الطعام ليس القاسم الوحيد بين البشر، لكنه لغة إنسانية لطيفة، تساعد على بناء جسور، واكتشاف أوجه التقارب بين الثقافات. في هذا الكتاب؛ توثق الكاتبة تجاربها في اللجوء والطبخ والكتابة، وكيف كان تبادل الطعام ووصفاته مع المجتمع المضيف لغةً مشتركة ساعدت على الفهم بشكل أكثر سلاسة ومساواة. "مدام إيزوغلين"، ليس كتاب طبخ آخر، بل كتاب حكايا بشكل أساسي، ومع كل حكاية، وصفة نباتية بسيطة ترتبط بها. يضم الكتاب نحو 25 حكاية مرتبطة بأكثر من 35 وصفة نباتية، مشهورة أو مغمورة، من المطبخين السوري والتركي. لا يهدف الكتاب إلى توثيق أصول الطعام ومعاني أسمائها وترجيح بعضها على بعض. ولا يعتبر مرجعا موثوقًا في ذلك. بل هو محاولة لحصر روايات أتت بمعظمها من الإرث الشفوي.
قبل خروجي من سوريا، ورغم اهتمامي بالقراءة والمطالعة إلا أن مفهوم "الثقافة" كان أحد المفاهيم المجردة، العائمة في بحر لا وجود له إلا في صالونات ثقافية وكتب فلسفية.. كانوا يقولون أن الثقافة هي مصطلح شامل لعادات المجتمع، تقاليده، أعرافه، رموزه، موسيقاه، طعامه إلخ ، لكن هذا كان يبدو لي أنه تعريف للحياة نفسها وليس لشيء آخر يُدعى الثقافة.. هذا الانطباع هو أحد تجليات العزلة التي كنا نعيشها، والتي هي سياسة دولة بالمناسبة
مع انتقالي للعيش في تركيا، وكذلك نتيجة لاحتكاكات العمل بدأتُ بالتعرف على الآخر، والذي ساهم بشكل كبير بالتعرف على الذات، كما يقول المتني وبضدها تتبين الأشياء.. مع المشاهدات المتكررة يبدأ العقل ببناء أنماط لفهم هذا الآخر، وتتبلور أثناء هذه العملية الأنماط الخاصة بالذات أيضًا، فدون وجود الآخر وثقافته كان يصعب فهم وتمييز الذات وثقافتها
هذه العملية من المشاهدة وبناء الأنماط، ممتعة أحيانًا، محرجة أحيانًا أخرى.. مكلفة تارة ومتعبة في بعض الوقت، لكنها محصلتها هي إثراء حياتك وتجربتك كإنسان على هذه الأرض
مدام إيزوغلين هو تجارب الكاتبة في تبادل الأطباق بينها وبين جاراتها التركيات، وما أثاره ذلك من تعرف وتعريف على ثقافتين، رغم تجاورهما وتقاربهما، . مختلفتين.
ستقرأ كيف أن تقديم طبق، تعودتً على تناوله لسنين بشكلٍ روتيني، لشخصٍ من ثقافة مختلفة سيدفعك لأن تبحث عن أصله وفصله. قد يحدث هذا عندما تجد أن الآخر لم يستطع تهجئة اسم الطبق معك، فتبدأ بالتساؤل لماذا نسميه حراق اصبعو
وفي المقابل قد يُهدى لك طبق آخر، تبحث عن معنى اسمه في محاولة لأن يعلق في ذاكرتك، فتجده يعني "العقيم" فيثار فضولك، لماذا لأكلة شعبية أن تدعى كذلك
توالي تبادل الأطباق سيجعلك، والآخر، متورطان أكثر فأكثر بهذه اللعبة وهذا بدوره سيبني جسورا من العلاقة ويسمح بالتعرف على الآخر بأسلوب ودود مليء بالسعرات الحرارية، وهذا ما يحاول الكتاب إيصاله
ورغم أن الكتاب يؤكد أنه لا يهدف إلى توثيق أصول الأطباق ومعاني أسمائها، إلا أنك ستكتشف أثناء القراءة جانبًا مهمًا للثقافة.. فنحن لسنا فقط كائنات مستهلك للإرث الثقافي، بل منتجة ومعدلة له.. التفاصيل في الفصل الخاص بطبق التبولة!
الكتاب عبارة عن قصص ووصفاتٍ شهية شاركتنا إياها المؤلفة مع العديد من ذكرياتها اللطيفة و الدافئة. أحببت رسم الغلاف والرسوم الداخلية التي أضفت جواً مميزاً ومحبباً للكتاب. أحب ذكر ان التصاميم عائدة للكاتبة نفسها مما يضفي عليها عبقاً اضافياً. الكتابة سلسة واللغة سهلة، استطعت من خلالها ان أعيش القصص التي رافقت الوصفات. حتى أنني استطعت شمّ روائح بعض الوصفات الشهية المذكورة في الكتاب. جربتُ اليوم إحدى وصفات الكتاب -ابو شلهوب- وقد كانت النتيجة لذيذة للغاية. لا سيما أن طفلتي -ذات السنة والنصف- قد أحبت مذاقها وأكلتْ منها بشهية مما أبهجني بشكلٍ خاص.
منذ أن أخبرتني حنين بقصة الكتاب وأنا أنتظر اللحظة التي أمسكه بها لاقرأ ماخطته يد صديقتي الأثيرة التي طالما استمتعت بقراءة تدويناتها وأشعارها منذ خمسة عشر عاما وحتى الان .
