سلّامة القس

by علي أحمد باكثير

رواية

Genres: Novels, Literature

181 pages, Paperback

First published January 1, 1977

About the author

هو علي بن أحمد بن محمد باكثير الكندي، ولد في 15 ذي الحجة 1328 هـ في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين من منطقة حضرموت. وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 15 رجب سنة 1338هـ الموافق 5 أبريل 1920م. وهناك تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والشريعة على يد شيوخ أجلاء منهم عمه الشاعر اللغوي النحوي القاضي محمد بن محمد باكثير كما تلقى علوم الدين أيضا على يد الفقيه محمد بن هادي السقاف وكان من أقران علي باكثير حينها الفقيه واللغوي محمد بن عبد اللاه السقاف. ظهرت مواهب باكثير مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره.

تزوج باكثير مبكراً عام 1346 هـ ولكنه فجع بوفاة زوجته وهي في غضارة الشباب ونضارة الصبا فغادر حضرموت حوالي عام 1931م وتوجه إلى عدن ومنها إلى الصومال والحبشة واستقر زمناً في الحجاز، وفي الحجاز نظم مطولته نظام البردة كما كتب أول عمل مسرحي شعري له وهو همام أو في بلاد الأحقاف وطبعهما في مصر أول قدومه إليها.

سفره إلى مصر

وصل باكثير إلى مصر سنة 1352 هـ، الموافق 1934 م، والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الأنجليزية عام 1359 هـ / 1939م، وقد ترجم عام 1936 م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م وعمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما. سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة.

بعد انتهاء الدراسة فضل الإقامة في مصر حيث أحب المجتمع المصري وتفاعل معه فتزوج من عائلة مصرية محافظة، وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة، من أمثال العقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم. وقد قال باكثير في مقابلة مع إذاعة عدن عام 1968 أنه يصنف كثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم.

اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً منها عشرة أعوام بالمنصورة ثم نقل إلى القاهرة. وفي سنة 1955م انتقل للعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته.

Reviews

[حسام عادل · Rating 4 out of 5]

إنها رواية عن رجلٍ أحبّ.. رُغمًا عن أنفهِ أحبّ، وما كان لمثلهِ فى حب مَن مثلها سبيل
عن العابد الذي تفتَّح قلبه، والعابثة التي تعلمت التقى، والقدر الذي مدَّ بين الإثنين أرضًا لا آخر لها أو أول
رواية عن الحب، بعذريته البريئة، وشهوته المجنونة، الحب الذي يستقي من الفراق قسوته فيُميت بعضًا، ويصيِّر آخرين بين الناس أمواتا
واذكر في الكتابِ قوله تعالى ولا تنسه: الأخلّاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدو.. إلا المتقين
إلا المتقين
08.06.2019

[أَحْمَد · Rating 2 out of 5]

زمان القصة = فى خلافة بنى أمية تحديداً فى زمان يزيد ابن عبد الملك

احداث القصة فى الجزء الاكبر منها تدور فى مكة ..عن احدى الجوارى التى اسمها " سلامة " وهى جارية جميلة لها صوت يشبه السحر ... سلامة جارية مملوكة لابى الوفاء وهو احد التجار ذوى اليسار فى مكة ..وهو فى الرواية رجل متدين " متشدد " يكره الغناء ويرفضه ويشتد على جاريته حينما يعلم انها تغنى او تُدندن بالاشعار وهى تقوم باعباء المنزل او حتى ترعى الغنم ...
فى الحى الذى تسكن فيه سلامة

ابو الوفاء = احد التجار فى مكة من زوى اليسار ..يعيش هو وزوجته " ام الوفاء " فى احد اطراف مكة فى قصره العامر ..وهو رجل متدين يحرص على الصلاة فى المسجد ويكره الغناء او متشدد كما يظهر فى الرواية ..و له جارية تسمى سلامة

ابن سهيل = تاجر من مكة يسكن فى نفس الحى الذى يسكن فيه ابو الوفاء ..ومجلس ابن سهيل دائماً يمتلىء بالشعراء والندماء والاغانى والمعازف ...فهو حريص كل ليلة ان يقيم فى حديقة منزله حفلة تحييها احدى المغنيات التى تضرب على العود ومن اجل ذلك كان ينفق الاموال الطائلة من اجل ان يأتى بالمغنيات حتى ولو من خارج مكة ..حتى حلت عليه ضيفة مغنية المدينة المشهورة " جميلة " وهى امرأة لها صوتُ حسن مشهورة بالغناء جداً ...

