عند وفاة والد سلمى، جاء رجال لم ترهم من قبل، وقالوا إنهم أعمامها وأخذوا الجثمان ليُدفن في مسقط رأس العائلة، هناك في رشيد. تلك المدينة التي غلفها التاريخ بغموض الأساطير، وحيث ينتهي النيل في المتوسط. أصبحت سلمى تعيش بمفردها بعد فقد الوالدين، في مواجهة القاهرة، وجيرانها العدوانيين في السكن، ومحاولات التحقق المهني والعاطفي المُحبَطة. في مغامرة غير محسوبة، تقرر السفر إلى رشيد للبحث عن قبر والدها، فينكشف لفتاة القاهرة عالما مخيفا في تلك المدينة التي تبدو وادعة بين غابات النخيل ومصب النهر وشاطئ المتوسط. وعوضًا عن قبر أبيها، تعثر على مئات القبور. قبور رُدِمت وقبور حية، وقبور تتأرجح فوق موج البحر. تكتشف وجود تنظيمات عصابية حولت المدينة إلى قاعدة لإطلاق قوارب المهاجرين الفارين نحو شواطئ أوروبا. صارت المدينة عالمًا من أمهات ثكالى وفتيات ترملن في البكورة، وأطفال كالزهور من مصر وسوريا وأفريقيا السمراء، يبتلعهم البحر دون حلم أهلهم بالرسو على شواطئ الأمان.
مريم عبد العزيز: كاتبة مصرية. درست الهندسة المدنية وتهتم بتوثيق الآثار الإسلامية وترميمها. نُشرت كتاباتها في مواقع ومجلات متعددة كأخبار الأدب، والتحرير وموقع الكتابة. وصدرت مجموعتها القصصية الأولى "من مقام راحة الأرواح"عام ٢٠١٦، وهناك حيث ينتهي النهر" هو كتابها الثاني.
دايماً عند قراءة رواية لكاتب أو كاتبة أول مرة أقرأ لهم بكون قلقانة والصراحة يعني بكون متوقعة الأسوأ و إن الكتاب أكيد مش حيعجبني... ولكن عند قراءة هذه الرواية كنت مبسوطة جداً بإكتشاف قلم مصري في منتهي الجمال😍
هناك حيث ينتهي النهر الرواية الأولي للكاتبة المصرية مريم عبد العزيز التي صدر لها مجموعة قصصية عام ٢٠١٦ بعنوان من مقام راحة الأرواح..
الرواية تلقي الضوء علي الهجرة الغير الشرعية للكثير من الشباب والعائلات سواء من الأفارقة ،المصريين و السوريين للوصول لشواطئ أوروبا للهروب من أوطانهم في محاولة لبدء حياة جديدة و كريمة ونسيان الماضي بكل ما فيه..
"لم نكن نريد من الدنيا سوى أن نعيش بلا قهر.."
فكرة الرواية ممكن تبان بسيطة و قرأنا زيها في كتب كتير ولكن إسلوب الكاتبة و تناولها للموضوع كان فعلاً مميز ومختلف... إستطاعت الكاتبة أن تكتب رواية كلها تقريباً تدور حول الموت و لكنها مكتوبة بمنتهي العذوبة و بدفء غير عادي...
سلمي بطلة الرواية ،شخصية مرسومة بعناية فائقة و حتحس بيها و بكل مشاعرها كإنك تعرفها من زمان.. السرد كان ممتع و اعتمدت الكاتبة علي تعدد الأصوات في فصول الرواية و بتقدر تتعرف علي العديد من الشخصيات اللي في لحظة حسيت إنهم كتير شوية و لكن مع إنتهاء الرواية قدرت أشوف الصورة كاملة و عجبني جداً ربطها لكل الحكايات ببعض بذكاء...
يعيب الرواية إن الحدث الرئيسي اللي مبني عليه كل الأحداث مش منطقي و النهاية علي الرغم إنها مؤلمة لكنها لم تقنعني أوي...
رواية دافية ،حلوة و ممتعة وقلم مصري جميل و سلس و حتخلص الكتاب وحتلاقي نفسك مبسوط و بتقول الحمدلله لسة في أمل:) التقييم ٣.٥..
