قضية الخلود بعد الموت قضية مثيرة.. وهي قضية كل عصر وكل زمان.. ولا يفتأ الإنسان يحاول أن يتسمع إلي ما وراء القبر، ويحاول أن يفتح نافذة على الغيب أو يلتمس ثقباً يطل من خلاله على عالم الأشباح.. وكلمات الدين لا تسعفه.. والفن يشطح به والفلسفة تضيعه.. ومن يذهب إلى القبر لا يعود.. والطرق كلها ضبب.. والسؤال باق.. فهل من جواب..؟!
مصطفى محمود هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف، ينتهي نسبه إلى عليّ زين العابدين، ولد عام 1921 بشبين الكوم، بمحافظة المنوفية بمصر، وكان توأما لأخ توفي في نفس العام، مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري، توفي والده عام 1939 بعد سنوات من الشلل، درس الطب وتخرج عام 1953 ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960، وتزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973، رزق بولدين أمل وأدهم، وتزوج ثانية عام 1983 وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987.
وقد ألف 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والإجتماعية والسياسية، بالإضافة للحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة، وقد قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية ، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون، ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
هذ خامس كتاب اقرأه لمصطفى محمود خلال اسبوعين بدأت ارى التشابه الشديد في طرحه وان كان طرحه رائعا ببساطته ووضوحه ليس كاتب متنوع كل ما قرأته له الى الآن يدور حول نفس الفكرة او ما يقارب لها النفس الإنسانية اكثر فصل استمتعت به فصل الخروج من مستنقع فرويد مناقشته لسلبيات نظرية فرويد كان جميل ومشوق لكن لي مأخذ عليه انه رفض مدرسة التحليل النفسي لفرويد ككل ولم يذكر اي من ايجابياتها الفصل الأخير ماذا بعد الموت ايضا كان مشوق جدا ناقش فيه فكرة تناسخ الأرواح ومقوماتها لدرجة توشك معه على تصديقها بعد ذلك قام بدحضها بكل بساطة ووضوح اسلوب رائع يملكه مصطفى محمود استمتعت بقراءته كثيرا لكن سأتوقف عن القراءة المتصلة له اخشى ان امل من اسلوبه P؛
"السؤال الحائر" جعلني حائرة !! لن أقول إنه أسوأ ولكنه "أفقر" ما قرأت لـ د. مصطفى محمود !
فقر في الأفكار .. فقر في المعاني .. تكرار ممل في التناول .. موضوعات غير مترابطة حاول الكاتب أن يربطها ببعضها بطرحها في هيئة أسئلة محيرة ، ولكن أخفقت محاولته تلك بالنسبة لي !
لأول مرة - تقريبا - أختلف اختلافا جذريا مع الكاتب في أحد آرائه .. وهو ما قاله بشأن "الطب النفسي" الذي أعتز به كثيرًا ! للكاتب بالطبع كل الحق فيم ذكر بخصوص فئة المتساهلين داخل مهنة الطب النفسي الذين يهرعون للأدوية كعلاج وحيد لأي خلل نفسي أو عصبي .. ولكن لا أعتقد أن كل الأطباء كذلك ! كما أنه استهان بنظرية "الكبت" ، وأن ما نكبته يظهر رغما عنا في أحلامنا !! وفي رأيي "الكبت" هو أحد أشهر وأصوب الإفتراضات النفسية التي بُني عليها الكثير فيم بعد وأقلها اختلافا حول مدى صحتها ، ولا تستحق منه ذلك الرفض !
كما وجه الكتاب انتقادات للماركسية والشيوعية ، وتحدث عن البراجماتية ، وغيرها من المصطلحات السياسية التي - صدقًا - لا أفقه فيها حرفا ! وشكل لي ذلك عائقا لا بأس به أمام فهم الكتاب فهما عميقا ...
أعجبني فصلي "من هو الأصولي ؟" و "على من يرفعون عصا الشريعة ؟" ، فهما مناسبان جدا لما نعيشه الآن من أحداث !
أما عن فصل "ماذا بعد الموت ؟" فقد أصابني بربكة حقيقة ، وتركني حيرى الفعل ! وربما كان هذا الفصل أكثرهم اتفاقا مع عنوان الكتاب ..
كلمة اردت التفكير قرأت كتب مصطفى محمود..لا افضلية لكتاب له عن كتاب آخر عندى..فهو يأخذ بيدى و يضعها على بداية طريق التفكير والتدوين..و يزيل حجب الخوف من أى فكرة..ثم يترك لى بعد ذلك تاثيرا يشبه النشوة تبعات ما قرأت.. الله يرحمه..
"إنه زمن الضنك يا سادة " صدق الدكتور مصطفى محمود!! كتاب جامع شامل لجوانب الحياة المتنوعة من دين، فلسفةو مجتمع . أسلوب الكاتب صنع بدقة.. أعيده مرة و اثنين و ثلاث بدون ملل!!
