What do you think?
Rate this book


160 pages, Unknown Binding
First published July 1, 1996
"وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانَاً لِكُلِّ شَيْء"
كما ترون من هذه الاية الكريمة ; ان أول وأهم مصدر للفقه هو القرآن الكريم ,,
فهو يمثل المصدر الأول والينبوع الاساسي للتشريع الاسلامي : يقول ابن مسعود : {أُنْزِلَ فِي هَذَا الْقُرْآن كُلّ عِلْم وَكُلّ شَيْء قَدْ بُيِّنَ لَنَا فِي الْقُرْآن} ومن هذا المنطلق نستنتج أن القرآن لا يعد فقط أول مستودع للشرع , بل الشرع بنفسه .
وتدلنا هذه الاية أن القرآن يشبه الطبيب الذي يدلنا على كافة الأدوية ; وما علينا الا أن نقرأ أياته لكي نستكشف الأدوية .
ومن آية أخرى في القرآن الكريم نرى :
{ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }
أو آية أخرى : قَالَ ابْن زَيْد: { وَيُعَلِّمهُمْ الْكِتَاب والحكمة } أما الكتاب : الْقُرْآن. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى الْحِكْمَة الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّه فِي هَذَا الْمَوْضِع, فَقَالَ بَعْضهمْ: هِيَ السُّنَّة. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ, قَالَ: ثنا يَزِيد, قَالَ: ثنا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة, وَالْحِكْمَة: أَيْ السُّنَّة
ومن بعد الاعتماد عن السنة ووفاة الرسول ﷺ بدأ انقسام اهل الصحابة واختلافهم في بعض الأمور الفقهية (ملاحظة : أتحدث عن الخلافات الفقهية فقط ! لا السياسية)
وهذه الخلافات نبعت من الاجتهاد الذي أقره الرسول ﷺ في الحديث :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله "
ومعروف أن عقول الناس تتفاضل وتختلف , فظهرت من هذه الاجتهادات عدة اختلافات ,
وهناك كثير من الامثلة في هذا الكتاب التي سأتغاضى عن ذكرها مخافة الإطالة .
على كل حال , تطورت الأمور في المجتمع الاسلامي مع اتصاله بعادات وتقاليد الحضارات الأخرى , كالفرس في العراق والمصريين في مصر , والروم في فلسطين وهكذا ..
فأصبح من الأساسي البدء بتنظيم الأمور الفقهية ووزن هذه التقاليد بميزان الشريعة .
ومن هنا بدأت المدارس الفقهية بالتشكل , ولا تحسبن أن المذاهب كانت 4 فقط , بل ربما 400 :)
كل فقيه كانت له طريقة في التفكير وميزان يزن به , وساعد على انتشار الأنظمة الفقهية محايدة الدولة الأموية والعباسية للمدارس الفقهية , فانتشرت هذه الافكار بطريقة كبيرة جدا .
ولكن : مع دخول العنصر التركي في الساحة الاسلامية , وبدء المشاكل والخلافات السياسية في هذه الأرض .
بدأت الدويلات المتناحرة بصبغ نفسها بصبغات المدارس الفقهية .
وأصبح كل يتنصر لمذهبه , وانتهى الامر بانقراض باقي المدارس ما عدا الاربعة الباقية .
مع سقوط بغداد , انقرض عصر الاجتهاد بشكل كلي وبدأ عصر التقليد الموجود لوقتنا الحالي .
*********************
من الاشياء التي اعجبتني في الكتاب هو القسم الأخير , وهو بدل على عقلية واعية للكاتب : فحسب السايس , نحن الآن في عصر التقليد , وميزة هذا العصر الاتباع ونبذ كل ما يأتي بفقه جديد ,
اما الكاتب يفتح لكل رجل باب أن يكون مدرسته الفقهية ان استطاع أن يدرس القرآن والسنة قراءة خاصة وواعية .
وتذكروا بأن القرآن والسنة هما مصدرا التشريع وما غير ذلك فهو اجتهادات بشر , فان اجتهدتم واخطأتم فلكم أجر , وان اجتهدتم وأصبتم فلكم أجران :)
*************
مقارنة هذا الكتاب بكتاب عمر الأشقر
على الرغم أن الكتابين لهما نفس العنوان , الا أن المحتوى يختلف قليييلا ,
أما هذا الكتاب فهو عن التاريخ بشكل خاص , موضوعي أكثر ,
أما
كتاب الاشقر
فيمكن تسميته ب "فقه تاريخ الفقه الاسلامي" لأنه فيه أحاديث أكثر , تركيز على الجوانب الفقهية أكثر من الجوانب التاريخية .
أرى أن هذا الكتاب أفادني أكثر ان اردنا الحديث عن تاريخ الفقه , وهو مفيد أكثر للمتعلم لبساطته ومعلوماته واكثاره من الأمثلة .
الا أن عابه عدم استشهاده بالمصادر , أحسست أن الكتاب فوضوي قليلا , فلم أكن اعلم متى تبدأ المقولة ومتى تنتهي , ذكر المصادر شحيح ,,
...
أنا أنصح بهذا الكتاب لكل مهتم , وأنا بنفسي وجدت أن معلومان كثيرة دخلت عقلي بمجرد قراءته .
والحمدلله رب العالمين ......
تم