“البحر أو النهر ، كلاهما بقع مائية تظهر لنا على الخريطة ، تنقلنا للعيش في موطن آخر غير موطننا، أحيانا” تخدعنا عمق الماء كغدر الصديق فتغرق بكل سهولة ، فيصعب عليك أن تنتقل لحياة أخرى تتمناها .. و لكن الأشد غدرا” بالرغم من جمال طبيعته و أمواجه المتلالئة هو “البحر” فيبتلعك دون مردة لك، فتصبح ذكرى منسية و فقد لأحبابك “ . -جمال الغلاف للجميلة دعاء العدل . -لغة فصحى رقيقة و سلسة ، نادرا” إن ذكر كلام بالعامي . -أكثر ما عجبني الفصول القصيرة ، مما تمنع شعور القاريء بملل . -مشاعر الشخصية “سلمى “ مجسدة أمامي و أيضا” أم “بطة” ، احييكي عليها . -كنت أفضل أن تسمى “هناك حيث ينتهي “البحر” بدلا” من “النهر” ، لأن البحر يربط بين البلدان ، و إني على دراية بوجهه نظر الكاتبة حيث أن النهر يصب للبحر ، و لكن أغلب البلاد مترابطة أكثر بالبحور . -أسرني وصف اسكندرية . -تكرار كلمة “يواسي” ، نحتاج لمن يواسينا أو نلجأ لأشياء تواسينا مثل التخيل . -سؤال خفي : لماذا يقرر الأحياء الرحيل عن حياتنا دون سابق إنذار ؟ و ذلك متمثل في شخصية “علاء” ، و تلك الشخصيات مكررة في حياتنا، يرحلون دون إبداء أسباب . -بين السطور:سواء في البر أو البحر ستهلك نتيجة صعابالمعيشة و الرزق ص١٢٦. -أعجبني نظرية “الخوازيق” في الحب . -أعجبني التخيل مع التماثيل المشهورة في قلب القاهرة . -كلمة “الخرائط “ ذكرت للتنقيب و البحث ، كبحث داخل نفوسنا أو بحث لوطن نريده يلاقي أحلامنا . -آخر ثلاث فصول مؤلمين بتفاصيلها و لأن موضوع الرواية كله مؤلم . -حبيت الرواية كعمل أول للكاتبة و في انتظار المزيد . -تقييمي ٤ من ٥ .
كتابة سلسة وقريبة، دون ميل إلى التكلف أو حاجة لإثبات جدارة، رسم الشخصيات كان جميلا؛ أعجبني فيه أن الكاتبة دفعت القارئ لبناء تصوراته الخاصة عن الشخصيات ثم هدمها وإعادة بنائها، ليكتشف في النهاية أنها لم تُملِ عليه تصورًا ما، وأنه لا يعرف حتى وصف الشخصية الخارجي.
ليس أجمل من الاكتشافات الجديدة الجميلة <3 في روايتها الأولى ترسم مريم عبد العزيز باقتدار لوحة شديدة الخصوصية والجمال، تستعرض فيها طرفًا من حياة بطلة روايتها الصحفية "سلمى" التي تعاني خذلان الحب وضياع مقبرة والدها، في حكاية تبدو غريبة، ولكنها شيقة تستمد من الواقع العديد من تفاصيله وحقيقته، وتنطلق منها إلى مناقشة قضية شديدة الأهمية والحساسية وهي الشباب الذين تضيع حياتهم غرقى في سبيل الحصول على فرصة للحياة هناك على الطرف الآخر من العالم!
