ربما كان مرض الوسواس القهري هو أشهر مرض نفسي بعد الاكتئاب، وذلك راجع لأسباب ثقافية ودينية أكثر منها طبية. فعلى الرغم من أن هذا المرض يشترك مع الوسواس الشيطاني في الاسم، إلا أنه ليس له أي علاقة بالشيطان أو بضعف الإيمان، وهذا يرفع اللبس الذي يحدث لكثير من الناس عندما يسمعون اسم هذا المرض، كما سيتضح هذا بشكل كبير على مدار فصول الكتاب.
إن الفكرة الوسواسية تشبه بندول الساعة كثيرا، فهي أولا متمسكة بالدماغ لا تنفك عنه، وهي تذهب وتعود طوال الوقت فلا أراحت ولا استراحت، وفوق ذلك فإن حركة البندول المستمرة تُلزم الساعة أن تفعل فعلتها المتكررة وهي ضرب جرس كل فترة من الوقت. الفرق بينهما فقط أن البندول مفيد للساعة أما الوسواس فهو مضر للدماغ.
من وجهة نظر طبية فإن الوسواس القهري هو مرض يسبب ألما نفسيا شديدا لصاحبه، وأيضا يسبب ألما وقلقا وإزعاجا للمحيطين بالمريض، والمريض مرتبط بالواقع ومستبصر بمرضه، أي أنه يعاني ويعرف أن معاناته نفسية، ولكنه يأتي العيادة النفسية متأخرا بعد معاناة قاسية، فهو في البداية لا يعرف: ماذا به؟ ماذا أصابه؟ ما هذه الأفكار الغريبة التي تقتحم رأسه؟ ما هذه الصور البشعة التي تفرض نفسها على ذهنه؟ ما هذه الرغبات التي تقهره قهرا لتدفعه إلى أعمال غريبة يرفض هو بشدة الانصياع لها؟.
أنا مش من الناس اللي بتحب كتب التنمية الذاتية أو الكتب اللي بتتكلم عن النفس،ولكن بقالي فتره قلقانه ومتوتره وحاسه بغرابه لحد ما فهمت ،لقيت الكتاب قدامي وقولت اقرأه . الكاتب مش دكتور بيحكي من بره، هو بني آدم مرّ باللي كتير مننا مرّ بيه: وسواس، قلق، أسئلة ملهاش رد، خوف من كل حاجه .. أسلوب الكتاب أسلوب حواري صادق طالع من جوفه إثر تجربه مؤلمه . وأكتر حاجه لمستني فيه إنه مش بيحاول يقولك "هتبقى كويس في يوم وليلة"، لأ، هو بيحكي وجع، انهيارات، تعب. عجبني إنه مش واعظ، ومش بيتكلم بنغمة "افعل ولا تفعل". هو بيطبطب، وبيفهمك، وبيقولك: "أنا كنت هناك... وخرجت، وهتخرج أنت كمان." حسيت الكتاب حاضن الوسواس بتاعي وبيتصافو ،
أولًا ، أحببتُ أن أعبِّرَ عن إعجابي بالغلافِ وألوانِهِ ..
ثانيًا ، الكتاب جيدٌ جدًّا ، بسيط وسلسٌ إلى حدٍّ كبيرٍ ، كنتُ أفكرُ عندما أوشكتُ على الانتهاءِ من قراءتِهِ بكوننا كثيرًا ما نفصلُ بين التخصصاتِ وبعضها البعضِ ؛ ليس تخصصات الطبِّ فحسب ولكن أيضًا ما بين الدين والدنيا ؛ العلوم الشرعيَّة والعلوم الدنيويَّة ، وكأنه لا تلاقيـا! على الرغم من علمنا بوجودِ الفقه المكاني والزمانيِّ وفقه المعاملات و ... وعلى الرغم من علمنا بأنَّهُ من الواجبِ على كلِّ شخصٍ يشغلُ عملًا ما ، أن يتعلَّمَ أحكامهُ قبلَ أن يستعدَّ لخوضِ غمارِ المعركة فتجذبه الدنيا ويكون الدين بالنسبةِ له متمثلًا في أركانِ الإسلامِ الخمس وفقط ... وقد تلافى الكاتبُ هـٰذا الأمرَ تمامًا ، فـ أحيِّيهِ بشدة على ذلگ .. فنحنُ أصبحنا في زمنٍ ، إذا ذهبَ المهمومُ لشيخٍ وأخطأ في الكلامِ ، كان الشيخُ لهُ بالمرصادِ ، وإذا ذهبَ إلى المعالجِ النفسيِّ ، يقول لهُ دعگ الآنَ من الدينِ ، والأساس هو العلاجُ ولا رابط بين العلاقةِ بالله والمرض و ... غالبًا لا يكونُ هناگ توازنٌ ، يكون هناگ extreme! متغافلين عن الشابِّ الذي ذهبَ للرسولِ مستئذنًا لهُ في الزنىٰ وطريقةِ تعاملهِ ﷺ مع الأمرِ بحكمةٍ و ... أشفقُ علينـا واللـهِ كوننا نعيشُ في زمنٍ لا يوجدُ فيهِ الرسول ﷺ .
