"يعاني المبتدئ بالقراءة من شعور خاطئ أنه بعد أن يقطع بعض الكتاب قراءة أنه لم يعد يذكر ما تقدم، وحينها قد ينصرف عن الكتاب لأنه فقد التواصل معه. هذا الشعور خادع ووهمي؛ فإن تعمير الباطن وارتقاء العقل لا يميزه صاحبه، وهو كواضع الطيب يشمه من حوله وهو لا يشمه. هذه الخديعة قد تسيطر على المرء فتصرفه عن القراءة بالكلية حيث يتهم نفسه أنه إن قرأ لا يحفظ ويسنی، وربما قارن نفسه بغيره الذي يراه صاحب ذاكرة قوية، فيظن أن القراءة لمثل هذا وليست له. العلم والمعرفة ليس لهما من الدلائل الظاهرة على الإنسان كطفرة مرضية مفاجئة، بل هي بناء يتشكل ببطء لا يحسه المقارن له، وحين يمتحن هذا البناء يكون حاضرًا ويُثبت نفسه، ولذلك على المرء ألا يتوقف أبدا عن القراءة بل يتابع ويتابع ولا يخدع."
" يعاني المبتدئ من القراءة من شعور خاطئ أنه بعض أن يقطع بعد الكتاب قراءة أنه لم يعد يذكر ما تقدم، وحينها قد ينصرف عن الكتاب لأنه فقد التواصل معه . هذا الشعور خادع ووهمي ; فإن تعمير الباطن وارتقاء العقل لا يميزه صاحبه ، وهو كواضع الطيب يشمه من حوله وهو لا يشمه . هذه الخديعة قد تسيطر على المرء فتصرفه عن القراءة بالكلية ، حيث يتهم نفسه أنه إن قرأ لا يحفظ وينسى ، وربما قارن نفسه بغيره الذي يراه صاحب ذاكرة قوية، فيظن أن القراءة لمثل هذا وليست له " من فصل خدع القراءة
كتاب فن القراءة لصاحبه الشيخ أبي قتادة الفلسطيني ألفه وهو في سجن بلمارش البريطاني ، من أروع وأفضل ما قرأت عن القراءة .. أقل ما يقال عن كاتبه أنه - كاتب موسوعي - لكل ما للكلمة من معنى .
قسم الكاتب عمله إلى عدة فصول وهي كالآتي :
* الطليعة . * القراءة عبادة * مفهوم القراءة * أعداء القراءة وعوائقها * متعة القراءة * طقوس القراءة * طرق تعميق القراءة * كلام مرسل عن وسائل القراءة الجديدة * خدع القراءة * القراءة من الحرف إلى الفعل * الإنسان داخل النص * أصول القراءة الصحيحة * منهاج المؤلفين ومقاصدهم: مفاتيح الكتب * خبايات القراءة .
قراءة ذاتية غير موضوعية 🤍 لا أنفي وصلي لظروف كتابته، وطبيعة نشأته، وطريق معرفتي به عند القراءة والحديث عنه.
"مع هذه الغرفة العارية كان الامتحان لي في رهاني الطويل على القراءة، وهل هي نافعة بعد فقد أداتها من الكتب؛ إذ اعتدت لزمن طويل أن أعيش بينها، أتأملها، أداعب أوراقها، أحل عنها ثياب العذار، وأكشف معها ستر الغائبين، وأَخلص في ثناياها إلى شهقات المحبين، ودموع الجبابرة الذاهبين، وأبني مع حروفها نَفْسًا عصيّة عليَّ في البناء، وأقوّم بها عقلي الذي دمرته الصور الخادعة. مع الكتب عشتُ شقيًا وطبول الخداع تصم أذني لتصرفني عن حقائق ما أعلم، وتعبت مع الحرف إذ تعاملت معه تعامل المحارب مع السيف الصقيل، فطاحنت، وأعترف أني طحنت كثيرًا وما زلت، ولا أدري هل أصبتُ من غيري مَقتلًا أم لا" لا يمكن أن لا يأخذ المدخل بلبّك، ولا تدري أحميمية الكتاب منشؤها تجول الكاتب في عقلك أم إيواؤك في عقله؟
((فن القراءة)) إنما هو ((دندنة)) حول معنى أن تفتح كتاباً فتقرؤه، هذا الفعل الذي صاحب أغلبنا منذ وعى على الحرف، وحتى يأخذ الله أمانته بإذنه.