قد تبدو الرواية لأول وهلة مجرد رحلة بحث البطلة عن قبر أبيها، ولكن ما إن ندخل إلى تفاصيل العمل حتى نتورّرط مثل سلمى تمامًا في تفاصيل العلاقات والعائلات المختلفة التي تتعرّف عليهم وترتبط بهم، بل وتسمح لنا الكاتبة من خلال صوت الراوي المشارك بالتعرف عن قرب على بعضهم، فنتعرف على "أم بطة" وفقيدها عماد، ونسمع صوت وهواجس مدرس التاريخ "حامد" الذي يقوده حظه لأن يكون في طريقها، ونعرف من خلاله حكاية أخرى وتفاصيل مختلفة وأحلامًا مؤودة وموتى ضائعين! كما تحضر شخصية الريس مصطفى بكل ما تحويه من صراعات وسعي لتحقيق مكانته داخل عائلته خلفًا لوالده، ومحاولته للحفاظ على حلم أخته جميلة الذي تفلت من أيديهم!
"قد لا تزورك في المنام أجمل فتاة رأتها عيناك، ولكنك قد تصادفها في الحياة هكذا دون ترتيب مُسبَق وقد لا تكون هذه الفتاة هي الأجمل في الواقع، ولكنك بطريقةٍ ما تراها هكذا. تتعثر في تشتُّتها وضياعها، لكنَّ شيئًا ما في تلك الفوضى يجذبك إليها شيء ما فيها يشبهك هي لا تعرف بالتحديد ما الذي تريده من هذه المدينة، سحبها نفس التيار الذي سحب سنوات عمرك الماضية تنبش جراحًا قديمة ظَنَنْتَها سَكَنَت، أعادتك إلى شوارع الإسكندرية التي هجرتها، وبيتك الذي لم تَعُدْ ترغب في دخوله، بل وفضَّلْتَ عليه التسكُّع في شوارع المدينة بين مقهى وآخر مع هذه الغريبة حتى الصباح".
ولكن الرواية لاتكتفي بالدوران في فلك سلمى وحامد، رغم أنها تبدو كانت مؤهلةً تمامًا لذلك، بل بدا من بعض فصول الرواية القصيرة أن الكاتبة أنست لهذه القسمة بينهما، ربما تمنح القارئ شعورًا بالدفء بين حكايتين يتناقل كل واحدٍ منهما طرفًا منها، ولكن تحضر جميلة بحكايتها ذات الفرادة والخصوصية منذ بداية الرواية، حتى تتسرب شيئًا فشيئًا بين الحكايات وتفرض حضورها قرب نهاية الرواية، لتبدو تجسيدًا حيًا للحلم المجهض الذي يذوي بين يدي سلمى وحامد، فيما هما لا يملكان من أمرها شيئًا!
تحضر الثورة وأحلام الشباب الأخرى على خلفية الحدث الرئيس للرواية، بل إن شخصية عادل المعتقل تحضر كما يبدو على استحياء، ولكنها تشير إلى ذلك الموقف الخاص جدًا من ثورةٍ مجهضة، وأحلامٍ سرعان ما أصبحت مؤودة تعبّر عنهم سلمى بكل وضوح فتقول
"لا أنفر من الغاضبين، بل أَرْفُقُ لحالهم؛ ربما لكوني واحدةً منهم، أعرف أن لديهم دوافعهم الخاصة، فبعد كل ما عاصرناه من أحداث في السنوات القليلة الماضية لم يَعُدْ بإمكاننا إنكارُ مشاعر كالغضب والحسرة والخذلان نحن غاضبون لأن ما نحصل عليه يبدو لنا أقلَّ بكثير مما نستحقُّ أو مما بذلناه.لكن ذلك الغضب الجديد الذي يملأ صدورنا غضبٌ مهزوم، لا يقوى على الفعل. نحن نتحوَّل بقوة خفية لصورة أخرى من الأجيال التي كنَّا نسخر منها في أيام نشوتنا بالنصر".
وهكذا تبدأ الرواية وتنتهي مع فكرة بحث البطلة عن مكان قبر والدها، ولكنها في رحلة البحث تلك يتكشف لها عالم آخر، وتدق ناقوس خطرٍ يزحف على المدينة الهادئة المسالمة "رشيد" التي تودع أبناءها على ضفاف البحر، بحثًا عن فرص العمل التي لايجدونها، في مقابل صراعٍ آخر مكتوم لأفرادٍ يبدون منهزمين يسعون جاهدين فنقاذ ما يمكن إنقاذه من أبناء هذه المدينة وغيرها، حتى يجرفهم جميعًا ذلك التيار الذي لا يرحم!