مقالات الكتاب ليست مترابطة لذا سأعلق على مقالة واحدة وهي: "الخروج من مستنقع فرويد"
المقالة نقد لفلسفة فرويد التي لا تتوافق مع معطيات ديننا الحنيف وأجدها مهمة جداً خاصة لمن يقرأ لفرويد في كتبه الأصلية بدون الرجوع لكتب عربية ومؤلفين مسلمين قرأوا لفرويد ونقدوا أو عدلوا وأضافوا على فلسفته
فرويد خدم مجال علم النفس كثيراً لكن مهما علا شأنه يظل الكثير من ما قاله مناقض لما لدينا لأنه ببساطة ينطلق من منظور مادي عقلي بحت فيما نحن نؤمن بالجانب الروحي والغيبي
يقول الكاتب في جملة رائعة " ردوا الصنعة إلى صانعها فهو وحده العليم بها القادر على إصلاحها"
وسأذكر بعض الإختلافات:
النقطة المهمة جداً هي نقطة الإشباع فيرى فرويد أن السعادة والراحة في إشباع الشهوات
بينما يرى ديننا أن السعادة والراحة في قمعها ومخالفتها لأن القمع لا يولد الكبت بل على العكس يخفف من تلك الشهوات
وهذه النقطة كانت مدخل لكثير من المستشرقين وغيرهم الذين يجدون الشعوب العربية مكبوتة "خاصة جنسياً" والذي لم يلاحظوه أن غرائزهم تزداد بهيمية يوماً بعد آخر وأن الغرائز لا يمكن أن تشبع
فهل يأتيك إشباع أو حصانة من النوم أو الطعام ؟ مستحيل إذاً كذلك الغرائز الأخرى
-في معالجة الأمراض النفسية علم النفس يلجأ إلى التنفيس والتعبير عنها بالصراخ واللعب والفن والحب والجنس والعمل بينما يؤكد لنا الدين إمكانية التغيير تماماً والخروج من تلك الظلمات بالرياضة ومجاهدة النفس وقمع الرغبات بأضدادها
-يقول فرويد أن النفس مفطورة على العدوانية وغريزة التحطيم والهدم والموت فيما يقول لنا الدين ان النفس فطرت على الحرية وتختار ماتشاء من النوازع السالبة والموجبة
-يقول فرويد أن الأحلام كلها إشباع لرغبات مكبوتة فيما نحن لدينا "الرؤى" التي تأتي من خارج النفس وتكون حديثاً من الله أو الملائكة
-لا يرى فرويد إلا النفس الأمارة بينما النفس لدينا منازل أدناها النفس الأمارة ثم النفس اللوامة النفس الملهمة النفس المطمئنة والخ
د.مصطفى محمود صاحب الكلام الموزون اللي محتاج كوباية شاي وهدوء وتأمل.
كتاب رائع بيناقش عدة مواضيع مهمة جدًا بنفس الطريقة التحليلية الجميلة اللي مشهور بيها دكتور مصطفى. بالرغم من ذلك اختلف معاه في وجهة نظره تجاه علم النفس. متفقة معاه في رأيه في نظريات كتير لفرويد ولكن علم النفس بشكل عام حسيت ان نظرته محدودة شوية فيه او يمكن كانت نابعة من محدودية علم النفس وقتها بالرغم من اني استبعد ده. لكن غير كدا الكتاب رائع.
* وهؤلاء الناس لا يريدون شريعة بل يريدون أنفسهم حكاما ، إنها شهوة حكم ومطلب سُلطة ، وما اللافتات المرفوعة إلا لافتات تمويه وما الهتافات إلا هتافات تعمية ، والشريعة بريئة من أهواء هذه الطائفة التي خططت لتُعيد فتنة الخوارج فأرادت ن تخرج علينا رافعة المصاحف على أسنة الرماح هاتفة على الحاكم أن يطبق حكم الله ، وكما قال الزميل خالد محمد خالد : لا نجد ردا نرد به عليها أبلغ من رد علي بن أبي طالب : "إنها قولة حق يُراد بها باطل" .
* ثم إن الشريعة ليست مجرد حدود ، فالعدل شريعة والرحمة شريعة والعلم شريعة والعمل شريعة ، والله أمر بالعلم والعمل في أكثر من ألف موضع ، وأمر بقطع يد السارق في موضع واحد ، وأول الأوامر مُطلقا كان " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" ، وبرغم هذا الأمر الصريح بالقراءة وهو الأمر الذي له أولوية مُطلقة في الإسلام فنحن أمة لا تقرأ ولا تعقل بل نفكر في المظاهرات والهتافات والمسيرات لنطبق الشريعة !
* وإذا كانت هذه الخلافات تدل على شيء فإنها تدل على حاجتنا إلى فكر جديد وإلى اجتهاد وإلى أن تكون عندنا فلسفة إسلامية وفكر إسلامي نشط وسماحة خلق وتواضع نفس ، وألا تدعي كل فرقة أنها أصولية وأنها الوحيدة صاحبة الإسلام الكامل وصاحبة القول الفصل ، وإنما يستمع كل فريق إلى الآخر في رحابة صدر دون أن يطلق الرصاص ودون أن يطلق الاتهامات ودون أن يُكفّر الرأي المُخالف .
* ومن واجبنا تصحيح ذاكرة المسلم عن التاريخ وكشف المؤامرة الواسعة لتشويه الإسلام والمتاجرة به في لعبة السياسة .
