لا اعرف أهو تحيز رجل لما ألف وعرف أو أنه حكم فى الموضوع بصرف النظر عن متغيرات العصور. لكنى على شبه اقتناع بأن الكتاب المطبوع على ورق له العمر الطويل وأنه الحاضر على الدوام مهما اشتد من حوله الزحام. بمعنى أن الكلمة المكتوبة على الورق باقية والكلمة المسموعة على الاذاعة والتليفزيون عابرة والكلمة المكهربة على الكمبيوتر فوارة وهى مثل كل فوران متلاشية. أى أن الكلمة المكتوبة على الورق بناء صلب حجر أو معدن وهكذا كل بناء وأما غيرها فهو صيحة متغيرة خاطفة ولامعة وبارقة. وبالنسبة لكاتب على الورق وبا الحبر فان كتابته هى بناء عمره وهكذا فان هذه المجموعة فى النهاية المطاف عمر من الكتب
أبرز الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. من الصحفيين العرب القلائل الذين شهدوا وشاركوا في صياغة السياسة العربية خصوصاً في مصر. قام بتحرير كتاب فلسفة الثورة الذي صدر للرئيس جمال عبد الناصر. عين وزيراً للإرشاد القومي ولأنه تربطه بالرئيس جمال عبد الناصر صداقة نادرة في التاريخ بين رجل دولة وبين صحفي ـ يعرف تمسكه بمهنة الصحافة - فإن المرسوم الذى عينه وزيراً للإرشاد القومي نص في نفس الوقت على إستمراره فى عمله الصحفى كرئيس لتحرير الأهرام.
بقي رئيساً لتحرير جريدة الأهرام لمدة 17 سنة وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم. رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم - الجريدة والمؤسسة الصحفية - ومجلة روز اليوسف. أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ـ مركز الدراسات الصحفية ـ مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. إعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي بعد أن أتم عامه الثمانين ومع ذلك فإنه لا يزال يساهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر وثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدماً منبراً جديداً وهو التلفاز حيث يعرض تجربة حياته فى برنامج أسبوعى بعنوان مع هيكل في قناة الجزيرة الفضائية.
الكاتب الصحفي الوحيد الذي تجد فى نهاية كتبه ملحق كامل بصور الوثائق. الكاتب السياسي الوحيد الذي يكتب بأسلوب أدبى ممتع دون الإخلال بالموضوع لأنه خبير بخفايا النفس البشرية. قال عنه أنتوني ناتنج - وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية فى وزارة أنتوني إيدن - ضمن برنامج أخرجته هيئة الاذاعة البريطانية : عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه وعندما إبتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلى ما يفكر فيه. ساند الكاتب نجيب محفوظ عند مهاجمة روايته أولاد حارتنا.
أسلوب اخاذ وممتع بالفعل، موهوب جدا الحقيقة. الكتاب أقرب لسيرة ذاتية يروى فيها قصته مع الصحافة من البداية، وكذلك ارتباطه بالسياسة ايام عبد الناصر والسادات والفرق بين الرجلين. علاقته بعبد الناصر علاقة حب وود واحترام متبادل. عارض السادات في اغلب سياساته بعد حرب اكتوبر. يسرد بكثير من التفاصيل علاقته بالتوأم مصطفى وعلي امين وقصة اتهام مصطفى بالجاسوسية وسجنه..
يعني حسيت أنه مطلع نفسه ملاك حبتين وهما وغيرهم غلطوا كثير في حقه، مقدرش طبعا احكم، بس اكيد اغلبنا بيشوف نفسه مش غلطان والناس هما اللي ظالمينه.
من أشهر الانتقادات التي توجه لهيكل من خصومة هي أنه يتحدث عن الأموات و أن كلامه لا دليل عليه سواه. و بغض النظر عن صحة هذه المقولة أو عدمها فإن هذا الكتاب ينفيها تماماً. فالكتاب الذي قاربت صفحاته الخمسمائة صفحة يحتوي على ملحق غني بالوثائق و حرص مؤلفه على نشره في حياة أطراف القصة التي تناولها. أما قصة الكتاب فشأن آخر.. شأن يتأرجح لا بين الصحافة و السياسة كما يقول الغلاف بل بين الوفاء و الخيانة بين الصداقة و العداوة بين الزمالة و المنافسة ...بين هيكل و الأخوين أمين! يسرد الكتاب بصراحة موجعة و بحقائق مفصلة رحلة هيكل في الصحافة و تقاطعاتها مع التوأمين على مدار ما يزيد على العشرين عاماً و كيف دخل هيكل دار أخبار اليوم بعد أن اشترى الأخوان المجلة التي يعمل فيها و كيف غادرها بعد عشر سنوات من الصداقة و الزمالة و الكفاح مع التوأم ليرأس تحرير الأهرام. ثم العلاقة المتوترة بين التوأمين من جهة و عبدالناصر من جهة و تدخله أكثر من مرة للتوسط بينهما قبل أن تقع الحادثة الكبرى و هي القبض على مصطفى أمين بتهمة التجسس لصالح المخابرات الأمركية! وهي التهمة التي ظنها هيكل تلفيقاً أو مبالغة من الجهاز الأمني قبل أن يسمع التسجيلات و الحوارات الدائرة بين مصطفى أمين و رجل المخابرات و ما تلا ذلك من اعترافات خطيرة كتبها مصطفى أمين في ستين صفحة على شكل خطاب اعتذار موجه لعبدالناصر، فضح فيه معظم علاقاته بالمخابرات الأمركية بل و اعترف انه استخدم موظفين في دار أخبار اليوم لجمع معلومات له عن شخصيات و أسماء سياسية بغرض كتابة التقارير عنها لا لنشاط صحفي، و يبرع هيكل في وصف حيرته و تمزقه بين موقفه الإنساني من شخص يراه معلماً له في المهنة و بين