هناك ناس ربما لم يجربوا في حياتهم من مشاعر البشر إلا شعورين فقط.. النجاح والحب مثلا.. هؤلاء في رأى " سماح" يستحقون الشفقه لأنهم لم يتورطوا في المشاعر الإنسانية بما يكفي ليكونوا بشرا ، لم يتورط أحدهم في الكره ،الفشل ، الحقد ، الرغبة في قتل الآخرين ، حتى في ممارساتهم الجنسية يفعلون هذا بلا كلمة " قبيحة " أو جنون خاص .. يفعلونه بكبت وأدب جم .. بالإيتيكت ، بالشوكة والسكين.. يمشون على رصيف الحياة في ملابس نظيفة وأحذية طويلة ، لم ينعجنوا بدنس الحياة وقذارتها .. لم يجربوا الغضب أبداً.. ناصعوا البياض ، ليس بينهم وبين الرب أسرارا يخجلون منها..
حصلت رواية "فاصل للدهشة " للكاتب المصري محمد الفخراني، والمترجمة إلى اللغة الفرنسية، على جائزة الرواية التي يقدّمها معهد العالم العربي بباريس ومؤسسة جان – لوك لاغادير، لعمل أدبي منشور (رواية أو مجموعة قصصية أو ديوان شعر) مكتوب بالفرنسية أو مترجم إليها من العربية
محمد الفخرانى، كاتب مصرى، وُلدَ فى 23 مارس، عام 1975، حاصل على بكالوريوس العلوم- جيولوجيا، ويعمل كاتب حر
صدَرَ له: 1- بنت ليل- قصص، عام 2002 2-فاصل للدهشة- رواية، عام 2007 3-قبل أن يعرف البحر اسمه- قصص، عام 2010 4-قصص تلعب مع العالم، عام 2011 5-طُرُق سرية للجموح- قصص، عام 2013 6-ألف جناح للعالم- رواية، عام 2016 7-عشرون ابنة للخيال- قصص، عام 2017 8- مزاج حُر- رواية، عام 2018 9- أراك في الجنة - رواية، عام 2020
حصل على عدة جوائز، منها: الجائزة الأولى للقصة القصيرة، نادى القصة بالقاهرة، عام 2002، جائزة الدولة التشجيعية للقصة، عام 2012، عن مجموعة: قبل أن يعرف البحر اسمه تُرجمَتْ روايته فاصل للدهشة، إلى اللغة الفرنسية، وحصلت على جائزة معهد العالم العربى، عام 2014
محمد الفخراني كاتب موهوب. يتقن فن الحكي بأسلوب سريع و سلس. سيضطرك لترك ما في يدك كي تجاريه فيما يرويه. لغته قوية/رائعة يتحكم فيها بحرفنة.
الرواية مستنقع عفونة. شيء لا يستطيع ابن آدم السوي أن يتحمله. أصابتني بالقرف و الغثيان و الدهشة من تواجد مجتمعات وضيعة لهذه الدرجة. في الثورة اختلطت بأبناء العشوائيات أو السرسجية كما نطلق عليهم، و كان أكثر مالاحظته فيهم الشهامة و المروءة و الإقدام. في رواية الفخراني لم يظهر شخص واحد يحمل أيا من هذه الصفات. كلهم عاهرون.قوادون.لصوص.زناة. خائنون. قادرون على تغيير جلودهم كالحرباء. يبيعون آبائهم بثمن بخس. و يسرحون بناتهم في الشوارع لممارسة الفحش. رواية لا أستطيع و لا يستطيع سوي أن يتحمل ما جاء فيها. في الخبز الحافي لمحمد شكري -وكانت أيضا مستنقع قىء- غفرت له محاولته للتطهر و تعريه أمام قاريء لم يعرف عن أصله وفصله شىء ليؤكد أن الله يخرج الحي من الميت و من المتحلل و العفن. كان يقص علينا سيرته الذاتية. 20 عاما من الوسخ و العهر و العفونة و كيف نجح فجأة في أن ينجو و يتطهر من الدنس. في فاصل للدهشة لا أمل في النجاة و فرصة للخروج من بؤرة العطن. الفخراني نقل لنا الصورة الظاهرية لم يغص في أعماقهم ليحدثنا عمن سينجو منهم كما نجا محمد شكري من عالم سفلي لا يختلف عما حكاه الفخراني. مع شكري تطهرت في نهاية الرواية، أخرجني معه أنا القارئة من الظلمات إلى النور. أما الفخراني فقد أغلق علي الصفحة الأخيرة و تركني في مستنقع الخراء ذلك.. إلى الأبد.
