هذه سياحة إيمانية في رحاب سنة إلهية تصل محياك بختامك، ودنياك بآخرتك، فقد بان لي بعد تأمل وأناة؛ أن الموت هو ملخص الحياة، وأن خاتمة العبد ما هي إلا صورة مطابقة لكامل حياته، وكأن أيامه كلها اختزلت في مشهد مماته؛ ذلك أن الله تعالى جعل الدنيا ممر الآخرة، وأنموذجها الذي يدل عليها، فأهل الصلاح اليوم هم أهل الفلاح غدا، وأهل الفجور اليوم هم أهل الثبور غدا، وقد أوجز ابن كثير هذا المشهد بكلمة رائدة، بثها عبر قاعدة وفائدة، قال فيها:
إن الله الكريم أجرى عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه!! وأن من مات على شيء بعث يوم القيامة عليه!!
هو محمد بن محمد الأسطل، حاصل على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم من السودان، داعية وخطيب فلسطيني من قطاع غزة، له العديد من المؤلفات والبرامج المسجلة في صناعة الفرد والمجتمع والنهوض بالأمة.