تتجول معه في الغرفة العارية متأملاً -كما هو-: من أنا؟ ليجيء الجواب قاطعًا لا لبس فيه: أنت ابن القراءة، وقد صدق ابن القيم حين قال: «أب للبدن وأب للروح». هذا ابن القراءة، برّها صغيراً، فبرّته كبيراً عند حاجته. مشهدٌ يصعب ألّا يلامس القارئ، وكلنا ذاك القارئ الذي ذاق حلاوة برّها يوماً، وشعر نحوها بالامتنان -تجلّت لصاحبتكم لحظة خلاصها من الرِّسالة، حيث رفعت ناظرها إلى مكتبتها، وقررت في هذه اللحظة أن تضيفها لقائمة الشكر والإهداء-.
"القراءة ليست ذوبانًا في الآخر، وليست إزالة له، بل هي وعي على الذات ووعي على الآخر، ولكن مما لا شك فيه أن مواصفات الكتاب الجيد هو الكتاب الذي يقدر على سرقتك، وهي سرقة لا توجب القطع كما قال جرير." وهذا الكتاب أحدها.
هذا الكتاب قرأته مرتين في العام الماضي، كتاب أشبه بأباطيل وأسمار محمود شاكر، وهو بعيد عن عنوانه، بل حتى ما ذكر فيه من فنون القراءة لا تكاد تجدها في كتب أخرى.
في هذا الكتاب بعضٌ من سيرة الرجل، تعجب من ثقافته وسعة اطلاعه، وتعجب من كثرة الإحالات فيه مع أنه كتبه في الزنزانة! بل كتبه بعد سنوات من السجن، ما يعني أنه كان بعيد عهد بكتبه.
في بداية الكتاب جانب مع أشعاره، وهي متوسطة في نظري،وبعضها رائع. تجد في الكتاب جانبا من طفولة الفلسطيني المهجّر، لكنه لم يكتب فيه شيئا كثيرا من بؤسهم، ولا أدري لماذا، فتغريبة الفلسطيني مؤلمة جدا.
يذكر فيه البيت من الحديد المصفح الذي كان يسكنه مع جدته، وكيف أن الغطاء كان واحدا له ولجدته وأخيه.
وفي الكتاب مباحث علمية، كتعريضه بالسلفية المعاصرة وأنها منمطة، وذكر مثالا لذلك راجعه في الكتاب.
سأظلم الكتاب لو ذكرت مزيد وصف له، أقرأه فهذا من الكتاب من أحسن ما قرأت خلال ١٠ سنوات ماضية.
هذا الكتاب؛ جوهرة. (سبحان من بارك في كلماته) الكاتب عظيم المنهج واسع الاطلاع،، يتلألأ من قلمه النور. كلماته مباركة، واني اجد اثرها في نفسي.
يتبادر لذهني دوماً، ماذا لو عزلت، في مكان ما.. وخسرت كل شيء، هل ساجد ثمرة القراءة والعلم؟ هل ساصبر واعطي؟ ما اكثر ما شغلتني هذه الفكرة..
فاذا بطليعة الكتاب يبدؤه قائلاً: «مع هذه الغرفة العارية كان الامتحان لي في رهاني الطويل (القراءة) وهل هي نافعة بعد فقد أداتها من الكتب؛ إذ اعتدت لزمن طويل أن اعيش بينها……. » فعلمت أني ارى الأنموذج الذي اتخيله دوماً.
في سجن بلمارش، يكتب أبو عمر هذه الأيقونة بلا مراجع ولا كتاب، يكتب فتجد سعة علم وحافظة، وتجد اشارات وتوصيات، وتجد انتقادات وتوجيهات، وتجده يسخر احيانا وتتبسم، وتجده يرافقك ويلامسك ويشعر بك في مواضع، ذكر العروبة والبيان، انتقد مواضع في الاصول والمنطق، وذكر بركة منهج الحديث واهله، وانتقد مناهج وعرج بلوازم على كلمات يكررها قوم دون ان يعوا وزنها مثل السلفية، انتقد كُتاب وكتبهم، واثنى على اخرين ..
واجل ما فيه أن في كلماته؛ هم الاسلام والامة، لا تجده ينفك عن ذكر الجهاد والصبر. يكتب بقلبه، كلماته حية يا كرام، وتحييك.
الفائدة التي ستخرج بها من هذا الكتاب اكبر، أن كان هناك كتاب سيتكلم عن القراءة، لا اجد احسن من هذا.. ففيه علم، واعتدال، ودقة فهم، فضلاً عن حلاوة القلم.
لن تكون هذه المرة الاخيرة، ساكرره دومًا، لأنه عزيز، وتعمدت التأخير فيه، لم ارد انهاؤه، انه كالرفيق. رضي الله عن كاتبه وارضاه. تشرفت بمعرفته من خلال كتابه هذا.