سلامة = احدة الجوارى اللاتى يمتلكن جمالاً ظاهراً وصوتاً حسناً كانه السحر
فى احد الايام وهى فى بيت مولاها ابو الوفاء يصلها صوت " جميلة " المغنية المشهورة التى تغنى فى مجلس ابن سهيل فى المنزل المقابل ...تحفظ سلامة الاشعار وتبدأ فى ترديدها لتكتشف ان لها صوتاً بديعاً جداً ويصبح لديها رغبة عارمة فى احتراف الغناء علها تصل من خلاله الى المال والشهرة .. كل يوم تخرج من بيت سيدها الى الخلاء لرعاية اغنامه وتبدأ فى الدندنه بالاشعار التى تحفظها ..وفى احد الايام يسمعها صدفة احد رعاة الاغنام " حكيم " الذى يفتتن بصوتها ويعرض عليها ان يعلمها مزيداً من الاشعار فى مقابل ان تعطيه " قبلة " مقابل كل بيت من الشعر ...وهكذا ظلت كل يوم تستزيد من الشعر ومن حفظه ومن حفظ الالحان ..
وكانت تدندن بهذه الاشعار فى البيت عند مولاها ابو الوفاء ..وكان رجلاً متشدداً " كما اظهرته الرواية "..فلايكاد يستمع اليها وهى تدندن حتى يينهرها فى شدة ويمنعها من ذلك بالقوة...
حتى عقد العزم على بيعها فباعها الى ابن سهيل جاره المفتون بالغناء الذى طلب شرائها بعدما سمع بصوتها الحسن

عبد الرحمن ابن عمار = شاب فى مقتبل العمر ..عابد مشهور من عباد مكة حتى اطلقوا عليه " القس " ..كان صديقاً لابى الوفاء ..فى احد المرات ذهب لكى يزور ابو الوفاء فاستمع الى صوت سلامة وهى تغنى فى دار ابن سهيل ..فاصابه صوتها السحر بالفتنة ..فوقف يستمع اليها بجانب السور حتى رآه ابن سهيل فخرج الى باب البيت وفاجأه وطلب منه ان يدخل ليستمع اليها مباشرة والح عليه فى ذلك حتى دخل الى البيت وطلب ابن سهيل من جاريته ان تُحسن الغناء حتى تفتن وتملك قلب القس ...
ومن يومها ابن عمار" القس " بدأ التردد على بيت ابن سهيل اللى كان شايفه قبل كده " فاسق "..وبدأت قصة حبه لسلامة ..اللى الناس عرفتها بعد كده و اتشهروا بين اهل مكة انها عاشقان وان الجارية قد فتنت العابد ... حتى اسموها " سلامة القس "..كناية عن حب ابن عمار لها

فى نهاية القصة ابن سهيل ..اصابه الافلاس بسبب التبذير على الحفلات والمغنيات .. فالقاضى حجر على امواله ورهنها للبيع ..وتم بيع سلامة الى تاجر من المدينة عن طريق القاضى ...
قبلها بيوم كان ابن عمار باع الاراضى والعقارات التى تركها والده بغرض توفير قدر من المال لشراء سلامة من ابن سهيل
لكن طبعاً ابن سهيل قاله انه جاء متأخراً فسلامه تم بيعها بالفعل الى تاجر فى المدينة
وطبعاً القس هيعيط شوية وهو ابن سهيل حزنا على فراق سلامة ..وهيشتغلوا هما الاتنين فى التجارة علشان يوفروا فلوس يقدروا يرجعوا بيها سلامة تانى من التاجر
التاجر ده بقى كان بيشترى الجوارى اللى صوتهم حلو ويدربهم على الغناء كويس وبعدين يرجع يبيعهم تانى بسعر اعلى
وده اللى عملوا مع سلامة اللى علمها الغناء على مدار سنة كاملة وصوتها اتشهر حتى وصل الى الخليفة فى دمشق اللى ارسل الى المدينة يشتريها من مالكها
فى نفس الوقت اللى كان ابن عمار وابن سهيل جمعوا مبلغ كويس وسافروا على المدينة علشان يرجعوا سلامة ... فالتاجر قالهم " معلش والله " سلامة اتباعت من خمس دقائق الى الخليفة فى دمشق اللى دفع فيها اموال طائلة

بس ..القس عيط شوية ..وهى عيطت شوية ... وقالها مع السلامة ..وهى قالت له مع السلامة

وتوته توته خلصت الحدوته
:)))
___
من ناحية الحبكة الروائية معجبتنيش ..
نهايتها مفتعلة ...