مبدئيا هذا عمل متميز ... فالكاتب يغوص بروايته فى عوالم المهمشين والمسحوقين بدرجة غير مسبوقة ؛ واستطاع أن يرسم بالاستغراق فى التفاصيل صورة حية لشخصيات الرواية التى تمثل عينة منتقاة من إحدى أحياء عشش الصفيح العشوائية ، قد يشعر البعض بتقزز من تلك التفاصيل خاصة لو كان من البعيدين عن عوالم المسحوقين ؛ وبصراحة أنا شخصيا شعرت ببعض التقزز المشوب بالكآبة من بعض التفاصيل لكننى أعلم جيدا أن هذا هو الواقع بحذافيره وأن الكاتب أراد أن يلقى الضوء على الانحراف النفسى الناتج عن سحق آدمية الفقراء والمعدومين ... لكننى لم أستسيغ اللغة والعبارات التى استخدمها الكاتب فى الحكى ؛ فقد استخدم الكاتب لغة المهمشين فى رواية الأحداث ولم يكتفى باستخدامها فى الحوار بين الشخصيات ؛ وتلك اللغة - كما هو معروف - تفتقر للجوانب الابداعية والرقى الذى يتميز به الأدب بشكل عام ؛ وقد يكون الكاتب يهدف بذلك إلى اعطاء انطباع للقارئ بأن الراوى يتحدث بلغة العشوائيات وهذا يدفع القارئ للغوص أكثر فى هذا العالم ؛ وربما أيضا لم يرى الكاتب أنه من المناسب أن يستخدم لغة فصحى و راقية فى حكى الأحداث ثم يتبعها بلغة عامية يستخدمها فى الحوار بين الشخصيات ، ومن الجائز أيضا أن الكاتب قد رأى أنه لو استخدم الفصحى الراقية لن يتمكن من رسم الصورة التى يريد رسمها فى ذهن القارئ ؛ فصورة العشوائيات التى يحكى عنها هى صورة قبيحة لا يمكن وصفها بعبارات راقية ... و مع كل تلك الأسباب والمبررات لم أستطع أن أستسيغ تلك اللغة و لولا ذلك لكان تقييمى للرواية ارتفع إلى 4/5 ؛ لكن فالمجمل الرواية تستحق القراءة وبالتأكيد ستثير الكثير من الانطباعات والمشاعر والأفكار فى ذهن القارئ
رواية فاصل الدهشة هى بطاقة عبور من الظلمات إلى النور . تجعلك فى كل سطر من سطورها تسجد لله باكياً أن لك بيتاً يأويك و حماماً يخصك تستعمله دون أن ينظر أحدهم عليك من "خرم" الصفيح . المهمشون المنسحقون المنعجنون بدنس الحياة وقذارتها , الغاضبون , الذين لا يشبعون هم أبطال الرواية بذلك أصبح وسط القاهرة مسرح أحداث تتشابك فيه الطبقات الاجتماعية معاً بكل عنف وقسوة . فى البداية أخجلتنى الألفاظ بها و أثارت إشمئزازى ولم أستطع التحمل فتركتها وعاودت استكمالها بعد فتره لكن فى النهاية أعلم جيداًأن هذه الصورة انعكاس مكبر لهذه الطبقة من المجتمع الذين يفرغون غضبهم - جوعهم - ألمهم - فرحتهم - سخطهم على المجتمع وانعدام عدالته فى تلك الممارسات السريعة فى الأتوبيس أو الصيدليات او الشارع او غيرها . شخصية بدرى "غالبا" قد أصابتنى بعقدة نفسية من نوع ما .. فقد أصبحت أنظر لأتوبيسات النقل المزدحمه بالركاب وأدور بينهم بنظرى باحثة عن بدرى ذلك الرجل الذى يلتصق بمؤخرات البنات ويتعمد أن يبعد صدره عنهم حتى لا يلاحظ أحداً ما يفعل . الرواية يعيبها ما يعيب مجتمعنا تلك الألفاظ و " الوساخات " القابضة على ألسنة و أدمغة وخيالات مجتمع حُرم من ممارسة حقوقه بصورة طبيعية
