يجب أن نسلّم لأمر الله ومشيئته، وأن نعيش الرغبة في ذروتها في أن يخرج إمامنا، ويعجّل الله تعالى فرجه الشريف، وندعو له صباحًا ومساءً، ونفكر فيه ونتأمّل، ونعيش معه بكياننا وبقلوبنا وبأرواحنا. السيد حسن نصرالله
هذا الكتاب أحد الكتب التي تتفاجأ بما يحمله في طيّاته من قيمةٍ وفائدة بسبب عدد صفحاته أولًا وبسبب كونه تجميعًا للمحاضرات وليس مكتوبًا بتسلسل، ومع عزمي بكتابة مراجعةٍ موضوعية لا تميلُ بعاطفةٍ لشخص الكاتب، إلا أن هذا شيءٌ لا أستطيعُ إغفاله؛ وهو أن السيِّد الشهيد عندما يتحدّث عن القضية المهدوية فهو يتحدث من موقعِ الجندي والقائد ذي الخبرة، ما يعني أن نظرتهُ أعمُّ وأشمل، بالتالي حديثهُ عنها أفضل الأحاديث وأهمُّها.
أشيدُ بجمع المحاضرات، لأنها متسلسلة ومترابطة، وعدتُ للغلاف مرارًا لأتأكد إن كان كتابةً أو تجميعًا، أما عن المضمون فأظنُّ الكتاب يمرُّ بمحطات كثيرة وتساؤلات وشبهات يطرحها السيِّد الشهيد ويردُّ عليها، بدايةً من علاقة الإنسان بالغيب على مرِّ العصور والأديان السماوية، وعلاقة الأديان السماوية بالـ"مُخلِّص" وكيف تتعامل معه وتنتظره وتُمهِّد الأرض لخروجه، مرورًا بالعقيدة المهدوية والانتظار الإيجابي منه والسلبي، انتهاءً بقراءةٍ لعصر الظهور وعلاقة الإمام الحُجة بمنتظريه وكيف يُمكن الارتباط به عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
أحد أهم الأفكار المطروحة كانت هي المقاومة، التي كان ولا زالَ هو سيدها، وأعي مع كُلِّ صفحةٍ تنطوي أننا نفقدُك فقدًا كبيرًا، نشتاقُ لخُطَبِك، نودُّ لو نعرف رأيك ونسمعك بقلوبنا وتملأ أرواحنا عزةً وكرامة. ألف رحمة ونور على أرواح الشهداء السعداء وإلى اللقاء بإذن الله في يومٍ يظهرُ فيه ابنُ فاطِمة مالئًا الأرض عدلًا وقِسطًا بعد أن مُلئت ظُلمًا وجورا.