What do you think?
Rate this book


112 pages, Paperback
First published May 1, 2001




“أنا يا رفاق أخشى الموت كثيرًا، ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون بفخر طفولي: نحن لا نهاب الموت. كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقي؟!!
إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو ضعيف الإيمان…”.
عادة غريبة هي أن يجلس المرء إلى مكتبه ليكتب مذكراته .. خاصة إذا ما كان المرء إنسانًا عاديًا من الذين تزخر بهم الطرقات وطوابير الجمعيات الاستهلاكية .. ، وفي رأيي أن من يجرؤ على هذا لابد أن يكون من عينة ( العقاد ) أو ( سعد زغلول ) أو ( رومل ) حيث تشكل الحوادث الصغيرة في حياته ( تاريخًا ) حقيقيًا تسترشد به البشرية من بعده ..
أما بالنسبة لفرد تقليدي مثلي فلابد أن المذكرات لن تزيد على: صحوت من النوم - أفطرت - ذهبت للعمل - عدت من العمل - نمت - صحوت - خرجت - نمت..
إذا لماذا قررت أنا أن أمارس هذه الجريمة؟!
المشكلة هي أن الأيام تتراكم في مخزون ذكرياتي ..
زكائب من الوجود وأكداس من العلاقات وسلال كاملة من الوعود التي لم أف بها بعد ..
شعرت اليوم أنني بحاجة إلى تهذيب كل هذا وإلا فالويل لي .. وبما أنني أصلا من النوع نافذ الصبر الذي لا يواظب على التنفس إلا لأنه يتم رغمًا عنه، إلا أنني لا أتوقع أن تستمر هذه العادة الذميمة طويلا ..
أتوقع أن أواظب على الكتابة بضعة أيام .. شهرًا .. أو أكثر ثم أنسى الأمر برمته ( وتعود ريما لعادتها القديمة ) ..
“أنا يا رفاق أخشى الموت كثيراً .. و لست من هؤلاءالمدّعين الذين يرددون في فخر طفولي: نحن لا نهاب الموت .. كيف لا أهاب الموت و أنا غير مستعد لمواجهة خالقي ؟!!
إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان ...”
رب قبح عند زيد
هو حسن عند بكر.
فهما ضدّان فيه
وهو وهم عند عمرو.
فمن الصّادق فيما يدّعيه ، ليت شعري.
ولماذا ليس للحسن قياس؟
لست أدري!