🌛 في نقطة ( البُعد الديني للعلاجِ ) ، قد ذكر الكاتبُ أنَّ الوعظَ الدينيَّ يعملُ على تقويةِ الجزءِ الوسواسي من النفسِ ... ممكن أن يكونَ الوعظ الدينيّ المنقوص ، أو طريقة الإيصال الخطأ ، أو ربما الأكثر وهو جهل الشخصِ نفسه ، وهذه الأخيرة قد جرَّبتها قبل سابقٍ ؛ فـ يكون الجهل بأحكام الشريعة مع عدم معرفة الله حقَّ المعرفة هما السبب الرئيسيُّ للمعـاناةِ ، كالشخصياتِ التي تتعامل مع اللّٰـهِ وكأنه ينتظرُ منها الخطأ ليطبِّقَ عليها العقوبة في التوِّ واللحظةِ وربما استبطأتِ العقوبةَ ففعَّلتها على نفسها ؛ لترتاحَ من تأنيبِها المستمرّ ، وتكون الحجةُ الحاضرةُ على اللسانِ ، عندما يذَكِّرها أحدٌ بأنَّ الله غفورٌ رحيـمٌ ، أنَّ أحد الصحابة كان يعرفُ ذنبهُ في خلقِ امرأتِهِ ودابَّتِهِ ؛ نحنُ نأخذُ النصوصَ بشكلها الصَّلد ، ولا نتعاملُ معها بانسيابيَّةٍ وحكمةٍ ، وربما هو الخطأُ الأكبرُ ؛ كمثل الأبِ الذي يتعاملُ بحكمةٍ ، في بعضِ الأخطاءِ يحنو ويحضنُ ، وفي البعضِ الآخرِ ينفذُ العقوبةَ بحزمٍ ، عقوبةً لا تنتقصُ من الكرامةِ الإنسانيةِ ..
طرح جيدا جدا بيجاوب علي اسئلة كتير مزج بين الرأي الشرعي ورأي المختصين ودا محتاجينه في عصر قلت فيه المعلومات الشرعية من الكتب ال استفدت منها والله الموفق
كتاب البندول من الكتب المفيدة والداعمة لمرضي الوسواس القهري
يشمل الكتاب باختصار * التعريف بالمرض وأنواع الوسواس القهري وأسباب المرض
*طرق علاج المرض الدوائي او جلسات العلاج النفسي
*ذكر امراض نفسية تقع في نطاق الأمراض الوسواسية وطرق العلاج المناسبة لها
*تصحيح مفاهيم دينية خاطئة تساعد كثير في تعميق المرض
*دعم ديني بشرح احاديث وءايات تهون كثيرا علي مريض الوسواس توضح سعة الشرع والدين ومما يميز الكتاب الجمع بين الحلول الطبية والدينية بشكل كامل بشرح قواعد واحكام دينية تنفع مريض الوسواس الديني
*ثم الدعم الذاتي لمريض الوسواس القهري بتقديم تدريبات علاجية يقوم بها المريض بنفسه تساعده في تغيير طريقة تفكيره
*(ومن فقرات الدعم الذاتي لمريض الوسواس القهري )* - (زيادة محبة الإنسان لنفسه ورؤية إيجابياتها وافتخاره بها بدلاً من التدقيق على السلبيات فقط وتقليل قدرها عند نفسها ويمكن أداء مهمة سهلة وهي طلب كتابة إيجابيات الشخص من وجهة نظره في ورقة ويذكر منها قدر ما يستطيع، ثم يطلب من أقاربه وأصدقائه ومن يعرفونه جيداً أن يكتبوا إيجابياته من وجهة نظرهم، ثم يقارن بين ما كتبوه هم وما كتبه هو عن نفسه. فإذا وجد أن ما كتبه أقل مما كتبوه فليسأل نفسه: لماذا استطاعوا هم أن يروا في ما لم أستطع رؤيته؟)
وتعتبر من التدريبات العلاجية المفيدة في تغيير نظرة مريض الوسواس لنفسه والتي تنحصر في دائرة اللوم والشعور بالذنب والتقصير فمن المفيد أن يجدد الانسان علاقته بنفسه بمعرفة قيمتها وتذكر محاسنها مهما قلت في نظره بل يستعين بمن يساعده في ذلك من المخلصين ممن حوله جزاك الله خيرا يادكتور علي هذا الكتاب المتميز ونفع به كل مريض
كتاب حلو وشيق في معظم أجزاءه حجمه مش كبير وجايب معلومات مركزة
مركز على الموضوع مع الإشارة للأمراض المرتبطة بيه كمان اتكلم عن وسائل العلاج باختصار ورد على الشبهات المتعلقة بالعلاج النفسي للوسواس القهري سواء الدوائي أو فكرة التوجه للطبيب النفسي من الأساس
عجبني الربط بين الأدلة الشرعية والأبحاث العلمية لإن الأدلة الشرعية في معاملة النفس هي الأصل {ربكم أعلم بكم} والعلم هو نتاج الأبحاث اللي استخدم فيها الإنسان عقله وربنا فتح عليه بأمور لم يكن يعلمها {علم الإنسان ما لم يعلم}
فالمصدر واحد في الحالتين مع الفارق إن الإعتماد على العقل وحده دون الشرع ممكن يدخل الإنسان في دائرة مفرغة من محاولات الشفاء بغير جدوى
استغربت إن الكاتب بيشرح بإستفاضه ماهو قال عنه غير حقيقي، من وصف من لديه وسواس قهري بأنه مُذنِب، وكان الأولى عدم ذكر كل النقاط الاستدلالية التي ذُكرت قديما بأن "الموسوس" مُذنِب! بدلا من ذكرها ثم قول أنه ليس كذلك! كنت منتظرة حلول أكتر ، واستفاضة أكتر في العلاج من الكاتب ،ولكن لا بأس، ما ذكره جيد، ولكن أقل من توقعاتي. كنت أنتظر أيضا تفسيراً أطول لعنوان الكتاب الي شدني من الأساس! طريقة عرض المحتوى جيدة وجديدة.