يعيش الفن والفلسفة جنبا الى جنب فى سباق محمود من أجل ايجاد الحلول للمشكلات البشرية التى تعانى منها المجتمعات على كافة الصدة وقد يوصف بعض الفلاسفة أو الفنانين واحيانا بأنهم " مهرجون " أو " ومجانين " ويتعرضون للعديد من القلاقل والمتعاب فى يحاتهم ثم تظهر الحقائق بعد ذلك ليتضح أن هؤلاء قد ظلموا ظلما فاحشا وان عبقريتهم ونبوغهم وصراعهم ضد اخطاء المجتمعات قد ساقتهم الى هذا الاتهام . وتمتلئ حياة كل من الفنان والفيسلوف بالمواقف الصعبة نتيجة قناعة اى منهم التيار الذى يحاول دائما ان يقف به عند حدود واقع مر دون ان يحاول اختراق هذه الحدود أو يسعى لمجابهة الأفكار البائدة التى ترسخت فى الأذهان وأدت الى إذلال الشعوب وشعورها الدائم بالكبت والحرمان . ويتناول هذا الكتاب بعضا من خيرة هؤلاء الفلاسفة والفنانين الذين جاهدوا وأجهدوا فى سيبل اداء رسالتهم السامية التى هدفت الى إظهار الحق وإقرار المبادئ التى ترعى الاخلاق الانسانية فمنهم من نجح ومنهم من تعثرت خطواته .. ولكنهم بلاشك قد وضعوا اساسا وشيدوا منهاجا يمكن ان يقتفى اثره الراغبون فى بناء مجتمعات فاضلة . إنه كتاب ينتقل مع القارئ خلال مجموعة من المواقف المشوقة لهؤلاء العظماء لشاهد أحداثا غريبة ويستمع بأفكار عبقرية تسبق عصرها ويتجول فى رحلة غير مقيدة بنمط أو سياق وإنما الهدف منها تنسم عبير الزهور التى قطفها المؤلف من بساتين هؤلاء الموهوبين ليعيش لحظات جميلة مع عظر الفلاسفة وعبير الفانين ..
كان ناقد أدبي وصحفي مصري. تخرج من جامعة القاهرة قسم اللغة العربية عام 1956 واشتغل بعدها محرراً في مجلة روز اليوسف المصرية بين عامي 1959 إلى غاية 1961 ثم محرراً أدبيا في جريدة أخبار اليوم وجريدة الأخبار بين الفترة الممتدة من عام 1961 حتى عام 1964، كما أنه كان رئيس تحرير للعدد من المجلات المعروفة منها مجلة الكواكب ومجلة الهلال كما تولى أيضا منصب رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتلفزيون
التقييم 3,8 تم ✔️ لحظات متنوعة من التفكير و التأمل في عالم الفلاسفة و الفنانين (سقراط ، موليير ،جورج صاوند، سارة برنار ، جورج برناردشو ،لورانس داريل ) استفدت و استمتعت في هذه الرحلة .. لكن للأسف ، الصفحات الأخيرة من الكتاب الإلكتروني غير مرتبة ترتيب صحيح ، الأمر الذي جعلني تائهة بعض الشيء لكن لابأس الكتاب يستحق بعض العناء .
يختار الكاتب مجموعة من الفلاسفة والفنانين لسرد سيرتهم من انجازات وتجارب وعلاقات لا يجمع بينهم سوى رغبته ف الحديث عنهم، من إعدام سقراط بسم الشكران لمسرحيات موليير ومحاربته للنفاق والتسلط الديني وعجرفة الأطباء ل علاقات جورج صاند العاطفية وتجاربها المحبطة في الحب والزواج لحيل ومكائد سارة برنارد ومحاولاتها للتعايش في وسط يتسم بالألاعيب والخيانة، لبرنارد شو وأفكاره ضد الإستعمار والحياة الطويلة التي عاشها. الكاتب للأسف مابيقدمش أي رؤية نقدية أو تأملية لحياة ومواقف أي شخصية منهم، الكتاب كان أقرب للمدح والتعظيم والتفخيم والتبرير لكل ما يمكن ولا يمكن تبريره "حتى لو كان صفة أصيلة في نفس الشخص" ف قدمهم بصورة ملائكية أو كأنهم أنبياء منزهين عن كل الأخطاء والشرور الآدمية، والحقيقي مش فاهمه ليه الإصرار على التعامل مع المفكرين كجنس أرقى من باقي البشر وإغفال إن التجربة الإنسانية على قسوتها وتناقضها هي ال وصلت بيه للإنتاج الفكري ال شوفناه ! كمان حديثه عن سقراط بيقول إنه كان بيدعو الناس للتوحيد وماظنش إن سقراط كان معني بالتوحيد على قد ما كان مهتم بنقد الإلهة والعادات والتقاليد ال بتستمد شرعيتها من الموروثات الدينية. كلامه عن موليير ومعاركه ضد الجهل والفقر والإستغلال والأخطاء الطبية والجماعات الدينية وكأن موليير نبي آخر الزمان وقعت عليه كل الابتلاءات الممكنه وتحملها وحارب كل المحن بكل رجولة ممكنه من غير ضعف أو خوف، نظرة مراهقه ومثالية كلها أحكام سريعة عامة على العصر كله بكل فئاته، لما اتكلم عن كاتبه أنثى ورغم اصراره على مدح انتاجها الادبي الغزير وثقافتها ومشاركتها ف حركات سياسية، بيتجاهل كل ده ويختزلها في علاقاتها العاطفية من غير مناقشة أي مساهمة ليها ف الحياة الأدبية والسياسية. الكتاب محبط عامة.