Jump to ratings and reviews
Rate this book

المحجر

Rate this book
ولدِت قصصُ هذه المجموعة من متراس الجُسور التشرينيّ، أولاً، ثم من هاجسٍ عميق يعتملُ بين الضلوع العارية (أكثر من هاجس واحد: اغتيال شخص، اختطافه في قبو، استدراجه إلى كمين، حجْره في مَحْجِر). التقطَت الكتابةُ هذه الهواجسَ ووسّعتْها، أو شتّتتْها في غير اتجاهها الأساس، وزجّتْها في أكثر من ثيمةٍ سردية. وفّرَت الحركةُ الاحتجاجية التشرينيّة هواجسَ عالية الخصوبة، احتبسَتْها صُدورُ شخصياتٍ مختارة، قبل تحليلها في الوقت المناسب (هواجس مهشّمة الضلوع؛ مخنوقة بشحة الهواء، تلوب بحثاً عن تطمين).
ما أطولَ الانتظار، وأصعبَ اقتباس الهواجس هذه في عمل سرديّ، لكنّ النور يلوح أخيراً من نهاية نفق، كنفق ساحة التحرير، أو ينعكس على عدسة كاميرا في يوم كثيف الضباب، تحت جسر! النصّ يستدلّ على نهايته الجديدة بآليات قواعده القديمة.
أهجِسُ أنّ ملايين يهجِسون مصيرَهم (مثل نَفَسِ سيجارة، صفحةٍ أخيرة في كِتاب، رفرفةِ جناحيْ عصفورٍ في زاوية السقف، وجهٍ منزوٍ في كهف؛ مثل صدى ضعيفٍ لكلمة الحرية) وهم يشاركونني توثيقَ الحواجز والأبراج والجسور والأنفاق.
طُوبى للهاجِسين الصادقين، القرّاء الذين شهِدوا ما شَهِدَتْه قصصُ تشرين، ولا يريدون أن تزول انعكاساتُها من صفحة النهر، نهر الحرية والنور!

Paperback

Published January 1, 2021

5 people want to read

About the author

محمد خضير

27 books149 followers
محمد خضير كاتب قصة قصيرة عراقي من الطراز الأول. بقليل من النصوص استطاع لا أن يفرض اسمه كقاص فحسب، إنما أن يشكل ظاهرة في القصة العربية ويحدث اختراقاَ نوعياَ مازال يتواصل مع نتاجه الكثيف والمميز.

في مدينة البصرة، ولد محمد خضير عام 1942. وفيها عاش وأصرّ على البقاء، حتى في فترات القصف اليومي الذي تعرضت له المدينة خلال الحرب العراقية - الإيرانية، ورغم الهجرة شبه الجماعية لسكانها أثناء تلك الحرب.

ينتمي خضير إلى جيل الستينات الأدبي في العراق. وقد عرفه القراء من مواطنيه حين نشرت أولى قصصه: (النيساني) في مجلة (الأدب العراقي) قبل أكثر من ثلاثين عاما. ثم لفت اسمه أنظار القراء والنقاد العرب بعد نشر قصته (الأرجوحة) في مجلة (الآداب) البيروتية، التي ثنّت بنشر قصته (تقاسيم على وتر الربابة) عام 1968.

صدرت المجموعة القصصية الأولى لمحمد خضير: (المملكة السوداء) عام 1972، وعُدّت عملاً تجديدياً ومغايراً، يشير إلى (عالم متشابك معقد ومركب وبسيط في آن، ومتجذر ووهمي، وواقعي وسحري، محبط ومتفائل، تلعب فيه اللغة والذاكرة والمخيلة والتاريخ والأسطورة والتشوّف الإنساني النبيل أدواراً لافتة للنظر).

وفى عام 1978، صدرت مجموعة خضير القصصية الثانية: (فى درجة 45 مئوي)، وتلتها المجموعة الثالثة: (رؤيا خريف) 1995. وسجلت كل من المجموعتين مرحلة متقدمة عما سبقها في العالم القصصي للكاتب، الذي لم يكفّ عن محاولته الدؤوب لإقامة المتخيل الخارق للمدن، وخلق عوالم مدينية تضرب جذورها في عمق التاريخ الواقعي والخيالي.

وضمن سياق احتفاء محمد خضير بمدينته البصرة، أصدر عام 1993 كتابه": (بصرياثا - صورة مدينة)، الذي سجل فيه وتخيل حياة البصرة في تسعة مشاهد. وصاغ بهذا الكتاب (بياناً شخصياً) يؤكد فكرة (المواطن الأبدي) التي يعمق خضير ـ من خلالها ـ وجوده الإنساني والكتابي، وانتماءه لمدينته.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1 (25%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
3 (75%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for Samana adnan.
129 reviews2 followers
June 25, 2025
تعد مجموعة المحجر
الصادرة للكاتب العراقي محمد خضير إحدى العلامات البارزة في مسيرة القصة القصيرة العراقية والعربية لما تحمله من عمق رمزي
وقدرة فنية على تجسيد الواقع الاجتماعي والسياسي ضمن بناء قصصي مكثف يقترب من أجواء الكابوس والاغتراب النفسي.
محمد خضير
المعروف بأسلوبه الرمزي العميق ولغته المشحونة بالإيحاءات يقدم في هذه المجموعة رؤية قاتمة للواقع العراقي مستعيناً بالرمز والمكان المغلق ليجسد معاناة الإنسان المعاصر وسط دوائر القلق والتهميش والخوف
تتكون المجموعة من قصص قصيرة مترابطة من حيث الجو العام والثيمات الفكرية وإن اختلفت في شخوصها وتفاصيلها.
تحت الجسر
النفق
البرج
الصحفي
المحجر
الناقوس
ورغم استقلال كل قصة في ظاهرها إلا أن القارئ يدرك مع التعمق أن جميعها تشكل مشهداً سردياً واحداً متماسكاً يعيد تدوير أسئلة
الوجود
العزلة
والخوف
ويضع الإنسان في مواجهة نفسه ومجتمعه
يمتاز المكان في قصص المحجر بكونه ليس مجرد خلفية للأحداث بل يتحول إلى كائن فعال له دلالاته النفسية والاجتماعية القصص كلها أماكن مغلقة أو انتقالية تعبر عن التوتر والضياع وتحاصر الشخصيات فتجبرها على مواجهة ذاتها أو واقعها المرير.
يظهر المكان وكأنه انعكاس مباشر لحالة العراق الاجتماعية والسياسية في فترة السبعينيات المليئة بالقلق والاغتراب حيث تخضع السلطة والمجتمع الإنسان لظروف قاهرة تجعله يعيش في دائرة من الرتابة والخوف
لغة الكاتب كما قرأت في المحجر
كثافة رمزية كل كلمة مشحونة بإيحاءات متعددة تستدعي قراءة متأنية.
شاعرية قاتمة الجمل تتسم بإيقاع هادئ مغمور بالحزن والتشاؤم.
غياب الحدث الصاخب التركيز على الأجواء النفسية والمكانية أكثر من الأحداث الخارجية.
انفتاح دلالي القصص مفتوحة على تأويلات عديدة
ما يمنحها عمقاً فكرياً وأدبياً
وفي الختام
اقول لكم مجموعة المحجر عمل ناضج يجسد مرحلة من أدب القصة العراقية ويبرز قدرة الكاتب على توظيف الرمز والمكان ليعبر عن أزمة إنسانية واجتماعية ممتدة…
قراءة ممتعة اتمناها لكم 🤍
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.