ما يراه من حقائق مفزعة تمس الشرف و الوطنية و يقرر التعاطف معه إنسانياً و زيارته في السجن و التوسط له ليحظى بمعاملة حسنة خلال فترة محكوميته رغم عدم رضى عبدالناصر. و في ذات الوقت تتزايد الشبهات حول نشاط علي أمين المقيم في لندن و يصر عبدالناصر على أن علي أمين يقوم بدور مخابراتي هو الآخر و أن مصاريف إقامته البالغة ثلاثة آلاف جنيه استرليني في الشهر كفاتورة للفندق فقط لا يمكن أن يتحملها شخص عادي تم إقاف مرتبه الشهري من مصر. و تتعقد خيوط القضية و تتشابك و يشير هيكل إلى معضلة أخرى واجهته و هي أنه اكتشف في فترة إشرافه على أخبار اليوم خلال سجن مصطفى أمين وجود مبلغ يقارب المليون جنيه دخل الحسابات كأموال سائلة لا يعرف أحد مصدرها سوى أن مصطفى أمين و علي أمين كانا يأتيان بها نقداً على دفعات لسداد الالتزامات المادية للجريدة وهو ما حاول جهاز الادعاء استخدامه لإثبات جاسوسية مصطفى أمين لكن هيكل رفض أن يزود المحكمة بدليل إضافي يكون هو طرفاً فيه. ولأن الحياة لا تخلو من تقلبات و أعظمها في حياة هيكل هي وفاة عبدالناصر فقد تبدل الحال و جاء اليوم الذي أعفي فيه هيكل من رئاسة تحرير الأهرام ليخلفه فيها مصطفى أمين الخارج من السجن و ليشن عليه حرباً لا هوادة فيها كانت آخر فصولها دخول هيكل المعتقل و بتهمة التخابر مع الأجنبي و من عجائب الدهر أن يكون صاحب المعلومة التي وشت به هو مصطفى أمين! بغض النظر عن أن الكتاب يتناول قضية حساسة و شخصية للكاتب إلا أنه نجح بامتياز في جعله مثالاً يحتذى في فن القصة الصحفية أو الإخبارية و كشف عن موهبة كبيرة في السرد و البوح الفني كما أنه لم يتخل أبداً عن قدرته العجيبة على ضبط عباراته بدبلوماسية نادرة لا يتقنها إلا هيكل فرغم كل التحولات العنيفة في القصة لم يكف هيكل عن وصف مصطفى و علي بالأستاذين ولم يطلق على أي منهما صفة الكذب أو ينعت أحدهما بالجاسوس. و حرص كل الحرص على أن يوصل الحقيقة بلهجة مهذبة إلى أبعد حد و أن يجعل بوحة و استطراده نوعاً من التأمل في كيف و لماذا أكثر من لماذا أنا بالذات. كما حاول تكراراً إغفال الحديث عن نفسه و أمجاده الصحفية التي يفخر بها أكثر من غيرها باستثناء هامش طويل أضافه في آخر الكتاب عن مار فعله بالأهرام من احتضان لكبار الكتاب و شبابهم رداً على اتهامات كثيرة طالته بأنه حارب الجميع و حول الأهرام إلى أهرام هيكل!
"ولعل مشكلتي مع بعض الناس أو مشكلة بعض الناس معي إنني لا اعتمد على الذاكرة ولا أغطي مساحة الفراغات فيها بما ينسجه الخيال أو التمني، فأنا أعرف كم هي ضعيفة ذاكرة البشر أمام الأيام وأمام الأهواء، وهكذا فإنني كنت طول عمري أسجل وأكتب واحتفظ بكل ورقة أشعر أن ملف التاريخ الذي عشته قد يحتاجها في يوم من الأيام" ...
من أروع الكتب التي قرأتها لهيكل ،، فبالرغم من أن موضوعه يدور حول مصطفى أمين وقضية التجسس وحبسه ،، إلا أن الأستاذ جعل من هذا الموضوع نافذة على الأوضاع المصرية قبل وبعد ثورة 1952 م ومقارنات بين السادات وعبد الناصر
لو غفرت لي هذا التجاوز ،، أستطيع أن أصف الأستاذ في هذا الكتاب ( بالصايع ) بمعناها الجيد ،، خصوصًا في الهوامش التي كان يكتبها ،، ممتعة :)
ولعل أطمع في الكثير من تجاوزك لأصف هذا الكتاب في جملة واحدة : هيكل حط على مصطفى وعلي أمين وعلى السادات ومنافقيه
الكتاب باختصار لك ورغي نسوان وكيد ابن تيت الصراحه :D حيث تقمص هيكل دور الوليه الشرشوحه وهي متنكره بهئيه دكتوره في الجامعه الامريكيه.. لا أعتقد ان هيكل قد استفاض بالحديث في اي كتاب عن نفسه كما فعل هذا الكتاب .. يتحدث عن بدايته في الصحافه ثم مشاركته في السياسه .. وقصته مع التوأم مصطفى وعلي امين .. قصه تدور بين الصحافه والسياسه .. الصداقه والخيانه .. الغدر الذي ياتيك ممن لا تتوقعه .. وكل شيء بالوثائق .. كميه من الوثائق تؤكد على معظم ما فيه على ذمته هوا
من أروع ما قرأت، لم أتوقع منه هذا الأسلوب الأدبي الرائع الذي يصُوغ به حديثه ما أعتبرها رواية أكثر منها سيرة ذاتية،يسرد بشكل مفصل ورشيق-مدعماً بالوثائق الهامة- مراحل عمله في مجال الصحافة بدءاً من الإيجيبشيان جازيت حتى النهضة التى رمم بها صدع جريدة الأهرام وما تخلل هذه الفترة الهامة في حياته من أحداث هامة في تاريخ الصحافة، حيث يسرد بصورة عفوية العلاقة الراسخة بين الصحافة والسلطة في عهد ناصر وعلاقتة بالسلطة بعد ناصر وسيبقى-في نظري- دائماًالشاهد الصادق الوحيد على عصره
- حينما اشتريت كتاب "بين الصحافة وسياسة" للأستاذ محد حسنين هيكل، كان آخر ما يخطر ببالي، أن الكتاب ذي الـ 400 صفحة من القطع الكبير، سيكون جل موضوعه: محاولة الاثبات بكل الطرق أن الكاتب الكبير مصطفى أمين، مؤسس مؤسسة أخبار اليوم مع أخيه علي؛ هو مجرد جاسوس أميركي!!! هذا شأن عجيب، كتاب 400صفحة يخصص فقط لهذا الأمر ولا شيء غير! لماذا؟! وما الذي في صدر أ. هيكل ليُفرغ طاقته بهذا الشكل، وكيف اقترب هوناً وابتعد قدراً ليوهم القاريء أنه فقط ناقل للحقائق بل ومتعاطف... ما كل هذا؟!
