Mahfouz's last novel, an evocative depiction of life in Egypt in the twentieth century as told through the lives of a group of friends, is now available in paperback for the first time
On a school playground in the stylish Cairo suburb of Abbasiya, five young boys become friends for life, making a nearby café, Qushtumur, their favorite gathering spot forever. One is the narrator, who, looking back in his old age on their seven decades together, makes the other four the heroes of his tale, a Proustian, and classically Mahfouzian, quest in search of lost time and the memory of a much-changed place.
In a seamless stream of personal triumphs and tragedies, their lives play out against the backdrop of two world wars, the 1952 Free Officers coup, the defeat of 1967 and the redemption of 1973, the assassination of a president, and the simmering uncertainties of the transitional 1980s. But as their nation grows and their neighborhood turns from the green, villa-studded paradise of their youth to a dense urban desert of looming towers, they still find refuge in the one enduring landmark in their ever-fading the humble coffeehouse called Qushtumur.
The Coffeehouse is a powerful and timeless novel of loss and memory from one of Egypt's most celebrated literary masters.
Naguib Mahfouz (Arabic author profile: نجيب محفوظ) was an Egyptian writer who won the 1988 Nobel Prize for Literature. He published over 50 novels, over 350 short stories, dozens of movie scripts, and five plays over a 70-year career. Many of his works have been made into Egyptian and foreign films.
قشتمر لست أنا من يدعوك لقراءتها لكنه ذاك الرجل الذي يعرف مقاهي العاصمة بعض تلك المقاهي تحمل عناوين رواياته كأنه عباس كرم يونس الطفل المعجزة الذي عاش في كواليس المسرح ودهاليزه ومكاتبه واروقته ثم كتب ما يدور فيه نجيب محفوظ في صحبته على طاولة باسمه في كل مقهى تجالسه... وتحادثه... ويعرفك على ناس القاهرة ناس بينها أنس وونس يمتد ليلَمس روحك ناس ربما يوجد مثلها في هانوي أو هافانا أو استكهولهم أو لواندا ناس المدينة العالمية الكونية... فالرجل يجيد تمثيل البشر... وتحديد مسار علاقاتها كرسي في المقهى مع أصدقاء لعل أحدهم يتخفى داخلك وانت تبحث عنه وتتمنى ان يظهر أمامك في المرآة ستراه علي مقهي نجيب ولتكن الجلسة في قشتمر يمكنك إحضار من تشاء من أصدقاء قشتمر جلسة مع محفوظ بلا تذكرة ولا ملابس رسمية آخر العنقود الروائي التي تنتهي بسورة الضحى يصفي محفوظ كلماته فيستخلص من نفسه خلاصتها في كل عمل لنا نضيف كلمة واحدة بتجليات تعبيرية تختارنا فنختارها من الاختيار نبني قصرنا هنا قشتمر قلب مدينة القلب ومدينة السرد ومنتصف الطريق بين مصر القديمة ومصر الجديدة تعليق على الأحداث يكتب محفوظ موجزا يختم به عالمه الروائي يبدو مستعيدا ما فات، محاولا أن يكثف زمن الرحلة ويقف به في المحطات الأساسية في مرثية لأيام الصحبة والأحلام وشعاع من ضياء يمر من مركز الذاكرة على ضباب الأيام يواجه محفوظ في قشتمر مشكلة التكثيف الجمالي والفكري لكل ما قاله في آلاف الصفحات من قبل كل ما قيل كل الجداول تنصب في محيط السرد لكنه حريص على أن تراه في حلة جديدة سيقدم لك أصحاب الرحلة وهو معهم لا يحتاج لتقديم نفسه يريدك أن تسمعه فتراه فتعرفه من حديثه عن الآخرين من إدراكه للعالم يريدك أن تدرك هويته هكذا علمته حكمة العلم والفن أن تعرف الناس من رؤيتهم للآخرين. لا من حديثهم عن أنفسهم مقهى محفوظ أكاديمية عالمية الفلسفة... العلم... العاطفة... التاريخ وها هو ذا المعلم يلقي درسه الروائي الأخير يستعيد سيرة زعيمه سعد زغلول يصنف نماذج البشر، ينظر من صومعته على نفسه التي تركها بينهم واحتفظ بها لنفسه في آن، قليل من الكانتية المتعالية التي تقول إنني أعرفهم..إنني صديقهم.. إنني الراوي الذي يحفر صخرة النسيان ولا تمل يده من صحبة القلم إنني صانع العناوين التي تصبح علامات على لقاء أهل القاهرة في أزمنة آتية لن أراها لكن كلماتي ستلمسها وستجلسون في ضيائها هي قشتمر مقهى آخر يضاف إلى رصيد الساهرين على عتبات الوقت يمدون خيوط الوصل سردا لا ينقطع هي علامة من تاريخ متصل خط ترام هو العالم يستقله طفل الجمالية ليدق بأنامل تعانق القلم طويلا باب الشعرية فيفتح له نوبل في أوسلو باب المجد قشتمر هي النموذج المثالي لرواية السيرة، ورواية المدينة، ورواية الجيل، ورواية الصداقة قشتمر محاضرة سردية في التشكيل الثقافي بين صلابة المكان وسيولة الزمان قشتمر رواية ما بعد السكرية والباقي من الزمن ساعة رواية عزاء وسلوى وما تبقى من عبير العمر في أثير الوطن قشتمر سراج يشع جمالا على عكس الشموع الداكنة في أفراح القبة
ربما كانت عن معنى الصداقة فنجيب أعمق من أن تدرك مبتغاه مباشرة و لكن عذوبة الرواية تكفى 01 الدين موضوع . والله موضوع آخر 02 أشد أنواع الغربة هو ما تشعر به في وطنك 03 الموت يبدأ بالذاكرة. وموت الذاكرة أقسى أنواع الموت. ففي قبضته تعيش موتك وأنت حي. وترد وأنت لا تدري إلى الأمية 03 الحكم علم وخبرة ومقدرة لا نفى أو سجن أو اعتقال
