أبناء الطبقة المتوسطة ورتابة حياتهم في هذه الرواية، لكنها ليست بالضرورة عنهم. هناك أيضًا فيسبوك لكنه ليست الجانب الأهم. وهناك أثر فراشة ثقافي نعيشه كل يوم يبدأ من أحد أطراف الكوكب وينتهي في طرفها الآخر. لكنها ليست بالضرورة عن هذا. ربما تكون هذا كله، مضروبة في خلّاط ما زلنا نحاول فهمه.
هذه رواية مهمة وممتعة، بصرف النظر عن كل الكوارث والجرائم اللغوية المرتَكبة فيها، عن نية مبيتة وليس جهلًا باللغة. هي رواية مهمة بسبب جرأتها الشديدة في تناول مسائل تبدو عادية ومفروغ منها، كالعلاقات بين الجنسين في سياق السوشيال ميديا، أو علاقة فتاة زائدة الوزن بجسمها، أو الخط الغامض الذي يفصل بين الواقع المادي، الذي نعيشه بالجسد، وبين الواقع الافتراضي، الذي نعيشه بالوعي والخيال والصورة، لكنه يؤثر على الجسد يوميًا، إلى حد قد يصل للانتحار إذا بلغ التنمر والنبذ والسخرية حدودها القصوى كما في حكاية انتحار المراهق الواردة في الرواية. جغرافيا الرواية دقيقة وحيوية، وخصوصًا مدينة المنصورة ومدينة أكتوبر، الأماكن غالبًا مجرد ديكور عام، مقهى، شارع، كافيه، مطعم وبار، والبيوت متشابهة، وغرف النوم بلا تفاصيل خاصة. الزخم والتفاصيل والاختلافات كلها مكرسة للعالَم الافتراضي، واختيار الصور التي تنتقل إليه مسألة حاسمة وحد فاصل بين واقعين. لا أريد أن أسرد الأحداث فأفسد أكثر من مفاجأة تنتظر القارئ، منها طبيعة الراوي العليم غير الموثوق فيه بالمرة، وطبيعة العلاقة بين فرح وجيجي، والنهاية. لكنها رواية ممتعة من ناحية الحبكة والأحداث، حتى ولو اكتظت الصفحات بأفعال الشخصيات اليومية المباشرة من قبيل النوم والصحيان والأكل والشرب ولف الجوينتات والعمل والمذاكرة والمشاوير، إلخ... حياة آلية رتيبة شبه مفرغة، جزء كبير منها مخصص للاستهلاك ولو كان استهلاكًا للأفلام والأغاني والبورنو، لا يكاد ينقذها من هذا الفراغ إلّا الخيال وخلق صورة وهمية لأنفسنا نرعاها ونربّيها ونغذيها على السوشيال ميديا ليلا ونهارا حتى تصبح هي ذاتنا البديلة وربما الحقيقية. لغة الرواية سلسة لدرجة الجنون، بمعنى أنه تم التخلّي عن أكثر من قاعدة نحوية (أفعال المثنى كأوضح مثال، وتحويلها كلها إلى أفعال جَمع، فبدلًا من قاما من على المقهى (الفتاة والفتى مثلا) نقرأ: قاموا من على المقهى) وأظن أنّ ذلك التخلي مقصود تمامًا من جانب الكاتب، والحقيقة أنَّنا لا نستطيع أن نقول إن الرواية مكتوبة باللغة العربية الفصحى، ولا باللغة العامية كذلك، لكن بلغة ثالثة هي هجين بينهما، وتستفيد من مفردات وقواعد هذه وتلك. لم تخلُ هذه الطريقة من مشكلات، من قبيل أن يكون معنى التعبير في العامية بعيد عن استخدامه في الجملة (الفصيحة) في الرواية. لكن أظن أنَّ الرواية، من هذه الناحية، تثير تساؤلات مهمة بخصوص لغة الكتابة السردية في العالَم العربي، وصراع الفصحى والعامية القديم المتجدد. عموما أنصح بقراءة هذه الرواية الأولى لكاتبها محمد حمامة، (الأولى لجيجي).
خلصت الرواية حالًا بعد تطبيق عليها طول اليوم إمبارح، لم أفلتها من يدي وخلصت في يوم ودي أول مرة أخلص رواية ٣٥٠ صفحة في يوم.
أنا اشتريت الرواية وأنا عارفة إن فيها أحداث حصلت في المنصورة، كنت قرأت الفصل الأول اللي اتنشر أونلاين وقلت تمام بنت من المنصورة راحت القاهرة ده يبدو حاجة أقدر أ-relate ليها كوني بنت من المنصورة بتروح وتيجي على القاهرة أملًا أن أستقر هناك. لكن إللي ماكنتش متوقعاه هو كم الحاجات إللي قدرت أ-relate لها زي فرح وعلاقتها بوزنها فلفل وكوب الشاي وشكله مع ضوء الشمس (أنا بعيش سطور المشهد ده يوميًِا) الولد العسول إللي دايمًا هيحط أي بنت زي فرح في خانة الـ آه انتي potential partner بس مش فتاة أحلامي فـ هقرب بس هبعد مش عاوز أعترف إني فعلًا منجذب لواحدة "تخينة" شعور چيچي تجاه الوقت إللي بتسيب جدتها فيه (عرفت منين موضوع النص ساعة تعويض ده؟😅)
يمكن كنت محظوظة في علاقتي بجسمي إني أقدم نفسي زي ما هي ومحتاجش أستخبى في چيچي، رغم إني في وقت عملت شيء مشابه.