القصة على فكرة اتنقلت قبل كده فى بعض كتب التاريخ القديمة , قصة " عبد الرحمن ابن اى عمار " الذى كان يُسمى بالقس لعبادته واحب سلامة المغنية

لكن القصة فى الحقيقة غير صحيحه
عبد الرحمن ابن ابى عمار من مشاهير المحدثين وروى له الامام مسلم ...
وكل الذين كتبوا فى الجرح والتعديل وكتبوا عن ابن ابى عمار لم يتعرضوا للقصة ولم يتعرضوا له بجرح ابداً
ولاشك ان الجلوس فى مجالس اللهو والغناء والجلوس بين ديى فتاة تتلاعب بالاهات والالحان كما كان يفعل ابن عمار " فى الرواية " كان بلاشك سيكون سبباً كافياً لجرحه من قبل علماء الحديث
وهم كانوا على درجة عظيمة من الدقة ..حتى انهم جرحوا الامام مالك امام دار الهجرة المشهور لانه كان يخلط فى اخر حياته


فكرة تصوير مجتمع مكة والمدينة بهذا الشكل ..انتشار الغناء واللهو والمعازف خصوصا فى هذه الفترة " القرن الهجرى الاول " هى فكرة اراها انا سيئة قميئة .. وشىء مسىء

برضه ابن سهيل اظهره باكثير بمظهر الشخص الطيب اللى رغم مجالس اللهو والغناء اللى كان بيعملها كان راجل طيب بيصلى على طول وبيعطف على الفقراء ..فى حين انه اخرج " ابو والوفاء " المتدين المحافظ على الصلاة وعلى طلب العلم بصورة منفرة متشددة متزمته .....

فى اعتقادى ان مجتمع مكة والمدينة فى هذا العصر من القرن الهجرى لم يكن بهذا الشكل الذى صوره باكثير فى روايته

[Rana Adel · Rating 3 out of 5]

لغة الكاتب أكثر من رائعة حتى إن فصاحة اللغة و بلاغة الكاتب زادت الروايةالتاريخية جمالا على جمال

على إننى بعد أن إنتهيت من قراءة الرواية أردت أن أعرف أكثر عن سلامة القس فوجدت أن جميع الآراءأتفقت على أن شخصيات بهذه الأسماء و هذه الصفات وجدت بالفعل و لكن الإختلاف كان فى مسألة حب القس الناسك العابد للجارية
سلامة المغنية فمنهم من يرى القصة حقيقية ومنهم من يراها إفتراء على عبد الرحمن بن ابي عمار
و بعد أن قرأت الرأيين وجدت إننى أميل للرأى الثانى أكثر من الأول لعدد من الأسباب التى ذكرت فيه مع التحفظ على بعض الأراء


http://www.ahl-alquran.com/arabic/doc...
اللينك ده فيه مقالة عن سلامة القس المغنية التى عاشت فى عصر الأمويين ووشغف بحبها عبد الرحمن بن ابي عمار
بقلم أحمد صبحى منصور و بعض تعليقات قراء المقالة

http://ia600604.us.archive.org/30/ite...
و اللينك ده فيه الرأى الثانى "الرد على باكثير في روايته المزعومة سلامة القس وافتراءته على عبد الرحمن بن ابي عمار" والذى تولى الرد : الشيخ المحدث مساعد بن بشير

[ياسمين · Rating 4 out of 5]

قالوا أحب القس سلامة ....و هو التقي الورع الطاهر
كأن لم يدر معنى الهوى......إلا ذلك الفاسق الفاجر
يا قوم إني بشر مثلكم........و فاطري ربكم الفاطر
و لي كبد تهفو كأكبادكم.....و لي فؤاد مثلكم شاعر

الرواية رائعة و عذبة
استمتعت بها كثيرا

[بسام عبد العزيز · Rating 4 out of 5]

لم أسمع قبلا بقصة الحب تلك بين سلامة و بين القس في الأدب العربي و عرفتها لأول مرة من خلال باكثير..
تقريبا الأحداث الرئيسية في القصة وقعت كما ذكرها باكثير.. لكن بالطبع هناك بعض من التصرف الذي تمليه القصة..

فماذا عن القصة؟ لدينا جارية تعشق الغناء و تصبح واحدة من أمهر المغنيات في الحجاز و لدينا شاب فقيه متدين يجد نفسه قد عشقها و هى أيضا تبادله نفس الحب و الهوى..
ما الذي يحدث بينهما؟ بالقطع الغناء مرفوض لدي الأصوليين .. و في نفس الوقت الشاب الفقيه لديه قلب و لا يستطيع التحكم في قلبه.. هذا هو الصراع الأساسي في الرواية..