إذا سألت معظم القراء عن أفضل روايات نجيب محفوظ فى الغالب ، ستنحصر الإجابة بين الثلاثية ، الحرافيش ، السراب ، خان الخليلى ، أولاد حارتنا أو الأعمال الكبيرة بوجه عام
ولكن،ما لايعلمه البعض ، أن نجيب محفوظ فى رواياته الصغيرة له سحر خاص
أنا لم أقرأ من أعماله الكبيرة سوى السراب ، ولن أتحدث عن جمالها ولكنى لم أتوقع أن أرى هذا الجمال وهذا السحر فى هذا العمل الصغير توقعت متعة ، توقعت تسلية ولكن متوسطة ربما ولكنى لم أتوقع ماقرأته من جمال بهذا الكمّ إطلاقاً
عندما يتحدث محفوظ عن الصداقة ، فانصت جيداً سيرة حياة أربع أصدقاء ، هم صادق صفوان ، حمادة الحلوانى ،طاهر عبيد ، و إسماعيل قدرى يجتمعون بانتظام على مقهى قشتمر من نعومة أظافرهم وحتى الشيخوخة ، يتكلمون فى كل شئ ، يتناقشون فى أمور الحياة يفصحون عن حبهم وعشقهم ، وعن تعبهم تندهش من جمالهم ، وصفاء قلوبهم ، وحبهم لبعضهم البعض
لا أريد أن أقول بأن صداقات مثل هذه لم تعد توجد فى زماننا هذا ولكنى لن أبالغ لو قلت صداقات هذا الزمان ، على الأقل ، لم تعد بهذه الدرجة من العمق والاخلاص أو ربما سحر الرواية وقصتها جعلنى أشعر بأنى لم أحظ بمثل هذه العلاقات المتينة العميقة بعد
الرواية رغم صغر حجهما ، إلا أنها مفعمة بالكثير والكثير من الأحداث والتفاصيل تجد فيها حديثاً عن الحياة الاقتصادية من عهد الملك فاروق وأيام سعد زغلول إلى نهاية حقبة السادات وتجد سرد لعادات الناس ، طقوس حياتهم ، تقاليدهم فى الحب والزواج وتتعرض للمآسى التى تعرضت لها الحركات الثورية ، والنكبات التى تعرض لها الوطن تشارك الأصدقاء حبهم وكرههم للسياسة والروؤساء تجد فى اختلافهم الفكرى رقىّ تتمنى أن ينتشر فى زماننا رغم اختلافهم حول حب زعيم أو كرهه أو موقفهم من ثورة أو موقفهم من قرارات عصر ناصر ، لايعكر ذلك من صفو علاقتهم المتينة فى شئ وهناك تفاصيل وأحداث أخرى كثيرة سيكتشفها القارئ بنفسه لامجال لذكرها كلها هنا
نهاية الرواية ، مشهد سأتذكره طوال حياتى الأصدقاء بعدما شاخوا وتجاوزوا الثمانين ، يقرروا الاحتفال بمرور أكثر من سبعين عام على صداقتهم ورفقتهم فى قشتمر ، فيحتفلوا احتفالاً بسيطاً فى المقهى وسط صاحبه وعماله وعمال الأحذية أمام المقهى ، ويشارك كل منهم بكلمة عن مسيرتهم مع بعضهم ،فيقولون كلمات تحمل من الجمال والصدق والحب والوفاء الكثير
يقول صادق صفوان "أقول وأنا أستعيذ بالله من الحسد والحاسدين، أن سبعين عاماً مرت فلم تند عن أحدنا هفوة تسئ إلى الوفاء من قريب أو بعيد ، ألا فليدم هذا الصفاء وليكن مثَلاً للعالمين "
ويقول حمادة الحلوانى " لو جمعنا الضحكات التى روينا بها قلوبنا المنهكة بكؤوس الأحداث لملأت بحيرة من المياه العذبة الصافية "
ويقول طاهر عبيد " أحقاً نحن نحتفل بمرور سبعين عاماً على صداقتنا؟ ، لقد مرت على بلادنا سبعون عاماً أ أما صداقتنا فلم يمر عليها سوى دقيقة واحدة "
ويختم إسماعيل قدرى قائلاً " ينطوى التاريخ بما يحمل ويبقى الحب جديداً إلى الأبد "
ها هى يد نجيب محفوظ تخطفنا إلى الماضى وتلخص تاريخ مصر كله فى جملة ساحرة ستظل باقية وصامدة أبد الدهر: مصر جديرة بالحب، ولكنها لم تجد بعد من يحبها لذاتها سيكون أتعسنا من يمتد به العمر بعد رحيل الآخرين كانت هذه هى آخر رواية طويلة يكتبها سيد الرواية العربية نجيب محفوظ وبالصدفة كانت قشتمر هى آخر رواية طويلة فى قائمة قراءاتى لمحفوظ قبل الثلاثية التى أنوى أن أنهى بها قراءاتى لروايات محفوظ الطويلة بإذن الله وانتهيت من كتابة مراجعتها فى ذكرى وفاته رحمة الله عليه (كل هذا صدفة والله). فى هذه الرواية يقف محفوظ على عتبة نهاية العمر ويطل برأسه بعيداً فى تاريخ مصر فيرى سبعين عاماً حافلة مضت من تاريخ مصر قاست فيها مصر ويلات الاحتلال والحروب والانقلابات والثورات والاغتيالات وموجات من التيارات الفكرية المختلفة والتحزبات. فى أربع شخصيات يُلخص محفوظ حال مصر (مقهى قشتمر) المكان الذى جمع الأصدقاء طيلة العمر وظل شامخاً صامداً أمام التغيرات والأحداث، احتفظ الأربعة بأواصر الود والصداقة والمحبة الخالصة (كحال غالبية الشعب المصرى الودود المُحب) بالرغم من الاختلافات البيّنة فى شخصياتهم وطباعهم وسلوكهم وظلت المقهى شاهداً على صداقة لم تتبدل بمرور الزمن وحب لم يتغير باختلاف العصور. صادق صفوان: التاجر المهذب والمتدين أقول وأنا أستعيذ بالله من الحسد والحاسدين، أن سبعين عاماً مرت فلم تند عن أحدنا هفوة تسئ إلى الوفاء من قريب أو بعيد، ألا فليدم هذا الصفاء وليكن مثَلاً للعالمين صادق صفوان التلميد متوسط المستوى، المتطلع منذ الصغر للثراء والمال، مؤدب، مهذب، يصلى ويصوم وحيد والديه، والده صادق أفندى النادى يحاول أن يجعله يحصل على شهادة تفيده فى المستقبل لأنه ليس لديه ما يتركه له. يتطلع للزواج من أميرة ابنة ابن عم والده الثرى رأفت باشا وزوجته زبيدة هانم. صادق الوحيد من بين أصدقاؤه لم يكمل دراسته وبدأ حياته بالتجارة والزواج فى سن مبكرة لكونه متديناً لا يقبل العلاقات المؤقتة، تزوج الأولى والثانية والثالثة ورزق من الأولاد بإبراهيم وصبرى، إبراهيم تزوج درية أبنة طاهر الأرملاوى وصبرى أصابته يد السلطة الباطشة فاتهم بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين فآثر الهجرة إلى الخليج