أحمد بهاء الدين (1927 - 1996) صحافي مصري . رئيس تحرير مجلة صباح الخير ودار الهلال والأهرام ومجلة العربي الكويتية (1976 - 1982). وكان يكتب المقالات في العديد من الصحف المصرية والعربية تخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا) عام 1946 وقد كان أحد أصغر رؤساء التحرير حين توليه رئاسة تحرير مجلة (صباح الخير) عام 1957 كان أول من هاجم عشوائية سياسة الإنفتاح الإقتصادي المتبعة في عهد السادات و ذلك بمقاله الأشهر السداح مداح وذلك أثناء رئاسته لتحريرالأهرام الجريدة الحكومية شبه الرسمية توفي عام 1996 بعد صراع مع المرض حيث قضى أخر ست سنوات من عمره في غيبوبة طويلة
"التاريخ هو الفرق بين الإنسان الواعي، وغير الواعي.. الإنسان غير الواعي لا يرى إلّا قطعة الجُبن، ولكن الإنسان الواعي يرى قطعة الجُبن، ويرى المصيدة!"
عندما قرأت كتاب شخصيات لها تاريخ لجلال أمين، تناول فيه شخصية أحمد بهاء الدين صاحب هذا الكتاب، وقد استقى جلال أمين اسم كتابه من هذا الكتاب أيضاً. وقد نصحتني إحدى الصديقات بقرائته، وفعلاً لم أتأخر في ذلك، كون الكتب التاريخية والتوثيقية أصبحت تشدّني بقوة.
تناول أحمد بهاء الدين في مؤلّفه هذا، فترة مهمّة من تاريخ مصر الحديث، ابتداءً بالثورة العرابية ورجالها وخطيبها المشهور عبدالله النديم صاحب الشخصية الآسرة، وحادثة زواج الشيخ علي يوسف من صفية السادات وما أدّى ذلك إلى ارتدادات كبيرة، وأيضاً ظهور الأحزاب والصحف والرجالات الذين تبنّوا مواقف معادية من سياسة السلاطين والاستعمار الإنجليزي، رجال تابعوا مسيرة أحمد عرابي والشيخ جمال الدين الأفغاني، كمصطفى كامل، ومحمد فريد، ولم يخافوا في الحق لومة لائم ولا حكم قضاء ظالم، وحادثة قرية -زفتى- خلال ثورة 1919، والشقيقين يوسف الجندي وعوض الجندي ونضالهما ضد الإنجليز. ولم يغفل أيضاً عن تناول ثورة 1919 والزعيم سعد زغلول وعلاقته بعدلي باشا. سعد باشا زغلول هذا الرجل الذي كلّما اسمع واقرأ عن مناقبه ومواقفه وإنجازاته، أشعر بأن جسدي يقشعرّ وروحي تهتز.. الرجل الذي نجح في ضم لواء الشعب وتحريكه لاستعادة حريّة بلده والتحرر من نير الاستعمار.. وهذا الموقف الذي تعجز جميع الأقلام عن وصفه:
ويُنهي أحمد بهاء الدين كتابه هذا، بحدث تاريخي مهم ألا وهو صدور كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلي عبدالرازق وما أحدثه الكتاب من عاصفة جدلية عنيفة، انقسم عليه الجميع، وحاربته الدولة.. وكنت قد قرأت هذا الكتاب قبل عدة أيام، وأفادني جداً معرفة الخلفية التاريخية لصدور هذا الكتاب وما تبعه من ردًات أفعال.
أخيراً، لا بُد أن أشيد بالمقدمة الجميلة لهذا الكتاب، ونادراً ما تعجبني المقدمات.. رحم الله الرجال الشجعان، الذين خلّدوا أسماءهم في ذاكرة التاريخ، والذين ما زالوا مثالاً للنور والحق والعدل وبقوا شوكة عالقة في حلق الظلم والفساد والتبعية والعنجهية والجُبن والخنوع.
تناول مختلف لحقبة هامة في تاريخ مصر الحديث، زمن الاحتلال البريطاني منذ بدايته عام ١٨٨٢ إلى عام ١٩٣٦.
بترتيب زمني، يحكي أحمد بهاء الدين التاريخ من خلال عدسة تنتقل بتلون وتنوع بين الأشخاص والمدن والأحداث.
لطالما سمعت عن عبدالله النديم الذي شهد مذبحة الاسكندرية وكان من أوائل المقاومين للاحتلال الانجليزي. يُعرفنا "بهاء الدين" بتلك الشخصية الحقيقية الخيالية، وأتعجب كيف لم يتم انتاج عمل فني لشخصية بمثل هذا الثراء والتقلب كشخصية النديم.
أيضا هناك حادث الاستقلال القصير لمدينة "زفتى" بمحافظة الغربية عقب اندلاع ثورة ١٩١٩، وتلك أيضاً حدث لم أسمع عنه من قبل.
يُخصص الكتاب أطول فصوله لشخصان تقابلا، جمعهما هدف واحد وهو حب الوطن، واختلفا في المدى الذي قد يأخذهم إليه هذا الحب. وهما سعد زغلول وعدلي يكن. وتلك الفصل كان أقل فصول الكتاب امتاعاً لي. وهذا ليس بجديد علىّ، فازدحام وصخب تلك الفترة سياسيا يجعل دائما من الصعب علىّ متابعة ما جرى بها.
يُختم الكتاب بواحدٍ من أهم الأعمال الفكرية إثارة للجدل في تلك الزمن "الإسلام وأصول الحُكم" للشيخ على عبدالرازق. والذي يناقش فيه مدى مشروعية وعقلانية الخلافة الإسلامية. جدل معروف أسبابه في ذلك الزمن الذي صدر فيه الكتاب، ومازال هذا الجدل دائر بعد صدوره بمائة عام.
أكثر ما جذبني بعد البدء في الكتاب (ولم أكن أعلم قبلها عن أي أيام التاريخ يتحدث) أن معرفتي بتلك الفترة من تاريخ مصر قليلة، أضافت لي قراءة الكتاب كثير من التفاصيل عنها..
يتناول الكتاب فترة من تاريخ مصر الحديث أيام الثورة العرابية ومقدماتها، وثورة 1919 ومعركة الدستور والصراع بين الأحزاب والقصر وبين التيارات المختلفة وأحوال مصر بين سعد وعدلي كل منهما بنشأته ، وما حدث بينهما من اتفاق واختلاف في القضايا..
يبدأ الكتاب بفصل عن "خطيب الثورة" يعتبر توثيق للثورة العرابية من خلال التعريف بسيرة عبد الله النديم الذي كان لسان هذه الثورة وقلمها. كان شخصية مركبة متخبطة في بدايتها كحال الشعب في تلك الفترة، مر بخبرات وتجارب متنوعة كونت شخصيته بهذا الشكل الذي تبلور من خلال دوره في الصحافة بإصداره مجلة التنكيت والتبكيت.
تحدث عن الجلاء والدستور ودور الفن وأحداث 1910 ومعارك جريدة اللواء الحزب الوطني والزعماء مصطفى كامل ومحمد فريد أمام القضاء، والمسألة المصرية والمطالبة بالجلاء والدستور. ثم تحدث عن قصة زفتى التي أعلنت استقلالها ورفضت الخضوع لسلطة الإنجليز.
أما فصل الإسلام وأصول الحكم فكان أقل فصول الكتاب وما تناوله كان سبب إنقاص نجمة من الأربعة، كنت سأقيم بها الكتاب كانت الفصول السابقة لهذا الفصل معلوماتها جديدة بالنسبة لي استفدت من الاطلاع عليها بشكل مبسط وقد أكون رأي مختلف بعد قراءات أكثر عن تاريخ تلك السنوات.
