كانت فرصة متجددة أن نؤكد لعبد الحليم حافظ أنه مريض، وأننا نخاف عليه... ودون أن نذكر ذلك صراحة.. أن نوهم أنفسنا بأننا أحسن حالاً منه.. وأننا في صحة جيدة وأن حياتنا منظمة وإننا نعرف تماماً ما الذي ينفع وما الذي يضر.. وكنا لا نمل أن ننصحه كل ليلة.. وكان يتزعم حملة العطف هذه شاعرنا كامل الشناوي يرحمه الله.. وكان شيئاً غريباً أن يقودنا كامل الشناوي إلى الحملة من أجل صحة عبد الحليم مع أن كامل الشناوي نموذج مكبر جداً للحياة الفوضوية، فلا كانت عنده صحة ولا في حياته نظام.. ولم يفلح أحد في تنبيه كامل الشناوي إلى شيء من ذلك.
وكان على أمين كثيراً ما ينصح عبد الحليم وكامل الشناوي بضرورة النظام في الحياة وأن الفن ليس هو الفوضى وإنما الفن هو تنظيم للطاقة الإنسانية والقدرات الإبداعية.
وأن الزمن الذي يرتبط فيه الإنسان بشروق الشمس وغروبها قد انتهى وانقضى وأن العلم الحديث قد أطال النهار.. عندما اخترع الإنسان المصباح الكهربائي. وأن كل شيء في هذه الدنيا قد ركبنا عليه ساعة تدق.. فالوقت من ذهب وأن هذا هو شعار العلم الحديث.
أنيس محمد منصور كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري. اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارت، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوب الأدبي الحديث. كانت بداية أنيس منصور العلمية مع كتاب الله تعالى، حيث حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كتاب القرية وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه عاشوا في حياتي. كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق في كلية الآداب في جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه وحصل على ليسانس آداب عام 1947، عمل أستاذاً في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم.
آثر أن يتفرغ للكتابة مؤلفاً وكاتباً صحفياً، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية. وحافظ على كتابة مقال يومي تميز ببساطة أسلوبه استطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء. ظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب. وعاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقاً مقرباً له ثم أصبح صديقاً للرئيس السادات ورافقه في زيارته إلى القدس عام 1977 . تعلم أنيس منصور لغات عدة منها: الإنكليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها: حول العالم في 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت في اليابان وبلاد أخرى.
حصل في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب. كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به. توفي صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عاماً بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بإلتهاب رئوي وإقيمت الجنازة يوم السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر. وتم دفنه بمدافن الاسرة بمصر الجديدة بعد تشييع جثمانه.
لن ينسانا الموت أبداً ولن ننساه مهما هربنا مهما لهثنا وراء أحلامنا وأيامنا لا ننسي أبداً أن هناك نهاية ما قادمة وأن هناك حداً قريباً وإن ابتعد عن عيوننا
نحن نتناساه لعله ينسانا ولو لبعض العمر ! هذا هو مغزي الكتاب .. في مجموعة من المقالات المميزة كعادتي مع أنيس منصور
قرأت جزءًا منه عام 2000 في سيارة عمي وأعجبني جدًا,ثم بدأت أبحث عنه لشراءه فلم أجده, وظللت ابحث عنه حتى وجدته في مكتبة عام 2011 فقرأته في ساعة واحدة, من ألذ الكتب وابسطها, وأكثرها متعة, ممتلئ بحكمة أنيس منصور, وبساطة شرحه وكتاباته اللطيفة, دائمًا أنصح أصدقائي المبتدئين بقراءته, فهو كتاب لطيف وخفيف ومتنوع المواضيع ولا يتحدث عن شيء واحد, كما أن كمية التفاؤل به واضحة .