دائما اشعر وانا أترك كتب دكتور مصطفي محمود بالحزن فدائما اشعر وكأني لا اريد ان اترك هذ الكتاب وان اكمل قراءة استفيد منه كثيراً دائما اخرج من المغامرة وأنا في رأسي فكرة جديدة عن شئ جديد أصحح تفكيري في اشياء كثيرة ^_^ وهذه بعض نقاط من الكتاب أفلحوا ان صدقوا ويبدو انهم الي الان ما صدقوا __________ فن زخارف ,, زخارف اقوال ,, زخارف أفعال ,,ونقوش لكن علي الماء ثم لا يبقي شيء __________ اقامة شرع الله في دولة النفس هي البداية وهي الشرط الاول الي بدونه لا تغيير ولا تبديل __________ انها قولة حق اريد بها باطل __________ ولكن ما هي الشريعة ؟؟ انها هذا كله انها العلم والعمل والعدل والرحمة ومكارم الاخلاق ,, وهي ليست مجرد حدود وما الحدود الا سياج الامن والحماية الذي تضر به الشريعة حول خيمة المسلمين ولكن الشرية ككل أكبر من موضوع الحدود فهي قانون الرحمة العام وقانون الحب ودستور النماء والتطور للمجتمع الاسلامي _______________ أصلح نفسي وتصلح نفسك ويصلح الكبار انفسهم ويجد الجبناء انفسهم معزولين محاصرين محتقرين لا يعبأ بهم أحد ولا يسمع لهم أحد _________ لن يبقي في ذاكرة الذكر الحسن الا انفع الناس __________ اذا تحول الخمسون مليونا من المواطنين ف مصر الي خمسين مليون عقل يفكر ويعمل كان هذا التحول هو التقدمية __________ العلم الاخلاق نقاء التوحيد _------------------- النفس الراغبة الشوانيه هي الحجاب وهي سبب التعاسه والالم فاذا تجاوزتها وتخطيتها تحررت وبلغت غاية الراحة والسعادة -----------------
وسألت نفسي عن اجمل لحظة.. هي حينما سكت داخلي القلق وكف الاحتجاج ورأيت الحكمة في العذاب فارتضيته ورأيت كل فعل لله خير.. وكل تصريفه عدل.. وكل قضائه رحمة وكل بلائه حب.. لحظتها احسست وانا اسجد اني اعود الى وطني الحقيقي الذي جئت منه وادركت هويتي وانتسابي وعرفت من انا.. نعم هي اجمل لحظة حينما ينسدل الستار عن الدنيا فنرى انها وان طالت قصيرة وان كبرت صغيرة .. لحظت يعظم الله في نفوسنا فيصغر كل شيء .. حينها تسكن النفس وتعرف ان كل قدر الله خير وان الانسان بعمله ومكارم اخلاقه.. كم هو جميل ان تكون بداية السنة مع كتاب يسكن نفسك بكلماته ويريك حقيقة لربما تاهت عنك احيانا ويثبت لك ليس فقط بالايمان انما بالعقل والعمل عن عظمة ديننا الذي فيه داء لكل النفوس المريضة رائع
يتناول الكاتب في هذا الكتاب العديد من القضايا ويناقشها ويحاول الوصو إلى إجابة شافية لها مثل: 1- الشريعة الإسلامية وتطبيقها 2-الفن 3-بوذا 4-فرويد ونظريته 5-والموت
"لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون" والأمر المشاهد بالفعل أن أكثر النفوس تظل على إصرارها فلا تتعظ ولا تعتبر، وتظل تعاود شرورها مرة بعد مرة برغم وعدها لربها بالإقلاع والتوبةِ في كُل مرة.
علي عكس كثير من كتب المقالات جاء عنوان هذا الكتاب معبر إلى حد ما عما بداخله .. فجميع المقالات عناوينها عبارة عن أسئلة باستثناء مقال واحد بعنوان "الخروج من مستنقع فرويد" وهو واحد من أفضل المقالات بالكتاب ، والتي تنتقد علم النفس على الطريقة الفرويدية.
الموضوع الأخير بعنوان "السؤال" عبارة عن أبيات شعرية جميلة من تأليف الدكتور مصطفى محمود متعدد المواهب.
باقي المقالات تجيب عن أسئلة مختلفة ومتنوعة تدور في فلك الفن والدين والسياسة والفلسفة .. وأفضلهم مقال بعنوان "من هو بوذا؟" يتحدث عن بوذا والديانة البوذية وتعدد مذاهبها واتساع هوة الإختلاف بينها ، حتى أن بوذا نفسه لو عاد ووجد كل هذه الديانات المنسوبة له لن يعرف من هو بوذا حقاً !
مقال "ماذا بعد الموت" من أكثر المقالات المثيرة للتساؤل والجدل ، ويعتبر آخر مقال بالكتاب .. وكأنه تعمد فعل ذلك ليتركك في حيرة وربكة وتفكير ، حيث أنه لم يضع له إجابة شافية أو قاطعة .. ولكنه تركك للظنون لكي تعبث بعقلك !
تسع مقالات طرح خلالها الكاتب أسئلة مختلفة و حاول الإجابة على بعضها في بعض الأحيان و لم يستطع الإجابة عن بعضها الآخر أحيانا أخرى
في النصف الأول من المقالات قام الكاتب بطرح قضية الأصوليين و الفئات الأخرى من المسلمين التي أخذت ببعض تعاليم الشريعة الإسلامية و أهملت الجزء الذي لا يخدم مصالحها و تناول كيف أن على المسلم أن يتسم بالوعي ليقف في وجه فئات كهذه.
أما في النصف الآخر من المقالات عرض الكاتب قضايا مثل الشيوعية و بوذا و علم النفس من وجهة نظر فرويد و آخرين ووجهة نظر الشريعة الإسلامية كذلك في مثل هذه القضايا.
أم بالنسبة للمقال الأخير " ماذا بعد الموت؟" فهو يناقش مسالة التجسد بعد الوفاة و خروج الروح.. و فرق محمود بين الروح و النفس و خلص إلى أن كل الدلالات في القرآن الكريم تبين أن الله تعالى يحاسب النفس الإنسانية .. لكن ماذا عن الروح؟و ما دلالة هذه الآية الكريمة: " ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل"
لم يجزم محمود بشيء هنا بل يدعو النفس الإنسانية إلى التأمل و التفكر بخلق الله و قدراته.
سبحان من فتح على هذا الكاتب العظيم هذا الفتح و سبحان من شحذ له فكره...