قد تكون فكرة الغواية تيمة أساسية معتادة عن باكثير لكنه هنا يضع تصورا جديدا لها.. فالعالم الفقيه لا يشعر بالإيمان الحقيقي إلا عندما أحب الجارية المطربة.. و فقط بعدما يهواها يجد نفسه أشد إيمانا و أكثر تقوا مما كان.. يبدأ في الشعور و الأحساس بروعة الكون و جمال الحياة بأسرها.. يفهم معنى الخلق و يشعر أنه اكثر قربا من الخالق... هذا بالرغم من كون الجارية في نظر الأصوليين تقترف جريمة فظيعة و هى الغناء...

هذا التصور الأفلاطوني للحب أعجبني بشدة.. فالحب ليس بمحرم و لكن الخطيئة هى المحرمة.. بل ان الحب يجعل الإنسان أكثر إيمانا و سعادة.. حتى لو كان المحبوب مغنية ترتكب الإثم بغنائها!

لا انكر إندهاشي الشديد بكتابة باكثير لمثل هذه القصة.. فالكاتب عندما يقتبس حدث كهذا فهو يريد أن يقول رأيه من خلال هذه القصة.. و يبدو لي أن رأيه ليس بذلك الراي السلفي الوهابي الغبي.. بل أن باكثير يفهم النفس الانسانية و يعلم أن الجمال دائما يصل بالانسان إلى خالق الجمال مهما كان مصدر هذا الجمال..

الشيء الوحيد الذي قطع استمتاعي هو كثرة الأشعار في القصة.. و أنا لا أحب الشعر.. لكن في المجمل القصة أعجبتني جدا..

[ميّ.. قارئة كتب · Rating 4 out of 5]

(إلا المتقين .. إلا المتقين)
ما أجملها من ذكرى تركها عبد الرحمن في نفس سلّامة !
ما أروعه من حبّ عذري طاهر نقيّ أبى إلا أن يفرق قلبي متحابين
تعاهدا على الوفاء والإخلاص وإن فرقتهما المسافات
وأن يكون كل منهما لصاحبه مهما توالت الأيام وبعدت الشقة !
فلمّا لم يجدا سبيلاً إلى الاجتماع تحت سقف واحد في دنيانا الفانية
أجّلا موعد اللقاء إلى دنيا أخرى بقاؤها أزلي لا حزن فيها ولا نصب !
"إنّ للأيام يداً تمسح .. كما أن لها يداً تجرح"
هذا سبيل العزاء والسلوان
أمل يعبث ويخايل القلب أن اللقاء سيكون عاجلاً أو آجلاً !
رواية رائعة أبكتني مع بكاء سلّامة والقَسّ
كأني بهما قد جلسا أمامي بنظراتهما الزائغة ينتحبان
ثم يحاول كلّ منها الآخر أن يعزي صاحبه ويعلله بقرب الفرج !

[نوري · Rating 3 out of 5]

أضاعوني وأي فتى أضاعوا .. ليوم كريهة وسِداد ثغر

[Mohamed El-Attar · Rating 3 out of 5]

.

إن جسم المرء ليعتل فيشفى، وإنما الطامه الكبرى أن تمرض الروح

.

[Maha Rashwan · Rating 3 out of 5]

ربما بساطة الاسلوب الادبي ل با كثير لا يضعه بين المبدعين في رايي، الا ان له ميزتان تجعلني اعود لكتبه بين الحين والاخر، الاولى ان اغلبها مبني على وقائع تاريخية حقيقية يقدمها في صورة محببة الى النفس، وثانيها انه مهما كانت بساطة القصة الا انه يستطيع ان يطرح من خلالها قضايا عديدة للتفكر، سلامة قصة حب عادية ولكن من خلالها طرح با كثير الصراع النفسي بين الزهد والتدين الشديد من جهة والحب من جهة اخرى ، قد تكون سلامة امراة او ترمز لمباهج الدنيا في العموم، الا ان الرسالة كانت ان مباهج الدنيا لايست سبب بالضرورة للبعد عن الله بل على العكس قد تلين القلب الجاف وتجعله اكثر احساسا بنم الله وتقربا منه، الطرح الثاني ظهر في شخصية ابن سهيل الذي يمكن الحكم عليه بالمجون والانشغال باللهو الا اننا نجده مصلي، متصدق في السر، حاملا لهموم الناس ياثرهم على نفسه وصديق وفي جدا وكريم ، فبالرغم من ان لديه من الاسباب ما يجعله يكره عبد الرحمن الا انه كان له نعم الصديق، واخيراالعبرة التي اراد با كثير ايصالها انه من فاته مباهج الدنيا في الحياة فعليه بالتقوى فانه نائلها في الاخرة....عبرة لا اظنها تصلح لختام رواية عن العشق بل هي اليق بكتاب وعظ، الا انها اقرب لفكر با كثير.

