دعوة لتجاوز مشاغلَنا اليوميةَ والضرورات المُلحَّة لحياتنا، وكذلك صخبَ الواقع من حولنا. دعوةٌ لنتحرَّر من كافة الضغوطِ الواقعة علينا لكي نصمتَ لحظة. دعوةٌ كي نُعمل بصيرتَنا في أنفُسنا، وفيما نعمل مُتجاوزين حدودَ المكان والزمان. دعوةٌ لنتأمَّل ما يحدُث حولنا ونغوص للأعماق. دعوةٌ لنكتشفَ ما خفيَ علينا من معان، وما غابَ عنّا منها، وذلك حتى نصحِّح رؤيتنا، ونرشد مسارنا.
محاولة لتأصيل غايات نبيلة، كالاهتمام بالاكتفاء الذاتي وتطوير الأرياف، وذكر لتجارب المؤلف ومن معه في تطبيق أفكارهم واقتراحاتهم لتعميمها على سائر بلداننا العربية
"ما الذي تعنيه التنمية الذاتية بأعم وأوسع وأشمل معانيها؟ إنها تعني استعادة الإنسان المصري والعربي للمبادرة، وحقه في الاختيار؛ اختيار أهداف الحياة، ومعنى التقدم ومضمونه، وحقه في المشاركة في التنمية، وفي بناء مستقبله ومستقبل مجتمعه/أمته، كذلك تعني التنمية الذاتية تمكين أبناء المجتمعات المحلية تنظيميٍّا وعلميٍّا وتكنولوجيٍّا، من أن يكونوا منتجين ومبدعين، والتخلِّي عن التقليد الأعمى للنموذج التنموي الغربي، وعن صيغة التحديث الجاهزة والمرتبطة بالتلقِّي السلبي لثمرات إبداع الآخَرين في صورة سلع وأساليب جاهزة للحياة والاستهلاك والإنتاج؛ مما يؤدِّي إلى خمود القدرات الإبداعية الذاتية. التنمية الذاتية لا تعني فقط مشاركة الناس — كل الناس — في التنمية، بل أنْ يشعر الناس أن قضية التنمية هي قضيتهم وأنهم يملكون مفاتحها؛ لذا فهي تخاطب الدوافعَ الأعمق للوجود لدى الناس، ورغبتهم الأصيلة في التعبير عن أنفسهم؛ ومن ثَمَّ فالتنمية الذاتية من أهم شروط استدامة التنمية، أي التنمية المستدامة". هذه الفقرة من الفصل الأخير بعنوان "التنمية الذاتية" تلخص مضمون هذا الكتيب الصغير في حجمه الكبير في فكرته وموضوعه.
ترتكز رأسمالية الشركات على فكرة مفادها التركيز على سلع وخدمات بعينها تصبح مدخلات في ماكينة التسويق ليتم انتاج الأموال (الأرباح) وبالطبع الدول لاتعمل بمثل هذه الطريقة، كيفية خلق دوائر إنتاجية مستدامة بحيث يكون المنطلق هو سد احتياجات المجتمع بدون إفساد البيئة وطبعا الفلاح المصري أحد اول النماذج في استخدام كل مكونات الطبيعة وتطوير تقنيات مساعدة ليه ولو بدأنا نموذج نهضوي مبني على العنصر الناجح ده أكيد هننتظر مستقبل مختلف.