جميع كتب مصطفى محمود لها نفس النسق، تحس فيها ذلك الإستقرار الفكري لدى الكاتب السؤال الحائر... ركز أكثر على "مستنقع فرويد"، قد يكون من أفقر كتب الدكتور لكن يستحق القراءة
كنقد الكتاب لا ينقد فيه شيء سوى بشيء من البساطة التي فيه و الأفكار التي لا تجيب على جميع الأسئلة .. بصراحة جمال هذا الكتب في تجزئه إلى عدة مقالات متنوعة غير مترابطة كانت جميلة كلها تقريباً و أجملها "الخروج من مستنقع فرويد" و كذلك "الفن حرام أم حلال؟ و "من هو بوذا؟" بالمجمل كتاب لا يدرس و إنما يقرأ و لا يعتبر كتاباً قوياً بأفكاره إلا أن الأسلوب فيه رائع و كلنا نعرف مصطفى محمود و أسلوبه الجذاب ^_^
لمصطفى محمود،تحدث عن ضررة الكف عن محاسبة الخلق والااكتفاء بتصحيح اخطاء الذات ، لا يغير الله ما بقوم اذا لم يغيروا هم ما بانفسهم ومن سلوكاتهم واخلاقهم، تحدث عن جوتاما بوذا منذ االف سنة ومنهجه الحق قبل ان يتعرض للتشويه والتحريف ، الرجل الذي عاش في ترف محض فانصرف للبحث عن الحقيقة و السعادة التي تتحقق من خلال كبح النفس وشهواتها، وبعيدا عن المادية ،فهمت منه ان منهج بوذا الاول وصل الى التوحيد بوجود مدبر لهذا الكون ،منهج او طاءفة zen التي تبانها احد اتلامذة بوذا ،تحث على التامل و كانت ضد النطق بانواعه،،هاجم منطق فرويد الذي يتبنى المادية في كل تحليلاته للنفس البشرية والتي يحصرها في الم��هوم الجنسي،وعقدة اوديب ،عشق الولد لامه ،وعقدة الكترا عشق البنت لابيها، هاجم التطبيب النفسي للانه في رايه لا يعالج الحالة انما مجرد مهدءات ، فرق بين النفس والروح ،النفس هي منبع الشر والخير والروح منزهة عن ذلك، وبهذا يهاجم مؤيدي نظرية التناسخ التى تقول ان الروح تنتقل من جسد الى جسد ،،انتقد فكر الاصوليين الذين يرفضون التجديد والتحديث يكتفون بالنصوص والاحاديث ، يزيحون بذلك مهمة العقل والتدبر و الاستزادة في العلم والحكمة كما حث الدين الاسلامي ، اشار الى ان ذكر الله والتقرب منه السبيل الامثل لاراحة هذه النفس 😇
لو أن العرب طافوا في سياستهم حول نقطة واحدة كما يطوفون حول الكعبة .. لو انهم اجتمعوا ابيضهم واحمرهم واسودهم في رحاب رأى واحد كما يجتمعون في الكعبة لما ذلوا ولما هانوا ولما اصبحوا عالماً ثالثاً او عالماً رابعاً كما نراهم الآن الحب الحقيقي هو المودة والرحمة .. هو عطاء الفطرة الذي لا تكلف فيه صنعة ولا احتراف .. وهو صفة النفوس الخيرة وخلة الابرار الاخيار من الرجال والنساء .. وهو لا يوجد الا في البيوت الطيبة ان الذي يرفع عصا الشريعة على الحكومة دون ان يفكر في ان يرفعها على نفسه اولاً . .لن يصل الى خير ما ! الشريعة هي العلم والعمل والعدل والرحمة ومكارم الاخلاق .. وهي ليست مجرد حدود .. وما الحدود الا سياج الامن والحماية الذي تضربه الشريعة حول خيمة المسلمين .. ولكن الشريعة ككل أكبر من موضوع الحدود فهي قانون الرحمة العام وقانون الحب .. ودستور النماء والتطوير للمجتمع الاسلامي المشكلة في هذا العصر ان كل الفرق تلبس قناع الدين .. وان الكل يرفع راية لا اله الا الله .. ويربي اللحية ويتكلم عن الاصولية .. وفي القلوب ما فيها ! الانسان الذي ولد حراً ونختاراً وخطاء ومتمرداً لم يوظف تلك المهارة دائماً في الخير .. وانما انحرف بها احيانا الى الهوى والغرض والغواية والى مجرد جلب الشهرة والجاه والتأثير أحياناً بالنفع واحياناً بالضرر في الآخرين اذا كان الفنان يطالبنا بأن نحميه فالجمهور القارىء والمشاهد وهم بالملايين له مهم الآخرون حق الحماية من الاسفاف الذي يعرض عليهم لكم من جبان يزرع قنبلة في طائرة لتنفجر في الجو وتقتل اطفالا ونساء وشيوخاً من جنسيات لا يعرفها وليس بينه وبينهم عداء ... ثم يدعي بعد ذلك انه بطل وانه صاحب قضية ثم يجد جبناء آخريت يدافعون عنه في الصحف ويصفونه بانه مكافح ومناضل السعيد من حاول ان يغتنم لنفسه فرصة خير ومناسبة نفع وان يجد لنفسه موطىء قدم بين الاقليات العاملة في صمت سوف يسحب التاريخ بساطه فيمحو آثار الناس جميعاً ولن يبقى في قائمة الذكر الحسن إلا انفع الناس التربة الضرورية لنمو العلم هي الاستقرار والأمن والديموقراطية والصلح الاجتماعي وليس الصراع الطبقي والتآمر والشجار النفس الراغبة الشهوانية هي الحجاب .. وهي سبب التعاسة والالم .. فإذا تجاوزتها وتخطيتها تحررت وبلغت غاية الراحة والسعادة ما نفعله وما نفكر فيه وما نحلم به يتم في جبرية وحتمية تبعا لما ينفثه فينا اللاشعور والعقل الباطن الفصل بين العمل والنية هو فصل للشيء عن منبعه والاخلاق بالمنظور الدنيوي براجماتية وهي مجرد مصالح ومنافع لان النفوس تتفاوت ولان مراتبها تتفاوت .. فيلزم ان تتفاوت مصائرها وتلزم قيامة شاملة .. يجسد فيها الله النفوس ويحشرها ليوم الجمع الذي يجمع فيه الناس لحساب ختامي تطلع فيه كل نفس على كتاب اعمالها ويشهدها على سجل افعالها
ليه وسيله فى الاقناع رهيبه احيانا اقف كدا واقول ازاى كان سابق عصره كدا بعض المقالات مكتوبه ولكنها مفصله جدااا على احوال بلدنا ومجتمعنا حاليا مثل الى اين نسير و هم رجال ام عيال؟و -قد وضعوا الكلام فى افواهنا فأصبحنا نتكلم كما يريدون ونقتل من يريدون ان نقتل ونحارب من يريدون ان نحارب ونظن انفسنا احرار ننفذ مشيئتنا وما ننفذ فى الحقيقه الا مشيئتهم ..ومشيئتهم هى الفساد والافساد بكل السبل ... وبأيدينا لا بأيديهم فنقوم بقتل انفسنا بدلا منهم ونمزق وحدتنا بدلا منهم -لن نخرج من هذا التخبط الا اذا ولد الوعى من هذا المخاض المؤلم .. والى ان يولد الوعى من المخاض المؤلم والى ان يولد الجيل الجديد من الانسان الكامل انسان العلم والايمان الانسان القدوه ... فان الساحه سوف تظل ميرحا للثوره والقتل والانقلابات المتكرره بلا جدوى ... ابدأ بنفسك ..حاول ان تصلح ذاتك بدلا من ان تجلس على كرسى الفتاوى وتتهم الاخرين.