وأختلف مع ما ورد بهذا الفصل من تحليل بشكل كبير لأن لي سابق معرفة بموضوعه، ورأيت استخدام قصة تاريخية بشكل مغلوط قلل من مصداقية ما أورده الكاتب في الفصل مثلاً (عندما قرر أن يؤكد على دموية الخلفاء استشهد بتسمية خليفة العباسيين الأول بالسفاح وذكر أنه سمي بذلك لكثرة ما سفح من دماء المسلمين) وهذا خطأ تاريخي شائع، فبالرغم من كون عبد الله أبو العباس السفاح قاتل بشكل مؤكد تاريخيا إلا أن للقب السفاح هنا معنى آخر وهو الكرم وكثرة سفح دماء الماشية للولائم.
تظل مصادفة شراء هذا الكتاب من اللحظات الجميلة في حياتي📚♥️ Wed, Feb 16, 2022
للمرة الأولى التى أقرأ فيها كتاب من ترشيح موقع الجودريدز نفسه.. فبعد الانتهاء من قراءة وتقييم كتاب مصر من تانى من تأليف الرائع محمود السعدنى وجدت على يمين صفحة الجودريدز ترشيحاً لكتاب آخر من نفس العينة وهو الكتاب الذى بين أيدينا وإن كنت أحببت كتاب السعدنى أكثر يتناول بهاء الدين فى هذا الكتاب عدد من القضايا الترايخية التى ما تزال حتى يومنا هذا محل البحث والتحقيق والمراجعة سآتى على ذكر قضيتين هما الأكثر أهمية أما الأولى فعن: * عبدالله النديم خطيب ثورة عرابى والأدباتى والحكواتى القدير الذى استطاع أن يلهب مشاعر المصريين بخطبه فحثهم على الوقوف فى وجه الخديوى وأعوانه ومن ثم فى وجه الإنجليز الذين استدعاهم الخديوى لإنقاذ عرشه الذى كان على شفا جرف هارِ عبدالله النديم الذى أغفله كثير من كُتاب التاريخ لكن أنصفه آخرون فظهرت للأجيال مغامرة ذلك الشاعر والأديب والمُعلم والبقال الذى جاب مصر طولاً وعرضاً منطلقاً من قهوة متاتيا فى قلب القاهرة متأثراً بأستاذه جمال الدين الأفغانى * الصراع بين الأزهر والشيخ على عبدالرازق : الشيخ على عبدالرازق الذى كتب كتاباً بعنوان الإسلام وأصول الحكم الذى فسرالكتاب أسباب ظهور هذا الكتاب / البحث لمحاولة الإنجليز استدعاء تجربة الخلافة فى شخص الملك فؤاد. وللأمانة لم أستسيغ بحث على عبدالرازق بالرغم من أن بهاء الدين يدافع عن البحث وعن أسبابه لكن لا البحث أقنعنى ولا دفاع بهاء الدين شفع له عندى لأن الدين الإسلامى فى نظرى هو دين ودولة .. دولة بما فيها 1- اجتماعياً : مجتمع متعاون ومتكاتف ينصح / يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيه بعضنا بعضاً ونتراحم فيه فيما بيننا 2- وهو مجتمع اقتصادياً: يعطى الغنى فيه الفقير زكاته ويقرض فيه المقتدر المحتاج ماله دون أن يحصل منه على فوائد ربوية 3- وسياسياً: فأمرهم شورى بينهم ومجتمع المدينة الذى أسسه رسول الله لم يكن قيصرياً ولا ملكياً ولكن كان كتاب الله دستوره وسنة رسوله قانونه فبعد كل ذلك لا يجوز أن نتهم الإسلام بأنه أتى ليبلغ ديناً فقط وأن نبيه لم يدعو لتأسيس نظاماً للحكم الكتاب فى مجمله رائع وهو أقرب لأن يكون مجموعة ابحاث منفصلة أو مقالات منفصلة لكن يعيبه هذا الباب الأخير الإسلام وأصول الحكم
""الميزه الاولى التي تميز الانسان عن غيره من المخلوقات ,أن كل جيل من البشر يعرف تجارب الجيل الذي سبقه ,ويستفيد منها وأنه بهذه الميزه وحدها يتور""
أنها أيام مصر و حوادثها الهامه من أواخر القرن التاسع عشر أوائل القرن العشرين صاغها احمد بهاء الدين بأسلوب أدبي ساحر يشجعك على ألتهام ما كتب في وقت قياسي .. ستتعرف في هذا الكتاب على قصه النديم خطيب الثوره العرابيه و أُدباتي الادباء و أديب الادباتيه وقصه زواج هزت الرأي العام وحيثيات الحكم على محمد فريد بالسجن لأنه يرى ""ان للفن رساله ساميه غير التسريه عن الناس "" وقصه جمهوريه أُعلنت يوما في مركز زفتي و الصراع بين سعد باشا زغلول و عدلي ""قائد أنتخبخ الشعب و أخر عين من قبل الحكومه "" ... وقصه أمه ثارت محافظه على حقها في دستور..و ناضلت من أجله وقصه ملك كان سلطان وأراد أن يكون خليفه على أسنه رماح الاحتلال
هل عرفت أحدث تعريف للإنسان؟ لقد قيل مرة أنه حيوان ناطق، ثم تبين أن الببغاء تنطق. وقيل أنه حيوان ضاحك، ثم تبين أن القرود تضحك. وقيل أنه حيوان عاقل، ثم تبين أن كل الحيوانات تعقل، وإن كان العقل درجات !
وحار العلماء طويلا : فالإنسان كائن حي، يأكل ويشرب وينام ويعقل كغيره من الحيوانات. ولكن المؤكد أن هناك شيئا ما يميزه عن الحيوان. شيئا ارتقى به حتى أصبح هذا السيد الذي يحكم الحيوان والجماد ويقهر الطبيعة.. وأخيرا اهتدى العلماء إلى التعريف الدقيق : (( الإنسان حيوان ذو تاريخ !
هكذا يجب أن يُكتب التاريخ ".. هكذا كنت أردد في نفسي كلما تقدمت بين صفحات هذا الكتاب الجميل "
سرد فنى سلس في خمس فصول، يوضح للقارئ الملامح الرئيسية للحياة السياسية المصرية، ما بين قيام الثورة العرابية حتى معركة وضع دستور 1923، و ما تلاها من معارك و منازعات و صراعات بين القصر و الأمة و الإنجليز
كتاب يتناول فترة من أهم الفترات في التاريخ السياسي المصري الحديث، بأسلوب فني شيق سلس لا يمكنك أن تمل معه
ستعرف الكثير عن سعد زغلول ( الفلاح الثائر ) ,, و عبد الله النديم ( أُُدباتي الثورة )، و الكثير من التفاصيل الملهمة المتناثرة في طيات الأحداث
أكثر فصول الكتاب زخما و جذبا للانتباه في رأيي هو الفصل الثالث " جمهورية زفتى " .. ضحكت ألما حتى دمعت عيناى ! هذا الشعب مقاومته ملهمة منذ سنين طويلة
أنصح بهذا الكتاب لغير محبي قراءة التاريخ الأكاديمي؛ لبساطته و أسلوبه الفنى في السرد و الحكى و ربط الأحداث ببعضها في بناء درامى يشبه السرد الروائي
سعد سعد تحيا سعد هناك صوت يهتف في رأسي أثناء القراءة بهذه الكلمات
يستهل الكاتب كتابه بمقدمه فريده بتعريف جديد للأنسان فالإنسان ليس بحيوان ناطق ولا بحيوان مفكر ولكنه حيوان ذو تاريخ فالذي يفرق الأنسان عن سائر الحيوانات بأنه يستطيع أن يستفيد من كل التجارب البشرية السابقة ويتلافي أخطائها ويعمل علي تطوير وتجويد حياته
"هل عرفت أحدث تعريف للإنسان ؟ الإنسان حيوان ذو تاريخ !
