What do you think?
Rate this book


88 pages
First published January 1, 1980
01
بطء
يمر بطيئا أمام عيون الجميع
يمر بطيئا و يلقي قتيلا جميلا
و يختار من بينهم من يريد
يحاول بعضهم الإنقضاض
و لكنه ظل يمشي بطيئا
و ألقى قتيلا جديدا أمام الجميع
و ما زال يمشي
02
يقين
بطيئة يد المساء و هو يغلق الأبواب
بطيئة يد الفتاة و هي تغلق النوافذ
و تسحب الستائر الثقيلة
و تجمع المنافض التي تراكمت بها الأعقاب
تدنو بوجهها من المرآة لحظة
"تأخروا ..... تأخروا كثيرا"
عادية دقات ساعة الجدار
بطيئة خطواتها إلى سريرها
و بارد هو المساء
و ملمس الملاءة
تشد فوق جسمها الغطاء
و تترك الحجرات كلها مضاءة
03
الشجرة
وحشية عالية الأغصان
مكتظة بالثمر الطيب و الديدان و الأولاد
و بالطيور الآمنة
و بالأفاعي الكامنة
زاهية و إذ تشاء داكنة
ساكنة و إذ تهب الريح ماجنة
تشقها رصاصة الصياد
تُقَدّ من أعوادها الرايات و المشانق
و يحتمي بها اللصوص و العشاق و الفلاسفة
و الملك المطرود من سلطانه
في ليلة جاحدة و عاصفة
لكنني و قد تشابكت أغصانها عليّ
عهدتّها لا تمنح الأمان
أعلنت خوفي للفتى الصغير
إذ لمحت راحتيه
ممدودتين نحوها .....
لكنني أراه راكضا
يريد أن يعانق الأغصان
04
اشتهاء
حزامه الجلدي
معلق على الجدار
حذاؤه المتروك صار يابسا
قمصانه الصيفية البيضاء
لم تزل تنام فوق رفها
أوراقه المبعثرة
قالت لها: سيمعن الغياب
لكنها هناك لم تزل على انتظار
و لم يزل معلقا
حزامه الجلدي
و كلما مضى النهار
تحسست خاصرة عاريةً
و استندت إلى الجدار