[Sief alnbwa · Rating 3 out of 5]

انا هكتب الريفيو بأبيات وردت في الرواية

الان فليعلن ... من شاء تهيامه
قد وقع القس... في حب سلامة
لم يحمه الحبا... صيامه الدائم
وخوفه الربا... وليله القائم
...................
علام سلبت يا سلام قلبي ؟
فعاف الرشد واستحلي الضلالا
وقبلك ما عرفت سوي صلاتي
ولم ينل الهوي مني منالا
سمعتك فاجتواني نصف عقلي
فلما لحت لي ارتحل ارتحالا
...................
اذا وجدت اوار الحب في كبدي
ذهبت نحو سقاء الماء ابترد
هبني بردت ببرد الماء ظاهره
فمن لنار علي الاحشاء تتقد
.....................
هواك يقارع التقوي بقلبي
فأشهد فيه حربهما سجالا
وهل في الارض اشقي من محب
يذوب هوي ولا يرجوا نوالا
ألا يا ليت ربي اذا هداني
الي تقواه جنبني الضلالا
وإلا فليرحني من صلاحي
فأني قد لقيت به نكالا
ستأتيني المنية حين تأتي
وتسلمني الي ربي تعالي
وما في القلب يا سلام رجوي
سواك وان تكوني لي حلالا

[Dalia · Rating 3 out of 5]

*رحم الله حبًّا أرَقّ قلبًا، و بدّل إيمانه من قولٍ إلى عمل
قصة " سلّامة القس " ذلك العابد الزاهد الذي وقع في حب جارية مغنية
و ماذا فعلت بزاهدٍ متعبّد
إنّه العشق الذي إذا ما حلّ طوفانه بقلبٍ، فلا عاصم من أمر الله إلّا من رحم..
*قصة مؤثرة لمن عصمه ورعه و خشيته من الله من ارتكاب ما حرّمه، و لو أنّ الفتنة عظيمة و المصاب في العشق جلل،إلا أنّ ما عند الله خير و أبقى..
*لغة الكاتب جميلة و مؤثرة من فصاحة و لغة و أحاديث عن لواعج القلب، و اضطراب النفس بين لوّامةٍ و أمّارةٍ و مطمئنة
* تعلمت منها أن لا تلومنّ مبتلي بما لم يبتليك الله به
و أنّ القلوب الطاهرة و النفوس الزكية المتضرعة لله يعصمها الله من الفحش
و أعان الله قلوبًا ابتليت بالعشق و جعل نارها بردًا و سلاما على أهلها

[Azzahraa · Rating 3 out of 5]

قالوا أحب القس سلامة*وهو التقى الناسك الطاهر
كأنما لميدر قبلى الهوى*إلا الغوى الفاتك الفاجر
ياقوم إنى بشر مثلكم*وفاطرى ربكم الفاطر
لى كبد تهفو كأكبادكم*ولى فؤاد مثلكم شاعر
جميلة هى الأبيات وجميلة هى الرواية

[Nesma Mostafa · Rating 1 out of 5]

سلّامة القس.
لـ علي أحمد باكثير.
__
عدد صفحاتها ١٨٨ صفحة، وعلى قلة الصفحات فقد أحسست بالحشو المُبالغ فيه.
أكثر من شهر وأنا أُحاول الانتهاء من قراءتها!
ربما لأنها لا تحتوي على مغزى، مجرد قصة حُب ربما تكون حقيقية أو لا. فقد اختلفت الأراء حول صحة ما آلت إليه الأمور تاريخيًا.

ولكن حسنتها الوحيدة أسلوب المؤلف وحُسن صياغته.

نجمة واحدة

[راجية · Rating 5 out of 5]

ما أرق وما أجمل تلك الكلمات !

وما أرق وما أجمل شخصيات تلك الراوية !

وما أرق القس بطل الرواية عبد الرحمن ذلك التقي العفيف وما أجمل تلك المحاسبة الشديدة التي كان يحاسبها لنفسه !

وما أجمل تلك الكلمات التي حاسب بها نفسه حينما سعي وراء سلامة كل هذا ولم يكتبها الله له

خاطب نفسه قائلا (( إلام تطمعين في شئ لم يشأ الله أن يكون ))


إنها صورة من أسمي وأجمل معاني الحب العفيف إلا أن نهايتها في غاية الألم

[Alaa Alhajjar · Rating 5 out of 5]

((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))
رائعة بكل معنى الكلمة .. ما أجمل العفاف! ما أروع الحبيب الذي يخاف على حبيبه من غضب الله .. الذي يخاف أن يقف هو ومن يحب يوم القيامة عدو .. ما أصدق هذا الحب .. حب خال من الشهوات .. حب للحب ..