ما معنى ذلك ؟ معناه أن الميزة الأولى التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات هي أن كل جيل من البشر يعرف تجارب الجيل الذي سبقه ويستفيد منها.. وأنه بهذه الميزة - وحدها ـ يتطور. الإنسان.. إنه يعرف ما أصاب أسلافه بالأمس، ومنذ مائة سنة، ومنذ آلاف السنين.. فهو قادر على أن يتجنب زلاتهم، ويستفيد من تجاربهم، ويضيف إلى اكتشافاتهم، وكل جيل لا يبدأ من جديد ولكن يضيف إلى ما سبق.. وهذا هو التقدم. على أن الإنسان لا يولد وعبرة التاريخ فى جوفه.. ولكنه يتعلم.. فهو لا يستطيع أن يعرف التاريخ إلا إذا قرأ.. وليس يكفي أن تعرف حوادث التاريخ لكي تحسب أنك قد تعلمت التاريخ.. فالأهم أن تستخلص من هذه الحوادث عبرتها : على أي شيء تدل؟ .. وفي أي طريق يمضي التاريخ؟ .. فإن ذلك يجعلك تعلم ما سوف يحدث وما لا يمكن أن يعود.. فيجنبك أن تكون رجعيا، ويحميك من السير وراء دعوات براقة فات وقتها.
والتاريخ هو الفرق بين الإنسان الواعي، وغير الواعي.. الإنسان غير الواعي لا يرى إلا قطعة الجبن. ولكن الإنسان الواعي يرى قطعة الجبن، ويرى المصيدة !"
للأسف حظ الكتاب معي كان سيء ظهر لي في فترة كنت بعاني فيها من بلوك القراءة والكتابة مع بعض، وعلى الرغم من عشقي لقصص التاريخ ولكن كنت بصارع البلوك وكنت عايزة أدي الكتاب حقه وصلت لتكرار القصص أكتر من مرة على فترات متباعدة. الكتاب عبارة عن مجموعة قصص تسرد أحداث من تاريخ مصر الحديث، الصدفة السعيدة إني في نفس الوقت كنت بقرأ كتاب حكايات من دفتر الوطن لصلاح عيسى فأكملوا ودعموا بعض في قصص الفترة الواحدة.
سرد سلس وأسلوب أدبي ممتع في وصف الأحداث أو الشخصيات التاريخية. من الكتب التي تهدم فكرة أن كتب التاريخ أكاديمية تثير الملل لدى القارئ، ولا يهتم بها سوى المملين المعقدين.
هختم بالإشادة بحلاوة المقدمة وعمق فكرتها التي تساعد على تهيئة القارئ لقراءة التاريخ وهو متأكد أن تحليله للماضي سيساهم في تخطيه لأزمات الحاضر وبناء المستقبل.
لمن لم يستطع أن يلحق بمقالات أحمد بهاء الدين وحتى الثمانينات، سوف يستطيع من خلال هذا الكتاب إكتشاف لغة هذا الكاتب الصحفي الكبير التي تشمل الكلمة المحترمة والعميقة بسلاسة تستطيع ان تصل بمعناها لقلب القارئ .. سوف يفاجئك أحمد بهاء الدين بمقدمة سهلة وبسيطة في فكرتها وعميقة في مغزاها وهو يفرق بين الإنسان وباقي المخلوقات فيجزم بأن الإنسان ليس حيوان ناطق ولا حيوان ضاحك ولا حيوان عاقل .. ولكنه حيوان له تاريخ .. وهو هنا يستدركك لكي يتحدث عن تاريخ مصر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ليقول أننا يجب أن نتعلم من التاريخ إذا كنا نريد أن نكون آدميين، فمن لايتعلم من التاريخ لايصلح أن يحمل لقب إنسان في إسقاط واضح على ظروف عصرنا الحالي والشبيهة بتلك الحقبة التي يحكي عنها والعامرة بكثير من الأحداث السياسية التي تتعجب من حدوثها دون أن تعرف عنها شيئاً، يأخذنا بهاء الدين في جولة رشيقة مع بعض الشخصيات من هذا العصر فتستشف روح التاريخ دون أن يحكي تاريخ ولكنه يحكي مواقف تعرف منها أكثر حالة المجتمع دون أن تدرس تاريخ مباشر فننطلق مع عبد الله النديم تلك الشخصية الحية والمتمردة والمنطلقة والعاشق لحياة الشارع المصري، ونتعرف على جمال الدين الأفغاني ونقترب من أحمد عرابي وفترة حكم الخديوي إسماعيل وننطلق لنرى مصطفى كامل المحامي الشاب الثائر ومحمد فريد خليفته في الحزب الوطني وسعد زغلول ورحلاه مع الوفد المصري لإنهاء الإحتلال، يحكي لنا عن الشيخ علي يوسف وجريدة المؤيد ونسمع حكايات جريدة الطائف والتنكيت والتبكيت لعبد الله النديم واللواء لمصطفى كامل ودور الصحافة في ذلك الوقت ، ونعيش قصة زواج الشيخ علي يوسف من قرينة السادات التي كانت قضية رأي عام وظهر منها توفيق نسيم رئيس وزراء مصر لاحقا، ونعرف حكاية جمهورية زفتى التي أعلنت إنقلابها وإنفصالها عن مصر في أول وآخر سابقة في التاريخ، ويقص علينا بالتوازي قصة عدلي يكن وسعد زغلول والصراع الوطني السياسي بينهما وظاهرة العدليون والسعديون ، ونعيش ظهور شباب مثل مصطفى النحاس وويصا واصف ، ونعرف أدوار شخصيات مثل أحمد لطفي السيد وعبد العزيز فهمي في حزب الأمة .. وتشهد من خلال الكتاب كيف ظهر الدستور المصري والصراعات التي شهدها شرفاء الوطن من أجل ميلاد هذا الدستور .. وفي النهاية يعود بنا أحمد بهاء الدين في نهاية الكتاب إلى مقدمة الكتاب ليذكرنا أن الإنسان حيوان له تاريخ وكأنه يطالبنا بأن نتعلم من التاريخ في ظروفنا الحالية وعصرنا الحالي الذي لايختلف كثيرا حتى نستطيع أن نكون جديرين بأن نحمل لقب إنسان
كتاب صغير بسيط من خمسة فصول يتناول شخصيات مختلفة أثرت في تاريخ مصر المعاصر مثل عبدالله النديم ومحمد فريد ومقارنة بين تأثير كلا من عدلي باشا وسعد زغلول قبل وأثناء وبعد ثورة ١٩١٩ وأخيرا الشيخ علي عبدالرازق وكتابه (الإسلام وأصول الحكم). الكاتب يذكر أهم الأحداث الواقعة في الفترة بين الثورة العرابية وثورة ١٩١٩ من خلال سيرة هؤلاء الشخصيات ذات الدور المحوري في صناعة القرار وأثرها البالغ على مصر وأهلها.
" من ليس له ماضي , ليس له حاضرٌ يأمله , و لا مستقبلٌ يرجوه "
كثيراً ما تأملتها , و كنت دائما أتساءل , ما دمنا نملك الحاضر و المستقبل , فما الحاجة إلي الماضي ؟!
