What do you think?
Rate this book


154 pages
First published August 1, 1951




صورتان
هناك فرق كبير بين صورة الرشيد التي يمثلها المؤرخون أمثال: الطبري وابن خلدون
وأبي يوسف وصورته التي يصورها ألف ليلة وليلة، والأغاني، وإعلام
الناس فيما وقع للبرامكة مع بني العباس ... إلخ.
فصورة المؤرخين تُصوِّر الرشيد رَجُلَ جَدٍّ فيه شيء من اللهو، والكتُب الأخيرة تمثله
رَجُلَ لَهوٍ فيه شيء من الجد. ...
... على أنه — والحق يقال — لم يكن لاهيًا كل اللهو كما تُصوره الأغاني، ولا جادا
كل الجد كالذي يصوره بعض الناس، وإنما كان جادا لاهيًا معا، تثور عاطفته الدينية
أحيانًا فيصلي مائة ركعة، ويبكي من الوعظ، ويحج ماشيًا، وتثور عاطفته الدنيوية حينًا
فيسمع الغناء ويشرب الشراب. ...