابقة .
فالمتنبي كمثال .. هو احد اهم شعرائنا في كل العصور يراه الغذامي مثل لثقافة منحطة ن و يعتبره ممن رسخوا ثقافة الانحناء الجماهيري امام القائد الفحل من خلال اشعاره التي لا يختلف احد علي عظمتها و عظمة كاتبها ، الا ان الغذامي يري اننا يجب ان نحلل النص و مضمونه الثقافي حتي نري الرسالة التي يرسلها المؤلف من خلال كلماته و ما هو الفكر الذي يبنيه في النفوس و العقول .
كلك يري الغذامي ان الشاعر الشهير نزار قباني و كذلك الشاعر ادونيس _ الذان يعتبرهما المثقفون من اهم رجال الحداثة في عصرنا _ يعتبرهما الغذامي من ابطال حالة الانسداد الثقافي و الرجعية في عصرنا الحديث من خلال تحليل محتوي الخطاب الثقافي الذي يقدمانه ؛ حيث يعتبران ايضا من مقدسي القائد الفحل ، و هي الافة التي تسللت الي العقل العربي و دمرت امكانيات تقدمه ،و امكانيات زرع الديمقراطية في ارضه بعد ان تدمرت في عقله .
الكتاب مليء بالنقد لجوانب مختلفة من الثقافة العربية و العالمية ، و يتطرق كثيرا الي مقولات و اراء النقاد الغربيين للثقافة عموما . و لان القراءة في مجال النقد قليلة في قراءاتي فقد شعرت بملل في كثير من مواضعه و صعوبة في مواضع اكثر ، الا انني استمكتعت بالتعرف علي شيء جديد و غير الكتاب في عقلي افكار و اراء كثيرة . و اعتقد ان الكتاب مهم جدا يجب ان يهتم به القاريء و اعتقد انه لن يكون اخر كتب الغذامي التي اقرأها بعد ان تعرفت عليه .
........................

[Athary · Rating 5 out of 5]

في كل مرة يبهرني عبدالله الغذامي .. ويثبت لي انه مثقف وباحث بـ طراز عالي ..

[عبير · Rating 5 out of 5]

الكتاب كان نقلة نوعية على مستوى نقد الشعر العربي حيث ارتقى من كون النقد مجرد ملاحظات على الوزن او القافية الشعرية لينتقل الى نقد منهجي نظري للمحتوى وهذا ماطالب بأيجاده , ادوات ونظريات للنقد الثقافي في سبيل توحيد النقد ليشمل الخطابات التي قسمت تقليديا الى خطاب ادبي وخطاب أخر جرده من قدرته التأثيرية على الناس كالنكتة ,ايضا طالب بايجاد نظريات للقبحيات كما هو الحال مع الجماليات ونظريات القبحيات هنا ليس الهدف منها تعزيز الجماليات بل طرح مشاكل الشعر وانساقه بشكل نظري علمي
لنقد الشعر ثقافيا وكشف الانساق المضمرة على مدى عمر الشعر العربي سواءا كان جاهليا او حداثيا وهنا حيث قدم الادلة الكافية لدحض فكرة حداثية الشعر التي لاتتعدى كونها حداثية في الشكل
وذكر اساليب غرس المضمرات النسقية في الشعر منها تغييب العقل وتغليب الوجدان
عزل المنطق عن لغة الشعر نرى ذلك بجلاء في مقولة اعذب الشعر اكذبه مع اعطاء الجمالي قيمة تتعالى على العقل والمنطق
المبالغة في تقدير ذات الشاعر وكل قول له مبرر وغير قابل للنقاش مما ادى الى تعميق هذة الانساق
من شعار وصفوا بالتنوير والحداثية امثال نزار قباني وادونيس مما ادى الى منحها هيمنة وديمومة
اعجبتني عبارته اننا كائنات بلاغية والشعر فعلا على مدى عمره قد حول الشخصية العربية الى كائن بلاغي , خطابتنا السياسية والوعظية متشعرنة نُحرك بواسطة خطاب وجداني من على المنبر ايما تحريك وعلى اي طريق يختاره الخطيب / الشاعر
ومن هنا ندرك ماجناه الشعر العربي على الشخصية العربية

[حسين الضو · Rating 2 out of 5]