وتزوج هناك ولم يعد إلى مصر ثانيةً. حمادة يسرى الحلوانى: المثقف العابث لو جمعنا الضحكات التى روينا بها قلوبنا ال��نهكة بكؤوس الأحداث لملأت بحيرة من المياه العذبة الصافية الطفل الذى نشأ فى السراى والده يسرى الحلوانى صاحب أكبر مصنع حلاوة طحينية فى مصر لدى والده مكتبة هائلة وإن لم يتسع وقته للقراءة، والده كان ركناً ركيناً لحزب الوفد وفتح بيته لاجتماعاته كما أغدق على الوفد بأمواله أيضاً. أمه عفيفة هانم بدر الدين هى من تحكم البيت ووالده دائماً مشغول، حمادة لا يهتم لشئون مصنع والده وأخيه توفيق هو فقط من يعول عليه لرعاية ثروة والده. ظلت حياته مكرسة للشهوات والنزوات ليس له هدف أو طريق محدد أو فكرة يؤمن بها، لا يحب ولا يؤمن بالزواج لجلبه المشاكل، ولكنه قرر فى أواخر عمره ان يتزوج من إحدى عشيقاته ولكن سرعان ما طلقها وظل على حاله فى تبذير ثروة والده فى السفر والمتع. طاهر عبيد الأرملاوى: الشاعر الناصرى أحقاً نحن نحتفل بمرور سبعين عامًا على صداقتنا؟، لقد مرت على بلادنا سبعون عاماً أما صداقتنا فلم يمر عليها سوى دقيقة واحدة والده طبيب حاصل على الدكتوراة من النمسا، وهو شاب خفيف الروح، بسيط، جذاب، ولد على بنتين، والده يطمح لأن يجعله طبيباً ووالدته تصر على تعليمه الفرنسية وهو يعشق المحفوظات منذ الصغر. عرف شعره الطريق إلى الجمهور المنتشى بفورة الوطنية والقومية فى عصر عبدالناصر وكانت تلك أزهى أيامه على إلاطلاق إلى أن مات عبدالناصر فخفت نجمه فى مجال الشعر ولم يعد هو يهتم بشئون البلاد حتى أنه استقبل خبر نصر أكتوبر كخبر غير مهم. إسماعيل قدرى سليمان: المحامى الثورى ينطوى التاريخ بما يحمل ويبقى الحب جديداً إلى الأبد والده موظف بالسكة الحديد ووالدته ربة منزل والده زوّج أخواته البنات الأربعة فباع منزله فى باب الشعرية لسداد إلتزامات الزواج ولم يبق لإسماعيل من تركة والده شيئاً، إسماعيل هو الأفضل بين أصدقاءه دراسياً يثنى عليه مدرسيه، ذكى ولماح عاشق للدين والشعر، يصلى ويصوم ويسقى الزرع ويجمع النباتات من حديقة منزله وبالرغم من ذلك فهو محب للجنس منذ الصغر. اتسمت حياته بالاضطراب والمشكلات واعتقل لميوله الوفدية إلا أنه حقق حلم حياته والتحق بكلية الحقوق من المنزل وأصبح فيما بعد محامى شهير حتى بعد أن تجاوز الستين من العمر.
دائمًا ما كانت البساطة سر الجمال أن ترى العمل أمامك سهل وسلس وتندمج معه بكل سهوله وتحزن عندما تنتهى منه لانك انتهيت من متعه مؤكدة
محفوظ ملك اللغه السهله الفصحى بدون تعقيد او (فزلكة) او تكبر على قارئه محفوظ من ملك القلب بتمكنه الرائع على نفسك وانت تقرأ له يحكى لنا ببساطه حكايه تقليديه جدا على (شلة ) اصدقاء حكاية صداقة كل همك وانت تقرأها ان يكون لك مثلها فى الواقع دا ئما ما ارى فى محفوظ الاصدق فى التعبير على ضمير المجتمع المصرى فقدم لنا فى هذا العمل الصغير مرور طيب على احداث ما يقرب من 50 سنه من ظروف سياسيه واجتماعيه مختلفه وليقدم لنا رابطة صداقة استطاعت مقاومى تيار الميول الانسانيه المختلفه لكل واحد منهم اختلاف صفات وميول واتجاهات وعقائد اندمج فى علاقة صداقة تدعو من كل قلبك ان يكون لك مثلها
" بقي خمسة لا يفتقرون ولا تهن أواصرهم، التحموا بتجانس روحي صمد للأحداث والزمن ، حتى التفاوت الطبقي لم ينل منه.إنها الصداقة في كمالها وأبديتها.الخمسة واحد والواحد خمسة، منذ الطفولة الخضراء وحتي الشيخوخة المتهاوية ، حتى الموت
تتغير المصائر وتتفاوت الحظوظ ولكن تظل العباسية حينا وقشتمر مقهانا"
حكاية عن ٤ اصدقاء وخامسهم الراوى لم نعلم عنه شيئا . نتعرف على حكايات لكل واحد منهم واهتماماته وعلاقاته وعمله على مدار سنوات . بجانب الاحداث السياسية التى حدثت خلال هذا الوقت . سبعون عاما من الصداقة ، صداقة نادرا من أن تستمر طوال هذا الوقت وتبقى على حالها بهذه القوة.
للأسف شعرت بالملل كثيرا حتى كتابتي للمراجعة مملة واشعر بالملل وانا اكتبها وليس بى رغبة بكتابة اى شئ . كنت اقرأ فقط ، لم ارتبط ولم أهتم بأى شخصية، شعرت ان كل شئ باهت . افضل مافي الرواية هى علاقة الصداقة بينهم وأسلوب نجيب في السرد .
رواية أجيال تكرر نمطها كثيرا في أدب نجيب محفوظ. استمتعت بمراقبة الزمن وهو يمر ويترك أثره على مصر وعلى الأصدقاء الأربعة. ازدحمت الرواية بالشخصيات كعادة نجيب، ولكنه لم يخلق في "قشتمر" توازنه المعتاد بين الشخصيات والأحداث. كانت الرواية مجرد رصد لولادة ودراسة وزواج وطلاق وسفر وموت. دارت عجلة الحياة بشكلٍ متسارع لم يُمكن كاتبنا العظيم من ترك أثره العميق المعتاد في أنفسنا بعد قراءة أعماله.
وجدت أيضا في هذه الرواية "النقطة السوداء" التي تشوه محبتي لنجيب محفوظ. ألا وهى نظرته للمرأة ككيان خُلق للمتعة. النظرة القاسية لها مثل "بضاعة" لها تاريخ صلاحية يبدأ وينتهي سريعا لكي تحل محلها أخرى. كان الرجال في "قشتمر" يستبدلون النساء كما يبدل المرء سيارة قديمة، أو يلقي بمنديل مستهلك في سلة المهملات ليستخدم أخر جديدا محله.
رغم عشقي الكبير لبلاغة محفوظ، فإن كثيرا ما كانت لغة الحوار البليغة في غير موضعها. فهناك مواضع لا تحتمل مجالا للأقوال الفلسفية العميقة مثل الشجارات، والأفضل أن يكون الحوار بها أقل تكلفا من ذلك.
زمن مضى لم يبقَ منه إلا الحكايات . قشتمر ذلك المقهى الصغير الذي كان شاهداً على العصر .