- باختصار، يحاول هيكل بكل الطرق اقناع القاريء بأن مصطفى أمين جاسوس، ولكن المشكلة أن ذات الكتاب يورد فقرات تنسف ذات الإدعاء، فضلا أن ثمة كتب أخرى ناقشت هذا الموضوع تتضمن معلومات وحقائق تبطل ذلك الاتهام، ولذلك يُؤخذ على هيكل غض الطرف عنها وعدم ذكرها، ربما فقط لأنها تبطل ادعاؤه، وهذه ليست مهنية بالمناسبة.
- مثال على تهافت الاتهامات: يقول هيكل أن الدليل الرئيسي على اتهام مصطفى أمين أن ثمة لقاء دوري يتم بينه وبين أحد موظفي السفارة الأميركية بمنزل مصطفى أمين ، وفي هذا اللقاء يتسلم مصطفى الطلبات مكتوبة من الموظف الأميركي، الذي يدون اجابات مصطفى على ذات الورقة، ثم يضعها في جيبه وينصرف سالماً آمناَ. وكانت هذه الورقة في جيب الموظف هي أحد الأدلة على تورط مصطفى! لتقريب ضحالة الأمر للقاريء الكريم، تخيل معي: في مسألة الجاسوس المصري رأفت الهجان على سبيل الافتراض كمثال، تخيل أنه في منزله بتل أبيب، وبعد العناء الذي تكبدته المخابرات المصرية لزرعه وتأمينه هناك، ونفي أي صلة لها به، قامت السفارة المصرية بغتة ببعث أحد رجالها إليه لزيارته في بيته بالعاصمة الاسرائيلية، وفي وضح النهار، وبشكل دوري، لجلب المعلومات منه في ورقة مكتوبة بالعربية، وغير مشفرة ، ليعود موظف السفارة بعدها آمنا مطمئنا ليكرر الأمر أسبوعٍ بعد اسبوع! هل هذا معقول؟ هل ثمة دولة يمكن أن تعرض عميلها بالكشف بهذا الشكل الجلي الواضح! والواقع أن مصطفى أمين بحكم مهنته كصحفي كان في في بيته مستقبِل للجميع، نجوم الفن كأم كلثوم وعيد الحليم وشادية حتى ظن عبد الناصر ذاته وقتها أنها زوجته، ومن قبله ظن عباس العقاد ذات العلاقة بينه وبين مديحة يسري، دعكم من أن هيكل نفسه كان ضيف دائم على بيت مطفى أمين، وباعترافه، فهل يعني ذلك أنه شريك ومتخابر معه؟! أم أن طبيعة عمل الصحفي أن يفتح علاقاته مع الجميع، وهو ذات ما ورد بفقرة بالكتاب ذاته على لسان الصحفي الأشهر عالميا (جيمس رستون) حين قال عن طبيعة علاقات الصحفي الناجح: "لو طُبقت علينا نحن الصحفيين معايير الأمن والنظريات البوليسية في تصرفاتنا وأفعالنا؛ لأمكن أن يُبَت على كل صحفي، وبدون استثناء، أنه عميل لدولة أجنبية"! وعلق هيكل نفسه على العبارة قائلا: "القول صحيح". من ناحية أخرى، ما الموقع الاستثنائي الذي يكون عليه أي صحفي كي يجلب انتباه أجهزة المخابرات؟، وهو بحكم طبيعة مهنته كل ما يعرفه؛ ينشره، فما جدوى التجنيد إذن ؟!
- هل مصطفى أمين متموضع في وظيفة حساسة بالدولة بخلاف عمله كصحفي؟ هل يرى جمال عبد الناصر يومياً؟ هل تولى وزارة الارشاد؟ هل يزور الرئيس في مقاره الرئاسية؟ هل هو على علاقة وثيقة بكافة الضباط الأحرار؟ في الواقع مصطفى أمين ليس أي من ذلك، وإنما كل ما سبق ينطبق على مؤلف الكتاب محمد حسنين هيكل، فهل يسوغ ذلك توجيه ذات الاتهام بالجاسوسية والعِمالة إليه؟!
- ولعل اكبر دليل على الكيد لمصطفى أمين، هو اعتراف الرئيس عبد ناصر بنفسه-ضمن صفحات كتاب هيكل- بأن مصطفى أمين تقاريره التي يبعثها إليه، وبشكل دوري- بحكم شبكة علاقاته الصحفية- أفضل من نظيرتها التي يبعثها مدير مخابراته صلاح نصر، لدرجة أنه وبخ الأخير مرة بها المعنى.
