حين قرر الكاتب أن يكتب فى الرومانسيات ترك نفسه لتيار المشاعر يحمله فى سفره اليومى عبر أجواء اللاشعور والمخبوء وما انطوت عليه الجوانح، غامسًا قلمه فى شغاف القلب؛ ليستمد مداده من الجراح الحية ونسيج الذكريات وأحلام اليقظة وأطلال الآمال الكسيرة وإشراقات الأمانى الوليدة؛ رغبة فى كتابة حقائق نفسية تبدو شديدة الخصوصية، ولكنها فى واقع الأمر تلمس أوتار القلوب لدى كل قارئ.
أسامة أنور عكاشة أحد أهم المؤلفين و كتابي السيناريو في الدراما المصرية و العربية و تعتبر اعماله التلفزيونية الأهم و الأكثر متابعة في مصر و العالم العربي . كان يكتب أسبوعياً مقالاً في جريدة الأهرام المصرية أكبر الصحف تأثيرا الصادرة في القاهرة وأكثرها مبيعا، وإشتهر كونه كاتب بعض أكثر المسلسلات في مصر والشرق الأوسط شعبية في التلفزيون المصري مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع. يعرف عن أسامة أنور عكاشة عشقه الشديد لمدينة الأسكندرية المصرية الساحلية رغم أنه لم يولد بها
حروفه لو تأملتها ستلامس قلبك .. لا أدري أهو عيب أم ميزة طرحه لكثير من التخيّلات ! الكتاب جميل .. من وجهة نظري .. فأسلوب الكاتب يعتمد على وصف الحالة النفسية بدقة مما يؤثر في القارئ ..
لا أعرفَ بالضبط أنّ كان الكتاب الذي بين يديّ هو للمؤلف نَفسه ولكن على ايةِ حال سأكتب بهدوء ً عن الدموع التي رافقتني مُنذ البدء بهِ وعن العودةَ بيّ إلى ثمانِ سنواتٍ قد مَضتْ من عُمري بالسفر حقاً ما بين شتانِ الغربةَ واللذةَ بالرحلة لأنني وبصدق العبارة أقولها لم أجبر على الطريق كلّه ولم يكنّ للذينَ من حوليَ قبولاً في ذلك إلا أنني أخترتُ هرباً أو رغبةً او لأجل اكتشاف ما وراء جدران الثانوية وما يكمنهُ العالم الحقيقي في الشوارع وحافلاتِ الجامعة والأسواق الشعبيةَ والوجوه التي على ملامحها يبدو تعبَ العمر كله ُ مفهوماً ولا أنكر بأنني اليوم أحملُ ذات الملامح بطريقةٍ او بأخرى .. وقد نجح المؤلف وبجدارة في وصفَ ذلك كلهَ وفي إيصال الصورةَ الحقيقية للغربةَ التي يعيشها المرءُ منا في أماكن شتى واحياناً قد تكونَ مع ذاتهِ في ذاتِ الغرفة التي يختبئُ فبين جدرانها لأيامٍ طوالَ متحججاً بالنوم ،العمل لكنه عاجزاً كل العجز عن قولِ أنا حزين .. وبالمفهوم نفسهِ حاولَ الكاتب توضيح تلك المعاناة الصغيرة التي لا يمكنَ تجاوزها بسهولةِ ولكن ما يُخففَ عبء الشعور بأنكَ اخترتَ ولا عودةَ في الاختيارات غالباً لانَ الخسائر هُنا قد تنطويَ على فقدكَ المُتعة والمعرفةَ وفهِم الكون من زوايا مُختلفة وخارج نطاق المُعتاد .