مجموعة بداية يمكن أن نسمها بكونها مجموعة قصصية ليبية بمعنى الكلمة، يعني فيها آلامنا وطموحاتنا وانكساراتنا وتحولات أفكارنا، وفيها ذلك الحزن الذي هيمن علينا ولا زلنا نعيش فيه من أثر الحروب ومن أكثر السياسة ومن أثر ثقافتنا البائسة، ومن أثر سيطرة الكبير على الصغير والقرارات المسقية التي تؤخذ نيابة عنا، سواء في إطار حياتنا الأسرية، أم في أطر اجتماعية أكبر من الأسرة. عبدالحكيم المالكي
عن دار ومكتبة الشعب، بمدينة مصراتة، صدر للقاصة الليبية خديجة رجب رفيدة باكورة أعمالها القصصية، المعنونة (بداية)، بلوحة غلاف للتشكيلية كاميلة أبورويص، وبمقدمة للناقد عبدالحكيم المالكي، أما اللوجحات الداخلية فهي للتشكيلي عبدالحكيم الطليس.
الجدير بالذكر إن هذه المجموعة كانت ضمن منشورات الدار المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخيرة؛ الـ53، ضمن جناح عرض اتحاد الناشرين الليبيين.
هنا تجد مخاوفك وطموحاتك والبلد التي سرقت منك كل شيء.. الهواجس التي ما انفكت تثقل نومك، الفقد، والخوف من المجهول.. الحروب وما تفعله بالإنسان، التفاصيل الصغيرة في الأسرة التي تلحظها أنت وتتردد في قولها، المقارنات التي تعيشها وحدك، تراها غير جديرة بالذكر أحياناً وتقول لنفسك "إنها مجرد كلمات لا أكثر" ثم تكتشف إن الـ "لا أكثر" موجعة! "لا أكثر" تعني التكلفة الباهضة عمراً وندماً! هنا الوحدة، الذعر، الصدمات، والقلب المثقوب، تغييرات الزمان، هنا ترى كيف ينقلب حال الشخص الباسم والمفعم بالحياة إلى جثة هامدة، إلى طيف إنسان يتجول في الشوارع يضحك عليه الصغار ويشفق عليه الكبار، هنا انكسارات النفس، والوادع الأخير، الصلوات الدائمة أن يمضي كل هذا ولا يأخذ معه أكثر مما أخذ.. وبين طيات هذهِ الصفحات ستجد نفسك حتماً.
حين انتظرت ولم يآت الخبز، أخرجت علبة الشمعدان، وبدأت آكل، كاشيك شربة نتشة شمعدان، ، كاشيك شربة نتشة شمعدان، ، كاشيك شربة نتشة شمعدان. كررت خالتي حبيبة جملتها ثلاث مرات، في المرة الأولى كانت هادئة، في المرة الثانية كانت تبكي، في المرة الثالثة كانت تبكي بحرقة. 💔
البداية هنا بداية قلم محلي واعد جدا يتعرف على هويته ومشاكله الإجتماعية والنفسية في انعكاس تاريخ المجتمع الليبي حديثا عن طريق مواقف عايشناها وآلام قاسيناها، تبدو مؤلوفة في أحداثها وشخصياتها التي نعرفها وتعرفنا، والتي وإن أتت بشيء من التبسيط لكنها كلها كتبت بواقعية محلية وبتعاطف فذ.
تحتوي باكورة السيدة خديجة رفيدة علي مجموعة صغيرة وقصيرة من القصص أغلبها له بعد نفساني بحت، فعلا كما قدم لها الناقد عبدالحكيم المالكي. تنتهي في جلسة خفيفة او جلستين لكنها تدعوك بالمقابل للتعرف أكثر على الأدب المحلي بصورته ومفرداته الحميمة كالتي شاركتها الكاتبة معنا.
كل التوفيق لخديجة ومشهد الأدب الليبي عموما. *ثلاث نجمات ونصف*