- واضح من سياق الكتاب أن النظام وقتها ارتأى الاستفادة من علاقات مصطفى أمين المتشعبة وتلقيمه بعض الأطراف معلومات مغلوطة بهدف تضليلهم، ولكن ما لم يتوقعه مصطفى نفسه، أن الشباك كانت تُعد له من ذات الأطراف لتوريطه هو شخصياً! (صفحة 159 بالكتاب)
- من المفارقات أن يستدعي صلاح نصر مدير المخابرات مصطفى أمين ليسأله بخشونة إن كان الرئيس عبد الناصر صارحهُ فعلا في تولي إدارة الجهاز. والسؤال: هل من الممكن أن يُرشح عبد الناصر رجلٌ عميل لجهةٍ أخرى؟! وهل تلك الواقعة التي أحدثها عبد الناصر هي ما مهدت لإيغار صدر صلاح نصر تجاه مصطفى أمين، ليتخلص الرئيس بعدها من الإثنين؟! (صفحة 291)
- في احدى الفقرات هيكل يحمد لنفسه أنه لم يسأل الرئيس السادات عن احدى الوقائع. يتضح من كلام هيكل أن سؤاله للسادات – كصحفي- هو امر وارد ويحدث، ليس شيئاً مشيناً إذن لصاحبه. فيا ترى لماذا برغم ذلك أدان هو ذاته مصطفى امين بهذا السلوك؟ رغم أن الأخير كان يسأل مسؤليين دنى مسئولية بكثير من الرئيس؟! (صفحة 354) وهل في اصطحاب هيكل لفرانسوا ميتران رئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي، ورئيس فرنسا بعد ذلك، وتجواله به ف أنحاء القاهرة، ما يُشكل ذريعة لاتهامه بالتخابر مع فرنسا، كما جرى مع مصطفى أمين، مع ملاحظة أن وقائع الأخير أقل شأناً ووقعاً بكثير؟
- كالعادة يستفيض هيكل في روي وقائع طرفاها اثنان لا غير، أحدهما ميت، والآخر حي (هيكل طبعاً) فأنى للحقيقة أن تُستَبان؟ (صفحة 355)
- هل يُعقل أن يكون لمصطفى أمين قضية تجسس، ويتم تعيين أخيه مدير تحرير بجريدة الأهرام؟ (صفحة362) واضح اذن أن الأمر عبثي ابتزازي يخضع للأهواء وأوقاتها، بلا بينة أو قواعد.
@ وتبقى تساؤلات: لماذا غض هيكل الطرف عن حقائق دامغة ولم يبرزها في كتابه من امثال: - الاعترافات الجاسوسية المنسوبة إلى مصطفى أمين، تم ابطالها بحكم قضائي رسمي من المحكمة المدنية (جنايات)، بل وحكمت على صلاح نصر مدير المخابرات وقتها بالحبس عشر سنوات أشغال شاقة لأنه أرغمه بالتعذيب على كتابة اعترافات غير صحيحة. كما تم اعادة محاكمة مصطفى امين بناء على طلبه وتم إبراؤه مما نُسب إليه، فلماذا صمت هيكل عن كل ذلك.
- مصطفى أمين واخيه علي، أوجدا من العدم مؤسسة عملاقة كأخبار اليوم، وفتحا مدرسة صحفية لا غبار عليها، واستحدثا أعياد لا تزال في الضمير المصري إلى يومنا هذا، كعيد الأم 21 مارس، وعيد الحب في 4 نوفمبر. وكان هيكل صحفيا تحت رئاسة الأخوين لمدة عشر سنوات في أخبار اليوم. فيما الأهرام تم تطويها مع هيكل بضخ أموال الدولة فيها. فهل كان لذلك أثر من ضغينة في قلب هيكل، كرسها لكل هذا الجهد في تشويه الأخوين خاصة مصطفى أمين؟
هذه بضعة اشياء روادتني من الكتاب الذي كتبه (الأستاذ) هيكل... أو الذي كان.
لقد سعدت إبتداءاً بالصياغة التي اعتمدها الأستاذ وهي بالرواية الشخصية الأقرب للمذكرات الأمر الذي جعل القراءة أكثر تشويقاً. الفصول الأولى لمقدمات عمله في الصحافة كنت قد سمعت أغلبها - إن لم يكن جميعها- في حلقات برنامجه الأولى التي كانت تعرض على قناة الجزيرة، القصة بدأت تدخل في تفاصيل لم استمع اليها في البرنامج ابتداءًا من النصف الثاني للجزء الأول، حيث تعرّض بالتفصيل لقانون تنظيم الصحافة الذي أصدره عبدالناصر، وقد شدّني ما جرى بعده من أحداث كان أبطالها الأخوين مصطفى و علي أمين، وهنا أريد أن أشهد بأني سعدت كثيراً بالموضوعية التي بدأ بها العرض والتي لمستها في ذكر الوقائع الخاصة بهما، و الحق أن أي قارئ سيتعاطف مع ماجرى لهما حتى اللحظة التي يسرد فيها "نصاً" و يشير لمصدره الصريح لتخابر مصطفى أمين مع المخابرات الأمريكية حيث يتغير فيها كل شئ.
قضية التوأم أمين شائكة، الوثائق التي أدرجها الأستاذ هيكل في كتابه لها شهادتها الواضحة، الجانب الإنساني من القضية كذلك كان له نصيب من العرض. جذب انتباهي هو "الفردية" في الحكم التي كانت سائدة وقتها، و رغم اعجابي التجربة الناصرية إلا أن كمية السلطات التي تجمّعت في يد شخص واحد أمر غير معقول.
بالعودة إلى الأخوين أمين، علي أمين و دوره الذي بقي غامضاً في الأحداث، أظن انه من الصعب استحضار شئ أقوى من الوثيقة التي كتب عليها عبدالناصر بخط اليد "علي أمين أبلغ أن الوضع في مصر سينتهي في نهاية عام 70" وهو التوقيت الذي مات فيه! هذه الوثيقة قنبلة حقيقية.
الجزء الأخير من الكتاب حيث يحكي عصر السادات بشكل سريع و أحداث طالت الأستاذ هيكل شخصياً وقتها حيث وصفها ب "رياح الخماسين" و "فترة الإنحسار التاريخي" و عبثية الحرب مع "طواحين الهواء"، وقد شعرت أن الحبر الذي كتب فيها لم يجف، الجانب الإنساني كان طاغياً عليها حيث استشعر وجوب الدفاع عن نفسه أمام بعض ما تعرّض له -أمام التاريخ على الأقل- خاصة باعتبارات وقت صدور الكتاب.
أخيراً، هذا كتاب مهم، و شهادة مهمة للتاريخ الصحفي السياسي العربي، أسلوبه شيّق و مضمونة محكم.