فعندما أستعيد "التاريخ" كمادة أكاديمية أتذكر بأنها دائما كانت بالنسبة لي مادةً ثقيلة الظل , أدفع نفسي دفعا كي أستذكرها , و كان هذا صِدقاً ما توقعته من الكتاب عندما علمت بأنه كتاب تاريخ !
طافت في ذهني ذكرياتي القديمة مع كتب المدرسة و الحفظ و التسميع , و لكنني ما إن بدأت و توالت الصفحات و ..... لحظة
أنا مستمتعة !!! o.O
هي المرة الأولي التي أقرأ فيها التاريخ في شكل قصصي و بأسلوب بسيط سهل يخلو من التعقيد و الكلكعة !
ساعدني الكتاب كثيرا في استعادة شعور العزة و الثقة بالنفس و الإحساس بالأمل من جديد ..
شعرت بالعزة في كفاح عبد الله النديم الذي ظَلّ مُطارداً ما يقرب من التسع سنوات , و من بعده مصطفي كامل , ثم محمد فريد و أنا أراه وراء القضبان في قاعة المحكمة , يُحاكَم لأنه كتب مقالة عن أثر الشعر في نهضة الأمم ! يتمادي القاضي و النيابة في الظلم و الطغيان , و هو يلوذ بالصمت البليغ , رفض أن يدافع عن نفسه ! فماذا سيقول ؟
هل يٌذكّر الناس بوطنيته و ما بذل في سبيل هذا البلد ؟! بالتأكيد لا ! فكان الصمت هو المنطق الوحيد و هو الأبلغ من أي دفاع .
سعد زغلول : الزعيم الذي راهن بحياته علي الشعب المصري , ليس علي القصر , و ليس علي النخبة أو كبار المثقفين , ولا حتي علي أعيان حزب الوفد , بل علي الشعب .. و الشعب فقط .
و وسط هذا كله وجدتني أتساءل : أمال مين اللي بيقول مفيش فايدة ؟!!!!!
بحثت عن أصل تلك المقولة , وجدت نفسي وسط كومة من الروابط التي تؤدي كلها إلي مستنقعات بذاءة و إحباط و سخرية من حالنا.. باستنثناء مدونة واحدة ..
وجدت فيها أن هناك روايتان , في كلتا الروايتين يُقال أن سعد زغلول كان علي فراش الموت و نظر إلي زوجته السيدة صفية و قال لها :
شدي اللحاف يا صفية (غطيني ) ..... مفيش فايدة !
و هناك تفسيران :
1- أنه كان يقصد الوضع السيا��ي في مصر في مجمله آنذاك و هذا هو التفسير الشائع .
2- أنه كان يقول لزوجته ألا تعطيه المزيد من الدواء لأنه لا يبدو و أنه يأتي بأي نتيجة واضحة , بل و إن حالته تزداد سوءا , و الرواية الثانية هي الأرجح .
و يُقال أن الكاتب الصحفي الراحل حافظ محمود قد كتب عن هذا الموضوع و أكد أن الرواية الثانية هي الأكثر صحة , و أن سعد زغلول لم ييأس أبدا من الوضع السياسي في مصر ...
و تشاء تصاريف القدر أن يكون صاحب هذه المدونة هو باسم صبري رحمه الله و أسكنه فسيح جناته .
إذا : ! فـــي فـــايدة
و لهذا , يجب علي هذا التاريخ أن يُكتَب و بأدق التفاصيل , ليس لمجرد المباهاة ! و لا لتمجيد هؤلاء الأبطال , فقد أدوا واجبهم و دفعوا أرواحهم و مضوا ..
و لكننا نريد أن يُكتَب هذا التاريخ لتعود إلي الشعب ثقته بنفسه . و ليسكت الذين مازالوا يؤمنون بأن هذا الشعب خاملٌ خانِع , لا يمكن أن يثور , لا يمكن أن يستفزه طغيان أو ينتظمه كفاح !
دائمًا ما كانت قراءة التاريخ صعبة المنال، لا تبوح بصورة سهلة، وإن فعلت فهذا لا يثبت صدقها ولا ينفي كذبها، وتبقى آفة التدليس والنظرة الأحادية على أقل تقدير محتملة.
إلا أن إعادة سرد التاريخ - وهي مهمة صعبة - في إمكانها خلق فهم متكامل يردم الهوّة بين التاريخ نفسه والمتلقي، وهو ما أجاده أحمد بهاء الدين في تناوله لأحداث مصر العربية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في لغة سهلة يسيرة ساحرة، يسيّرها هو لا الأحداث.
أيامٌ لها تاريخ !! كيف لا وهي الايام التي شكلت تاريخ مصر الحديث وكانت البداية لرسم صورتها الحالية وما هي عليه الآن .. في تجربة لا تخلوا أبداً من الحيادية والمتعة يقص علينا أحمد بهاء الدين اهم احداث وشخصيات تلك الحقبة التي امتدت من مهد الثورة العرابية وحتى ميعاد ميلاده هو شخصيا في عشرينات القرن الماضي مستهلاً كتابه بدور التاريخ في بناء الشعوب والامم ومؤكداً أن التعريف الأقرب للانسان هو أنه حيوان له ماضي وتاريخ يأخذ منه العبرة ويتعلم منه لبناء حاضره ومستقبله .. فالتاريخ هو الفرق بين الانسان الواعي وغير الواعي من وجهة نظر الكاتب ............. إتخذ احمد بهاء الدين لكتابه بعض الصور والقطات التي تمثلت فيها أهم الشخصيات والحوادث التي شكلت تلك الفترة واستطاع ان يوصل من خلالها فكرته دون ان يفتقد لجانب الترابط والتسلسل التاريخي للاحداث حيث يبتدئ حديثه بزمن الادباتية ومعاناة المصريين في ظل الحكم الفاسد والاستغلال الاجنبي لمصادر وقوت البلاد برعاية الحكام والمسئولين المصريين أنفسهم ،، فعرض الكاتب نشأء النديم وتنقله بين بين الكتاب والحواري والمواني فالاسكندرية ومن ثم انتقاله للقاهره وشغله لاكثر من عمل في بيئات ومحطات مختلفة وما كان لذلك من دور وفضل عليه فيما بعد ولا ننسي قهوة متاتيا وتعرفه فيها على أغلب الرموز الثورية في تلك الفترة واهمهم استاذهم الاول جمال الدين الأفغاني " يوزع السعوط بيمناه والثورة بيسراه " ـ وتنتقل الاحداث سريعا حتى قيام الثورة العرابية ونفي هولاء جميعا من البلاد او اعتقالهم وهرب النديم ومن ثم العفو عنه بعد 9 سنوات من التخفي وغيرها من الاحداث حتى نصل الي المحطة الثانية من الكتاب وهي قصة او قضية زواج الشيخ علي يوسف المعروف بنفسه وبجهوده الشخصية لا بحسبه ونسبه من صفية السادات ذات الحسب والنسب واعتراض والدها على ذلك الزواج الذي تم دون موافقته وما احدثته تلك القضية في الوسط المصري والرأي العام رغم عدم خلو تلك الفترة من الاحداث السياسية الاقوى والاهم من ذلك مثل حادثة دنشواي وغيرها .............. المحطة الثالثة للكتاب تبدأ بمصادرة ديوان " وطنيتي " للغاياتي وما تبعه من الحكم على كل من عبدالعزيز جاويش ومحمد فريد بالسجن ل6 أشهر لمجرد كتابتهم مقدمة لذلك الديوان!! وإنما المقصد الحقيقي كان هو تضييق الخناق على الرأي العام والثوار وتحجيم دور محمد فريد في تلك الفترة والذي استمرت مطاردته حتى نهاية الفصل (الفترة) رغم قضاءه ال 6 أشهر كاملة في السجن وانما ما كاد يعيده مرة ثانية اليه هو موقفه الثابت ضد الحكومة والتدخل الاجنبي ومطالبته المستمرة بالدستور وحقوق الشعب وحفظ الرأي والحريات ودار اغلب الفصل عن دور محمد فريد في نشر التعليم والثقافة ومحاربة الامية والدفاع عن حرية الرأي والتعبير والنداء بارادة الشعب ودوره ............ المحطة الرابعة تكلمت عن بدايات ثورة 19 واحداثها الدامية في اطراف مصر المختلفة وعن قرية زفتى بالاخص والاخوين يوسف وعوض الجندي ودور الاول في الاحداث العجيبة التي شهدتها القرية واعلانها الدرامي بالانفصال عن البلاد ودعوتها بالاستقلال والحكم الذاتي والذي شهد استغراب وتعجب العالم كله وبالطبع وكما هو متوقع فقد انتهى كل ذلك سريعا بعد أن سكنت الثورة في مصر واعاد الانجليز قبضتهم على الامور وسيطرتهم وتوجهت مدافعهم نحو القرية وكل من فيها ورغم ذلك فقد شهدت خلال تلك الفترة القصيرة حركة اصلاح وقرارات سريعة وقوية فقد كانت محاولتهم للاستقلال جادة بما فيه الكفاية لانشاء دواوينهم الخاصة وتعيين مستشاريهم وجمع التبرعات لحزينتم الجديدة ونشر المطبوعات الخاصة بالققرارات والتعليمات ،، الخ ............. المحطة ما قبل الأخيرة والاطول كانت لسعد زغلول ونشأته الهادئة البعيدة تماماً عن الثورية والمغالاه ودخوله سلك القضاء وتوليه الوزارة ومصاهرته لاعيان مصر وأدواره ومواقفه المحايدة والمحيرة من الاحزاب والتكتلات الساسية تلك الفترة ودوره المختلف تماماً والأقوي كثيراً بعد ذلك في تمثيل رأي وإرادة الامة وسير مصر نحو الاستقلال ورفع الحماية البريطانية عنها ومعاركه ومواجهاته المستمرة مع الانجليز وباقي رجال الحزب وأصحاب المصالح من المتساهلين في مطالبهم مع الانجليز ودفاعهم عن حقوق الشعب وعلى رأسهم عدلي باشا ................. وقد كان الفصل الاخير او المحطة الآخيرة عن الشيخ على عبدالرازق وكتابه " الاسلام واصول الحكم " الذي قابل به الدعوة الخبيثة الى اعادة انشاء دولة الخلافة ولكن هذه المرة برعاية بريطانية خالصة وما صاحب ذلك من ترحيب ورغبة عند الملك فوآد وما كان من الملك ورجاله من القصر ومنافقيه من رجال الدين من تكفيرٍ للشيخ الازهري الشاب ورفع لقب العالمية عنه!! وتجريم نشر الكتاب وانقسام الرأي العام الى نصفين كما جرت العادة فمنهم من ثار للعادات والتقاليد والمفاهيم الراسخة عن الاسلام والخلافة وحلمها المستمر ومنهم من ناصر حرية الرأي وصحة نظرة الشيخ الشاب ومنها انطلق احمد بهاء الدين الى بعدٍ آخر ومفاهيم اخرى من خلال مناصرة حزب الاحرار الدستوريين وجريدتهم للكتاب ولحرية الرأي التي يكفلها الدستور المعطل والذي كان ذلك الحزب نفسه المدافع عن حرية الرأي صاحب دور في تعطيله والمشاركة في حكم البلاد بدونه وظاهرة الدفاع عن الحرية كمنهج فكري دون الثورة لها او الدفاع عنها كعقيدة اجتماعية .... ................................. ................. والى هنا انتهت رحلتي الممتعة مع ذلك الكتاب الذي أردت فالبداية انهاءه في جلسة واحدة ولكني عجزت عن ذلك لما فيه من كثرة أحداث واختلاف ازمان وشخصيات ... هو وجبة جيدة لكل من اراد القاء نظرة سريعة على تلك الفترة من حياة مصر وبداية تاريخها الحديث والتعرف على اهم الاشخاص والاحداث مابين القرن التاسع عشر والعشرين،، قراءة ممتعة ^^
مع لمحات من تاريخ مصر يستعرضها الكاتب أحمد بهاء الدين فيعرض الكاتب بصورة شبه محايدة وان كانت وجهة نظر وطنية أحداث ومواقف شخصيات وقضايا رأي عام أثرت فى تاريخ مصر الحديث فى الفترة من قبل الثورة العرابية حتى فترة مابعد عام 1925 وتعطيل الدستور فيتناول موضوعات و شخصيات مثل عبد الله النديم ومصطفى كامل و محمد فريد واعلان مدينة زفتى استقلالها والزعيم سعد زغلول وعدلي باشا قضية زواج الشيخ على يوسف ومناقشة لكتاب الإسلام و أصول الحكم للشيخ على عبد الرازق وموقف المفكرين حوله فيتنقل فى تلك الموضوعات والشخصيات و قصصهم وكفاحهم والدور الذى لعبوه فى تاريخ مصر وشعبها كل ذلك بأسلوب سلس جميل والكتاب هو أول قراءاتي للكاتب الراحل ولقد وجدته بالصدفة عند أحد بائعى الكتب القديمة ولكنى عند الانتهاء منه وجدت مكتوب فى أخره انه نهاية الجزء الأول ولكنى بحثت كثيرا عن كتاب جزء ثاني فلم اجد وربما لم يصدره الكاتب اساسا المهم ان الكتاب كان صدر منه نسخة من اصدار مكتبة الاسرة فى 1995 لكنها حذف منها فصل قضية زواج الشيخ على يوسف وعموما الكتاب جيد وحين تقرأئه تتأكد من مقولة ان التاريخ يعيد نفسه واقول أنا انه يفعل ذلك فى مصر أكثر من أى مكان أخر ولكننا كمصريين للأسف او معظمنا إلا من رحم ربى لا يتعلم من ذلك شيئا ونقع فى نفس الأخطاء مرارا وتكرارا واخيرا الكتاب يستحق 4 نجوم بجدارة
لهيجل قولة ذهبية(ما نتعلمه من التاريخ هو أننا لا نتعلم شيئا من التاريخ)�� أنه التاريخ يكرر نفسه فيكون في أول مرة مأساة و في الثانية مهزلةكما قال ماركس، و لذا كثيرا ما يراودني هاجس يدعوني للركون للراحة و ترك التفكير في الشأن العام، ففي النهاية قد أرتكب البشر كل الأخطاء الممكنة ، و هم لا يتعلمون من كل ما فعلوا ألا قليلا جدا و التقدم يبدو شديد البطء، و يبدو الأمر و كأننا ننهك نفسنا في معركة خاسرة ضد الطبائع البشرية المتجذرة، بحيث يبدو الأستسلام كأكثر الحلول حكمة لتلك المأساة، حينهايرن في أذني صوت أمل دنقل يهتف بألم و لكن بأمل "ربما ننفق كل العمر كي نثقب ثغرة ليمر الضوء للأجيال ...مرة" حينها أستوعب من جديد معنى أية(و لقد خلقنا الأنسان في كبد) صدقت ربي فالكبد و الشقاوة هي الوصف الأبلغ لحيواتنا ، و هي المطهر لنا،و سنتلتزم بها و نرضى و نحاربها حتى الرمق الأخير، سنظل نخوض معركة الغرباء في كل مكان و زمان، و لن نيأس...أبدا أبدا أبدا
التاريخ كما يجب أن يكون فمن وجه نظر محايدة إلى حد كبير يحكي لك أحمد بهاء الدين أحوال مصر بشكل مختصر في الفترة من قبل إنطلاق الثورة العرابية و حتى بعد وضع دستور 1923 بقليل و عرضها في إسلوب رشيق متنقلا بسلاسة بين السطور و رابطا بذكاء بين الأحداث و أعجبتني طريقة العرض حيث حكي أحوال مصر من عيون عبد الله النديم ثم مستعرضا قضية العصر في ذلك الوقت و هي قضية زواج الشيخ علي يوسف ثم عاد لإستعراض أحوال مصر مرة أخرى بعيون محمد فريد و سعد زغلول و ناقش الحادثة الفريدة في تاريخ مصر و هي إستقلال مدينة زفتى ثم ناقش في الفصل الأخير كتاب الإسلام و أصول الحكم للشيخ على عبد الرازق بإختصار كتاب ممتع بشدة و أنصح به لكل محبي التاريخ
كتاب أكثر من رائع , تأريخ لمحطات ورموز هامة للوطنية المصرية بدءاً من الثورة العرابية وخطيبها عبد الله النديم وحتى عشرينيات القرن الماضي أجيال متلاحقة من الوطنيين المصريين كل جيل يسلم الآخر أمانة استكمال المشوار و صدق جلال أمبن حبن بصف تاريخ الوطنية المصرية بأنه: "ليس تاريخ الانتصارات على العدو، بل تاريخ فعاليته ومقاومته، وأن أفضل ما فى التاريخ السياسى المصرى ليس وقائع الانتصار على إرادة العدو، بل وقائع تحديه ومعارضته، وأن أنبل الشخصيات السياسية فى التاريخ المصرى، ليست تلك التى نجحت فى الانتصار على العدو، بل تلك التى رفضت التعاون معه. وهذه هى الشخصيات التى استمرت تغذى أجيالا متتالية من الشباب الوطنى المصرى"
طبعا فصل جمهورية زفتى من أكثر ما أعجبني ليس لقيمته التاريخية العظيمة فقط ولكن لأنه دليل آخر على قدرة هذا الشعب العظيمة على إضفاء قدرًا من العبثية في أكثر مراحل تاريخه جدية !