أحد أفضل الكتب التي قد تخبرك عن حقيقة القراءة الفعلية,بشكل عميق ,مفصل و إنساني. و كيف أن القراءة قد تكون امتدادًا للخلافة الانسانية على وجه الأرض, بل الوسيلة الأهم و الأرقى لتحقيق ما خلقنا من أجله فعلا " العبادة " بمفهومها الواسع و الواسع جدا ,كيف أن عملية القراءة هي إعمال للعقل و تأمل و تحقيق كشف , و تفكر لإنتاج علم و التفكر في أصل الخلق و الوجود, و خطوات متتابعة لبلوغ " الحقيقة" _يبدأ الكاتب مؤلفه بذكر قيمة القراءة في النص القرآني, و خلال هذا كله لا نفصل القراءة عن الكتابة لأنهما وجهان لعملة واحدة و المراد من كليهما حصول العلم . و القراءة علم حث عليه الدين و الرسول صلى الله عليه و سلم لصناعة الإنسانية , و هذا العلم له صور وجودية متعددة يجمعها البحث و النظر و التفكر , فالقراءة لا تتعلق بالحرف فقط بل بالوجود كله, " فكل ما هو مخلوق أو مأمور أو مخبر عنه أو متصوّر هو المعرفة و البحث و النظر و التفكر فيه قراءة . و بذلك يقدم لنا الكاتب مفهوم القراءة بتصورآخر أكثر اتساعا و عمقا و جمالية و شاعرية , لينتقل بعد ذلك لأعداء القراءة و عوائقها و منه إلى متعة القراءة و طقوسها و طرق تعميقها من أجل تحقيق الهدف منها ,الهدف الحقيقي منها . *الكتاب ليس عدوًا حتى لو كان صاحبه عدوا, فلك أن تحذر هذا العدو و لكن واجب أن تعرف ماذا يقول و كيف يفكر و ماذا يريد, و فوق ذلك من هو هذا العدو. *العلم و الثقافة و المعرفة لتكون مشاعا مرغوبة , لا بد أن تكون إنسانية تحقق التواصل مع الإنسان , و ذلك أن يجد نفسه فيها, لا أن تقدم له ما يعرف كما يزعم البعض, و لكن أن تقدم له الانسان . أصر الكاتب على فكرة " لا يوجد كتاب عدوٌ لك فاقرأ " فمن كل كتاب ننهل شيئا و لو شيئا . في إحدى مطارح الكتاب لم ينس الكاتب أن يذكر بأن مقصود القراءة هو التقاط لمحات قد تبدو متباعدة و مستقلة, و دورك أنت أن تملأ هذه الفجوات , و تجمع هذه المتفرقات و ذلك من خلال بصرك بالحياة , فالحياة هي الأصل,هي السنة الجارية, هي أنت , و أما ما في الكتاب فهو إيقاف للصور السريعة التي لا يمكن أن تكون إلا بما قبلها و ما بعدها , و حينئذ قد يقع خداعك بإمكانية حصول هذه الصور من غير ألمها و توابعها و مقدماتها الحقيقية. و لا يمكننا أن نتطرق لموضوع القراءة الشاسع و لا نذكر كمالية النص القرآني و أن لا نص إنساني كامل في الدنيا , و أبى الله إلا أن يتم كتابه . و أهم ما يمكن أن تنصح به قارئا و الكاتب حتما لم يغفل عن هذا و هو أن لا ينخدع بالأسماء و العناوين, بل اقرا و تجرد من الهوى تتحصل الكثير , لا اسم الكاتب حاجز و لا العنوان و لا الردود عليه . *الذوبان في داخل الكلمة خطأ و جريمة ضد الوعي, و العيش بعيدا عن الكلمة خطأ و جريمة ضد الانسان كله, بوعيه و عقله و قلبه و روحه و متعه . و بعدها يشرح الكتاب في فصل _ القراءة من الحرف إلى الفعل أن القراءة دون تطبيق للمعارف و دون أن نعيش الحقيقة التي نتعلمها في الواقع سيجعل من قراءاتنا فارغة من الهدف و هو ما لايخدم لا الانسان و لا فعل القراءة نفسه. فالله سمى القرآن روحا و الروح أساس الحياة, و الحياة أفعال و ممارسات أيضا .و أهمية وزن الكلمة عند الانسان العربي , عدا عن ذلك اللغة عند العربي المسلم انتماء و مشاعر و منه فالقراءة أسلوب حياة و ممارسة المبادئ التي ننهلها من القراءة يمنحها المعنى ..فلا قيمة للمعرفة بلا عمل . و أجمل جزء عندي من الكتاب كله هو فصل " الإنسان داخل النص " و كيف أن الكاتب يذوب في كتاباته و يتعرى تماما و القارئ الفذ وحده يستطيع أن يكشف سر الكاتب و وجهه الحقيقي من خلال قرائته العميقة و أن أعظم جوانب القراءة الخفية و الكاشفة هي أن نعرف الإنسان فيها . الكتاب ككل قطعة فنية جميلة جدا .. تحكي عن القراءة و جوهرها .