أحكمت مريم بناء عالم روايتها، ورغم تشعب الحكايات، وتعدد أبطال الرواية، إلا أن خيطًا قويًا كان يجمعهم كلهم، كانت فيه البطلة سلمى محور العمل، واستطعنا أن نتعرف من خلالها على باقي الشخصيات، وجاءت انتقالات السرد سواء بين شخصيات العمل الرئيسة أو الثانوية بسلاسة وذكاء .
قرأت منذ سنوات قليلة المجموعة القصصية (من مقام راحة الأرواح) لمريم عبد العزيز، وقد أعجبتني معظم قصصها بقدر ما أذكر، ويبدو أنني تأخرت قليلًا حتّى قرأت كتابها الثاني وروايتها الأولى التي أشادَ بها أصدقاء كثيرون وجددوا إعجابهم بها بمجرد تنويهي لها قبل يومٍ أو اثنين، وهي رواية هناك حيث ينتهي النهر، الصادرة العام الماضي عن الكتب خان. وبمناسبة عنوان مجموعتها القصصية الموسيقي، فإن بعض عناوين الفصول الأولى من روايتها تحيل لأغنيات قديمة جميلة لعبد الوهاب وعبد الحليم، من قبيل: (فغدونا لها دخان) أو (الذي أمسك الهواء بيديه). من ناحية عنونة الفصول القصيرة للرواية توحي بالخطوات الحذرة التي تبتعد عن القصة لتقترب من الرواية، حذرة ومترددة، لا يهون عليها أن تترك القصة العزيزة ومتلهفة فين الحين نفسه إلى لقاء هذا الوحش الجميل المخيف والممتع المسمَّى رواية، كأنه البحر الذي نترك له أنفسنا وقد ننجو وقد نغرق. من ناحية أخرى أتت الفصول في جزء كبير من الرواية رشيقة رشاقة قصص محكمة ومكتملة ومكتفية بذاتها، فأسهم هذا في ظني في قدر كبير من انضباط الإيقاع وخفّته الموسيقية. لا داعي لأن أعيد سرد الحكاية التي يعرفها كل مَن قرأ الرواية وأدعو مَن لم يقرأها لأن يتعرّف عليها ويسبح بين أمواجها العفية والعفوية أيضًا، لكن أعجبني اختيار مدينة رشيد مسرحًا أساسيًا للأحداث، وأعلم أنه اختيار طبيعي نظرًا لطبيعة موضوع الرواية المركزي وهو الهجرة غير الشرعية، لكن أشعر بالانتعاش والفرح كلما أقرأ أو أشاهد عملًا فنيًا تدور أحداثه بعيدًا عن القاهرة والإسكندرية، وبالأخص لو كان مكتوبًا جيدًا وليس مجرد إعادة إنتاج لمكونات فولكلورية أو مجرد تسجيل لطبائع وعوائد أولى بها علماء الأنثُربولوجي. ذكّرتني الرواية بمسلسل (تحت الوصاية) على سبيل المثال، من هذه الناحية على الأقل، وبالمناسبة أنصح بها بشدة لكل من يريد أن يستلهم عملًا أدبيًا ملائمًا تمامًا لإنتاج فيلم جميل أو مسلسل لا يكون رمضانيًا طويلًا (من أبو تلاتين حلقة)، بل مسلسلًا منصّاتيًا من أبو عشرة خمستاشر حلقة بالكتير. لم أرتح لاختلاف الرواة ما بين رواي بضمير الأنا، ينقسم بين اثنين من الشخصيات الأساسية، وراوٍ عليم يتولّى السرد عنهما أحيانًا. بالنسبة لي اختيار الراوي مسألة حاسمة في أي قصة أو رواية، وكلما تعدد وتنوّع في العمل الواحد انتقص هذا من إحكام العمل وسلامة نبرته العامة من الخلخلة أو النتوءات. الشخصيات في بعض الأحيان أطيب وأرق ممَّا يجب، أو ممَّا نعهده في الواقع عمومًا، ولم يسلم أي منها من مأساة صغيرة أو كبيرة، ما أضفى على العمل ككل غلالة حزن وشجن لم تخفف منها قصة الحب المنسوجة برهافة ودفء، وبخصوص هذه النقطة الأخيرة يجب أن أضيف أنه أصبح من النادر أن يقرأ الواحد قصة حب، بالمعنى المألوف لهذه الكلمة، أقصد قصة تتشكّل أمام عينيك على السطور، وليس مثلا قصة انتهت وانهارت ونرى مع الشخصيات تبعاتها وعواقبها عليهم، ولا أدري لهذا سببًا، ربما ثمة تعالٍ على قصص الحب وإحساس عام بأن الأدب الثقيل لا ينبغي أن ينجرف إلى مثل هذا الهراء. لكن الحقيقة أن ثمة خوف من السقوط في الكليشيه الرومانسي الفالصو، وهو خوف مفهوم، لكنه لا يعني أن الحب لم يعد يحدث في الواقع ولو عبرَ رموز تعبيرية ترتحل بين شاشتي هاتف محمول بين أيدي الحبيبين، وهو ما فعلته مريم عبد العزيز بشجاعة ورقة تحسَد عليهما.