مقاطع بين الصحافة والسياسة:
" إن رأي أي إنسان في أي قضية لا يمكن أن يكون أفضل من نوع المعلومات الي تُقدم إليه في شأنها، أعطِ أي إنسان معلومات صحيحة ثم اتركه و شأنه، تجعله معرضاً للخطأ في رأيه ربما لبعض الوقت، ولكن فرصة الصواب سوف تظل في يده إلى الأبد، إحجب المعلومات الصحيحة عن أي إنسان أو قدمها إليه مشوهة أو ناقصة أو محشوة بالدعاية و الزيف، تدمر كل جهاز تفكيره، و تنزل به إلى ما دون مستوى الإنسان" آرثر سالزبورجر- مؤسس جريدة نيويورك تايمز. 23
"أنا لا أثق في خائف خصوصاً إذا تغيرت الظروف" جمال عبدالناصر 79
"الحرية تحمي الحاكم من التمادي في أخطائه، وتحمي الشعب من تصور أن الحاكم معصوم من الخطأ" علي أمين 99
أحسست أنني أستجيب دون أن أفكر، وكانت استجابتي لاستغاثته الصامتة التي أحسست بها تصل إلى أعماق مشاعري. 103
التفاصيل الصغيرة أحياناً أثقال حديد تشد إلى الأرض مهما حاولت أجنحة الأفكار أن تحلّق و تطير. 262
لقد أحسست أنه يقف عند خط دفاعه الأخير، كان لابد له من غطاء أمام الناس و ربما أمام نفسه. 282
على فرض أن الرياح جاءت بشئ، فإن العواصف جاءت و حصد كل شئ 292
العداوات تخلق في بعض الأحيان نوعاً من الروابط لا يقل في تأثيره عما تخلقه الصداقات و إن اختلفت اتجاه الروابط بين الحالتين. 303
جمال عبدالناصر: " أحدثك عن الحرب ومعاركها والناس الذين يموتون على الجبهة وأنت تحدثني عن الريفييرا. لم أرها في حياتي ولا أريد أن أراها" سعيد فريحة: " سيادة الرئيس مالنا وما لك. نحن لسنا مثلك مكلفين بحمل خطايا هذه الأمة" ثم استغرق في الضحك وهو يقول: " نحن قسمنا الوجود قسمين: لك التاريخ ولنا الحياة!" 317
خيّرني بين العمل في الوزارة أو في الرياسة وكان ردي أنه يستطيع أن يقرر أنه لم يعد يريد بقائي في الأهرام لكني وحدي أقرر ماذا أفعل بعد ذلك. 365
لقد استعملت حقي في إبداء رأيي على صفحات الأهرام، ثم استعمل الرئيس السادات سلطته في إبعادي عنه، وهكذا فإن كلاً منا مارس مالديه. 383
دور أي شعب هو حقيقة جغرفيا، وشخصية هذا الشعب حقيقة تاريخ. 391
هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامرٍ. لعزة من أعراضِنا ما استحلت يكلفها الغيران شتمي وما بها هواني ولكن للمليكِ استذلت 412
الذين يخشون الحقيقة لابد لهم أن يتخلّصوا من شهودها. 415
الصحافة في أي بلد هي جزء من الحياة السياسية فيه، ولا يمكن أن يكون غير ذلك. وفي العالم الثالث عموماً فإن السياسة ليست مجرد صراع مصالح اجتماعية و تيارات فكرية و رؤى مستقبلية، وإنما هي مع الأسف أيضاً - وهذه طبائع التطور و مراحلة- حروب دامية من أجل البقاء، ومعارك ظاهرة و خفية، ومطامع و مؤامرات. ثم هي أيضاً مخططات قوى عظمى تلعب بمصائر و مقادير شعوب و تحاول فرض سيطرتها على الآخرين و ترويض هممهم و إفقادهم الثقة بكل شئ حتى يصبحوا على استعداد للقبول بأي شئ،ثم إعادة تشكيل ��فكارهم و أحلامهم بوسائل عديدة تبدأ بالكلمة و الصورة و تنتهي بالمدفع و الدبابة!
خلصت الكتاب في قعدة واحدة. بدأت بكتاب أقراه قبل النوم، وحاليا الساعة عدت الساعة 7 الصبح. كتاب مسلي جدا. يمكن عكس أغلب كتبه اللي بتجنح للتوثيق أو التحليل، هنا كان كتاب أقرب لسيرة ذاتية وفصول من نميمة صحفية. حسيت قضية هيكل اللي بناها ضد مصطفى أمين منطقية ومتماسكة، لكن الحق يقتضي إن الواحد يقرأ رؤية مصطفى أمين للأحداث برضه.
بين الصحافة والسياسة،، محاولة من الأستاذ هيكل لدفع الاتهامات عن نفسه في قضية اعتقال مصطفى أمين على إثر ما قيل عن تورطه في في اعمال تجسس لصالح الأمريكان إبان فترة عبد الناصر، يدعمها الأستاذ هيكل بوثائقه المعروف عنه وفرة امتلاكها بحكم موقعه من عبد الناصر طوال تلك الفترة، الكتاب أسلوبه سلس ولغته سردية سهلة تحكي الوقائع بصورة تبدو سردية حيادية لكنها ليست كذلك تماما، فهو في النهاية حكاية شخصية لإبراء ساحته من قضية مصطفى أمين، وهي المحور الأساسي للكتاب محاولا " تطعيمها " بوقائع تاريخية عن لحظة قيام الثورة وموقفه/موقعه من عبدالناصر لحظتها وكيف سارت الأمور، ومرحلة من حياته في أخبار اليوم قبل الثورة والعلاقة مع التوأمين علي ومصطفى أمين، كيف كانت وكيف صارت كل ذلك من خلال أحداث سياسية على الهامش ليبدو الكتاب كما لو أكاديميا أكثر من كونه يتحدث عن قضيه شخصية، وهو غير ذلك.. ثم ينتقل بعد ذلك إلى فترة السادات من مرحلة البدايات ثم مرحلة الاختلاف ثم مرحلة الخلاف و القطيعة و العداء حتى كان ماكان من أمره في اعتقالات سبتمبر.. الكتاب في مجمله جيد جدا، كتب بطريقة سلسة جميلة وكذلك احتوى على ما يكفي من الوثائق لتدعيم وجهة نظر كاتبه..