سيستمر الشعب في الطريق الذي رسمه هؤلاء العظماء وسيصل يوما رغم الصعوبات والعقبات والأخطاء
أو كما يقول مصطفى كامل: "قد يكون الشعب فقيرا, زريًّا, جائعًا .. قد تكون نسبة الأمية فيه غالبة .. ولكن أن يسير الشعب متخبطًا متعثرًا بطيئًا في الطريق المؤدي إلى مصلحته, خير من أن يسير بسرعة في طريق لا يؤدي إلى مصلحته قط"
’’وليس يكفي أن تعرف حوادث التاريخ لكي تحسب أنَّكَ قد تعلّمت من التاريخ.. فالأهم أن تستخلص من هذه الحوادث عِبرتها: على أي شيء تدل؟.. وفي أي طريق يمضي التاريخ؟.. فأنَّ ذلك يجعلك تعلم ما سوف يحدث، وما لا يمكن أن يعود.. فيجنّبك أن تكون رجعيًّا، ويحميك من السير وراء دعوات برّاقة فات وقتها.
التاريخ هو الفرق بين الانسان الواعي، وغير الواعي.. الانسان الغير واعي لا يرى إلا قطعة الجُبن.. ولكنَّ الانسان الواعي يرى قطعة الجُبن، ويرى المِصيدة.‘‘
يتناول الكتاب فترة مهمة جدا من تاريخ مصر الحديث بطريقة مبسطة ومختصرة وحيادية أكثر ما اعجبني في الكتاب فصل عن كتاب الإسلام وأصول الحكم كنت لأصبح أكثر سعادة لرواد حجم هذا الفصل بل وحجم الكتاب كله
الكاتب بلا شك رائع يسرد التاريخ بصوره من حيث الشارع و السلطة و الكاتب متحيز فى معظم كتاباته لشخصيات يسرد عنها ولكنه يعرض الطرف و الطرف الآخر و ستصل بنفسك أن له فى تحيزه هذا حق . هو دائما متحيز للزعامة أيا كان ممثلها و بالذات حين تعتمد على الشعب . يبدأ الكتاب بصعلكة النديم واكثر ما توقفت عنده " دماغ النديم " ,, حيث أفادته الصعلكة كثيرا ,, توقفت فيه عند نقطتين : الأولى : تيقظه إلى ما يسمى " العدالة الاجتماعية " حيث لم يكن أحد ينتبه إلى ذلك ,, حيث انتبه الجميع إلى الحياة النيابية و الدستور فقط ,, أما هو فنظرته كانت ثاقبة فعلا الثانية : قيامه بالحملة الدعائية بعد ثورة عرابى عندما افتتح جريدته الطائف ,, حيث صار بنفس المنهج فى مخاطبته لعوام الشعب فى حين أن الجرائد الأخرى كانت تركز على الطبقة المثقفة فقط ,, و يظهر ذلك منذ أنشأ جريدته الأولى " التنكيت و التبكيت " ثم ينتقل بك الكاتب إلى قضية زواج على يوسف ,, و حقيقى أنا اتشليت فى الفصل ده من حكم المحكمة و الشيخ أبو خطوة ,, كنت أتمنى لو كان أمامى علشان أولع فيه ! و ستعرف أن مهنتى الصحافة و المحاماة كانتا محتقرتين بشدة ,, و المحامى كان يطلق عليه " السفيه " !! ثم إلى محمد فريد ,, و ابنته فريدة ورهانها على المبادىء و استوقفنى كثيرا طريقة تفكير محمد فريد المنظمة جدا فى طريقتيه الجلاء هو السبيل إلى التحرر و الدستور هو السبيل للمساواة و انتقل بعد ذلك إلى سعد زغلول و اتجاهه العجيب ف الحياة حيث بدأ هادئا ثم صار ثائرا ورهان سعد العالى جدا على الشعب! كنت أتمنى أن يشير إلى ثورة نساء مصر و صفية زغلول ولكن لم يتطرق إليها ! انتبه إلى سلوك هيئة الوفد بعد نفى سعد زغلول للمرة الثانية و ماذا فعل الشعب حين أجبر بريطانيا على منح بعض من الاستقلال بالغاء الحماية ولكن بشروط حين سلك طريقتى : عدم التعاون و المقاطعة ! أكثر الشخصيات اللى عجبتنى شخصية المحامى " يوسف الجندى " و امبراطورية زفتى ! ثم أجمل ما استفدت منه انى طلعت بكتاب جديد هأقرأه باذن الله " الاسلام و أصول الحكم " و الشيخ على عبد الرازق وجرأته و ما أثير حوله ! و أعجبتنى طريقة تفكير الكاتب تجاه الكتاب الذين انضموا لحزب الأحرار الدستوريين " طه حسين و المازنى و غيرهم " من حيث تحيزهم للحرية الفكرية و عدم انتباههم للحرية الاجتماعية تحليله للموقف رائع
مافيش فايدة ،، عبارة منسوبة لسعد زغلول ،، تقال عندما يريد أحدهم تأكيد خنوع الشعب المصري واستسلامه ،،
في هذا الكتاب الرائع يرسم الرائع أحمد بهاء الدين بقلمه صور من أحداث ثورات مصر في العصر الحديث ،، ففي خليط من الرواية والمقال والبحث يحكي عن الثورة العرابية وخطيبها عبدالله النديم ،، ومحمد فريد وسعد زغلول ويوسف الجندي امبراطور زفتى ،،
في مقدمة الكتاب يقول أحمد بهاء الدين : الإنسان حيوان ذو تاريخ !! إذن هدف الكتاب أن نتعلم من تاريخنا ،، وما أستنتجته بعد قراءة هذا الكتاب أنه فعلا ( مافيش فايدة ) ،، الشعب المصري تعود على الثوران والفوران والتحلق حول الزعماء ،، ومن ثم يهدأ ويتركهم يواجهوا هم مصير النفي أو السجن أو حتى اليأس ،،
أليس هذا ما حدث مع ثورة - وثوار - الخامس والعشرين من يناير ؟؟ ألم يثور الشعب مع الشباب ومن ثم ( استقر ) تاركاً لهم اتهامات التخوين والسجن ؟؟
حتى آخر فصول الكتاب "الإسلام وأصول الحكم" ،، الذي يحكي عن هذا الكتاب ومؤلفه " علي عبد الرازق " ،، عندما حاول الإنجليز استغلال سقوط الخلافة الإسلامية في تركيا والسعي لتنصيب الملك فؤاد خليفة للمسلمين يتحمون فيه وفي مصر والعالم الإسلامي من وراءها ،، أليست هذه النهاية التي أنتهت بها ثورة 1919 هي الطريق الذي تسير فيه ثورة 2011 ؟؟
ـ..ـ..ـ
الكتاب ممتع ولن تقاوم إغراء الإنتهاء منه سريعاً ،، كما أعتقد أنني سأعود إليه كثيراً ،،
أعجبت جداً بقصص "عبدالله النديم" التي كتبها في مجلته " التنكيت والتبكيت " ،، وبشخصية " يوسف الجندي " وما قام به في " زفتى " إبان ثورة 1919 ،،