كتاب لطيف لكن فيه شئ مزعج. كتب الدراسات الثقافية cultural studies عادة تسعى لـ"فهم" طرق تولّد المعاني والقيم من خلال تصارع القوى المنتجة لها في الفضاءات الاجتماعية والسياسية. أما ما يطرحه الغذامي في هذا الكتاب، أو في جزء كبير منه، هو إرشادات وعظية نتبعها لنتعرف على غير الأخلاقي وغير القيمي في النصوص ومن ثم محاكمتها. إرشادات شبيهة بما يسمى بـcook book style، شئ يشبه الدليل لكشف أنساق النصوص المضمرة.
‏على وجه المقاربة، نستطيع أن نقول أن الكتاب شبيه بنسويات تويتر اللاتي يجتزئن مقطع من مسلسل أو فيلم أو مقطع من كتاب لإثبات كُره النص/الكاتب للنساء، بينما النظرية النسوية معنية أكثر بفهم الصراعات الاجتماعية والسياسية التي أدت لتوليد معاني من قبيل تسليع جسد المرأة، أو على سبيل المثال فهم أسباب إقصاء المرأة وإضعافها وإبعادها عن دائرة المنافسة.


مثال آخر، ما قام به إدوراد سعيد في "فهم" المعاني المتولدة في السرديات الغربية حول "الآخر" وعلاقة هذا كله بصراع القوى السياسية والاجتماعية المنتجة له. أي أن إدوارد سعيد اشتغل على النظرية ولم يكتب دليل نتبعه لقراءة النصوص وتفكيكها. أي لو قرأنا رواية واستطعنا أن نكشف الأنساق المضمرة فيها والتي تثبت -مثلا- الميول الرأسمالية للنص، فنحن لا نسعى لدحض أفكاره لأن ذلك يتطلب بحث فكري، وإنما نحاول فهم تولد هذه الأفكار وموقعها من القوى الثقافية المتقاطعة معها، وتوافق هذه الأفكار مع تاريخها لأننا عادة نتجنب محاكمة النص، فالسؤال هو هل يتعامل النقد الثقافي مع النص كخطاب منغلق على عالمه كما في النقد الأدبي الجمالي أم أنه يسقط عليه أحكام خارجة عنه؟

[Abdullah Qahtani · Rating 5 out of 5]

بعد قراءة هذا الكتاب ، لن تقرأ الخطابات ، بجميع أنواعها ، كما كنت تقرأها من قبل .

يضيف الكاتب في هذا الكتاب بُعد جديد للنقد الأدبي . وهو نقد الثقافة التي يضمرها النص أو الخطاب . مثلاً تشييء الانثى ، عرض الحق في صورة الباطل والعكس . وكل ذلك بغطاء جميل يبعدنا عن هذه الأنساق ، كما يسميها الكاتب . ونتشرب نحن هذه النصوص منبهرين بجماليتها متغاضين عن ماتحمله من كذب ومبالغات وأوهام .

وفي فكرة الكاتب شبه كبير من فكرة أفلاطون ، عندما طرد الشعراء من مدينته الفاضله. وذلك لأن اليونان في ذلك الوقت لم يكن لديهم لغة مكتوبه . لذا كان الشعر الملقى ديوانهم ، يقوم بما تقوم به الصحف والتلفزيون وغيرها الآن . والمشكلة هنا في الشعراء الذين ، برأي أفلاطون ، لم يكونوا أهلاً لتعليم الناس . فهم يبثون الخرافات القديمة . وهم لايعرفون إلا القدر البسيط الذي فقط يمكنهم من الكتابه عن شيء ما . وهذا ماشرحه الغذامي في كتابه . أن الشعراء يمررون أفكار مغطّاة بجمالية النص . حيث يمررون الشعراء أفكار الإعتزاز بالذات ، وجعلها الفحل المسيطر الوحيد ، وماسواهم إناث . نتيجة ذلك خلق الشعراء شخصية الطغاة ، وخلقوا بشكل أقل شخصية العبيد .

وأيضا ممّا أعجبني في الكتاب ، أسلوب الكاتب . فقد كان سلساً غير متكلف . كتاب جيّد و أنصـح بقراءته .