بالرغم من أكاذيب هيكل المستمرة عبر الزمن، و أدواره الجهنمية التي قام بها في سياسة مصر، بالرغم من تزويره لكثير من الأوراق و الحقائق و التاريخ، إلا إنه يعد أستاذا محترفا منقطع النظير. أسلوبه أخاذ فاتن، يسرد بطريقة لا نمطية،يضع الحبكة و التوابل، فتجد القصة منطقية واقعية. هذا الكتاب يحوي الوثائق و الحجج التي تدعم كلامه تجاه التوأم مصطفى و علي امين، مدعومة بما نعرفه نحن عن نظام يوليو القمعي، الذي جعل من المنطق إن يكتب الأخ في أخيه تقريرا خوفا من الاعتقال أو طمعا في السلطة. التناقض العجيب الذي جعل هيكل فارس هذا الزمان، إنه و بيده لا بيد غيره، ساهم و خطط و نفذ في هذا النظام هذه السياسات، اعتلى الموجة، فجاء بتبجح فيما بعد ينقد ضحاياه. و لكني ما زلت و سأظل أحترمه على المستوى الحرفي لا المهني، أقرا له لكي ارى أبعد مما يكتب. إنه ينقل صورة لتلك الغرف التي لطالما كانت مغلقة في وجهنا نحن رجال الشارع العاديين. نرى كيف ينفقون من أموال ضرائبنا، كيف يحتالون علينا.
يحكى الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى الكتاب، عن خلفيات الفبض على الكاتب الصحفى الاستاذ مصطفى أمين سنة 1965، ومحاكمته ثم سجنه بتهمة التجسس لصالح المخابرات المركزية الأمريكية
الكتاب كان رداً على مقالات صحفية صادرة من اخبار اليوم فى بداية الثمانينيات ضمن حملة هجوم على عبدالناصر وعصره ومصره بأن هيكل سبب رئيسي فى التنكيل بالأخوين مصطفي وعلى امين وحبس مصطفي امين في قضية التجسس الشهيرة، هيكل طبعاً وكعادته فى كتاباته بيوسع الدائرة جداً عشان الصورة تكون اوضح للقارئ، عشان كده هو ابتدي منذ بداياته فى الصحافة وانتقاله للعمل فى اخبار اليوم بطلب وإلحاح من الأخوين أمين وبقاءة معهم فى اخبار اليوم حتي توليه رئاسة مجلس إدارة الأهرام فى نهاية الخمسينيات. ثم استمرار العلاقة الإنسانسة بينه وبينهم حتي بعد دخول مصطفي امين السجن، وإطلاع هيكل على اوراق القضية الي اتسجن فيها مصطفي امين وانه كان جاسوس أمريكي ومحاولته مساعدته بقدر الإمكان حتي بعد دخوله السجن وتوسطه عند عبدالناصر هو وسعيد فريحه واخرون، وصولاً لخروجه من الاهرام وخروج مصطفي امين من السجن بطلب امريكي للسادات وإدعاء السادات ان هيكل رفض خروج مصطفي امين من السجن قبل ذلك!
وكعادة هيكل برضه كان ملحق الوثائق الي في نهاية الكتاب بيدعم بيها ما ذكره عبر صفحاته وانه لم يتنكر يوماً لصداقته مه مصطفي وعلى امين رغم إدعاءهم ذلك. رأيي ان عنوان الكتاب خادع جداً لأن الكتاب بيتكلم عن موضوع شخصي الي حد ما رغم خلفية الصحافة فيه، لكن العنوان" بين الصحافة والسياسة" لا يعطي انطباع ابداً عن مضمون الكتاب، فى رأيي عنوانه يعطي ايحاء ان الكتاب بيتكلم عن مشاكل الصحفيين مع الساسة عموماً.
قبل أن أتجاوز حتى النصف الأول من الكتاب ، فرضت الاحتمال بأن هيكل مُتحامل على مصطفى أمين و علي أمين أو أن هناك خطأ ما ! بدأت في البحث على الانترنت عن ردود الأخوين على هذا الكتاب لهيكل !
لأجد تتابع الأحداث كالتالي ١٩٦٥ القبض على مصطفى أمين في قضية التخابر
١٩٧٤ إعتراض هيكل على سياسات السادات في إنهاء حرب ٧٣ و معاهداته مع إسرائيل
قيام السادات بالإفراج عن مصطفى أمين إفراج صحي
إعفاء السادات لهيكل من منصبه في جريدة الاهرام و الأخبار، و تعيين كل من علي أمين و مصطفى أمين بدلا منه ...
و من هنا بدأت حملة تشويه منظمة ضد هيكل على يد الاخوين ارضاءاً للسلطة الغاضبة على هيكل..
و بعد الكثير من الإفتراءات و الأكاذيب، بل بعد الكثير جدا !! ١٠ سنوات حينها أصدر الاستاذ هيكل عام ١٩٨٤ هذا الكتاب ، و في حياة الأخوين و كثير من شهود الأحداث ، و لم يتجرأ الاخوان على الرد !
مع إلحاق الاستاذ كتابه " كالعادة " بالعديد من الوثائق بخط يد و امضاء كاتبيها .. نصل إلى يقين - مع الأسف - بتورط مصطفى أمين في قضايا التخابر و تورط الأخوين في الادعاءات و الافتراءات على صديقهم المقرب هيكل !
كتاب فعلا شيق .. تتابع الأحداث و ترابطها جيد جدا ، و بالطبع من أعظم الأشياء إلحاق الكتاب بهذا الكم من الوثائق التاريخية ، التي لولا ادراجها في الكتب ، لن يستطيع أحد منا قراءتها و الحكم على أحداث في التاريخ
كتاب أقرب ما يكون لكتب السيرة الذاتية، قصدته لأتزود بمعلومات عن العلاقة بين الصحافة والسياسة، او بمعنى أصح ان هذا ما كان بمخيلتى، لكن وجدت شيئًا آخر ! سرد الكاتب وقائع احداث تتعلق بشخصه وعلاقاته مع التوأمين مصطفى وعلى أمين وجمال عبد الناصر والسادات. في الحقيقة، لقد شمل اكتاب أكثر من اللازم علاقته مع مصطفى وعلى أمين وقضية تخابرهما في ظل حكم عبد الناصر ومن ثم السادات، مع تصوير جمال عبد الناصر بمظهر ملائكى، والسادات بالشخص العصبى المتحايز لرأيه دون غيره! بالنسبة لى فالحقائق في هذا الكتاب تتمثل في:- 1-اعتراف محمد حسنين هيكل بما تعانيه الصحافة فى دول العالم الثالث وبالطبع مصر 2-تحول النظرة والحكم على حكام مصر بعد انتهاء فترات حكمهم
أعطيه نجمتين فقط للمعلومات التى لم تسبق لى معرفتها.
