يناقش المفكران الفرنسي ريمي براغ (1947) والسنغالي سليمان بشير ديان (1955) في كتابهما "الجدل حول الإسلام" آيات من القرآن الذي يعرفهما كلاهما باللغة العربية، ويفكران في تاريخ انتشار الإسلام ودخوله إلى الحداثة، دون أن يتهربا من أي سؤال طرح على الثقافة الفرنسية، من الإسلاموية إلى مكانة المرأة، بما في ذلك مسألة الجهاد والعلاقة مع الأديان الأخرى. هذه المناقشة التي صدرت بالفرنسية، ووصفت بأنها الأكثر حيوية في مسألة فهم الغرب للإسلام، نقلها إلى العربية الباحث في الإناسة وعلم الأديان المقارن التونسي محمد الحاج سالم، وصدرت عن داري "الروافد الثقافية" و"ابن النديم".
بما أن الجدل كان حول الإسلام فمن المتوقع مسبقا أن يتخذ ريمي موقف الهجوم، وأن يضطر سليمان إلى الدفاع. لم يبد موقف الأخير قويا بما يكفي، وربما شعرت بأن اكتفاءه بالدفاع ليس مبررا، لا سيما وأن الجدل يبقى في حدود العقلية الغربية، فالمهاجم يحتكم إلى خلفيته في محاكمة الإسلام، والمدافع يظل حبيس العقلية نفسها في محاولة التبرير والتقريب.