[الهنوف · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب يعرّي الكثير من النماذج والشخوص المتصدّرة قديمًا وحديثًا للساحة الأدبية والشعرية بتمريرها للنسق الفحولي وتسبّبها في بروز الطاغية تحت قناع الجماليات الأدبية وإن تلبّست بثوب الحداثة في العصر الحاضر

اختار الكاتب الشعر بوصفه "ديوان العرب" ومصدر ثقافتهم الأكبر ومايرويه يتم غرسه في نفوس مُتلقّيه وفصّل فيه تطوره من بدايته حينما كان صوت القبيلة ومعزز للأخلاق والقيم إلى انتكاسته مع بداية ظهور المماليك ليعزز الفردية والنسق الفحولي ومايجرّه من تبعات

نقده لنزار قباني كنمذوج معاصر مثير جدًا!

الغذامي يرسخ مبادئ النقد الثقافي بشكل أوسع من حدود بحثه وإن أسقطها على نماذج أدبية فقط

[Ibrahim · Rating 4 out of 5]

تميز الكاتب في طرحه لمفهوم الفحولة بمعناه الذكوري الصرف، وتخصيص شعر نزار قباني في وصفه لجسد النساء بالشبق لدى الشاعر. أما شعراء العصر الأموي والعباسي وما يتصف شعر المديح والهجاء بوصفه وسيلة شحادة لازالت ملازمة لشعراء العصر الحالي، ويكفي أن تنظر إلى بعض قنوات التلفاز في الخليج العربي. تخصيص الكتاب بالنقد الأدبي التأويلي يخرج عن المتعارف عليه من مدح الصيغ الدلالية والجمالية الظاهره إلى نقد المضمر والمسكوت عنه. كتاب يستحق القراءة وينصح فيه للمهتمين بالشعر الحداثي.

[Safaa Abu baker · Rating 5 out of 5]

انه من أكثر الكُتب تغذيّة للعقل، كتاب مهم لكاتب فذٌ، وانه من المؤسف أن يقرأه المرء متأخرًا في حياته!
عبدالله الغذّامي يريُنا بعبقريّة كاتب كيف أن أمتنا تصنع العنجهيّة العربية كالمتنبي، ونزار قباني وأدونيس!
انها الفحوليّة العربيّة، انها النسق الفحولي الذي سقط به الشعر ليرتفع الشاعر...وسقطت (النحن القبليّة) لترتفع ال (أنا الشاعريّة) !!
كتاب مثمر وابداع

[Mohammed · Rating 4 out of 5]

بحث غني ، أعتبره جدار يقظة كاشف عن بعض الأنساق المتأصلة في الثقافة عموما ً ، رغم تركيز الباحث على الشعر خصوصا ً ، الجدير بالذكر أنه فبل قراءتي لهذا البحث كنت قد قرأت لأدونيس دويوانين تم إصدارهما بعد هذا البحث إحدهما بثلاث سنوات والآخر بسبع سنوات وتكاد ترى النسق يتكرر بكل وضوح !!

[Mohammed Asiri]

للدكتور سعد البازعي في كتابه القيم
دليل الناقد الأدبي تعليق على كتاب الدكتور للغذامي
عمق في الطرح ولغة راقية مع تقدير وأدب عاليين

[Mohammad · Rating 4 out of 5]

قد يكون هذا من أفضل كتب الغذامي.

[عبدالله العتيبي · Rating 4 out of 5]