ترددت قليلا بين إعطاءه 4 نجوم أم 5 ،ثم قررت ربما أول جزء فى الكتاب هو ما كان ممل إلى حد ما بالنسبة لى حين أورد الكاتب العديد من أبيات الشعر لأنى لا يستهوينى الشعر الكتاب يتناول موضوع القراءة من منظور مختلف عن غيره من الكتب التى ناقشت نفس الموضوع أكثر ما أبهرنى هو أسلوب تفكير الكاتب وتدفق أفكاره وغزارة علمه مع أنه ألف هذا الكتاب وهو فى السجن أى بدون أى مراجع معه أنصح بقراءته لكل مهتم بالقراءة عموما وبالقراءة الدينية والتاريخية خصوصا
يقدّم هذا الكتاب رؤية مغايرة عن فنون القراءة لغيره من الكتب التي تحمل نفس العنوان أو عناوين مشابهة، وهو شاهد لكاتبه بسعة المعرفة والاطلاع حيث أنّه كتبه وهو في السجن خالي اليدين من أي مراجع أو كتب ينقل عنها ويستعين بها، وتراه في الحاشية أكثر من مرة يتحسر لذلك حتى يستطيع التمثيل على بعض مقاصده بشواهد، ورغم ذلك أحسبه قد بلغ قصده وبلّغ رسالته.. مليء بالفوائد والطرائف!
لكل عالم له أسرار، وعالم القراءة له أسرار مختبئة ومخفية عن أعين الناس؛ كأن عليها لثام لا يكاد يماط وله كنوز مدفونة في باطن أرضها لا يكاد يظفر بها. أوتدرون؟! إن القارئ لا يكون قارئًا وهو يقرؤ؛ إلا بعدما يميط اللثام عن أسرار القراءة، ولا يكون قارئًا وهو يقرؤ؛ إلا بعد أن يظفر بكنوزه. هذا كتاب الذي بين أيديكم كُتب من فيض الخاطر وعفوه وبقلم السيال، فحسبته أن الكتاب كغيره من كتب فن القراءة، يعرف لك عن القراءة ويقسمها إلى أقسام ويأتيك بقواعدها وبقصص أهل القراءة ليرفع بك الهمة؛ على منهج "أكاديمي"، ولكن هذا كتاب كُتب في سجن بريطاني "بلمارش" بعيد من مكتبة صاحبه فلا مصادر ولا موارد ليتسعين بها. ومع هذا فإن الله يؤتي الفضل من يشاء، لقد استطاع صاحب الكتاب أن يؤلف كتاب يدلك على قوة حافظته، كأنه يحفظ كل ما قرأه فلا ينسى إلا ما شاء ربي، ويدلك على عمق ثقافته وقوة تأصيله وتنوع معارفه، ولم أكن أعرف شيئًا عن مؤلفه، وإنما كنت قد أطلعت على بعض مراجعات له فقلت أن لا بد لي من تجربته فكنت في عجب يكاد لا ينقضي. يتكلم في أول كتابه عن مفهوم القراءة ودخولها في العبادة ويأتي بفرائد وعجائب ثم ينقل بك إلى حيث يعادي فيها من عادى القراءة وأهلها فيرد عليهم ويفند شبهاتهم مبينًا آثارها التي تترك في النفوس. ويستطرد استطرادًا عجيبًا لا تكاد تمل منه ثم يحدثك عن متعتها حديثًا لا تكاد تنقضي العجب منه، ثم عن طقوسها وهنا أعجب وأغرب وأبدع ثم عن طرق تعميق القراءة ويسترسل في حديث عن وسائل جديدة عن القراءة ثم عن ما هو أعجب من غيره، عن خدع القراءة ثم عن القراءة من الحرف إلى الفعل عن عالم الكلمة وأسرارها وهنا أعجب وأعجب واعجب وابدع وأكبر فكأنه في لباس محمود شاكر يتقمص شخصيته فيكسف لك عما خفي عنا من أسرار الكلمة ولكنما هذا فصل من أعجب وأروع في كتابنا وعن الإنسان في النص يدافع فيها عن كتب أهل الإسلام بكل ما أوتي من قوة ويرد على من انتقص منها شيئا فيبين أصول القراءة الصحيحة فينتقل إلى مفاتح الكتب ومعرفة مقاصد أصحابها وعن خباياتها والحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه. فيتبين حينئذ أن الكاتب ذاق حلاوة الإيمان والعلم قد بارك الله له رزقنيهما الله ما رزقه فكتب عن القراءة بماء عينيه.. ةالكتاب يراجع ويقرؤ ويحفظ....