مقال الفن حرام ام حلال قوى جدااا واقتنعت بيه وخصوصا الجمله دى -الفنان الذى يهبط بقرائه وينزل بمشاهديه فان ما يأخده من مال لا يدخل فى باب الكسب لكن فى باب النشل -العلم ينطلق بقوه وحشيه اذا ترك بدون ضوابط خلقيه -العلم والايمان هما وجها الانسان الكامل الذى لا يمكن ان يكون كاملا بدونهما
السؤال رااائع الهى يا خالق الوجد ....من نكون من نحن ... من همو ...ومن انا وما الذى يجرى أمامنا وما الزمان وما الوجود والفنا وما الخلق والاكوان والدنا ومن هناك .......ومن هنا أصابنى البهت والجنون وما عدت ادرى وما عاد يعبر المقال
-لن نخرج من هذا التخبط الا اذا ولد الوعى من هذا المخاض المؤلم .. والى ان يولد الوعى من المخاض المؤلم" والى ان يولد الجيل الجديد من الانسان الكامل انسان العلم والايمان الانسان القدوه ... فان الساحه سوف تظل ميرحا للثوره والقتل والانقلابات المتكرره بلا جدوى ... ابدأ بنفسك ..حاول ان تصلح ذاتك بدلا من ان تجلس على كرسى "الفتاوى وتتهم الاخرين.
ياصاحبي ما آخر الترحالــــ وأين ما مضى من سالف الليال أين الصبا وأين رنة الضحكــ ذابـــــــــــــــــت ...؟ كأنها رسم على المـــــــاء أو نقش على الرمالـــــــــ كأنّها لم تكــــــــــــــن كأنها خيالــــــــــــــــ أيقتل الناس بعضهم بعضــــا على خيالــــــــــــــــــ على متاع كله زوالـــــــــ على مسلسل الأيام والليالـــ في شاشة الوهم ومرآة المحال إلهي ياخالق الوجد..من نكون من نحن .. من همو .. من أنا وما الذي يجري أمامنــــــا وما الزمان والوجود والفنـا وما الخلق والأكوان والدنــا ومن هناك .. من هنــــــــا أصابني البهت والجنونــــــ ما عدت أدري ......... وما عاد يعبّر المقالـــــــ
تناول الكتاب أسئلة عدة وكان جواب معظمها هو إصلاح النفس أولا لتتسع دائرة الإصلاح بعدها .. كتاب جميل وسهل .. وهذا ماعودنا عليه د. مصطفى محمود معلومات غنية بأسلوب سهل ..
"وبرغم ما فعل الزمان بالتواريخ والسير والكتب والأقوال .. فإن الاصابع جميعا كانت تبدو انها تشير الي شيء واحد .. اشارة مرتعشه احيانا، واشاره ثابته احيانا .. ولكن دائما الى نفس الاتجاه وكأن الكل يقول : هو .."
اصابني البهت والجنون ماعدت ادري وما عاد يعبر المقال
عبر أسئلة حائرة و كثير من التأمل فى دنيانا المليئة بالألغاز يأخذنا د.مصطفى محمود بحثًا عن إجابات تخلصنا من الحيرة لتغرقنا فى مزيد من التفكر والتدبر فى أكثر ما فى عالمنا من غموض ..فهل هناك أكثر غموضاً من النفس الإنسانية و ألغازها؟.
- يسأل الكاتب نفسه عن أسعد لحظة عاشها ..و يمر بشريط طويل من المشاهد ..لحظات نجاح ولحظات فرح ونشوة ..مشاهد كثيرة إلى أن يصل إليها ..لحظة السعادة الكبرى ..لحظة اختلط فيها الفرح بالدمع بالشكر بالبهجة هى لحظة سجود لله ..يصفها الكاتب قائلا " لحظتها أحسست و أنا أسجد أنى أعود إلى وطنى الحقيقى الذى جئت منه وأدركت هويتى وعرفت من أنا وأنه لا أنا بل هو..لا غيره " لحظتها فقط تحررت .حينما بلغت غاية العبودية لله وفككت عن يدى القيود التى تقيدنى بالدنيا وآلهتها المزيفة ..المال والمجد والشهرة والسلطة.وشعرت أنى لم أعد محتاجا لأحد ولا لشىء لأنى أصبحت فى كنف ملك الملوك الذى يملك كل شىء. ينتقل بنا الكاتب إلى الكعبة حيث يطوف المسلمون فى خشوع وتبتل ويتعجب كيف إذن خرجوا و انقسموا وتفرقوا! !، فلو أن العرب طافوا فى سياستهم حول نقطة واحدة كما يطوفون حول الكعبة لما ذلوا ولما هانوا ولما أ��بحوا عالمًا ثالثًا.