الرواية جيدة أجمالاً الأسلوب سلس والتعبيرات رائعة، ولكن يعيبها الأفراط في الجنس والمخدرات وكثرة الألفاظ النابية! قد يرى الكاتب ان تكل هي طبيعة المهمشن، ولكنها رؤية ينقصها بعض الأنصاف، لأن اذا كان هذا يشكل 80% من واقعهم، فهناك أشياء أخرى كان من الممكن أضافتها للرواية لتضيف لها بعداً جديداً
كونك لا تحب القذارة لا يجعلها غير حقيقية.. رواية بها من جرعة عالية من التقزز و الخشونة المفرطة، لكنها جرعة مطلوبة احيانا لتخلق حالة صدمة تجعلك تتأمل ما لا تعرفه بل ما لن تعرفه لأنك ترفضه و تكرهه و تقنع نفسك انه غير موجود.. اشكر الكاتب الذي اتاح لقراءه هذا الفاصل من الدهشة
لمن يقول أن الروايه مليئه بالتقزز و القرف روايه كتبت بأحرف ثقيله و لغه أشد ثقلا و عنفوانا حروفها تنضح بكل تعبير كان علي وجه الكاتب و هو يصف حال العشوائيات حروف و كلمات تتقيء بغضب الكاتب عن حال المهمشين في الدوله الروايه أحد أفضل الروايات التي قد تقرأها ولكنها لا تجوز للصغار او للمحبطين لأنها سوف تودي به الي الانتحار رأسا الروايه اسلوب سردها سلس للغايه و سريع عامل التشويق فيها ممتاز نهايه الروايه هي النهايه الوحيده المنطقيه التي قد تجوز لمثل هذا العمل يعاب علي الكاتب نقطه واحده فقط و هي سبب خساره الروايه لنجمه واحده انعدام وجود شخصيات ذات مرؤه او كرامه او نفس طيبه في وسط مجتمع المهمشين أتفهم ان الكاتب كان يسلط الضوء علي الشريحه الغالبيه منهم و الحاله التي يتحول اليها البشر بالغريزه نتيجه الظروف المحيطه ولكن عدم وجود شخصيات تعادل كفه الميزان جعل الأمر سوداوي أكثر من الواقع بقليل وهذا لا يمنع أن الواقع أسود هو الآخر روايه ممتازه و اول تجربه لي مع الفخراني و ليست بالأخيره
اذا كان نجيب محفوظ مؤرخ الأفندية و خيري شلبي مؤرخ المهمشين .. فإن هذه الرواية تأريخ بالغ الصدق و بالغ الفحش و البذاءة أيضاً لطبقة العشوائيات في مصر …سكان عزب الصفيح الذين لا يروا عالم البشر الا من فرجة صغيرة بين عششهم لتكون فاصل للدهشة …
الراوي هنا بذىء اللسان قد يكون متعمداً ان يتحدث نفس لغة الأبطال …لكنها لغة صادمة بكل المقاييس …في وسط هذه السوداوية هناك بعض العبارات اللافتة بل العبقرية هى التي جعلت الرواية عملاً جديراً بالقراءة .
-كل المقهورين يفتشون بينهم عن بطل شعبي من اجله يتحملون الانسحاق تحت حذاء القهر يضحكون حتى تجحظ عيونهم طالما واحد منهم لم ينسحق بهد.
-يقف الضابط يائساً، لتقهقه كل الرؤوس المنسحقة حتى تجحظ عيونها .
-لما يطاردونه بين العشش ، يحميه جيش المقهورين .
-هاكل و حاشرب و اسكر واكسب فلوس غصبا عن الحكومة والدنيا بحالها .
