قد جمعتُ بين رسالتي (أيها الولد) و(كيمياء السعادة) في الحلقة الأولى، وهذه هي الرسالة الثالثة (بداية الهداية)، ذيَّلتُها برسالة (القواعد العشرة) في الحلقة الثانية من حلقات هذه السلسلة، وحتى لا تكون هذه السلسلة الغزَّالية فيها من الغرابة شيء على القارئ العزيز، فيجب عليَّ أن أوضِّحَ أن الإمام الغزَّالي أعظم مَن جمع بين فقه القلوب (التصوف) وفقه الجوارح (الفقه) تحديدًا على المذهب الشافعي؛ لأنه كان شافعيًّا. فكان منهجه ألا يكون الفقه جامدًا على الأحكام الفقهية وحسب، وأن هذا حلال، وذاك حرام، وأن هذا الفعل مندوب، وذاك مستحب أو مكروه أو مباح؛ بل أصقلَ الفقهَ بجواهر التصوف وأنواره، واهتم بطهارة الظاهر والباطن مع الخالق ، واهتم بالمعاملة الظاهرية مع الخلق، والمعاملة الباطنية مع الله سبحانه وتعالى. وفي هذه الحلقة، أعرضُ عليكم عرضًا موجزًا للرسالة التي بين أيدينا (بداية الهداية) من قوله مؤلفها رحمه الله تعالى، فقال: (ما بداية الهداية؟ وما نهايتها؟ بدايتها ظاهرة التقوى، ونهايتها باطنة التقوى، فلا عاقبة إلا بالتقوى، ولا هداية إلا للمتقين). صُنِّفَتْ هذه الرسالة ضمن الكتب الفقهية (في الفقه الشافعي)، لكن وكان جُلّ اهتمام حُجَّة الإسلام الغزَّالي رضي الله عنه بعلم القلوب وأسراره وأنواره، طغى فيها الجانب الصوفي على الجانب الفقهي. تعتبر هذه الرسالة مقدمة لكتاب (إحياء علوم الدين)، وقد قسَّمه الغزَّالي إلى ثلاثة أقسام: (القسم الأول): جاء في الطاعات، وفيه آداب النوم، والاستيقاظ منه ودخول الخلاء، والوضوء، والغسل، والتيمم، والخروج من المسجد ودخوله، وما بعد طلوع الشمس إلى الزوال، وآداب الاستعداد لسائر الصلوات، التي هي أصل الدين، وأحد أركان الإسلام، وذكر فيه ما يتعلق بالإمامة، والاقتداء والجمعة، والصيام. (القسم الثاني): تحدث فيه عن اجتناب المعاصي، وبين فيه معاصي القلب، وأنها أخطر من معاصي الجوارح. (القسم الثالث): تحدث فيه عن آداب الصحبة والمعاشرة مع الخالق سبحانه ومع الخلق، وآداب عامة جامعة. ومما قمتُ به في عمل التحقيق: 1- تخريج الآيات القرءانية. 2- تخريج الأحاديث النبوية. 3- شرح الكلمات المُبهَمة التي قد يخفى معناها على القارئ. 4- ضبط بعض الكلمات بالتشكيل حتى لا يُفْهَم غير مرادها. 5- التعليق على بعض الجمل التي قد تشكل على القارئ. أما فيما يتعلق بتحقيق رسالة (بداية الهداية)، اعتمدتُ على طبعة قديمة من مكتبة جامعة تورنتو – كندا، عليها ختم بتاريخ 7/ 1968م، وطُبِعَتْ هذه الطبعة بمطبعة دار إحياء الكتب العربية لأصحابها عيسى البابي الحلبي وشركاه، بعنوان: (منهاج العابدين: وبهامشه الكتاب المُسمى "بداية الهداية"). وقد أفردتُ رسالة (بداية الهداية) على أن تكون رسالة (منهاج العابدين) في الحلقة التالية أو بعد التالية. واعتمدتُ في تحقيق رسالة (القواعد العشرة) على طبعة (الجواهر الغوالي من رسائل الإمام حجة الإسلام الغزَّالي)، التي طُبِعَتْ على نفقة الرحَّالة محيي الدين صبري الكردي، وقد حققها قبل عشرة أعوام؛ أي في سنة 1924 ميلاديًّا بمطبعة السعادة بجوار محافظة مصر، وذلك سنة 1353 هجريًّا – 1934 ميلاديًّا.
محمد الساكت 1- مدير مكتب رئيس مجلس إدارة شركة المنصورة للدواجن (ش.م.م) رجل الأعمال السيد المهندس إسلام محمد نجيب، ومدير مكتبه الشخصي لبقية شركاته: شركة زيتا للاستثمار المحدودة (ش.م.م)، وشركة أوميجا للمقاولات الكهروميكانيكية، وشركة أوميجا للاستيراد والتصدير، وشركة فورست بيرد (ش.م.م)، ومن مؤسسي مستشفيات إيليت بالإسكندرية Elite. 2- مدرس لغة إنجليزية (سابقًا) بمدرسة خالد بن الوليد الخاصة 3- شغل منصب مسئول أول العمليات (سابقًا) بشركة الأهلي كابيتال للتمويل متناهي الصغر (الأهلي تمكين)؛ إحدى شركات البنك الأهلي المصري 4- مدير قسم الترجمة (سابقًا) بدار زحمة كُتَّاب للنشر والتوزيع 5- مترجم ومدقق لغوي ومنسق كتب وروايات محمد مصطفى محمد إبراهيم عفيفي الساكت العفيفي الحَسَني؛ سيد شريف حَسَني، ينتهي نسبه إلى أبي محمد الحسن المُثَنَّى عليه السلام بن الإمام خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين الحسن عليه السلام بن الإمام رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب عليه السلام والسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت سيدنا ومولانا وإمامنا رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وُلِدَ في 31 ديسمبر 1989م بمحافظة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية، وأصوله من قرية (ميت عفيف) التابعة لمركز (الباجور) محافظة المنوفية. مترجم وكاتب ومدقق ومراجع لغوي وإملائي. درس قسم اللغة الإنجليزية - شعبة الترجمة بكلية اللغات والترجمة - جامعة فاروس بالإسكندرية، وتخرَّج فيها سنة 2016م، ودرسَ اللغةَ الصينيةَ بالكلية لغةً أجنبيةً ثانيةً.