قدمت لنا الأديبة مريم عبد العزيز روايتها البديعة "هناك حيث ينتهي النهر"، وهي رواية تفيض بعذوبة إنسانية دافئة وتتسربل بحرفية أدبية بارعة.
تساءلت قبل أن أقرأ الرواية، هل هذا العنوان الشعري الموسيقي الجذاب هو مجرد إشارة إلى مكان، إلى مدينة منسية تقبع عند منتهى النهر وتحتضن مصبه في البحر، "رشيد" الوديعة، أم تشير إلى أنهارنا الصغيرة التي تجري داخلنا، والتي نجزع كل مرة تنتهي فيها تلك الأنهار أو توشك أن تنضب، قبل أن نجد نهراً جديداً داخلنا يمنحنا جريانه الحياة من جديد.
الرواية تتكون من ٤٤ فصلاً قصيراً ممتعاً، عناوين الفصول جذابة وموحية، حين قرأت الفصول الأولى بهرتني عذوبة اللغة وثراء المفردات وسلاسة الحكي وجمال التقنيات، مضيت في القراءة مستمتعاً، راغباً عن أي شيء آخر سوى القراءة.
كانت الفصول تتهادى متتابعة في رشاقة، وكان الراوي العليم يحكى لنا كل الحكايات ويخبرنا عن كل الشخصيات، وكان يخاطب بعضهم ويتحدث بألسنتهم فتضطرب الأصوات وتختلط في تداعٍ بديع، وكانت سلمى تخطف زمام الحكي في بعض الفصول، وكذلك حامد، فنجد البوح حتى بما لا يعلمه الراوي العليم أو لم يرغب في حكيه.
"هناك حيث ينتهي النهر" وجدت أديبة رائعة متمكنة من أدواتها، ووجدت رواية بديعة ملهمة، وحكايات مفعمة بالشجون المتوترة، وشخصيات يلفها العمق الإنساني بألمه النبيل.
"هناك حيث ينتهي النهر" شهدت "سلمى" في بحثها عن الونس و"جميلة" في بحثها عن الأمل و"أم بطة" في بحثها عن السكينة، ورأيت "حامد" بغضبه وألمه وسره الدفين و"عادل" بإخلاصه ومأساته و"مصطفى" بحسرته وقسوته الزائفة، وعرفت البحر بضياع حسين وعماد وإدريس وغيرهم، ووجدت ينابيع مختلطة من الأسى واليأس والضياع، ومن الحب والأمل والرجاء.
"هناك حيث ينتهي النهر" رأيت بشراً يعيشون فوق أرضٍ حائرة وأمام بحرٍ قاسٍ، أرض ضاع منها تاريخها ولم ينصفها حاضرها، وبحر يمنح الرزق أحياناً ويضمر الغدر دائماً.