.
.
إن "النقد الأدبي" كما نعهده، وبمدارسه القديمة والحديثة قد بلغ سن اليأس، ولم يعد قادرًا على تحقيق متطلبات المتغير المعرفي والثقافي الضخم الذي نشهده الآن.
.
وإذا ما كان الشعر هو ديواننا، أي سجلنا الثقافي والحضاري، فإن هذا سيعني بالضرورة أننا سنستلهم منه نماذجنا في الفعل والتصور.
.
النسق ذو طبيعة سردية، يتحرك في حبكة متقنة، ولذا فهو خفي ومُضمّر وقادر على الاختفاء دائمًا.
.
النسق هو دلالة مُضمّرة، وهذه الدلالة ليست مصنوعة من المؤلف، ولكنها منغرسة في الخطاب نفسه.
.
.
النقد الثقافي أو دعني أسميهِ بمشروع "النسق" الذي اعتبره مبحثًا مثيرًا للاعجاب حقًا، وفيه ربطٌ ذكي، ومُرعب في آن واحد. هذا المبحث جلعني أعيد النظر في العديد من النصوص والمرويات التي كنت أحفظها وأرددها مثل أبيات المتنبي، وأبي تمام، ونزار وغيرها..، ولم ينتهي الأمر هنا، بل إن هناك علاقة وثيقة بين "الشعر" وبين صناعة "الطاغية"! لا تستغرب فعندما تعيد قراءة النصوص والحكايات بعين الناقِد لا بعين المتذوق سوف يتضح لك الأمر. بل إن بعض الأبيات لا تحتاج منا إلى مزيد جهدٍ وعناء، إذ أنها مليئة جدًا بالأنا الشعرية "المتضخمة" التي تحرص على إلغاء الآخر تمامًا. وهذا بك تأكيد سوف ينعكس على منظومة القيم الثقافية في المجتمع عبر ما يسميه الغذامي "بالنسق".
.
وهذا النسق نجده بكثرة عند المنتبي الذي يحرص دائمًا على إلغاء خصومه وسحقهم، ونجده أيضًا عند أبي تمام، ونزار، وأدونيس..وغيرهم، تمامًا مثلما كان يقول عمرو بن كلثوم : (بغاة ظالمين وما ظلمنا ** ولكنا سنبدأ ظالمينا) أو كما يقول زهير: (ومن لا يظلم الناس يظلم)، هذه هي منظومة القيم التي تضعها الأبيات كعلامة نسقية، وهذا النسق نجده في الخطاب الشعري القديم (الجاهلي)، والحديث أيضًا، فأبيات جرير والفرزدق النسقية نجدها عند نزار وأدونيس أيضًا رغم فارق السنين بينهم.

إذًا فالنقد الثقافي عند د. الغذامي هو ربط الأدب بسياقه الثقافي غير المُعلن. ومن ثم، فإنه لا يتعامل مع النصوص والخطابات الجمالية والفنية على أنها رموز جمالية ومجازات شكلية كما هي في النقد الأدبي، بل على أنها أنساق ثقافية مضمّرة تعكِس مجموعة من السياقات الثقافية التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والحضارية والإنسانية. ومن هنا، يتعامل النقد الثقافي مع الأدب الجمالي ليس باعتباره نصًا، بل بمثابة "نسق" ثقافي يؤدي وظيفة نسقية ثقافية تضمر أكثر مما تعلن، ولها قدرة عجيبة على التخفي والإنتقال بين الأجيال عبر الأقنعة الجمالية والبلاغية.
.
.
.
#عبدالله
📖 #النقد_الثقافي (300 ص)
#عبدالله_الغذامي
#المركز_الثقافي_العربي

[Mona ALfares · Rating 4 out of 5]

كتاب النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية لعبدالله الغذامي يمثل نقلة نوعية في فهمنا للنصوص، إذ لا يكتفي بتحليل الشكل والمضمون، بل يتجاوز ذلك إلى تفكيك الخطابات الثقافية التي تُنتجها النصوص وتعيد ترسيخها. الغذامي يرى أن الأدب، والدين، والإعلام، وحتى الأمثال الشعبية، ليست مجرد تعبيرات بريئة، بل أدوات لإعادة إنتاج السلطة والهيمنة الاجتماعية.

في هذا السياق، يتحول النقد من أداة لتقييم الجماليات إلى وسيلة لكشف الأنساق المضمرة: كيف يُعاد إنتاج الذكورة، وكيف تُرسّخ مفاهيم الطاعة، وكيف يُصاغ مفهوم “العيب” أو “الشرف” داخل النصوص. هذه القراءة تزعزع اليقين وتدفع القارئ إلى مساءلة ما اعتاد أن يراه طبيعيًا أو مقدسًا.

لكن رغم أهمية الطرح، يواجه الكتاب بعض الإشكاليات. فالغذامي أحيانًا يعمم الحديث عن “الثقافة العربية” وكأنها كيان موحد، متجاهلًا التنوع الكبير بين المجتمعات والخطابات..

ومع ذلك، تبقى قيمة الكتاب في قدرته على تحفيز القارئ على التفكير النقدي، وعلى إعادة النظر في النصوص اليومية التي نستهلكها دون وعي. إنه كتاب لا يقدّم أجوبة جاهزة، بل يفتح بابًا واسعًا للتأمل والمساءلة، ويعلّمنا أن وراء كل نص ثقافة، ووراء كل ثقافة سلطة، ووراء كل سلطة سؤال يجب أن يُطرح.