أما عن مؤلف الكتاب ،، فلا عجب أن يبدأ د.جلال أمين كتابي "شخصيات لها تاريخ " و"شخصيات مصرية فذة" بالحديث عن أحمد بهاء الدين ،،
ـ..ـ..ـ
ملحوظة : طبعة الهيئة المصرية للكتاب تختلف عن الطبعات الأخرى، ولا تحتوي على الفصل المعنون ب"زواج الشيخ علي يوسف" ،، وفي رأيي أن الكتاب هكذا أفضل ،، فذلك الفصل دون مستوى بقية الفصول ،،
ـ..ـ..ـ
يوسف الجندي، رئيس جمهورية زفتى، راكباً الترام في القاهرة.
هل عرفت أحدث تعريف للإنسان ؟ لقد قيل مرة انه حيوان ناطق ثم تبين أن الببغاء تنطق وقيل انه حيوان ضاحك ثم تبين ان القرود تضحك وقيل انه حيوان عاقل ثم تبين ان كل الحيوانات تعقل وانمكان العقل درجات وحار العلماء طويلا :فالانسان كائن حي يأكل ويشرب وينام ويعقل كغيره من الحيوانات ولكن من المؤكد ان هناك شيئا ما يميزه عن الحيوان والجماد ويقهر الطبيعة واخيرا اهتدي العلماء الي التعريف الدقيق :الانسان حيوان ذو تاريخ ما معني ذلك؟ معناه ان الميزة الاولي التي تميز من الانسان عن غيره من المخلوقات هي ان كل جيل من البشر يعرف تجارب الجيل الذي سبقه ويستفيد منها وانه بهذه الميزة وحدها يتطور وعلي العكس من ذلك الحيوان فالاسد او القط او الكلب الذي كان يعيش في الارض منذ الف سنة لا يمكن ان ��ختلف عن سلالته التي نراها اليوم في الصفات والطياع ونوع الحياة … انت تستطيع اليوم ان تصطاد الفأر الذي تجده في بيتك بنفس الطريقة التيي كان يتم اصطياده بها منذ زمن قديم مصيدة وقطعه جبن ولو كان في بيتك عشرة فيران لاستطعت ان تصطادهم واحد بعد اخر يوما بعد يوم بنفس المصيدة وقطعه الجبن ذلك ان الفيران ليس لها تاريخ ولا تستفيد من تجربة هي لا تعرف ان في اليوم السابق دخل الفأر ليأكل الجبن فاغلقت عليه المصيدة وهي قد تعرف ولكنها لا تدرك المغزي فلا تتحاشي ابدا الجبن … وعلي العكس من ذلك … الانسان… انه يعرف ما اصاب اسلافه بالامس ومنذ الاف السنين فهو قادر علي ان يتجنب زلاتهم ويستفيد من تجاريهم ويضيف الي اكتشافاتهم وكل جيل لا يبدأ من جديد ولكن يضيف الي ما سبق وهذا هو التقدم … علي ان الانسان لا يولد وعبرة التاريخ في جوفه ولكنه يتعلم فهو لا يستطيع ان يعرف التاريخ الا اذا قرأ … ان كان رجل قانون قرأ ما سبق اليه فقهاء القانون … وان كان رجل كيمياء تعلم ما وصل اليه المكتشفون السابقون .. ومن حيث انتهوا يستطيع ان يبدأ .. وان كان مواطنا فانه يتعلم تاريخ وطنه كله ويدرك مغزاه وسر تطوره واتجاه خطواته وليس يكفي ان تعرف حوادث التاريخ لكي تحسب انك قد تعلمت التاريخ … فالاهم ان تستخلص من هذه الحوادث عبرتها : علي اي شيء تدل ؟ وفي اي طريق يمضي التاريخ؟ فان ذلك يجعلك تعلم ما سوف يحدث وما لا يمكن ان يعود فيجنبك ان تكون رجعيا ويحميك من السير وراء دعوات براقه فات وقتها … والتاريخ هو الفرق بين الانسان الواعي وغير الواعي الانسان غير الواعي لا يري الا قطعه الجبن ولكن الانسان الواعي يري قطعه الجبن ويري المصيده!
هل عرفت أحدث تعريف للإنسان؟ لقد قيل مرة أنه حيوان ناطق، ثم تبين أن الببغاء تنطق. وقيل أنه حيوان ضاحك، ثم تبين أن القرود تضحك. وقيل أنه حيوان عاقل، ثم تبين أن كل الحيوانات تعقل، وإن كان العقل درجات !
وحار العلماء طويلا : فالإنسان كائن حي، يأكل ويشرب وينام ويعقل كغيره من الحيوانات. ولكن المؤكد أن هناك شيئا ما يميزه عن الحيوان. شيئا ارتقى به حتى أصبح هذا السيد الذي يحكم الحيوان والجماد ويقهر الطبيعة.. وأخيرا اهتدى العلماء إلى التعريف الدقيق :
" الإنسان حيوان ذو تاريخ"
بعد هذه المقدمة يأخذك أحمد بهاء الدين إلى أيام لها تاريخ ليحكى لك عن عبد الله النديم و كفاحه و انتقاله من الصعلكة إلى ذلك الثائر المطارد حتى موته
عن الشيخ على يوسف و زواجه ،، عن إمبراطورية زفتى و يوسف الجندى ،، عن سعد زغلول و عدلي يكن ،، عن محمد فريد ،، عن قضية الدستور ،، عن كتاب الإسلام و أصول الحكم لعلي عبد الرازق و مهاجمته ، و عن طبقة تثور لحرية الفكر و الإبداع و تتناسى حرية الأمة كعقيدة إجتماعية و حقها في الدستور
هذا الكتاب أهديه إلى صديقى الثورى المكتئب ،، ستجد في صفحاته ذاك الذى حمل عبء الأمة على عاتقه و تلقى طعنات الخائنين _ الموجودين في كل زمان _ و تحمل تسلط الإستعمار و النظم الموالية ، لقد لاقى مثل ما لقيت و أكثر ،، اقرأه لتشعر إن النضال درب بدأه السابقون و نجحوا حيناً و تحققت مكاسب لازلنا ننعم بها إلى الآن ، و أخفقوا حيناً و أصابهم اليأس لبعض الوقت و خاب مسعاهم في آحيان أخرى مثلك تماما
استمر لأنك مدين لهم و لوطنك استمر لأنك ستقابلهم في حياة أخرى و سيسألونك عما فعلت لتكمل ما بدءوه استمر لأنك ستسُأل من الله عما فعلت لهذا البلد لينال ما يستحق ، لينال ما طالما ناضل من أجله
باختصار " الشعب ده طول عمره سافف تراب ، اللى شافه مش شوية و لسه بيشوف و هيشوف بس الحمد لله كنا فين و بقينا فين "
وفق أحمد بهاء الدين في سرد التاريخ بطريقة روائية أكثر من رائعة لا تشعرك أبداً بالملل .