الكبير نجيب محفوظ ، أحب مقهاه المسمى قشتمر فخلّده في ذاكرة التاريخ ، حيث كان ذلك المقهى قائماً في حي الظاهر العتيق في قلب القاهرة بما تحمل جدرانه من مجد شهد على عمق التاريخ المصري ، وقد كان مجلساً مفضلاً للكثير من المفكربن، والأدباء، والفنانين ، ويقال انه كان ملكاً للموسيقار محمد عبدالوهاب ، وأن هذا الإرث العظيم قد ضاع وهُجر بسبب مشاكل الورثة .
سبعون عاماً هي الفترة الزمنية للرواية، التي تدور أحداثها في حي العباسية في الفترة مابين عام 1910م وحتى العام 1980م . تنقل بي النجيب من خلالها في شوارع وأزقة حي العباسية ، والأحياء المجاورة له.
بدء بذكرياته عن طفولة ابطاله، ومرحلة تكوّنهم بين العائلة والمدرسة، وصداقتهم، تحدث عن أحلامهم ، ومشاغباتهم، وتفوّقهم، ثم عرج بي الى مرحلة مراهقتهم ، حين توطدت أواصر الصداقة بينهم وأحتضنها مقهاهم قشتمر. يتبادلون أرائهم السياسية والإجتماعية وأحلام الشباب، وطوحاتهم، ثم مرحلة الشباب والفتوّة التي اختار كل منهم فيها طريقه للعلم أو العمل ، وخطوّ خطواتهم الاولي نحو الزواج وتكوين أسرة ، ومايرافقها من المسئوليات والأولاد، ثم أنتهى بمرحلة الشيخوخة ومايرافقها من تغيّرات في الفكر والعقل والجسد ، ومايطرء عليهم من أمراض وفقد الاخرين .
تستعرض الرواية الجانب الإجتماعي والسياسي لتلك الفترة ، وما رافقها من أحداث جسام كان لها بالغ الأثر في الإنعكاس على الجانب الإجتماعي في ذلك الوقت ، كالثورتين والحربين العالميّتين ، والنكسة ، والإنفتاح ، وحرب فلسطين ، ونصر أكتوبر ، تغيّرت كل الأحوال وبقيت الصداقة كما هي غير عابئة بما حدث رغم الخلاف السياسي ، والاجتماعي ، والعقائدي.
سطور الرواية تحكي تاريخ عظيم ، وتفاصيل جريئة ، كانت فيها لغة النجيب في أشد مراحل النضج ، والجمال ، والعبقربّة.
"أوتيت حكمة كبيرة في وقت لم تكن في حاجة ملحّة إليها ، وفقدتها في ساعة الحاجة إليها".
"الموت يبدأ بالذاكرة وموت الذاكرة أقسى أنواع الموت ، ففي قبضته تعيش كونك وأنت حيّ، وتُرَدُ وانت لاتدري الى الأميّة".
المقهى واﻷصدقاء مفردتان رئيسيتان فى قاموس محفوظ بجوار الحارة والفتوة هنا المقهى قشتمر"للإسم وقع لا يخفى على اﻷذن،ودلالته لا أعرفها ولم أسع للبحث بأمانة واﻷصدقاء أربعة والعباسية مهد الطفولة،وموئل الشيخوخة بل ربما الهرم هى ميدان الحكاية،،،
********
هنا محفوظ يمارس أستاذيته فى كتابة رواية الأجيال المحببة إلى نفسه بدأها بالثلاثية وأتبعها بالحرافيش وحديث الصباح والمساء وجاء الختام قشتمر،،،
دار بذهنى سؤال لماذا اختار محفوظ رواية الأجيال كمسك الختام لعمله الروائى بالطبع كتب بعدها الأصداء وغيرها لكن كشكل فنى متعارف عليه كرواية كانت قشتمر هى الختام هى مرثاة محفوظ الخاصة ﻷصدقاء رحلة عمر رافقه بعضهم حتى قرب ختامها وهم قلة،وتساقط معظمهم فى الطريق،،،
مرثاة محفوظ لمراتع الطفولة والصبا
كانت الجمالية ركن الإبتداء،وكانت العباسية ركن الإنتهاء للجمالية قصب السبق ولا شك،لكن للعباسية نصيب من الشجن والحنين وإلا فلم اختارها رمزا لحالة الإنحدار والتدهور الذى أحال زمن الهدوء والسكينة والجمال إلى زمن القبح والإضطراب والفتنل
********
إيقاع العمل لاهث يبين أن العميد لا يبغى وربما لم يعد يقوى على الإطالة بعد أن قدم عين الشكل الروائى فى أكثر صيغه جمالا ونضجا،،،
وعبر تتابع الأحداث وتداعياتها،نجد محفوظ كعادته ينحاز للبسيط والعادى بمعنى ما الجوهرى داخل النفس البشرية،،، وإ��تفائه بقيمة الصداقة ليس بجديد على رجل أقام حياته على حب الناس وحب العمل،،،
********
هذه القراءة لا أدرى رقم كم لهذه الرواية وكلما تعددت القراءات لمحفوظ تكاثرت الاسئلة والتأملات وهذى دلالة عظمته وتفرده ولا شك لن تبلغ بالطبع عدد قراءاتى لرواية ميرامار أحب أعماله إلى لكنها من زاوية ما محببة هى الأخرى إلى نفسى لإرتكاز بنائها على القيمتين الأقرب الى نفسى،،،، والأكثر ترددا وتكرارا فى حياة كل البشر،قيمتى الفقد والحنين..
يحتفي نجيب محفوظ كثيرا بقيمة الصداقة بين الرجال، أما الحب والزواج والمرأة عموما فهي امور وقتية تنتهي نهايات مختلفة حسب الظروف!!! مهما كان الحب ومهما كانت المرأة مخلصة فلها تاريخ صلاحية ما.
في هذه الرواية القصيرة الأخيرة، نرتحل مع العم نجيب لنأخذ جولة سريعة لنرى التغيرات السياسية الكبرى في الحياة المصرية، مع هؤلاء الأصدقاء الخمسة كل شيء يتغير، احوال مصر واحوالهم وأرائهم وتقلبهم في الحياة.
الثابت الوحيد هو مقهى قشتمر الشاهد على هذه التحولات العنيفة وعلاقتهم المتينة التي لم تتأثر بتاتا كل هذه المدة الطويلة.
ارتباط نجيب محفوظ بالمقاهي ارتباط وثيق، وربما هو ارتباط غريب في حياة كل رجل، تعجز عن تفسيره النساء😊😊😊.
الراوي هو المراقب، خامس الأصدقاء الذي يروى لنا الحكاية، وأظن أنه الدور الذي لعبه أيضا نجيب محفوظ في حياته الحقيقية.
سبعون سنة! هم وصداقتهم وقشتمر! لم يتفرقوا لم يغيرهم الزمن ظلت صداقة الخمس رجال محفوظة كما هى برغم كل ما حدث! تغيرت بلاد وتبدلت حكومات وظلوا هم على العهد والوعد! برغم اختلاف الطبقات والمكانة الاجتماعية ظلوا سبعين عاماً!