محمد حسنين هيكل ميزته الوحيدة، التي أعرفها حتى الآن، هي اطلاعه على ما لم يطلع عليه غيره لقربه من السلطه وكبار رجالها، يتحدث عن نفسه وكأنه ملاكًا، والكثير من الدقة التي يحاول إثباتها هي معاة للشك، في كل موعد يقولة بالضبط، حتى أنه تحدث عن وقت وقال الثانية عشر ودقيقتين، وهذا بالضبط ما يقوله أيضا في لقاءاته التليفزيونية، ثم أنه يتذكر كل شيء، كيف في مرة واحدة وبعد كل هذا العمر لم تخنه ذاكرته! لكن بالطبع ما يكتبه هيكل ليس تأريخًا ولا يؤخذ على محمل الجد، وإنما طرفا لخيط يمكن لباحث أن يسير معه.
الكتاب من نوعية الكتب التي من الممكن قراءتها في جلسة واحدة
ايوم ما تستغربش هو ٥٠٠ صفحة بس غالباً حتخلصه في جلسة …ليس معنى هذا ان كتابه خفيف او تافه …بالعكس هو كتاب ممتع و نموذج حقيقي للخلافات في عالمنا العربي …الصراع السياسي بين امريكا و الاشتراكيين و انعكاسه على صداقة هيكل و مصطفى أمين …و كيف تحولت الصداقة الى حرب سخّر فيها مل منهم أساليب سحره …
ربما كان هيكل اكبر كاذب في تاريخنا الحديث لكنه ايضاً حكاء من الطراز الرفيع .
كتاب مهم، مشكلتي الوحيدة انه اسهب جدا جدا في قصة مصطفى وعلي امين، لدرجة ان الكتاب كله عن الموضوع تقريبا وفي النص استراحات بيحكي فيها قصة الصحافة المصرية مع ناصر وبدايات السادات، قصة مصطفى امين طبعا مهمة ولكن كان يبقى افض�� لو اتخصصلها كتاب لوحدها. الكتاب بشكل عام في النهاية رحلة متشعبة من صحافة الملك للسادات بسبب الشخصيات اللي بيحكي عنها
اللافت في هذا الكتاب بعيدا عن قضية مصطفى أمين هو العلاقة الفريدة بين هيكل وعبد الناصر والتي تتجاوز الكليشيهات الحمضانة عن الفرعون والكاهن أو السلطة والمثقف ، فهيكل يتحدث عن عبد الناصر بحب وإعجاب حقيقي ، أو هكذا بدا لي على الأقل من خلال المواقف المختلفة التي جمعتهم على مدار سنوات والتي تنم عن صداقة حقيقية وعميقة
تصفية حساب .. فقط كلمتان يمكن تلخيص الكتاب بهما .. الملاحظة الأهم أن هيكل يدون ما يحدث له وما يسمعه يوما بيوم فى مذكرات يحتفظ بها لذلك تستطيع أن تشعر أن ذاكرته حاضرة بينما الحقيقة أن أوراقة حاضرة أكثر من ذاكرته.. مصطفى أمين يستحق ما فعله هيكل به في هذا الكتاب ...
بين الصحافة والسياسة، 452 صفحة من القطع المتوسط، شركة المطبوعات للنشر والتوزيع ، 1986
1- المقدمة ص 5 قصة العلاقة بين الصحافة والسياسة والردة على النظام الناصري، وبالتالي جاء اوان هذه القصة لتروى.
2- الجزء الأول: الأضواء والظلال
- الفصل الأول: بداية الطريق: بدايات هيكل في الإجيبشيان جازيت ثم في آخر ساعة، ومحاولات تطويرها، حتى قام التابعي ببيعها، وإقناع الأخوين أمين لهيكل بالإستمرار فيها ورفض رئاسة تحرير مجلة الإثنين. - الفصل الثاني: البحث عن المتاعب: إنضمامه لأخبار اليوم وملاحظاته الإيجابية والسلبية عليها وعلى القائمين عليها. - الفصل الثالث: الثورة وبعدها: قيام الثورة وعلاقته بعبد الناصر، وعلاقة نظام الثورة بالأخوين أمين والشكوك نحوهما، ثم عرض الأهرام على هيكل رئاسة التحرير عام 1956 وتمسك الأخوين أمين به. - الفصل الرابع: الإنتقال إلى الأهرام: إنتقاله إلى الأهرام وإستمرار العلاقات مع الأخوين أمين وبقاءه رئيسًا لتحرير آخر ساعة لمدة عام 1957 وإتفاقه معهما على لقاء أسبوعي. - الفصل الخامس: تنظيم الصحافة، وقصته، ومعارضة هيكل له رغم موافقة معظم الصحفيين. - الفصل السادس: المشاكل تظهر: ثم تنظيم الصحافة عام 1960، وتصادمات الأخوين مع الإدارات المتعاقبة في الأخبار. - الفصل السابع: سنة 1965 السنة الحافلة: زيادة التصادمات، وإنتقال علي أمين إلى الأهرام مراسلًا في لندن. - الفصل الثامن: الظلال الزاحفة: مراسلات علي أمين من لندن، والظلال تحوم حول مصطفى أمين، وطلب من عبد الناصر لهيكل بالتحفظ. - الفصل التاسع: الصاعقة تنقض: القبض على مصطفى أمين، وتكامل الأدلة والتسجيلات في القضية. - الفصل العاشر: تأملات في الماضي والحاضر.
3- الجزء الثاني: الإعتراف - الفصل الأول: الرسالة الوثيقة، رسالة مصطفى أمين إلى عبد الناصر. - الفصل الثاني: خواطر وإحتمالات: خواطر هيكل حول الرسالة، ومحاولات إيجاد إحتمالات أخرى لها، وتعليقات هيكل عليها.