[Lamia Al-Qahtani · Rating 5 out of 5]

إن كنت تسمع بالحب العفيف ولا تعرف ما هو فأقرأ هذه الرواية

[Rama Osama · Rating 5 out of 5]

أبكتني كثيرا ..

[غدير]

بسم الله الرحمن الرحيم
""الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلّا المتّقين""
صدق الله العظيم :)

[Mohammed Zidan Attamimi · Rating 5 out of 5]

رواية رائعة لعلي احمد باكثير. يتحدث فيها عن الحب العذري العفيف. بطلي الرواية العابد الناسك (عبدالرحمن بن ابي عمار) ولقب ب(القس)لكثرة تعبده، وكان اسمه عنوانا للشاب العفيف. حياة القس انقلبت بعد ان تعرف على الجارية والمغنية (سلامة). ما ان وقع القس في الحب حتى اشتعلت حرب عوان بين نفسه التقية الزاهدة ونفسه المقبلة على الحب والحياة.

هواك يقارع التقوى بقلبي فاشهد فيهما حربا سجالا
وهل في الأرض اشقى من محب يذوب هوى ولا يرجو نوالا ؟
وقبلك ماعرفت سوى صلاتي ولم ينل الهوى مني منالا
سمعتك فاجتواني نصف عقلي فلم لحت لي ارتحل ارتحالا

وحليت الحياة بعينه وتغيرت نظرته الى الأشياء ونظرته الى الناس واعمالهم فاصبح كثير العطف والعذر لهم، صار قلبه ارق وحنينه اصدق وشعوره اعمق. تحول عظيم في حياته، وفرق شاسع بين ماضيه وحاضره، وكان دائم التفكير في هذه المحنة اللتي اصابتها متسائلا بينه وبين نفسه عن ايهما خير ماضيه ام حاضره. وايهما الراجح، قلبه دائم يرجح حاضره، فيتبعه في التصديق عقله

الان فليعلن من شاء تهيامه
قد وقع القس في حب سلامة
لم يحمه الحبا صيامه الدائم
وخوفه الربا وليليه القائم
اين عبادتك يأبن ابي عمار
امست صبابتك احدوثة السمار


النهاية كانت حزينة وابت الأيام ان تجمع العاشقين، صحيح كانت لهم بعض الخلوات ولكن نفس عبد الرحمن الطاهرة كانت سبب في شقائه. سلامة وبسبب احترفها للغناء وكأنما خلقت له، تنقلت بين ملاكها وكانت نهايتها في قصور بني امية. اجتهد عبد الرحمن في الكسب لكي يستعيد سلامة ويعطي مالكها مايشتهييه من المال ولكن يعانده الحظ في كل مرة

[Jamal Hussain · Rating 4 out of 5]

اول قراءة للكاتب باكثير وهو كاتب وأديب يمني من حضرموت عاش في مطلع القرن الماضي.

قالوا أحب القس سلامة ....و هو التقي الورع الطاهر
كأن لم يدر معنى الهوى......إلا ذلك الفاسق الفاجر
يا قوم إني بشر مثلكم........و فاطري ربكم الفاطر
و لي كبد تهفو كأكبادكم.....و لي فؤاد مثلكم شاعر

الرواية بسيطة مباشرة سردية بلا تعقيد تحكي حال الحب كيف لا يفرق بين قلب عابد زاهد وبين لاهٍ ماجن.
تدور القصة في مكة في العهد الأموي عن عابد زاهد فتن بحب فتاة مغنية وأغرم بها حتى تملكه الحب وسيطر على فكره ووجدانه.
احتوت الرواية على لغة جميلة وأبيات شعرية غايه في الرقة والعذوبة، كذلك أعجبني ان هناك سحنة افلاطونية لحب هذا العابد الزاهد فالحب ليس محرماً لكن الخطيئة هي المحرمة.

بساطة أسلوب باكثير تدعوني لقراءة اكثر لأعماله..
4/5

[محمود مصطفي · Rating 3 out of 5]

مبدعة لولا نهايتها
صور فها ما يختلج النفس من التدافع بين الطاعة والمعصية
وراحة النفس لذاتها بتغيير صورة المنكر وتصويره علي غير صورته طمعا في سكون الضمير وراحة البال
بديعة حقا
ولولا نهايتها لاستحقت عشر نجمات
فعهدي بمثل هؤلاء العشاق.... وقد كنت منهم... الا يطيب لهم عيش ولا يستوي بهم حال ولا يرق لهم دمع حتي يحصلوا علي مرادهم ودون ذلك خرط القتاد وقتل النفس
ولا احسب ان شيئا سيسلوه عنها او يسلوها عنه حتي ما ظنا
مست شغاف قلبي
رحم الله المبدع باكثير
يجعلك ابداعه تطوي الصفحات طيا سريعا دون احساس بوقت
بنائها الادبي رائع رائع وكن المشكلة في الوقائع التاريخيه التي غالبا مايضرب بها عرض الحائط
http://www.goodreads.com/user/show/50...
مقال في الرد علي باكثير

