دأب النقاد – في الغالب- على دراسة العلاقة بين الأدب والواقع مِن منحى واحد؛ ألَا وهو دراسة تأثير الواقع في الأدب، وآلية نقل الواقع إلى الأدب؛ أمَّا الدراسة الراهنة فحاولتْ أن تنحو منحًى عكسيًّا، وهو دراسة تأثير الأدب في الواقع؛ أو بعبارةٍ أدق دارسة تأثير الرواية في قرائها؛ واتخذت الدراسة من آراء نظرية الاستجابة وسيلة للوصول إلى هذه الغاية. ومع صدور كمٍّ كبيرٍ من الروايات الحديثة التي تتلقفها أيدي الشباب في نَهمٍ، دون بقية فنون الأدب والفكر، وظهور مصطلحات، كالأكثر مبيعًا، وحفلات التوقيع، وجوائز الإبداع الأدبي؛ أصبح مِن المهم البحث عن استجابة الشباب على نحوٍ خاص لهذه الروايات الحديثة التي تناقش واقعهم المعاصر.