Jump to ratings and reviews
Rate this book

تلك اليد المحتالة

Rate this book
في مجموعته القصصية الجديدة (تلك اليد المحتالة) ينحو يوسف المحيميد مجدَّدًا باتجاه السرد المكثّف، ذلك السرد الذي لا يتوقف عند جماليات النثر، بل ينزاح نحو آفاق جمالية أوسع تستلهم حتى الفنون غير الأدبية. فهي تشبه ضربات لونيّة سريعة وموحية، من هنا قدرتها مثلاً أن تنقلنا لأجواء التسعينات
ببضع خبطات سردية سريعة وخفيفة أو تنقل انتهاكات الوباء النفسية والاجتماعية في عبارات قصيرة ومشحونة بالدلالة. وبسبب كثافتها العالية "نزعتها ان تقول الكثير في كلام قليل"، ستميل تلقائيًّا إلى التجريد، لكن دون أن تعتنق تجريدًا ثقيلاً، إذ يمكن لمح البشر والأشياء والكائنات والمشاعر والعلاقات والأحداث من خلف هذا التجريد الشفّاف.


هي أيضًا لعبة ضوء وعتمة، تحدد بدقّة ما تخفي وما تظهر، ولا يمكن قراءتها دون استحضار جماليات الفوتوغراف.


مجموعة (تلك اليد المحتالة) للروائي يوسف المحيميد هي بمثابة نقطة التقاء تصبّ فيها فنون كثيرة، وبلمساتها السرديّة الخفيفة لكن المعجونة بخبرة طويلة في فنون القصّ، تتحرك وسط هذا الفضاء برشاقة لافتة، وتضيء ما هو مشترك بين كل هذه الفنون.


من فضاءات تلك المجموعة، نص قصير جدًا بعنوان (جَدّ): "كلما استيقظ وجلاً، متلفِّتًا حوله، تكاد حبَّات العرق تتعثَّر في حاجبيه الأبيضين الكثَّين، ينهض متثاقلاً نحو خزانة عتيقة، ليخرج مسدسًا بجراب متيبِّس بدم قديم، وقبل أن يصوبه نحو حلمه المتكرر، يتذكَّر أنه بلا رصاص.

-صلاح صيام

Unknown Binding

Published April 7, 2021

1 person want to read

About the author

يوسف المحيميد

16 books177 followers
(English: Yousef Al-Mohaimeed)
في ظهيرة باردة، في السابع عشر من رمضان 1383هـ الموافق 31/1/1964م، انطلقت صرخته الأولى، في غرفة علوية لمنزل طيني في حي الشميسي القديم، هتفت جدَّته: ولد! واستبشرت خالته بقدومه بعد سبع بنات، مات الثلاث الأول منهن. كانت أمه تظن أنه سيكون فقيهاً أو شيخاً مرموقاً، وقد تزامن يوم مولده مع ذكرى يوم معركة بدر، المعركة الأولى في الإسلام، والتي انتصر فيها المسلمون. بعد أن بلغ عاماً واحداً انتقلت أسرته إلى حي عليشه الجديد، وهناك عاش طفولته ومراهقته وأول شبابه، حتى الواحدة والعشرين، وقد تخللت طفولته أيام مؤرقة، شارف فيها على الهلاك، لعل أصعبها إصابته بالحصبة الألمانية في السنة الثانية من عمره، والتي كادت أن تقضي عليه، ودخل فيها مرحلة الخدر والصوم الكليّ عن الأكل: "لقد كان الخس الأخضر في حديقة البيت هو نبتة الحياة" هكذا قالت أمه، وقد عاد مرة أخرى من الموت، فصارت تلك النبتة أهم عناصر الوجبة الغذائية لأمه حتى بلغت السبعين من العمر. في السادسة من عمره، أصيب المحيميد الابن الأكبر، مع شقيقيه بتسمم حاد، نقلوا على إثره إلى مستشفى المركزي في الشميسي، فخرج بعد شقيقه الأوسط، بينما مات شقيقه الأصغر في السنة الثانية من عمره، وأصيبت الأم بصدمة كبيرة، جعلها أكثر خوفاً وقلقاً عليه، لكن ذلك لم يلغ وقوعه فريسة سهلة للأمراض. التحق في السابعة بمدرسة الجاحظ الإبتدائية في حي "أم سليم"، وكان يقطع مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات من حي "عليشة" إلى "أم سليم"، بصحبة أخوه من الأب، وابني عميه الذين يكبرونه في العمر، ويشاركونه في الصف الأول الإبتدائي. وفي الصف الخامس الإبتدائي انتقل إلى مدرسة القدس الإبتدائية في حي "عليشة"، التي كان بابها الغربي يقابل باب منزل أسرته تماما. أمراضه المتكرِّرة، وكونه جاء بعد سبع بنات، جعله يتذرَّع بالمرض أحياناً، كي يظفر بكتاب مستعمل من "المكتبة العربية" في شارع "الشميسي الجديد"، إذ تُحضره له أخته الصغرى كي يتسلَّى وتخفَّ عنه الحرارة المرتفعة، هكذا تربَّى مبكراً على قصص الأساطير: ألف ليلة وليلة، سيرة عنترة بن شداد، سيرة سيف بن ذي يزن، الزير سالم، وسلسلة المكتبة الخضراء للأطفال، ثم "أوليفر تويست" للإنجليزي تشارلز ديكنز، و"بائعة الخبز" للفرنسي كزافيه دي مونتابين؛ وربما كانت سيرة سيف بن ذي يزن المنزوعة الصفحات الأخيرة جعلته يشعل مناطق الإبداع منذ الصغر، واضعاً للحكاية أكثر من نهاية مبتكرة. في العاشرة حصل على جائزة دولية تمنحها اليابان لرسوم الأطفال عن لوحته: "يوم الأم"، وكانت عبارة عن أم تحتضن طفلها، ومجرَّد أن انتقل إلى متوسطة فلسطين المحاذية لشارع "العصَّارات"، حتى أخلص للفن التشكيلي والخط ا

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
0 (0%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
1 (50%)
2 stars
1 (50%)
1 star
0 (0%)
No one has reviewed this book yet.

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.