[Dr Eman Sonnet · Rating 4 out of 5]

هذه قراءة ثانية لرواية قديمة و خالدة:
أو ليس من حق قلبه النابض أن يشعر؟ بل و أن يعبر عن مشاعره التى نبتت حين سمع فعشق؟ لقد كان عابدا زاهدا قبلها فازداد عبادة بعدها؟ هل ظنوا أنه سيكون راهبا فى الإسلام وهو الفقيه العالم؟ بل كيف تملك قلبه حبها و استحال كيانه؟ تبدل حال هذا الذى لم يذق و يعلم من قبل هوى النساء كثيرا. و ما أحس إلا هوى ربه و ما فقه عقله إلا علمه و دينه. و لما سمع و رأى اتسع قلبه و عقله لهواها.

كيف استطاع باكثير أن يرسم لنا رجلا مثاليا يحب و يتعبد فى ظل زمان غريب عنا و فى أماكن مقدسة؟
http://shayunbiqalbi.blogspot.com/200...

[Ahmed Ibrahim · Rating 4 out of 5]

" ان جسم المرأ ليعتل فيشفى وانما الطامه الكبرى ان تمرض الروح "

----------

ذكرنى عبد الرحمن بن عمار ( القَس ) بالراهب فى روايه " تاييس " لاناتول فرانس فكلاهما غارق فى الطاعه ولكن تغير حالهم واتبعوا اهوائهم فتعلق القس بسلامه كما تعلق الراهب بالراقصه مع الاختلاف بين الروايتين

روايه تنطبق عليها جمله السهل الممتنع
رغم بساطتها لكنها احتوت على مشاعر واحاسيس واضطرابات تأسر الفؤاد

احتوت على العديد من الاشعار الرائعه

هذه الروايه هى العمل الثانى اللذى قرأته لعلى احمد باكثير
لكنى احببت اسلوبه وملكتنى اشعاره

[Amatu Alshafey · Rating 5 out of 5]

قالوا أحب القس سلامة ....و هو التقي الورع الطاهر
كأن لم يدر معنى الهوى......إلا ذلك الفاسق الفاجر
يا قوم إني بشر مثلكم........و فاطري ربكم الفاطر
و لي كبد تهفو كأكبادكم.....و لي فؤاد مثلكم شاعر
فقالت سلامة و كففت دمعها:ليس ابن أبي عمار بماكر لاخاع
انه برئ كالطفل!حي كالعذراء طاهر كالملك!
تحفة،أعجبتني

[ElSayed Mahmoud ElSehamy · Rating 4 out of 5]

ولو استطعتُ بعتُ عمري بيومٍ
فيهِ ألقاكَٓ ي أعزٓ الصحابٓ..
يا حبيبي إن جارٓ دهرٌ علينا
وسقانا بالبينِ مُرٓ الشرابٓ..
"وعذبتنا الأماكنـ وفرقتنا دروبٌ
وصارٓ كلٌ منا في واديهِ إنتحابا.."
شهدٓ الله أن حبكٓ عفّٓ
سيكون الشفيعُ يومٓ الحسابٓ..

[Khaled · Rating 5 out of 5]

يا إلهي ما هذا؟! قلبي الصغير لا يحتمل!

[محمد ميره · Rating 5 out of 5]

رقي اللغة كما يجب ان يكون

[Aly Alkomey · Rating 4 out of 5]

رائعه من روائع باكثير

[Mohamed Abo-Elgheit · Rating 3 out of 5]

لي كبدٌ تهفو كأكبادكم . . . ولي فؤادٌ مثلكم شاعرُ

:)

لا شك أنها رواية جميلة علي بساطتها

[Osama · Rating 4 out of 5]

عن القصة:
عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عمار؛ المعروف بالقس لكثرة عبادته وغزارة علمه، ونشاط همته وقع في مصيبة الحب، أو نعيمه لجارية حسنة الصوت والصورة تدعى سلامة.

وحصل ما حصل من الحب والهيام، والتألم ثم النسيان، والثورة ثم السلوان. وخيراً ما تفعل الأيام من تطبيب الجروح. لولا أنها دائماً ما تفشل في هذه المهمة المضنية. وكان بينهما النظرات والعبرات، والابتسام والدمعات، والقصائد والأغنيات، ولكن كما هي عادة أيام الدنيا تصر على معاقبة الأحبة، وقد عاقبتهم كما عاقبت الذين كانوا من قبلهم.