ماذا أقول فيك يا نجيب وكل ما سيُقال لن يوفيك حقك ❤
"وتتغير المصائر وتتفاوت الحظوظ ولكن تظل العباسية حينا وقشتمر مقهانا ، وفي أركانه تسجلت أصواتنا مخلدة البسمات والدموع وخفقات لا حصر لها من قلب مصر ."
،
لا شك عمل أدبي كبير ومشهور ويُدرس في فن بناء الشخصيات الراوئية ، وعلامة في تاريخ نجيب محفوظ العامر الطويل حيث أنها كانت أخر رواية كتبها نجيب قبل تعرضه لمحاولة إغتيال عطلت يده كثيراً ، يبحر بنا نجيب محفوظ في 80 عاماً من تاريخ شلة من الأصدقاء لم تفرقهم الدنيا ولا التلاهي ولا الظروف ، وهم شاهدين علي العصر وما يجري من أحداث متصلة تؤثر في مصائرهم بشكل مباشر أو غير مباشر . ولكن لا شك لدي أن الرواية إتخذها نجيب ساحة لعرض آرائه السياسية .. دعوني أقول دون تجمل أن الرواية علي المستوي الأدبي هي من الروائع والدرر حيث أنها تحوي هذا الكم من الأحداث في أقل من مائتين صفحة ويتم رسم بعد كل شخصية بدقة تامة ومتناهية لنفهم دوافعها وأيدلوجيتها ، ألا أنها كانت رواية توسم نجيب محفوظ بالجبن وأقولها صراحة ، فبعد سنين من مهادنة عصر عبد الناصر يخرج نجيب محفوظ في تلك الرواية مثل الكرنك متهجماً علي لسان شخصياته علي العهد الناصري دون ذكر حسنة ، ومتحدثاً في عجالة عن باقي عصور الحكم دون ذكر سيئة أو فرد لها مثلما فرد للحديث عن عهد عبدالناصر ، فأنت لا تعرف ما هو إتجاهه السياسي سوي أنه حاقد علي العهد الناصري ، فشتان وفارق كبير بين رجل مثل نجيب محفوظ ورجل مثل نجيب سرور مثلاً .. ولكن الأفكار الشخصية والسمات لا تشكل مشكلة بالنسبة لي كشخص فالجبن والشجاعة هي تنفع الشخص أو تضره ، ولكن ما يهمني كشخص ألا يحاول الكاتب الضحك علي ويتخذ روايته كمسرح لعرض أفكاره وآرائه التي كتمها سنين أو أسقط عليها بشكل غير مباشر ، هنا يتهجم عليها بشكل سافر والمستفز بشكل غير موضوعي أو محايد ، أنا لا أعبد الأصنام وحر الفكر والرأي ولا أعظم وأمجد الأشخاص عم نجيب كانت روايتك ممتعة ذات قيمة أدبية ولغة شاعرية بليغة ، أما ظهور آرائك الموجهة بها قد شوهها ولطخها بالجبن ، وأنا لا أحب الجبناء
من الطفولة للمشيب ممكن تتغير في حياتك كل حاجة طبيعة حياتك واهتماماتك وشغفك وتفكيرك وحتي عنوانك والناس اللي تعرفهم وكمان وطنك واللي بيمر بية من احداث لكن هل ممكن يبقي الصديق قرابة ٧٠ سنة ملازمك ؟؟طاهر وصادق وحمادة واسماعيل قدر نجيب محفوظ يجمعهم ف صداقة العمر بالنسبالي ويوصف حياة كل حد فيهم من غير ما يقصر ف حق شخصية علي حساب التانية .. في الحوار بينهم واختلافهم وحياتهم وفلسفتهم المختلفة عن الحياة كنت حاسة نجيب محفوظ واخد راحتة قوي وهو بيكتب وسايب الشخصيات تتحرك بحرية من غير ما يقيدها بنمط معين ولا حتي مثالية زيادة .. بالنسبالي دى من احلي روايات محفوظ .. وحابة اقول اني حبيت شخصية طاهر جداااا واغرمت بيها نوعاً ما ..
ودول الجمل اللي حبيتهم
" لا يوجد في دنيانا شئ صحيح سليم ، فلماذا أطالب أنا بذلك ؟ "
" أشد أنواع الغربة هو ما تشعر به فى وطنك "
" للحياة هدف وهذا قد نخلقة بأنفسنا ، ولكن للكون أيضا هدف فما هو ؟! "
" ما هذة بدولة ولكنها سيرك هزلي .. "
" نحن مطالبون بالوفاء وهو جميل كالحب "
" ينطوي التاريخ بما يحمل ويبقي الحب جديداً إلي الأبد.. "
" الموت يبدأ بالذاكرة . وموت الذاكرة أقسي أنواع الموت . ففي قبضتة تعيش موتك وأنت حي "
" كلما ضن الحاضر بنبأ يسر هرعنا إلي الماضي نقطف من ثمارة الغائبة . نفعل ذلك رغم وعينا بما فية من خداع وكذب ، وعلما بما أترع بة الماضي من سلبيات وآلام ولكننا لا نستطيع أن نرد النفس عن الاستماع بذلك المورد الملئ بالسحر والسراب. "
قشتمر ليست رواية لنجيب محفوظ ،فالهيكل العام لرواية هي قصة كل شخص فينا ، من منا ليس له مجموعة من الأصدقاء يجتمعون في مكان معين ليس لأنه أفضل مكان يمكن الجلوس فيه ولكن لأنه هو ما يجمعنا ، هو ما يحتوي ذكرياتنا هو ما يثير بهجتنا لمجرد الجلوس فيه ، نفتقد أهل المكان كأنهم أهالينا ذاكرة الأماكن من الأمور المفضلة لي ، ولي في العباسية مثل أبطال هذه الرواية قهوة صغيرة جلست فيها أكثر مما جلست في الكلية حيث لعبت الطاولة ودخنت الشيشة مستمتعا بالمكان و أهله أكثر من أي شئ
نأتي للرواية المختزلة التي برع نجيب محفوظ في كتابتها وفي تركيب النفسيات المختلفة لشخوصها ، ففي الخلفية كالعادة تدور الأحداث السياسية ، وإن كانت الأحداث السياسية والتطورات الحادثة في المجتمع كانعكاس لها قد جائت مختزلة بشكل كبير وخاصة في الفترة الأخيرة لحياة الأصدقاء وربما يرجع ذلك إلي أن أحداث الشباب أكثر و إن كان يستطيع مدها بالحياة من خلال الأبناء مثل رواية الباقي من الزمن ساعة
هذه الرواية لمست وتر في قلبي و أحببت صدقها ، ستكون رواية من الروايات نجيب محفوظ القريبة من قلبي وقلبي فقط علي غير العادة مع أعمال نجيب محفوظ
لا توجد أية فواصل في هذه الرواية، ولا تقسيمات فصول. الرواية كلها فصل واحد متصل كأن حياة الأصدقاء الأربعة من بدايتها وحتى النهاية، مرورا بكل مراحلها، فصل واحد يطوى سريعا تعقبه فصول وحيوات أخرى.. إيقاع الرواية عموما سريع جدا، 4 حيوات اختزلت بمهارة في أقل من 150 صفحة.. لا أدرى ما الهدف من هذه السرعة، لكنها لم تخلّ بالسرد على أية حال..