التهمت الكتاب بأقل من ٢٤ ساعة وكأنني على موعد ولقاء معها بعد غياب فرضته غربتنا المشتركة وصداقة أثرتها السنون ووطدتها حواراتنا التي لاتنتهي . تحكي حنين في كتابها عن الغربة ولكن عن مذاقها الأجمل متمثلا بالأطباق التركية الشهية التي كانت جسرا لها تعبره الى ثقافة وقلوب جيرانها في مغتربها . مردفة أيضا بعض الأطباق السورية وهي جميعها نباتية بالمناسبة مع ذكر نقاط تشابهها وتقاطعها مع نظيرتها التركية بمزيج لذيذ من الثقافتين ونَفس مُحبب يثير شهيتنا ليس للوصفات فقط وإنما أيضا للتجربة والاطلاع على مايملكه الاخر وللحياة الزاخرة بتنوعاتها تحكي حنين في كتابها الحكاية الاولى لكل وصفة وسبب تسميتها في سياق انساني بديع لايخلو من تجاربها.. حكاياتها الشخصية .. تفضيلات عائلتها ولمساتهم الخاصة . هذا الكتاب طُهي بحب على نار حطب دافئة في مغترب تصل البرودة فيه أحيانا لدرجة 40 تحت الصفر لاتملك الا أن يتسلل الدفء إلى قلبك وأنت تنتقل بين صفحاته لكنك لن تستطيع احتسائه على مهل كفنجان قهوة ممل بل ستلتهمه التهاما كطبق شهي أعدته امرأة مبدعة نفساً وحرفاً.
شعرت بارتفاع في دقات قلبي بشكل كبير رغم جلوسي وعدم قيامي بأي جهد, قررت قراءة شيء ما لتخفيف توتري فلجأت لكتاب مدام إيزوغلين وقد كان. الكتاب لطيف ودافئ جدًا ووصفاته شهيّة وقد أبدعت حنين في سرد قصة كل منها. .تسحرني في كل مرة قدرة الإنسان على تكييّف المواد والظروف والمكونات لديه في خلق أطيب الأطباق ونسج أحلى الذكريات أظن أن رمضاننا القادم سيكون مليء بهذه الأطباق.
كتاب دافئ يصيبنا باختلاط المشاعر بين ذكريات الماضي وبين اشتياقنا لإعداد أطعمة لذيذة كنا قد نسيناها رغم أن طعمها هو الأفضل الكتاب يحفذ عندك حاسة الشم والتذوق والحنين أحببته جداً وأريد إعادة تطبيق هذه الوصفات بطريقة الكاتبة
من أول ما قرأت نبذه عن الكتاب قررت انه هذا كتاب أتمنى اقرأه، وكنت محظوظة جدا لتوفره إلكترونيا مليان قصص وحاوي وطبخات. الطبخات يغلب عليها الطابع النباتي، بعضها أعرفه وكثير منها جديد.. كنت قررت بداية اني حقرأ واطبق الوصفات، لكن عرفت اني ماراح انتهي بهذه الطريقة لاني مشغولة، فقررت استمتع بالقراءة الان واخلي التطبيق لوقت لاحق، متحمسة جدا لتجربة الحساءات..
نحن أشخاص دافئون جداً تسعدنا إبتسامة ويملئنا طبق حساء ساخن بالرضا.. يبني لنا جسور متينة مع شعوب وثقافات أخرى بل ومع أنفسنا وذكرياتنا الكتاب لطيف جداً مدت لنا الكاتبة فيه ملاعق لنشاركها حسائها ولنقاسمها جسورها ونطلع على ذكرياتها
الكتاب رائع جدا وبما انني انسانة احب الطعام فمن الطبيعي جدا انا احب هذا الكتاب لانه عرّفني كيف اخترعت اكلاتي المفضلة مثل المتبل والتبولة والطقت ماتت وغيرها من الاكلات النباتية المشهية المذكورة في الكتاب الذي يعرض لك طريقة تحضير جميع الاكلات الموجودة تلقائيا عند قرآئتك لهذا الكتاب ستشعر برغبة في صنع طبق من تلك الاطباق فهي سهلة ولا تأخذ الكثير من الوقت الكتاب يستحق القرآءة فعلاً(:
لعل ما شجعني لقراءة كتاب مدام ايزوغلين هو المراجعات التي قرأتها للكتاب على توتر إضافه لحبي للطبخ و لغرابة الاسم وجمال تصميم الغلاف هذا الكتاب لامس قلبي بدءا بقصته القريبه من تجربتي الشخصية الحالية إلى طريقة عرضه للوصفات الكتاب ممتع جدا، فهو فعلا ليس كتاب طبخ بقدر مهو رواية إنسانية بدأت بتجربة عدد من الوصفات و أنا سعيدة بهذه التجربة من قراءة الكتاب إلى تجربة الوصفات و تذكر قصصها كما روتها الكاتبة
كتاب لطيف عن ثقافة الطعام التي تسب�� اللغة و تشرح العادات الأفكار و الحياة اليومية . هناك العديد من الوجبات و الطبخات المتماثلة في المطبخين السوري و التركي. كيف وصلت و لماذا سميت بهذا الاسم. هذا ما يشرح عنه هذا الكتاب