أخيراً بعد ما تقرأ هذا الكتاب لابد أن ترفع رأسك لأن أبطاله مصريون مثلك :))
نادرا ما تجد كتاب يحدثك عن كل هذا فى مائة و خمسين صفحة ، فهو يعرفك على خطيب الثورة العربية الشيخ عبد الله النديم ، و عن أحمد عرابى ، مصطفى كامل أفندى ، و جريدة اللواء ، و من ثم سعد باشا زغلول ، و عدلى يكن ، و ثورة 1919 ، و الدستور ، وجريدة السياسة ، و النفى ولجنة ملنر ، حقا هى أيام لها تاريخ
هذا الكتاب يلم بحقبة مهمة جدًا من تاريخ مصر، أسباب ثورة عرابي ونتائجها، وأيضًا ثورة سعد زغلول وإلى ماذا آلت لم أكن ملمة بهذه الأحداث من قبل وأعتقد أنني بعد قراءة هذا الكتاب بت أملك فكرة عن نضال الشعب المصري، وكم من الأرواح ضحت من أجل نيل إستقلاله.
دائما ما نقرا في القران مقطع " افلا تبصرون " وفي موضع اخر "افلا تتفكرون " وكان الله يدعونا للتفكر والابصار في سنن الخلق سنن التاريخ فدائما ما تتوافق النتائج باتفاق المقدمات لذلك يبدا كاتبنا في تقديم كتابه بصوره عظيمه جدا وهي وضع تعريف للانسان بانه يختلف عن سائر الكائنات في وعيه بتاريخه ومعرفته بماضيه و اهميه هذه المعرفه تكمن في محاوله الاستفاده وعدم تكرار نفس المقدمات التي ستوصله حتما لتكرار الفشل
من خلال قرائتي لايام لها تاريخ اري فيه كتاب يورخ لمحاوله مصر للوصول الي الحداثه والتقدم وما واجهتها من صعوبات فيبدا احمد بهاء الدين كلامه بفصل كامل عن عبدالله النديم ادباتي الثوره وخطيبها المفوه ودوره في الوصول الي الثوره العرابيه عن طريق تطوير الفكر والثقافه عن طريه توعيه المصريين بحقهم في مصر لننتقل من كلمات قالها الجبرتي يوما امام نابليون بان البشر ليس سواسيه وان الله قال " ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات " الي مقوله عرابي الخالده بان الله خلقنا احرارا ولم يخلقنا تراثا او عقارا فوالله اللذي لا اله الا هو اننا لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم وكان هذا التطور في فكر المصريين ووعيهم بذاتهم و حقهم الاصيل في بلدهم علي يد مثقفين كان طليعتهم عبدالله النديم الذي طاف البلاد والقري لينقل المصريين بين الموقفين
لكن اول فرص مصر في الحداثه والحريه ضاعت علينا بسبب ليس فقط الاستعمار الاوروبي لكن ايضا بسبب الرجعيه الاجتماعيه فينتقل كاتبنا ليعرض في الفصل الثاني من كتابه حال المجتمع المصري وتفاوت طبقاته ونظره الطبقات العليا فيه الي ما دونها لنري ان الفقر اصبح من اشد العيوب التي لن تبرح ابدا صاحبها مهما اجتهد ومهما بدله بالغني ونري ان وضاعه الاصل فكره مترسخه في الاجتماع المصري لهذا العصر ونري علماء ومشايخ الاسلام يفتون علي الفقير بالذل والعيب وانه ليس اهلا لمعاشره الاكرمين حتي اننا لنجد الفقراء يصدقون علي ذلك بسعيهم الدائم لنفي الفقر ووضاعه الاصل و التنصل منهم فكيف لمجتمع لا يومن بالمساواه والحريه ان تنتصر ثورته
وبعد ان فهم المثقفين ان الكفاح السياسي لابد ان يسبقه وعي اجتماعي ينتقلوا الي ميادين الاجتماع لياكدوا ان الجميع سواسيه والجميع مواطنين لا فرق بين مسيحي ومسلم ولا فرق بين رجل وامراه وعلي راس مثقفين ما بعد الاستعمار كان الامام محمد عبده وقاسم امين لنصل الي ثوره ١٩ ونجد القس يخطب علي منابر المساجد و شيوخ الازهر يعظون الناس في الكنائس ونري النساء تكاتف الرجال في المظاهرات والمسيرات فيكتب لنا الكاتب في فصله الثالث دفاع شخصيه من اعظم شخصيات تاريخنا الحديث -محمد فريد- عن الحريه وبخاصه حريه التعبير والفن والابداع في موقف من اعظم المواقف فكفاح المصريين يجب ان يستمر حتي وان اضطر محمد فريد لتحمل ظلمات السجون
لياتي الفصل الرابع والخامس مع جمهوريه زفتي وثوره ١٩ توصل لنجاح و انتصار كفاح شعب مصر من اجل الحريه والاستقلال و نري عظمه الوعي الجديد الذي دافع من اجله المثقف المصري من ايام رفاعه الطهطاوي مرورا بالنديم ومحمد عبده ومحمد فريد حتي وصل الشعب ليقف مره اخري امام الملك مطالبا بالدستور وامام الاستعمار يطلبه الجلاء ولولا التكاتف بين الملك و طبقه الاقطاعيين في حزبي الامه والاتحاد وبني الانجليز لكانت مصرنا اليوم في غير وضع
ثم اخيرا في الفصل السادس من الكتاب لنجد ان ثوره ١٩ حركت المفكر المصري نحو اي قيد يمكن ان تسلب به الحريه واذا كان الدين او بالاصح الخرافات الدينيه هي اخر الاصنام والقيود التي يمكن ان تسلب بسببها الحريه فيقدم لنا الفصل السادس نموذج لكاتب شاب ازهري اخذته ثوره الشباب وغبته في التغيير الي ان يقف امام الانجليز والملك لينقض اخطر ما يحاك لمصر والمسلمين من فكره الخلافه او الحكم الديني بوصايه برطانيه ليرسخ المسلمين مره اخري تحت قيود الحاكم المطلق باسم الدين وبقضيته هذه يقدم علي عبد الرازق اخر فصول الكتاب في الدفاع عن الحريه والرغبه في الحداثه والحضاره
ونعود مره اخري بعد ذلك الي مقدمه الكتاب و كان الكاتب يترك لنا ان نسال نفسنا لماذا فشلنا ؟؟ لماذا بعد ما يقارب قرن من الزمن ما زلنا مكاننا ؟؟ ما الدرس الذي يجب ان نستفيده من هذه الفصول وهؤلاء المناضلين ؟؟ وكيف لنا ان نحقق ما طمحوا يوما اليه ؟؟
اتمني ان نجد الاجابه وان نصل يوما الي مصر الحره الحديثه