ويبحث الكاتب عن تعريف للحب الحقيقى ..الحب الذى لا نجده فى أى فيلم فى السينما.الحب الحقيقى الذى هو المودة والرحمة وهو عطاء الفطرة الذى لا تكلف فيه ولا صنعة ولا احتراف..وهو صفة النفوس الخيِّرة وخلة الأبرار من الرجال والنساء.
- وماذا عن الشريعة ..وعصا الشريعة من يرفعها ؟!!
يرى الكاتب أن إقامة شرع الله فى دولة النفس هى البداية وهى الشرط الأول الذى بدونه لا تغيير ولا تبديل. الشريعة ليست قضية انفعال ولا مسألة هوى ..بل هى مطلب حقيقى وعزيز ويجب أن تصدق فيه النيات ، ويبدأ فيه الطالبون بأنفسهم وتتجاوب فيه القاعدة مع القمة ويأتى فيه الإصلاح على تروٍ وعلى تدرج ، وهناك قضايا فقهية وقانونية فى حاجة إلى إعادة تقنين. إن الدراسة مطلوبة وحسن الفهم عـن الله شرط لتطبيق شريعته. الشريعة هى العلم والعمل والعدل والرحمة ومكارم الأخلاق، وهى ليست مجرد حدود .وما الحدود إلا سياج الأمن والحماية الذى تضربه الشريعة حول خيمة المسلمين.والله أمر بالعلم والعمل فى أكثر من ألف موضع وأمر بقطع يد السارق فى موضع واحد وأول الأوامر كان " اقرأ باسم ربك الذى خلق " ] العلق [ وبرغم هذا الأمر الصريح بالقراءة فنحن أمة لا تقرأ ولا تعقل .
- نسمع كثيرا عن المسلم الأصولى ..من هم الأصوليين؟ طائفة الأصوليين هم الملتزمون بحرفية النصوص ، السائرون على قدم النبى عليه الصلاة والسلام لا يزيدون على ما يقوله حرفًا ولا ينقصون حرفًا يقلدونه فى كل فعل ، لا يجددون فى شىء حتى ما يقتضى التجديد ويرفضون التطوير ويحاربون المفاهيم العصرية بكل أشكالها.ومذهبهم أنه إذا تغير القالب تغير معه القلب. وللكاتب وقفة هادئة مع هؤلاء المسلمين الأفاضل .فالإسلام دين حركة ودين فعل وليس دين شكل ، ففى الحديث : "إنَّ اللهَ لا ينظرُ إلى صُوَرِكُم ولا إِلَى أَمْوَالِكُم ولكِنْ ينظُرُ إلى قلوبِكُم وإلَى أعمالِكُم" ، وفهم القرآن لا يصح أن يقف عند ظاهر الكلمات.
ويتسائل الكاتب ..قد ركب النبى عليه الصلاة والسلام البغلة ..فلماذا لا يلزم الأصوليون ركوب البغال فى أسفارهم؟ لماذا أخذوا عن النبى اللحية والسواك وقصروا الجلباب ورفضوا الباقى ؟ لماذا لا يقضون حاجتهم فى الخلاء بدلا من المرحاض كما كان يفعل المسلمون الأوائل ؟ إذا كان العصر والمصلحة واللياقة والمناسبة اقتضت ذلك فلماذا ينكرون علينا ما أباحوا لأنفسهم؟ لماذا يقفون عند الشورى ويحاربون الديموقراطية ؟ مع أنه لا قيام للشورى فى حياتنا العصرية الجديدة بدون معارضة و أحزاب وحرية صحافة. لماذا يرفضون الاجتهاد مع أن الاجتهاد هو أسلوب العقل الوحيد لمواجهة التحديات وفهم المتغيرات ؟ .. والقرآن يأمر بالتدبر والتعقل والتفهم . المجتمع الإنسانى اليوم أشبه بكائن تعملق وتضخم بشكل يقتضي منه أن ينسلخ عن إهابه ويغير جلده.والله يضرب لنا المثال فى الزواحف والحشرات التى تنمو وتتضخم وتمر بعدة انسلاخات تنضو فى كل مرة جلدها لتلبس جلدًا جديدًا أكثر ملاءمة لمقاسها الجديد.إن الشكل يتطور دون أن يضيع المضمون.
إن الإسلام لن يضيع بالاجتهاد ولكنه سيتأكد أكثر و أكثر و سوف يلمع جوهره أكثر فى الأشكال الاجتماعية الجديدة المتطورة. إن الصورة الشائعة للمسلم الأصولى بأنه انسان عابث متشدد عنيف دموى صورة كاذبة.فما هكذا كان المسلمون الأوائل وما هكذا كان محمد عليه الصلاة والسلام.. وإنما كان مثالا للحلم والصبر وسعة الصدر والتواضع وحسن الاستماع إلى الخصم والجدل بالتى هى أحسن والعفو عنى المسىء. وأمام متغيرات مثل الأيديولوجيات الديمقراطية والصراع حول الرأسمالية والشيوعية ومشاكل الاقتصاد الحديث .. لابد أن يكون للإسلام فكر و عطاء واجتهاد وألا يتوقف لمجرد أن هناك فرقة أو فِرقًا قررت أن تتوقف فإن الزمن نفسه لن يتوقف لأحد.