محفوظ مغرم بهذه الطريقة، يسرد حياة كاملة من بدايتها إلى نهايتها في بساطة وكأنها شيئ يمر بسرعة، لا يستحق كل هذا التوقف عنده.. ليس استخفافاً بالحياة، بل إيماناً منه بان حياة الإنسان ما هي إلا حلقة في سلسلة متصلة من الحيوات المتتابعة تشكل في النهاية التاريخ. إنه ينظر للتاريخ نظرة شاملة متسعة من بعيد، مشرحاً حلقة واحدة من حلقاته. وربما كان هذا هو سر سرعة السرد واتصاله.
ليست أول رواية أقرأها لمحفوظ بهذا الأسلوب.. وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة، فقد بدأت اتيقن من أن هذا الأسلوب علامة من علامات رؤية محفوظ للرواية.
Simplicity is the secret of the beauty; when the work is easy and fluent you get amalgamated easily and feel sad when u finish it, of course it was an interesting book. Mahfouz is the king of eloquent Arabic language without any complexity or sophistication. He has narrated a traditional story about some close friends, a friendship story that when you read it you would like to live in an analogous one. I always see Mahfouz as the best one in describing the Egyptian society. He presented in this short novel different political and social circumstances of nearly 50 years. Friendship bond that could resist their different tendencies, friendship contained different interests, believes and characters which I pray that I may have one like it
بين جدران مقهى قشتمر يحكي نجيب محفوظ عن صداقة استمرت 70 سنة بين صادق، إسماعيل، حمادة، طاهر. 4 شخصيات تأثرت بمختلف الظروف النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية فكان لكل منهم توجه وخط سير مختلف في الحياة.
أول قراءة لنجيب من موقع مؤسسة هنداوي اللي فعلا عاملين عظمة دائما وأبدا❤ صحيح هناك بعض الأخطاء ف النسخة لكنهم مشكورين على مجهودهم.
ذكرتني هذه الرواية بمسلسل "ليالي الحلمية" التي فتحنا وعينا الطفولي على مشاهدة حلقاته الرمضانية في اوائل التسعينات. ولكأن ما كتبه محفوظ أصبح جزءا من الفلكلور المصري المعاصر في كل تجلياته (سينما، دراما، إذاعة، نقاشات دينية وسياسية). قشتمر هو اسم المقهى القاهري في حي العباسية العريق (نفس الحي الذي سكن فيه محفوظ منذ زواجه وحتى وفاته) والذي يجمع أبطال الرواية. أبطال الرواية هم أصدقاء تبدأ صداقتهم من عام 1915 وحتى عام 1985، أي أن سبعون سنة تمر على هذه الصداقة المشهودة بدون كدر أو خلاف أو قلة وفاء. وخلال هذه العقود السبعة، يعايش الأبطال التحولات والهزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الضخمة التي تمر بها مصر، من أول ثورة 1919 وحتى تولي حسني مبارك لرئاسة الجمهورية. هذه رحلة ليست بالسهلة،.وربما يقرأها القارئ المصري بخصوصية ما، أما القارئ العربي الغير المصري مثلي فإنه في الغالب يقف مدهوشا أمام اشتغال محفوظ الدائم بنسج رواياته من بحر الحكايات الفياض وأعني هنا مصر. ورغم أن محفوظ يلجأ لأسلوب النقلات الدرامية السريعة حتى يحافظ على تسارع الأحداث وتيرتها، لكن هذا لم يمنع من أن يوظف محفوظ أسلوبه السهل الممتنع لكي يدرس العلاقة بين تطور الوطنية المصرية والعلاقات الاجتماعية في القاهرة، بل إن محفوظ يلمس أيضا تطور العلاقات بين الرجال والنساء. وهذا يا أعزائي غيظ من فيض. القاهرة هي بحر حكايات نجيب محفوظ، الذي يقف أمام شاطئه مبهورا ومحبا ومتأملا. وهذه الرواية لا تخلوا من تأملات نجيب محفوظ الجميلة حول : الله والدين والحب والعلاقات الإنسانية. وفي نهاية الرواية يقول الراوي (وهو نجيب محفوظ في الغالب) : "ينطوي التاريخ بما يحمل ويبقى الحب جديدا إلى الأبد".
انا حبيت الرواية دي ، بسبب براعة محفوظ في استخدام الكلمات المناسبة دون غيرها في وصفه للاحداث و الشخصيات مثل حذاء سندريلا لن تلبسه سوى سندريلا .. فأتى بالكلمة في مكانها تماما...
شخصيات نجيب محفوظ تنبض بالحياة ، لكل منهم خلفيته الخاصة ، لكل منهم ثقافته و حتى طريقة حديثة ..
مقهى قشتمر شاهدًا على نشأة صداقة مجموعة من الشباب من المهد إلى اللحد ، لن أهتم بذكر الإسقاط أو بالمغذي من تلك الصداقة .. المقهى يشهد أحداث الوطن ، ربما سقط الدهان من على الجدران في ثورة 52.. و ربما لا ، لا يهم .
المهم حقًا هو روح الصداقة و الأحداث التي سردها الأديب .
عمل قيم و يستحق القراءة .. حتى لو قررت أن تقرأ من أجل التسلية فقط فهو عمل ممتع للغاية. يحتمل تأويلات عديدة
يتغير الزمان و المكان واحد، قهوة قشتمر، احد مقاهي العباسية القديمة. خيط سردي ممتد لسيرة تاريخ مصر من بدايات القرن العشرين.. معه نشهد صداقة عمرها سبعين عامًا بين خمس اصدقاء احدهم هو الراوي أو الجندي المجهول. "إنها الصداقة في كمالها و أبديتها. و الخمسة واحد و الواحد خمسة،منذ الطفولة الخضراء و حتي الشيخوخة المتهاوية،حتي الموت."
رحلة صداقة مر فيها الأبطال بالمراهقة.. بالحب الأول.. بتمردهم علي واقعهم.. بتشكيل شخصياتهم المختلفة.. بتقلباتهم و اختلافاتهم السياسية و الثقافية و الدينية ..باختياراتهم الجريئة و أثرها علي حياتهم حتي مرحلة النضج و الكبر و بوادر الشيخوخة. "الموت يبدأ بالذاكرة، وموت الذاكرة أقسي أنواع الموت، ففي قبضته تعيش موتك وأنت حي، و تُرد و أنت لا تدري إلي الأمية."