"هناك حيث ينتهي النهر" تبدأ الثلوج الكثيفة في الذوبان، من دفء القلوب وشجن النفوس، ثم تبدأ الحكايات الثقيلة في الانكشاف مع التوق للأمل والخلاص، لكن في النهاية تتسارع دقات طبول الدراما وتتكثف الأحداث، وتتهاوى القلوب مع جميلة وأم بطة وسلمى وحامد، قبل أن تلوح في الأفق ملامح حكايات أخرى لا تنتهي، ..... تماماٌ كالملح.
تحية للأديبة المبدعة "مريم عبد العزيز" على هذه الرواية البارعة والدافئة.
لا تنتهي الرواية عند كونك تقرأها فأنت تعيشها تصبح جارا لجميلة زميل عمل قديم لحامد صديق لسلمى وحتى مصطفى يصبح بطلك المهزوم تعايش جميع الأبطال رواية رائعة الفكرة غنية السرد بداية مبهرة لكاتبة مبهرة من بدايتها
الاسم شدني والغلاف ومن البدايات تفائلت بالخير وإنه أخيرا بقرأ لاسم جديد من غير إحباط.. شكرا مريم :) كان فيه شعور بشوية مط في الجزء الأخير المتعلق بحامد لكن بشكل عام جميلة.
❞ العالم وحش مفترس يفتح فكَّيْه لالتهام الجميع، نطعمه فيطلب المزيد، وجميعنا لم نكن نريد من الدنيا سوى أن نعيش بلا قهر. ❝
هناك حيث التقت قلوب أنهكتها الحياة ، و مع سلمي الصحفية القاهرية التي أوجعها الفقد لتقرر البحث عن قبر أبيها في مدينته الأم رشيد ، تدخل المدينة و معها عالم جديد إلا أن الجميع يبحث فيه عما يداوي فقده .. فبين من فقدت ابنها ، و من فقدت حبها ، من فقد كرامته و انتماءه ، و من فقد حلمه فمشي طريق الموت بحثًا عنه ، من هاجر و من يقسو عليه الوطن .. كلنا تائهون نتشبث بطوق النجاة .
❞ نحن في حصار لا فكاك منه: البحر من ناحية ؛ يتقدَّم بلا رحمة ، واليأس من الناحية الأخرى ؛ يدفعنا دفعًا باتجاه البحر ، والبحر على استعداد لأن يأكل التاريخ والجغرافيا في وجبة واحدة، فماذا سيفعل بنا نحن الذين أضعنا التاريخ وضيَّعَتنا الجغرافيا ، نحن الواقفين على الشواطئ نلوُح للسفن لتحملنا بعيدًا عن ذاكراتنا ❝ هناك حيث كانت المدينة الوطن هي البطل بكل ما تفعله بأهلها ، مدينة تهرب منها علك تحقق الأحلام ، لمدينة قد يحملك طريقها للموت ، مدينة تبني فيها حياتك ظنًا منك أنها حصنك الأمين ، لمدينة تنقلب عليك فجأة و تصير مصدر خذلانك .. لتظل المدينة دومًا شاهدًا على قصص أصحابها.
بكتابة جميلة و معبرة و شخصيات مرسومة بدقة ، أحداث مكثفة ، مشاعر و أفكار مركزة ، ستبحر في غمار الحكاية عن الوطن و الإنتماء ، عن أحلام الهجرة و أوجاع الفقد ، عن الحضور و الغياب ، عن أنفسنا و عن من كانوا هناك .. حيث ينتهي النهر و تبدأ المدينة .
عمل إنساني يحمل الكثير من الرسائل أرشحه بشدة للقراءة .