- وإلى سؤال شائك مستمر على مر الزمان .. الفن حلال أم حرام؟
الفن مهارة ينفرد بها الانسان مثل الكلام والتفكير وحرية الاختيار ، والفن هو تجلى أحكام الأسماء الحسنى الإلهية " الخالق والبديع والحكيم والعليم" فى النفس الإنسانية التى جعلها الله بحكم كرمه قابلة لعطاء الحكمة والعلم والخلق والإبداع. ولكن الانسان الذى ولد حرا ومختارًا و خَطَّاءً و متمردًا لم يُوظف تلك المهارة دائما فى الخير وإنما انحرف بها أحيانا إلى الهوى والغواية وإلى مجرد جلب الشهرة . الفن يدخل إلينا من كل مكان .فقد تحول إلى وسيلة جهنمية فى تشكيل الأجيال وفى تربيتها أو إتلافها .. أصبح الفنان قادرا على أن يقتل و أن يضيع وأن يميت أمة كما أنه قادرُ على أن يحييها ويبعثها.
ويرى د.مصطفى محمود أن حرية الفن دعاوى غير صحيحة .الفن سلاح قاتل فلا يصح أن يكون حرا حرية مطلقة.فكما الفنان يطالبنا بأن نحميه فالجمهور لهم حق الحماية من الإسفاف الذى يعرض عليهم. ويظل هناك مقياس لا يخطىء ولا يخيب لكل أعمال الإنسان فنية كانت أو فكرية أو فلسفية أو اجتماعية أو سياسية وهو المقياس الذى جاء به القرآن : "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِﯸ" الرعد: ١٧ الفن الخيِّر البنَّاء هو الذى سيبقى لصاحبه وهو الذى سيغدو له حسنة فى الدنيا وحسنة فى الآخرة.
- ومع وقفة مع النفس وبحث عن الطمأنينة ... تُرى إلى أين نسير ؟ يبحث الكاتب عن طمأنينة الإيمان فى القاهرة ذات الألف مسجد .. و يسأل ماذا جرى للدنيا ؟ وفى أى زمن نعيش؟ يرى أنه زمان الضنك برغم العلم والاختراعات والفيديو والتليفزيون وزرع الأجنة والهندسة الوراثية وعجائب الكمبيوتر ..لقد تقدمنا ..كسبنا الكثير هذا صحيح … لكن ما خسرناه كان أكثر..خسرنا النبل والإنسانية والمحبة والوداعة والبساطة والشهامة والجمال والأناقة والنظافة. ولكن برغم الصورة القاتمة لتداعى الحوادث فإن هناك جزرًا صغيرة من الأمل فى البحر المظلم الذى ارتفع فيه الموج.جزرًا من الخير ليست دولًا لكن أفراد وجماعات وأقليات هنا وهناك فى كل مجتمع...أقليات نذرت نفسها للخير والعمل البنَّاء.
- وعن العلم وصراع الأيديولوجية.. دار الزمان دورته ولم تعد التقدمية ولا الرجعية رهنًا بمذهب ولا الرخاء رهنا بأيديولوجية وإنما ظهر شىء جديد اسمه التكنولوجيا والاندفاع الصناعى وعلوم جديدة مثل الهندسة الوراثية وعلوم الفضاء والتخليق الكيماوى للمواد … وأصبح بالإمكان حل أزمة الغذاء والإنتاج داخل معمل، و إذا كان الواقع يعلمنا شيئا فهو أن نكف عن هذا الهراء الأيديولوجى ونضع أيدينا على المفتاح الوحيد للتقدم وهو التكنولوجيا والعلم، والتربة الضرورية لنمو العلم هى الاستقرار والأمن والديمقراطية والصلح الاجتماعى. ويمكننا أيضا أن نضيف إلى العلم بعدًا ثانيًا هو الأخلاق الإيمانية والضوابط الأخلاقية ولكن يجب ألا يأخذنا الغرور فنجلس على كرسى الفتاوى فنحن للأسف لم نبلغ شأنًا يذكر لا فى العلم ولا فى الإيمان الذى ندعو إليه.
- و مع سؤال روحانى حول البوذية وبوذا .. بوذا ..المعلم والحكيم والفيلسوف الذى ظهر فى سيلان منذ أكثر من ألفى عام ليهدى الناس إلى سبل السعادة تحوَّل الآن إلى أسطورة ولغز. جوتاما بوذا الذى كان الابن المدلل لعائلة أرستقراطية والذى ضاقت نفسه بالترف الفارغ فترك قصر أبويه ولبس الخرقة وهام فى الغابات بحثا عن الحقيقة ..قد ظل يسعى فى الأرض وقد طوى بطنه على الجوع .وتحت شجرة وقد بلغ منه الصيام كل مبلغ ، أشرقت عليه الحقيقة وأدرك أن طريق السعادة الحق هو فى قمع النفس وكبح رغائبها .فإذا سكتت الرغبة وخرست الشهوة سكت اللهاث المجنون وانتهى الألم وانفتحت فى القلب أبواب الحكمة.تلك كانت تعاليم بوذا ..وذلك كان طريق الفضيلة بالنسبة إليه.
ولو سألت الآن أحد اليابانيين : ما هو بوذا ,لوجدت أجوبة بعدد من تسـألهم .و يقولون لك ادخل فى "الزن" ZEN .. وأنت تعرف .وإذا سألتهم ما هو الدخول فى الزن ؟ قالوا : فقط اجلس جلسة تأمل هادئة و أغمض عينيك و أسكت صوت خواطرك ورغباتك ثم تخطى نفسك وكل أطماعها .. ثم تجاوز هذا كله فتصل إلى الراحة وإلى السكون المطلق وإلى الفراغ والصفر ، فذلك هو البوذا ...وحالة الصفر أو حالة الفناء ويسمونها "النرفانا" هى منتهى أمل البوذى .. هى غاية السعادة والسكون الداخلى.