من فترة طويلة لم أجلس قرابة ساعتين متواصلين في قراءة رواية أو كتاب وحين افعل ذلك .. لابد ان يكون ما اقرأه جيدا ومدهشا بطريقة ما كما كانت رواية الفخراني فاصل للدهشة رواية جيدة ومدهشة بطريقة ما..
الرواية دي كانت حقيقى فاصل من الدهشة .. اندهشت من كَم الألفاظ البذيئة حتى تكاد لا تخلو صفحة واحدة من الألفاظ التي لا تزيد المعنى إلا تشوهاً .. اندهشت كمان من " تهميش " الكاتب للفئة الصالحة في وسط كل هذا العبث .. رغم عدم تعرضي للفئة دي من المهمشين لكن اللي اعرفه ان لكل قاعدة شواذ و إن كانت القاعدة للفئة دي هيا انهم بيغوصوا في مستنقع من السواد فين بقي شواذ القاعدة دي من الرواية !! .. مش منطق إن كل المهمشين وحشين و دائرة حياتهم مغلقة علي إشباع غرائزهم و بس
كان في جزء حسيت انه حشو زي مثلاً التعريف بأنواع المخدرات اللي بيتعطاها المهمشين .. مضافش اي حاجة مفيدة تخدم الرواية
الرواية كانت فاصل من الدهشة السوداء و قدرتها قوية علي إشعارك بالغثيان
الرواية في ذاتها كأسلوب..فهي اقرب لعرض شخصيات باسلوب العرضحالة ..شخصيات مترتبة في مكان واحد و أحداث متركة مع بعضها بشكل كويس..
يعيب الرواية بقى انها مسترسلة في عرض كل السيء بس..و ان كان منطقي باختيار مكان طبيعي يكون كل ما فيه أسوأ...و اللغة مقاربه جدا للمستخدمة فعلا..انما ممكن تشكل عائق كبير لأي حد يقراها من مرجعيته الاخلاقيه.
احلى ما في الرواية كلمات "سماح"..اللي ممكن تصنف من العبارات القوية جدا مش في الرواية بس انما عموما كمان...
فرجتني على حاجات جديدة عليا بس ازعجتني بتكرار الالفاظ الخشنة ..بس الضرورة تقضيها
نجمة للسرد وأخرى للجرأة ، وتغيب بقية النجمات لأنه وببساطة هناك أساليب كثيرة لوصف البشاعة بطريقة لاتزعج القارئ.
لم أعش في مصر ولم أزرها فلا أستطيع أن أعلم درجة واقعية هذه الرواية ، ولكن... إن كان هناك مستنقعات بشرية بهذا الحجم من القرف و هذا الكم من الإشمئزاز ... أين أنظمة الدول عنهم ؟ أين المسؤولين من كل هذا ؟ بيئة مثل هذه لايمكن أن تصدر سوى أشخاص مشوهين نفسياً .. ضررهم على المجتمع أكثر من نفعهم. أسأل الله لهم الخلاص .
ستقضي فيها أوقات غير ممتعة ﻷنها مخصصة للدهشة فقط على حد تعبير كاتبها.. رواية سريعة لن تتجول بين أبطالها بل ستسكن مؤقتا تحت ثيابهم في أشنع سكن عشوائي "العشش" -(بالمصري)- و سوف تلاحق بكل دناءة مرافقا محمدالفخراني شخصية "حسين" لتسخر من أفكاره و أقواله و تطبعاته و تطلعاته المبعثرة بين الهروب من الحكومة و الشهوة المبتذلة و تعاطي جميع أنواع الممنوعات...
هذا عمل غير اعتيادي يصف فيه الكالتب بكثير من التجريد قصة المهمشين في العشوائيات و الحياة الصعبة التي تفرض عليهم ظروفا قاسية يضطرون فيها أن يبيعوا كرامتهم و انسانيتهم ليبقوا أحياء. عمل رائع
تستحق جائزة المعهد العربي للادب الشاب، تقربك من القاهرة وقصص اهل العشش، تمكنك من المشي بازقتها وشوارع او على الكورنيش او في ميدان رمسيس... تستطيع ان تعيش ولو للحظات حياة اهل العشش "المهمشين"