الحقيقة مبهورة بكم التفاصيل الدقيقة عن الشخصيات، بحيي الكاتب على شطارته في دراسة كل شخصية.
انبسطت بالأجزاء إللي كان بينعاد فيها وصف مشهد ما بنفس السردية في سياق مختلف
واتلخبطت جدًا من ظهور چيچي في الفصول الأخيرة بعد ما كنت فهمت فرح عملت إيه رجعت اتلخبطت
حسيت إن الأجزاء إللي كان فيها الراوي مختصرة والأحداث مسرعة فيها أكتر من ما كنت أحب، الرواية فعلًا عن چيچي قبل الراوي، لكن كنت أحب وجوده أكتر، خاصة الفصل الأخير كان مختصر
ماكنتش حابة فكرة تهميش أسماء الشخصيات، لحد ما وصلت للآخر حسيت إن دي من أكتر الحاجات المميزة في الرواية.
شكرًا، استمتعت، وتمسكت أكتر بالعلاقة إللي ببنيها مع ذاتي. أقدر أقول إن الرواية دي اتكتبت ليا ولكل فرح في المنصورة بالذات.
آه صحيح، حبيت ترشيحات الأفلام و جرّب بعض الرقة :)
This entire review has been hidden because of spoilers.
. فرح أم جيجي؟ فرح بنت بسيطة تقضي وقتها بين مقابلة أصدقائها وعملها الحر من المنزل تحاول بذلك منع الاحتكاك مع الآخرين الذين يطلقون الأحكام عليها بسبب شكلها ووزنها الزائد، كبرت في مجتمع كهذا ورضت بالواقع واكتفت بشلتها الصغيرة إلى أن قابلت " الولد العسول" فكيف أصبحت حياتها؟ جيجي شابة جريئة عرفت كيف تجعل من حولها يتأثرون بها رغم اختلافها عنهم وبجانبها حبيبها الذي يشجعها ويحبها كثيراً، لكنها للأسف لم تسلم من انتقادات المجتمع أيضاَ!. نرى ذلك من خلال حياة فرح وجيجي ومراقِبة الفيسبوك التي تراقب كل شيء تحسباً لأي إشارة تُنذر بالخطر، فبعد انتحار المراهق بسبب تنمر زملاؤه عليه، أصبحت المراقبة حذرة للغاية تحاول التنبؤ بالمأساة قبل وقوعها بمراحل، فهل ستنجح؟! . الرواية تناولت مجموعة من الشباب الذين يقضون حياتهم بين الفسح والمقاهي وجلسات الحشيش وبالطبع عصر السوشيال ميديا الذي يمكن من خلاله إطلاق الأحكام على حياة شخص كاملة من خلال عدة ضغطات على الأزرار وأنت مرتاح وتنام وكأنك لم تهدم حياة شخص للتو! أعتقدد أننا نعيش ذلك هذه الأيام فالفيسبوك يرتج بحادثة كل من هب ودب يطلق أحكاما قد تكون في نهاية أسرة جديدة.. شيء مؤسف جداً. . وأيضا ناقشت الصراع الذي دار بخلد فرح بين رغبتها في إظهار شخصيتها وميولها الحقيقية بدون أن تقع فريسة للأحكام المسبقة الذي اتخذها أصدقاؤها عنها لذا قررت قرارها العجيب هذا في النهاية. لن أتعجب إن كانت القصة من وحي الواقع فبالتأكيد في هذا العصر يمكن أن نرى المزيد والمزيد من هذه القصص. رواية مميزة لولا حشوها الذي لا داع له وألفاظها البذيئة.
(3.5) متخيلتش ان الكتاب هيعجبني و كنت بخلصه تقضيه واجب علشان بدأته لكن مع القراءه بدأت اكتشف في الكتاب افكار و معاني مميزه و صراعات حقيقيه جدا، و دا خلاني اقف و افكر و استوعب دوافع و صراعات فرح و قد ايه المجتمع مؤذي.
حكاية چيچي و فرح كانت خير صديق ليا في اجازة العيد، أولاً أنا مش فاهمة ازاي راجل هو اللي كتب المشاعر دي، اعتقد أن دي من أصدق المرات اللي اقرأ فيها تفاصيل أنثوية صادقة كدة من قلم ذكري.
لو فيه حاجة واحدة أتمنها فهي هي ان كل بنت محتاجة انها تقرا الرواية دي عشان تحاول توصل لألوان روحها الحقيقة وتتصالح معها رغم رمادية المجتمع اللي بتقتل أي لون برا الكتالوج.
حزينة على چيچي وفرح بس مبسوطة بالوقت اللي قضيته معاهم، وحقيقي دار المحروسة بيثبتوا كل مرة اني اختياري ليهم في كل رواية بشتريها آنهم دار نشر مميزة وصدقة في أعمالها.