4- الجزء الثالث: ملفات شخصية - الفصل الأول: في مواجهة التفاصيل: تولي هيكل لمؤسسة الصحافة العربية المتحدة، وإعطاؤه أخبار اليوم وضعًا مستقلًا عنه، وقطع النفقات عن علي أمين. - الفصل الثاني: لقاء في السجن: يروي لقاءه مع مصطفى أمين بعد ثلاثة أشهر ونصف من القبض عليه، وتنظيم أخبار اليوم من الداخل، والكشف عن أموال مجهولة المصدر في وثائقها. - الفصل الثالث: المسرحية تنتقل إلى لندن: حديث عن علي أمين وإقامته في لندن والشكوك حولها التي أثارها عبد الناصر، ورد علي أمين على ذلك. - الفصل الرابع: زائر من الرفييرا: زيارة سعيد فريحة لعبد الناصر مستشفعًا في مصطفى أمين، وتعليق عبد الناصر على حياة علي أمين في أوروبا، ثم آخر مقابلة بين هيكل ومصطفى أمين وكيف طلب منه عبد الناصر بعدها ألا يقابله. - الفصل الخامس: من لندن إلى طرة: مراسلات علي أمين إلى مصطفى أمين - الفصل السادس: أسئلة كثيرة وسؤال كبير: قراءة في تلك المراسلات، وتساؤلات حةل ولاء مصطفى أمين في ذلك الوقت.
5- الجزء الرابع: سنوات السادات - الفصل الأول: الخلافات مع السادات: شرح للعلاقات الوثيقة مع السادات بعيد وفاة عبد الناصر، ثم شرح للخلافات المتعددة بينهما بعدها. - الفصل الثاني: عودة الغائب: تفاصيل عودة علي أمين من لندن وكيف إستقبله هيكل بترحاب. - الفصل الثالث: حكايات الإفراج: اجواء الإفراج عن مصطفى أمين، وكيف أن السادات أراده إفراجًا صحيًا مع الإفراج عن جواسيس أجانب ليحرج مصطفى أمين. - الفصل الرابع: إذًا ما هو القصد ؟: يروي خروج مصطفى أمين من السجن، ثم خروج هيكل من الأهرام، ثم الهجمة الكبرى على عصر عبد الناصر، وهجمات صحيفة الحوادث على هيكل.
هذا الكتاب صدر في ظروف معينة ليدافع به هيكل عن نفسه ضد الهجمات التي تعرض لها في ذلك الظرف. لكن ما بين السطور وما وراء الكلمات هو ما يجب أن ينتبه إليه القارئ في هذا الكتاب. الكتاب لا يؤصل لعلاقة الصحافة بالسياسة ولكن ما يسرده الكاتب من أحداث هو الذي نستنتج منه هذه العلاقة. يمكن أن نلخص ما يمكن قرائته بين سطور هذا الكتاب في ما قاله الكاتب نفسه في ختامه " إن الصحافة في أي بلد هي جزء من الحياة السياسية فيه... في العالم الثالث، فإن السياسة ليست مجرد صراع مصالح إجتماعية وتيارات فكرية ورؤى مستقبلية وانما هي حروب دامية من أجل البقاء ومعارك ظاهرة وخفية ومطامع ومؤامرات. ثم هي أيضا مخططات قوى عظمى تلعب بمصائر ومقادير شعوب.. ثم إعادة تشكيل أفكارهم وأحلامهم بوسائل عديدة تبدأ بالكلمة والصورة وتنتهي بالمدفع والدبابة."
رغم تعدد الكتب التي كتبها محمد حسنين هيكل إلا أننا لا نعرف إلا القليل عن الرجل فهو قليلا ما يتحدث عن نفسه تمسكا بمهنته كصحفي شاهدا علي ما جري وما يجري حتي أنه في أحد كتبه يروي عن حدث هو نفسه مشارك فيه ومع ذلك لا يروي الحدث من ذاكرة ولكن من واقع الوثائق التي تذكره. في هذا الكتاب يكسر محمد حسنين هيكل هذه العادة ويتحدث عن بداياته في الصحافة وعلاقاته بالسياسة قبل وبعد الثورة إلي أن يصل لخروجه من الأهرام وخلافه مع السادات. الكتاب - برغم أنه بصيغة الراوي - إلا أن محمد حسنين هيكل لا يمل عادة الإستعانة بالوثائق التي تحمل أسرارا صادمة تغير من النظرة إلي كثير من الشخصيات العامة في مصر.
يتحدث فيه الأستاذ الكبير هيكل عن : بعض من نشأته الصحافية ، ثم انتقاله إلى دار أخبار اليوم تحت إدارة الاستاذين مصطفي أمين وعلى أمين ، ومن هنا ينطلق الهدف الأساسى للكتاب لحكاية ما دار من أحداث في اعتقال الأستاذ مصطفي أمين على خلفية علاقات تخابرية ، ويفصل الاستاذ هيكل في الكتاب كل الأحداث من وجهة نظره بالوثائق وذلك على إثر هجمه شرسة من أخبار اليوم على الأستاذ هيكل منذ عام 1974 الى 1984 منذ بدأ خلافه مع الرئيس الراحل أنور السادات .
القارئ لهيكل يجد نفسه أمام تاريخ قائم الزمن الذي عاصره هذا الرجل الأحداث التي شهدها ليس لها أن تتكرر لأحد ذلك الرجل الممتد منذ الملك فاروق لليوم الذي شهد الأمة بعظمتها و انحدارها هو وحده من فعلاً تغوص في تاريخ كامل على يديه .. الكتاب أكثر من رائع يجب أن يكون موضع دراسة وأخلاقيات للصحفيين و الكتاب في يومنا
اولاً لا استطيع ان اوصف مقدار اعجابي بهذا الهيكل ..رائع هو دوماً ... يحكي الكاتب في الكتاب عن علاقته الوثيقه بجمال عبدالناصر ..وعن توتر علاقته بالتؤام مصطفي وعلي امين ..وعن سوء الفهم والصراع الذي كان بينه وبين السادات والذي انتهي الامر بالقاء السادات بمحمد حسنين هيكل في السجن... كتاب مهم لكاتب قامه وصاحب كلمه وصاحب مواقف ....