استمتعت بتفاصيل الحكاية و تنوع الشخصيات. و حبيت صداقتهم جدًا و إن رغم اختلافاتهم الاجتماعية و ميولهم الثقافية و السياسية إلا إن صداقتهم قوية راسخة و ده شئ نادر دلوقتي. و ظل ركننا بقشتمر عامرًا بوجودنا.. و كالعادة لا نتخلف عن مجلسنا في رحاب صداقة لا تتغير، و لعل ما ساعدنا علي ذلك بقاؤنا في حي العباسية رغم ما طرأ من تقلبات الدهر.. أجل ذهبت في أدراج التاريخ عباسية الزمان الأول.. و لكن لم يجر هجرها لأحدنا في خاطر، و لا تصورنا أنه يمكن السمر في غير قشتمر و لم يبق من معارفنا القدامي أحد، و ازداد شعورنا الحميم بالمودة، ووجدنا في صداقتنا سلوي الوجود و حلاوته"
قشتمُر أولي قرائاتي للاديب العالمي صاحب جائزة نوبل (الاستاذ/نجيب محفوظ) سبب شرائي لهذه الرواية ورواياتين أخرتين لنجيب محفوظ وهما يوم قتل الزعيم و رحلة أبن فطومة هي أنني كنت أبحث عن الروايات التي لم يتم تحويلها إلي أي أعمال مرئية لنجيب محفوظ و لم أجد ألا تلك الروايات الثلاثة فقررت أن أبداء بالاكبر من حيث عدد الصفحات و كانت بدايتي مع العم نجيب محفوظ و مع قشتمُر و التي علمت أنها أخر رواية كتبها نجيب محفوظ عام 1988 فكان لي إنطباع أنها ستكون روايه صعبة وثقيله مع مبتديء مثلي مع نجيب محفوظ ولاكن النتيجة كانت عكسية ومبشرة جدا
الرواية هي بكل بساطة رواية أجيال واقعية تغطي أحداثها 70 عام من حياة المجتمع المصري منذ بداية ثورة 1919 وما قبلها ببعض السنوات القليلة مروراً بالحرب العالمية الثانية و أثارها الاجتماعية علي مصر و ثورة 1952 و أنتهاء الملكية وبداية الجمهورية وصولاً إلي نكسة 1967 و حرب 1973 و أنتهاءً بالانتخابات عام 1981 يسرد نجيب محفوظ خلال تلك الفنرة الطويلة حال المجتمع المصري علي لسان خمس أصدقاء دامت صداقتهم منذ نعومة أظافرهم و حتي عجزهم و شيخوختهم ومروراً بتقلباتهم في فترة المراهقة و الحديث عن الدين والسياسة و الثقافة والجنس و تجربة كل واحداً منهم في هذه الامور بالاضافة إلي الشيء الذي كان يحتوي محادثاتهم تلك بدون مواعيد محددة أو أوامر أو نواهي وهو مقي قشتمُر الذي كان كالذي يصغي إلي حكاياتهم و أساطيرهم بدون ملل أو تعب كان قشتمُر هو من يلم شملهم كان هو ملجئهم وقت الحديث والفضفضة عن مشاكلهم وأحتيجاتهم الفكرية والنفسية لاشك بأن تلك الرواية أكسبتني الكثير من المصطلحات الُغوية و هذا ينعكس علي كتابتي للمراجعة بالغة العريية بالرغم أني لا أحب تلك الطريقة دائماً لكن ذلك يعكس تأثري بالرواية بلغتها الثرية علي أقل تقدير لم يكن عندي مشاكل كثيرة مع الرواية سوي فقط بالاحساس بالعشوائية في التنقل بين الشخصيات و أحداثها كنت أشعر أن هنالك شخصيات تاخذ حقها في السرد علي حساب شخصيات أخري لكن بكل تأكيد هي تجربة بداية موفقة ومميزة مع نجيب محفوظ و الحمد لله أنها لم تكن بتلك القوة في رأيي عن ما أسمعه عن روايات أخري لنجيب محفوظ أمثال أولاد حارتنا و الثلاثية و حديث الصباح والمساء و الحرافيش و زقاق المدق و غيرها تجربة أستمتعت بها كثيراً و إن كانت لا تخلو من بعض الملل التقيم 5/5 تمت
من أضعف روايات نجيب محفوظ، عامل السن بالتأكيد له تأثير ولكن الرواية ذاتها لا تقدم أي جديد، فالفكرة والأحداث والأسلوب مكررين في عشرات الأعمال السابقة له، وحتى اللغة - وخاصة لغة الحوار وهي أهم مميزات محفوظ عندي - كانت عادية في هذه الرواية ولم تلفت نظري. وكما أشرت من قبل - في تعليقي على لعض أعمال محفوظ - فإن غزارة كتابات محفوظ أثرت سلباً على تقديري له. يمكنك ببساطة إستبعاد عدد غير قليل من رواياته وقصصه من دون ان يُنتقص شيء من التاريخ الفني له. بعض هذه الأعمال قد يكون جيداً في حد ذاته ولكن التكرار يقود للملل حتماً.
- قشتمر عبارة عن 70 عاماً من الحياة بأكملها ، 70 عاما من حياة أربعة اصدقاء ، 70 عاماً من تاريخ موجز للوطن ككل . اللغة مميزة جدا حيث أنها مزيج من العامية و الفصيحة في وقت واحد . الشخصيات متعددة و كل شخصية مختلفة اختلافاً جذرياً عن البقية و هذا الاختلاف لم يكن حاجز عند تكوين الصداقة الحقيقية . رغم صغر حجم الرواية إلا أنها غنية و عميقة اجتماعيا و نفسيا ... - قشتمر هي اخر رواية كتبها نجيب محفوظ عام ١٩٨٨ و لما يكتب بعدها الا المجموعات القصصية .
❞ وتوقَّعنا مع جرَيان الزمن أن تعزف الرباب أنغام الأسى التي ألِفنا سماعها ❝
هل يكمُن سر نجيب الساحر تحت المائة وخمسون؟ هكذا تساءلت فور إنهائي لتلك التحفة البديعة التي أكدت لي - بعد حضرة المحترم ورحلة ابن فطومة - أن من أبلغ وأعظم روايات نجيب محفوظ تلك التي لم تتجاوز مائة وخمسون صفحة بل وتلك التي لم تحظَ بالشهرة الباهرة وتنَل تسليط الضوء الأدبي المستمر مثلما هو الحال مع بعض الأعمال الكبيرة الأكثر صيتاً، في روايات نجيب الصغيرة يوجد أدب عظيم باهر يستحق رفع الستار عنه واستجلابه دوماً والحديث عنه والتعريف به.