هناك حيث ينتهي النهر حكاية سلمى التي ذهبت للبحث عن قبر والدها، فوجدت مدينة تكشف لها عن وجهها المشرق حينا، وتفاجئها بوجوهها المرهقة وشواهدها المنذرة كلما انغرست قدماها. الخط الأساسي للرواية هو الهجرة غير الشرعية، لكنا نراه من عيون كثيرة. عين الفتاة القاهرية التي لم تر الأمر إلا كخبر في جريدة حتى شهدته بعينها، وعين من فقدت حبيبا أو ابنا ولا تعرف كيف تصدق وفاته دون جسد تواريه التراب، وعين من نجا بجسده ولم يستطع محو أثر التجربة من روحه، وعيون أخرى كثيرة سمراء وخضراء تتشارك الهم والهرب. . أحببت الرواية. أحببت الوصف الذي لا يترك شعورا إلا وشرحه بدقة ونقله لك رغما عنك. أحببت الشخصيات على مآسيها، وأحببت اللغة الشاعرية، ولم يضايقني الحوار بالعامية لأنه أقل من أن يؤثر في سير الرواية. مجرد أسطر تذكرك بلهجة الشخصيات الأصلية. لكني رغم حبي لها لا أقدر على ترشيحها للآخرين بثقة. رواية قاسية مؤلمة، وذلك طبيعي وهي تتحدث عن موضوع كهذا. فهي رواية تستحق القراءة فقط إن كنت تتحمل الروايات الواقعية التي تحمل من حزن الواقع ونهاياته القاسية المبتورة ما تحمل.
Spoiler alert.. الرواية مميزة وأسلوب الكاتبة في التشبيهات والسرد بوجهات نظر مختلفة ساعدني أكتر أفصل بين الشخصيات وأعرفهم..في الجزء التاني من الرواية حسيت بأن الإيقاع قل شوية وكأن الحدث الجديد اتأخر، لكن موضوع جميلة ونهايته عجبتني وخصوصاً وصف التغير اللي حصلها.. حسيت إن النهاية كانت ممكن تبقى أحسن وخصوصاً إن الحوار كان كله بالعامية وآخر جملة قالها حسين كانت فصحى.. حبيت رحلة سلمى لرشيد مدينة الألم والأحلام والشخصيات هتفضل ساكنة جزء في خيالي وهفتكرهم أول ما تيجي أسمائهم قدامي❤️ في انتظار رحلة جديدة مع مريم ومبسوطة إن الكتاب اللي اختارته بالصدفة في المعرض مخذلنيش❤️
This entire review has been hidden because of spoilers.
هناك حيث ينتهي النهر يرى البعض أحلامهم قد تتحقق، غافلين عن أن حياتهم بأكملها قد تنتهي.. وإن لم تفعل، فلن يعودوا لما كانوا عليه قبل عبوره.
سلمى ركضت في الدنيا بحثًا عن قبر والدها، في مدينة لم تزرها ولا تعرف أهلها.. لتلاقي أناس صاروا لها أهلا... بدأت بالبحث عن قبر تلتمس فيه أحد أحبائها، وأنتهت لتسليمها أحدهم إلى قبر، ليصبح قبرًا واحدًا لجميع من أرادت لهم قبرًا.
أن تجد السلام والمحبة في أناس لا تعرفهم ولا يقربون لك، في ود وطيبة ولو كنت غريبًا.
❞ نحن في حصار لا فكاك منه: البحر من ناحية؛ يتقدَّم بلا رحمة، واليأس من الناحية الأخرى؛ يدفعنا دفعًا باتجاه البحر، والبحر على استعداد لأن يأكل التاريخ والجغرافيا في وجبة واحدة، فماذا سيفعل بنا نحن الذين أضعنا التاريخ وضيَّعَتنا الجغرافيا، نحن الواقفين على الشواطئ نلوِّح للسفن لتحملنا بعيدًا عن ذاكراتنا. ❝
سرد يمس القلب لتاريخ مدينة يهرب منها أبناؤها ، يغريهم البحر بوعوده ، باحثين عن الأمل المتجدد في أرض بعيدة.