ومن كان قبلهم! كان كُثير عزة، وكان مجنونا ليلى، وكانت عبلة عنتر، وهنا سلامة القس، وكان جميل بثينة، وكان وكان وكان، ولم يزل، ولن يزل أو يمتنع الحب من فعل من أفاعيلة.

قد كنت أعدل في السفاهة أهلها
فأعجب لما تأتي به الأيام

فاليوم أعذرهم وأعلم أنما
سُبُلُ الغواية والهُدى أقسام

وأخيراً، فمن المُسعد أن تكتب قصص في الحب تحاكي أحد الأنماط كثيرة التكرار؛ وهي أن لا يتم للمحبوبين ما أحبا لنفسيهما. إذ كثيراً من المرات تنتهي قصص الحب ب "توتة توتة خلصت الحدوتة"، وقد يكون الأنسب والأصدق أن نعترف بأن الحدوتة قد مزعقت أو وئدت أو فاضت روحها غير الطاهرة.


عن التاريخ:
هناك لغط على الصحة القصة ونسبتها إلى المسمى بها. فمن مثبت إلى مشكك إلى ناف لها بالكلية. ولا أحب أن أكون ممن استنفذ وقتها في تتبع صحتها. إذ وإن لم تثبت هذه القصة في هذين الشخصين فهي بكل تأكيد وبلا شك ثبتت في آخرين كثر. ولا يهمني تأكد القصة تاريخياً إذ أنها ممتعة أنسجت على الحقيقة أم محاكية لها. ونمطيتها موجودة ولا شك عندي.


عن الكتاب:
نسختي هي الطبعة الأولى من مكتبة الفنون والآداب. وهي غارقة في شناعة إملائية وضمائرية مزعجة مستثيرة. والقارئ وإن لم يتحسس من الإملاء كما أتحسس فإنه ولا شك سيتحسس المعاني المضطربة التي تحورها الضمائر غير الصحيحة أو المناسبة. وهناك جملٌ متكررة بالنص، لولا أن أثر هذه في تغيير المعنى قليل.



تفصيل بديع لموقفٍ كثير التكرار
كثيراً ما يتردد في خَلدِي حديثه ﷺ إذ يقول: "...فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ."
وتَبِعةُ ذلك أن أتساءل وأتوجس من ارتياحي إن كانت الأمور مريحة سهلة يسيرة. وبالتأكيد ليس الحل تمني السوء، ولكن أوليس يجدر بي أن أكون أسعد إذا استعصت السبل ووعر الطريق؟!
سأبقي أفكاري لذاتي، ولكن مناقشة باكثير لهذا الموضوع على لسان القس المتيم جميلة ووافية، وكان البلاء في هذه الحالة هو الحب الممتنع. والاقتباس يصح لكل بلاء.

ثم ما هذه المحنة التي بلي بها؟ أشر أريد به أم أراد به ربه رشدًا؟ أحق أن ماضيه خير من حاضره؟ أليس من الجائز أن يكون حاضره خيرًا من ماضيه؟ ليوازن بينهما في شيء ليرى أيهما الراجح. كان في ماضيه خالي البال راضي النفس مستريح الفكر. فما خلو البال؟ أليس معنی من معاني الخواء والتعطل؟ وما رضى النفس؟ أليس مظهرًا من مظاهر إخلادها إلى ما هي فيه من النقص ووقوفها عن الحركة الدائبة إلى الكمال؟ وما راحة الفكر؟ أليس قصوره وعجزه عن أداء ما خُلق له من السبح في عجائب الخلق، وآيات الخالق؟

كان في ماضيه يخشى الله ويتقيه، ويبكي في صلاته وقيامه، فهل ذهبت عنه خشية الله وتقواه؟ أليست خشيته اليوم وقد حفت به الشهوات وتبرجت له الدنيا أعظم من خشيته أمس حين لم يكن في متقلب عيشه ما يخشى الله فيه؟ وهل رقأ دمعه إذا أجنه الليل وقام في سكونه يناجي الله؟ أليس بكاؤه اليوم أغزر من بكائه أمس؟ الم يصر قلبه أرق وحنينه أصدق وشعوره أعمق؟

وكان زاهدًا في الدنيا معرضًا عن باطلها وغرورها، ولكن أين زُهد من زهد؟ أين زهد الخبير بالدنيا المتمرس بآفاتها، من زهد الجاهل بها البعيد عنها؟ هو اليوم يغشى السوق ويشتغل بالتجارة ويتقي الله في ذلك كله، فأنى يكون له فضل الأمانة والصدق في المعاملة لو لم يقع فيما وقع فيه؟