❞ كُتب علينا أن نعايش الهموم ونتجرَّع الأحزان ونكظم الغضب أو نزفره سمرًا ونكاتًا ونوادر هزلية ❝
وربما في قشتمر اختبأ أحد أهم تلك الأسرار، سر الصداقة التي لم يزعزعها مرور زمن ولم تعكّر صفوها ظروف ولم يقف أمامها أي حائل أو حاجز، رواية صغيرة حجماً وبسيطة وسلسة أسلوباً ولكن جبارة في معانيها، آسرة في فلسفتها، عظيمة في حواراتها ولغتها، رائعة في رسم تفاصيل شخصياتها، والاقتباسات وحدها قصة ترجف القلب دون مبالغة.
❞ وتسير الأيام بلا توقُّف، لا تعترف بهدنة أو استراحة، نحن نكبر وحبُّنا يكبر، إن غاب أحدنا ليلة لعُذرٍ قهري قلقنا وتكدَّرنا. وفي لحظات الإحساس الفائق يسمعنا الزمن صلصلة عجلاته، ويُرينا قبضته وهي تطوي الصفحات الأخيرة ❝
❞ وعلى أي حال فإن يكن ثمة وفاء فمرجعه إلى الأخلاق الطيبة لا إلى الغرائز الراضية. ❝
خمسة أصدقاء جمعهم رباط أقوى من أي مُسميات، منذ بداية المرحلة الإبتدائية وحتى أرذل العمر لم تفرقهم خلافات ولا تباينات ولا طبقيات ولا اجتماعيات ولا مظاهر، خمسة حيوات تكاتفت معاً سبعين عاماً لتعيش عمراً كاملاً بحلوه ومُرّه وعسَله وحنظله دون السماح لأي اعتبارات بالدخول بينهم خلاله، ولنعرف نحن عن حياتهم وآرائهم وملامح شخصية كل منهم وتطور وتبدّل الحال معهم في كل مرحلة.
❞ كلما ضنَّ الحاضر بنبأ يَسُرُّ هرعنا إلى الماضي نقطف من ثماره الغائبة نفعل ذلك رغم وَعْيِنا بما فيه من خداعٍ وكذب، وعِلْمِنا بما أترع به الماضي من سلبياتٍ وآلام ولكننا لا نستطيع أن نردَّ النفس عن الاستمتاع بذلك المورد المليء بالسحر والسراب ❝
وكان مقهى قشتمر بالعباسية هو الشاهد على تلك الصداقة التي يحسدهم عليها الجميع من يعرفهم ومن يجهلهم، كانت جدران قشتمر وطولاتها ومقاعدها وأكوابها وكل تفاصيلها رفيق عمر لهم ولصداقتهم الاستثنائية، عاشت بداخلهم كما عاشوا بداخلها وظلت راسخة كما هي صداقتهم وعلاقتهم ببعضهم البعض، هنا في قشتمر وقف المكان في وجه الزمان ولم يسمح له بأن يزعزعه أو يبدّل ملامحه.
❞ لو جمعنا الضحكات التي روَينا بها قلوبنا المُنهكة بكؤوس الأحداث لملأت بُحيرةً من المياه العذبة الصافية. ❝
الرواية قليلة في رمزيتها وهذا أضفى عليها مزيداً من البساطة والتميز والقرب للقلوب، ولكنها في النهاية - مثلما عادة نجيب محفوظ - تُلقي تأملات كثيرة على معنى رحلة الحياة بمسرّاتها وأوجاعها من بدايتها لنهايتها، وتترك العديد من الانطباعات الدافئة بعد الانتهاء منها، يختبئ فيها لغز ما وهنيئاً حقاً لمن وجده، والحمد لله فقد وجدته ولمسته.. وها قد انضمت قشتمر بجانب رفيقاتها لروايات نجيب المُفضلة والأقرب لقلبي.
❞ أحقًّا نحن نحتفل بمرور سبعين عامًا على صداقتنا؟ لقد مرَّت على بلادنا سبعون عامًا، أما صداقتنا فلم يمُر عليها سوى دقيقة واحدة.. ❝
يا لجمال هذه الرواية! أضعها إلى جانب روايته (حضرة المحترم) وبضع روايات أخرى لغيره في قائمة من الروايات المعدودة التي تقرأ وتُعاد قراءتها.
فيها من الإنسياب والتدفق ما يسحر قارئها. وفيها من التأملات ما يمتع ويفيد، وتذهب معه النفس في رحلة إلى داخلها.
على خلفية الأحداث السياسية المصرية والتقلبات الاجتماعية والإقتصادية والطبقية المرافقة في ما يقارب السبعين عاما، تمضي حياة الأصدقاء الذين جمعتهم العباسية أصلا ومقاما، ثم مقهى "قشتمر" اجتماعا. حيوات متوازية لكل منها معالمها وعلاماتها ومنعطفاتها.
قد تقرأ في هذه الرواية السياسة وتقلبات أحوال المجتمع المصري على وقعها. لكني أقرأ فيها تفاعلات النفوس الأربعة مع تقلبات الحياة نفسها وتقادير خالقها سبحانه.
أنصح بقراءتها، وأمنّي النفس بإعادة قراءتها لاحقا إن شاء الله.
أي جمالٍ هذا وأي سحر..دومًا يُشعرني نجيب محفوظ بأنِ بطل من أبطاله،جزءٌ من العمل وفرد لا ينفصل عنه ولا تقل أهميته عن أي بطلٍ آخر "" بمنتهى السهولة واليُسر يختطفك العم نجيب في رحلة ممتعة،دافئة،مشوقة.. تذهب معه في أورقة العباسية.. يُريك وهي في أفضل حلتها..أيام السرايات والبشوات.. رحلة طويلة هي،من السرايات إلى العمارات والباصات والإزدحام الذي سيخيم على العباسية.. "" قشتمر هو مقهانا وملاذنا الآمن،قشتمر هو أصدقاءنا الأوفياء والباقين معنا حتى نهاية العمر مهما حدث .. هو كل ما أبتغي من الحياة:)..
"" أربعة أصدقاء وخامسهم الرواي الذي لم ولن نعلم عنه حتى اسمه،لن نعلم عنه سوى أنه من العباسية الغربية كإسماعيل وصادق..
أربعة أصدقاء تستمر صداقتهم إلى ما قبل نهاية العمر.. أحدهم شاعر مُرهف.. وآخر مُتدين ورع يحلم بالثراء.. وثالث طموح ذو ثقافة عالية وعقلٍ راشد.. أما الأخير مُشتت لا يرسي على بر..
نرى نشأة كُلً منهم ونعيش معهم أحوال مصر السياسية من إحتلال الإنجليز حتى إنتخاب مبارك للحكم..
نُعايش معهم الكثير،، نقلق ع حمادة كما أصدقاءه ونستغرب أمره.. نفرح بطاهر ونجاحه وتحقق حلم صادق.. نُشفق على إسماعيل لما ألم إليه حاله..
وفي نهاية الرحلة نبتسم بشجن وكأننا نحن الذين تعدينا العقد الثامن مثلهم ونحزن لفراق تلك الصُحبة الجميلة ").. 2019/10/19