القائمة القصيرة للكتب المرشحة للفوز بجائزة ساويرس الثقافية (الدورة التاسعة عشرة)
اذا اردت ان تقرأ رواية يمتزج فيها الأمل والألم والصبر والشقاء العزاء فأرشحها لك اخترتها بمحض الصدفة من ضمن الكتب المرشحة للفوز بجائزة ساويرس الأدبية وكان اختيارا موفقا رغم قتامة التفاصيل لكنها تحمل خطا انسانيا لا تستطع امامه سوى ان تقع فى حبها يمتزج فى احداثها الفقد بالحلم باللقاء والخوف من الغد بالأمل فيه الانهزام والانكسار بالسعى والمحاولة مرة تلو الاخرى كل شخصيات الرواية لهم لحظات الانكسار الكثيرة ولحظات المحاولات مرات ومرات لمحاولة عيش الحياة مرة اخرى او ايجاد العزاء فيها كنت احلم بنهاية سعيدة لكن يبدو انه حتى القصص والروايات لم تعد تعدنا بنهايات سعيدة فالواقعية اكثر منطقية...الواقعية تسود الموقف
مؤلم ولكنه جميل. كتاب مليء بالحزن، باليأس والكآبة لولا شخصياته. أبطال الكتاب طبقوا انسانيتهم فخففوا من قسوة الحياة والظروف؛ الشخصيات مثالية قليلاً ولكن لا يهم. لا يستطيع الانسان العيش في عالم قاسي من حيث الظروف والناس. أول مرة اقرأ للكاتبة ولن تكون الأخيرة ان شاء الله. قلمها خفيف وسلس وعميق، يحمل بعض من الشاعرية الجميلة.
القراءة التانية و لسه الرواية ليها نفس الوقع و نفس الأثر الخانق و القاهرة لسه حاضره باسمها ووصفها و شبح "بطحتنا" اللي لسه بنحسس عليها بعد السنين دي لسه عايش مش راضي يموت 💔
This entire review has been hidden because of spoilers.
"هناك حيث ينتهي النهر" لا عقلي لي؛ أتوه وأنا أقرأ.. تختلط عليَّ الكلمات، أحاول أن أهرب من الثقل داخلي للقراءة لأن الكتابة تستعصي، أختار عمل يبدو اسمه طريف يخدعني يدهس على قلبي، أستشعر مرارة العجز والأيام علينا، رغم هذا أتعلق بالونس في الحكاية أُصبر به نفسي، أقول أنها دنيا نحملها ثقيلة ونخففها على بعض، لا نملك إلا هذا وأن قست قلوبنا علينا وعلى الآخرين، أتنهد وأبحث عن عمل آخر لأنه ببساطة خيال.. ❞ خيال… والخيال يواسي عقولنا في اللحظات العصيبة فلا نفقدها كما فقدنا كرامتنا وأرواحنا وبريق أعيننا. ❝
تجعلك هذه الرواية تعي أن لم تعد القاهرة تسحق ابنائها وحدها ولكن انتقلت العدوي لبقية المدن وكأنهن غيرن أن تستأثر القاهرة بالبطش وحدها رواية حزينة وجميلة ومفجعة
رواية عن سلمى الفتاة التى توفي والدها ثم دفن فى مقابر لم تعرف لها طريق لتقرر ان تبحث عن قبر والدها وتبدأ رحلتها إلى رشيد .رشيد البلد الذى يبتلع بحره ابناؤه ،هؤلاء الشباب الذين قرروا الهجرة ولجأوا اليه للبحث عن رزق واحلام او الهروب من متاعب وآلام. تبدأ سلمى رحلتها بالتعرف إلى أم بطة وجميلة والريس مصطفي وحامد . أم بطة الأم التى مازالت تبحث عن جثة ابنها التى لم يلفظها البحر كما فعل مع غيره وتنتظر جثته حتى تستطيع أن تدفنه وتجد له قبر تزوره فيه، وجميلة الفتاة الجميلة التى تنتظر تى خبر عن حبيبها الذى انقطعت عنها اخباره بالخير والشر ، رأت سلمى اللاجئين وهم يفعلوا نفس الشئ لعلهم يجدوا وطنا جديدا غير الوطن الذى فروا منه . رأت عالم جديد ذابت فيه ونسيت ما سافرت لأجله . رواية عن كل شئ وأى شئ عن الحب ، الوطن، الموت ،الأمل، مرارة الفقد ، الهجرة ،الهزيمة والأمل مرة أخرى. رواية لا تخلو من المشاعر انت لا تقرأ الرواية بعينيك ولكن بقلبك. أحسنت الكاتبة السرد واللغة .