ولم يبلغنا فى الآثار الباقية عن بوذا أنه تكلم عن الآله او آخرة أو حساب أو روح أو غيب ، ومع ذلك فهو فى أكثر أقواله يتكلم عن "الواحد" فماذا كان بوذا يعنى بالواحد؟! يقول البوذيون فى تراثهم إن بوذا لم يكن يعتقد فى ثنائية خالق ومخلوق .. و إنما اعتقد دائمًا فى واحدية تقول " بأن الخالق هو عين المخلوق كلاهما واحدة" وتلك هى وحدة الوجود الهندية التى تجعل من الله ومخلوقاته شيئا واحدا. ويسأل د.مصطفى محمود : ترى لو بعث بوذا حيًا وذهب إلى اليابان ..هل يتعرف على البوذا هناك..وهل يعرف كل منهما الآخر؟ وهل نتعرف نحن أهل الأديان السماوية على ملامح مشتركة بيننا وبين هؤلاء. وهل يقف كل الأنبياء على أرض واحدة ، برغم تقادم العهد وكثرة التحريف وانقسام الأديان إلى عشرات الملل والنحل؟! ويجيب بأن جميع الأنبياء اتفقوا على الحض على مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف وقمع الشهوات .. وتكاد تكون ألواح الوصايا واحدة فى الجميع. وكلهم تكلموا عن الواحد .. مع اختلاف الروايات .. وكلهم اتفقوا على أن جهاد النفس هو السبيل الموصل إلى المعرفة والاستنارة وسكينة القلب.
- عن النفس و تصورات فرويد وعلم النفس التجريبى
النفس فى تصور فرويد هى غرائز تطلب الإشباع فى طرف ثم بيئة مادية هى مجال لهذا النفس ومحل لفعلها وانفعالها فى طرف آخر ... ثم لاشىء وراء ذلك … لا روح ولا إله ولا غيب.. ولا شىء من وراء هذه الدنيا المادية الكثيفة الغليظة. الغرائز و اللاشعور والطاقة الجنسية هى الإله الحاكم والكل فى خدمته. وما نفعله وما نفكر فيه وما نحلم به يتم فى جبرية وحتمية تبعا لما ينفثه فينا اللاشعور والعقل الباطن. والإحساس بالذنب والتوبة والندم هى بهذا المعنى عقد نفسية وأمراض يلزم التخلص منه . الموقف الإسلامى من النفس وأمراضها كان مختلفًا فيبدأ بالإنسان من موقف حرية فلا جبرية ولا حتمية فى الإسلام ، والنفس خلقها الله حرة تختار خيرها وشرها ، والسلوكية الشاذة ليست قضاءًا محتومًا و إنما النفس قابلة للإصلاح ، والمنهج الإسلامى يفعل هذا على مراحل .. يبدأ بتخلية النفس من عاداتها المذومة ثم التوبة والندم على ما فات وبعد ذلك تأتى مرحلة مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها بالأضداد . والفرق بين نظرة علم النفس ونظرة الدين هو افتقاد علم النفس إلى الشمول وسجنه لنفسه داخل إطار الخبرة المادية واللذة الحسية. ولهذا يختلف الدين عن علم النفس فى علاج الأمراض النفسية فيقف علم النفس عند حدود التعبير والتنفيس عن هذه اللعنة بالصراع أو بالرقص أو الجنس أو باللعب أو بالعمل بينما يقول الدين بإمكانية التغيير والخروج من ظلمة البهيمية إلى الأنوار الروحية والإشراقات الإلهية وذلك بالمجاهدة والرياضة وقمع الرغبات بأضدادها حتى نصل إلى الوسط العدل وهو صراط الحكمة .
- ماذا بعد الموت ؟ قضية الخلود بعد الموت قضية مثيرة وهى قضية كل عصر وكل زمان .يتحدث د.مصطفى محمود عن قضية التناسخ ..يقولون أن النفوس بعد الموت تعود إلى الميلاد فى أجساد جديدة إنسانية ليعطيها الله فرصة جديدة لتعانى وتتعلم وتتطهر وتكتمل خلقيًا فى رحلة تطور ومشوار ربما امتد آلاف السنين قبل أن تُرفع إلى عوالم عليا.ويتصور أصحاب هذه الفكرة أن كل النفوس متساوية جميعا وكل الفارق أن البعض يطول مشوارها ولكنها جميعا واصلة وصائرة إلى الجنة .. ولهذا ينكرون القيامة الكبرى ... تلك القيامة ��لتى لا يقوم دين إلا بها ولا يقوم فكر دينى بدونها ومن يبطلها يبطل الدين كله.. والموضوع كبير ولا يمكن الجزم فيه بشىء .. وهو مجال تأمل وتفكر.. وما جاء بالقرآن عن عالم ما بعد الموت هو من متشابه القرآن الذى يحمل أكثر من وجه من وجوه الفهم والتفسير وليس من الحكم الذى لا خلاف عليه. وهناك من آيات القرآن ما يقول بتعدد مرات الإحياء والإماتة ومنها ما يقول بالموتة الواحدة وينفى أى قول بفرصة ثانية .وهكذا يُسدل الله سَتر الغيب على الموضوع كله ويحتفظ بطلاقة المشيئة و يريد لنا أن نعيش على تخوف ونحيا على حذر وذلك باب من أبواب رحمته ، ويظل الموضوع متاهة لا ينتهى فيها البحث ....كما يظل باباً للفتنة ....