▪︎كتاب غير روائي 14 ▪︎كتاب رقمي 11 ▪︎اللغة عربية 27
مراجعة كتاب "قيام الليل" لابن الجوزي
يُعد كتاب قيام الليل للإمام ابن الجوزي من الكتب التي تتناول جانبًا مهمًا من العبادات الروحية في الإسلام، حيث يركز على فضائل قيام الليل وأثره في تزكية النفس وتقوية الصلة بالله. ابن الجوزي، الذي اشتهر بأسلوبه الوعظي العميق، يقدم في هذا الكتاب مزيجًا من الأدلة الشرعية والقصص المؤثرة، إلى جانب نصائح عملية تساعد المسلم على المواظبة على هذه العبادة العظيمة.
موضوع الكتاب ومحتواه
يستعرض ابن الجوزي في هذا الكتاب عدة محاور رئيسية، من بينها:
فضل قيام الليل: يستند إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين مكانة هذه العبادة وفضلها على المؤمن.
أحوال السلف مع قيام الليل: يورد قصصًا عن الصحابة والتابعين والعلماء الذين كانوا يحرصون على هذه العبادة، مما يبعث الحماس في القارئ.
معوقات قيام الليل وكيفية التغلب عليها: يناقش الأسباب التي تمنع المسلم من القيام ويوجه نصائح للتغلب عليها، مثل تنظيم الوقت وترك الذنوب التي تثقل القلب.
أثر قيام الليل على القلب والحياة: يوضح كيف ينعكس قيام الليل على صفاء القلب، وقوة الإيمان، وزيادة الخشوع في باقي العبادات.
أسلوب الكتاب
يمتاز ابن الجوزي بأسلوبه الخطابي الوعظي الذي يخاطب القلب والعقل معًا. فهو لا يقتصر على عرض الأدلة الشرعية فقط، بل يستخدم قصصًا مؤثرة وحكمًا بالغة تجعل القارئ يشعر بقيمة هذه العبادة وتأثيرها في حياته.
أبرز مزايا الكتاب
✔️ سهولة الأسلوب ووضوح الطرح: الكتاب موجه لعامة المسلمين، مما يجعله مناسبًا لكل المستويات. ✔️ غزارة الاستشهادات الشرعية: يعتمد على القرآن والسنة وأقوال السلف، مما يعطيه مصداقية وقوة. ✔️ تحفيز القارئ للعمل: لا يكتفي بالتنظير، بل يحث المسلم على التطبيق الفعلي، ويقدم نصائح عملية.
نقاط قد تكون تحديًا للبعض
⚠️ نبرة وعظية قوية: بعض القراء الذين يفضلون أسلوبًا أكاديميًا قد يجدون الكتاب يميل إلى الوعظ أكثر من التحليل. ⚠️ تركيزه على النماذج القديمة: رغم فائدة قصص السلف، قد يحتاج القارئ المعاصر إلى أمثلة أقرب لحياته اليومية.
الخاتمة
كتاب قيام الليل هو كتاب روحاني بامتياز، يوقظ في النفس الرغبة في الاقتراب من الله عبر عبادة منسية عند كثير من الناس. أسلوبه الوعظي وقصصه المؤثرة تجعله مرجعًا لكل من يبحث عن الإلهام والتشجيع لبدء رحلة قيام الليل بانتظام.
~~ فوائد من الكتاب ~~
•• دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في السجود:
" سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي ، هذه يدي وما جنيت بها على نفسي ، يا عظيم يرجى لكل عظيم ، اغفر الذنب العظيم ، سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره. اللهم لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقه وصوَّره وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين. أعفر وجهي في التراب لسيدي ، فحق له إن سجد. اللهم ارزقني قلبا من الشر نقيا لا كافرا ولا شقيا. أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ."
•• كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قام لصلاة الليل يقول:
"اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ قيُّومُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ، أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والنَّبيُّونَ حقٌّ، ومحمَّدٌ حقٌّ، اللَّهمَّ لَكَ أسلمتُ، وبِكَ آمنتُ، وعليْكَ توَكَّلتُ، وإليْكَ أنَبتُ، وبِكَ خاصَمتُ، وإليْكَ حاكمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلَنتُ، أنتَ إلَهي لاَ إلَهَ إلَّا أنتَ."
•• كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:
"اللهمَّ اجعلْ في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعنْ يميني نورًا، وعنْ يساري نورًا، ومنْ فوقي نورًا، ومنْ تحتي نورًا، ومنْ أمامي نورًا، ومنْ خلفي نورًا، واجعلْ لي في نفسي نورًا، وأَعْظِمْ لي نورًا."
•• و كان إذا قام إلى صلاة الليل، يمسح النوم عن وجهه و يقرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران.
•• جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الصلاة أفضل؟ قال: جوف الليل الأوسط. قال: أي الدعاء أسمع؟ قال: دبر المكتوبات.
••عن إبن عباس قال: "من تعار من الليل فقال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين انسلخ من ذنوبه كما تنسلخ الحية من جلدها".
•• عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا تعار من الليل قال: يا مثبت القلوب، ثبت قلبي على دينك.
•• يقول ﷺ: ما مِن عبدٍ يتعارّ من الليل -يعني يستيقظ- فيقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول: اللهم اغفر لي، أو يدعو؛ فيستجاب له، فإن قام وصلى قُبلت صلاته.
•• عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : " لا إله إلا أنت سبحانك ، اللهم إني أستغفرك لذنبي ، وأسألك برحمتك ، اللهم زدني علما ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "
كتاب قصير جداً أنهيته في يومين عبارة عن تجميع للأحاديث والآثار الواردة من الصحابة والسلف الصالح في قيام الليل وفضله وما كان يفعله السلف للحفاظ على هذه النافلة العظيمة. يعيب الكتاب هو استشهاد المؤلف -رحمه الله وغفر له- بعدد من الأحاديث وآثار الصحابة والسلف ذات السند الضعيف أو الموضوعة، ولكني أشيد بدور المحققين في توضيح ذلك في الهوامش بالأدلة في تعليل الرواة وما إلى ذلك. كما تمنيت أن يحوي الكتاب نصوصاً وعظية من تأليف المؤلف نفسه عن هذه الشعيرة وتعليقاً على الأدلة أو شرحاً لها مما قد يساعد في تعميق فهم أهمية قيام الليل والتهجد وعدم تركه، ولكن مصل هذه النصوص كانت شحيحة جداً ومتناثرة في بعض الفصول دون بعض.